• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثالث: سبع سرايا

غزوة الغابة:

وكانت غزوة الغابة، وتعرف بـ «ذي قرد»، وهو ماء على بريد من المدينة من جهة الشام، في يوم الأربعاء في شهر ربيع الأول من سنة ست قبل الحديبية، كما قال ابن عقبة، وابن إسحاق.
وادَّعى البخاري وغيره: أنها قبل خيبر بثلاثة أيام أو نحوها([1]).
والصحيح هو ما في السيرة الحلبية، حيث قال:
«والشمس الشامي ذكرها بعد الحديبية، تبعاً لما في صحيح البخاري أنها بعد الحديبية، وقبل خيبر بثلاثة أيام، وكذا في صحيح مسلم حيث رووا عن سلمة بن الأكوع: أنهم رجعوا من ذي قرد إلى المدينة فلم يلبثوا إلا ثلاث ليال حتى خرجوا إلى خيبر»([2]).
وقال بعضهم: «أجمع أهل السير على أن غزوة الغابة كانت قبل الحديبية»([3]).
وذكر بعضهم غزوة ذي قرد بعد الحديبية وخيبر([4]).
وقال ابن الأثير عن ذي قرد: إنه ماء بين المدينة وخيبر، على يومين من المدينة([5]).
وفي فتح الباري: على مسافة يوم، وفي غيره: نحو يوم([6]).
وذلك أنه لما قدم النبي «صلى الله عليه وآله» من غزوة بني لحيان لم يقم «صلى الله عليه وآله» سوى أيام قلائل حتى أغار بنو فزارة، بقيادة عيينة بن حصن في أربعين فارساً على لقاح النبي «صلى الله عليه وآله»([7]) التي كانت في الغابة. فاستاقوها، وقتلوا ابن أبي ذر الغفاري، وسبوا امرأته([8]).
وجمعوا بين هذين القولين: بأن إغارة عيينة كانت مرتين، إحداهما قبل الحديبية، والأخرى بعدها، قبل الخروج إلى خيبر([9]).
قالوا: ويؤيد هذا الجمع: أن الحاكم ذكر في الإكليل: أن الخروج إلى ذي قرد قد تكرر ثلاث مرات، وأن الأولى خرج إليها زيد بن حارثة قبل أحد، وفي الثانية خرج إليها النبي «صلى الله عليه وآله» في سنة خمس، والثالثة هي المختلف فيها.
وقد ذكرت رواية ابن إسحاق: أن اللقاح كانت ترعى في الغابة، وفي رواية البخاري: أنها كانت ترعى بذي قرد.
وجمع بينهما: بأنها كانت ترعى تارة بالغابة، وأخرى بذي قرد([10]).
ونقول:
إن هذا الجمع غريب، فإن الكلام إنما هو عن الموضع الذي أخذت اللقاح منه. إذ لا يمكن أن تكون قد أخذت من الموضعين في آن واحد، مع العلم بأن المسافة بينهما بعيدة.

بعض تفاصيل هذه الغزوة:

ونذكر هنا: بعض التفاصيل التي أوردها المؤرخون، على النحو التالي:
لقد ذكروا: أنهم حين قتلوا الغفاري، وسبوا امرأته، واستاقوا اللقاح.. كان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع، فغدا يريد الغابة، ومعه غلام لطلحة، معه فرس لطلحة يقوده، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم؛ فأشرف في ناحية سلع، ثم صرخ: وا صباحاه، وخرج يشتد في آثار القوم، وكان مثل السبع حتى لحق القوم، فجعل يردهم بالنبل، ويقول إذا رمى:
خـذهــا وأنــا ابــن الأكــــوع             الـــيــوم يـــــوم   الــرضــــع
فكلما وجهت الخيل نحوه انطلق هارباً، ثم عارضهم، فإذا أمكنه الرمي رمى، ثم قال:
خـذهــا وأنــا ابــن الأكــــوع             الـــيــوم يـــــوم   الــرضــــع
فبلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» صياح ابن الأكوع، فصرخ بالمدينة: الفزع الفزع..
أو نودي بالمدينة: يا خيل الله اركبي، وكان أول ما نودي بها.
وركب رسول الله «صلى الله عليه وآله» في خمسمائة.
وقيل: في سبعمائة.
واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم. وخلَّف سعد بن عبادة في ثلاث مائة يحرسون المدينة.
وكان قد عقد لمقداد بن عمرو في رمحه لواء، وقال: امض حتى تلحقك الخيول، وأنا على أثرك، فأدرك أخريات العدو([11]).
وفي الإكتفاء: «كان أول من انتهى إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الفرسان المقـداد، ثـم عبـاد بن بشر، وسعد بن زيد، وأسيد بن ظهير أخو بني حارثة ـ يشك فيه ـ وعكاشة بن محصن، ومحرز بن نضلة، وأبو قتادة، وأبو عياش، وأبو عبيد بن زيد.
وقال: اخرج في طلب القوم حتى ألحقك بالناس.
وقال لأبي عياش: لو أعطيت هذا الفرس رجلاً هو أفرس منك، فلحق القوم.
قال أبو عياش: يا رسول الله، أنا أفرس الناس.
ثم أضرب الفرس. فوالله ما جرى بي خمسين ذراعاً حتى طرحني، فعجبت أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: لو أعطه أفرس منك.
أقول: أنا أفرس الناس.
فأعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فرس أبي عياش ـ هذا فيما يزعمون ـ معاذ بن ماعص، أو عائذ بن ماعص فكان ثامناً.
وبعض الناس يعد سلمة بن عمرو بن الأكوع أحد الثمانية، ويطرح أسيد بن ظهير، أخا بني حارثة.
ولم يكن سلمة يومئذٍ فارساً، قد كان أول من لحق القوم على رجليه.
فخرج الفرسان في طلب القوم حتى تلاحقوا. وكان أول فارس لحق بالقوم محرز بن نضلة، ويقال له أيضاً: قمير.
ولما كان الفزع جال فرس لمحمود بن مسلمة في الحائط، وهو مربوط بجذع نخل، حين سمع صاهلة الخيل، فقالت بعض النساء لمحرز بن نضلة: يا قمير، هل لك في أن تركب هذا الفرس، فإنه كما ترى، حتى تلحق برسول الله «صلى الله عليه وآله» وبالمسلمين؟
فأعطته إياه، فخرج عليه، حتى أدرك القوم، فوقف بين أيديهم، ثم قال: قفوا بني اللكيعة، حتى يلحق بكم من وراءكم من المهاجرين والأنصار.
ثم حمل عليه رجل منهم، فقتله. وجال الفرس، فلم يقدر عليه حتى وقف على آرية في بني عبد الأشهل([12]).
فقيل: لم يقتل من المسلمين يومئذٍ غيره.
وقيل: إنه قتل هو ووقاص بن محرز المدلجي.
ولكن ابن إسحاق قال: حدثني بعض من لا أتهم، عن عبد الله بن كعب بن مالك: أن محرزاً إنما كان على فرس عكاشة بن محصن، يقال لها: الجناح، فقتل محرز، واستلبت الجناح..
ولما تلاحقت الخيل قتل أبو قتادة، حبيب بن عيينة بن حصن، وغشاه ببرده. ثم لحق بالناس.
وأقبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المسلمين، فرأوه، فتوهموا: أن المقتول هو أبو قتادة، فقال لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: ليس بأبي قتادة. ولكنه قتيل لأبي قتادة، وضع عليه برده، لتعرفوا أنه صاحبه.
وفي المواهب اللدنية: أن أبا قتادة قتل مسعدة، فأعطاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فرسه وسلاحه.
وقتل عكاشة بن محصن أبان بن عمرو. كما أن عكاشة أدرك أوباراً وابنه عمرواً، وهما على بعير واحد فانتظمهما بالرمح، فقتلهما جميعاً، واستنقذوا بعض اللقاح، قيل: عشرة منها، وأفلت القوم بما بقي، وهو عشر.
وقتل من المسلمين محرز بن نضلة، قتله مسعدة.
وسار رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى نزل بالجبل من ذي قرد، وتلاحق به الكثيرون، وأقام «صلى الله عليه وآله» عليه يوماً وليلة.
فقال سلمة بن الأكوع لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا رسول الله لو سرّحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح، وأخذت بأعناق القوم.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: ـ فيما بلغني ـ إنهم الآن ليغبقون في غطفان.
وفي المواهب اللدنية: أنه «صلى الله عليه وآله» قال له: يابن الأكوع إذا ملكت فاسجح (أي فأرفق) ثم قال: إنهم ليقرون في غطفان.
فقسم رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كل مائة رجل جزوراً.
وفي المواهب اللدنية أيضاً: أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلى بأصحابه صلاة الخوف بذي قرد..
ورجع إلى المدينة، وقد غاب عنها خمس ليال.
وأفلتت امرأة الغفاري على ناقة من إبل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حتى قدمت عليه المدينة، فأخبرته الخبر.
وقالت: إنها نذرت أن تنحر الناقة التي نجت عليها.
وفي رواية: نذرت أن تأكل من سنامها وكبدها.
فتبسم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم قال: بئسما جزيتها أن حملك الله عليها، ونجاك بها، ثم تنحرينها! إنه لا نذر في معصية الله، ولا فيما لا تملكين، إنما هي ناقة من إبلي. ارجعي إلى أهلك على بركة الله([13]).
وذكروا: أن الناقة التي أفلتت الغفارية عليها هي القصوى.
وفي نص آخر: «العضباء»([14]).
وتقول الروايات أيضاً: إن سلمة قد استنقذ سرح رسول الله «صلى الله عليه وآله» كله، قال سلمة: فوالله، ما زلت أرميهم وأعقرهم، فإذا رجع إلي فارس منهم أتيت شجرة، فجلست في أصلها، ثم رميته، فعقرت.
حتى إذا تضايق الجبل، فدخلوا في مضايقه، علوت الجبل، فجعلت أردهم بالحجارة، قال: فما زلت أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله «صلى الله عليه وآله»  إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه.
ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحاً، يستخفون، ولا يطرحون شيئاً إلا جعلت عليه آراماً من الحجارة، يعرفها رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه. حتى أتوا متضايقاً من ثنية.
فأتاهم فلان ابن بدر الفزارى، فجلسوا يتضحون (أي يتغدون)، وجلست على رأس قرن، قال الفزارى: ما هذا الذي أرى؟
قالوا: لقينا من هذا البرح، والله ما فارقنا منذ غلس، يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا.
قال: فليقم إليه نفر منكم.
قال: فصعد إلي منهم أربعة في الجبل، فلما أمكنوني من الكلام، قلت: هل تعرفوني؟
قالوا: لا، ومن أنت؟
قلت: أنا سلمة بن الأكوع. والذي كرم وجه محمد «صلى الله عليه وآله» لا أطلب رجلاً منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني.
قال أحدهم: أظن كذلك. فرجعوا، فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتخللون الشجر، فإذا أولهم الأخرم الأسدي، على أثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي.
فأخذت بعنان الأخرم، وقلت: يا أخرم، احذرهم، لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة.
قال: فخليته، فالتقى هو وعبد الرحمن، فقتله، وتحول على فرسه. ولحق أبو قتادة، فارس رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعبد الرحمن، فطعنه فقتله، وركب فرس أخرم الذي ركبه عبد الرحمن.
ثم إن فوارس النبي «صلى الله عليه وآله» ـ كما في عيون الأثر ـ أدركوا العدو والسرح، فاقتتلوا قتالاً شديداً، واستنقذوا السرح، وهزم الله العدو. ويقال: قتل أبو قتادة أم قرفة امرأة مسعدة([15]).
وعن سلمة بن الأكوع، قال: والذي أكرم وجه محمد «صلى الله عليه وآله»، لتبعتهم أعدو على رجلي، حتى ما أرى من ورائي من أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» ولا من غبارهم شيئاً، حتى عدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء، يقال له: ذو قرد، ليشربوا منه، وهم عطاش، فنظروا إلى عدوي وراءهم، فجلوتهم عنه، فما ذاقوا منه قطرة.
ويخرجون، ويشتدون في ثنية، وغربت الشمس، فأعدو، وألحق رجلاً منهم، فأصكه بسهم في نفض كتفه، فقلت:
خـذهــا وأنــا ابــن الأكــــوع             الـــيــوم يـــــوم   الــرضــــع
قال: يا ثكلة أمه، أكوعه بكرة.
قلت: نعم، يا عدو نفسه، أكوعه بكرة.
قال: وأردوا فرسين على ثنية. فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت، وشربت، ثم أتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو على الماء الذي جلأتهم عنه (لعل الصحيح: حلأتهم) قد أخذ تلك الإبل، وكل شيء استنقذته من المشركين، وكل رمح، وكل بردة.
وإذا بلال نحر ناقة من الإبل التي استنقذت من القوم، فإذا هو يشوي لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من كبدها، وسنامها.
قلت: يا رسول الله، فانتخب من القوم مائة رجل، فأتبع القوم، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته.
فضحك رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى بدت نواجذه في ضوء النهار، وقال: يا سلمة، أتراك كنت فاعلاً؟!
قلت: نعم، والذي أكرمك.
قال: إنهم الآن ليقرون بأرض غطفان.
قال: فجاء رجل من غطفان، فقال: نحر لهم فلان جزوراً، فلما كشطوا جلدها رأوا غباراً، فقال: أتاكم القوم. فخرجوا هاربين.
فلما أصبحنا قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع. ثم أعطاني رسول الله «صلى الله عليه وآلـه» سهمـين: سهـم الـراجـل، وسهم الفـارس، فجمعهما إليَّ جميعاً([16]).
قال سلمة: ثم أردفني رسول الله «صلى الله عليه وآله» ناقته، فرجعنا إلى المدينة، فلما دنونا إلى المدينة نادى رجل من الأنصار: هل من سابق نتسابق إلى المدينة؟ فاستأذنت النبي «صلى الله عليه وآله» فسابقته، فسبقته([17]).
وذكروا: أن سهماً أصاب وجه أبي قتادة يوم ذي قرد، فبصق رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أثر السهم، فما ضرب، ولا قاح([18]).
وقالوا: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» مر في غزوة ذي قرد على ماء يقال له: «بيسان»، فسأل عنه، فأخبروه باسمه هذا، وبأنه مالح.
فقال «صلى الله عليه وآله»: لا، بل اسمه «نعمان» وهو طيب، فغيَّر رسول الله «صلى الله عليه وآله» اسمه، فغيّر الله تعالى الماء، فاشتراه طلحة، ثم تصدق به، فلما أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بذلك قال له: ما أنت يا طلحة إلا فياض.
فسمي «طلحة الفياض»([19]).
وأرسل سعد بن عبادة بأحمال تمر، وبعشر جزائر (جمع جزور)، فوافت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذي قرد.
فقال «صلى الله عليه وآله»: اللهم ارحم سعداً وآل سعد، نعم المرء سعد بن عبادة.
فقالت الأنصار: هو بيتنا وسيدنا وابن سيدنا، يطعمون في المحل، ويحملون الكل، ويحملون عن العشيرة.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية، إذا فقهوا في الدين([20]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات كثيرة، نجملها فيما يلي:

