طباعة

ما يصحّ عليه السجود

إنّ مهمّة من يكتب عن الشيعة وحقيقتها الشرعية هي أشدّ صعوبةٌ من مهمّة الذي يكتب عن أي طائفة أخرى من طوائف المسلمين، وذلك لوجود عوامل وعقبات تحتاج إلى دقّة في المعرفة ثمّ إلى إحاطة بالظروف التي أفرزتها تلك العوامل.
إنّ موقف الشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام موقفاً دينياً صحيحاً صلباً أمام السلطان ومؤازريه منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا وهو الدافع الوحيد إلى إلصاق التهم المختلفة بهم فقالوا فيهم عيوباً أو شبهاتٍ هم منها براء ومن هذه التهم التي لحقتهم من المناوئين للحق والتي هي من التفاهة بحيث لا تستحق أي نقاش أو لومٍ ما يصل إلى حد التهجّم والهجوم ألا وهي تهمة السجود على التربة أو على الأرض أو على نبات الأرض.
وقد سمعنا من العلماء الكبار عند إخواننا السنّة: أنّ الشيعة أهل خرافات وخلافات وبدعٍ وتعصّب، وهذا ما غرسوه باطلاً في عقول الأجيال المسلمة متّخذين من الشيعة موقفاً معادياً بغير الحقّ، وإنْ إيضاح هذه القضية يحتاج إلى نظرة شاملة مرنة تتحرّك مع الضمير الوجداني وتتحرّى حقيقة السجود على الأرض لندرك ما في ذلك من أبعاد وأحكام.
١) تقول مدرسة أهل البيت عليهم السلام إنّه يجب أن يكون موضع الجبهة في الصلاة من الأرض أو ما أنبتته الأرض مما لا يؤكل ولا يلبس.
٢) غيرهم يجوّزون السجود على كلّ شيء، وفي هذا يقول الرسول الكريم’: >جُعلت الأرض لي مسجداً وطهوراً<(1).
٣) يروي مسلم أنّ الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قال: >جُعلت لنا الأرض مسجداً، وجُعلت تربتها لنا طهوراً<(2).
٤) عن البخاري قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: >وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل<(3).
٥) وجاء في صحيح البخاري: >كان الرسول يصلي على الخمرة<(4) أو >حصير السعف<(5).
*

____________
1- صحيح البخاري ١: ١١٣.
2- صحيح مسلم ٢: ٦٤.
3- صحيح البخاري ١: ١١٢.
4- المصدر السابق: ١٠١.
5- انظر المصدر السابق: ١٠٠.