طباعة

نشاطاته بعد الهجرة

وأمّا نشاطه العلمي التبليغي في مدينة قم التي هاجر إليها عام 1401 هـ ولايزال فيها، فتمثل في مستويات اُخرى، حيث بدأ يحاضر في البحث الخارج ـ كما أشرنا ـ في مختلف ضروب العلم والأخلاق... وكان حريصاً في بحوثه على عنصر (المقارنة) بين المذهب الحق (الإمامي) وبين المذاهب الاُخرى، حتى تتجلّى أهمية المذهب الحقّ.. كما كان حريصاً ـ من جانب آخر ـ على تبسيط لغة العلم ومحاولة استخدام اللغة المعاصرة، وذلك لسبب واضح هو: ان الدرس الحوزوي في اُسلوبه الموروث كان في الواقع صدى لطبيعة البيئة الثقافية آنذاك، وأمّا الآن فإنّ البيئة الثقافية تتّسم بلغة الوضوح والالفة، وهذا ما توفر عليه السيّد في محاضراته وبحوثه..
وإذا تجاوزنا هذا الجانب العلمي، إلى الجانب التبليغي، وهو نشاط في الواقع لا ينفصل أيضاً عن النشاط المعرفي، حيث أن عملية التبليغ لدى السيّد قد اكتسبت مناخاً جديداً يتمثل في جملة خطوط، منها: تأسيس مدارس ومؤسسات ثقافية مثل (مؤسسة السبطين ومدرستها) فيما اضطلعت المؤسسة بتأليف وترجمة وتحقيق مختلف الكتب في ميدان الفقه والأخلاق والتأريخ والتفسير ونحو ذلك بلغات متعدّدة، وفيما اضطلعت المدرسة بكونها تخصصية هدفها هو: تهيئة مبلّغين من جانب، وتهيئة أشخاص متنوعين يتخصصون في أحد العلوم، بحيث يستطيع كلّ واحد منهم أن يخدم المذهب بحسب اختصاصه.
واما السيرة ذاتية جده لاُمّه فتتمثل في شخصيته

السيد حسين البادكوبي
هو السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد موسى الحسيني البادكوبي اللاهيجي ( من اجلاء العلماء وافاضل الفلاسفة).
ولد في قرية (خود دلان) من قرى بادكوبا في (1293هـ . ق) ونشأ على أبيه فربّاه احسن تربية وعلمه المبادئ ثم قرأ أوليات العلوم فتوفى والده وهاجر بعد سنة من وفاته الى طهران فحل في (مدرسة الصدر) وواصل سيره في دراسة العلوم فأخذ الرياضيات عن الفيلسوف الاكبر السيد ابي الحسن الاصفهاني الشهير بـ (الميرزا جلوه) وقرأ (الاسفار) على الميرزا هاشم الاشكوري وقرأ الكلام على مهرة الاساتذة وبقى سبع سنين مجداً مجتهداً باذلاً وسعه في الاشتغال ومواصلة البحث والدرس، ثم هاجر الى النجف الاشرف فحضر في الاصول على شيخنا المولى محمد كاظم الخراساني أوان تأليفه (الكفاية) ؛ والفقه على الشيخ محمد حسن المامقاني وغيره وسطح نجمه في الاوساط النجفية والاندية العلمية؛ فقد كان مرموقاً في وسطه، مشاراً اليه في الفضل، مقدراً عند العلماء والاجلاء لكثرة علمه وغزارة فضله، اشتغل بالتدريس في الفقه والاصول فكان مدرسه مجمع اهل الفضل والكمال واشتهر بالفلسفة والعلوم العقلية وعرف بالمهارة والخبرة والتحقيق والتدقيق وتخرج عليه في ذلك جمع من افاضل الطلاب؛ وكان احد اثنين عرفا بذلك ونشرا علمهما بين المشتغلين والثاني هو الشيخ محمد حسين الاصفهاني الشهير بالكمپاني ، فقد كانا كفرسي رهان دارت عليهما رحى هذه العلوم في النجف زمناً طويلاً؛ وكانا جديرين في الواقع حيث صرفا شطراً من عمرهما في تحصيل هذا الفن واتقانه حتى حلا الذروة والسنام منه وبلغا فيه مبلغاً عظيماً، ولم يكونا مختصين به فقد كانا مجتهدين في الفقه محققين في الاصول لكن شهرة ذلك غلبت عليهما، توفي المترجم له في النجف في حمام الحضرة في الليلة الثامنة والعشرين من شهر شوال (1358هـ . ق) وخلف اربعة ذكور:
1 ـ العالم السيد محمد نزيل(بندر پهلوى انزلي).
2 ـ السيد حسن نزيل النجف الى اليوم.
3 ـ السيد احمد العليل.
4 ـ السيد محمد باقرمن علماء كركوك.
حدثني السيد حسن المذكور ان لوالده آثاراً منها : حاشية (طهارة الشيخ) وحاشية (الاسفار) وحاشية (الشوارق) وغير ذلك. 

, , , , , ,