• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثاني: عهد الحديبية: أحداث وتفاصيل

  تقديم:
فإن هدنة الحديبية كانت فاتحة عهد جديد، له خصوصياته، وكانت له آثاره العميقة في التحولات الكبيرة والعامة، التي أكدت الحاجة إلى طاقات، وإمكانات، وكذلك إلى وسائل، ثم إلى سياسات ومواقف من نوع آخر غير ما كان الواقع يحتاجه في الظروف وفي الفترة التي سبقت الحديبية.
وإن سير الأحداث التي تلت هذا الصلح يظهر هذه الحقيقة. ويفرض على الباحث رؤية جديدة من شأنها أن توفر له فهماً أعمق، وأوضح لتلك الأحداث..
وقد يكون التوفر على هذا الأمر، والالتفات إلى ما يلزم الالتفات إليه يحتاج إلى تضافر جهود، وإلى إثارة أجواء من البحث، والمناظرة حول ذلك كله، وذلك من أجل إعطاء الرؤى كلها فرصتها لتتلاقى وتتكامل مع بعضها، ولربما ينالها المزيد من التقليم والتطعيم، وتصبح أكثر غنى باللفتات واللمحات، التي تجعل نتائج البحث أكثر عمقاً، وملاءمة للواقع، وأشد صفاءً ونقاءً..
ولكن ذلك وإن لم يكن متوفراً في مثل هذا الحال، فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله، أو جله.
فإن المهم هو: أن تبدأ مسيرة الألف ميل ولو بخطوة واحدة.
فها نحن نبدأ هذه المسيرة ولتكن هذه هي الخطوة الأولى، وعلى الله نتوكل ومنه نستمد العون والقوة، ونستنزل الصبر والتأييد والتسديد، إنه ولي قدير..

  تقديم:
فإن هدنة الحديبية كانت فاتحة عهد جديد، له خصوصياته، وكانت له آثاره العميقة في التحولات الكبيرة والعامة، التي أكدت الحاجة إلى طاقات، وإمكانات، وكذلك إلى وسائل، ثم إلى سياسات ومواقف من نوع آخر غير ما كان الواقع يحتاجه في الظروف وفي الفترة التي سبقت الحديبية.
وإن سير الأحداث التي تلت هذا الصلح يظهر هذه الحقيقة. ويفرض على الباحث رؤية جديدة من شأنها أن توفر له فهماً أعمق، وأوضح لتلك الأحداث..
وقد يكون التوفر على هذا الأمر، والالتفات إلى ما يلزم الالتفات إليه يحتاج إلى تضافر جهود، وإلى إثارة أجواء من البحث، والمناظرة حول ذلك كله، وذلك من أجل إعطاء الرؤى كلها فرصتها لتتلاقى وتتكامل مع بعضها، ولربما ينالها المزيد من التقليم والتطعيم، وتصبح أكثر غنى باللفتات واللمحات، التي تجعل نتائج البحث أكثر عمقاً، وملاءمة للواقع، وأشد صفاءً ونقاءً..
ولكن ذلك وإن لم يكن متوفراً في مثل هذا الحال، فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله، أو جله.
فإن المهم هو: أن تبدأ مسيرة الألف ميل ولو بخطوة واحدة.
فها نحن نبدأ هذه المسيرة ولتكن هذه هي الخطوة الأولى، وعلى الله نتوكل ومنه نستمد العون والقوة، ونستنزل الصبر والتأييد والتسديد، إنه ولي قدير..

عهد الحديبية :

قال الصالحي الشامي: روى ابن إسحاق وأبو عبيد، وعبد الرزاق، والإمام أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن جرير، وابن مردويه، ومحمد بن عمر، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، والشيخان، عن سهيل بن حنيف: أن عثمان لما قدم من مكة، هو ومن معه، رجع سهيل بن عمرو، وحويطب، ومكرز إلى قريش، فأخبروهم بما رأوا من سرعة أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى البيعة، وتشميرهم إلى الحرب فاشتد رعبهم.
فقال أهل الرأي منهم: ليس خير من أن نصالح محمداً على أن ينصرف عنا عامه هذا، ولا يخلص إلى البيت، حتى يسمع من سمع بمسيره من العرب أنَّا قد صددناه، ويرجع قابلاً، فيقيم ثلاثاً، وينحر هديه، وينصرف، ويقيم ببلدنا، ولا يدخل علينا. فأجمعوا على ذلك..
فلما أجمعت قريش على الصلح والموادعة بعثوا سهيل بن عمرو، وحويطب ومكرزاً، وقالوا لسهيل: ائت محمداً فصالحه، وليكن في صلحك: ألا يدخل عامه هذا، فوالله لا تحدث العرب أنه دخل علينا عنوة.
فأتى سهيل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما رآه «صلى الله عليه وآله» قال: «قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا»([1]).
وفي لفظ: فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «سهل أمركم».
وجلس رسول الله «صلى الله عليه وآله» متربعاً، وكان عباد بن بشر، وسلمة بن أسلم بن حريش على رأسه ـ وهما مقنعان في الحديد ـ.
فبرك سهيل على ركبتيه، فكلم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأطال الكلام وتراجعا، وارتفعت الأصوات وانخفضت.
وقال عباد بن بشر لسهيل: اخفض من صوتك عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والمسلمون حول رسول الله «صلى الله عليه وآله» جلوس، فجرى بين النبي «صلى الله عليه وآله» وبين سهيل القول حتى وقع الصلح على:
1 ـ أن توضع الحرب بينهما عشر سنين.
2 ـ أن يأمن الناس بعضهم بعضاً.
3 ـ أن يرجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» عامه هذا، فإذا كان العام المقبل قدمها، فخلُّوا بينه وبين مكة، فأقام فيها ثلاثاً.
4 ـ ألا يدخلها إلا بسلاح الراكب، والسيوف في القرب، لا يدخلها بغيره.
5 ـ أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه ـ وإن كان على دين محمد ـ رده إلى وليه.
6 ـ من أتى قريشاً ممن اتبع محمداً لم يردوه عليه.
7 ـ وأن بينهم وبين رسول الله «صلى الله عليه وآله» عيبة مكفوفة.
8 ـ أنه لا إسلال([2]).
9 ـ ولا إغلال([3]).
10 ـ أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل.
وقد أضافت بعض المصادر إلى المواد العشر المتقدمة ما يلي:
11 ـ أنه من قدم مكة من أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» حاجاً, أو معتمراً, أو يبتغي من فضل الله, فهو آمن على دمه وماله..
ومن قدم المدينة من قريش مجتازاً إلى مصر, وإلى الشام, يبتغي من فضل الله, فهو آمن على دمه وماله([4]).
12 ـ أن يخلوا له مكة من قابل ثلاثة أيام, وتخرج قريش كلها من مكة, إلا رجل واحد منها, يخلفونه مع محمد «صلى الله عليه وآله» وأصحابه([5]).
13 ـ وأن لا يخرج من أهلها بأحد، إن أراد أن يتبعه.
14 ـ وأن لا يمنع أحداً من أصحابه، إن أراد أن يقيم بها([6]).
15 ـ وأن يكون الإسلام ظاهراً بمكة، لا يكره أحد على دينه، ولا يؤذى، ولا يعير([7]).
وجاء في آخر العهد: «شهد أبو بكر بن أبي قحافة و.. و.. وكتب علي بن أبي طالب» ([8]).
فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم.
فكره المسلمون هذه الشروط، وامتعضوا منها، وأبى سهيل إلا ذلك، فلما اصطلحوا، ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: يا رسول الله، ألست نبي الله حقاً؟
قال: بلى.
قال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟
قال: بلى.
قال: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟
قال: بلى.
قال: علام نعطي الدنية في ديننا؟ ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إني عبد الله، ورسوله، ولست أعصيه، ولن يضيعني، وهو ناصري».
قال: أوليس أنت تحدثنا أنَّا سنأتي البيت فنطوف حقاً؟
قال: بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟
قال: لا.
قال: «فإنك آتيه ومطوف به».
فذهب عمر إلى أبي بكر متغيظاً ولم يصبر، فقال: يا أبا بكر: أليس هذا نبي الله حقاً؟
قال: بلى.
قال: ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟
قال: بلى.
قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟
قال: أيها الرجل، إنه رسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى الحق.
وفي لفظ: فإنه رسول الله.
فقال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله.
قال: أوليس كان يحدثنا: أنه سنأتي البيت ونطوف به؟
قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟
قال: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوِّف به.
فلقي عمر من هذه الشروط أمراً عظيماً»([9]).
وقال كما في الصحيح: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذٍ، وجعل يرد على رسول الله «صلى الله عليه وآله» الكلام.
فقال أبو عبيدة بن الجراح: ألا تسمع يا بن الخطاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول ما يقول، تعوذ بالله من الشيطان، واتهم رأيك.
قال عمر: فجعلت أتعوذ بالله من الشيطان حياءً، فما أصابني شيء قط مثل ذلك اليوم، وعملت بذلك أعمالاً ـ أي صالحة ـ لتكفر عني ما مضى من التوقف في امتثال الأمر ابتداءً، كما عند ابن إسحاق، وابن عمر الأسلمي.
قال عمر: فما زلت أتصدق، وأصوم، وأصلي، وأعتق من الذي صنعت يومئذٍ، مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً.
وروى البزار عن عمر بن الخطاب، قال: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أردُّ أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» برأيي، وما ألوت على الحق.
قال: فرضي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأبيت، حتى قال: «يا عمر تراني رضيت وتأبى»؟!([10]).
فقال سهيل: هات، اكتب بيننا وبينك كتاباً. فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً ـ كما في حديث البراء عند البخاري في كتاب الصلح وكتاب الجزية، ورواه إسحاق بن راهويه من حديث المسور ومروان، وأحمد، والنسائي، والبيهقي والحاكم ـ وصححه عن عبد الله بن مغفل.
فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اكتب: ﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾».
فقال سهيل: أما الرحمن الرحيم فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب باسمك اللهم، كما كنت تكتب. اكتب في قضيتنا ما نعرف.
فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا: ﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: «اكتب: باسمك اللهم»
ثم قال: «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، اكتب في قضيتنا ما نعرف، اكتب محمد بن عبد الله.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي: امحه، فقال علي «عليه السلام»: ما أنا بالذي «أمحاه»، وفي لفظ «أمحاك».
وفي حديث محمد بن كعب القرظي: فجعل علي يتلكأ، وأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: اكتب، فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد([11]). انتهى.
وذكر محمد بن عمر: أن أسيد بن الحضير، وسعد بن عبادة أخذا بيد علي ومنعاه أن يكتب إلا: «محمد رسول الله»، وإلا فالسيف بيننا وبينهم.
فارتفعت الأصوات، فجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يخفضهم، ويومئ بيده إليهم: اسكتوا.
فقال: أرنيه، فأراه إياه، فمحاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بيده، وقال: اكتب محمد بن عبد الله.
قال الزهري: وذلك لقوله «صلى الله عليه وآله»: لا يسألوني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لسهيل: على أن تخلوا بيننا وبين البيت، فنطوف.
فقال سهيل: لا والله، لا تحدث العرب أنَّا أخذنا ضغطة، ولكن لك من العام المقبل، فكتب.
فقال سهيل: على أنه لا يأتيك منا أحد بغير إذن وليه، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا.
فقال المسلمون: سبحان الله، أيكتب هذا؟ كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاء منهم إلينا سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً» ([12]).
ونقول:
إن لنا مع النصوص المتقدمة وقفات للتوضيح، أو للتصحيح، وهي التالية:

