• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول: غزوة بني لحيان

غزوة بني لحيان:

وفي ربيع الأول من السنة السادسة، وعند ابن إسحاق في جمادى الأولى، على رأس ستة أشهر من غزوة بني قريظة كانت غزوة بني لحيان.
فقد ذكروا: أنه بعد ما جرى لعاصم بن ثابت، وحبيب بن عدي، وغيرهما ممن قتلتهم هذيل، أراد النبي «صلى الله عليه وآله» أن ينتقم من تلك القبائل.. فأمر أصحابه بالتهيؤ، مظهراً على سبيل التورية: أنه يريد الشام.. وولى ابن أم مكتوم على المدينة، وسار في مائتي رجل معهم عشرون فارساً. واختار مسالك غير معتادة حتى بلغ الموضع الذي أصيب فيه أصحاب غزوة الرجيع، فوجد بني لحيان قد حذروا، وتمنعوا في رؤوس الجبال.
فترحم على أصحاب الرجيع، وأقام هناك يوماً أو يومين، يبعث السرايا في كل ناحية. فلما أخطأ من غرتهم ما أراد، قال: لو أنَّا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة: أنَّا قد جئنا مكة، فخرج في مائتي راكب من أصحابه، حتى نزل عسفان، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرَّا. ورجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» قافلاً إلى المدينة..
قال جابر: إنه سمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول وهو راجع: «آيبون تائبون إن شاء الله تعالى، لربنا حامدون. أعوذ بالله من عناء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال»([1]).
وفي رواية: أنه «صلى الله عليه وآله» بعث أبا بكر في عشرة فوارس، من عسفان، ليُسمع بهم قريشاً، فيذعرهم، فأتوا كراع الغميم، ثم رجعوا، ولم يلقوا أحداً.
ثم رجع «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة، ولم يلق كيداً. وكانت غيبته أربع عشرة ليلة([2]).
ونقول:
إن لنا بعض الكلام حول ما تقدم، نجمله على النحو التالي:

إلى عسفان في مائتي راكب:

قد ذكروا فيما تقدم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» سار إلى بني لحيان في ماءتي راكب، ثم ذكروا: أنه «صلى الله عليه وآله» لما فاته منهم ما أراد، قال: لو أنَّا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة: أنَّا قد جئنا مكة، فخرج في ماءتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان..
فإنه لا معنى لهذا التعبير إلا إذا كان أصحابه الذين غزا بهم إلى الرجيع، أكثر من ماءتين..
فما معنى قوله أولاً: إنه خرج في ماءتي راكب؟!

أبو بكر إلى كراع الغميم:

وعن إرساله أبا بكر إلى كراع الغميم في عشرة فوارس نقول:
إن ذلك موضع شك أيضاً، فقد ورد في نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» أرسل فارسين من أصحابه، حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرَّا راجعين([3]).
وأما القول: بأنه لا مانع من أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أرسلهما، ثم أرسل أبا بكر في عشرة فوارس، أو العكس..
فهو غير ظاهر الوجه، ما دام أن مجموع غيبته «صلى الله عليه وآله» هي أربع عشرة ليلة فقط.
فإن عسفان تبعد عن مكة مسيرة يومين([4])، والأبواء على خمسة أميال من المدينة([5]).
والمفروض: أن عسفان أبعد منها.. لأنه مر بالأبواء وهو عائد من عسفان.
بل إن الحديث المتقدم قد ذكر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تجاوز عسفان حتى وصل إلى الرجيع، وهو ماء لهذيل بين عسفان ومكة([6])، أو ماء قرب الهدة بين مكة والطائف([7]). وقد أقام هناك يومين، ثم أرسل السرايا في كل ناحية فلم يجدوا أحداً.. ثم أرسل الفارسين إلى كراع الغميم، وعادا إليه.
فهل يمكن أن يقطع هذه المسافات كلها، ذهاباً وإياباً في مدة أربعة عشر يوماً؟!! ثم هو يبقى يومين في ذلك المكان أيضاً؟!
وهل يبقى وقت لإرسال فارسين إلى كراع الغميم أولاً، ثم يبقى وقت آخر لإرسال أبي بكر في عشرة فوارس إلى كراع الغميم مرة أخرى؟!
والحال أن كراع الغميم هو: موضع بالحجاز، بين مكة والمدينة، أمام عسفان بثمانية أميال([8])، أو سبعة([9])، وقيل: سبعة من الهدة([10]).
والحاصل: أنه إذا كان الرجيع قرب الهدة بين مكة والطائف فإن هذا الموضع يكون جنوبي مكة، مع أن المدينة تقع شماليها. فكيف يمكن أن تقع هذه الأحداث كلها وقطع جميع هذه المسافات في خلال أربعة عشر يوماً؟!