مؤاخذات على ما تقدم وما يأتي:

لقد روى ابن سعد: أن أبا ذر استأذن النبي «صلى الله عليه وآله»: أن يكون في اللقاح، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: لا تأمن عيينة بن حصن وذويه أن يغيروا عليك.
فألح عليه، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: لكأني بك قد قتل ابنك، وأخذت امرأتك، وجئت تتوكأ على عصاك.
فكان أبو ذر يقول: عجباً لي، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: لكأني بك، وأنا ألح عليه، فكان ـ والله ـ ما قال.
ثم ذكر: أنهم بعد حلب اللقاح ناموا في تلك الليلة، فأحدق بهم عيينة في أربعين فارساً، وقتلوا ابنه، وكان معه ثلاثة نفر، فنجوا، وتنحى عنهم أبو ذر، فأطلقوا عقل اللقاح واستاقوها، فلما قدم المدينة، وأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» تبسم([21]).
فهذه الرواية تدل:
أولاً: على أن المسبية: هي زوجة أبي ذر نفسه، وليست زوجة ابنه، كما يفهم من بعض النصوص الأخرى.
ثانياً: إنه إذا كان النبي «صلى الله عليه وآله»  يتوقع إغارة عيينة بن حصن على لقاحه، فلماذا يبعدها عن المدينة كل  هذه المسافة التي تحتاج إلى ساعات كثيرة أو إلى يوم أو يومين، ليمكن إيصال الخبر إلى المدينة بما يجري لها، أو عليها؟!
ثالثاً: لنفترض: أنه لم يكن مكان أقرب من ذلك المكان يمكن للقاح أن تسرح فيه، وتجد فيه قوتها.. فلماذا تركها النبي «صلى الله عليه وآله» من دون حامية قادرة على رد عادية المغيرين عليها؟ حيث هم منها قريبون، وعلى الاستيلاء عليها قادرون؟!
رابعاً: لنفترض: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يريد أن يسوس الناس وفق ما يأتيه من علوم غيبية، خاصة فيما يتعلق باللقاح العائدة إليه، فهل لم يكن ملتفتاً إلى هذا الأمر الواضح؟ وهل لم يكن من بين المسلمين العارفين بالحالة الأمنية في المنطقة من يدرك هذا الأمر، ويهتم بلزوم معالجته؟ والذي لو حصل فيه ما هو متوقع في نظائره، فإنه سيفرض على المسلمين خوض حروب، لاسترداد ما أخذ، ولإعادة الهيبة، ولحفظ أرواح الأشخاص الأبرياء الذين كانوا مع اللقاح.
خامساً: هل يعقل أن يغفل أبو ذر عن مراد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو يخبره بما سيجري عليه، وعلى ابنه، وعلى امرأته لو أصر على الذهاب إلى موضع اللقاح؟
ألم يكن كلامه «صلى الله عليه وآله» واضحاً وصريحاً في المراد، بحيث يفهمه حتى الأطفال، فضلاً عن النساء والرجال؟.
ولماذا هذا الإصرار من أبي ذر، ليكون مع تلك اللقاح؟!
وإذا كان يرغب في الخلوة بنفسه، وباكتساب الثواب في عبادة ربه، فلماذا يحمل معه ولده وزوجته إلى ذلك المكان النائي وغير المأمون؟!
وهل كان الرجال الآخرون ـ وهم ثلاثة ـ يحملون معهم نساءهم وأبناءهم أيضاً؟!
وما الذي جرى على تلك النسوة والأبناء؟!
أم أنهم تركوهم وراءهم في المدينة حيث الأمن والأمان؟!
أم تراهم كانوا عزباً وليس لهم نساء ولا أطفال؟!

من هو المغير؟:

وبينما نجد في الروايات: أن عيينة بن حصن كان هو المغير، فإن روايات أخرى تقول: إن المغير هو عبد الرحمن بن حصن([22]) الفزاري.
وقد جمعوا بين القولين: بأنه قد يكون البادئ هو عبد الرحمن، وجاء عيينة إلى إمداده، فنسبت الإغارة تارة إلى هذا، وأخرى إلى ذاك([23]).
ونقول:
لماذا لا يكون العكس، بأن يكون عيينة هو البادئ، ثم أمده عبد الرحمن، ولماذا لا يكونان شريكين في هذا الأمر، فنسب تارة إلى هذا، وأخرى إلى ذاك؟!
مع أن النصوص الأخرى: قد ذكرت أن المغير هو عبد الرحمن بن عيينة بن حصن([24]). لا عبد الرحمن بن حصن.
وقيل: إنه عيينة بن بدر.
ويقال: إن مسعدة كان رئيساً في هذه الغزوة([25]) أيضاً!!