الاصطفاف للقتال، واللواء مع علي :

قال الشيخ المفيد «رحمه الله»: «..ثم تلا بني المصطلق الحديبية، وكان اللواء يومئذٍ إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»، كما كان في المشاهد كلها. وكان من بلائه في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب للقتال، ما ظهر خبره، واستفاض ذكره. وذلك بعد البيعة التي أخذها النبي «صلى الله عليه وآله» على أصحابه، والعهود عليهم في الصبر»([13]).
ونقول:
إن كتب التاريخ التي بين أيدينا قد عجزت عن الجهر بما فعله علي «عليه السلام» حين صف القوم في الحرب للقتال.. مع أن ذلك كان قد ظهر خبره، واستفاض ذكره..
فهل كان أسر الخمسين على يد علي بن أبي طالب «عليه السلام»، وليس على يد محمد بن مسلمة؟
وهل كان أسر الاثني عشر الآخرين على يد علي «عليه السلام» دون سواه؟ وكان ذلك في ساحة الحرب، حيث رفعت فيها الألوية، واصطف فيها الناس للقتال، وكان اللواء مع علي «عليه السلام» كما هو في سائر المشاهد، ثم أخفى ذلك الحاقدون، وقللوا من شأنه، وجعلوه مجرد مناوشات يسيرة لا أهمية لها.. مع أنها هي التي أرعبت قريشاً، وأرغمتها على الصلح، ولما «رأى سهيل بن عمرو توجه الأمر عليهم، ضرع إلى النبي «عليه السلام» في الصلح، ونزل عليه الوحي بالإجابة إلى ذلك..» حسبما رواه الشيخ المفيد «رحمه الله»([14]).

قريش في مأزق:

 لقد وجدت قريش نفسها أمام خيارات صعبة, لا تستطيع أن تتجرع مرارة أي واحد منها, والخيارات هي التالية:
1 ـ أن تمنع المسلمين من دخول مكة, حتى لو أدى ذلك إلى حرب شعواء. وهذا خيار صعب, من نواح عديدة..
إحداها: أنها تخشى أن تدور الدوائر في هذه الحرب عليها.
الثانية: أن العرب يرون: أن مكة والبيت ليسا ملكاً لقريش, وإنما هي تقوم بمهمة سدانة البيت, وتسهيل أمر زيارته.. وليس لها أن تمنع أحداً جاء للحج أو العمرة وزيارة البيت من الوصول إليه..
فإن فعلت ذلك, فسوف تواجه النقد الشديد, والرفض الأكيد حتى من حلفائها, وربما تنتهي الأمور إلى حدوث انقسامات خطيرة فيما بينها وقد حصل ذلك بالفعل، كما أظهرته الوقائع..
2 ـ أن تسمح قريش للمسلمين بدخول مكة.. وفي هذا ما فيه أيضاً: من كسر لهيبتها، ومن اعتراف بحق المسلمين بهذا الأمر, بعد أن كانت تصورهم للناس على أنهم جناة، وعتاة، وقطاع طرق, ومفسدون في الأرض..
ومن أنها لا تأمن من حدوث مفاجآت تجعل الأمور أكثر تعقيداً، كما لو حصل اعتداء من قبل سفهائها على بعض الوافدين، ثأراً لآبائهم وإخوانهم الذين قتلوا في بدر، وأحد, والخندق.. وربما تتطور الأمور إلى ما هو أعظم وأدهى.
3 ـ أن ترجعه «صلى الله عليه وآله» في هذا العام, وترضى بأن تبذل له من الشروط ما يرضيه، ولكن هذا الاحتمال الأخير يجعل المبادرة بيد رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو عارف بما يريد, ويعرف سبل الوصول إليه، والحصول عليه، وهكذا كان..