دعاء السفر:

وقد ذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تعوذ بالله من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، وقد روي هذا التعوذ أيضاً عن علي «عليه السلام» ، فراجع([11]).
والذي يتأمل في كلمات هذا الدعاء سوف يجد أنها كلها نور وهداية، وعلم ودراية، لمن سمع ووعى، ويكفي أن نعيد على مسامع أهل الدراية والرعاية، نص العبارة الأخيرة ـ وسوء المنظر في الأهل والمال ـ التي تعطي الانطباع عن أن الشارع الحكيم يريد للإنسان المؤمن أن يكون حسن المنظر ليس فقط في نفسه وشخصه، وإنما في أهله وماله أيضاً.
فإهمال هذا الأمر، لا يعد زهداً في الدنيا، ولا هو طاعة لله تعالى، بل هو مخالفة للشرع ليس فيها لله رضا، ولا لعباده صلاح، بل هو قد يوجب غضبه ومقته سبحانه، إذا كان سبباً في نفرة الناس من الدين وأهله، والاستخفاف بهم، واستقذارهم.
وربما تدخل على بعض الضعفاء شبهة كون الدخول في الإسلام معناه التعرض للمصائب والبلايا، وللمتاعب والرزايـا، وكثير من الناس ينجذبون ـ عادة ـ إلى حياة السعة والرخاء، والصفاء والهناء.
بل إن التظاهر بالتقشف والإهمال قد يدخل أحياناً في دائرة الرياء المذموم في الشريعة، إذا كان الهدف منه هو لفت نظر الناس، وإعطاء الانطباع عن زهد وورع، وانصراف عن الدنيا، لا حقيقة له، لا في محتواه، ولا في مستواه.

زيارة النبي ’ قبر أمه وبراءته منها:

