• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قصة موسى (عليه السلام)

[فيها شبه ستة]
[الأولى]
تمسكوا بقوله تعالى: (فوكزه موسى فقضى عليه) فإن ذلك القبطي إما أن يكون مستحقا للقتل أو لا. فإن كان الأول فلم قال (هذا من عمل الشيطان) و(رب إني ظلمت نفسي) الآية و(فعلتها إذن وأنا من الضالين)؟ وإن كان الثاني كان عاصيا في قتله
[جوابه] يحتمل أن يقال: إنه لكفره كان مستحقا للقتل وإنه لم يكن لكن موسى قتله خطأ، وأنه لم يقصد إلا تخليص الذي من شيعته من ذلك القبطي. فتأدى به ذلك إلى القتل من غير قصد
أما الآيات فمن جوز الصغيرة حملها عليه فإن الاستغفار والتوبة تجب من الصغيرة كما تجب من الكبيرة ومن أباها فلم يحملها عليه، وأما قوله: (هذا من عمل الشيطان) ففيه وجهان:
[الأول] أن الله تعالى ندبه إلى تأخير قتل أولئك الكفار إلى حال القدرة فلما قتل فقد ترك المندوب، فقوله: (هذا من عمل الشيطان) معناه إقدامي على ترك المندوب من عمل الشيطان
[الثاني] أن يكون المراد أن عمل المقتول عمل الشيطان، والمراد بيان كونه مخالفا لله تعالى مستحقا للقتل، ويكون قوله: (هذا) إشارة إلى المقتول بمعنى أنه من جند الشيطان وحزبه، يقال: فلان من عمل الشيطان أي من أصحابه. فأما قوله: (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) فعلى نهج قول آدم: (ظلمنا أنفسنا) والمراد أحد الوجهين إما على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والاعتراف بالتقصير عن القيام بحقوقه وإن لم يكن هناك ذنب قط، أو من حيث حرم نفسه الثواب على فعل المندوب، وأما قوله: (فاغفر لي) فالمراد إقبل مني هذه الطاعة والانقطاع إليك. وأما قوله: (فعلتها إذن وأنا من الضالين) فلم يقل: إني صرت بذلك ضالا ولكن فرعون لما ادعى أنه كان كافرا إلى حال القتل نفى عن نفسه كونه كافرا في ذلك الوقت فاعترف بأنه كان ضالا أي متحيرا لا يدري ما يجب عليه أن يفعله وما يريده في ذلك والله أعلم

[الشبهة الثانية]
كيف لموسى عليه السلام أن يقول لرجل من شيعته يستصرخه (إنك لغوي مبين)؟
[جوابه] إن قوم موسى عليه السلام كانوا غلاظا جفاة. ألا ترى إلى قولهم بعد مشاهدة الآيات (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) وكان المراد ذلك

[الشبهة الثالثة]
لما قال الله تعالى (أن ائت القوم الظالمين فلم قال في جوابه (إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطق لساني فأرسل إلى هارون) وهذا استغناء عن الرسالة؟
[جوابه] ليس هذا استغناء عن الرسالة، ولكنه إذن في أن يسأل ضم أخيه إليه في الرسالة على ما ذكره الله تعالى في قوله في سورة طه (وهل أتاك حديث موسى) إلى قوله (واجعل لي وزيرا من أهلي) فقال الله تعالى (قد أوتيت سؤلك يا موسى) وكان في ذلك السؤال مأذونا فاندفع السؤال

[الشبهة الرابعة]
كيف جاز لموسى أن يأمر السحرة بإلقاء الحبال والعصي وذلك سحر وتلبيس وكفر، والأمر بمثله لا يجوز؟
[جوابه] ذلك الأمر كان مشروطا والتقدير: ألقوا ما أنتم ملقون إن كنتم محقين، كما في قوله تعالى (فأتوا بسورة من مثله) أي إن كنتم قادرين، وأيضا لما تعين ذلك طريقا إلى كشف الشبهة صار جائزا

[الشبهة الخامسة]
(فأوجس في نفسه خيفة) أو ليس خوفه يقتضي شكه فيما أتى به؟
[جوابه] لعله خاف لأنه رأى من قوة التلبيس ما أشفق عنده من وقوع الشبهة على بعض الناس فآمنه الله منه وبين أن حجته تتضح للقوم بقوله تعالى (لا تخف إنك أنت الأعلى)

[الشبهة السادسة]
(وألقى الألواح) الآية فلا يخلو إما أن يكون قد صدر الذنب عن هارون عليه السلام ما استحق به ذلك التأديب أو لم يصدر عنه فإن صدر عنه فقد صدر الذنب عن هارون عليه السلام وإن لم يصدر عنه فصدر عن موسى عليه السلام، وأيضا فلأن هارون نهى موسى في قوله (لا تأخذ بلحيتي) فإن كان موسى عليه السلام مصيبا فيما فعله كان هارون عاصيا في منعه عن فعل الصواب، وإن كان هارون عليه السلام مصيبا في ذلك المنع كان موسى عليه السلام عاصيا في ذلك الفعل
[جوابه] أما من جوز الصغائر عليهم فقد حمل الواقعة عليه وزال السؤال. وأما من أباها فله وجهان:
[الأول] أن موسى أقبل وهو غضبان على قومه، فأخذ برأس أخيه وجره إليه كما يفعل الإنسان بنفسه في مثل ذلك الغضب، فإن المفكر الغضبان قد يعض على شفتيه ويقلب أصابعه ويقبض على لحييه، فأجرى موسى عليه السلام أخاه مجرى نفسه لأنه كان شريكه فصنع به ما يصنع الرجل بنفسه في حال الفكر والغضب. وأما قوله (لا تأخذ بلحيتي) فلا يمتنع أن يكون هارون خاف أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له، ثم أخذ في شرح القصة، وقال في موضع آخر (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) وفي موضع آخر (يا ابن أم إن القوم استضعفوني)
[الثاني] أن بني إسرائيل كانوا في نهاية سوء الظن بموسى حتى أن هارون عليه السلام غاب عنهم غيبة فقالوا لموسى: أنت قتلته فلما واعد الله موسى عليه السلام ثلاثين ليلة وأتمها بعشر وكتب له في الألواح من كل شيء رجع فرأى في قومه ما رأى فأخذ برأس أخيه ليدنيه فيتفحص كيفية الواقعة فخاف هارون أن يسبق إلى قلوبهم ما لا أصل له، فقال إشفاقا على موسى عليه السلام (لا تأخذ بلحيتي) لئلا يظن القوم بك ما لا يليق 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page