رعب قريش وضراعتها في الصلح:

وقد صرحت النصوص: أنه قد زاد من رعب قريش ما رأته من سرعة أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى البيعة، وتشميرهم إلى الحرب([15]).
ونستطيع أن نقول: إن قريشاً كانت بين نارين:
فهي من جهة ترى: أن دخول النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مكة على هذا النحو، سيكون بالنسبة لها ذلاً شاملاً، وضعفاً بارزاً، بين العرب.
وترى من جهة أخرى: أنها لا قدرة لها على الحرب، لأسباب مختلفة، فهي:
1 ـ تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة، والحرب تحتاج إلى نفقات، وتضيِّع عليها استثمار موسم الحج في ذلك العام، وكان هذا الموسم على الأبواب.
2 ـ إن الناس قد ملوا الحرب وملتهم، وقتل كثير من رجالهم. ونشأت من ذلك اختلالات في العلاقات الاجتماعية، ومشكلات أسرية وقبلية. ونحو ذلك..
3 ـ قد تقدم: أن سيد الأحابيش قد خالفهم في هذا الأمر، وتهددهم، وفارقهم وكذلك الحال بالنسبة لعمرو بن مسعود، ومن معه من ثقيف.
4 ـ إن خزاعة أيضاً كانت عيبة نصح لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، مسلمهم وكافرهم. وهي تعيش في مكة مع قريش..
5 ـ إن الإسلام قد فشا فيما بين قبائل قريش، وأصبحت كل قبيلة تحتفظ بطائفة من أبنائها في القيود والسلاسل والسجون..
6 ـ إن المعركة لن تكون من الناحية العسكرية في صالح قريش، وهي معركة رأوا: أنها ستكون في غاية الحدة والشراسة، وأنها تحمل معها المزيد من الخسائر في الأموال والأنفس. ومما يزيد في تضاؤل فرص النجاح لقريش ما رآه مبعوثهم من انقياد وخضوع، وتفان ظاهر للمسلمين في خدمة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإطاعة أوامره.
7 ـ وقد أكدت بيعة الرضوان لقريش: أن الأمور في غير صالحها، فإن الالتزامات والعقود، تمنع من أي تعلل، أو تراجع.
فكيف إذا كانت بيعة على الموت والفناء، حتى يتحقق لهم ما جاؤوا له؟
وبذلك يتضح: أنه لا بد لقريش من عقد الصلح.. فهو المخرج الوحيد لها من هذه الورطة..
فبعثوا سهيل بن عمرو إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقالوا له: ائت محمداً، فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا.
فأتاه سهيل بن عمرو. فلما رآه رسول الله «صلى الله عليه وآله» مقبلاً، قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.
فلما انتهى سهيل إليه تكلم، وأطال، وتراجعا، ثم جرى بينهما الصلح.
بل إن الشيخ المفيد «رحمه الله» يقول:
«ولما رأى سهيل بن عمرو توجُّه الأمر عليهم ضرع إلى النبي «عليه السلام» في الصلح، ونزل عليه الوحي بالإجابة إلى ذلك. وأن يجعل أمير المؤمنين «عليه السلام» كاتبه يومئذٍ، والمتولي لعقد الصلح بخطه..» ([16]).
معرفة النبي ’ بعدوِّه:
إن قول النبي «صلى الله عليه وآله» حين رأى سهيل بن عمرو: «قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا» يدل على: معرفة الرسول «صلى الله عليه وآله» بطبائع عدوه، وميزاته، ومواقعه، وبكيفيات تصرفات ذلك العدو، حتى إنه ليعرف نواياه بمجرد رؤية مبعوثيه، قبل أن يكلمهم، ويستخبرهم عما جاؤوا من أجله.

جلوس النبي وجلوس سهيل:

كما أن من الواضح: أن جلوس الرجل متربعاً يشير إلى الاسترسال والهدوء، وراحة البال، ويرى أن الأمور تسير بشكل طبيعي وعادي..
أما حين يبرك على ركبتيه، فإنه يكون في حالة تختزن معها الاستعداد للجدال والمماحكة، والسعي لحسم أمر يهمه، فيحتاج إلى جمع أطرافه إلى نفسه، وإظهار التماسك، والتصميم، والجدية في عمله من أجل إنجازه.
ولأجل ذلك نلاحظ: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد جلس متربعاً، وأما سهيل بن عمرو فبرك على ركبتيه.

اختلاف نصوص العهد:

إن نصوص العهد قد اختلفت في كثير من ألفاظها، كالاختلاف في قوله: هذا ما صالح عليه محمد.. أو هذا ما قاضى عليه محمد.
اصطلحا.. أو اصطلحوا.
هل وضعت الحرب عشر سنين كما تقدم([17])، أو ثلاث سنين([18])، أو أربعاً أو سنتين([19]). هناك أقوال في ذلك.
ولعل تلك الاختلافات قد نشأت عن سوء حفظ الناقل, أو لأن بعضهم أراد النقل بالمعنى، أو لغير ذلك من أسباب..
كما أن هناك بعض المواد قد ذكر بعض الناقلين, دون البعض الآخر..

مصادر العهد:

وقد ذكر العلامة الشيخ علي الأحمدي «رحمه الله» طائفة من المصادر، يمكن الرجوع إليها للاطلاع على نصوص عهد الحديبية.. فلاحظ الهامش([20]).

كلمات تحتاج إلى توضيح:

ونوضح بعض الكلمات الواردة في هذا العهد على النحو التالي:
لا إسلال: الإسلال ـ كما قيل ـ هو السرقة الخفية..
وقيل: هو الإغارة الظاهرة.
وقيل: هو سل السيوف.
قال البلاذري: الإسلال هو: دس السلاح وسله سراً، والإغلال: الانطواء على غل([21]).
ولعل المراد: أخذ العهد بأن لا يعين أحد المتعاقدين على الآخر، أو نفي الإغارة، أو نفي سل السيوف أو كل هذه المعاني مجتمعة..
ويفيد هذا الشرط في: تحقيق الأمن على الأموال في تلك المدة، والأمن من التخويف بالسلاح للأفراد من كلا الجانبين.
لا إغلال: أي لا خيانة خفية، أو لا تلبس الدروع.
ولعل المراد من ذلك الشرط: تحقيق حالة الأمن من الكيد والتآمر في الخفاء.
العيبة المكفوفة: أن يكف ما يحمله الإنسان في باطنه من حقد أو غل أو عداوة، فلا يظهر ذلك و لا يعلن به.
القراب: هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده، وسوطه، وقد يطرح فيه زاده، من تمر وغيره..
ويقال له: (جلبان) أيضاً.

من هو كاتب العهد؟:

ذكر القمي نص العهد، وجاء في آخره عبارة: «وكتب علي بن أبي طالب»([22]).
ولكنه أتبعها بقوله: «وعهد على الكتاب المهاجرون والأنصار». فيحتمل أن يكون ذلك من إنشاء الراوي، ويحتمل أن تكون هذه العبارة قد وردت في نص الكتاب فعلاً..
هذا، وذكرت بعض المصادر: أن قريشاً أبت إلا أن يكتب علي «عليه السلام» أو عثمان([23]).
وتكاد تجمع المصادر على ذلك([24]).
ولكن البعض قد زعم: أن الكاتب هو محمد بن مسلمة([25]).
وقد صرح ابن حجر: بأن هذا من الأوهام، ثم إنهم جمعوا بين القولين: بأن الكاتب هو علي «عليه السلام»، لكن محمد بن مسلمة نسخ من الكتاب نسخة أخرى أعطيت لسهيل بن عمرو([26]).
ويمكن تأييد ذلك: بما رواه عمر بن شبة، عن عمرو بن سهيل بن عمرو، عن أبيه: الكتاب عندنا كاتبه محمد بن مسلمة.
قال العسقلاني: ويجمع: بأن أصل كتاب الصلح بخط علي ـ كما هو في الصحيح ـ ونسخ مثله محمد بن مسلمة لسهيل بن عمرو([27]).
ونحن نخشى أن يكون إصرار هؤلاء على حشر اسم محمد بن مسلمة المهاجم لبيت الزهراء «عليها السلام»، يدخل في سياق سياساتهم لإنكار فضائل علي «عليه السلام» أو تشريك غيره معه فيها على الأقل، إن لم يمكن منحها بكل تفاصيلها لأعداء ومناوئي أهل البيت «عليهم السلام».
هذا.. وقد صرح أبو زميل سماك الحنفي: أنه سمع عبد الله بن عباس يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب([28]).
كما أن الزهري رغم أنه كان منحرفاً عن أهل البيت «عليهم السلام»، وكان معلماً لأولاد ملوك بني أمية، فإنه كان أكثر جرأة، في هذا الأمر، فقد روى عبد الرزاق عن معمر، قال: سألت عنه الزهري، فضحك، وقال: هو علي بن أبي طالب، ولو سألت عنه هؤلاء قالوا: عثمان([29]).