وتذكر النصوص: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما رجع من بني لحيان، وقف على الأبواء، فرأى قبر أمه، فتوضأ ثم بكى، وبكى الناس لبكائه ثم صلى ركعتين، ثم أخبر الناس عن سبب بكائه «صلى الله عليه وآله» فكان مما قال:
ولكني مررت بقبر أمي، فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي عز وجل أن أستغفر لها، فنهيت، فبكيت، ثم عدت، وصليت ركعتين، فاستأذنت ربي عز وجل أن أستغفر لها فزجرت زجراً، فأبكتني.
ثم دعا براحلته فركبها، فسار يسيراً، فقامت الناقة لثقل الوحي؛ فأنزل الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ، وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾([12]).
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: أشهدكم أني بريء من آمنة، كما تبرأ إبراهيم من أبيه([13]).
قال الحلبي: وهذا السياق يدل على أن هاتين الآيتين غير ما زجر به عن الاستغفار لها المتقدم في قوله: «فزجرت زجراً»([14]).
وفي الوفاء: أن ذلك كان بعسفان، وأن قبرها هناك([15]).
وتذكر روايات أخرى: أنه «صلى الله عليه وآله» قد زار قبر أمه حين فتح مكة، ثم قام متغيراً([16]).
وفي نص ثالث: أنه زار قبرها في غزوة الحديبية حين مر بالأبواء، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزورها، فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت([17]).
وعن ابن مسعود، عنه «صلى الله عليه وآله» قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة([18]). وزارها في مكة أيضاً.
قال الحلبي: «إن ذلك كان قبل إحيائها له، وإيمانها به «صلى الله عليه وآله»..»([19]).
ونقول:
قد تقدم بعض الحديث عن إيمان آباء النبي «صلى الله عليه وآله» في الجزء الثاني من هذا الكتاب، فنحن نحيل القارئ الكريم على ذلك الموضع، ونكتفي هنا بالإشارة إلى ما يلي:
أولاً: إن آية النهي عن الاستغفار للمشركين، ولو كانوا أولي قربى، إنما هي في سورة التوبة التي هي من أواخر ما نزل في المدينة، بل ادَّعى بعضهم: أنها آخر ما نزل([20]).
وقضية استغفار النبي لأمه إنما كانت سنة ست، أو في الحديبية، أو في فتح مكة، وكل ذلك قد كان قبل نزول سورة التوبة بزمان. ولا يعقل أن تنزل آية أو أكثر، وتبقى معلقة في الهواء، من دون أن توضع في سورة بعينها، كما أشرنا إليه غير مرة.
ثانياً: إن قوله تعالى: ﴿سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللهَ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾([21]) قد نزلت في غزوة بني المصطلق سنة ست.
فإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» يعرف: أن الله لا يغفر للمنافقين، حتى لو استغفر لهم، فإنه لا بد أن يعرف: أنه تعالى لا يغفر للمشرك، المعلن بشركه، فلماذا يبادر إلى عمل يعرف مسبقاً أنه بلا نتيجة؟!
ثالثاً: لو سلمنا أن آية: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى..﴾([22]) قد نزلت حين وفاة أبي طالب فهي إنما نزلت لتأكيد تنزيهه عن الشرك، لا لأجل إثبات شركه.
فقد روي: أنه لما مات أبو طالب لم تكن الصلاة على الميت قد نزلت بعد، فما صلى النبي «صلى الله عليه وآله» عليه ولا على خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب والنبي «صلى الله عليه وآله» وعلي وجعفر وحمزة جلوس، فقاموا وشيعوا جنازته واستغفروا له، فقال قوم: نحن نستغفر لموتانا وأقاربنا المشركين أيضاً ظناً منهم أن أبا طالب مات مشركاً لأنه كان يكتم إيمانه، فنفى الله عن أبي طالب الشرك، ونزَّه نبيه «صلى الله عليه وآله»، والثلاثة المذكورين «عليهم السلام» عن الخطأ في قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ﴾.
فمن قال بكفر أبي طالب فقد حكم على النبي «صلى الله عليه وآله» بالخطأ. والله تعالى قد نزهه عنه في أقواله وأفعاله([23]).
بل حتى لو سلمنا بالكذبة المعروفة: بأن هذه الآية قد نزلت في أبي طالب نفسه؛ لأجل نهي النبي «صلى الله عليه وآله» عن الاستغفار له([24]) فإن ذلك يدل على: أن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ لو كان قد استغفر لأمه ـ قد فعل أمراً كان الله تعالى قد نهاه عنه، ومنعه منه، في آية قد نزلت قبل نحو عقد من الزمن.. وهذا مما لا يمكن أن يفعله رسول الله «صلى الله عليه وآله».
رابعاً: لماذا نسي النبي «صلى الله عليه وآله» الاستغفار لأمه طيلة أيام حياته، وإلى أن مضى ما يقرب من عشرين سنة من بدء بعثته رسولاً للناس؟!
خامساً: قد تقدم في هذا الكتاب: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يريد لكافر، ولا لمشرك عنده (أي النبي) من نعمة تجزى([25]).
ومن الواضح: أن التربية للنبي «صلى الله عليه وآله»، هي من أجلِّ الأيادي التي تستحق الشكر والجزاء منه «صلى الله عليه وآله» لذلك المربي..
سادساً: إنه «صلى الله عليه وآله» لا يفعل إلا ما يعلم أنه يرضي الله سبحانه، فما معنى أن يبادر إلى الاستغفار لأمه من دون أن يتأكد من رضا الله سبحانه وتعالى به؟!
أليس «صلى الله عليه وآله» لا يقول ولا يفعل عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى؟!
بل لماذا يفعل أمراً، فينهاه الله سبحانه عنه، ثم يفعله مرة أخرى، فيزجره الله سبحانه زجراً. ألم يكن النهي الأول كافياً له؟!

