• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع كارثة السقيفة

كارثة السقيفة
السقيفة وما أدراك ما السقيفة
كل من جرى قلمه في صفحات التاريخ، باحثا " فيه عن أحوال الأمم الماضية والقرون الخالية، تعرض إلى حادث السقيفة، وما جرى فيها وبها من كوارث مؤلمة تقض المضاجع، وتندي الجبين.
ولكن قل أن ينجو مؤرخ من الانحياز إلى أحد الطائفتين (الشيعة والسنة) (1) المتخاصمتين من ذلك اليوم إلى يوم الناس هذا، وإلى ما بعده.
ولقد عالج هذا الحادث في كل قرن مضى كثير من المؤرخين، راجين قشع ما تلبد عليه من سحب، وما أحاط به من دخان، وإزالة ما وضع في سبيل الأمة من عقبات كؤود لا يجتازها عابرها إلا بشق الأنفس.
وهيهات النجاة وكشف القناع عما وضعه الوضاعون، ودسه الدساسون في القرن الأول، والقرن الثاني، وما يليهما من القرون، وقصدهم بما وضعوه، وبما دسوه الستر على من ارتكب الطرق الملتوية لئلا تتكشف عوراتهم البادية، وتعمية السبيل المستقيم على سالكيه لهذا وذاك، عسر على المحققين المنصفين مع بذلهم قصارى جهدهم للوقوف على تمحيص الحقيقة آنذاك.
لكن الله جلت قدرته لن يخلي زمنا " ما ممن يقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق، والحمد لله رب العالمين.
إذن فالكتابة عن يوم السقيفة وطوارئها، والبحث عن إدراك غوامضها ليس بالأمر السهل، إذ هو السبب القوي الداعي إلى انقسام الأمة إلى فرقتين في يومه، ثم إلى فرق تبلغ الثلاث والسبعين فرقة، كما جاء في الحديث كل فرقة تحمل على من سواها حملة شعواء لا هوادة فيها، وتحملها أوزار الثقلين من الإنس والجن، ولا ينجو من تلك الفرق كلها سوى فرقة واحدة، بإخبار الرسول صلى الله عليه وآله (2) وهذا شئ عظيم يوجب إلفات النظر بدقة.
أمة كبيرة طويلة المدى، لا ينجو منها سوى فرقة واحدة (الله أكبر) إذن يجدر بالإنسان أن يجهد جهده لإنقاذ نفسه، وإنقاذ عياله، ومن يلوذ به وأصدقائه، بل جميع الأمة إن استطاع ولا أراه بمستطيع...
فالأمر أمر تضرب له آباط الإبل، انتبه ! !
إذن، فأي فرقة هي الفائزة بالنعيم الأبدي في رضوان الجنان ؟
لعمري ولعمر الدهر، لو أن الإنسان بات الدهر طاويا "، يفترش الغبراء، ويلتحف الزرقاء ونجى لما كان مغبونا " به.
ولنبحث الآن عن:
الفرقة الناجية
وإن تكرر منا هذا الموضوع قبلا " (3)، إنما هو لكل فائدة، لذلك أتينا بهذه الفقرات أيضا "، فنقول:
إن صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وهو الرؤوف بأمته، الرحيم بها، أيقول لنا حديثا " [هو] من أهم الأحاديث الواردة في الترغيب والترهيب، وفيه من الغموض ما لا يستطيع أعظم مفكر أن يكتشف غوامضه إلا أن يكون معصوما "، ويتركه على الصدفة بدون أن يعلق عليه، فيوقع أمته مضطربة الأحوال، تتخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء ؟ !
حاشاه من أن يغمض أمرا ذا بال، فيه لأمته النجاة أو الهلاك فأقول: إن الفرقة الناجية هي التي تمسكت بولاء الله وولاء الرسول والأئمة الأطهار الذين طهرهم الله من الرجس، وتبرأت ممن عاداهم عملا " بالحديث الثابت المتفق عليه من كلا الطائفتين (الشيعة والسنة) وهو قوله صلى الله عليه وآله:
(من كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) (4).
وأما قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وآله لما سئل عن الفرقة الناجية أيتها هي ؟ فقال: (ما أنا وأصحابي عليه) فغير مسلم فيه إذ أن الصحابة ليسوا كلهم ممن يتمسك بهم، لأنه فيهم ممن ظهر منهم أفعال غير مرضية، مثل: مروان بن الحكم الطريد ابن الطريد، الملعون ابن الملعون، كما روي عن عائشة، عن رسول الله:
(مروان فضض من لعنة الله ورسوله) (6)، ومعاوية الطليق ابن الطليق، وعمرو بن العاص المشهور في المكر والخداع، وكالمجرم المغيرة بن شعبة، وكثير غيرهم.
وقد قال الله سبحانه في سورة براءة: (ومن الأعراب منافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (5).
أما أنا فلي رأي في قوله تعالى: (لا تعلمهم) وهو أن النبي صلى الله عليه وآله يعلمهم تماما "، ولكن جاءت الآية للتهويل بهم لتمردهم في حرفة النفاق، كما تقول فيمن كثر إيذاؤه، وعظم ضرره وبلاؤه في الفساد والإفساد، فتمرد بفنه تقول إذا أردت أن تعلم عنه أن هذا رجل كذا وكذا، وأنت تريد [أن] تعرفه لمن يعلم حاله تقول له: أنت لا تدري ما فعل فلان من كذا وكذا من الأفعال مع علمه بحاله ! ؟
وهذا أمر شائع معروف حتى بين العوام، ويعرفه من له معرفة في علم البلاغة.
وإن صح قوله صلى الله عليه وآله: (ما أنا وأصحابي عليه) ولا أراه بصحيح، فالمراد به أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله ورسوله قدوة لأولي الألباب، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالتمسك بهم، ونهى عن ترك التمسك بهم، كما أوردنا عليك الكثير من الروايات الواردة بهذا الشأن في كتابنا هذا، فراجع وتأمل، ولا تحملك العصبية.
وهنا أقدم لك دليلا " غير هذا، وهو قد ورد في كتب الحديث، وكتب المواعظ وغيرهما:
(من قال لا أله إلا الله دخل الجنة) (7) قلت: نعم لكن بشرطها، فالأمة كلها تأتي بلا إله إلا الله، محمد رسول الله، الشيعة وغير الشيعة، ومع ورود ذلك، فقد حكم النبي صلى الله عليه وآله بنجاة فرقة واحدة لا غير.
