• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الاثنا عشرية يزعمون أن المهدي يخرج آخر الزمان من السرداب في الحلة

من أكاذيب ابن خلدون ومفترياته على الشيعة إنه بعد أن نسب في مقدمته بعض المعتقدات الكافرة إلى الكيسانية والواقفية التي تبرء منها الشيعة الإمامية قال : ومثله غلاة الإمامية ، وخصوصا الاثنا عشرية منهم يزعمون أن الثاني عشر من أئمتهم وهو محمد بن الحسن العسكري ، ويلقبونه بالمهدي دخل في سرداب بدارهم بالحلة ، وتغيب حين اعتقل مع أمه وغاب هنالك ، وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا ، يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي وهم الآن ينتظرونه ، ويسمونه المنتظر لذلك ، ويقفون في كل ليلة بعدصلاة المغرب بباب هذا السرداب وقد قدموا مركبا فيهتفون باسمه ، ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم ، ثم ينفضون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآتية ، وهم على ذلك لهذا العهد(1) . ما أجهل هذا الرجل بينا نراه يصرح في مقدمته بأن الإمامية ينقلون نصوصا عن النبي صلى الله عليه وآله في إمامة علي ، ثم يقسمها هو إلى جلي وخفي ، ويعد من الجلي قول الرسول صلى الله عليه وآله (من كنت مولاه فعلي مولاه) ومن الخفي بعث النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة ، ثم عزله ، وإرسال علي مكانه وينقل عنهم أنهم يشترطون أن يكون الإمام معصوما عندهم من الكبائر والصغائر نراه يصفهم بالغلو ، وليت شعري كيف يجتمع وصف الغلو ، وهو مجاوزة البشر حد العبودية إلى مقام الربوبية في إنسان فيهم وهو نفسه يعترف لهم باشتراطهم العصمة في الإمام والنص عليه من قبل الرسول صلى الله عليه وآله ، لكن من أعمى الله قلبه وامتلأ من بغض خصمه لا يشعر بما يقول ، نراه يجمع بين المتناقضات ، ويأتي بالترهات والطامات ، وبذلك افتضاحه والحمد لله . الشيعة تبرء إلى الله سبحانه ممن يغلو في واحد من أئمتها الاثني عشر سلام الله عليهم فيرفعه من مقام العبودية إلى درجة الربوبية وتعتقد أن أئمتها الاثني عشر عليهم السلام عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، متصفون بالعصمة ، منصوص عليهم من الله بالخلافة والإمامة ولهم في كل ما يعتقدونه في أئمتهم وفي أعدائهم وخصومهم أدلة من الكتاب والسنة والعقل ، مسجلة في كتبهم لكن من ختم الله على قلبه ، وجعل على بصره غشاوة لا يهتدي للحق سبيلا . واعلم أيها القارئ النبيل أن كتب الشيعة الإمامية الاعتقادية لا تخلو من الطعن بالغلاة والبراءة منهم ، وقد أفرد جماعة من علمائهم كتبا في ردهم والطعن بهم ذكرت جملة منها في كتاب (وأنا منهم برئ) . قال العلامة المتبحر الكبير الشيخ محمد باقر المجلسي طاب ثراه : اعلم أن الغلو في النبي والأئمة عليهم السلام إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبودية ، أو في الخلق والرزق ، أو أن الله تعالى حل فيهم ، أو اتحد بهم ، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي(2) أو إلهام من الله تعالى ، أو بالقول في الأئمة إنهم كانوا أنبياء ، أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ، ولا تكليف معها بترك المعاصي ، والقول بكل منها إلحاد ، وكفر ، وخروج عن الدين كما دلت عليه الأدلة العقلية والآيات والأخبار . . . وأضاف طاب ثراه : وقد عرفت أن الأئمة (ع) تبرؤوا منهم ، وحكموا بكفرهم ، وأمروا بقتلهم ، وإن قرع سمعك بشيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك فهي إما مأولة ، أو هي من مفتريات الغلاة (3)
وقال رئيس المحدثين الشيخ الصدوق طاب ثراه في (عقائد الشيعة الإمامية) : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل اسمه وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة ، وأنه ماصغر الله جل جلاله تصغيرهم بشيء كما قال الله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)(4) وقال عز وجل (لا تغلوا في دينكم) (5) . وكان الرضا عليه السلام يقول في دعائه : اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نعلمه في أنفسنا ، اللهم لك الخلق ومنك الأمر ، وإياك نعبد ، وإياك نستعين ، اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين ، اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الآلهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك ، والعن المضاهئين لقولهم من بريتك . اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . اللهم من زعم أن لنا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى بن مريم من النصارى .
