الفصل الخامس : في المعاد

فإن قيل: كل من اتصف (1) بالحياة هل يعاد بعد الموت أم لا؟ فالجواب: كل من اتصف بالحياة يعاد بعد الموت.
فإن قيل: ما الدليل على ذلك؟ فالجواب: الدليل على ذلك قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكثب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) (2).
وأخبار الصادق عليه السلام. فإن العقل دل (3) على إعادة من له عوض أو عليه عوض. والنقل دل على إعادة الجميع. فإن قيل: كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله من سؤال القبر، ومنكر ونكير، ومبشر وبشر (4)، وحشر الأبدان والنفوس، والميزان، وتطاير الكتب، وشهادة الجوارح، والصراط، والجنة وما وعد الله فيها من النعيم الدائم الذي لا ينقطع أبدا، والنار وما وعد الله فيها من العقاب (5) الدائم الذي لا ينقطع أبدا، وشفاعة محمد صلى الله عليه وآله لأهل الكبائر والكوثر الذي يسقي منه أمير المؤمنين عليه السلام العطاش من المؤمنين حق أم لا (6)؟ فالجواب: حق لا يشك (7) فيه أحد (8) من المؤمنين.
فإن قيل: ما الدليل على أن كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله فهو حق؟ فالجواب: الدليل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام معصوم وكل ما (9) أخبر به المعصوم فهو حق وإلا لم يكن المعصوم معصوما فكل (10) ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله فهو حق. وهذا آخر ما أردنا إيراد في هذه المقدمة ولنختمها بآية من كتاب الله العزيز وهي: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (11).
تمت نسخة النكت الاعتقادية تصنيف المرجع والمقتدى للشيعة الأمامية الشيخ المفيد (قدس سره) المتوفي سنة 413 هجرية المدفون في الحضرة الكاظمية وقد وجدت هذه النسخة النادرة في خزانة حضرة شيخ الإسلام الزنجاني فاستنسخها حضرة حجة الإسلام السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني، ثم قابل بينهما بمحضر جماعة من العلماء العظام كحضرة المولوي السيد جمال الدين كلب مهدي النقوي الهندي المتولي لخيرية اوده في كربلاء المشرفة ومثل حضرة الحاج سيد حسين الاصفهاني متولي مدرسة الصدر في النجف الأشرف، كل ذلك في مبادئ الحرب العامة وقى الله المسلمين شرارها.
**************************************
(1) ل: متصف.
(2) الأنعام: 6 / 38.
(3) ن وم: العقل والنقل دالان.
(4) ل: نذير.
(5) ك: العذاب والعقاب.
(6) ل: أم باطل.
(7) ك: لا شك.
(8) ك: لأحد.
(9) ن: فكل.
(10) م: وكل.
(11) الصافات: 37 / 180 - 182. م: + والله أعلم بالصواب.

أضف تعليق