• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عيد الغدير خواطر و أفكار

السيد ابو محمد باقر محمد السعيد بن محمد الفاضل بن المختار حمادوش الإدريسي الحسنى السطايفي:
عيد الغدير خواطر وأفكار
التشيع ،عترة لحمتها وسداها ،كتابٌ مبين ،وقرآن مجيد ،نصٌ مقدس لاينطق عن الهوى ،إن هو إلا وحي يوحى ،التشيع عقلٌ يكرم من اوتيه ، فلايتكلم إلا استحقاقاً ،ولايصمت إلا اتزاناً ،أو ادخاراً ،ولايهم إلا عزماً وتصميماً ، ولايسالم إلا تواضعاً ونزولاً عند حق ، وانقياداً لقناعة ، استكملت مقوماتها ، ولايحارب إلا عدلاً ،دفعاً لعدو ، أو انتزاعاً للحق ، أو اطفاءاً للفتنة ، أو مد يد المساعدة ، لمستضعفٍ قعدت به القوة ، وخانته الوسيلة ، وعقلٌ أيضاً ،بالمعنى الأجدر والأرفع ، يطلب نوادر العلم ، وشوارد الفكر ،حتى ولو كانت في الثرية ،أو في الصين ،ألم يقول الرسول (عليه وآله الصلاة والسلام) :((لو كان العلم في الثرية لناله رجال من فارس)) ،وقال أيضاً : ((اطلبوا العلم ولو في الصين)) ، أيها المسلم النابه ،أيها المؤمن الحر ،يا من اختار القافلة ،واختار الراية ، واختار الشعار ،يا من ألزم نفسه ،بما ألزمنا به القرآن ،وبما ألزمنا به الرسول (صلى الله عليه وآله) ، يا من وهب الرشد ،ومنح التمييز ، واُلهم الجسارة والمبادرة ،اسمع لما يقول القرآن المجيد :
((  مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) (1)

واسمع لما يقول الرسول الكريم (ثانية :

روى ابو ذر الغفارى ان رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهه وآله وسلم ) قال :  ((مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)) (2)

وروي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
((وإنما مثل أهل بيتي فيكم ، مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له)) (3)

وقال أيضاً :
(( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما )) (4)

هذا عدا عن ذكرهم من طرفه (صلى الله عليه وآله) ، على جهة الإفراد كتشخيص وتعيين وتحديد ونعت لكل منهم مفرداً ،مستقلاً ،مميزاً ،له هوية تخصه ودور ووظيفة تعهد له ،ومزايا وخصائص تمتد كوشائج بالمكان ،وبالزمان ،وبالقوم ،وبما يلتئم وينشؤ منهم كظواهر اجتماعية أو اقتصادية وسياسية ،أو محطات تاريخية لها ما قبلها ولها ما بعدها سنن ثوابت ،وعوامل ماهوية ،أو مقومات آدمية وإنسانية ،ككيان مكرم ومسؤول ،ومعالم هاديات قامت وانتصبت ،رسخت وتأكدت ،منذ أول نبي الى آخر نبي رسول خاتم ،غاية إكمال الدين واتمام النعمة ، حيث انفتح قوسين لبدأ مرحلة جديدة ،تأسيس الولاية ،وتعميدها على جهة مباشرة الفعل ، والخوض في التنفيذ والتطبيق ، وأما على جهة القوة ،والإمكان فإنها حاضرة ، ومدعمة بالنصوص المقدسة ، والآيات المعجزة ، والبراهين القاهرة ،كعنصر تكويني ،لا مرية فيه ، ولا شبهة في تعينه وتشخصه ،أدركها الصحابة المنتجبون ،بالسليقة ولم يخامرهم شك فيها أبداً ، فسلموا وتلقوها بالقبول ، واحتملها أو قدرها آخرون ، فنشأ في صدورهم شيئ منها ،لعوامل نفسية وعوائق اجتماعية ونوازع سلطوية ،أو دواخل اخرى لها علاقات شتى ،بسوابق وخلفيات ،تنغرز عُمقياً في عصبيات ، تضرب بجذورها في ماضي سحيق ، أو هي طارئة  وحديثة عهد ،إستدعتها أو طلبتها صراعات ، وتنافسات ،ترتبت عنها تفاوتات ربما تكون طبيعية وموضوعية ومستحقة ، إلا أن هؤلاء الآخرين وان كانوا على نفس النهج ،وفي نفس النسق أو الدائرة الإعتقادية والفكروية (الإيديولوجية) ،فإن تعلقات وتشبثات طموحية قد تكون غير مشعور بها عند البعض ،وقد تكون رواسب مستكنة ومخبآت منزوية غلبت ،وقد تكون عند صنف ثالث ثقافة ، تقاليد وأعراف ، متشبثٌ بها على نحو التقوي الشوفوني ، والتنافس الإحني ، والغريب أنهم يصرون على مشروعيتها ، وشرعيتها ، عند الشارع الحكيم بتأويلات مفتعلة ، وبمخارج ملتوية ، وبتحكمات غاية في التعسف ، ولي الحقائق .

