• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حادثة الصحابة في سرية أسامة

فموضوع هذه القصة: أنه صلى الله عليه وآله جهز جيشا لغزو الروم قبل وفاته بيومين وأمر على هذه السرية أسامة بن زيد بن حارثة وعمره ثمانية عشر عاما. وقد عبأ صلى الله عليه وآله في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كالخليفة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين فطعن قوم منهم في تأمير أسامة، وقالوا:
كيف يؤمر علينا شاب لا نبات بعارضيه، وقد طعنوا من قبل في تأمير أبيه وقد قالوا في ذلك وأكثروا النقد، حتى غضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا شديدا مما سمع من طعنهم وانتقادهم، فخرج صلى الله عليه وآله معصب الرأس محموما، يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض بأبي هو وأمي، من شدة ما به من لغوب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
(أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أبيه من قبله، وأيم الله إنه كان خليقا بالإمارة، وإن ابنه من بعده لخليق بها...) (1).
ثم جعل صلى الله عليه وآله يحضهم على التعجيل وجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة. يكرر ذلك على مسامعهم وهم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا يفعلون.
أقول: إن مثل هذه العقوق في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الذي هو حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم، لم أكن أتصور كما لا يمكن لأحد أن يتصور تغيرا مقبولا لهذا العصيان وهذه الجرأة.
كيف لي أن أكذب هذه الأحداث وقد روتها كتب الفريقين من السنة والشيعة؟ فأي تأويل وأي تبرير أجد لهذه الحادثة العجيبة التي ذهلتني عندما وقفت عليها مليا وقرأتها في طبقات ابن سعد وفي السيرة الحلبية وفي كتب التاريخ...
كيف وأنا عاهدت أستاذي السيد علي البدري في بداية البحث أن أكون منصفا في بحثي هذا وأقول الحق كما قال الرسول صلى الله عليه وآله: (قل الحق ولو كان على نفسك وقل الحق ولو كان مرا...) والحق في هذه الحادثة إن الصحابة قد خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. أين نحن من قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (2) ما هو العذر لكي أعتذر عن الصحابة (رضي الله عنهم).
وما هو المبرر لهم؟ عندما أواجه قوله تعالى:
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (3).
فبدأت أقرأ أكثر وأكثر عسى أن أجد مبررات وتأويلات تقنعني للدفاع بها عن الصحابة.. فلم أجد.
ما هو الحل؟ الحل الصحيح هو اتباع قوله تعالى في محكم آياته:
(قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله) (4).
عجبي من هؤلاء الصحابة الذين أقدسهم أنهم أغضبوا نبينا يوم الخميس وما أدراك ما يوم الخميس واتهموه بالهجر والهذيان وقالوا حسبنا كتاب الله ونقل لنا الدكتور التونسي محمد التيجاني السماوي في كتابه (ثم اهتديت) (5) قائلا:
(إذا أردنا أن نتمعن في هذه القضية فإننا سنجد الخليفة الثاني من أبرز عناصرها إذ أنه هو الذي جاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الخليفة أبي بكر وطلب منه أن يعزل أسامة ويبدله بغيره فقال له أبو بكر:
(ثكلتك أمك يا ابن الخطاب! أتأمرني أن أعزله وقد ولاه رسول الله) فأين الخليفة عمر من هذه الحقيقة التي أدركها أبو بكر، أم أن في الأمر سرا آخر خفي عن المؤرخين، أم أنهم هم الذين أسروه حفاظا على كرامته كما هي عادتهم وكما أبدلوا عبارة (يهجر) بلفظ (عليه الوجع).
عجبي من هؤلاء الصحابة. الذين أقدسهم...
كيف يتجرؤون على نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله..؟ فتأمل أيها القارئ وراجع المصادر إن شئت لتجد هذا بنفسك.

____________
(1) طبقات ابن سعد: ج 2 - ص 190 السيرة الحلبية: ج 3 - ص 207، تاريخ الطبري: ج 3 - ص 226، تاريخ ابن الأثير: ج 2 - ص 317.
(2) سورة الحشر: الآية 7.
(3) سورة الأحزاب: الآية 36.
(4) سورة آل عمران: الآية 31.
(5) ثم اهتديت: للدكتور التيجاني السماوي: ص 102، والحادثة: طبقات ابن سعد: ج 2 - ص 190، تاريخ الطبري: ج 3 - ص 226.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page