رغد العيش فزده رغدا * بسلاف منه تشفي سَقَمي
طرب الصب على وصل الحبيب * وهنى العيش على بُعد الرقيب * وَفِّني من أكؤسِ الراح النصيب
وائتني توما بها لا مفردا * فالهنا كل الهنا في التوأم
آتني الصهباء نارا ذائبه * كللتها قبسات لاهبه * واسقنيها والندامى قاطبه
فلعمري إنها ريُ الصدى * لفؤاد بالتصابي مضرمِ
ما أُحيلى الراح من كف الملاح * هي روح هي روح هي راح * فأدرها في غدو ورواح
كذكاء تتجلى صرخدا * رصعتها حبَبٌ كالأنجم
حبذا آناء أنس أقبلت * أدركت نفسي بها ما أملت * وضعت أم العلى ما حملت
طاب أصلا وتعالى محتدا * مالكا ثقل ولاء الأمم
آنست نفسي من الكعبة نور * مثل ما آنس موسى نار طور * يوم غشي الملأ الأعلى سرور
قرع السمع نداء كندا * شاطئ الوادي طوى من حرم
ولدت شمس الضحى بدر التمام * فانجلت عنا دياجير الظلام * ناد: يا بشراكم هذا غلام
وجهه فلقة بدر يهتدى * بسنا أنواره في الظلم
هذه فاطمة بنت أسد * أقبلت تحمل لاهوت الأبد * فاسجدوا ذلاً له فيمن سجد
فله الأملاك خرت سجدا * إذ تجلى نوره في آدم
كشف الستر عن الحق المبين * و تجلى وجه رب العالمين * وبدا مصباح مشكاة اليقين
وبدت مشرقة شمس الهدى * فانجلى ليل الضلال المظلم
نُسخ التأبد من نفيٍ ترى * فأرانا وجهه رب الورى * ليت موسى كان فينا فيرى
ما تمناه بطور مجهدا * فانثني عنه بكفي معد
هل درت أم العلى ما وضعت ؟ أم درت ثدي الهدى ما أرضعت ؟ أم درت كف النهي ما رفعت ؟
أم درى رب الحجى ما ولدا ؟ * جل معناه فلما يعلم
سيد فاق علا كل الأنام * كان إذ لا كائن وهو إمام * شرف الله به البيت الحرام
حين أضحى لعلاه مولدا * فوطا تربته بالقدم
إن يكن يجعل لله البنون * وتعالى الله عما يصفون * فوليد البيت أحرى أن يكون
لولي البيت حقا ولدا * لا عزير لا ولا ابن مريم
هو بعد المصطفى خير الورى * من ذرى العرش إلى تحت الثرى * قد كست عليائه أم القرى
غرة تحمي حماها أبدا *حيث لا يدنوه من لم يحرم
سبق الكون جميعا في الوجود * وطوى عالم غيب وشهود * كلما في الكون من يمناه جود
إذ هو الكائن لله يدا * ويد الله مدر الأنعم
سيد حازت به الفضل مضر * بفخار فسما كل البشر * وجهه في فلك العليا قمر
فبه لا بالنجوم يهتدى * نحو مغناه لنيل المغنم
هو بدر وذراريه بدور * عقمت عن مثلهم أم الدهور * كعبة الوفاد في كل الشهور
فاز من نحو فناها وفدا * بمطاف منه أو مستلم
ورثوا العلياء قدما من قصي * ونزار ثم فهر ولوي * لا يباري حيهم قط بحي
وهم أزكى البرايا محتدا * وإليهم كل فخر ينتمي
أيها المرجى لقاه في الممات * كل موت فيه لقياك حياة * ليتما عجل بي ما هو آت
علني ألقى حياتي في الردى * فائزا منه بأوفى النعم
قصيدة للشاعر میرزا سید اسماعیل الشیرازي (1305 ه.ش)