محنة أبي جندل، وحوادث أخرى:

قالوا: وفي حديث عبد الله بن مغفل، عند الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم، بعد أن ذكر نحو ما تقدم، قال: «فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح، فثاروا إلى وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأخذ الله بأسماعهم ـ ولفظ الحاكم بأبصارهم ـ فقمنا إليهم فأخذناهم، فقال لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: هل جئتم في عهد أحد؟ وهل جعل لكم أحد أماناً؟
فقالوا: لا.
فخلى سبيلهم، فأنزل الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ..﴾([30]).
وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، والثلاثة، عن أنس، قال: لما كان يوم «الحديبية» هبط على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه ثمانون رجلاً من أهل مكة في السلاح، من قبل جبل التنعيم، يريدون غرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» فدعا عليهم، فأخذوا، فعفا عنهم([31]).
وروى عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة، قال: ذكر لنا أن رجلاً من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقال له: ابن زنيم اطلع الثنية «يوم الحديبية»، فرماه المشركون فقتلوه.
فبعث نبي الله «صلى الله عليه وآله» خيلاً، فأتوا باثني عشر فارساً، فقال لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «هل لكم عهد أو ذمة»؟
قالوا: لا. فأرسلهم([32]).
وروى الإمام أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، عن سلمة بن الأكوع  قال: إن المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح، فلما اصطلحنا، واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها، فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأبغضتهم، وتحولت إلى شجرة أخرى، فعلقوا سلاحهم، واضطجعوا.
فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم، فاخترطت سيفي فاشتددت على أولئك الأربعة وهم رقود، فأخذت سلاحهم، وجعلته في يدي، ثم قلت: والذي كرم وجه محمد «صلى الله عليه وآله» لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وجاء عمي عامر برجل من العبلات، يقال له: مكرز ـ من المشركين ـ يقوده حتى وقفناه على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه، فعفا عنهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنزل الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾.
فبينما الناس على ذلك إذ أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين.
وكان أبوه سهيل قد أوثقه في الحديد وسجنه.
فخرج من السجن، واجتنب الطريق، وركب الجبال حتى أتى «الحديبية»، فقام إليه المسلمون يرحبون به ويهنئونه.
فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه بغصن شوك، وأخذ بتلبيبه ثم قال: «يا محمد، هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده».
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إنا لم نقض الكتاب بعد».
قال: فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً.
قال: «فأجزه لي».
قال: ما أنا بمجيزه لك.
قال: «بلى فافعل».
قال: ما أنا بفاعل.
فقال مكرز وحويطب: بلى قد أجزناه لك. فأخذاه، فأدخلاه فسطاطاً، فأجازاه، وكف عنه أبوه.
فقال أبو جندل: أي معاشر المسلمين، أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذاباً شديداً.
فرفع رسول الله «صلى الله عليه وآله» صوته، وقال: «يا أبا جندل، اصبر، واحتسب، فان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، إنَّا قد عقدنا مع القوم صلحاً، وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهداً، وإنَّا لا نغدر».
ومشى عمر بن الخطاب إلى جنب أبي جندل، وقال له: اصبر، واحتسب، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب.
وجعل عمر يدني قائم السيف منه.
قال عمر: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه.
قال: فضن الرجل بأبيه([33]).
وقد كان أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع، وما تحمل عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» في نفسه دخل على الناس من ذلك أمر عظيم، حتى كادوا يهلكون.
فزادهم أمر أبي جندل على ما بهم، ونفذت القضية، وشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين: أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن سهيل بن عمرو، وسعد بن أبي وقاص، ومحمود بن مسلمة، وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهم) ومكرز بن حفص وهو مشرك([34]).
ونقول:
هناك نقاط نذكِّر القارئ بها، وهي التالية:

عمر وأبو جندل:

قد أوضح عمر: أنه يريد من أبي جندل أن يقتل أباه، مع أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريد أن يرجع أبو جندل مع أبيه.
فما هذا السعي لنقض مراد رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وما هي النتائج التي سوف تترتب على قتل أبي جندل لأبيه، دون استئذان من النبي «صلى الله عليه وآله»؟!
وهل سوف يصدق الناس أن أبا جندل قد قتل أباه بدون رضا رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وهل عرف عمر كيف ستتطور الأحوال مع قريش، وما هي الانطباعات التي سوف يتركها عمل كهذا على المنطقة بأسرها، وعلى الأجيال؟!
هذه أسئلة تبقى تلح بطلب الإجابة. ولكن من أين.. وأنى؟!

هل عندكم أمان أو عهد؟!:

إن قول النبي «صلى الله عليه وآله» للثلاثين رجلاً: هل جئتم في عهد أحد؟!
ثم قوله: هل جعل أحد لكم أماناً؟! يدل على: أن هؤلاء الثلاثين كانوا من المشركين المحاربين للمسلمين..
وقد ظهر: أنهم قد اقتحموا معسكر المسلمين بالسلاح..
مما يعني: أنهم قد جاؤوا بهدف الإيقاع بالمسلمين، فلا بد من أن يُعدُّوا من أسرى الحرب، الذين لا يشملهم عهد الحديبية.
وسهيل بن عمرو لم يطالب بهم، إن كانوا قد أسروا قبل كتابة العهد..
وإن كانوا قد أسروا بعده فلا بد أن يعد ذلك نقضاً للصلح، وليس لقريش أن تطالب بهم أيضاً. بل يكون رضاها بفعلهم إعلاناً لحالة الحرب مع النبي «صلى الله عليه وآله»..
ولكن النبي «صلى الله عليه وآله» بادر إلى تخلية سبيلهم كرماً منه ونبلاً، ولم يكلف قريشاً حتى أن تعتذر عما بدر منهم، فضلاً عن أن تلتمس منه إطلاق سراحهم..
وهذا إعلان آخر عن حقيقة ما يسعى إليه، ويعمل من أجله، وأنه ليس طالب حرب ولا ناشد زعامة، وليس مفسداً ولا ظالماً، ولا معتدياً على أحد، فكل ما تشيعه قريش ما هو إلا محض أكاذيب، وهو محض التجني والبغي، والمكر السيئ، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وهذا الكلام هو نفسه يقال بالنسبة للثمانين رجلاً الآخرين، الذين جاؤوا من قبل جبل التنعيم، يريدون غرة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأخذوا، ثم عفا عنهم «صلى الله عليه وآله»..