فالقول بنجاة الأمة جميعا "، رد للحديث المتفق على صحته، والقول بهلاك الكل رد له أيضا " كما قدمنا (8) أيضا "، إذن فلا بد أن تكون الفرقة الناجية قد امتازت عن غيرها من الفرق بشئ لم تأخذ به بقية الفرق.
وقد امتازت الشيعة عن غيرها بأمور اختصت بها، وهو قولهم بعصمة الأئمة عليهم السلام، واختصاص الخلافة بهم بأدلة تقطع على الخصم حجته، فالخلافة لا تصلح لغيرهم، ولا يتم نظام الأمة بتولي الخلافة بغيرهم.
ولو أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله أخذوا بتعاليم نبيهم، لما وقعوا فيما وقعوا به من القتل والنهب والسلب، ولكن خرجوا عن طاعة الله والرسول، فكان ما كان مما لا يخفى على أحد، فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.    
وقد أتينا بما فيه كفاية لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.
ونختم القول بأن الشيعة فرقة مؤمنة أخذت بجميع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله عن ربه، فهي صاحبة الحق في كل مدعياتها، ولكن أهل الفساد ألصقوا بها عيوبا "، هي منها بريئة كبراءة ذئب يوسف من يوسف، راجع كتبها، وتتبع آثارها بإخلاص، تعرف صدقنا.
وأقول: إن لفظة (شيعي) هو شرف عظيم، لأن القرآن جاء بمدحها، ألا ترى إلى ما قال الله في كتابه حكاية عن الذي استغاث بموسى لما أراد القبطي السخرية منه (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه) (9) أي ي موسى وكز القبطي فقتله، دفاعا " عمن هو من شيعته.
وقوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم) (10) يعني إن نوح من شيعة إبراهيم.
وقد مر عليك كثيرا " قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت وشيعتك) فالشيعة هم حزب الله، وحزب الأنبياء والأوصياء، والحمد لله.
طامة الشورى (11)
قلنا غير مرة: إن الله جل وعلا أرسل محمدا " صلى الله عليه وآله، وشرع له دينا " قيما " لا عوج فيه على لسان جبرئيل، وأنزل عليه قرآنا " محفوظا " لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.
ونص الله ورسوله على وصيه علي عليه السلام من أول يوم أعلن الرسول الدعوة فيه فأمره الله بإنذار عشيرته الأقربين، واستوزر عليا " عليه السلام وما زال في كل مناسبة يرفع من شأن علي في أمر الخلافة، حسبما تقتضيه حكمته البالغة إلى أن جاء اليوم الذي أراد الله أن يتوفى فيه رسوله، ففي اليوم الذي قضى الرسول صلى الله عليه وآله فيه نحبه، وبينما كان علي ومن معه مهتمين في تجهيز رسول الله صلى الله عليه وآله، قام الأنصار واجتمعوا في سقيفتهم، ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة (12).
وبينما هم في تبادل الرأي إذ كبسهم من المهاجرين ثلاثة: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، فدخلوا عليهم بغتة، ودار الحوار بين المهاجرين والأنصار، واحتدم النزاع، واشتد الجدال حتى كادت أن تقع الفتنة بينهم، فقام أبو بكر، وألقى خطابا " سياسيا " أتى فيه بأسلوب جذاب أخذ بعاطفة الأنصار، فقسمهم شطرين، وبهذا أخذ بزمام القوم، فإنه ذكر فيه أولا " ما للمهاجرين من فضل وسابقة في الإسلام، بأنهم أول من عبد الله في الأرض، وآمن بالله وبالرسول، وأنهم أولياؤه وعشيرته، وأحق الناس بهذا الأمر - أي الخلافة - من بعده، وأن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش، وأنهم لا ينازعهم في ذلك إلا ظالم.
ثم خاطب الأنصار، فلم يغمط حقهم وسابقتهم وجهادهم، لكن... لكن من غير استحقاق لهذا الأمر، وإذا استحقوا شيئا "، فإنما هي (الوزارة)... ولغيرهم... (الإمارة)، فقال:
وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلكم في الدين، ولا سابقتكم العظيمة في الإسلام، رضيكم الله أنصارا " لدينه ولرسوله، وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلة أزواجه وأصحابه، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم، فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء ! ! (13) وفي البيان الشئ المدهش من إطفاء نار عواطفهم المتأججة ضد المهاجرين، وإشباع نهمة نفوسهم الفخورة المتطاولة بفضلهم وجهادهم ونصرتهم، وتقريبا إلى المهاجرين للاعتراف بفضلهم عليهم لأنه ليس أقوى على تخدير أعصاب الجماعة الهائجة من الذهاب مع تيار روحهم، المندفعين بها، فأعطى لهم ما يسألون بلسان حالهم من الاعتراف بالفضل والجهاد، وكل فخر يشعرون به متطاولين.
حقا " لقد صدق وصدقوا، فإن لهم الفضل الذي لا ينكر، ولكنهم أخطأوا بزعمهم أن لهم بذلك حق الإمارة.
وهنا نجد أبا بكر يريد أن يحولهم عن هذا الزعم، فيحذر أن يخدش عواطفهم بما ينقص منزلتهم، ويحط من مقامهم، فعدل عن التصريح بكلمة الخطأ أو ما ينسق عليها من معناها، واتبع أسلوبا " آخر من البيان، وإنه لمن السحر المأثور، فلم يزد على كلمة: (فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء) وفيها تنبيه على خطأهم من طرف خفي من دون التجاء إلى الكلمة التي بها تجرح عواطفهم، وتثير الحزازات، مع الثناء عليهم في نفس الوقت، ثم إثبات الوزارة لهم (14).
نقاش المهاجرين والأنصار
بعد أن أنهى أبو بكر خطابه، لم يرد عليه إلا الحباب بن المنذر (15)، فقال: منا أمير، ومنكم أمير ! وهنا جاء دور عمر بن الخطاب، فقال له: هيهات ! لا يجتمع اثنان في قرن، لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها لمن كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم، ولنا الحجة بذلك على من أبى من العرب.
فقام الحباب بعد عمر، فقال: يا معشر الأنصار ! املكوا عليكم أمركم، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبوا عليكم ما سألتموه، فاجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم - والله - أحق بهذا الأمر منهم، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين، إلى غير ذلك مما قال (16).
