ترك والده العيينة ونزل بلدة حريملة وانتقل معه ولده، ولما مات الوالد عام 1143 أظهر هو أفكاره وآراءه وعندئذ هم أهل حريملة بقتله فهرب إلى العيينة مسقط رأسه ودار نشأته، وتعاهد مع أميرها، أعني: عثمان بن معمر على أن يشد كل أزر الآخر فيترك الأمير للشيخ (ابن عبد الوهاب) الحرية في إظهار الدعوة، والعمل على نشرها، عسى أن يسيطر الأمير على نجد بكاملها، ولكي تقوى الروابط بين الاثنين زوج الأمير أخته جوهرة من الشيخ، فقال له الشيخ: إني لآمل أن يهبك الله نجدا وعربانها (1).
ولكن لم يطل التحالف بين ابن عبد الوهاب وأمراء عيينة لأن أمير الأحساء، أعني: سليمان الحميدي، أمر عثمان بن معمر أن يقتل الشيخ فلم ير بدا من إخراج الشيخ من عيينة ولم يجد الشيخ بدا من مغادرتها إلى الدرعية عام 1160 وهي بلاد مسيلمة الكذاب!!!
ولما ورد الدرعية استقبله محمد بن سعود جد السعوديين وتم الاتفاق بين الأمير والشيخ على غرار ما كان قد تم بينه وبين ابن معمر، فقد وهب الشيخ نجدا وعربانها لمحمد بن سعود كما وهبها من قبل لعثمان بن معمر ووعده بأن تكثر الغنائم عليه والأسلاب الحربية التي تفوق ما يتقاضاه من الضرائب(2).
**************************************
(1) فيلبي، عبد الله: تاريخ نجد: 36.
(2) فيلبي، عبد الله: تاريخ نجد: 39.