طباعة

حاور هشام

(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (1)
ويقول لي استبصرت واتسع المدى * وترشف القلب الظمي ندى الهدى
وتحدث التاريخ جهرا بالذي * ستروه عنا والحجى لقف الصدى
فإذا القلوب بنوره قد أشرقت * وإذا العقول استشرفت عبق الندى
وعرائس الورد البديع تفتحت * وعلى الشذى الفواح قيثاري شدا
قلت اغترف ألق الضيا وانثر * أشعة فجره فوق الرياض مرددا
أنا ذلك الصبح الندي أتيت * أفرش دربكم زهر الرشاد موردا
قلبي يخاطب في الحوار قلوبكم * ويزفها الحق الصريح مجردا
والعقل يسبح في جمال بصائر * نزلت بها الآيات نهجا مسعدا
حاور (هشام) بحجة موزونة * وأصل مسيرك لا تخف كيد العدى
إن الحوار هو الطريق إلى الهدى * فأدره في ثقة لمن سمع الندا
وأنر دروب الحق بين ربوعنا * وانسج سدادها عسجدا وزبرجدا
لا تيأسن وتحزنن لمعاند * لعب الضلال برأسه فتمردا
ولتمض لا ترهن خطاك لمسرف * قد قاده الشيطان في طرق الردى
وارفع لواءك للسماء مرفرفا * وانصب صراط الحق واسر مسددا
إبراهيم محمد جواد       
الخميس 8 محرم الحرام 1421 هـ‍
13 / 4 نيسان / 2000 م

____________
(1) آل عمران: الآية 103.
أخرج الإمام الثعلبي في تفسير هذه الآية إنها نزلت في أهل البيت (محمد، علي، فاطمة، الحسن، والحسين) وقال الإمام الشافعي كما نقله في رشفة الصادي للإمام أبي بكر بن شهاب الدين:
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل (*)
(*) حبل الله هم أهل البيت عليهم السلام يوجد في رشفة الصادي لأبي بكر شهاب الدين الشافعي ص 15 طبعة الإعلامية بمصر.