خلافة أبي بكر وبعد اللتيا والتي تم الأمر جبرا " وكراهة من الأنصار، وكثير من المسلمين لأبي بكر، وخسر الأنصار، وما ذلك إلا انقسامهم على أنفسهم، وقام أبو بكر بالخلافة سنتين وشهرين وبضع أيام (17) مع أن بيعته (كانت فلتة) على حد تعبير عمر نفسه، إذ قال:
كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها (18).
ونحن نقول: لا والله ما وقى الله شرها، بل ما زال شررها يلتهب، وضررها مستمر إلى الأبد، كأختها الشورى لأنها منبثقة عنها.
دور عمر
ثم جاء دور عمر، وذلك لما نزل بأبي بكر المرض، وظهرت عليه إمارات الموت تفتحت نفسه، ثم لما احتضر أبو بكر، قال للكتاب:
أكتب، هذا ما عهد عبد الله بن عثمان (19) آخر عهده بالدنيا، وأول عهده بالآخرة في الساعة التي يبر فيها الفاجر، ويسلم فيها الكافر.
ثم أغمي عليه، فكتب الكاتب: (عمر بن الخطاب)، ثم أفاق أبو بكر، فقال:
أقرأ ما كتبت.
فقرأ، وذكر اسم عمر، فقال: أنى لك هذا ؟
[قال:] ما كنت لتعدوه.
فقال: أصبت، ثم: قال: تم كتابك.
قال:
ما أكتب ؟ قال: أكتب:
وذلك حيث أجال رأيه، وأعمل فكره، فرأى أن هذا الأمر لا يصلح [به] آخره إلا بما يصلح أوله، ولا يحتمله إلا أفضل العرب مقدرة، وأملكهم لنفسه، وأشدهم في حال الشدة، وأسلسهم في حال اللين، وأعلمهم برأي ذوي الرأي، لا يتشاغل بما لا يعينه، ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحي من التعلم، و [لا] يتحير عند البديهة، قوي على الأمور، ولا يجوز بشئ منها حده عدوانا " ولا تقصيرا "، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر.
فلما فرغ من الكتاب دخل عليه قوم من الصحابة، منهم طلحة، فقال له: ما أنت قائل لربك غدا "، وقد وليت علينا فظا " غليظا " تفرق منه النفوس وتنفض عنه القلوب (20)... ؟ !.
عمر والخلافة
ثم قام عمر بن الخطاب بأمر الخلافة مدة عشر سنين وشيئا " (21)، فلا نتعرض له فيما حكم به في هذه المدة عدل أم لا، إذ أن علماء التاريخ أتوا بكل ما وقع منه في مدة خلافته، فنحيل القارئ إليها (22) إذ نحن غرضنا هنا في جعله أمر الخلافة في ستة نفر، أحدهم علي بن أبي طالب عليه السلام فلننظر هل كان عمر على صواب في ذلك، أم لا ؟
فنقول: لما طعنه أبو لؤلؤة في المسجد، حملوه إلى منزله، وأجمع الناس عنده، فاستشار الحاضرين فيمن يولوه الأمر بعده، فأشاروا عليه بولده عبد عبد الله ! فقال: لا ها الله إذن لا يليها رجلان من ولد الخطاب، حسب عمر ما احتقب، لاها الله لا أحتملها حيا " وميتا " ! ثم قال:
إن رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش:
علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد، وإني رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم ! ثم قال:
إن أستخلف، فقد استخلف من هو خير مني - يعني أبا بكر - وإن أترك فقد ترك من هو خير مني - يعني النبي - ! ! ! ثم قال ادعوهم.
فدعوهم، فدخلوا عليه، وهو ملقى على فراشه يجود بنفسه، فنظر إليهم، فقال:
أكلكم يطمع في الخلافة بعدي ؟ فوجموا.
فقال لهم ثانية، فأجابه الزبير وقال:
وما الذي يبعدنا منها، وقد وليتها أنت، فقمت بها ولسنا دونك في قريش، ولا في السابقة ؟ !
قال [الشيخ أبو عثمان] الجاحظ: والله لولا علمه أن عمر يموت في مجلسه ذلك لم يقدم على أن يفوه من هذا الكلام بكلمة، ولا أن ينبس منه بلفظة (23).
فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم ؟ قالوا: قل، فإنا لو استعفيناك لم تعفنا.
فقال: أما أنت يا زبير، فوعق لقس (24)، مؤمن الرضا، كافر الغضب، يوما " إنسان ويوما " شيطان، ولعلها لو أفضيت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مد من شعير.
أفرأيت إن أفضيت إليك، فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا " [ومن يكون للناس يوم تغضب ؟ !]، وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة وأنت على هذه الصفة (25).
ثم أقبل على طلحة، وكان له مبغضا " منذ قال لأبي بكر يوم موته ما قال في عمر (26)، فقال له: أقول أم أسكت ؟ قال: قل، فأنت لا تقول من الخير شيئا " ! قال:
أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد، و [البأو] (27) الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله ساخطا " عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب (28).
قال الجاحظ: [الكلمة المذكورة] إن طلحة لما أنزلت آية الحجاب، قال بمحضر من نقل عنه إلى الرسول صلى الله عليه وآله:
ما الذي يغنيه حجابهن اليوم وسيموت غدا "، فننكحهن ! !
قال الجاحظ أيضا ": لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة أنه مات صلى الله عليه وآله وهو ساخط عليك للكلمة التي قلتها ؟ ! لكان قد رماه بمشقصه (29)، ولكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا ؟ !
قال: ثم أقبل على سعد بن أبي وقاص، فقال له:
[إنما] أنت صاحب مقنب (30) من هذه المقانب تقاتل به، وصاحب قنص وقوس وأسهم، وما زهرة (31) والخلافة وأمور الناس ؟ ! (32).
ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف، فقال: وأما أنت يا عبد الرحمن، فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به، ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك، وما زهرة وهذا الأمر ؟ !
ثم أقبل على علي عليه السلام، فقال: لله أنت، لولا دعابة فيك ؟ ! أما والله لأن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح، والمحجة البيضاء (33).
ثم أقبل على عثمان، فقال: هيها " إليك، كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك، فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس، وآثرتهم بالفئ، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب، إلى آخر ما قال (34).
ثم أخذ بناصيته، فقال فإذا كان ذلك فاذكروا قولي، فإنه كائن.
ثم قال عمر: ادعو لي أبا طلحة الأنصاري. فدعوه، فقال له:
أنظر يا أبا طلحة، إذا عدتم من حفرتي، فكن في خمسين رجلا " من الأنصار حاملي سيوفكم، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر، واجمعهم في بيت، وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا ويختاروا، فإن اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن فارجع إلى ما قد اتفقت عليه الثلاثة، فإن أصرت الثلاثة الأخرى فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستة، ودع المسلمين يختارون لأنفسهم... (35).
