الخطبة والزواج
حضر هذه المراسيم أبو طالب عليه السلام وكان أول المتكلمين إذ ألقى خطبة ذكر فيها عظمة منزلة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وشرفه وفضله، ثمّ خطب خديجة للنبي من والدها خويلد، الذي خيّرها، بعدها استأذنت خديجة عمّها «عمرو بن أسد» كبير قومه، فأعلنت موافقتها وقالت بأنّ مهرها سيكون من مالها. ثم قام عمّها فخطب في الحاضرين خطبة بليغة ختمها بقوله: زوّجناها ورضينا به(39). بعد ذلك أعلنها على الملأ بكل صراحة: من ذا الذي في الناس مثل محمد(40).
وقال خويلد في مراسيم الخطبة: يا معشر العرب، لم تظلّ السماء ولم تقلّ الأرض رجلاً أفضل من محمد، فاشهدوا أنّي أنكحته ابنتي وأنّي لأفخر بهذا الارتباط المقدّس(41).
بعد ذلك أرسلت السيّدة خديجة عليها السلام إلى أبي طالب أموالاً وأغناماً وقوارير العطور وأنواع اللباس ليعدّ لوليمة العرس. ولم يأل أبو طالب عليه السلام جهداً في التحضير لأعظم مأدبة، حيث أطعم أهالي مكة وأطرافها لثلاثة أيام متتالية(42). وكانت أول وليمة يعدّها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله(43).
_______________________________________
39. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، ص 59.
40. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 41.
41. السيد عبد الرزاق المقرّم، وفاة الزهراء، ص 7.
42. الشيخ الطوسي، من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 397.
43. عبد المنعم، أمّ المؤمنين، خديجة، ص 40.