لعن زوارات القبور:

عن أبي هريرة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعن زوارات القبور([26]).
وقالوا: إن هذا كان قبل أن يرخص النبي «صلى الله عليه وآله» في زيارة القبور، فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء([27]).
ونقول:
لا ريب في أن النساء كن يزرن القبور في حياته «صلى الله عليه وآله»، وبعد وفاته.. ويدل على ذلك:
1 ـ ما روي عن عائشة، قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإني واضعة ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهما، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة عليَّ ثيابي حياء من عمر([28]).
فعائشة إذن كانت تزور القبور كما دل عليه هذا الحديث.
ومن الواضح: أن البيت الذي دفن فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يكن بيتها، بل هو بيت الزهراء «عليها السلام». وقد حاولت أن تنسبه إلى نفسها بعد طول العهد. فراجع ما كتبناه حول هذا الموضوع في كتاب دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج1 ص169 ـ 183.
2 ـ إن الزهراء «عليها السلام» كانت تزور قبر سيد الشهداء، حمزة بن عبد المطلب، فتصلي، وتبكي عنده، وتزوره([29]) وتزور قبور شهداء أحد بين اليومين والثلاثة، فتبكي عندهم وتدعو([30]).
فهل ترى أنها صلوات الله عليها هي المقصودة باللعن المفترى على رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
3 ـ وقد علَّم النبي «صلى الله عليه وآله» عائشة كيفية زيارة قبور المؤمنين، حين قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟!
قال: قولي: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين»([31]).
4 ـ كانت أم سلمة تزور قبور الشهداء كل شهر، وقد أنَّبت غلامها؛ لأنه لم يسلم عليهم([32]).
5 ـ وقالت فاطمة الخزاعية: سلمت على قبر حمزة يوماً، ومعي أخت لي، فسمعنا من القبر قائلاً يقول: وعليكما السلام ورحمة الله.
قالت: ولم يكن بقربنا أحد من الناس([33]).
6 ـ وقد قامت عائشة على قبر أبيها، فقالت: نضَّر الله وجهك الخ..([34]).
7 ـ قال العطاف بن خالد: حدثتني خالتي: أنها زارت قبور الشهداء، قالت: وليس معي إلا غلامان، يحفظان عليَّ الدابة، قالت: فسلمت عليهم، فسمعت رد السلام.
قالوا: والله، إنَّا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضاً.
قالت: فاقشعررت، فقلت: يا غلام، ادن بغلتي فركبت([35]).
8 ـ إن عائشة قد زارت قبر أخيها عبد الرحمن([36]).
وبعد.. فإننا نتوقع أن لا يصر هؤلاء على فريتهم بلعن زوارات القبور، بعد أن عرفوا أن عائشة وغيرها كن يفعلن ذلك.. ولم يعد الأمر محصوراً بالزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي ربما يكون الحرص على التقليل من شأنها، والطعن بعصمتها وبمعرفتها، وعلمها، وتقواها هو السبب في ظهور هذه الأكاذيب والافتراءات على رسول الله  «صلى الله عليه وآله» من أهل الأهواء والعصبيات.

كسوف الشمس:

قالوا: وقد كسفت الشمس في سنة ست، قبل الكسوف الذي كان حين مات إبراهيم ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله»..([37]).
وهذا يبين: أن الناس كانوا يعرفون كسوف الشمس يشاهدونه عبر الأحقاب والأزمان، ولا يجدون أنه مرتبط بالأشخاص أو غيرهم. بل هو مجرد حدث كوني ينتهي إلى أسبابه الخاصة به، فلا مجال لتصديق ما يشاع أو يذاع مما هو في غير هذا السياق الطبيعي.
إلا إذا حصل ذلك الكسوف في غير الوقت الطبيعي له، فإنه يكون حينئذٍ آية من الآيات، لا بد من الاستفادة منها في تأكيد اليقين بالحق، وفي التزام سبيل الهدى والرشاد..