قلت: نعوذ بالله من هذا الحكم الجائر الصادر عن هذا الخليفة العادل، فإنه في بدء أمره وصف الستة بأنهم (مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو راض عنهم) فدعاهم فقال: ادعوهم لي. فدعوهم، فلما حضروا، وصم كل واحد منهم بعيوب لا تخوله أن يكون خليفة، بل مردود الشهادة لو طلب إليها، فضلا " عن أن يكون خليفة، ومع ما عابهم به بقي على إدخالهم في الشورى!
فلو فرضنا أنهم لم يتفقوا في ثلاثة أيام، وضرب أبو طلحة الأنصاري رقابهم، وهم على ما زعموا أنهم من العشرة المبشرين بالجنة، فيا لله أي مسوغ سوغ لعمر إباحة دماء الستة من كبار الصحابة مع أن هناك نصوصا " صارخة في مواضع شتى بخلافة علي أمير المؤمنين عليه السلام أفهلا أرجعها له رأسا "، وأراح المسلمين من هذه المشكلة المعضلة ! !.
فليت شعري على من تكون تبعتهم، وهو يلفظ نفسه الأخير، وتحرج من أن يتحملها حيا " وميتا "، انظر إلى هذا الحكم الذي صدر عنه، وتأمل منصفا "، هل يصدر هذا الحكم من رجل يخاف الله ورسوله ؟ ! كلا فيا ليته ترك الأمة تختار لنفسها، ولم يجعلها شورى، لكان خيرا " له وللأمة على فرض أنهم لم يتفقوا.
ثم انظر إلى قوله: فإن اختلف ثلاثة وثلاثة، فأرجع الأمر إلى عبد الرحمن بن عوف، تجد الأمر ظاهرا " جليا " في عداوته إلى علي عليه السلام ولم لم يرجعهم إلى علي عليه السلام رأسا " ! ؟ ولكن الأمر مدبر بليل كما قدمنا لك في كتابتهم صكا "، وذلك بعد رجوعهم من يوم الغدير، إذ أنهم تصافقوا على إخراج علي منها، وإن أردت الوقوف على الحقيقة أكثر مما ذكرنا، فراجع الكتب المؤلفة في هذا الموضوع (كإحقاق الحق) (والصوارم المهرقة في الرد على الصواعق المحرقة) للشهيد السعيد الإمام القاضي نور التستري و (تشييد المطاعن) (36) وعبقات الأنوار، وغاية المرام، والغدير، ومؤلفات الإمام شرف الدين (ره) وغيرها من الكتب المؤلفة في هذا الشأن.
ثم جاء دور عثمان
قدمنا لك قريبا " أن عمر جعل أمر الخلافة في ستة، وأوصلها إلى عثمان بطريق خفي، وأسلوب دقيق، قال لعثمان ما سمعت بأنه سيحمل بني أمية وبني معيط على رقاب الناس، وسيأتي جماعة من ذؤبان العرب ويذبحونه، وقال: إذا كان ذلك فاذكروا قولي، وحقا " صدقت فراسة عمر في عثمان ! !
ففي اليوم الذي استولى فيه على دفة الحكم، اجتمع بنو أمية على عثمان، فدخل على ذلك الحشد الطاغي أبو سفيان، وقال: هل من عين علينا. قالوا: لا.
فقال: يا بني أمية ! تلقفوها تلقف الصبيان للكرة، فوالله ما من جنة ولا نار ! ثم طلب أن يأخذ واحد بيده، لأنه كان قد عمي، فذهب إلى قبر الحمزة، وركل القبر برجله، وقال:
يا أبا عمارة ! إن الأمر الذي تضاربنا عليه قد صار إلينا ! !
هذه أول بادرة بدرت من شيخ الأحزاب أبي سفيان.
ولننظر الآن إلى ما يحدثه الخليفة الثالث عثمان.
فأول ما أحدث من البدع: رده مروان الطريد ابن الطريد (37) الذي أبعده وأباه رسول الله صلى الله عليه وآله ولا زال مبعدا " مدة حياة الرسول صلى الله عليه وآله ثم مدة خلافة أبي بكر، فإنه قد كلم عثمان أبا بكر ليرده، فأبى عليه وقال له: لا أفعل أمرا " خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم لما صارت الخلافة إلى عمر كلمه من أجل مروان فأبى عليه، وأغلظ له في الكلام، ولما صارت الخلافة إلى عثمان رده فعوتب في ذلك، فقال:
إنما هو من أرحامي، واحتج على أنه كلم رسول الله صلى الله عليه وآله فوعده، كذا ذكر الحديدي.
أقول: إنه اختلق هذه الدعوى ليخفف من اللوم عليه فيما ابتدع.
ثم شرع في عزل من ولاهم عمر على البلاد، وخلف من الأمويين مكانهم، ثم أخذ يرتكب من الأمور التي سببت له القتل، وهي كثيرة نلتقط من أمهاتها ما يتيسر لنا، ونحيل القارئ على كتب التاريخ المطولة، فإنه يجد أكداسا " مكدسة من أعمال بني أمية المنكرة التي هيجت الشعب على عثمان.
ومن أحداث عثمان إغداقه المال على بني قومه: طلب منه عبد الله بن خالد صلة، فأعطاه أربعة آلاف درهم ! وأعطى أبا سفيان مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان مائة ألف درهم، وزوجه ابنته واستوزره، كما تقدم.
وجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكى، فقال له عثمان: أتبكي أن وصلت رحمي ؟ قال:
لا، ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا " عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا ".
فغضب عثمان عليه، وقال:
ألق المفاتيح يا بن أرقم، فإننا نجد غيرك.
وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة، فقسمها في بني أمية.
وأنكح ابنته الأخرى للحارث بن الحكم، فأعطاه مائة ألف درهم من بيت المال أيضا " بعد أن صرف زيد بن أرقم.
وانضم إلى هذه الأمور أمور أخرى كثيرة نقم عليه المسلمون.
وضرب ابن مسعود ضربا " مبرحا "، فكسر أضلاعه، وفتق فيه فتقا "، وعلى أثرها مات !
وأبعد أبا ذر الغفاري إلى الربذة وابنته وزوجته، فمات أبو ذرغريبا " في تلك الأرض القاحلة !
