مَن أنت ياحسين ، ماذا فعلت بنا ياحسين
مَن أنت حين نسينا فيك كلّ شيء
مَن أنت حين وجدنا فيك كلّ شيء
أيّ حبٍّ هذا الذي ذوّبَنا فيك
أيّ عشقٍ هذا الذي تيّمَنا فيك
أيّ هيامٍ هذا الذي هيّمَنا فيك
أيّ وَلَهٍ هذا الذي جنّنَنا فيك
أواجبٌ حقّاً أن نطوي المسافات ونأتيك من كلّ فجٍّ عميق لنشهد منافعنا ونطوف حواليك
أواجبٌ حقّاً أن نضع الأرواح على الأكفّ فنأتي زحفاً إليك
أواجبٌ حقّاً أن نسغب ونضمأ ونسهد ونرهق كي نقف بين يديك
أواجبٌ حقّاً أن نبذل ونجود كي يدوم الحضور بين حرميك
نعم ، إنّه واجب الحبّ ليس إلّا
عرفاناً بجميلك ماحيينا ليس إلّا
أحببناك إماماً معصوماً سبطاً مصلحاً شهيداً بكتك الأرض والسماوات العلا
أحببناك حيث أرخصتَ النفس كي نحيا ونبقى
حيث علّمتنا العيشَ أحراراً ونُصلِح للآخرةِ دربا
فيا كلّ العالم من أحرار ومراقبين وناقدين وباحثين ومعرفيّين ويا كلّ المنصفين والشرفاء !
تعالوا ولو لمرّة واحدة ، حلّوا ضيوفاً علينا في أرض الحسين بكربلاء
لتعرفوا مركز العالم ومحور الدنيا ونقطة الارتكاز والرابط بين الأرض والسماء
هاهنا مجمر العشق ومحرار الوِلى
هاهنا ميزان الإيمان وملاك التُّقى
هاهنا تسقط الأقنعة وتنكشف الحقائق العظمى
هاهنا البداية والإدامة والنهاية والغاية المبغى
هاهنا محطّ رحال القاصدين والتائهين والأنفس الحيرى
فيا كلّ العالم ! اعلموا أنّنا موجودون حاضرون بضمائرنا المفعمة بحبّ الخير والأمن والسلام والمبادىء الشمّى
اعلموا أنّنا إلى الحقيقة الكبرى والقيم العليا نجدّ ونسعى
شكراً لك ياربّ
شكراً لك أن وُلدنا من أبوين يحبّان الحسين
شكراً لك أن بقينا نهوى الأئمّة المعصومين المنتجبين ، وسنظلّ بلطفك على نهجهم سائرين
شكراً لك ياحسين
شكراً لك أن علّمتنا الإيثار والاُلفة ومعنى الحياة
شكراً لك أن علّمتنا نهج الهداية والإيمان وسبل النجاة
شكراً لكم عشّاق الحسين
شكراً لكم أن سجّلتم ملحمة الجود والشهامة برائع الصفات
فلاغرو أنّها من الباقيات الصالحات
شكراً لكم ياأهلي ياأهل العراق بأحاسيس تألق كالنخيل الباسقات
شكراً لكم أن حفرتم على القلوب والعقول أسمى لوحات الكرم والوفاء بالخصال السامقات
أن ضاعفتم بنا الشوق كي نجدّد عهد الحبّ والولاء لأبي الأحرار وسيّد الشهداء وقتيل العبرات.
هيهات هيهات أن ننسى ريحانة بضعة المصطفى محمّد سيّد الخلق والورى .
السلام عليك سيّدي أبا عبدالله ورحمة من ربّ الأرضين والسماوات العُلى .
