طباعة

الثامن من شوّال المعظّم ذكرى جريمة هدم قبور أئمّة الهدى(عليهم السلام) في البقيع الغرقد

أعظم الله لكم الأجر بالمناسبة الأليمة وبالحدث الجلل الذي نستذكره هذا اليوم، الثامن من شوال، والذي عصف بقبور الأئمة الأربعة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على أيدي وهابية آل سعود، فصارت تراباً، بعدما كانت قباباً عاليات، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
و من نافلة القول:
إن الوهابيين وكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الإسلامية من أسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:
الأولى: عام1220هـ كانت الجريمة التي لا تنسى، عند قيام الدولة السعودية الأولى حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع وذلك عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين، فأعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فني رائع، حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.
الثانية: عام 1344هـ ثم عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ، وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة، وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للأئمة الأطهارعليهم السلام وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعّاظهم، فأصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعاً صفصفاً لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلاً عن أن تعرف صاحبه.
لقد نظم كثير من الشعراء هذه الجريمة النكراء، منهم العلّامة السيّد صدر الدين الصدر(قدس سره):
لعـمري إنّ فاجعة البقيـع      يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع
وسوف تكون فاتحة الرزايا     إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع
أما من مسلمٍ لله يرعى       حقوق نبيّه الهادي الشفيع   
وقال شاعر آخر:
تبّاً لأحفاد اليهود بما جَنـوا           لم يكسـبوا من ذاك إلّا العارا
هتكوا حريـم محمّد فـي آله        يا ويلهم قد خالفـوا الجبّارا
هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم    بُعداً لهم قد أغضبوا المختارا  .
وقال شاعر آخر
لِمن القبور الدارسات بطيبة      عفت لها أهل الشقا آثارا
قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم     أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعَلِمتَ أيّ مراقد هدمتها           هي للملائك لا تزال مزارا  .
وقال الشيخ عبد الكريم الممتن مؤرّخاً هدم قبور أئمّة البقيع:
لعمرك ما شاقني ربرب            طفقت لتذكاره أنحب
ولا سحّ من مقلتي العقيق       على جيرة فيه قد طنبوا
ولكن شجاني وفتّ الحشا        أعاجيب دهر بنا يلعب
وحسبك من ذاك هدم القباب     فذلك عن جوره يعرب
قباب برغم العلى هُدمت           وهيهات ثاراتها تذهب
إلى م معاشر أهل الإبا             يصول على الأسد الثعلب
لئن صعب الأمر في دركها         فترك الطلّاب بها أصعب
أليس كما قال تاريخه               بتهديمها انهدم المذهب.