وأرسل كتابا إلى معاوية يأمره بقتل جماعة من المسلمين !
إلى كثير وكثير جدا " مما هو ملئ في كتب السير والتاريخ لأعاظم علماء السنة، فراجع.
أقول: أهكذا ينبغي أن يكون خليفة المسلمين ! ؟
وخلافة عثمان ومن تبعه نتيجة يوم السقيفة، وهي نتيجة عدم تقبلهم نصوص القرآن، ومخالفتهم أوامر الرسول صلى الله عليه وآله ولو أنهم سمعوا وأطاعوا لما وقعوا في مثل هذه الأحوال التي لا تليق بشرع النبي صلى الله عليه وآله.
فالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ما ترك شيئا " يقرب الأمة من الجنة، وما ترك شيئا " يبعدهم من النار إلا بينه لهم، ولكن النفوس الخبيثة تأبى قبول الحق، وسمعت قول عمر عندما عاب على الستة، قال لعلي عليه السلام: لله أبوك ! أنت لولا دعابة فيك، أما والله لئن وليتها لتحملنهم على الحق الواضح، والمحجة البيضاء.
تأمل قول عمر لعلي عليه السلام: (فيك دعابة) !
ليت شعري أي دعابة فيه ؟ !
نعم كان الإمام سمحا " طلق الوجه، ذا بشاشة لا عيب فيه، سليما " من كل ما في غيره من الفظاظة والمماكرة، متواضعا " مستوفي الصفات الكاملة، كابن عمه سيد الأنبياء الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، لكن عمر لما لم يجد فيه ما يخدشه، عاب عليه بما هو من الكرم بمكان.
ثم لماذا جعلها شورى وعلي هو علي ؟ !
فهل كان عمر لا يريد للأمة خيرا " حتى أتى بهذا الأسلوب ليصرفها عن علي ويسلمها إلى عثمان الأموي، حتى جنى على الأمة جناية باقية على مدى الدهر، فكانت سببا " قويا " تذرع بها معاوية حيث قتل عثمان، وهو لا يريد أن يثأر لعثمان، بل جعلها ذريعة لمخالفة علي فحسب ؟ !
ونراه لما تدعم أمره، لم يطالب بما كان يطالبه من ذي قبل.
ثورة الشعب على الخليفة
ثار الشعب على الخليفة لما رأوا عثمان تجاوز الحدود من أهل المدينة، ومن البصرة، ومن مصر وغيرها، وحاصروه في داره، وطلبوا منه أن يخلع نفسه، أو يسلمهم مروان.
وذلك أن واليه في مصر أخذ يجحف بأهلها، فتوسط بالحادث علي عليه السلام فأجابه عثمان على عزله، ووضع محمد بن أبي بكر، فكتب كتابا " إلى عامله ابن أبي سرح: (إذا أتاك كتابي هذا، فاعزل نفسك).
فركب محمد بن أبي بكر، ومعه وفد ساروا يريدون مصر، ولما ساروا مسافة ثلاثة أيام، فبينما هم سائرون، وإذا براكب ناقة يحث السير، فرأوه من بعيد يجانب عنهم، فقطعوا عليه الطريق، وإذا هو عبد عثمان، والناقة له، فقالوا له: إلى أين ؟
قال: إلى مصر.
قالوا: لماذا ؟
قال: أحمل كتابا " للخليفة. فأخذوا الكتاب منه، وإذا فيه:
إذا أتاك محمد بن أبي بكر فاقتله ! ! !
بدل كلمته [إلى] فاقتله على ما رواه المؤرخون وأهل السير (38)، فخافوا من ذلك، ورجعوا إلى المدينة، وعرضوا الكتاب على الناس الذين كانوا محيطين بالدار، فلما أخذ علي الكتاب وقرأه، اغتاظ ودخل على عثمان، وقال:
ما هذا يا عثمان ؟ فأنكر وحلف الأيمان بأنه لا علم له، فقالوا له: الخط خطك، والختم ختمك، والجمل جملك !
فاعترف بكل ذلك، فقالوا: اعزل نفسك. فأبى وامتنع من أن يسلم مروان !
هنا ثارت عليه ذؤبان العرب كما قال عمر، ولكن لله در أبي الحسن تدخل في الأمر فخفض من غلواء ثورة القوم، فجاء عثمان الجامع، واكتظ الجامع بالناس مع وجود أمير المؤمنين عليه السلام فصعد عثمان المنبر، وأوعز إلى القوم ما شرط من تبديل عماله، وإعطاء الحقوق لذويها، إلى كثير مما كان، وأشهد على نفسه بذلك، وعزم كل إلى الذهاب إلى بلده.
دخل الخليفة داره، وإذا بمروان جالس ينتظره، فقال: ما كان من هذا الاجتماع ؟ فأخبره بما كان، فقال له: للموت أهون من إعطائك الدنيئة، وأنت الخليفة ونحن قومك، ارسل إلى ابن عمك معاوية، واطلب منه النصر.
فنقض الخليفة التوبة، وسار على رأي مروان صهره ووزيره.
وكانت زوجة عثمان نائلة (39) تسمع ما قال مروان، وما عزم عليه الخليفة من الرجوع عما أعطى القوم من العهد والميثاق، فانبرت إلى مروان، وقالت: لا شك أنك قاتله، وميتم أولاده !
فقال لها مروان: اسكتي إن أباك لا يصلح الوضوء.
فأجابت مروان بجواب أزعجته به، ثم التفتت إلى زوجها وقالت له:
إن أنت بقيت على الأخذ بمشورة مروان، فاعلم أنك مقتول لا محالة.
وانتظر الثوار طويلا "، فرأوه لم يف شيئا " مما أعطى لهم من المواعيد، وكان قد كتب إلى الطاغية معاوية أن ينصره على الثوار، فأرسل معاوية جيشا "، أمر عليه أحد قواده وأوصاه أن لا يدخل المدينة، وأكد عليه، وقال: إياك أن تخالف ما أمرتك به !
أقول: هكذا ينبغي أن يكون الخليفة، وهكذا أن يكون الوزير، وهكذا ينبغي أن يكون الناصر، ذرية أموية بعضها من بعض ! !
وقصد الطاغية معاوية بوصيته تلك أن يعلم الثوار بمجئ الجيش لنصرة الخليفة عثمان فيعجلوا بقتله، واجتمع الثوار، وأحاطوا بالدار، ومنعوا عنه الماء، فأرسل إلى أبي الحسن أن يتدارك له الأمر، فأرسل إليه بالماء، ولم يأته إذ أنه نصحه، فلم يصغ للنصيحة.
