طباعة

مهرها وصداقها (سلام الله عليها) في الأرض

عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان صداق فاطمة برد حبرة، وإهاب شاة على عرار.
أقول: في اللسان: برود حبرة ضرب من البرود يمانية، يقال: برد حبر وبرد حبرة مثل عنبة (بكسر العين وفتح النون والباء) على الوصف والإضافة. والإهاب: الجلد ما لم يدبغ. والعرار: نبت رائحة الطيب. كافي الكليني (ره): زوج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة من علي على جرد برد(33). وفي (مجمع البحرين): وانجرد الثوب: انسحق ولان، ومنه: كان صداق فاطمة عليها السلام جرد برد حبرة، ودرع حطمية، وجرد قطيفة لنجرد خملها وخلقت.
عن الحسين بن علي عليهما السلام في خبر: زوج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة علياً على أربعمائة وثمانين درهماً. وروي أن مهرها أربعمائة مثقال فضة. وروي أنه كان خمسمائة درهم، وهو أصح(34). وعن الصادق عليه السلام قال: كان صداق فاطمة عليها السلام درع حطمية وإهاب كبش أو جدي(35). عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أصدق فاطمة رضي الله عنها درعاً من حديد، وجرة دوار،(36) وإن صداق نساء النبي صلى الله عليه وآله كان خمسمائة درهم.(37) عن أنس في حديث تزويج فاطمة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: وما عندك؟ قلت: فرسي وبدني ـ يعني درعي ـ قال: أما فرسك فلا بد لك منه، وأما بدنك فبعها. قال: فبعتها بأربعمائة وثمانين درهماً، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وآله فوضعتها في حجره، فقبض منها قبضة فقال: يا بلال ابتعنا بها طيباً(38).
وفي حديث: إن علياً تزوج فاطمة فباع بعيراً له بثمانين وأربعمائة درهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوا ثلثين في الطيب، وثلثاً في الثياب(39).
عن علي عليه السلام قال: قالت لي مولاة لي: هل عـــلمت أن فاطمــــة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليـــه وآله؟ قال: لا،(40) قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وآله يزوجك، فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وآله يزوجك، فو الله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فو الله ما أتكلم، فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ قلت: نعم، قال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ قلت: لا والله يا رسول الله، فقال: ما فعلت الدرع التي سلحتكها؟ فقلت: عندي، والذي نفس علي بيده إنها لحطمية، ما ثمنها أربعمائة درهم، قال: قد زوجتكها، فابعث بها فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال في ذيل الحديث: والحطمية: قال شمر في تفسيرها: هي العريضة الثقيلة، وقال بعضهم: هي التي تكسر السيوف، ويقال: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم: حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع، قال ابن عيينة: هي شر الدروع، وهذا أمس بالحديث
لأن علياً ذكرها في معرض الذم وتقليل ثمنها(41).
إن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة: إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله من الإسلام، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئاً، فما ترين؟ فسكتت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: الله أكبر، سكوتها إقرارها(42).
-------------------------------------------------------------
33 - البحار: ج43، ص112 ـ113.
34 - البحار: ج43، ص112 ـ113.
35 - البحار: ج43، ص112 ـ113.
36 - الجرة: إناء من خزف كالفخار، وجمعها: جر وجرار.
37 - إحقاق الحق: ج10، ص357.
38 - إحقاق الحق: ج10، ص357 ـ360.
39 - إحقاق الحق: ج10، ص357 ـ360.
40 - كذا والصواب: (قلت: لا).
41 - ذخائر العقبى: ص27.
42 - البحار: ج43، ص111 ـ112.