طباعة

أبرز العوامل التي دفعتني للتشيّع هي آية التبليغ

هناك أمور كثيرة دفعتني للتشيع أذكر منها:
ثبوت أن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هو الفرقة الناجية، ونصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصريح على خلفائه الاثني عشر خليفة، وعدم ثبوت أن أهل السنّة يتمسّكون بالسنّة، والافتراءات التي وجدتها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته والافتراء على الأنبياء (عليهم السلام) ونسبتهم للخطأ والمعصية، وثبوت تأكيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)على التمسّك بكتاب الله وعترته أهل بيته من خلال مصادر سنية.
لكن أبرز العوامل التي دفعتني للتشيع هي:
آية التبليغ، والآية هي قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (1)، وهذه الآية الكريمة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم، وقد أجمع المفسرون من السنة والشيعة على أنّها نزلت في شأن الإمام عليّ (عليه السلام)، وهي أمر إلهي بتنصيب الإمام (عليه السلام)خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام الواجب طاعته.
فعند مانزل الأمين جبرئيل (عليه السلام)بالأمر أشفق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من مخالفة القوم لأمره، ونادى ربّه قائلا: يارب إنّ قومي حديثوا عهد بالجاهلية، فمتى أفعل هذا يقولوا: يريد الأمر لابن عمه وأهله.
فهبط الأمين مرّة ثانية وقال له: يامحمد، إنّ الله يقرئك السلام، ويقول لك: (بلّغ بشأن عليّ)، ولقد كان عدد الحاضرين مائة ألف ويزيدون، وأمر الناس بالبيعة، وألبس الإمام عمامته السحاب، وصعد الناس ليبايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والإمام عليّ (عليه السلام)وعلى رأس القوم أبو بكر وعمر، وقال عمر للإمام (عليه السلام): هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (2)، وبعض الروايات جاءت بلفظ بخ بخ لك ياعليّ (3).
ثم قال أبو سعيد الخدري: والله، لم ينصرف الجمع حتى نزلت هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) (4)، فنادى النبي الأعظم: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الله برسالتي، وبالولاية لعلي بعدي (5).
وقد روى هذا الحديث من أهل السنة والجماعة مايقارب ثلاثمائة وستون شخصاً، ولكن ضغائن قوم أخفت علينا الحقيقة، وضلّت وأضلّت الأمة بتعتيمها على ذكر الشواهد والفضائل، وما جرى بعد الوفاة هو الدليل على عدم إتباع القوم للسنة الشريفة، ولا حتى كتاب الله المجيد.


___________
(1) المائدة: 67.
(2) شواهد التنزيل للحسكاني: 1/192 (249)، الدر المنثور للسيوطي: 3/19، فتح القدير للشوكاني: 2/20، روح المعاني للآلوسي: 3/359، التفسير الكبير للرازي: 4/401، فرائد السمطين للجويني: 1/158 (120)، عمدة القاري للعيني: 18/286، ينابيع المودة للقندوزي: 1/359.
(3) مناقب المغازلي: 18 (24)، مناقب الخوارزمي: 156 (183)، شواهد التنزيل للحسكاني: 1/158 (213)، تاريخ ابن عساكر: 42/233.
(4) المائدة: 3.
(5) شواهد التنزيل للحسكاني: 1/157 (211 ـ 213)، البداية والنهاية لابن كثير: 5/152 (152)، و....