طباعة

البواعث إلى محبة أهل البيت

ولقد توفرت ملاكات المحبة والمودة وموجباتها ومبرراتها في أهل البيت - عليهم السلام - حتى أن الإنسان لا يقف عليها إلا ويندفع إلى مودتهم ومحبتهم من دون إرادته. فهم أعدال القرآن الكريم بموجب حديث الثقلين المتواتر عند المسلمين وهو الحديث الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1). فهم حسب هذا الحديث أئمة الهدى ومثلهم مثل القرآن الكريم في إنقاذ البشرية من تيه الجهالة وحيرة الضلالة وهدايتها إلى الحياة السعيدة. وهم شارة الإيمان وعلامته كما في الحديث الصحيح المنقول في كتب الفريقين: حيث قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في شأن سيدهم وأولهم علي بن أبي طالب: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (2).

وهم سلام الله عليهم سفن النجاة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث صحيح: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى (3). وهم الذين لا يصلى على النبي من دون الصلاة عليهم وإلا كانت صلاة بتراء ناقصة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا: وما الصلاة البتراء؟

قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتسكتون بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد(4). وهم أمان للأمة كما في الحديث النبوي المعروف: النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي (5). قال الإمام الرازي في قضية الصلاة على الآل: إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء (أي الصلاة على النبي وآله) خاتمة التشهد وقوله : اللهم صل على محمد وعلى آله وارحم محمدا وآله. وهذا التعظيم لم يوجد في غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب - إلى أن قال : - وأهل بيته ساووه في خمسة أشياء:
1 - في الصلاة عليه وعليهم في التشهد.
2 - وفي السلام.
3 - وفي الطهارة.
4 - وفي تحريم الصدقة عليهم (6).
5 - وفي المحبة (7).
**************************************
(1) وقد جمع العلامة الشيخ قوام الوشنوي كل أسناد وصور هذا الحديث في رسالة مستقلة طبعتها دار التقريب في القاهرة.
(2) المستدرك للحاكم 3: 151.
(3) المستدرك للحاكم 3: 151.
(4) الصواعق لابن حجر: 233.
(5) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في الأربعين للنبهاني: 216، ولاحظ الصواعق: 235.
(6) إشارة إلى الحديث النبوي: لا تحل الصدقة لأهل بيته.
(7) تفسير الرازي ج 7: 391.