طباعة

كرامة إلهية حصلت أمامي

بعد معاناة دامت شهراً أو أكثر، بقيت وحيداً في البيت لا أخرج منه ولا أقرأ سـوى أنني أدخن كثيراً وأشـرب القهوة باستمرار، حتى جاءني صـديق طيب يدعى هشام كنت قد تعرفت عليه من قبل أحد الأخوة، ومن الزيارة الأولى له أحسست باتجاه روح الأخوة الصـادقة، وهو أيضـاً أحس بذلك، زارني في منـزلي ليـروّح عني قليلا، ولفت نظري إلى الذهاب إلى مشـهد رأس الإمـام الحسين (عليه السلام)وزيارة الإمام والصلاة بالمسجد والدعاء هناك للفرج.
قبلت الفكرة على شرط حتى أستعيد قوتي بعد يومين أو أكثر، ومضى بعض الوقت وجاء شهر محرم الحرام وأحسست بقوة في نفسي، ورأيت أن من الواجب في هذا الشـهر زيارة المشهد وحضور مجالس العزاء فيه، وبدأت بالذهاب إلى أن جاء يوم العاشـر من محرم، ذهبت باكراً جداً للصلاة والدعاء قبل حضور الناس، وقارىء العزاء السـيد أحمد قرآني حيث اعتاد أن يقرأ في حلب منذ أعوام مجالس العزاء ويوم العاشر ظهراً يكون قراءة المقتل.
وقفت أمام الشباك المحيط بالصخرة التي تبارك برأس الإمام الحسين (عليه السلام)ونقاط دمه الطاهرة التي سالت عليها، بدأت أتذكر الواقعة ومسير السبايا ووصولهم إلى حلب، حتى جاءتني حالة من البكاء الشديد والدعاء بصوت عال: يا حسين يا شهيد، يا سيداه يا مولاي، تحنن على عبدك، ليتني كنت معكم سادتي لأقتل بين يديكم، لعن الله من تجرأ عليكم واستباح دمكم وحرمكم وأولادكم وأصحابكم....
وإذا بنقطة دم تلمع وتبرق على الصخرة وأنا أنظر إليها، فركت عيني لأتأكد وبدأت نقطة الدم تكبر وتلمع وتبرق كأنها قطعة ألماس، حتى بلغت بحجم الدرهم، زادت حالة البكاء لديّ حتى أن بعض الحاضرين بدأ يتسأل ما سبب هزي للشباك؟
قلت له: تعال وأنظر هذه الصخرة المباركة لو أنني أستطيع الدخول ولمسها والتبرك بها، قال لي الرجل: اهدأ وصلّ على محمد وآل محمد.
وفعلا إنّ هذه الكرامة لن أنساها أبداً ماحييت، وسأذكرها لكّل قريب وبعيد، وها أنا أكتبها للعبرة لأقول للظالمين ولأتباعهم: أين الذين ظلموا آل محمد (عليهم السلام)، أين ذِكرهم، أين قبورهم، أين؟! أندرست وعفى عليها الزمن، ولكن أهل البيت (عليهم السلام)ذكرهم خالد باق كالشمس في رابعة النهار والقمر في الليل المظلم، هم سادة البشر، وهم المحجة البيضاء، ذكرهم وآثارهم وروحهم باقية، ودماؤهم تصيح وتذكرنا بتضحياتهم في سبيل الإسلام وأمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).