([1]) تاريخ الخميس ج2 ص3 و 4 والسيرة الحلبية ج3 ص2 و 3 والكافي ج4 ص284 والمجازات النبوية ص140 وتهذيب الأحكام ج5 ص50 وميزان الحكمة للريشهري ج3 ص2200 ومنتقى الجمان ج3 ص101 والبحار ج32 ص391 و 417 و 550 وج7 ص293 و 242 وج95 ص197 ونهج السعادة ج2 ص124 و 282 وج6 ص301 ومستدرك الوسائل ج8 ص137 و 140 والمزار لابن المشهدي ص427 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص526 وسنن النسائي ج5 ص248 وج6 ص128 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص141 و 451 ومسند أبي يعلى ج3 ص226 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص138 وصحيح ابن حبان ج6 ص413 وكتاب الدعاء للطبراني ص256 و 257 والمعجم الأوسط ج6 ص147 والكفاية في علم الرواية ص254 والفايق في غريب الحديث ج3 ص370 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص165 و 166 والأذكار النووية ص200 و 221 ورياض الصالحين للنووي ص438 وكنز العمال ج6 ص714 و 730 و 732 و 734 و 736 و 737 والثقات ج1 ص287 ومجمع البيان ج9 ص71 ونور الثقلين ج4 ص592 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج16 ص67 والطبقات الكبرى ج2 ص79 والكامل ج5 ص180 وتاريخ مدينة دمشق ج6 ص25 وأسد الغابة ج3 ص171 وتهذيب الكمال ج21 ص43 و 44 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج2 ص507 وعيون الأثر ج2 ص68 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص30 وج7 ص420 و 424 ج8 ص485 ومسند أحمد ج2 ص150 و 433 وج5 ص82 وسنن الدارمي ج2 ص287 وصحيح مسلم ج4 ص104 وسنن ابن ماجة ج2 ص1279 وسنن أبي داود ج1 ص584 والترمذي ج5 ص161 وشرح مسلم ج9 ص111 ومجمع = = الزوائد ج10 ص130 وعون المعبود ج7 ص185 وتحفة الأحوذي ج9 ص281 ومسند أبي داود الطيالسي ص163 والمصنف للصنعاني ج5 ص155 و 156 و 159 وج11 ص433 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص99 و 100 و 724 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص182 و 183 وغوالي اللآلي ج1 ص145.
([2]) تاريخ الخميس ج1 ص4 والسيرة الحلبية ج3 ص2 والتنبيه والإشراف ص218.
([3]) السيرة الحلبية ج3 ص2 وتاريخ الخميس ج2 ص4 وعيون الأثر ج2 ص68 والبحار ج20 ص179 و 305 والطبقات الكبرى ج2 ص79 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص255 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص432 و 559 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص751.
([4]) وفاء الوفاء ج4 ص1266 وراجع: مراصد الإطلاع ج2 ص940.
([5]) وفاء الوفاء ج4 ص1118.
([6]) معجم ما استعجم ج2 ص641 و 642 وراجع المصادر التي تقدمت في هذا الكتاب: ج8 ص173 وراجع: المسالك والممالك ص114 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص126 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص194 والمغازي للواقدي ج1 ص354 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص327 و 328 والكامل في التاريخ ج2 ص167 وإعلام الورى ج1 ص185 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص168 والبحار ج20 ص150 و 214 وتفسير الإمام العسكري ص214 و 215 وتفسير نور الثقلين ج4 ص248 والطبقات الكبرى ج2 ص55 وتاريخ خليفة بن خياط ص43 والبداية والنهاية ج4 ص71 و 73  وتاريخ ابن خلدون  ق2 ج2 ص27.
([7]) معجم البلدان ج3 ص29 ووفاء الوفاء ج4 ص1217 ومراصد الإطلاع ج3 ص1454 وج2 ص606 وكتاب المنمق للبغدادي ص139 ومعجم البلدان ج3 ص29 وتاريخ خليفة بن خياط ص43 والطبقات الكبرى ج2 ص55 والبحار ج20 ص214 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص214 والبداية والنهاية ج4 ص71 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص667 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص126.