الغدر مرتعه وخيم:

وقد قالوا: إن أرض عيينة كانت قد أجدبت، فسمح له النبي «صلى الله عليه وآله» بأن يرعى بتغلمين، وما والاه إلى المراض. ولكن عيينة لم يحفظ هذا الجميل، واتجه بعد أن سمن خفه وحاقره إلى الغدر والخيانة، وقابل الجميل بالقبيح, رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» حين سمح له بذلك لم يكن يطمع منه بمال، ولا بنصرة، ولا كان ذلك عن خوف منه، وإنما كان الدافع إلى هذا الإحسان هو خُلُقُه الرضي، ومنطلقاته الإيمانية والإنسانية، والثوابت الأخلاقية، والقيم والمثل العليا.
وهو «صلى الله عليه وآله» يرى: أن السلم والتعاون والتفاهم هو الأساس لكل العلاقات بين الناس.. لأنه هو المحيط الطبيعي للحياة الكريمة والحرة، وهو الذي يهيئ لبنـاء الحيـاة بناءً سليماً، ويفسح المجـال لاعتماد الخيـارات الصحيحة بتدبر وأناة.
وأما الحرب، فهي لمنع العابثين والطامعين، من استعباد الناس وإذلالهم، ومصادرة خياراتهم.. وقد كان عيينة من هؤلاء، كما دلت عليه تصرفاته، وكما وشى به غدره وخيانته..

كيف علم ابن الأكوع بالغارة؟!:

قد ذكرت الروايات السابقة: أن سلمة بن الأكوع أول من نذر بالغارة، فغدا يريد الغابة، ومعه غلام للنبي «صلى الله عليه وآله» اسمه رباح.
ولكننا نشك في صحة ذلك، ومستندنا هو:
1 ـ إن ثمة رواية تقول: إن سلمة كان مع السرح حين أغير عليه، وأنه قام على أكمة، وصاح: وا صباحاه، ثلاثاً([26]).
2 ـ إن رواية أخرى، عن سلمة نفسه يصرح فيها: بأنه إنما علم بالإغارة على اللقاح من عبد لعبد الرحمن بن عوف. وقد التقى به حينما خرج سلمة مع رباح قبل أن يؤذن بلال للفجر.
فقال له سلمة: ويحك ما لك؟
قال: أخذت لقاح رسول الله «صلى الله عليه وآله».
لت: من أخذها؟
قال: أخذها غطفان ونزار.
وكان سلمة راكباً على فرس لطلحة، أو لأبي طلحة([27]).
وفي نص آخر: أنه علم بالغارة على السرح من رباح غلام رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأعطاه سلمة الفرس الذي معه، وأرسله إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليخبره بالإغارة على السرح([28]).

رباح مولى الرسول ’:

وقد حاول العسقلاني الجمع بين الروايات بادعاء: أن رباحاً هو نفس غلام ابن عوف، وكان يخدم الرسول «صلى الله عليه وآله»([29]). فنسب إليه تارة، وإلى ابن عوف أخرى.
ويرد عليه: أن الرواية التي قدمناها تصرح: بأن سلمة كان مع رباح، ثم التقيا بغلام ابن عوف، فأخبرهما بالإغارة على السرح..

رباح.. اسم مكروه:

واللافت: أنهم يقولون: إن اسم غلام النبي «صلى الله عليه وآله» هو: «رباح»، مع أنهم يروون: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد نهى أن يسمي الرجل رقيقه بيسار، ورباح، وأفلح، ونافع([30]).
فكيف لم يغيِّر النبي «صلى الله عليه وآله» اسم غلامه. مع أنه كان يغيِّر أسماء الناس من نساء ورجال؟!
وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك حين الحديث عن تغيير اسم زينب بنت جحش، واسم أبيها، من برة ـ بالفتح ـ إلى زينب وبرة ـ بالضم ـ إلى جحش..
وادِّعاء: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يغيِّر اسمه ليؤذن بأن النهي عن تلك الأسماء قد كان للتنزيه([31]). غير مقبول.. لأنه مجرد تخرص، ورجم بالغيب، ليس له شاهد ولا دليل.
رؤية سلمة للمغيرين:
واللافت: أن بعض الروايات تذكر: أن سلمة رجع إلى المدينة، وصعد على ثنية الوداع، فرأى بعض خيول المغيرين، فصرخ: وا صباحاه..
ونقول:
أولاً: لماذا رجع إلى المدينة بعد أن كان قد خرج منها؟..
ثانياً: هناك روايات أخرى تقول: إنه صعد على تل بناحية سلع. وأين جبل سلع من ثنية الوداع؟!
ثالثاً: كيف سمع أهل المدينة صوته، وهو في ثنية الوداع؟!..
رابعاً: كيف تمكن من رؤية خيول المغيرين من موضعه، وكانوا يبعدون عن المدينة مسيرة يوم، أو يومين؟..

حليب اللقاح إلى المدينة:

واللافت هنا قوهم: إنهم كانوا يحلبون تلك اللقاح عند المغرب.
«وكان راعيها يرجع بلبنها كل ليلة عند المغرب إلى المدينة».
أي فإن المسافة بينها وبين المدينة يوم أو بعض يوم([2]).
بل تقدم القول: بأن المسافة بين موضع النياق وبين المدينة كانت يوماً أو يومين..
والسؤال هو: كيف كانوا يمضون يوماً كاملاً أو يومين على الطريق، ويقطعون تلك المسافات الشاسعة، لكي يوصلوا ذلك الحليب إلى أهله؟!

يا خيل الله اركبي:

قال الحلبي: «لما بلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» صياح ابن الأكوع صرخ بالمدينة: الفزع الفزع، يا خيل الله اركبي.
وقيل: وكان أول ما نودي بها.
وفيه ـ كما في الأصل ـ: أنه نودي بها في بني قريظة»([33]).

أمير الغزوة:

واختلفوا في الذي أمَّره رسول الله «صلى الله عليه وآله» على السرية هل هو سعيد بن زيد أم هو المقداد كما دلت عليه أبيات لحسان؟ جاء فيها قوله:
ولـسـر أولاد الـلـقـيـطـة أنـنــا           سـلـم غــداة فــوارس المـقــداد
كـنـا ثـما نـيـة وكانوا جـحـفـلاً          لجـبــاً، فـشـكـوا بـالرماح بداد([34])
وزعموا أن سعيد بن زيد: غضب على حسان، وحلف ألا يكلمه أبداً.
وقال: انْطَلَقَ إلى خيلي فجعلها للمقداد؟
فاعتذر منه حسان: بأن الروي وافق اسم المقداد، ثم قال أبياتاً ذكر فيها سعيد بن زيد، ولـكن سعيد لم يقبل منه ذلك([35]).
ونقول:
أولاً: إن علياً «عليه السلام» قد حضر هذه الغزوة بلا ريب، لأن النصوص قد صرحت: بأنه «عليه السلام» قد حضر المشاهد كلها باستثناء تبوك، التي أمره رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالبقاء فيها بالمدينة، حيث قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى..
وقد ذكرنا في غزوة أحد: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يؤمِّر عليه أحداً، بل كان «عليه السلام» هو صاحب لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بدر، وفي كل مشهد.
ثانياً: لنفترض: أن الاعتراض على حسان كان صحيحاً، فإن ذلك لا يلزم منه عدم جعله قائداً في تلك السرية إذ قد يكون «صلى الله عليه وآله» قد جعله على الرجالة مثلاً، أو على جماعة أخرى من بعض القبائل المشاركة في ذلك الجيش، أو على الطليعة التي أرسلها النبي «صلى الله عليه وآله» أمامه. أو نحو ذلك.
ثالثاً: إن ما ذكر من اعتذار حسان باقتضاء الروي اسم المقداد، ما هو إلا اعتذار واهٍ، فإن الشعر شعره، ويمكنه أن يغيِّر صياغة البيت بحيث ينسجم مع اسم من يريد الثناء عليه.. بل إنه حتى لو لم يكن المقداد أميراً، فإنه ربما يكون قد تعمد ذكر اسمه، لبطولات نادرة ظهرت منه في تلك الغزوة وما سبقها، فصار له تميز على أقرانه..
ثم حاول حسان أن يرضي ابن زيد، من دون أن يتراجع عن موقفه السابق.

عبد الرحمن بن عيينة:

وقد صرحت الروايات: بأن عبد الرحمن بن عيينة قد قتل في هذه الغزوة، وأن قاتله هو أبو قتادة..
وقد اعترضوا على هذا القول: بأن عبد الرحمن بن عيينة لم يذكر فيمن قتل من المشركين في هذه الغزوة. بل المعروف أن المقتول هو حبيب بن عيينة وقد قتله المقداد([36]).
أما أبو قتادة، فقتل مسعدة الفزاري. فأعطاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فرسه وسلاحه.
ولكن الحلبي أشار إلى: أن أبا قتادة هو الذي قتل حبيباً هذا([37]). ولم يقتل من المسلمين إلا محرز بن نضلة، وهو الأخرم الأسدي([38]).

عُمْر سلمة بن الأكوع:

إننا نشك: في أن يكون سلمة بن الأكوع كان قد بلغ من العمر ما يخوله حضور الحرب، وممارسة الطعن والضرب.
فقد قالوا: إنه توفي سنة أربع وسبعين على الصحيح([39]).
وقالوا: إن عمره حين توفي كان ثمانين سنة([40]).
وهذا معناه: أن عمره في سنة ست كان حوالي: عشر سنين، أو اثني عشرة سنة ومن يكون في ذلك السن لا يبايع على الموت([41]).
ولعل قول بعضهم: إنه مات في سنة أربع وستين، أو في خلافة معاوية([42])، إنما جاء من أجل تصحيح هذه الأمور التي ينسبونها إليه.

هل أفلتت اللقاح؟ ومن الذي أنقذها؟!:

وقد ادَّعى سلمة بن الأكوع: أنه استنقذ اللقاح كلها، «حتى ما خلق الله تعالى من بعير من ظهر رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بينهم وبينه».
ولكن يقابل ذلك:
أولاً: أن هناك نصاً لسلمة بن الأكوع نفسه، يقول: إنه قال: يا رسول الله، إن القوم عطاشى، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما بقي في أيديهم من السرح، وأخذت بأعناق القوم([43]).
ثانياً: أن أبا قتادة يدَّعي: أنه هو الذي استنقذ اللقاح كلها([44]).
ثالثاً: أن هناك ما دل على أن الذي استنقذوه من أيديهم هو عشرة فقط من تلك اللقاح([45])، وذهبوا بسائرها. وهكذا، فإن عدد اللقاح التي استنقذت يبقى غير واضح كما أن الذي استنقذها يبقى في دائرة الشك والاختلاف، بسبب اختلاف الروايات وتناقضها.
كما أننا لا نستطيع أن نصدق: أن سلمة كان يخبرنا عن ظن أخطأ فيه، حين قال: «حتى ما خلق الله من بعير الخ..».
لأنه إنما ينقل لنا هذه البطولات عن نفسه بصورة الحتم والجزم، وذلك بعد سنوات كثيرة من الحدث، وعن عمد وروية، ولا يتكلم في لحظة صدور الفعل منه، وفي لحظات التوتر والانفعال..