اللهم إنا لم ندعمهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون ، واغفر لنا ما يزعمون (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) . أفبعد ما عرفت أيها القارئ الكريم من موقف أئمتنا عليهم السلام من الغلاة وعقيدتنا فيهم لعنهم الله وبرائتنا منهم فهل تصدق عدونا الكاذب ابن خلدون في وصفه لنا نحن الإمامية ، الاثنا عشرية بالغلو ؟ قاتل الله كل منافق كذاب ، لا يؤمن بيوم الحساب . ومن الذي يزعم من الشيعة الإمامية أن الإمام المهدي الذي لقبه النبي صلى الله عليه وآله بهذا اللقب لا الشيعة وروى الخبر الترمذي السني في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله واعترف ابن خلدون نفسه بوجوده فيه أنه غاب في السرداب بالحلة ، واعتقل مع أمه ؟ ومن الذي وقف منهم على باب ذلك السرداب كل ليلة بعدصلاة المغرب وقدم له مركبا وهتف باسمه ودعاه للخروج ، وظل واقفا حتى تشتبك النجوم ، ثم انفض إلى الليلة الثانية ؟ لماذا لم يذكر هذا الكذاب اسم المحلة التي فيها هذا السرداب في الحلة ؟ أو اسم واحد من الواقفين على بابه منهم كل ليلة ؟ أو اسم الذي قدم له مركبا وهتف باسمه ، ودعاه للخروج ؟ أو اسم كتاب من كتب الشيعة الإمامية ذكر فيه أن الإمام المهدي بن الحسن العسكري دخل في سرداب بالحلة وتغيب فيه حين اعتقل مع أمه ، وأنه سيقوم منه ويظهر للناس عامة . لماذا لم يذكر شيئا من ذلك من كتبنا لتكون له الحجة علينا ، وليبرء نفسه من وصمة الكذب وعيب الافتراء ، لكن الرجل يعلم أنه كاذب في دعواه ومختلف لما أتى به فهو لا يبالي بالفضيحة ولا العار إذ هو من قوم مهتوكة أستارهم وسرائرهم والحمد لله . عجيب حقا من وقاحة هذا الرجل وجرأته على الكذب والاختلاق ، وعجيب أيضا من صلافة وجوه أبناء المذاهب الأربعة المبتدعة ومن قدرتهم على اختلاق الأكاذيب ونسج الأباطيل والمفتريات ، وعدم تورعهم من ذلك وهم يدعون الإسلام ، ويقرؤون كتاب المسلمين وما ورد فيه من اللعن على الكاذبين بلى بل ران على قلوبهم فلا يفقهون ولا بآيات الله سبحانه ووعيده يؤمنون ، فالقرآن عندهم كما كان عند يزيدهم ووليدهم . أهكذا يفعل بنفسه من أراد الحط من كرامة خصمه ، فيفتري عليه كما شاء بلا تعقل ولا تدبر؟ ألم يفكر هؤلاء القوم أن يوما يأتي من يحاسبهم فيه على أخطائهم ويطالبهم بالدليل على مفترياتهم وادعاءاتهم ؟ ألم يدركوا بأن الكذب رذيلة تصغرصاحبها في الأنظار وتسقطه من درجة الاعتبار وترمي به إلى مكان سحيق .
**************************************
(1) مختصر تاريخ الشيعة لأحمد عارف الزين صاحب مجلة العرفان .
(2) يريد طاب ثراه بالوحي ، الوحي الذي جاء به جبرئيل الأمين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومنه صلى الله عليه وآله ورثوه ، لا أنه يوحى إليهم .
(3) بحار الأنوار ج 7 .
(4) سورة آل عمران الآية 79 ، 80 .
(5) سورة النساء الآية 170 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page