• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المناظرة السادسة: مناظرة معتزلي مع بعضهم في حكم لعن معاوية

قال الحاكم أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي (المتوفى سنة 494 ه‍) في معرض حديثه عن معاوية في كتابه (رسالة إبليس): وأنكرت المعتزلة (1) ذلك أشد الإنكار، وقالوا: معاوية باغ ضال، فمرة ضللوه لخروجه على إمام المسلمين، وقتل عمار بن ياسر سيد أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومرة كفروه بإلحاق زياد بأبيه مع نفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه إياه وادعاء أبيه، وقتل حجر بن عدي (2) صبرا، وأمره حتى سم الحسن (عليه السلام)، ثم تغلب على الدنيا فأظهر الظلم والعناد ومذاهب الإلحاد، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): معاوية في تابوت من نار (3)، وقال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (4)، وقد لعنه أمير المؤمنين (عليه السلام) في قنوته (5)، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعمار: تقتلك الفئة الباغية (6) فقتله معاوية (7). ثم جرى على طريقته السفيانية، فقتل يزيد (8) - لعنه الله - حسينا (عليه السلام) وشيعته وسبعة عشر من أهل بيته، وسلط على الناس أهل بيت زياد، ومات سكران، وتبعهما المروانية فأظهر الوليد الإلحاد، وقتل هشام زيد بن علي (عليه السلام)، ومات مروان الحمار وهو زنديق، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا (9)، وذكروا أن الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو مروان (10)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لعنهم. إلى أن قال: اجتمع يوما في ناد ناس فجرى ذكر معاوية فمدحه بعض مشايخنا، فقال: هو إمام من الأئمة!! فقال معتزلي وقال: أتقول له وقد فعل وفعل..... يعد معايبه، ونحن ساكتون، ثم أنشأ يقول: قالت: تحب معاوية؟ * قلت: اسكتي يا زانية قالت: أسأت جوابنا * فأعدت قولي ثانية أحب من شتم الوصي * أخا النبي علانية؟ فعلى يزيد لعنة * وعلى أبيه ثمانية (11) ثم قال: قيل لأعرابي أتحب معاوية؟ قال: وجدت معه أربعة (12) إن قلت معها أتحبه؟ لتكفر!! قيل: وما هي؟ قال: قاتل أبوه النبي (صلى الله عليه وآله) مرارا، وقاتل هو وصيه، وقتل ابنه يزيد الحسين بن علي (عليه السلام)، وأخرجت أمه هند كبد عم النبي (صلى الله عليه وآله) حمزة؟ فقال من حضر: لعن الله معاوية. (13)
************************************
(1) راجع: أحوال معاوية وأراء العلماء فيه في شرح نهج البلاغة لابن الحديد: ج 5 ص 129 - 131، كتاب السبعة من السلف للفيروز آبادي: ص 183 - 223.
(2) هو: حجر بن عدي بن جبلة الكندي، صحابي جليل من شيعة أمير المؤمنين قتل مع أصحابه بأمر معاوية في مرج عذراء من قرى دمشق سنة 51 ه‍، روي عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة، فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة وبقائهم فسادا للأمة، فقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء. (راجع: كنز العمال: ج 11 ص 126 ح 30887 وج 13 ص 586 ح 37509، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 457، كتاب السبعة من السلف: ص 220 - 221.
(3) تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 10 ص 58 - 59، وفيه تكملة الحديث (في أسفل درك منها ينادي: يا حنان، يا منان، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المعاندين)، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 217، الغدير للأميني: ج 10 ص 142.
(4) راجع: الغدير للأميني: ج 10 ص 142 - 145، وقد تقدم المزيد من تخريجاته.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 260 وج 4 ص 79، ينابيع المودة: ص 162 ب 53 وفيه، قال القندوزي: قال نصر بن مزاحم: فكان علي (عليه السلام) بعد التحكيم إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة وسلم قال: اللهم العن معاوية، وعمرو بن العاص، وأبا موسى، وحبيب بن مسلمة، وعبد الرحمن بن خالد، والضحاك بن قيس، والوليد بن عقبة. عن وقعة صفين لابن مزاحم: ص 552.
(6) تقدمت تخريجاته.
(7) روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: لما قتل عمار بن ياسر ارتعدت فرائص خلق كثير، وقالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عمار تقتله الفئة الباغية، فدخل عمرو بن العاص على معاوية وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا، قال: لماذا؟ قال: قتل عمار، فماذا؟ قال: أليس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية: دحضت في قولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ألقاه بين رماحنا، فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي قتل حمزة لما ألقاه بين رماح المشركين. راجع: الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 181 - 182، معاني الأخبار: ج 1 ص 238، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 376، بحار الأنوار: ج 33 ص 7، وقعة صفين: ص 343.
(8) جاء في كتاب المعتضد في شأن معاوية بن أبي سفيان وبني أمية، والذي أمر أن يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر: ومنه إيثاره بدين الله، ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد المتكبر الخمير، صاحب الديوك والفهود والقرود، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة، وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه، ويعاين سكرانه وفجوره وكفره - إلى أن قال: - ثم من أغلظ ما انتهك، وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي (عليه السلام) وابن فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع موقعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل، وشهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة، اجتراء على الله، وكفرا بدينه، وعداوة لرسوله، ومجاهدة لعترته، واستهانة بحرمته، فكأنما يقتل به وبأهل بيته قوما من كفار أهل الترك والديلم، لا يخاف من الله نقمة، ولا يرقب منه سطوة، فبتر الله عمره، واجتث أصله وفرعه، وسلبه ما تحت يديه، وأعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته. راجع: تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 10 ص 60 - 61 (في حوادث سنة 284 ه‍).
(9) المستدرك للحاكم: ج 4 ص 479 - 480، مجمع الزوائد: ج 5 ص 241، كنز العمال: ج 11 ص 117 ح 30846 وص 165 ح 31055 - 31057، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 507، مسند أحمد بن حنبل: ج 3 ص 80.
(10) راجع: التفسير الكبير للرازي: ج 20 ص 236 - 237، الدر المنثور للسيوطي: ج 5 ص 310، تفسير الطبري: ج 15 ص 77، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 511، مناظرات في الإمامة للمؤلف: ص 93 - 94 (المناظرة: الثالثة عشر).
(11) الشعر للصاحب بن عباد راجع: الكامل البهائي لعماد الدين الطبري: ج 2 ص 215، روضات الجنات: ج 2 ص 30، أعيان الشيعة للأمين: ج 3 ص 359. وقد ذكر الثعالبي في يتيمة الدهر: ج 3 ص 273 مثل هذا الشعر للصاحب في معاوية بن أبي سفيان وهو: ناصب قال لي: معاوية خالك * خير الأعمام والأخوال فهو خال للمؤمنين جميعا * قلت: خال لكن من الخير خالي وذكرهما عنه أيضا في ديوان الصاحب بن عباد: ص 264.
(12) جاء عن الحسن البصري قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة منهن لكانت موبقة وإثما كثيرا: ادعاؤه الخلافة من غير مشورة، واستخلافه ابنه يزيد، سكيرا بالخمر، وادعاؤه زيادا أنه أخوه، وفي الحديث الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجر بن عدي وأصحابه، فيا ويل له من حجر وأصحاب حجر. ينابيع المودة للقندوزي: ص 162 ب 53، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 262.
(13) رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس للجشمي: ص 111 - 115.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page