سهم في جبهة أبي قتادة:

وذكروا عن أبي قتادة قوله: «فسرت حتى هجمت على القوم، فرُمِيتُ بسهم في جبهتي، فنزعت قدحه، وأنا أظن أني نزعت الحديدة، فطلع عليَّ فارس، فقال: لقد ألقانيك الله يا أبا قتادة، وكشف عن وجهه، فإذا هو مسعدة الفزاري».
ثم ذكروا: أن مسعدة خيره بين المجالدة، والمطاعنة، والصراع، فتصارعا، فصرعه أبو قتادة. فطلب منه مسعدة أن يتركه؛ فأبى ثم قتله ولبس ثيابه، وركب فرسه، لأن فرس أبي قتادة نفرت نحو القوم حين كانا يتصارعان، فعرقبوها.
ثم ذهب خلف القوم، فلحق ابن أخي مسعدة فقتله، وانكشف من معه عن اللقاح، فأتى بها أبو قتادة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال «صلى الله عليه وآله»: أبو قتادة سيد الفرسان([46]).
ونقول:
أولاً: إذا كان أبو قتادة خير الفرسان، أو سيد الفرسان، وسلمة بن الأكوع خير الرجالة([47])، فما الذي أبقيا لعلي أمير المؤمنين «عليه السلام» فضلاً عن أبي دجانة، والمقداد، وغيرهما من فرسان المسلمين؟! إذ لا شك في حضور علي «عليه السلام»، ومشاركته في تلك الغزوة، وكذلك كان المقداد وغيره من فرسان المسلمين حاضرين فيها..
ثانياً: إن من غير المعقول: أن تبقى حديدة السهم في جبهة أبي قتادة، دون أن يشعر بها، حتى وهو يصارع مسعدة، وإلى حين رجوعه إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
بل لا مجال للتصديق: بأن السهم يخترق جبهته، ثم ينتزع قدحه، ثم لا يصيبه دوار أو صداع، ويبقى قادراً على القتال، والنضال، والمصارعة!!..
ثالثاً: كيف يمكن أن نصدق: أن أبا قتادة قد حقق كل هذا الإنجاز، حتى استرد اللقاح بعد أن هزم القوم، وكانوا أربعين رجلاً، ولم يخطر في بالهم أن يرموه بسهام أخرى في جبهته أيضاً وفي سائر جسده؟! خصوصاً حينما ساق اللقاح، وأدبر بها عنهم، بعد أن قتل منهم من عرفنا، فلماذا لم يلاحقوه، ولم يرموه بنبالهم، ويطعنوه برماحهم، ويقذفوه بحجارتهم، ويربكوا حركته، ويفشلوا خطته؟!
رابعاً: كيف نوفق بين نسبة كل هذه الأمور إلى أبي قتادة، وبين نسبتها كلها أيضاً إلى سلمة بن الأكوع.
ولعلهم أحبوا أن ينال سلمة بن الأكوع كل هذه الأوسمة، أو أنه أراد ذلك لنفسه؛ لأنه بعد قتل عثمان اعتزل في الربذة، وبقي بها. ولم تظهر منه أية مودة، أو موافقة، أو مشاركة، أو  نصرة لعلي أمير المؤمنين «عليه السلام» في حكومته، وفي حروبه مع أعدائه.
وكان ذلك على حساب أبي قتادة، وعلى حساب المقداد، وعلى حساب علي «عليه السلام» فضلاً عن غيرهم!!

ملكت.. فاسجح:

وقد تقدم: عن المواهب اللدنية، والسيرة الحلبية: أن سلمة بن الأكوع طلب من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يرسل معه مائة رجل لاستنقاذ بقية السَّرح.
فقال له «صلى الله عليه وآله» بعد أن ضحك: ملكت فاسجح. أي فارفق واعف.
ونقول:
إننا حتى لو قبلنا أن المراد بالسرح الذي يريد استنقاذه هو سرح المغيرين على اللقاح، وليس المقصود به تلك اللقاح التي كانت لرسول الله «صلى الله عليه وآله» فإننا نقول:
أولاً: لماذا احتاج إلى مائة رجل ليستنقذ السرح؟! ألم يزل هو نفسه يدَّعي: أنه هو وحده، قد هزمهم، واسترجع اللقاح جميعها منهم؟! فليذهب وحده وليأت بالسرح، أو ليذهب هو وأبو قتادة معه، فإنهم يدَّعون أنه قد قام بنفس ما قام به سلمة هذا.
ثانياً: هل مجازاة النبي «صلى الله عليه وآله» لذلك الغادر الذي أحسن إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» كل هذا الإحسان، وسمح له بأن يرعى إبله في بلاده. هل مجازاته على غدره تكون من مفردات القسوة، وخلاف الرفق؟! أم أن الرفق به يكون خلاف الحكمة، وضد العدل؟! ولا يحب الله سبحانه بل هو لا يجيز رفقاً من هذا القبيل.
ثالثاً: إذا كان استنقاذ السرح خلاف السجاحة، وضد الرفق، فلماذا كان «صلى الله عليه وآله» يرسل السرايا ليغيروا على الذين يتآمرون ويدبرون للإغارة عليه، فتأخذ جيوشه سرحهم، ويقتلون أو يأسرون رجالهم، ويسبون نساءهم وذراريهم؟! وما على القارئ الكريم إلا أن يلقي نظرة عابرة على ما يذكره هؤلاء من نتائج الغزوات والسرايا هذه.. فهل هذا ينسجم مع الرفق والسجاحة، ولا ينسجم معه تسديد ضربة لغادر ظالم، تسقط كيده، وتبير سعيه المشؤوم لإلحاق الأذى بأهل الإيمان؟!

لابن الأكوع سهم الراجل، وسهما الفارس:

وقد ذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» أعطى سلمة سهم الراجل، وسهمي الفارس جميعاً مع كونه راجلاً.
وقد استدل بهذا الأمر من قال: إن للإمام أن يفاضل في الغنيمة، وهو مذهب أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن أحمد([48]).
ونقول:
أولاً: إنه لم يكن في هذه الغزوة غنائم تذكر، أو يمكن تقسيمها على خمسمائة أو سبعمائة مقاتل، كانوا قد شاركوا فيها، سوى ما يذكرونه عن حصول سلمة على بعض الأسلحة، وبعض الألبسة التي كانوا يتخففون منها، بالإضافة إلى فرسين زعم سلمة أنه حصل عليهما حين طرد الغزاة عن الماء.
وزعموا: أن ذلك قد حصل له حينما رجعت الصحابة عنهم، واستمر هو يتبعهم([49]). فهو غنيمة له دونهم.
ثانياً: إن مالكاً والشافعي قالا: لا يجوز للإمام أن يفاضل في الغنيمة.
قال الحلبي: «لعله لعدم صحة ذلك عندهما»([50]).
ثالثاً: إذا صح ما يذكرونه عن هذه الغزوة، فاللازم هو: أن يفوز سلمة بن الأكوع، أو أبو قتادة بالغنيمة كلها، إذ إن أحداً من المسلمين لم يشاركه في تحقيق النصر، واسترداد اللقاح. فلماذا يشاركونه في الغنيمة؟!.
بل إن أحداً من الصحابة لم يكن حاضراً في موضع القتال.. فراجع رواياتهم في مصادرها.
رابعاً: إذا كان سلمة خير الرجالة، فإن أبا قتادة كان خير الفرسان أيضاً، فإذا استحق سلمة ثلاثة أسهم: سهم الراجل وسهمي الفارس، فلماذا لا يستحق أبو قتادة ذلك أيضاً..
والذي يتبادر إلى الذهن هو: أن دعوى إعطاء سلمة سهمي الفارس والراجل، تهدف إلى التخفيف من أهمية ما جاء في حديث مناشدة علي «عليه السلام» لأصحاب الشورى، وفيهم طلحة وعثمان، وسواهما، حيث قال «عليه السلام»:
«أفيكم من كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب؟!
قالوا: لا»([51]).
وذكر الزمخشري: أن النبي «صلى الله عليه وآله» جلس في المسجد يقسم غنائم تبوك. فدفع لكل واحد منهم سهماً، ودفع لعلي كرم الله وجهه سهمين. فاعترض عليه زائدة بن الأكوع.
فكان مما أجابه النبي «صلى الله عليه وآله» به: أن جبرئيل كان يقاتل في تبوك مكان علي «عليه السلام»، وأن جبرئيل  «عليه السلام» هو الذي أمره بأن يعطي علياً «عليه السلام» سهمين([52]). فراجع.
كما أنه قد كان لجعفر بن أبي طالب سهم في الحاضر، وسهم في الغائب.
فقد روي عن الإمام الباقر «عليه السلام»، أنه قال: ضرب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم بدر لجعفر بن أبي طالب بسهمه، وأجره([53]).
وفي حديث آخر: أن الرسول «صلى الله عليه وآله» أعطى الإمام علياً «عليه السلام» سهمي جبرئيل بطلب من الله في واقعة خيبر([54]).