لم تقف الأمور عند هذا الحد ،ولم تكف توجيهات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ،الملوحة ،والصامتة ،والمعلنة ،وحتى الرادعة والقامعة على التمردات التي تأتي في صورة انفلاتات ،وعلى المواقف التي تأتي في شكل التزام متشدد ، أو رفض متصلب ، ازاء مشكل من المشاكل أو قضية من القضايا ،بالرغم من عدم تبين حيثيات وملابسات هذه المواقف ولا تكييفاتها الشرعية ، فقط لأن أصحابها مهوسين بفرض ارادتهم ومهجوسين بالمكانة والمنزلة ،وعلى فلاتات اللسان التي كثرت كثرة فاحشة ،والتي تأتي بمناسبة وبغير مناسبة ،من الأعيان والوجهاء ومن يعتبر من علية القوم ،أو من الطبقة الأولى ،بالإضافة الى أنها فضحت الطوايا وكشفت النوايا ،تجاوزت حدود الآداب مع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل خرقت الأحكام الشرعية .

ابتعدت هذه الشلة عن الخطوط الحمراء ،بمسافات وراحت تجري مفاهمات ،وتعقد محالفات ،وتهيئ وضعيات وترتيبات ،لقطف السلطة واقتناص الرأسمال الرمزي معها ،كيفما كان الحال ،ومهما كان الأمر وهذا في زمن استثنائي خيري ،جوه قدسي ،تبركي ،مفتوح على الغيب في كل لحظاته ،مغموس في أنفاس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته (عليهم السلام) حي يرزق لم ينتقل بعد الى الرفيق الأعلى ولم يغادر بجسمه دنيانا هذه الى مستقره ومأواه في جوار ربه ،جنة الخلد ،هذه خواطر غمرتنا وخلجات اعترتنا وأفكار وقعت علينا بمناسبة عيد الغدير وما أدراك ما عيد الغدير ونحن تعمدنا أن نتحدث عليه بصورة مستقلة وآثرنا أن نذكره بإسمه فقط لأن معانيه قائمة في عقل كل مسلم ومتلبسة بمشاعره .
**************************************
1 _ الآية 29 من سورة الفتح
2 _ رواه الفاكهي في أخبار مكة ، وأبو يعلى في مسنده الكبير [كما ورد في تفسير ابن كثير] ، ورواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة ، والحاكم في المستدرك [وصحّحه على شرط مسلم] من طرق ،عن المفضَّل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر (رضي الله عنه) ،يقول ،وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم) يقول :
((ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه ،من ركبها نجا ،ومن تخلف عنها غرق))
3 _ ورواه الطبراني في الصغير ،والأوسط ،والهيثمي في مجمع الزوائد
4 _ رواه أحمد بن حنبل في مسنده
+++++++++++++++++++++++++++++
بقلم : السيد محمد الفاضل حمادوش
 الأربعاء 15 أكتوبر 2014 م
 الموافق لـ 20 ذو الحجة 1435 هـ


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page