اثنا عشر رجلاً آخر:

وأما بالنسبة للاثني عشر مشركاً الذين أرسل النبي «صلى الله عليه وآله» خيلاً فأتوا بهم، حين قتل ابن زنيم.. فالذي يبدو لنا: أنه «صلى الله عليه وآله» قد بادر إلى أخذهم ثم إطلاق سراحهم، ليثبت لهم: أنه قادر على مواجهة بغيهم إلى حد إنزال الضربات القاصمة بهم، وأن مرونته معهم ليست ناشئة عن ضعف أو خوف.. بل هي حكمة وروية، وعفو منه وتسامح، وتعظيم للحرم..
ويوضح ذلك: أنه حين جيء بهم، قال لهم: «هل لكم عهد أو ذمة؟! فقالوا: لا..».
وذلك ليفهمهم: أنه لو أراد قتلهم، فإنه سيكون محقاً؛ لأنهم معتدون، ومحاربون، وليس لديهم عهد يمنعه من ذلك، كما أنهم لم يدخلوا في ذمة أحد، ليرى نفسه ملزماً بمراعاة ذمته.
وهذا يعني: أنه لو قتلهم فليس لأحد أن يلومه في ذلك، أو يمنعه منه..
ولكنه «صلى الله عليه وآله» عفا عنهم لكي يثوبوا إلى رشدهم، ولتكون هذه رسالة أخرى إلى كل أحد، تؤكد على: أنه لا يلجأ إلى القتل إلا حين لا يمكن دفع خطر العدو بدون ذلك.
ويؤكد ذلك: أن هذا العقوق قد تكرر منهم، ولم يكن مجرد حالة استثنائية، فقد عفا عن الثمانين مع الثلاثين الذين هاجموه، وطلبوا غرته لكي يوقعوا به..

متى قتل ابن زنيم؟!

وقد صرحت رواية سلمة بن الأكوع المتقدمة: بأن هذه الأحداث قد حصلت حينما كان سهيل بن عمرو ومن معه يفاوضون رسول الله «صلى الله عليه وآله» في أمر الصلح..
وإن كان سلمة قد سعى إلى أن ينسب لنفسه في روايته هذه بطولة لم تنقل لنا عن غيره، فنحن نصدقه فيما نقله من أن قتل ابن زنيم كان في هذا الوقت، ونشك فيما نسبه لنفسه من بطولات لم ينقلها أحد سواه.
واللافت: أن هذا الأمر قد تعودناه من سلمة بن الأكوع حيث نسب لنفسه بطولات عظيمة تقدم الحديث عنها، مع أنه لم ينقلها أحد سواه.

سهيل يضرب ولده:

والغريب في الأمر: أن سهيل بن عمرو، الرجل الأريب، والمجرب، والمعروف بحكمته وتدبيره يخرج عن حالة التوازن، ويتجاوز كل الآداب واللياقات، ويتحول إلى جلاد شرس بمجرد أن رأى ابنه أبا جندل يلتجئ للمسلمين.. غير مبال في أن تتسبب تصرفاته الرعناء بنقض الصلح الذي جاء من أجله.
وقد كان باستطاعة النبي «صلى الله عليه وآله» أن يخضعه للتأديب، ويمنعه من تصرفاته تلك بالأسلوب الذي يستحقه، حتى لو أدى إلى نقض الصلح، ونشوب الحرب.
وسيكون محقاً، حتى في نظر أهل الشرك، وسوف يوجِّه كل اللوم إلى مبعوثهم الذي ارتكب هذه الحماقة، وتحول من رجل عاقل أريب إلى رجل طائش أرعن، أوقعهم في مأزق خطير، قد يودي بكل تطلعاتهم وخططهم..
ولكنه «صلى الله عليه وآله» آثر مراعاة مصلحة الإسلام العليا، وذلك بحفظ حرمة بيت الله، وفسح المجال للوصول إلى الأهداف الكبرى، من دون إراقة دماء.. وهكذا كان.

الصلف الذي لا يطاق:

وقد أمعن سهيل في صلفه ورعونته، وردَّ كل طلب من رسول الله «صلى الله عليه وآله».. إلى حدٍّ جعل مكرز بن حفص، وحويطب بن عبد العزى في موقع الإحراج الشديد، واضطرهما للتدخل لحفظ ماء الوجه من جهة، وحفظ فرصة عقد الهدنة وخشية على الصلح الذي جاؤوا من أجله من جهة أخرى، فإن المهم عندهم هو إبرامه وأن لا يتعرض لنكسة خطيرة، لا طاقة لقريش بتحملها، ولا قدرة لها على مواجهة تبعاتها وآثارها.

هل في موقف الرسول تناقض؟!

وقد يقال: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال لسهيل حين ضرب ولده بغصن شوك: إنا لم نقض الكتاب بعد، ولكنه عاد فقال لأبي جندل: إنا قد عقدنا مع القوم صلحاً الخ..
فهل بين كلاميه «صلى الله عليه وآله» تناقض؟!
ونجيب: لا، لا تناقض بين الكلامين، فإن الاتفاق ـ كلامياً ـ كان قد تم بين الفريقين، فيصح أن يقال: قد عقدنا مع القوم صلحاً. وقد قال «صلى الله عليه وآله»: عقدنا، ولم يقل: كتبنا.
أما كتاب الصلح، فلم تكن كتابته قد تمت..
فيصح أن يقول: إننا لم نقض الكتاب بعد. فعبر بالكتاب، وقال عنه: إنه لم يقض بعد، أي لم يتم، ولم يعبر بعقد الصلح.
وبذلك يتضح: مدى الدقة في التعابير التي صدرت من النبي الكريم..

إنَّا لا نغدر:

وقد رأينا: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يعلن: أن أهل الإسلام لا يغدرون بمن يعاقدونهم ويعاهدونهم، ويخاطب أبا جندل بهذا الخطاب، ويرفع بذلك صوته، ليسمعه سهيل وسواه، ثم يسعى عمر بن الخطاب لإقناع نفس أبي جندل بقتل أبيه سهيل بن عمرو غيلةً وغدراً!! ويدني إليه قائم سيفه ليغريه بهذا الأمر الشنيع، الذي يتضمن نقضاً وتكذيباً للرسول «صلى الله عليه وآله»..
ثم إننا لا ندري، إلى ما ستؤول إليه الأمور لو أن أبا جندل فعل ذلك؟!
وكيف سينظر الناس إلى هذه الحادثة؟! وكيف ستستغلها قريش؟!
وما هي النظرة التي سوف تتكون لدى الناس في تلك الحقبة، وسواها إلى يوم القيامة عن طاعة أصحاب النبي له «صلى الله عليه وآله»، ومدى انصياعهم لأوامره، وقدرته على أن يلزمهم بالتعهدات والمواثيق التي يعطيها عنهم، بصفته رئيساً لهم؟!
أفلا يؤدي تصرف أخرق كهذا إلى تضييع كل جهود وجهاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وبوار أهدافه، وعقم كل تدبيره, وانقلاب الأمور رأساً على عقب، وربما عودتها إلى نقطة الصفر، أو ما هو أدنى من ذلك؟!..

غضب قريش من خزاعة:

وقد كان من الطبيعي: أن تغضب قريش من دخول خزاعة في حلف رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
وكان أول رد فعل ظهر على هذه المبادرة هو: أن أحد المفاوضين, وهو حويطب بن عبد العزى, التفت إلى سهيل بن عمرو, وقال: بادأنا أخوالك بالعداوة, وقد كانوا يستترون منا, وقد دخلوا في عهد محمد وعقده!!
فقال سهيل: ما هم إلا كغيرهم, هؤلاء أقاربنا ولحمنا, قد دخلوا مع محمد, قوم اختاروا لأنفسهم أمراً، فما نصنع بهم؟!
قال حويطب: نصنع بهم: أن ننصر عليهم حلفاءنا بني بكر.
قال سهيل: إياك أن يسمع منك هذا بنو بكر, فإنهم أهل شؤم, فيقعوا بخزاعة, فيغضب محمد لحلفائه, فينقض العهد بيننا وبينه.
قال حويطب: والله حظوت أخوالك بكل وجه..
فقال سهيل: ترى أخوالي أعز عليَّ من بني بكر؟! ولكن والله لا تفعل قريش شيئاً إلا فعلته, فإذا أعانت بني بكر على خزاعة, فإنما أنا رجل من قريش, وبنو بكر أقرب إليَّ في قدم النسب, وإن كان لهؤلاء الخؤولة.
وبنو بكر من قد عرفت, لنا منهم مواطن كلها ليست بحسنة, منها يوم عكاظ([35]).
ونقول:
إن هذا النص يشير: إلى حاجة قريش إلى هذا الصلح, وحرصها على إمضائه.
كما أنه يدل على: أن الثقة بين أركان الشرك كانت غير وطيدة ولا تصلح للاعتماد عليها..
ويدل أيضاً: على أن قريشاً لم تجد في دخول بني بكر في حلفها ما يسعدها، لأن لها منها مواطن غير حميدة..
ولكننا في المقابل نجد: أن خزاعة كانت عيبة نصح لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. رغم أنها لم تكن على دينه.
ولعل الأمرّ، والأضرّ والأشرّ بالنسبة لقريش: أن خزاعة هي التي بادرت إلى الدخول في حلف عدوها في حركة أظهرت: أنها كانت تنتظر الفرصة، فلما واتتها بادرت إلى اقتناصها.
يضاف إلى ذلك: أن خزاعة قد أظهرت جرأة عظيمة حين دخلت في حلف النبي «صلى الله عليه وآله»؛ في حين أنها لم تكن تعيش في منطقة نفوذه «صلى الله عليه وآله», ليقال: إنها بحاجة إلى مهادنته، وحماية نفسها من سائر القبائل بالدخول في حلفه.
بل هي بعملها هذا قد رفضت محيطها وتمردت عليه, وربطت مصيرها بمن هو بعيد عنها.
ومن شأن هذا أن يسيء إلى سمعة قريش, ويضع علامات استفهام كبيرة على مصداقيتها, وعلى هيبتها, وعلى سياساتها و.. و..

صلح الحديبية لا يشمل النساء:

وقد ذكرت النصوص التاريخية والحديثية: أن عدداً من النساء قد هاجرن من مكة إلى المدينة بعد الحديبية, وأن قريشاً قد طلبت من النبي «صلى الله عليه وآله», أن يرجعهن إليها, فرفض «صلى الله عليه وآله» ذلك معلناً: أن نصوص صلح الحديبية لا تشمل النساء([36]).
وقد ذكرت بعض المصادر: أن العبارة الموجودة في الاتفاقية تقول: «فقال سهيل: على أنه لا يأتيك من (رجل)، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا, ومن جاءنا ممن معك لا نرده عليك»([37]).
فلا صحة لما يدَّعيه البعض: من أن القرآن قد نزل بنقض العهد فيما يختص بإرجاع النساء([38]).
على أنه: لو صح ذلك، فلا بد أن تتخذه قريش ذريعة للتشهير، ولسوف لا تقبل الاعتذار بهذا النقض القرآني، ما دامت لا تعترف بالقرآن، ولا تراه وحياً، وقد تجلى ذلك من مواقف ممثلها سهيل بن عمرو حين كتابة العهد، حيث أصرَّ على حذف كلمة رسول الله، وعلى استبدال: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ بـ: «باسمك اللهم».

1 ـ سبيعة الأسلمية:

ومن النسوة اللواتي جئن إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد الحديبية: «سبيعة بنت الحارث الأسلمية».
وقيل: هي أسلمية, ولكنها غير بنت الحارث([39]).
فإنها جاءت مسلمة بعد الفراغ من الكتاب، وطيه، والنبي «صلى الله عليه وآله» في الحديبية.
فأقبل زوجها مسافر (من بني مخزوم، وقيل: بل زوجها هو صيفي بن الراهب في طلبها), وكان كافراً, فقال: يا محمد, أردد عليّ امرأتي, فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا. وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد..
فنزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾([40]). فاستحلفها رسول الله «صلى الله عليه وآله», ما خرجت بغضاً لزوجها, ولا عشقاً لرجل منا, وما خرجت إلا رغبة في الإسلام: فحلفت بالله الذي لا إله إلا هو على ذلك.
فأعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» زوجها مهرها, وما أنفق عليها, ولم يردها عليه, فتزوجها عمر بن الخطاب([41]).  

2 ـ أروى بنت ربيعة:

أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: وقد كانت أروى بنت ربيعة ممن فر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من نساء الكفار, فحبسها النبي «صلى الله عليه وآله»، ولم يرجعها إليهم وزوجها خالد بن سعيد بن العاص([42]).

3 ـ أميمة بنت بشر:

وكانت أميمة بنت بشر عند ثابت بن الدحداحة، ففرت منه إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله», فزوجها رسول الله «صلى الله عليه وآله» سهل بن حنيف, فولدت عبد الله بن سهل([43]).

4 ـ أم كلثوم بنت عقبة:

وقد جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مسلمة مهاجرة من مكة أيضاً, فجاء أخواها الوليد وعمارة إلى المدينة, فسألا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ردها عليهما.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن الشرط بيننا في الرجال لا في النساء», فلم يردها عليهما([44]).

5 ـ زينب ربيبة رسول الله ’:

قال الشعبي: وكانت زينب امرأة أبي العاص بن الربيع قد أسلمت، ولحقت بالنبي «صلى الله عليه وآله», ثم أتى أبو العاص مسلماً، فرد النبي «صلى الله عليه وآله» زينب عليه بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول.
وقد تقدم: أن قضية زينب لا ارتباط لها بالحديبية, وأنه قد ردها عليه بنكاح جديد فراجع([45]).
وفي بعض النصوص: أن أبا العاص هو الذي أذن لها بإتيان المدينة([46]).

نساء لحقن بالمشركين:

أما بالنسبة للنساء اللواتي رجعن عن الإسلام, وعدن إلى بلاد الشرك فقد ذكر الزهري أنهن ست نساء، وهن:
1 ـ أم الحكم بنت أبي سفيان, وكانت تحت عياض بن شداد الفهري.
2 ـ فاطمة بنت أبي أمية بن المغيرة, أخت أم سلمة, كانت تحت عمر بن الخطاب، فلما أراد أن يهاجر أبت وارتدت.
3 ـ يروع بنت عقبة, كانت تحت شماس بن عثمان.
4 ـ عبدة بنت عبد العزى بن نضلة (أو فضلة)، كان زوجها عمرو بن عبد ود.
5 ـ هند بنت أبي جهل، كانت تحت هشام بن العاص بن وائل.
6 ـ كلثوم بنت جرول (أو أم كلثوم). كانت تحت عمر.
 فأعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أزواجهن من المسلمين مهور نسائهم من الغنيمة([47]).