ويقول المؤرخون: إن أمير المؤمنين عليه السلام أرسل الحسن والحسين والخادم قنبر أن لا يدعوا أحدا " يدخل عليه الدار، ولما طال الحال بهم، وسمعوا بمدد جاء من قبل الطاغية معاوية، تسلقوا الحائط، ونزلوا إلى الدار وقتلوه، فرمت زوجته نفسها عليه، فقطعت أصابعها فقتل الخليفة، ورجع الجيش حسبما أشار عليهم معاوية (40).
الفتنة بمقتله
ثارت ثورة معاوية، وأخذ يحرض أهل الشام على أخذ الثأر ويطلب من علي أن يسلمه قتلة عثمان الخليفة المظلوم !
وحمل إليه قميصه وزوجته، فرفعوا القميص ليراه كل داخل.
وأما الخليفة، فبقي ثلاثة أيام بغير دفن على ما رواه الرواة حتى أكلت الكلاب فخذه، ودفنوه ليلا " في (حش كوكب) وهو مقبرة لليهود.
تحريض عائشة على عثمان
وقد فاتنا أن نذكر تحريض عائشة على عثمان، إذ سألت عن ذلك الحادث فقالت: اقتلوا (نعثلا) فقد كفر - تعني عثمان - وقالت: لو أني تمكنت من مروان وعثمان، لجعلت في رجل كل منهما رحى، وقذفت بهما في البحر.
ثم ركبت جملها، وأخذت عبدها، وذهبت إلى مكة تقصد العمرة، وبقيت هناك حتى بلغها قتل عثمان، فركبت وقصدت المدينة، فقابلها رجل في الطريق، وهو مقبل من المدينة، فقالت: ما وراءك ؟ قال: قتل الخليفة عثمان.
قالت: ثم ماذا ؟ قال: تخلف علي بن أبي طالب.
فقالت: ردوني، فوالله لو طبقت هذه على هذه - تعني السماء على الأرض - لكان أهون علي من قتل عثمان !
الخلافة الحقة للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام فلما قتل عثمان، وانتهى دوره، ردت الخلافة إلى أهلها، أعني الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أخو رسول الله صلى الله عليه وآله، وخدنه ووارث علمه، وأبو ذريته، وقاضي دينه، والخليفة من بعده، الذي نص الله ورسوله عليه بالخلافة دون غيره في كثير من المواطن المشهورة.
فبايعه الناس، وأول من بايع له طلحة، ثم الزبير، ثم انهال الناس عليه حتى وطئ الحسنان، وأعلن الإمام علي عليه السلام أن لا يكره أحد على البيعة، وهذا صحيح لأنه هو الإمام، وإن لم يبايعه أحد، لأن الوصي كالرسول لقيامة مقامه سواء بسواء إلا النبوة، فيكون منصوصا " عليه من الله والرسول معصوما "، فلا تنعقد خلافة بأهل الحل والعقد (41) لعدم معرفتهم بمن يصلح لها فلا وزن لهم حتى ولا بالشورى ولا بالانتخاب.
وقد رأينا في عصرنا الحاضر كثيرا " من الوقائع ما يدلنا على الزمن الغابر، فالناس ناس، والزمان زمان، قديما " وحديثا "، وقد رأينا من كثير من الصحابة ممن تعرفهم [أتى] عملا "، فور وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، لا يأتي به أوساط الناس في أي عصر وزمان، فتركوا النبي صلى الله عليه وآله مسجى على فراشه - بأبي وأمي - وأخذوا يتراكضون على الخلافة، كأنها سلعة ينالها من سبق إليها، مع علمهم بما رأوا وسمعوا من النصوص على علي أمير المؤمنين عليه السلام.
وهذا دليل على عدم صحة مدعى القوم بعدالة الصحابة أجمعين، ونحن نقول فيهم العدل وغير العدل.
وبالجملة فلما تم أمر الخلافة له عليه السلام أراد أن يقيم العدل بين الناس، فيجعل الضعيف يساوي القوي في العدل، لا فرق بينهما، وأن يقيم الحدود التي أنزلها الله في كتابه، وأمر بتنفيذها وأمثالها، غير أنه قامت عليه فرقة من المنافقين من حثالات الأمويين، وأذناب المروانيين، فأضرموا يوما " نار البصرة (الجمل) وأخرى نار (صفين) وثالثة حرب (الخوارج).
وهكذا رابعة وخامسة، فلم يجد - بأبي وأمي - راحة يدير دفة الحكم فيها، ويطبق نظام الإسلام، وقوانين القرآن بين المجتمع الإسلامي، ويحق الحق، ويبطل الباطل، ويحيي ما أماته غيره من الفرائض والسنن، فلم يتمكن - روحي فداه - من تنفيذ جميع ما أراده حتى يوم قتل بيد أشقى الأشقياء، ولحق بالرفيق الأعلى.

____________
1- قال المؤلفات: الشيعة هم موجودون في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وهو الذي وضع حجر الأساس لهم، والذي وضع حجر الأساس إلى المذهب السني ليكيد به الشيعة هو معاوية، فما أبعد ما بين الأساسين ! ! !
2- تقدم قوله صلى الله عليه وآله: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحد) ص 44 بمصادره.
3- راجع ص 44.
4- تقدم ص 143 فراجع.
5- قال ابن الأثير في النهاية: 3 / 454: ومنه حديث عائشة: قالت لمروان: إن النبي صلى الله عليه وآله لعن أباك، وأنت فضض من لعنة الله. أي قطعة وطائفة منها.
6- سورة التوبة: 101.
7- هذا الحديث مشهور، ومروي بألفاظ مختلفة، أشهرها ما هو مروي في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام: إذ قال عليه السلام بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
ويقول الله عز وجل: (لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي).
قال الراوي: فلما مرت الراحلة نادانا - أي الإمام الرضا عليه السلام -:
(بشرطها وشروطها وأنا من شروطها).
أقول: فإذا نظرنا إلى الآيات المباركة التي يتوعد فيها سبحانه وتعالى بالنار، وإلى التي يعد فيها بالأمن من العذاب، والفوز بالنعيم لمن أسلم وآمن وعمل صالحا "، ثم نظرنا إلى الأحاديث الشريفة المبينة لما وجب وما حرم على الإنسان، وإلى أحاديث دعائم الإسلام، والتي منها ولاية الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، وما كان شرطا " لقبول الأعمال، يبدو واضحا " ضرورة أن يقرالمسلم بالتوحيد ويقول: (لا إله إلا الله) معتقدا " بنبوة حبيبه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله ومتمسكا " بثقليه: كتاب الله وعترته، وهم خلفاءه حقا "، اثنا عشر إماما "، إماما " بعد إمام صلوات الله عليهم).
