• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حوارات في بداية الطريق

حوارات في بداية الطريق.
اللقاء مع الدكتور عبد الفتاح صقر (بيروت).
بداية الحيرة والشك والتساؤل.
لقاء الصدفة.
وعاودتني دوامة التساؤل.
عندما كنت في القرية وأنا طالب في الجامعة أتردد على بعض المساجد في المنطقة فأجد الخطاب عند العلماء متشابها تماما بحيث لا يختلف عالم عن آخر بطريقة الخطاب من حيث المقدمة والموضوع والخاتمة والدعاء أشعر بأن علماءنا يتبعون طريقة روتينية في إلقاء الكلام، بحيث إذا غاب إمام المسجد لمرض أو لظرف معين يكلف أحد الأخوة المصلين بإلقاء الخطبة يصعد على المنبر ويقرأ علينا بطريقة الدرج والسرعة فأنظر من حولي أجد قسما من الناس نياما، والقسم الآخر كأنه مسافر في حافلة هذا من جهة الخطاب، وأما من جهة الحوار الموضوعي والانفتاح الفكري فهو مفقود تماما. لماذا؟ لأننا ترعرعنا على طريقة التفكير التقليدي الموروث الغير قابل للتطور، رغم أن الإسلام دين التطور ودين المرونة ودين الانفتاح، ودين المعاملة، ودين النصيحة، ودين الأخلاق، ودين الإنسانية، دين السماحة، والعزة، والكبرياء، والأنفة، هذه هي مبادئ ديننا الحنيف الذي نزل به الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وآله بحيث إذا أردت السؤال من أحد العلماء فإجابته على شقين:
الشق الأول: إما يجاوبني وإما يقول لي ما هذا السؤال الذي تطرح فيسفه سؤالي!!
والشق الثاني: إذا كان سؤالي عن مذهب معين ولم يكن الجواب حاضرا في ذهن الشيخ فيقمعني ما يجوز تسأل هكذا سؤال، هذا سؤالك غلط، لا يجوز أن تجادل الجدل فيه إثم، صوم وصلي وبس، لماذا تقلق نفسك بهكذا أفكار فالشيخ عندنا في البلد ديكتاتور؟!
فصرت أتساءل في نفسي يا إلهي إذا أريد أن أستفسر عن ديني وعن بعض الأفكار الصعبة التي تدور في ذهني أواجه بالقمع.. والإرهاب وأهل البلد مع الشيخ وليسوا معي ولا مع أفكاري فعشت في حيرة فمرة من المرات كنت طالبا في الثانوية وقال لي أحد الأصدقاء ما رأيك في أن نزور الشيخ العلامة الكبير عز الدين الخزنوي بقرية تل معروف شرق مدينة القامشلي، فقلت له حاضر وفعلا سافرنا أنا وصديقي وكانت في جعبتي مجموعة من الأسئلة ففرحت وشعرت بأن صديقي يريد أن ينفس عني فوصلنا إلى قرية تل معروف قرية الشيخ الخزنوي فرأيت الناس آلافا مؤلفة تتقدم قبل عشر أمتار من الوصول إلى الشيخ زحفا على الأيادي والركب وبعد الوصول يقبلون أيادي الشيخ وجبهته فرأيت صفا كبيرا من الناس خلف بعضهم البعض بحيث السائل يجلس عند الشيخ دقيقة ويخرج، فقلت لصديقي كيف أستطيع أن أسأل وسط هذا الزحام الهائل من البشر؟ وهل أتجرأ أن أناقش وسط هذا المعترك فقلت لصديقي والله إن سألت وناقشت ليمزقوني هؤلاء الخدم المقيمون عند الشيخ فقال لي: نتبارك بالشيخ ونسلم عليه ونخرج وبقينا أكثر من ثلاث ساعات ولم نستطع أن نصل للشيخ، ورجعنا إلى القرية ولم نستفد شيئا، فصرت أتساءل، هل الدين ديكتاتورية، امبراطورية، تسلط...؟
فقلت غدا أذهب إن شاء الله تعالى إلى قرية تقع في الجنوب الشرقي من حقول البترول (رميلان) لشيخ مشهور هناك يدعى الشيخ محمد نوري عالم المنطقة فعندما ذهبت إليه أسأله ودخلت إلى المضافة التي تقع شرق المصلى للمسجد، قالوا لي: الشيخ مريض ولم يستطع الإجابة عن الأسئلة، ومرت الأيام.. والسنون... وأنهيت دراستي الجامعية في حلب.
وشاء الله والأقدار بأن أخدم خدمة العلم في بيروت، وكنت بعد الانتهاء من الدوام أقوم بزيارة بعض المكتبات وأجلس أقرأ في المكتبة لأن الوضع لا يسمح لي في المنطقة أن أقرأ بسبب عدم وجود الفراغ، وبدأت أستعير بعض الكتب الدينية لأقرأها عسى أن أجد حلا لأسئلتي التي كانت تدور في ذهني وأنا في الثانوية، بالرغم من أن أسئلتي لم تكن محيرة مثل (من هي الفرقة الناجية؟
باعتبار أن الرسول صلى الله عليه وآله قال: ستتفرق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة. اثنان وسبعون في النار إلا واحدة ناجية، ومن هذه الأسئلة والسؤال الأكثر إلحاحا باعتبار أن الله خلق آدم وحواء فهل تزوج أولاد آدم أخوات بعضهم البعض؟
فاقترحت على بعض الأصدقاء الذهاب إلى الشيخ ونسأله: وفعلا ذهبنا وسألته عن بعض القضايا العقائدية التي تتعلق بالكون والإله، عقل يفكر فالإنسان بطبعه يحب السؤال لأن عمدة العلم كما يقول العلماء في السؤال... والرسول صلى الله عليه وآله يقول: اثنان لا يتعلمان مستح ومتكبر وكما يقول صلى الله عليه وآله لا حياء في الدين.