([1]) السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص221 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص210 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص280 والبداية والنهاية ج4 ص192 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص781 وعن عيون الأثر ج2 ص119 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص320 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص52.
([2]) الإسلال: السرقة، المعجم الوسيط ج1 ص448.
([3]) الإغلال: الخيانة.
([4]) راجع: كنز العمال ج10 ص306 ومدينة البلاغة ج2 ص281 وتفسير النيسابوري (مطبوع مع جامع البيان) ج26 ص49 ومجمع البيان ج9 ص118 والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص441 وعن مدينة البلاغة ج2 ص281 ومجموعة الوثائق السياسية ص82 و 83 عن ابن جرير، وأنساب الأشراف، وابن زنجويه، ومكاتيب الرسول ج3 ص77 عنهم، والبحار ج20 ص334 وميزان الحكمة ج3 ص2246 وجامع البيان ج26 ص125.
([5]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص45 والبحار ج20 ص362 والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص436 والتنبيه والإشراف ص221 ومكاتيب الرسول ج3 ص78 عنهم وعن آخرين، ومناقب آل أبي طالب ج1 ص175 وإعلام الورى ج1 ص205.
([6]) مكاتيب الرسول ج3 ص78 عن صحيح البخاري ج2 ص242 وصحيح مسلم ج3 ص1410 والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص436 والبداية والنهاية ج4 ص234 والبحار ج20 ص372 وج38 ص328 والأموال ص233 و 443 وكنز العمال ج10 ص316 والعمدة ص201 و 325 ومسند أحمد ج4 ص298 وسنن الدارمي ج2 ص238 وعن صحيح البخاري ج5 ص85 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص5 ومجمع الزوائد ج2 ص75 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص168 وخصائص أمير المؤمنين ص151 وصحيح ابن حبان ج11 ص229 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص217 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص282 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص442.
([7]) البحار ج20 ص352 و 362 عن تفسير القمي ج2 ص313 ومكاتيب الرسول ج3 ص77 و 90 ونور الثقلين ج5 ص53 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص629.
([8]) راجع: أنساب الأشراف ج1 ص350.
([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص53 عن: البخاري ج4 ص26 و 125، وعن مسلم ج3 ص1412 (94/1785) وراجع: الطبراني في الكبير ج6 ص109 وفي (ط أخرى) ج20 ص14 وابن سعد ج1 ق1 ص20 وانظر المجمع ج3 ص312 ج5 ص67. وراجع: نيل الأوطار ج8 ص187 وعين العبرة ص22 ومناقب أهل البيت ص336 والنص والإجتهاد ص173 والغدير ج7 ص185 والسنن الكبرى ج9 ص220 وتفسير القـرآن العظـيم ج4 ص213 والـدر المنثـور ج6 ص77 = = وتاريخ مدينة دمشق ج57 ص229 والبداية والنهاية ج4 ص200 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص334 والبحار ج30 ص339 والمصنف لعبد الرزاق ج5 ص339 وإرواء الغليل ج1 ص58 وج8 ص196 ومسند أحمد ج4 ص330.
([10]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص53 عن  الدولابي في الكنى ج2 ص69. وراجع: فتح الباري ج5 ص254 وج13 ص245 والمعجم الكبير ج1 ص78 وفي (ط أخرى) ص72 ومجمع الزوائد ج1 ص179 وج6 ص146 والأحكام لابن حزم ج6 ص782 وكنز العمال ج1 ص372.
([11]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص54 وفي هامشه: عن البخاري ج5 ص357 (2699) وأحمـد ج4 ص328 و 86 وج5 ص23 و 33 والبـيهقي ج9 ص220 و227 = = وعبد الرزاق في المصنف (9720) والطبري في التفسير ج 26 ص59 و 63 وابن كثير في التفسير ج7 ص324 وانظر المجمع ج6 ص145و 146. وراجع: ميزان الحكمة ج4 ص3196 ومجمع البيان ج9 ص199 والميزان ج18 ص269 والمناقب للخوارزمي ص193والبحار ج20 ص335 وج32 ص542 وج33 ص314 ووقعة صفين ص509 والمسترشد ص391 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص232 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص628 وينابيع المودة ج2 ص18 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص366 والأنوار العلوية ص249 وعن الإحتجاج ج1 ص277 وتفسير القمي ج2 ص313 ونور الثقلين ج5 ص53.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص54 وفي هامشه قال: انظر التخريج السابق وأخرجه أبو داود في الجهاد باب (167) وأحمد ج4 ص329 و 330 والسيوطي في الدر المنثور ج6 ص76. وراجع النصوص المتقدمة في: سبل الهدى والرشاد ج5 ص51 ـ 54 وصحيح مسلم ج5 ص175 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص510 وكنز العمال ج10 ص480 والجامع لأحكام القرآن ج16 ص277.
([13]) الإرشاد ج1 ص119 والمستجاد في الإرشاد ص73 والبحار ج20 ص358.
([14]) الإرشاد للمفيد ج1 ص119.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص51 و 52.
([16]) الإرشاد للمفيد ج1 ص119 والبحار ج20 ص358 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص627.
([17]) راجع: أنساب الأشراف ج1ص350 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص782 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص64 والعمدة ص163 ومسند أحمد ج4 ص325 وعن سنن أبي داود ج1 ص630 ونصب الراية ج4 ص238 وخصائص الوحي المبين ص160 وزاد المسير ج3 ص273 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص211 والطبقات الكبرى ج2 ص97 والثقات ج1 ص301 والبداية والنهاية ج5 ص373 ونهج الإيمان لابن جبر ص245 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص691.
([18]) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص54 وفتح الباري ج5 ص251 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص76.
([19]) راجع: مكاتيب الرسول للأحمدي ج3 ص89 وأنساب الأشراف ج1 ص351 ونصب الراية ج4 ص239 وعن عيون الأثر ج2 ص128.
([20]) مكاتيب الرسول ج3 ص79 و 80 عن المصادر التالية: تفسير علي بن إبراهيم ج2 ص336 وإعلام الورى للطبرسي ص61 وسيرة ابن هشام ج3 ص366= = وفي (ط أخرى) ص331 والأموال لأبي عبيد ص233 و 443 والطبقات الكبرى ج2 ص97 وفي (ط قديم) ج2 ق1 ص70 وكنز العمال ج10 ص303 و 306 و 312 و 316 والطبري ج2 ص634 والكامل ج2 ص204 والأموال لابن زنجويه ج1 ص394 والسيرة الحلبية ج3 ص23 ودحلان بهامش الحلبية ج2 ص212 وما بعدها، والدر المنثور ج6 ص77 و 78 والمغازي للواقدي ج2 ص610 و 611 والخراج لأبي يوسف ص228 ورسالات نبوية ص177 ـ 180 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص203 وأنساب الأشراف (تحقيق محمد حميد الله) ص349.
وراجع:  مدينة البلاغة ج2 ص281 ومسند أحمد ج4 ص325 و 330 والبخاري ج3 ص242 و 255 وابن أبي شيبة ج14 ص233 والبحار ج20 ص333 و 334 و 335 و 352 و 362 و 368 ونيل الأوطار للشوكاني ج8 ص34 ـ 36 وتفسير الطبري ج26 ص61 و 63 والنيسابوري بهامش الطبري ج26 ص49 ونور الثقلين ج5 ص52 ومجمع البيان ج9 ص118 والبداية والنهاية ج4ص168 و 175 وأبو الفتوح ج5 ص104 والبرهان ج4 ص193 والمصنف لعبد الرزاق ج5 ص337 و 338 والكافي ج8 ص326 ومرآة العقول ج26 ص444 وأعيان الشيعة ج1 ص269 ونشأة الدولة الإسلامية ص296 عن جمع، وزاد المعاد لابن القيم ج2 ص125 والتاج ج4 ص399 وسيرة النبي «صلى الله عليه وآله» لإسحاق بن محمد الهمداني قاضي أبرقوه ص411.
