حبّ أهل البيت عليهم السلام ، وحكمه عند الله:
١) يقول’: >إنّي تاركّ فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود من بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض<(1).
٢) >يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي<(2).
ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ .
ويقول الله تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ .
أولئك هم أهل البيت عليهم السلام عدل القرآن، الذين سيظلّون محفوظين من الله كما حفظ سبحانه كتابه العزيز من الزيف والتحريف، لأنّ الخالق العظيم اختارهم لكي يكونوا حجّة على العباد، ولكي لا يخلو وجه الأرض منهم حتّى يظهر قائمهم المهدي المنتظرعجل الله تعالى .
إننا إذ نحبّ القرآن ونجلّه الإجلال كلّه لأنّه منقذ للبشرية، ومخرج لها من الظلمات إلى النور، فيجب أن نقرأه، لا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، بل نقرأه بعقول مفتوحة، وقلوب مؤمنة، حتّى نفهم الآيات التي تبيّن المكانة الرفيعة لأهل البيت عليهم السلام ، فالقرآن دستور الحياة إلى أن تقوم الساعة، وأهل البيت هم ترجمان القرآن إلى أن تقوم الساعة، وهم الذين لم يخالفوا القرآن في قولٍ، أو عمل، فعليك يا أخي المؤمن أن تعرفهم وتعرف ما خصّهم الله من خصوصيات ما أعطاها لغيرهم، وليكن مسار دربك نجاة لك ولغيرك من الزيف والانحراف، ولو استقرأنا سيرة المجتمعات الإسلاميّة عبر التاريخ واطلعنا عليها فإنّنا نرى ونسمع الكثير عن الكثير ممن ينتقلون من مذاهبهم إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام لأنّه هو الطريق الحقيقي والخط الرسالي، وهو النجاة للبشرية مما اختلفوا فيه من مسائل معقدة، وقضايا غيبية كما وصفهم القرآن بقوله: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ (3).
يقول الإمام علي عليه السلام :
١)>سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تسألوا بعدي مثلي<(4).
٢)>سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلّا حدّثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آيةٍ إلّا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم بسهل نزلت أم بجبل<(5).
٣) >جلس الإمام علي على منبر الكوفة وكشف عن بطنه فقال: >سلوني قبل أن تفقدوني فإنّما بين الجوانح منّي علمٌ جم [هذا] سفط العلم، هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله زقاً زقاً فوالله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم، حتّى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقولا: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل فيّ وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون<(6).
إنّ الإمام علي عليه السلام وكلّ الأئمّة من بعده سواءٌ في علمهم وحكمهم وقدراتهم، إلّا أنّ الظروف تمرّ بشكل مختلف في حياة كلّ إمام ممّا يضطر الإمام إلى التعامل مع الظروف المستجدة بالشكل الذي يخدم الإسلام ويجذّره في المجتمع الإسلامي، لأنّ الأئمّة هم من شجرةٍ واحدة، وهم المعصومون عن الخطأ والزلل.
أما نحن وبسبب من التقليد الأعمى وبسبب حبّ الذات وحبّ الرياسة والتسلط فقد عميت بصائرنا حتّى أصبحنا بعيدين عن طريقهم وهو أئمّتنا وشفعائنا عند الله، وهم الذين سرت في نفوسهم روحانيّة رسول الله’ فحملوا أريجها العطر، ونسيمها الشافي، وتلقّوا التضحيات بنفوس مطمئنّة، وتحمّلوا العناء بقلوب راضية، لا تعرف الشكّ ولا يساورها القلق.
____________
1- مسند أحمد ٥: ١٨٢.
2- سنن الترمذي ٥: ٣٢٧.
3- قال الزمخشري: >ولنجعلنّ من أمّتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية< (الكشاف عن حقائق التنزيل ٣٠: ٢٤٦) فتعيين الأئمّة يكون بجعل من الله تعالى، وقد عينهم سبحانه على لسان نبيّه وحصرهم باثني عشر خليفة وهم أئمّة أهل البيت^.
4- المستدرك على الصحيحين ٣: ٣٥٢.
5- جامع بيان العلم والفضل ١: ١١٤، الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣: ١٤٣.
6- المناقب للخوارزمي: ٩٢، ينابيع المودّة ١: ٢٢٤، والنصّ للأخير.
حبّ أهل البيت عليهم السلام
- الزيارات: 391