([8]) مراصد الإطلاع ج3 ص1153 ووفاء الوفاء ج4 ص1279.
([9]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص126 والبداية والنهاية ج4 ص71 والطبقات الكبرى ج2 ص55.
([10]) البحار ج2 ص214.
([11]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص92 ومستدرك الوسائل ج2 ص26 و 27 وج8 ص140 والبحار ج32 ص391 و 417 و 550 وج73 ص242 وج76 ص293 و 236 و 237 و 242 والأمان من الأخطار ص20 ونهج السعادة ج6 ص300 وج2 ص124 و 282. والمصنف للصنعاني ج5 ص154 و 155 و 159 عن مصادر كثيرة جداً.
وروي عن الصادق «عليه السلام» مثل ذلك فراجع: الكافي ج4 ص284 وتهذيب الأحكام ج5 ص50 ووسائل الشيعة ج11 ص384 و 279 والمزار لابن المشهدي ص427 والمزار للشهيد الأول ص117 والبحار ج98 ص197.
([12]) الآيتان 113 و 114 من سورة التوبة.
([13]) تاريخ الخميس ج2 ص4 والسيرة الحلبية ج3 ص2 و 3.
([14]) السيرة الحلبية ج3 ص3 وراجع: مجمع الزوائد ج1 ص117 والمعجم الكبير ج11 ص297 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص408 والدر المنثور ج3 ص283 و 284 وزاد المسير ج3 ص345.
([15]) السيرة الحلبية ج3 ص3 ولباب النقول ص114 والدر المنثور ج3 ص284 وتفسير الجلالين ص483.
([16]) تاريخ الخميس ج2 ص4 عن الطيبي في شرح المشكاة والسيرة الحلبية ج3 ص3.
([17]) تاريخ الخميس ج2 ص4 والسيرة الحلبية ج3 ص3 وراجع: جامع البيان ج11 ص31 والكشاف ج2 ص49 وإرشاد الساري ج7 ص282 و 158 عن صحيح مسلم، والدر المنثور ج3 ص283 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص394 وأحمد في مسنده، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والبيهقي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والطبراني.
([18]) تاريخ الخميس ج3 ص3 ومسند أحمد ج5 ص355 ومجمع الزوائد ج4 ص25 والمصنف للصنعاتي ج3 ص569 والمعجم الكبير ج2 ص19 ومسند الشاميين ج3 ص347 وكشف الخفاء ج2 ص130 ورفع المنارة ص67 وتفسير القرآن لابن كثير ج2 ص408.
([19]) السيرة الحلبية ج3 ص3 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص259 والروض الأنف للسهيلي، والسابق واللاحق للخطيب البغدادي.
([20]) راجع: الغدير ج8 ص10 و 12 وأبو طالب مؤمن قريش ص341 عن البخاري، والإتقان، والكشاف، وابن مردويه، وابن أبي شيبة، والنسائي، وابن الضريس، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وتفسير البيضاوي، وعين العبرة لأحمد آل طاووس ج2 ص18 وسنن ابن ماجة ج1 ص27 وسنن أبي داود ج1 ص182 وكنز العمال ج2 ص575 ومجمع البيان ج5 ص6 والبيان في تفسير القرآن ص243 ومعاني القرآن ج3 ص179 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص10 وأسباب النزول للواحدي النيسابوري ج2 ص8 وزاد المسير ج1 ص3 وج3 ص264 والدر المنثور ج3 ص295 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج4 ص160 وج8 ص173 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص344 و 419 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص365.
([21]) الآية 6 من سورة المنافقون.
([22]) الآية 113 من سورة التوبة.
([23]) الغدير ج7 ص399 عن كتاب الحجة لابن معد ص67.
([24]) راجع كتابنا: ظلامة أبي طالب «عليه السلام».
([25]) راجع: أبو طالب مؤمن قريش ومستدرك الحاكم ج3 ص484، وتلخيصه للذهبي مطبوع بهامشه، وصححاه وحياة الصحابة ج2 ص258 و 259 و 260 عن كنز العمال ومجمع الزوائد ج8 ص278 وكنز العمال (ط أولى) ج3 ص177 عن ابن عساكر و (ط ثانية) ج6 ص57 و 59 وعن أحمد، والطبراني، والحاكم، وسعيد بن منصور، والتراتيب الإدارية ج2 ص86 والمصنف للصنعاني ج1 ص446 و 447 وج10 ص447 عن أحمد، وأبي داود، وعن مغازي ابن عقبة، وعن الترمذي، وصححه، والطيالسي، والبيهقي، ومجمع البيان المجلد الأول ص535 والوسائل ج12 ص216 عن الكافي، والمعجم الصغير ج1 ص9 وعن الترمذي ج2 ص389.
