طباعة

وفي الختام

 فإنّ هذه الدراسة التي وضعناها بين أيدي القرّاء الكرام أردنا لها أن تكون بحثاً في قضيّة منع تدوين أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد سعينا أن تكون دراسة نقديّة متأنّية، تُتابع وتُحاور وتستفهم وتستنتج.
وقد واكبَنا القارئ العزيز في هذه الرحلة التاريخيّة الحديثيّة خطوةً خطوة، ونحن إذ نقدّر له صبره معنا في هذه الرحلة الضروريّة الخطيرة، نرجو أن يكون قد تلمّس بنفسه قسمات الواقع الموضوعىّ، واستبانت له حقائق في سياق البحث تزيده بصيرة بالأمور، وتعينه في العثور على النظر السديد، والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.
وإنّنا لنأمل من إخواننا العلماء وأساتذتنا الكرام ومن يعنيه أمر الفقه والحديث والتراث أن يتريّثوا في قبول أو ردّ ما كتبناه وادّعيناه بروح علميّة نزيهة بعيدة عن العصبيّة والطائفيّة كي نصل معاً إلى الطريق الأمثل والأسلوب الأنجح، حتّى نتعرّف على الصواب دون الخطأ، والحقيقة دون غيرها، وأخصّ بدعوتي هذه مشايخنا في الأزهر الشريف في القاهرة، والجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، ورابطة العالم الإسلامىّ في مكّة المكرّمة، والزيتونة في تونس، كما ندعو مشايخنا وساداتنا في النجف الأشرف، ومدينة قم، والأفاضل والعلماء في العراق ولبنان وسوريا، وجميع أنحاء الوطن الإسلامىّ، ونعمُّ بدعوتنا هذه المعاهد العلميّة والجامعات الإسلاميّة انطلاقاً من إرشاد الرسول الأكرم وقوله (رحم الله امرءاً أهدى إلَيَّ عيوبي) فالذي أرجوه من إخواني أن يتفضّلوا عَلَيَّ بما لهم من رأي نقدي على هذه الدراسة، يعينني على الوصول إلى مزيد من الدقّة والصواب، ما دمنا لا تعنينا غير كلمة الحقّ، نبحث عنها، وندافع عنها، وإن كلّفتنا الغالي والنفيس، لأنّنا جميعاً في صدد قضيّة، ترتبط بمصادر معرفتنا الإسلاميّة، وترتبط أيضاً وهو الأهمّ بأوضاعنا في الحياة الأبديّة الأخرى يوم نقف بين يدي الله عزّ وجلّ للحساب.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرينا الحقّ حقّاً فنتَّبعه، والباطل باطلاً فنتجنَّبه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.