قال الوراق القمي:

علي حـوى سهمين من غير أن غزا           غـزاة تبـوك حبـذا سهـم مسهم([55])
هل كان هناك قتال؟!
إننا إذا نظرنا إلى: حديث سلمة بن الأكوع، فسوف نخرج بنتيجة هي أنه لم يحصل في تلك الغزوة قتال.. إلا ما قام به إبن الأكوع من رميهم بالنبال، حتى أربكهم واستعاد منهم اللقاح كلها.
ولكن الحقيقة: هي غير ذلك، فإن حديث أبي قتادة وغيره يدل على أنه قد كان قتال قوي بين المغيرين الذين استاقوا اللقاح، وبين الثمانية الذين أرسلهم النبي «صلى الله عليه وآله» بقيادة المقداد، الذي أريد الانتقاص من جهده وجهاده، بإنكار أن تكون الإمارة له، رغم شعر حسان بن ثابت المصرح باسمه، وبنسبة جنود السرية إليه.
وقد دلت النصوص التي تقدمت: على أنه قد حصل فيها قتال وسقط عدد من القتلى من المسلمين والمشركين، على حد سواء، ويدل على ذلك أيضاً قول حسان بن ثابت:
كـنا ثـمانـيـة وكـانـوا جـحـفــلاً            لجـبـاً فـشـكـوا بـالـرمـاح بــداد
وقال شداد بن عارض في يوم ذي قرد لعيينة بن حصن:
فـهلا ذكـرت أبــا مـــالــــــك              وخـيـلـك مـدبــــرة  تقـتـــــل
ذكـــرت الإيـاب إلى عــسـجـر                   وهـيـهـات قـد بـعـد  المــقـفــل
وهناك أبيات أخرى لكعب بن مالك في هذه المناسبة تشير إلى ذلك..([56]).

الشك في أخذ اللقاح:

وربما يكون ثمة تهويل مقصود في أمر استياق اللقاح، ثم تخليصها منهم بواسطة سلمة بن الأكوع، أو بغير ذلك.
ولعل الصحيح هو: أن المسلمين قد نُذِرُوا بهم قبل أن يتمكنوا من استياقها، ويدل على ذلك قول حسان:
أظــن عـيـيـنـــة إذ  زارهــــــا           بـأن سـوف يـهـدم فـيـها  قصورا
فـأكـذبـت مــا كـنـت صدقتــه             وقـلـتــم  سـنـغـنـم أمــراً  كبيرا
فـعـفـت المــديـنـة إذ زرتهـــــا          وآنـسـت  لـلأســد فـيـهـا زئـيرا
فـولـوا سـراعـاً كـشـد النعـــام           ولم  يـكـشفـوا عـن ملطٍّ حصيرا([57])
أي لم يصيبوا بعيراً، ولا كشفوا عنه حصيراً، والحصير: ما يكنف به حول الإبل من عيدان الحظيرة.
وهذا معناه: أنهم لم يتمكنوا من استياق شيء من الإبل.

تركوا فرسين:

وزعموا: أنه حين طردهم سلمة بن الأكوع عن ماء ذي قرد، تركوا فرسين، وجاء بهما سلمة يسوقهما إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ونقول:
إن هذا أمر غير ظاهر الوجه أيضاً، إذ لماذا يتركون خيولهم، ويفرون مشياً على الأقدام، ولا يفرون عليها؟! أليس ذلك أسرع لهم، وأضمن لنجاتهم؟!
وكيف عدلوا إلى ذلك الماء ونزلوا عن خيولهم، وابن الأكوع لم يزل وراءهم، يرميهم بالحجارة، أو بالسهام؟! حتى لم يتمكنوا من أن يذوقوا منه قطرة؟!
وهل أخذ الفرسين منهم عند ذلك الماء أم أخذهما حينما تركوهما على ثنية أخرى حسبما تقدم؟!
ثم إننا لا ندري: لماذا توقف طرده لهم عند ماء ذي قرد، ولم يواصل ملاحقتهم إلى ما بعد ذلك؟!

يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو:

وذكروا: أن عيينة وأصحابه بعد فرارهم من ذي قرد، مروا على فلان الغطفاني، فنحر لهم جزوراً، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة، فتركوها، وخرجوا هُرّاباً.
غير أننا نقول:
إذا كانوا قد هربوا بعد غروب الشمس من ذي قرد([58])، فإنهم لا بد أن يكونوا قد وصلوا إلى ذلك الغطفاني الذي نحر الجزور لهم، وبدأوا بكشط جلـدهـا بعد حلـول الظـلام، فكيف رأوا الغبرة قد ظهرت، والحال: أن الرؤية في الليل غير متيسرة لهم ولا لغيرهم؟!

صلاة الخوف:

والغريب في الأمر، أنهم يذكرون: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما بلغ ماء ذي قرد، صلى بالمسلمين صلاة الخوف، فجعل المسلمين فرقتين، فصلى ركعة بالفرقة الأولى، وفرقة قامت بإزاء العدو، ثم جاءت الطائفة الثانية، وحل الذين صلوا مكانها، فصلى بهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» أيضاً ركعة، فكانت الصلاة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ركعتين، ولكل رجل من الطائفتين ركعة([59]).
ونقول:
أولاً: إن المفروض: أن جيش رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لم يواجه عدواً، لتقف طائفة من الجيش بإزاء ذلك العدو، وتقف الطائفة الأخرى معه للصلاة.
ولأجل ذلك التجأ البعض إلى القول: بأن المقصود: أنهم وقفوا في المحل الذي يظن مجيئهم منه، وذلك كان لغير جهة القبلة.. وإلا فالعدو لم يكن بمرأى منهم([60]).
وهو كلام لا معنى له؛ لأن ذلك لو تم لوجب على المسلمين أن يصلوا صلاة الخوف باستمرار في كل سرية وغزوة، بل قد يحتاجون إلى صلاة الخوف، حتى وهم في داخل المدينة، لأن الخوف من مداهمة العدو حاصل في كل وقت.
بل إن نفس حديث غزوة ذي قرد يذكر: أن النبي «صلى الله عليه وآله»، قد خلَّف سعد بن عبادة مع ثلاث مائة مقاتل في المدينة، من أجل أن يحرسوها.
ثانياً: إن هناك اختلافاً كثيراً حول تاريخ تشريع صلاة الخوف، فلا محيص عن الرجوع إلى أهل البيت «عليهم السلام» لحسم هذا الأمر، حيث قد روي بسند صحيح عن الإمام الصادق «عليه السلام» أنه قال عن صلاة الخوف: «إنها نزلت لما خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الحديبية، يريد مكة»([61]) فراجع.
ثم صلاها في غزوة ذات الرقاع في سنة سبع([62]).
ويؤيد ذلك: ما روي عن جابر بن عبد الله، قال: «غزا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ست غزوات قبل صلاة الخوف، وكانت صلاة الخوف في السنة السابعة»([63]).
وأما كيفية الإتيان بها، فقد رويت على ست عشرة صورة، فراجع([64]).
وذلك يشير: إلى أنه لا يمكن الاعتماد على رواياتهم، كما أن الصورة التي ذكرت آنفاً ليست هي الصورة الصحيحة المروية عن أهل بيت النبوة «عليهم السلام» كما يظهر بالمراجعة.

الغفارية التي أفلتت:

وقد تقدم: أن امرأة أبي ذر قد أفلتت من آسريها على ناقة الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» التي تسمى القصوى، أو على المسماة بالعضباء.
ويذكرون في كيفية ذلك: أن تلك المرأة انفلتت من الوثاق ليلاً، فأتت الإبل، فجعلت إذا دنت من البعير رغا، فتتركه، حتى انتهت إلى العضباء، فلم ترغ، فقعدت على عجزها، ثم زجرتها. وعلموا بها، فطلبوها، فأعجزتهم.
ونذرت إن نجاها الله عليها: أن تنحرها، وتأكل من سنامها وكبدها، فلم يرض رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك، وقال لها: «إنها ناقة من إبلي، ارجعي إلى أهلك على بركة الله تعالى، ورجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة»([65]).
ونقول:
أولاً: إن هذا النص يدل على: أن الغفارية قد التقت بالنبي «صلى الله عليه وآله» قبل رجوعه إلى المدينة، ومعنى ذلك: أنها التقت به على ماء ذي قرد.
وذلك يدل على: أنها لم تُفْلِتْ على الناقة المذكورة، ولا قدمت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتلك الناقة، لأن المفروض: أن ابن الأكوع ـ كما يدَّعي ـ قد طارد المغيرين إلى نفس هذا الموضع، أعني ماء ذي قرد، وأنه قد استرجع منهم كل بعير خلقه الله كان معهم مما أخذوه في غارتهم..
وكذلك يقال: بالنسبة للحديث عن بطولات أبي قتادة، واسترجاعه للقاح.. فأين كانت هذه المرأة؟ وكيف نجت على تلك الناقة؟!
ثانياً: إن الرواية تقول: إنه لما كان الليل انفلتت المرأة من الوثاق، وقامت إلى الإبل وبذلت محاولتها.. مع أن سياق الأحداث يأبى عن أن يكون هؤلاء قد استقروا في مكان، وباتوا فيه..
بل في حديث سلمة بن الأكوع: أنه قد طاردهم إلى وقت الغروب، حيث استنقذ كل ما كان في يدهم.
ثالثاً: إذا كانت تلك المرأة كلما دنت من بعير رغا فتتركه إلى غيره، فلماذا لم يلتفتوا إليها، ولم يتفقدوا تلك الإبل ليعرفوا من ذلك الذي يهيجها حتى ترغو. خصوصاً مع تكرر رغائها، واحداً بعد الآخر؟
رابعاً: إن مفاد الحديث المتقدم: أن الغفارية قدمت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل أن يشرع بالرجوع إلى المدينة..
وقد يؤيد ذلك: أنها إنما نجت على العضباء.
والمفروض: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد رجع إلى المدينة راكباً على العضباء، مردفاً سلمة بن الأكوع([66]).
ولكن ابن هشام وغيره يقولون: إنها قدمت على ناقتها على رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة، فأخبرته الخبر([67]).
وقد يقال: إن الناقة لها لا لرسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ويجاب: بأن المراد: أنه قدمت إلى المدينة على ناقة، ولم يُرد ابن هشام أن يشير إلى مالك تلك الناقة.
وكل ذلك يشير: إلى عدم صحة كثير مما يقال حول هذه السرية وإن كان يبدو لنا: أن هذه القضية لها أساس صحيح، ولكنها قد استعيرت من موضعها الأصلي، ليستفاد منها في هذا الموضع، لإضفاء مزيد من الغرابة على هذا الحدث..
ولعل الصحيح هو: ما روي عن النواس بن سمعان: أن ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله» سرقت، فقال: لئن ردها الله علي لأشكرن ربي. وقد وقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة، فرأت من القوم غفلة، فقعدت عليها، فصبحت المدينة الخ..([68]).

