• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كَلَام المصَنِفِ خِتَاماً لِكتَاب اليَقِـين

يقول مولانا الصاحب الصدر الكبير، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمفاخر نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، ملك العلماء والسادات في العالمين، جمال العارفين أنموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الأعراق الزكية والأخلاق النبوية أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي أسبغ الله عليه نعمه الباطنة والظاهرة، وجمع له بين سعادة الدنيا والآخرة هذا ما أردنا الاقتصار عليه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب المؤمنين، مع ما اشتملت عليه أبوابها من زيادة المعاني المقتضية لرياسة مولانا علي عليه السلام على المسلمين في امرؤ الدنيا والدين. وجميع الكتب التي روينا منها هذه الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها، مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على أولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور ولم نعتبرها جميعها على التفصيل وإنما نظرنا ما وقع في خاطرنا أنه يتضمن ذكر تسمية مولانا على عليه السلام بهذه الأسماء بحسب ما هدانا إليه جود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل، فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة بأسنادها التي لا يبلغ الاجتهاد إلى أقصاه فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب.
فصل: وإياك أن تقول: فكيف تهنأ مخالفة سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله في مثل هذه النصوص الصريحة التي قد بلغت حدود اليقين، فإننا قد قدمنا في خطبة هذا الكتاب ما بلغت إليه مكابرة ذوي الألباب والعدول عن المعلوم من الصواب في الدنيا ويوم الحساب.
فصل: وقد عرفت من بعد، كل عاقل يترك العمل بالعقل الواضح الراجح، ويعدل عنه إلى فعل متكبر أو فاضح أو جارح، وإنه في تلك الحال قد كابر الحق والصدق، وعدل عنه وترك نص الله جل جلاله على اتباع العقل وتعوض بالجهل وبما نصره بما لا بد منه.
فصل: ومتى نظرت في التواريخ والأديان من لدن آدم عليه السلام إلى الآن عساك أن لا تجد عصر من الأعصار، ولا أمة من الأمم إلا وقد ترك فرقة منهم أو أكثرهم المعلوم اليقين من الصواب في كثير من الأسباب، وعدلوا إلى ما يضر منهم في الدنيا ويوم الحساب.
وقد روينا من الكتابين المعروفين بالصحيحين الذين سماهما الجمهور صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهذان الكتابان عندهم حجة فيما تضمناه من الأمور، من الحديث الرابع من مسند عبد الله بن عبد الله من المتفق على صحته والمعلوم بينهم بثبوت روايته من كتاب الجمع بين الصحيحين جمع الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي من نسخة عليها عدة سماعات وإجازات تاريخ بعضها سنة إحدى وأربعين وخمس مائة ما هذا لفظه: قال: قال ابن عباس: يوم الخميس - في رواية: ثم بكى حتى بل دمعه الحصى - فقلت: يا بن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه، فقال: إيتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا، فقال: لا ينبغي عندي التنازع، فقالوا: ما شأنه هجر استفهموه! فذهبوا يرددون عليه، فقال: ذروني [دعوني] (1) فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه (2).
وفي رواية من الحديث الرابع من الصحيحين: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (3). وروي حديث الكتاب الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته لأمانهم من الضلال عن رسالة جابر بن عبد الله الأنصاري في المتفق عليه من صحيح مسلم، فقال في الحديث السادس والتسعين من إفراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله ما هذا لفظه: قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة عند موته فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده وكثر اللغط وتكلم عمر فرفضها صلى الله عليه وآله (4).
أقول: فإذا [كان قد] (5) شهدوا أن النبي صلى الله عليه وآله سألهم أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا، فقالوا: ما شأنه هجر.
وفي هذا المجلد.
الثاني من صحيح مسلم فقالوا: إن رسول الله هجر ومعنى الهجر: الهذيان، كما ذكره مصنف كتاب اللغة في الصحاح وغيره، واعترفوا أن الحاضرين ما قبلوا نص النبي صلى الله عليه وآله على هذا الكتاب الذي أراد أن يكتبه لئلا يضلوا بعده أبدا ومع كونهم ما قبلوا هذه السعادة التي هلك بإهمالها اثنان وسبعون فرقة ممن ضل عن الإيجاب، وكان في قبولها أعظم النفع لجميع الأديان حتى قالوا في وجهه الشريف أنه يهجر ونسبوه وحاشاه إلى الهذيان وقد نزهه من اصطفاه عما أقدموا عليه من البهتان فقال جل جلاله: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)(6) بشهادة القرآن، ولقد توعدهم جل جلاله متى خاطبوه كبعضهم أنهم هالكون في قوله جل جلاله:(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنت لا تشعرون) (7).
فكيف بقي نستبعد ترك النصوص على علي بن أبي طالب عليه السلام وقد عادى في الله جل جلاله كل قبيلة قتل من أهلها من قتله (8) في حياة النبي عليه أفضل الصلاة وهم أصحاب القوة والكثرة في تلك الأوقات.