والله تعالى يقول في محكم كتابه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
ويقول تعالى في آية أخرى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
فلهذا كانت طبيعتي منذ نعومة أظفاري التساؤل وأسأل بكثرة لأفهم المسألة والموضوع وهكذا تعرفت على صديق لي في بيروت أثناء فترة خدمة العلم اسمه (دخل الله) من الجنوب يسكن في منطقة اسمها (حي السلم) فدعاني مرة لزيارته في بيته فلبيت الدعوة، ولأول مرة أزوره فعندما زرته رأيت عنده مكتبة صغيرة فدفعني الفضول وحب المعرفة لأرى هذه الكتب وعن ماذا تبحث وتدور فوقع نظري على كتاب اسمه (المراجعات) فسألت صديقي عن ماذا يبحث هذا الكتاب فقال لي عبارة عن حوار بين عالم سني وعالم شيعي يتحاورون في قضية الخلافة والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قلت له: لطيف هل أن العالم السني غلب الشيعي في الحوار..؟
فضحك صديقي، وقال لي العالم السني يغلب العالم الشيعي؟ هذا مستحيل، فعرفت منذ تلك اللحظة بأن صديقي شيعي، حيث إنه كان يجهز الطعام، ففوجئت، ذلك لأن أحد علمائنا في المنطقة كان يقول لي دائما إياك ومجالسة الشيعي، إياك ومحاورة الشيعي (لا تحاور الشيعي ولو كان الجدال عن حق).
هؤلاء الشيعة قتلوا إمامنا الحسين (رض) ولحد الآن يبكون ويلطمون ويندبون هم ونساؤهم وأطفالهم ندما وخوفا عسى الله أن يغفر لهم.
هؤلاء الشيعة يعتقدون بأن الرسالة نزلت على علي (كرم الله وجهه) وتاه الوحي جبرائيل ونزل على محمد صلى الله عليه وآله. وغير ذلك.
يسجدون للحجر، ويسبون الصحابة، ويعملون بالتقية بينهم سرا لا يظهرونها لأحد وذبيحتهم محرمة لا يجوز لنا أن نأكل منها.
فتذكرت كلام الشيخ عندنا في المنطقة. فاعتذرت عن الطعام بطريقة لبقة بحيث إني لم أشعر صديقي بشئ. وشربت عنده القهوة والشاي.
فقال لي صديقي لماذا لا تأكل أنا أتيت باللحم من أجلك فقلت له: لا أستطيع أن آكل اللحم.
فصارت الأفكار تتضارب في ذهني وتتصادم وتتصارع.
فقلت يا إلهي هذا ما حدثنا به الشيخ، وفعلا شاهدته أمام عيني كان يقول لنا الشيخ عندما كنا في المنطقة.
الشيعي يقول آخر الصلاة ثلاث مرات (تاه الوحي جبرائيل، وفعلا راقبت صديقي وهو يصلي على الحجر وأشار إلى أذنه ثلاث مرات دون أن أفهم ما قال لأنه كان يتمتم بصوت هادئ عندئذ أيقنت تماما بأن كلام الشيخ صحيح وكان يؤكد لنا الشيخ حتى إذا سألته لا يعطيك الحقيقة لأنهم يستعملون التقية والتقية أشد خطرا. ولا يطلعون أحدا على دينهم لأن لديهم الظاهر شئ والباطن شئ آخر ولا يطلعون أحدا على باطنهم.
فقال لي صديقي إذا أردت أن تستعير هذا الكتاب فخذه وبعد الانتهاء منه أرجعه إلي، فأخذت منه كتاب (المراجعات) إعارة لمدة أسبوع. وفعلا بدأت بالقراءة في هذا الكتاب وكنت واثقا من نفسي بأنه كتاب ضلال سوف أرد عليه وأفهم الشيعي من هو السني؟!!
فقرأت ترجمة الكتاب. واستمريت بالقراءة وقطعت منه تقريبا أكثر من مئتين صفحة ففوجئت وتشنجت من هذا الكتاب المدسوس، واستغربت من هذه المعلومات الغريبة التي لأول مرة تطرق ذهني، وخاصة علماؤنا دائما يحذرونا من قراءة كتب الضلال فقلت إن استمريت في القراءة في هذا الكتاب سوف يحرفني لا شك في ذلك إطلاقا وإذا أردت أن أتتبع الأدلة ليس لدي المصادر وليس لدي الفراغ الكافي للبحث في هذه القضية الشائكة، فأغلقت الكتاب لأنه شوش تفكيري.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page