• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما هی اسرار الصلاة و فلسفتها فی المذهب الشیعی؟

 لاشک أن جمیع الاحکام الالهیة تتوفر على فلسفة و علّة خاصة بها، و لکن لیس من الضروری البحث عن جمیع تلک العلل و الملاکات الموجودة فی الاحکام، فان الانسان المؤمن علیه التسلیم و الاذعان أمام الاوامر و النواهی الالهیة و علیه ان یتوفر على روحیة الایمان بحکمة الباری تعالى فی جمیع ما یصدر عنه عزّ شأنه، ثم ان الغایة من بعض الاحکام الالهیة الامتحان و الاختبار الروحی و معرفة درجة التسلیم و الاذعان التی تکمن فی قلب الانسان المؤمن، من قبیل الأمر الالهی لإبراهیم فی ذبح ولده اسماعیل (علیهما السلام).

و ما یمکن ذکره فی هذه المختصر هو: ان الاحکام الالهیة و النظام العبادی ینطوی على علل و فلسفة خاصة، و الدیل على ذلک.
الاول: مئات الآیات و الروایات التی تحث الناس على التعقل و التفکر و التأمل. [1]
الثانی: من الانتقادات التی وجهها القرآن الکریم للمشرکین و عبدة الاوثان تقلیدهم الاعمى للآباء و الاجداد بلا دلیل او برهان. [2]
الثالث: أشار القرآن فی اکثر من موضع الى علة الحکم او حکمته. [3] و کذلک اشار الائمة المعصومون (ع) الى هذه الحکم و العلل الکامنة فی الاحکام، و التی جمعها العلماء فی مصنفات خاصة تحت عنوان علل الشرائع.
و من هنا یمکن القول:
1. لیس من الضروری معرفة جمیع العلل و الفلسفات على نحو التفصیل، بل تکفی المعرفة الاجمالیة.
2. من غیر الصحیح فی البحث عن فلسفة الاحکام البحث عن الفوائد و المنافع المادیة کالبعد الاقتصادی و الصحی و... بل من الضروری الالتفات الى البعد المعنوی و الروحی و الاخروی الکامن فی تلک الاحکام و التشریعات.
3. لا ینبغی لمن آمن بحکمة الباری تعالى و أنّ ما یصدر منه من قوانین و دساتیر تنطلق من الحکمة الالهیة، البحثُ عن العلل و الفلسفات، بل ینبغی له ترک الامر الى الله تعالى.
و لکن مع ذلک کله نجد ان الصلاة و اجزاءها کالقراءة و النیة و التشهد و الرکوع و السجود و التسلیم و... قد ذکرت لها اسرار و علل کثیرة، نحاول هنا الاشارة الى نماذج منها:
الصلاة تنهى عن المنکر
قال تعالى فی کتابه الکریم مشیراً الى هذه الثمرة الکبیرة فی الصلاة : " إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَر". [4]
الصلاة تقضی على الغفلة
" فَاعْبُدْنی‏ وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِکْری‏". [5]
الصلاة عامل اطمئنان و سکینة
قال تعالى: " الَّذینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللَّهِ أَلا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب ‏" [6]
الصلاة تقضی على الکبریاء
عندما یتوجه المصلی الى مصدر القوة المطلقة و یستمد قواه من تلک العظمة الربانیة التی لا یقارن بها أی عظیم و کبیر مهما کان، فحینئذ تحصل لدى المصلی حالة من التواضع و التنزه عن التکبر و الغرور الکاذب. و بعبارة أخرى: النظر الى القدرة الالهی یقضی على الغرور و التکبر و العنجهیة التی قد یتصف بها الانسان؛ و ذلک لانه عندما یکرر خلال الرکعات السبعة عشر التی یؤدیها یومیاً، وضعَ جبهته على الارض مرتین فی کل رکعة، لا یرى نفسه شیئا مقابل تلک العظمة الالهیة، و بهذا یزیح ستار التکبر و الغرور عنها، و من هنا نجد أمیر المؤمنین (ع) یصرح بهذه الثمرة الکبیرة للصلاة عندما قال: " فَرَضَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً مِنَ الشِّرْکِ وَ الصَّلَاةَ تَنْزِیهاً عَنِ الْکِبْر ". [7]
تقویة روح الانضباط
لاریب ان الصلاة تخلق لدى المصلی روح الانضباط و حبَّ النظام؛ و ذلک لما یعتاده من الالتزام بالوقت و اداء العبادة فی اوقاتها المحددة و بطریقة ایقاعیة مرتبة کالنیة و القیام و القراءة و الرکوع و السجود و القعود و..، بحیث یعد الاخلال العمدی بها مبطلا لها، و الالتزام کاشفاً عن روحیة منضبطة و نفس متکاملة.
التذکیر بالمعاد
عندما یردد المصلی فی صلاته قوله تعالى "مالک یوم الدین" یتذکر ذلک الیوم و أهواله و ما یقرع القلوب فیه، ثم یدرک بانه سیقف یوماً ما ذلک الموقف الرهیب فعلیه ان یعد العدة لیوم معاده و حشره.
التولی و التبری
و من الامور التی تنطوی علیها الصلاة و الفلسفات التی تکمن فی آیات سورة الحمد هی قضیة التولی و التبری، و هذا ما یدرکه المصلی من خلال تردیده لقوله تعالى " ایاک نعبد و ایاک نستعین، اهدنا الصراط المستقیم صراط الذین انعمت علیهم " [8] فیحبُّ الله تعالى و یتولاه و کذلک یتولى رسوله الکریم و الصدیقین و الشهداء و الصالحین و یتبرأ من الاتجاه المعاکس للخط الالهی "المغضوب علیهم و الضالین".
و فی الختام نقول: إن بعض الروایات أشارت الى علل أساسیة من علل الصلاة فعن محمد بن سنان أن أبا الحسن علی بن موسى الرضا (ع) کتب إلیه فیما کتب من جواب مسائله: أن علة الصلاة إنها إقرار بالربوبیة لله عز و جل و خلع الأنداد، و قیام بین یدی الجبار جل جلاله بالذل و المسکنة و الخضوع و الاعتراف و الطلب للإقالة من سالف الذنوب، و وضع الوجه على الأرض کل یوم خمس مرات إعظاما لله عز و جل و أن یکون ذاکرا غیر ناس و لا بَطِر و یکون خاشعا متذللا راغبا طالبا للزیادة فی الدین و الدنیا مع ما فیه من الانزجار و المداومة على ذکر الله عز و جل باللیل و النهار لئلا ینسى العبد سیده و مدبره و خالقه فیبطر و یطغى و یکون فی ذکره لربه و قیامه بین یدیه زاجرا له عن المعاصی و مانعا من أنواع الفساد. [9]
هذه نماذج من الآیات و الروایات التی تعرضت لبیان الآثار و الحکم المترتبة على الاحکام الالهیة عامّة و الصلاة خاصّة.
************************
[1] انظر: النحل، 44؛ آل عمران، 191.
[2] الاعراف، 173.
[3] العنکبوت، 45؛ البقرة، 183.
[4] العنکبوت، 45.
[5] ظه، 14.
[6] الرعد، 28.
[7] نهج البلاغة، الحکمة 252.
[8] انظر سورة الفاتحة.
[9] الشیخ الصدوق، من لایحضره الفقیه، ج 1، ص 214، جماعه المدرسین، قم، الطبعة الثانیة، 1404ق؛ الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 317، مکتبة الداوری، قم، الطبعة الاولی.

المصدر : اسلام كوئست 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page