فصل: وقد كان النبي صلى الله عليه وآله بلا خلاف بين أهل الإسلام نص قبل وفاته صلوات الله عليه على أسامة بن زيد بإمارة معلومة وعلى رعيته الذين يتوجهون في صحبته، ثم توفي النبي صلى الله عليه وآله فلم يستقر إمارة أسامة بن زيد ولا لزوم رعيته حكم الامتثال لرعايته ورأوا المصلحة في أن يكون أسامة بن زيد رعيته ومأمورا وبعض رعيته حاكما عليه وأميرا (9).
وما كان الجماعة الذين تقدموا على مولانا علي صلوات الله عليه يخفى عنهم استحقاقه للتقدم عليهم والنصوص عليه، ولكنهم قالوا إن العرب وقريش وكل من عادى مولانا عليا صلوات الله عليه لا يوافقون على تقدمه عليهم وإنه لا مصلحة لهم في العمل بالنصوص عليه، كما رأوا أنه لا مصلحة في الكتاب الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب لهم ليسلموا من الاختلاف الذي انتهيت حال المسلمين إليه.
فصل: وقد ذكر الحافظ المسمى طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) فيما جرت الحال عليه من كتاب محرر عليه ما يقتضي الاعتماد عليه، فقال، ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: أم والله يا بني عبد المطلب لقد كان صاحبكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر.
فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلتك. فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وأنت وصاحبك الذان وثبتما وانتزعتما منا الأمر، دون الناس؟ فقال: إليكم يا بني عبد المطلب أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب وتأخرت وتقدم هنيئة فقال: سر لا سرت، فقال: أعد على كلامك. فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه، ولو سكت سكتنا.
فقال والله إنا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها.
فأردت أن أقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره أنت وصاحبك فقال: لا جرم فكيف ترى، والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه (10).
أقول: هذا لفظ ما ذكره ورواه الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه من كتاب المناقب الذي أشرنا إليه واعتمد [نا] (11) عليه والدرك عليه.
فصل: وروى أيضا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) في المعنى الذي أشرنا إليه ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال: حدثنا محمد بن سعد أبو الحسين عن الحسن بن عمارة عن الحكيم بن عتبة عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله (12)، قال: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام وأخرج معه العباس بن عبد المطلب، قال: فجعل الناس يتلقون العباس ويقولون: (السلام عليك يا أمير المؤمنين) فكان العباس رجلا جميلا، فيقول: هذا صاحبكم فلما كثر عليه التفت إلى عمر، فقال: ترى أنا، والله أحق بهذا الأمر مني ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة علي بن أبي طالب عليه السلام (13)
فصل: وها إنا قد أوضحنا أحاديث هذه النصوص الصريحة التي لا تحتمل تأويل المتأولين ولا اعتذار المعتذرين، ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات وما هم ممن يتهم بالتعصب على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
وقد أراد الله جل جلاله إخراجها على أيدينا في هذا الوقت الذي اختاره لها فهدانا لاستخراج هذه الأحاديث كما أشرنا إليه، وكان ذلك من رحمته لنا وعنايته بنا وفضله علينا الذي نعجز عن الشكر عليه.
اللهم وقد تقربنا بذلك إليك ونحن نعرضه عليك، فاجعله من الوسائل لديك في كل ما يقتضيه كامل جودك ومقدس وعودك، وبلغ سيدنا رسولك صلواتك وسلامك عليه وآله ومولانا عليا سلامك جل جلالك عليه وعترتهما الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين.
إننا اجتهدنا فيما نعتقد برأينا إلى رضاك، ومدخلا لنا في حماك وأمانا ليوم نلقاك وإننا ما قد قصدنا تعصبا على مذهب من المذاهب إلا تأدية لأداء الحق الواجب، وقد أوضحنا في كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار عترته الطاهرة) من الأحاديث المتظاهرة التي رواها رجالهم حتى صارت في حكم المتواترة، ومن الحجج التي من وقف بها وعرفها على التحقيق لم يبق عنده شك فيما كشفناه من صحيح الطريق وسبيل التوفيق، وصلى الله عليه سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما [كثيرا] (14) و[الحمد لله رب العالمين] (15).
****************
(1) الزيادة من المطبوع.
(2 و3) صحيح البخاري: ج 5 ص 127 و128. وأورده الشيخ أبو الحسن المرندي في مجمع النورين نقلا عن هذا الكتاب.
(4) صحيح مسلم: ج 11 ص 89 كتاب الوصية باب الوقف.
(5) الزيادة من المطبوع.
(6) سوره الحجرات: الآية 2.
(7) سورة النجم: الآيات 4 - 3.
(8) ق: قتل.
(9) أنظر الباب 16 من هذا الكتاب.
(10) أورده في البحار الطبعة القديمة: ج 8، ص 209.
(11) الزيادة من المطبوع.
(12) ف خ ل: عبد الله.
(13) أورده في البحار، الطبعة القديمة، ج 8 ص 209.
(14) الزيادة من ق.
(15) الزيادة من نسخة المشكاة. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page