([26]) تاريخ الخميس ج2 ص4 عن أحمد، والترمذي، وابن ماجة، ومسند أحمد ج2 ص337 و 356 وج3 ص443 وسنن ابن ماجة ج1 ص502 والجامع الصحيح للترمذي ج2 ص259 والمستدرك للحاكم ج1 ص374 والسنن الكبرى ج4 ص78 وشرح مسلم للنووي ج7 ص45 وفتح الباري ج3 ص118 وراجع: تحفة الأحوذي ج4 ص136 وعون المعبود ج10 ص117 ومسند أبي داود الطيالسي ص311 و 357 والمصنف للصنعاني ج3 ص569 والآحاد والمثاني ج4 ص101 ومسند أبي يعلى ص314 والمعجم الكبير ج4 ص42 وناسخ الحديث ومنسوخه ص273 والعهود المحمدية ص894 وكنز العمال ج16 ص388 وفيض القدير (شرح الجامع الصغير) ج5 ص350 وإرواء الغليل ج3 ص232 و 233 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج10 = = ص379 وج20 ص170 والسير الكبير ج1 ص236 والعلل لأحمد بن حنبل ج3 ص322 والكامل في التاريخ ج5 ص40 وتاريخ مدينة دمشق ج34 ص289 وأسد الغابة ج2 ص7 وتهذيب الكمال ج17 ص65 وج25 ص407 وميزان الإعتدال ج3 ص201 وتهذيب التهذيب ج6 ص174وج9 ص208 و 326 وج10 ص344 والإصابة ج5 ص26.
([27]) تاريخ الخميس ج2 ص4 و 5 والجامع لأحكام القرآن ج20 ص170 والجامع الصحيح للترمذي ج2 ص259 وتحفة الأحوذي ج2 ص226 وج4 ص137 وعون المعبود ج9 ص42.
([28]) تاريخ الخميس ج2 ص5 عن أحمد، ومسند أحمد ج6 ص202 والمستدرك للحاكم ج3 ص61 وج4 ص7 ومجمع الزوائد ج8 ص26 وج9 ص37 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص182.
([29]) المستدرك للحاكم ج3 ص28 وتلخيص المستدرك مطبوع بهامشه ج3 ص28 ووفاء الوفاء ج3 ص932 والبحار ج36 ص352 وج99 ص300 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص180 وكفاية الأثر للخزاز القمي ص198 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص419 ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج2 ص879 وبيت الأحزان للقمي ص168.
([30]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج15 ص40 والمغازي للواقدي ج1 ص313 و 314 ووفاء الوفاء ج3 ص932 وفي البحار ج99 ص300 عن من لا يحضره الفقيه ج1 ص114 أنها كانت تأتيهم كل يوم سبت. وتهذيب الأحكام ج1 ص465 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص224 والبحار ج43 ص90 وج96 ص300 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص371.
([31]) راجع: صحيح مسلم ج3 ص64 والتاج الجامع للأصول ج1 ص407 والغدير ج5 ص170 وسنن النسائي ج4 ص93 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص79 وشرح مسلم ج7 ص44 وتحفة الأحوذي ج4 ص135 و 137.
وراجع: المصنف للصنعاني ج3 ص572 و 576 وكتاب الدعاء للطبراني ص374 والأذكار النووية ص167 وإرواء الغليل ج3 ص236 وتاريخ المدينة ج1 ص89.
([32]) راجع: المغازي للواقدي ج1 ص313 و 314 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج15 ص40 و 41.
([33]) المصدران السابقان ووفاء الوفاء ج3 ص933.
([34]) الغدير ج5 ص172 وبلاغات النساء ص4 والمستطرف ج2 ص338.
([35]) المستدرك للحاكم ج3 ص29 وبهامشه تلخيص المستدرك للذهبي، ووفاء الوفاء ج3 ص932 و 933 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص253.
([36]) التاج الجامع للأصول ج1 ص419 وفتح الباري ج3 ص118 وتحفة الأحوذي ج4 ص137 وإرواء الغليل ج3 ص233 والتاريخ الصغير ج2 ص115.
([37]) تاريخ الخميس ج2 ص3.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page