طلحة الفياض:

وقد تقدم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» مرَّ في غزوة ذي قرد على ماء يقال له: «بيسان»، وهو مالح،  فسماه «نعمان»، وقال: هو طيب، فتغيَّر طعم الماء.. فاشتراه طلحة، وتصدق به، فسمي طلحة الفياض.
ونقول:
لقد تعودنا من هؤلاء إطراء أوليائهم ومحبيهم، خصوصاً إذا كانوا من المناوئين والأعداء لعلي «عليه السلام» وإعطائهم أسمى المقامات، وأعلى الدرجات، حتى لو فعلوا الأفاعيل، وجاؤوا بالأفائك والأضاليل..
والكل يعلم: أن طلحة قد حارب علياً «عليه السلام»، وكان على رأس الجيش الباغي في حرب الجمل.. فكانت له الحظوة والزلفى لدى هؤلاء، ولم يبخلوا عليه بالأوسمة، ولا قصروا في اختراع الفضائل والكرامات له. وهذا المورد هو أحد تلك المخترعات التي ظهرت.
ونحن لا نشك: أنها رواية مكذوبة، ويظهر ذلك من ملاحظة نصوصها، فإنه عدا عما ذكروه من رواية شرائه بئر بيسان، وتصدقه بها، نشير إلى ما يلي:
1 ـ عن طلحة، أنه قال: سماني رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم أحد طلحة الخير، ويوم العسرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود([69]).
وفي بعض المصادر: يوم خيبر، بدل حنين، ويحتمل التصحيف..
والظاهر: أن المراد بيوم العسرة يوم تبوك، المسمى بجيش العسرة.
2 ـ  ذكر نص آخر: نفس الكلام المتقدم، غير أنه قال: «ويوم غزوة ذات العشيرة، طلحة الفياض».
وفي نص آخر: «العسيرة»([70]).
3 ـ روي عن سلمة بن الأكوع، قال: إبتاع طلحة بئراً بناحية الجبل، ونحر جزوراً، فأطعم الناس، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أنت طلحة الفياض([71]).
4 ـ وفي نص آخر: أن طلحة اشترى مالاً في موضع يقال له: بيسان، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا طلحة الفياض، أو قال: ما أنت إلا فياض، فسمي طلحة الفياض([72]).
5 ـ عن موسى بن طلحة: أن طلحة نحر جزوراً، وحفر بئراً يوم ذي قرد، فأطعمهم وسقاهم، فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: يا طلحة الفياض، فسمي طلحة الفياض([73]).
فأي ذلك نصدق.. وبأيها نأخذ؟!
والظاهر هو: أن أقرباء طلحة هم الذين منحوا أو هيأوا له لقب الفياض.
فعن سفيان بن عيينة، قال:  «وكان أهله يقولون: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» سماه الفياض»([74]).
فهو يتعمد أن ينسب ذلك إلى أهل طلحة، دون من عداهم!!
6 ـ وأخيراً، فإن ابن حبيب يقول: «الطلحات المعدودون في الجود: طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي، صاحب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو طلحة الفياض.
وطلحة الخير، (طلحة) بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، وهو طلحة الجود الخ..»([75]).
وبعد ما تقدم، نقول:
إننا نستفيد من النصوص المتقدمة:
أولاً: أن ثمة خلافاً واختلافاً في موضع التسمية، هل هي غزوة ذات العشيرة؟ أم غزوة القردة؟ أم يوم العسرة؟!
وإن ثمة خلافاً في المناسبة التي دعت إلى إطلاق هذا الوصف عليه، هل هي شراء بئر ثم التصدق بها؟!
أم هي حفر بئر، وذبح جزور، فأطعم الناس وسقاهم؟!
أم هي شراء مال؟!
أم هي شراء بئر فقط؟!
وإن ثمة خلافاً في الأوصاف وأصحابها، فهل طلحة الجود، والفياض، والخير رجل واحد؟ أم ثلاثة أشخاص؟! كما قاله ابن حبيب وغيره.
ثانياً: إن مجرد أن ينحر إنسان جزوراً، ويطعم الناس، ويحفر بئراً، ويسقي الناس، أو يشتري بئراً، أو آباراً ولا يتصدق بها، أو يشتريها ويتصدق بها لا يقتضي إطلاق هذه الأوصاف العالية، ولا يستوجب إعطاء هذه الأوسمة، ولو اقتضى ذلك لأصبحت الأوسمة تعد بمئات الألوف، بل بالملايين. إذ ما أكثر الذين فعلوا أكثر من ذلك بمراتب.
وقد ذكرت نفس النصوص المتقدمة: أن سعد بن عبادة أرسل بأحمال التمر، وبخمس جزائر إلى النبي «صلى الله عليه وآله» في ذي قرد، فأين الجزور الواحد لطلحة من خمسة جزائر لسعد، ولم نجده «صلى الله عليه وآله» يطلق على سعد مثل هذا الوصف؟!
ثالثاً: إن كلام سفيان بن عيينة ـ حول أن أهل طلحة هم الذين يروون ذلك عن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ: يعطي الانطباع، ويقرب للأذهان مدى صدقية أمثال هذه المزاعم، ويشير بإصبع الاتهام إلى من دبّر هذه التسميات!!

أفاعيل وفظائع طلحة:

ونحن نذكر هنا من أفاعيل طلحة على سبيل التعداد لا الحصر ما يلي:
1 ـ مر أمير المؤمنين «عليه السلام» على طلحة في يوم الجمل، فقال: هذا الناكث بيعتي، والمنشئ الفتنة في الأمة، والمجلب عليَّ، والداعي إلى قتلي، وقتل عترتي([76]).
2 ـ إن طلحة كان من قتلة عثمان، ثم حارب علياً باسم الطلب بدم عثمان!!
3 ـ وقد قال عمر لطلحة حين أراد أن يرتب الشورى بعده: «أقول أم أسكت؟!
قال: قل. فإنك لا تقول من الخير شيئاً.
قال: أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد بالبأو الذي حدث لك. ولقد مات رسول الله «صلى الله عليه وآله» ساخطاً عليك للكلمة التي قلتها يوم نزل الحجاب».
4 ـ قال الجاحظ: الكلمة المذكورة: أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب، قال عن النبي «صلى الله عليه وآله» بمحضر ممن نقل عنه: ما الذي يغنيه حجابهن اليوم، وسيموت غداً فننكحهن([77])؟
5 ـ لما نبحت كلاب الحوأب عائشة، قالت: ردوني.. وكان طلحة في ساقة الناس، فلحقها، وأقسم لها: أن ذلك الماء ليس بالحوأب، وشهد معه خمسون رجلاً على ذلك. فكان ذلك أول شهادة زور في الإسلام([78]).
6 ـ في حرب أحد أراد طلحة أن يخرج إلى الشام ويتنصر. واستأذن النبي  «صلى الله عليه وآله» بالمسير إلى الشام، وأصر على ذلك([79]).
7 ـ كما أن القاسم بن محمد بن يحيى بن طلحة، صاحب شرطة الكوفة من قبل عيسى بن موسى العباسي قد قال لإسماعيل ابن الإمام الصادق «عليه السلام»: لم يزل فضلنا وإحساننا سابغاً عليكم يا بني هاشم، وعلى بني عبد مناف.
فقال إسماعيل: أي فضل وإحسان أسديتموه إلى بني عبد مناف؟!
أغضب أبوك جدي بقوله: ليموتن محمد، ولنجولن بين خلاخيل نسائه، كما جال بين خلاخيل نسائنا.
فأنزل تعالى، مراغمة لأبيك: ﴿..وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللهِ عَظِيماً﴾([80]).
والحديث في هذا الأمر طويل، ونكتفي منه بهذا القدر، فإن الحر تكفيه الإشارة.