8- { ص 44 }.
9- سورة القصص: 15.
10- سورة الصافات: 83.
11- قال المؤلف: اقتبست هذه الجملة من تظلم الإمام علي عليه السلام في خطبته الشقشقية التي يقول فيها: (يالله وللشورى).
12- قال المؤلف: ولتجري هنا محاكمة مع الأنصار: من سوغ لهم الاجتماع لترشيح سعد للخلافة، والنبي صلى الله عليه وآله - بأبي وأمي - مسجى لم يبرد جسمه الشريف بعد ؟ وأنتم الأنصار الذين آويتم ونصرتم، وتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد خلف عليا " عليه السلام يوم الغدير، وسمعتم بآذانكم ورأيتم بأعينكم، وبايعتم كما بايع الناس، هل كان الأمر منكم على شك في الرسول صلى الله عليه وآله ؟ أم ماذا ؟ أم طمحت نفوسكم إلى أن تكون الرئاسة فيكم وإن كنتم على غير حق ؟
فيا لله ويا للمسلمين ! ! هل مات رجل عادي من الناس من الذين لا يعبأ بهم حتى أتيتم بما أتيتم به ؟ ! فكان الواجب عليكم أن تقوموا بتجهيز من كان سببا " لإنقاذكم من هوة الكفر إلى الإسلام، ورفع مكانتكم من الذل إلى أوج المجد، وكان على الأقل أن تعزوا آله بموته، ثم تجتمعوا وتتشاوروا في أمر الخلافة على فرض أن النبي صلى الله عليه وآله لم يوص ! ! ولكن تعلمون أن المهاجرين مصممون على نقض العهد، وتعلمون أن الأمر إن لم تسبقوا إليه استولى عليه غيركم، وتحكم بكم، ولو أن الزعيم سعدا " انضم إلى علي عليه السلام ومعه من قومه من يوافقه، لما ذهبت الخلافة عن أهلها، وكان له حظ وفير من حسن السمعة، وأجر عند الله عظيم.
ولكن قوله في السقيفة بعد فشله من الخلافة: لا تبايعوا إلا عليا " ! ! لا تمحو له ما اكتسب من الإثم شيئا "، وصدرت منه بعد اليأس وبعد خراب البصرة، ولما كان تحكم به عمر إذ تقابل هو وعمر يوما " فقال له: (كيف رأيت ما حل بك ؟)، فأجابه: إني لم أحضر معكم في جماعة أبدا ".
فطلب منه أن يهاجر من البلاد، فهاجر إلى البلاد الشامية، ومات في بلدة حمص.
وقيل: قتله خالد بن الوليد غيلة.
أقول: ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج: 10 / 111 قصة مقتله، وقال: إن أمير الشام يومئذ { معاوية } كمن له من رماه ليلا "، وهو خارج إلى الصحراء بسهمين، فقتله لخروجه عن طاعة الإمام....
13- { تاريخ الطبري: 3 / 208 }، قال المؤلف: إن الخليفة وإن وعد الأنصار بالوزارة غير أنه لم يف إليهم بشئ من الوعد، وإنما أتى بما أتى به تخديرا " لأعصابهم وتسكيتا " لثورتهم، الله أكبر ما أدهاك يا ابن أبي قحافة ! !
14- قال المؤلف: وإن أردت تفصيل ذلك بأسلوب رائع جذاب، فعليك بمراجعة كتاب (السقيفة) ص 126 - 132 للحجة فقيد الإسلام الشيخ محمد الرضا المظفر، ونحن أتينا بشئ يسير منها أيضا ".
15- ترجم له أسد الغابة: 1 / 436 وفيه (شهد الحباب المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو القائل يوم السقيفة بني ساعدة عند بيعة أبي بكر: أنا جيذيلها عمر بن الخطاب....
16- قال المؤلف: لا يخفى أن المهاجرين والأنصار جميعا " ليس لهم فيها حق أبدا " لما ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في شأن علي عليه السلام في توطيد أمر الخلافة مما لا يحصى عدا "، كيوم الإنذار وغيره، وقد مر عليك فلا تغفل، فقيام الأنصار والمهاجرين يطلبونها لأنفسهم بغيا " وعدوانا "، ورئاسة وتزعما "، غرتهم الدنيا بزبرجها، فانقلبوا على أعقابهم، فمنهم من أنكر الخلافة رأسا "، ومنهم من تبدل رأيه فيها، ومنهم ومنهم، وقد أخبر الله تعالى عنهم بقوله:
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسول أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا " وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران: 144.
فالآية تدلنا دلالة واضحة صريحة على أن فور موت النبي صلى الله عليه وآله ينقلب أناس كثيرون بدليل قوله: (انقلبتم) بصيغة الماضي والخطاب، فهي تدل على من كان حاضرا " في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله، لا إلى من كان في البادية، ولا لمن يأتي في غابر الأزمان، إذ لوت كانت في غير من في المدينة لقال (انقلبوا) بلفظ الغائب، ولو كانت في من يأتي في المستقبل لقال (ينقلبون) بلفظ المستقبل، وكلاهما لا يصح، وبقية الآية خاصة بمن كان حاضرا "، ولذا رأينا كلا " من المهاجرين والأنصار يتراكضون على استيلاء الخلافة لعلي عليه السلام فتنازعهم فيها يوم السقيفة ظلم وجور.
17- ذكره في حياة الحيوان: 1 / 71، وقال: (سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام).
18- وقوله هذا مشهور نقله الفريقان بأسانيد شتى، فقد رواه البخاري في صحيحه (باب رجم الحبلى من الزنا): 10 / 44، وأحمد في مسنده: 1 / 55، وابن كثير في تاريخه: 5 / 246، والطبري في تاريخه: 3 / 200 - 205، وابن هشام في السيرة: 4 / 338، وكثير غيرهم.
19- عثمان اسم أبي قحافة.
20- راجع تفاصيل الخبر في شرح نهج البلاغة: 1 / 163.
21- ذكره في حياة الحيوان: 1 / 75، وقال: (عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال) وقال غيره: (وثلاثة عشر يوما ").
22- راجع على سبيل المثال كتاب (من حياة الخليفة عمر بن الخطاب) لعبد الرحمن البكري (ط. الارشاد للطباعة والنشر).
23- قال المؤلف: وهذا دليل واضح على شدة عمر وغلظته، وعدم عدالته وحنانه ورأفته في الأمة.
24- الوعق: الضجر، المتبرم. واللقس: من لا يستقيم على وجه.
25- قال المؤلف: إن شهادة عمر هذه في الزبير تنافي ما روي فيه بأنه مقطوع له بالجنة، وأنه من العشرة المبشرة، وكذا ما قاله في طلحة، ومن هنا ظهر لنا أن حديث العشرة المبشرين بالجنة فيه نظر، فتأمل.
26- أقول: تقدم قول طلحة لأبي بكر في عمر ص 415.
27- أي الكبر والفخر.
28- قال المؤلف: تأمل أيها القارئ قول طلحة في عمر، وقول عمر في طلحة ! يا لله ولرجال المسلمين ! فتنبه وانصف.
29- المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا ".
30- المقنب: جماعة الخيل.
31- زهرة هي قبيلة سعد بن أبي وقاص.
32- قال المؤلف: وقد أخرج عمر بهذه الجملة سعدا " من الستة، وكذا عبد الرحمن بن عوف.
33- قال المؤلف: لله أبوك يا عمر ما أدهاك ! فقد أخرجت أبا الحسن عليه السلام من الخلافة من طرف خفي، وهناك سر أخفى لا يدركه إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان.
أقول: تأمل - أخي القارئ - كلام عمر وانصف، أيعاب على من يحمل الناس على الحق الواضح أن فيه (دعابة) ؟ !
34- قال المؤلف: من هنا ظهر لنا أن عمر أعطى الخلافة إلى عثمان بقضية مدبرة قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله كما يقال: أمر قد دبر بليل، وإن وراء الأكمة ما وراءها.
35- شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 185.
36- قال المؤلف: إن كتاب تشييد المطاعن لهو من أنفس الكتب وضعا "، وأجلها قدرا "، وأعظمها مكانة، ولعمر الله إنه لجوهرة قيمة، ودرة فريدة، ونادرة ثمينة، ويتيمة الدهر، ومعجزة العصر، ومفخرة الأيام، لم يأت مؤلف بمثله مؤلفا "، سبق فلم يسبق، وتقدم فلم يلحق، ولقد جمع فيه ما لم يوجد في غيره من المؤلفات الضخمة المشهود لها من كبار علماء الإسلام وفطاحلهم، لا يغبن من اقتناه، ولم يجهل من احتواه، وكم قد اهتدى بهذا السفر العظيم أقوام جمة، وطوائف عدة ممن لا يحصى عدهم في هذا الإملاء، وذلك في بلاد الهند وغيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية فاستبصروا، وأخذوا بمذهب الشيعة الأبرار، مذهب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا يرتاب أحد في أحقيته وصحته إلا مكابر معاند.
ولقد طبع هذا الكتاب القيم منذ زمن يربو على قرن تقريبا " في مجلدين ضخمين جدا " كل مجلد تربو عدد صفحاته على ألفي صحيفة تقريبا "، وذلك بالحجم الكبير، ولما طبع وانتشر آنذاك تلقفته أيدي العلماء والبلغاء وأرباب الفكر والقلم، وانهال عليه الناس من كل حدب وصوب حتى نفد، ولم يوجد منه في هذه الأيام سوى نسختين أو ثلاث أو أربع أو خمس على الأكثر على ما حدثني حفيد المؤلف سماحة العلامة الحجة المجاهد المولى السيد محمد سعيد (سعيد الملة) أسعده الله وحماه، ومن كل مكروه وقاه، ومن حسن التوفيق رأيت نسخة منه عام زيارتي للعتبات المقدسة لأئمة أهل البيت عليه السلام في مكتبة سماحة العلامة الحجة المجاهد السيد العباس الحسيني الكاشاني حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة، وقد رأيته أعظم وأعظم بكثير عما كنت أسمع عنه، فإنه جوهرة غالية لا قيمة لها.
وقد حدثني بعض الأعلام من أهالي النجف الأشرف إن نسخة منه كانت في مكتبة المرجع الأعلى زعيم الإسلام الأكبر المغفور له الإمام السيد أبي الحسن الإصفهاني (ره) وبعد وفاته بيع قسم وافر من مكتبته قضاء لديونه التي تكبدها في سبيل إعلاء كلمة الدين الحنيف، وترويج المذهب، وأخيرا " انتقلت تلك النسخة القيمة إلى مكتبات أوربا، وقد عزم سماحة العلامة السيد الكاشاني أيده الله على إعادة طبع هذا الأثر الخالد، وجعل المجلدين عشرين مجلدا " حسب الأسلوب الحديث مع تعليقات هامة نفيسة، فحيا الله سيدنا الحجة الكاشاني بهذه الخدمة الجليلة، والمشروع الحيوي الثقافي الإسلامي المقدس، وجزي عن الإسلام والمسلمين خيرا ".
أما مؤلف هذا السفر القيم، فهو سماحة المجتهد الأكبر، والمجاهد الأعظم، عز الشريعة ورافع رأس الشيعة، سيد الطائفة وزعيمها آية الله العظمى، وحجتها الكبرى، الإمام السيد محمد قلي الموسوي النيسابوري، ثم الهندي والد سماحة المرجع الديني العظيم ونابغة المسلمين الإمام السيد (حامد حسين) صاحب الموسوعة الكبرى (عبقات الأنوار) كان (ره) من أكابر علماء الإسلام وفطاحل نوابغ المسلمين، وله اليد الطولى في ترويج الدين والمذهب، وله خدمات مشكورة، ومؤلفات جليلة خدم بها مذهب أجداده الطاهرين عليه السلام ولد (ره) سنة 1188 ه‍، وتوفي في يوم التاسع من محرم الحرام سنة 1268 في بلدة لكهنو، وكان يوم وفاته يوما " مشهودا " وقبره اليوم هناك مزار يتبرك به، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ".
37- قال المؤلف: ولم يكتف برده حتى زوجه ابنته واستوزره. ! !
38- راجع تاريخ اليعقوبي: 2 / 175.
39- هي نائلة بيت الفرافصة الكلبية.
40- راجع نهج البلاغة: 2 / 157.
41- قال المؤلف: إذ أن أهل الحل والعقد هم بؤرة الفساد، فكل منهم يجر النار إلى قرصه فتأمل.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page