([1]) تاريخ الخميس ج2 ص5 عن البخاري، ومسلم وص7. وراجع: عيون الأثر ج2 ص72 وسير أعلام النبلاء ج3 ص328 وعن البداية والنهاية ج4 ص173 وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص322 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص289 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص106 وصحيح البخاري ج5 ص71.
([2]) السيرة الحلبية ج3 ص8 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص102 و 106 عن صحيح مسلـم ج5 ص194 وعن فتح البـاري ج7 ص352 و 355 وسـير أعـلام = = النبلاء ج3 ص328 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص258 والبداية والنهاية ج4 ص171 و 175 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص293.
([3]) السيرة الحلبية ج3 ص8 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص106 عن أبي العباس القرطبي، تبعاً لأبي عمر عن فتح الباري ج7 ص353 وسير أعلام النبلاء ج3 ص329.
([4]) راجع: فتح الباري ج7 ص325.
([5]) تاريخ الخميس ج2 ص5 عن كنز العمال ج8 ص417 وتاريخ خليفة بن خياط ص45 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص98 وج60 ص171 وسير أعلام النبلاء ج3 ص328 ومعجم البلدان ج4 ص321 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص322.
([6]) تاريخ الخميس ج2 ص5.
([7]) تاريخ الخميس ج2 ص5 والسيرة الحلبية ج3 ص4 وراجع: عون المعبود ج7 ص304 والفايق في غريب الحديث ج3 ص210 والطبقات الكبرى ج2 ص80 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص562 و 563 وعن عيون الأثر ج2 ص72 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95.
([8]) تاريخ الخميس ج2 ص5 وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص294 وعيون الأثر ج2 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص286 وعون المعبود ج7 ص304 والطبقات الكبرى ج2 ص80 وعن فتح الباري ج7 ص353 والثقات ج1 ص287 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص255 والبداية والنهاية ج4 ص171 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص32.
([9]) تاريخ الخميس ج2 ص5 و 7 والسيرة الحلبية ج3 ص8 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص106 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص171 وفتح الباري ج7 ص353.
([10]) تاريخ الخميس ج2 ص7 والسيرة الحلبية ج3 ص8 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص107 وعون المعبود ج7 ص303.
([11]) تاريخ الخميس ج2 ص5 و 6 عن المواهب اللدنية، وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص4 و 5 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص294 وعيون الأثر ج2 ص69 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95 و 97 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص286 و 296 وعون المعبود ج7 ص304 وراجع: الطبقات الكبرى ج2 ص80 وتاريخ مدينة دمشق ج60 ص170 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص563.
([12]) الآري: الحبل الذي تشد به الدابة. وقد يسمى الموضع الذي تقف فيه الدابة آرياً أيضاً.
([13]) تاريخ الخميس ج2 ص5 ـ 7 عن ابن إسحاق وغيره. وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص5 و 6 و 7 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص294 ـ 298 وعيون الأثر ج2 ص70 و 71 و 72 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95 ـ 104 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص286 ـ 296 والبداية والنهاية ج4 ص172 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص566 والمغازي للواقدي ج2 ص548.
([14]) السيرة الحلبية ج3 ص7 و 8 والسنن الكبرى ج10 ص75 وسنن الدارقطني ج4 ص94 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص103.
([15]) راجع فيما تقدم: تاريخ الخميس ج2 ص7 و 8 والسيرة الحلبية ج3 ص4 و 5 وعيون الأثر ج2 ص71 و 72 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص22 و 104.
([16]) تاريخ الخميس ج2ص8 عن الشفاء، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص102 وراجع ص75 وشرح صحيح مسلم للندوي ج12 ص182 وفتح الباري ج7 ص355 وج13 ص72 وصحيح ابن حبان ج16 ص137 ونصب الراية ج4 ص283 والطبقات الكبرى ج2 ص84 ومشاهير علماء الأمصار ص42 والثقات ج1 ص311 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص99 وسير أعلام النبلاء ج3 ص329 وعيون الأثر ج2 ص74 وسنن أبي داود ج1 ص626 وعون المعبود ج7 ص306 والمصنف لابن شيبة ج8 ص558 والمنتقى من السنن المسندة ص269 وأحكام القرآن ج3 ص77 والبداية والنهاية ج4 ص175 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص292.
([17]) تاريخ الخميس ج2 ص8 والسيرة الحلبية ج3 ص7 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص292.
([18]) تاريخ الخميس ج2 ص9 وتاريخ مدينة دمشق ج67 ص146 وسير أعلام النبلاء ج3 ص450 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص322 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص41.
([19]) تاريخ الخميس ج2 ص8 و 9 ووفاء الوفاء ج4 ص1158 و 1159 والإصابة ج2 ص229 والسنة لابن أبي عاصم (ط سنة 1413 هـ) ص600 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص93 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص103 ولم يذكر تسمية طلحة بالفياض، والمستدرك للحاكم ج3 ص374 ومجمع الزوائد ج9 ص148 والمعجم الكبير ج1 ص115 والفائق في غريب الحديث ج3 ص60 وكنز العمال ج13 ص200 والكامل ج6 ص343 وميزان الإعتدال ج4 ص218 وسير أعلام النبلاء ج1 ص30.
([20]) السيرة الحلبية ج3 ص7 وعيون الأثر ج2 ص73 وشرح الأخبار ج2 ص484= = والبحار ج31 ص79 وج58 ص65 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص122 ومعالم المدرستين ج2 ص18 وميزان الحكمة ج4 ص339 ومسند أحمد ج2 ص257 ـ 260 و 391 و 431 و 438 و 485 و 498 و 525 و 539 وج3 ص383 وج4 ص101 وسنن الدارمي ج1 ص73 وعن صحيح البخاري ج4 ص111 و 120 و 122 و 154 وج5 ص216 وعن صحيح مسلم ج7 ص103 و 181 وج8 ص42 والمستدرك للحاكم ج2 ص480 وج3 ص243 وشرح مسلم للنووي ج15 ص134 و 135 وج16 ص15 و 134 و 135 وج16 ص78 ومجمع الزوائد ج1 ص121 وفتح الباري ج6 ص296 والديباج على صحيح مسلم ج5 ص361 وتحفة الأحوذي ج8 ص4 ومسند الطيالسي ص324 والمصنف للصنعاني ج11 ص316 ومسند الحميدي ج2 ص451 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص545 ومسند ابن راهوية ج1 ص169 و 226 و 436 والأدب المفرد ص139 وسنن النسائي ج6 ص367 ومسند أبي يعلى ج10 ص217 ومسند الشاميين ج3 ص17 وج4 ص274 ومسند الشهاب ج1 ص145 و 354 ورياض الصالحين ص96 و 220 و 605 والجامع الصغير ج1 ص499 واللمع في أسباب نزول الحديث ص48 والعهود المحمدية ص868 وكنز العمال ج10 ص149 و 152 و 153 و 169 وج12 ص24 و 31 وج13 ص545 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص312 والجامع لأحكام القرآن ج16 ص346 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص485 وج4 ص232 والدر المنثور ج6 ص99 و 399 وفتح القدير ج5 ص69 وعلل الدارقطني ج8 ص134 وج9 ص160 وج10 ص47 وتاريخ مدينة دمشق ج20 ص258 وج28 ص17 وج41 ص60 والبداية والنهاية ج1 ص197 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص134 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص565 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص242 والسيدة فاطمة الزهراء «عليها السلام» لمحمد بيومي ص83.
([21]) السيرة الحلبية ج3 ص3 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95 وج9 ص225 عن الواقدي والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص293 و 294 عن مسلم، وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص536 وراجع: الفايق في غريب الحديث ج3 ص210.
([22]) تاريخ الخميس ج2 ص5 عن المشكاة وغيرها، ومسند أحمد ج4 ص49 و 52 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص88 وفتح الباري ج7 ص324 و 353 وعون المعبود ج7 ص303 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص556 وصحيح ابن حبان ج16 ص133 والفائق ج1 ص77 وج2 ص135 والطبقات الكبرى ج2 ص82 والثقات ج1 ص307 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص95 و 97 وأسد الغابة ج1 ص56 وسير أعلام النبلاء ج3 ص327 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص256 والبداية والنهاية ج4 هامش ص170 و 171 و 173 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص107.
([23]) تاريخ الخميس ج2 ص5.
([24]) السيرة الحلبية ج3 ص3 وعيون الأثر ج2 ص73 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص107.
([25]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص96 و 107 وراجع: مسند أحمد ج4 ص53 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص557 وصحيح ابن حبان ج16 ص134 والفايق ج2 ص136 والطبقات الكبرى ج2 ص82 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص96 و 97 وسير أعلام النبلاء ج3 ص327 والسيرة النبوية ج3 ص290.
([26]) تاريخ الخميس ج2 ص7 وعون المعبود ج7 ص304 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص258 والبداية والنهاية ج4 ص171 و 173 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص752 وعيون الأثر ج2 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص286 و 289.
([27]) راجع: تاريخ الخميس ج2 ص7 والسيرة الحلبية ج3 ص4 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص289 ومسند أحمد ج4 ص49 وصحيح مسلم ج5 ص191 والسنن الكبرى ج9 ص88 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص556 وسير أعلام النبلاء ج3 ص327 وفتح الباري ج7 ص353 والطبقات الكبرى ج2 ص82 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص97 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص256 والبداية والنهاية ج4 ص173 وعيون الأثر ج2 ص73.
([28]) السيرة الحلبية ج3 ص4 وصحيح مسلم ج5 ص191 والسنن الكبرى ج9 ص88 وفتح الباري ج7 ص353 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص256 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص96.
([29]) السيرة الحلبية ج3 ص4.
([30]) السيرة الحلبية ج3 ص4 والمستدرك للحاكم ج4 ص274 وتحفة الأحوذي ج8 ص100 وكنز العمال ج16 ص426 وسنن الدارمي ج2 ص294 وعلل الدارقطني ج2 ص95 و 96.
([31]) السيرة الحلبية ج3 ص4.
([32]) السيرة الحلبية ج3 ص3 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص95 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص180 وعن صحيح البخاري ج7 ص526 وصحيح مسلم ج3 ص1432.
([33]) السيرة الحلبية ج3 ص4 وعيون الأثر ج2 ص72 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص96 و 97 والطبقات الكبرى ج2 ص80.
([34]) السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص294 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص298 وعيون الأثر ج2 ص73 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص104 والبداية والنهاية ج4 ص176.
([35]) السيرة الحلبية ج3 ص5 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص97 والبداية والنهاية ج4 ص177 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص756 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص295.
([36]) السيرة الحلبية ج3 ص5 عن الدمياطي، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص99.
([37]) السيرة الحلبية ج3 ص5 و 6 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص172 وعيون الأثر ج2 ص71 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص288 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص99.
([38]) السيرة الحلبية ج3 ص5 وراجع: مسند أحمد ج4 ص53 وصحيح مسلم ج5 ص192 وسنن أبي داود ج1 ص625 والسنن الكبرى ج9 ص88 وفتح الباري ج7 ص355 وعون المعبود ج7 ص305 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص557 وصحيح ابن حبان ج16 ص135 والطبقات الكبرى ج2 ص83 والثقات ج1 ص308 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص98  وسير أعلام النبلاء ج3 ص328 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص256 والبداية والنهاية ج4 ص174 والسيرة النبوية لإبن كثير ج3 ص287 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص98.
([39]) الإصابة ج2 ص67 والإستيعاب بهامش الإصابة ج2 ص87 والعمدة لابن البطريق ص342 والمستدرك للحاكم ج3 ص562 و 563 ومجمع الزوائد ج10 ص11 والمعجم الكبير ج6 ص33 وج7 ص5 والطبقات الكبرى ج4 ص308 والثقات ج3 ص163 وتاريخ مدينة دمشق ج20 ص399 وج22 ص85 و 104 و 105 وأسد الغابة ج2 ص33 وتقريب التهذيب ج1 ص378.
([40]) الإصابة ج2 ص67 عن الواقدي ومن تبعه، والإستيعاب بهامش الإصابة ج2 = = ص88 والمستدرك للحاكم ج3 ص562 والمعجم الكبير ج4 ص308 والطبقات الكبرى ج4 ص308 والثقات ج3 ص163 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص105 وأسد الغابة ج2 ص333.
([41]) الإصابة ج2 ص67.
([42]) الإصابة ج2 ص67 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص85 و 104 والثقات ج3 ص163 وأسد الغابة ج2 ص333.
([43]) السيرة الحلبية ج3 ص6 والطبقات الكبرى ج2 ص81 وتاريخ مدينة دمشق ج60 ص171 وراجع: تاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص260 والبداية = = والنهاية ج4 ص172 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص564 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص754 وعيون الأثر ج2 ص71 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص288 وعن صحيح البخاري ج5 ص71 وصحيح مسلم ج5 ص189.
([44]) السيرة الحلبية ج3 ص6 وعون المعبود ج7 ص304.
([45]) السيرة الحلبية ج3 ص6 و 7 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص107 عن ابن سعد، والواقدي، وابن إسحاق وغيرهم، وعون المعبود ج7 ص305.
([46]) السيرة الحلبية ج3 ص6 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص99 و 100 و 101 ودلائل النبوة ج4 ص191 وفتح الباري ج7 ص355 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج22 ص84 والأذكار النبوية ص214.
([47]) الإصابة ج2 ص67 وج4 ص158 عن مسلم، والسيرة الحلبية ج3 ص5 و 6 و 7 وفيهما أنه كان يقال له: فارس رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وراجع: عيون الأثر ج2 ص74 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص102 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص392 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص84.
([48]) السيرة الحلبية ج3 ص8 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص102.
([49]) السيرة الحلبية ج3 ص7.
([50]) السيرة الحلبية ج3 ص8.
([51]) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر (تحقيق المحمودي) ج3 ص93 واللآلي المصنوعة ج1 ص362 والضعفاء الكبير ج1 ص211 و 212 وإحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص685 وكنز العمال ج5 ص725 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص435 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص379.
([52]) السيرة الحلبية ج3 ص142 عن فضائل العشرة للزمخشري، وعلل الشرائع ج1 ص172 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص82 و 320 والبحار ج39 و 94 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» ج1 ص78 وتنبيه الغافلين لتحسين آل شبيب ص39.
([53]) سير أعلام النبلاء ج1 ص216 وشرح الأخبار ج3 ص205 وبغية الباحث ص215 وتهذيب الكمال ج5 ص52 والبداية والنهاية ج3 ص396.
([54]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص320 ومدينة المعاجز ج1 ص179 والبحار ج41 ص87.
([55]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص78.
([56]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص298 ـ 301 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص104 و 105.
([57]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص299 و 300 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص295 والبداية والنهاية ج4 ص177.
([58]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص99 عن الواقدي، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص291 وراجع: فتح الباري ج7 ص355.
([59]) السيرة الحلبية ج3 ص7 عن الإمتاع، وعيون الأثر ج2 ص73 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص101 واختلاف الحديث ص526 والسنن الكبرى ج3 ص262 وفتح الباري ج7 ص324 وشرح معاني الآثار ج1 ص309 ونصب الراية ج2 ص294 والطبقات الكبرى ج2 ص81 والثقات ج1 ص287 والبداية والنهاية ج4 ص93 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص565.
([60]) السيرة الحلبية ج3 ص7.
([61]) البرهان ج1ص411 ومستدرك الوسائل ج6 ص518 والبحار ج86 ص110 وتفسير القمي ج1 ص150 والصافي ج1 ص494 وكنز الدقائق ج2 ص606 والميزان ج5 ص64.
([62]) البرهان للبحراني ج1 ص411 ومن لا يحضره الفقيه (ط مؤسسة النشر الإسلامي، قم) ج1ص460 والكـافي ج3 ص456 وتهذيب الأحكـام ج3 = = ص172 ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج5 ص479 والبحار ج20 ص177 وج83 ص3 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص182 وج5 ص207 وج7 ص574 وإختلاف الحديث ص526 ومسند أحمد ج5 ص370 عن صحيح البخاري ج5 ص51 و 52 وصحيح مسلم ج2 ص214 وسنن أبي داود ج1 ص278 وسنن النسائي ج3 ص171 والسنن الكبرى ج3 ص253 وشرح صحيح مسلم للندوي ج6 ص128 وعن فتح الباري ج7 ص323 والديباج على صحيح مسلم ج2 ص425 وعون المعبود ج4 ص80 ومسند ابن راهويه ج1 ص31 وسنن النسائي ج1 ص592 والمنتقى من السنن المسندة ص69 وشرح معاني الآثار ج1 ص313 وسنن الدارقطني ج2 ص48 ونصب الراية ج2 ص294 وإرواء الغليل ج2 ص292 وفقه القرآن ج1 ص149 وتفسير الصافي ج1 ص494 وأحكام القرآن ج1 ص544 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص560 والدر المنثور ج2 ص212 والتاريخ الكبير للبخاري ج4 ص276 والجرح والتعديل ج3 ص1138 وتهذيب التهذيب ج7 ص281 ومعجم البلدان ج3 ص56 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص226 والتنبيه والإشراف ص214 والبداية والنهاية ج4 ص93 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص421 وعيون الأثر ج2 ص29 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص161 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص180 وج12 ص60 وج8 ص245 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص170 والمصنف للصنعاني ج2 ص503 وصحيح ابن خزيمة ص240 و 303 وصحيح ابن حبان ج7 ص124 وموارد الظمآن ص155 وكنز العمال ج8 ص419 وجامع البيان ج5 ص341 وتفسير القرطبي ج5 ص368 وتفسير الثعالبي ج2 ص291 والثقات ج1 ص252 وأسد الغابة ج1 ص22 والعبر وديوان المبتدأ والخبر المعروف بتاريخ ابن خلدون ج2 ق2 ص29 وإعلام الورى ج1 ص189.
([63]) الدر المنثور ج2 ص214 ومسند أحمد ج3 ص348 ومجمع الزوائد ج2 ص196 وفتح الباري ج7 ص324 ومسند ابن راهويه ج1 ص31 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص181 وج8 ص252.
([64]) راجع: غزوة ذات الرقاع في الجزء الثامن من هذا الكتاب.
([65]) السيرة الحلبية ج3 ص8 ملخصاً وسبل الهدى والرشاد ج5 ص103 عن أحمد ومسلم، وأبي داود. وراجع: سنن ابن داود ج3 ص807 برقم 3537 والجامع الصحيح ج5 ص530 والمعجم الكبير ج11 ص18 ومجمع الزوائد ج4 ص148 ومسند الحميدي برقم 1051 و 1053 ومسند أحمد ج2 ص292 وسنن النسائي ج6 ص280 والمصنف للصنعاني برقم 19920.
([66]) السيرة الحلبية ج3 ص8 ومسند أحمد ج4 ص53 وصحيح ابن حبان ج16 ص137 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص558 والطبقات الكبرى ج2 ص84 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص99 وسير أعلام النبلاء ج3 ص329 والبداية والنهاية ج4 ص175 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص292 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص257 والمعجم الكبير ج7 ص31 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص379.
([67]) السيرة النبوية لابن هشام (ط سنة 1383 هـ) ج3 ص755 والسيرة الحلبية ج3 ص8 والبداية والنهاية ج4 ص172 وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص288.
([68]) السيرة الحلبية ج3 ص8 عن الأوسط للطبراني، ومجمع الزوائد ج4 ص187 والمعجم الأوسط ج2 ص14 والدر المنثور ج1 ص11.
([69]) البداية والنهاية (ط سنة 1413 هـ) ج7 ص276 وأسد الغابة ج3 ص59 ولسان الميزان ج3 ص78 ومجمع الزوائد ج9 ص147 وكتاب السنة ص600 ومسند أبي يعلى ج2 ص5 والمعجم الكبير ج1 ص112 و 117 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص92 وأسد الغابة ج3 ص59 وميزان الإعتدال ج2 ص197 وسير أعلام النبلاء ج1 ص30 وتهذيب التهذيب ج5 ص19 وراجع: ذكر أخبار إصبهان ج2 ص271 ومستدرك الحاكم ج3 ص374.
([70]) الكامل لابن عدي ج6 ص443 وتاريخ دمشق ج25 ص92 وميزان الإعتدال (ط سنة 1382هـ) ج2 ص197 والقاموس المحيط (ط دار إحياء التراث العربي سنة 1412 هـ) ج1 ص477 وسير أعـلام النبـلاء ج1 ص30 ومستـدرك الحـاكم = = ج3 ص374 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه)، وتاج العروس (ط منشورات مكتبة الحياة، بيروت) ج2 ص191 ومجمع الزوائد ج9 ص147 عن الطبراني، والمعجم الكبير ج1 ص117 و 112 والسنة لابن أبي عاصم (ط سنة 1413) ص600 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص271 ولسان العرب (ط سنة 1405 هـ قم ) ج1 ص534  وكتاب السنة ص600.
([71]) سير أعلام النبلاء ج1 ص30 ومجمع الزوائد ج9 ص148 وكنز العمال ج13 ص200 عن الحسن بن سفيان، وأبي نعيم في معرفة الصحابة، وابن عساكر، والمعجم الكبيرج 7 ص7 والكامل لابن عدي ج3 ص284 وميزان الإعتدال ج4 ص218 وكتاب السنة ص600 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص93.
([72]) تاريخ مدينة دمشق ج25 ص93 والإصابة ج3 ص430.
([73]) السنة لابن أبي عاصم ص600 ومجمع الزوائد ج9 ص148 عن الطبراني، والمعجم الكبير ج1 ص112 والمستدرك للحاكم ج3 ص374 وتلخيص المستدرك للذهبي.
([74]) المعجم الكبير ج1 ص112 ومجمع الزوائد ج9 ص147 وحلية الأولياء ج1 ص88.
([75]) المحبر ص355 و 356 وتهذيب الكمال ج13 ص401 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص32.
([76]) الإرشاد للمفيد ج1 ص256 والكافئة ص26 والإحتجاج ج1 ص239 والجمل للمدني ص157 والبحار ج32 ص200 و 209 ومعجم رجال الحديث ج10 ص183.
([77]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص185 و 186 وكتاب الأربعين للشيرازي ص567.
([78]) مروج الذهب ج2 ص357 و 358 ومستدرك الوسائل ج17 ص449 والإيضاح هامش ص82 و 83 والجمل للمدني ص44 و 110 والبحار ج32 ص147 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص280 ونهج السعادة ج1 ص238 وأضواء على الصحيحين ص105 وميزان الحكمة ج3 ص2317 وإختيار معرفة الرجال ج1 ص184 والبداية والنهاية ج7 ص258 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج2 ص33.
([79]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص162.
([80]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص323.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page