وراجع: المنتظم ج3 ص269 ومجموعة الوثائق السياسية: 77/11 عن جمع ممن قدمناه (وعن سيرة ابن إسحاق ترجمتها الفارسية والجاحظ في الرسالة العثمانية ص70 وإعجاز القرآن للباقلاني (ط مصر سنة 1315هـ) ص64 وإمتاع الأسماع للمقريـزي ج1 ص297 والوفـاء لابن الجـوزي ص698 وسـيرة  = = الطبري رواية البكري فصل الحديبية مخطوطة آياصوفيا.
ثم قال: قابل شرح السيد الكبير للسرخسي ج4 ص61 والمبسوط للسرخسي ص30 و 169 وإرشاد الساري للقسطلاني ج8 ص158 وكتاب الشروط للطحاوي ج1 ص4 و 5 وانظر كايتاني ج6 ص34 واشپرنكر ج3 ص246). وأشار إلى الكتاب كل مؤرخ ومحدث ذكر القصة، فلا نطيل بذكرها وراجع: المعيار والموازنة ص200 والمفصل ج8 ص98 و 99 و 135 وحياة الصحابة ج1 ص131 والإرشاد للمفيد ص54 و 55.
وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص73 و 203 و ج2 ص24 وج3 ص184 وثقات ابن حبان ج1 ص300 وسنن الدارمي ج2 ص237 ومسند أحمد ج1 ص342 وج3 ص268 وج4 ص86 و 325 والبخاري ج3 ص241 و 246 و ج4 ص126 وج5 ص180 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج7 ص134 ومسلم ج3 ص1409 ـ 1411 واليعقوبي ج2 ص45 و 179 وكنز العمال ج10 ص307 و 313 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص179 و 180 وج9 ص226 وابن أبي شيبة ج14 ص435 و 438 و 439 و 449 وصبح الأعشى ج6 ص358 و 359.
وراجع: القرطبي ج16 ص275 وابن أبي الحديد ج10 ص258 وج12 ص59 و ج17 ص257 والبحار ج18 ص62 وج20 ص335 و 357 و 327 ومجمع الزوائد ج6 ص145 و 136 وكشف الغمة ج1 ص210 وفتوح البلدان ص49 وأدب الإملاء والإستملاء ص12 والمستدرك للحاكم ج2 ص461 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص105 و 145 والأخبار الطوال ص194 وتأريخ دمشق (من فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام») ج3 ص151 ـ 157 والعمدة لابن بطريق ص325 و 326 والطبقات ج2 ق1 ص74.
انتهى كلام العلامة الأحمدي رحمه الله تعالى..
([21]) راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ج1 ص351.
([22]) راجع: تفسير القمي ج2 ص313 والبداية والنهاية ج4 ص169 والبحار ج20 ص352 وتفسير الصافي ج5 ص36 ونور الثقلين ج5 ص53 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص629 ومكاتيب الرسول ج3 ص78.
([23]) المغازي للواقدي ج2 ص610 والسيرة الحلبية ج3 ص23 والسيرة النبوية لدحلان.
([24]) مكاتيب الرسول ج3 ص58 عن المصادر التالية:
الدر المنثور ج6 ص78 والحلبية ج3 ص23 و 25 ودحلان بهامش الحلبية ج2 ص212 والمغازي للواقدي ج2 ص610 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص24 وج1 ص73 و 203 والمصنف لعبد الرزاق ج5 ص343 والإرشاد للمفيد ص54 وأنساب الأشراف (تحقيق محمد حميد الله) ص349 ومسند أحمد ج1 ص342 وج3 ص268 وج4 ص86 و 325 والبخاري ج3 ص241 و 242 وج4 ص126 و ج5 ص179 ومسلم ج3 ص1409 ـ 1411 واليعقـوبي ج2 ص45 والـسنن   = = الكبرى للبيهقي ج8 ص179 وج9 ص226 و 227 وابن أبي شيبة ج14 ص435 و 439 والبحار ج18 ص62 وج20 ص327 و 333 و 335 و 351 ـ 353 و 357 و 362 ونيل الأوطار للشوكاني ج8 ص45 وتفسير الطبري ج26 ص61 وتفسير النيسابوري بهامش الطبري ج26 ص49.
وراجع: نور الثقلين ج5 ص53 ومجمع البيان ج9 ص118 والقرطبي ج16 ص275 وابن أبي الحديد ج10 ص258 والبرهان ج4 ص192 و 193 والبداية والنهاية ج4 ص169 ومجمع الزوائد ج6 ص145 وفتح الباري ج5 ص223 وج7 ص286 والكافي ج8 ص326 ومرآة العقول ج26 ص444 وكشف الغمة ج1 ص210 وأدب الإملاء والإستملاء ص12 وصفين لنصر ص508 و 509 والكامل ج2 ص204 والطبقات ج2 ق1 ص71 ورسالات نبوية ص178 ومجمع الزوائد ج6 ص145 والمطالب العالية ج4 ص234.
([25]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص24 و 25 والسيرة النبوية لدحلان ج3 ص43 ورسالات نبوية ص179.
([26]) راجع: المصادر المتقدمة.
([27]) راجع: المصادر المتقدمة.
([28]) المصنف للصنعاني ج5 ص343 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص305 والبحار ج31 ص221 ومكاتيب الرسول ج3 ص84 والدر المنثور ج6 ص78 والنزاع والتخاصم ص127.
([29]) المصنف ج5 ص343 والنزاع والتخاصم ص127 ومكاتيب الرسول ج3 ص84.
([30]) أخرجه: أحمد ج4 ص87 والبيهقي ج6 ص319 والحاكم في المستدرك ج2 ص461 وعن ابن الجوزي في زاد المسير ج7 ص438 وانظر: الدر المنثور ج6 ص78 وأسباب نزول الآيات ص257 والجامع لأحكام القرآن ج16 ص281 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص207 وفتح القدير ج5 ص53 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص54.
([31]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص54 ـ 56 وقال: أخرجه مسلم ج3 ص1442 (133/1808) وأحمد ج3 ص124 والدر المنثور ج6 ص76.
والغرة: هي الغفلة. أي: يريدون أن يصادفوا منه ومن أصحابه غفلة عن التأهب لهم ليتمكنوا من غدرهم والفتك بهم.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص54 ـ 56 وقال: أخرجه الطبري ج26 ص59 وذكره السيوطي في الدر المنثور ج6 ص76 وراجع: تفسير القرآن العظيم ج4 ص207 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص278.
([33]) أخرجه: أحمد في المسند ج4 ص330 و 323 و 325 والبيهقي في دلائل النبوة ج5 ص331 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص54 ـ 56 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص والسيرة الحلبية ج3 ص والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص322 والكامل في التاريخ ج2 ص وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص282 والنص والإجتهاد ص177 ومكاتيب الرسول ج3 ص93 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص227 وفتح الباري ج5 ص254 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص211 وأسد الغابة ج5 ص161 والبداية والنهاية ج4 ص193 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص783.
([34]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص56.
([35]) المغازي للواقدي ج2 ص612.
([36]) البحار ج20 ص339 وعن ج89 ص67 وعن فتح الباري ج8 ص488 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص453 ونور الثقلين ج5 ص304 وجامع البيان ج28 ص88 وأسباب نزول الآيات ص285 وزاد المسير ج8 ص8 والجامع لأحكام القرآن ج18 ص61 و 64 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص376 وتفسير الجلالين ص766 والدر المنثور ج6 ص206 ولباب النقول ص194 وتفسير الثعالبي ج5 ص420 وفتح القدير ج5 ص215 والطبقات الكبرى ج8 ص13 وتاريخ مدينة دمشق ج70 ص220 وأسد الغابة ج5 ص475 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص647 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص790.
([37]) البحار ج20 ص334 ومجمع البيان ج9 ص116 ـ 119 والكافي ج8 ص327 وكتاب سليم بن قيس ص329 ومسند أحمد ج4 ص330 وعن صحيح البخـاري ج3 ص181 وعن سنـن أبي داود ج1 ص629 والسنن الكـبرى للبيهقي ج9 ص220 وعن فتح الباري ج5 ص252 والمصنف لعبد الرزاق ج5 ص338 وصحيح ابن حبان ج11 ص223 وعن المعجم الكبير ج20 ص13 ونصب الراية ج3 ص248 وإرواء الغليل ج1 ص57 وجامع البيان ج26 ص129 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص213 والدر المنثور ج6 ص77 وتاريخ مدينة دمشق ج57 ص229 وسير أعلام النبلاء ج1 ص192 والبداية والنهاية ج4 ص200 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص630 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص333.
([38]) السيرة الحلبية ج3 ص26 والطبقات الكبرى ج8 ص230.
([39]) الإصابة ج4 ص325 وشرح أصول الكافي ج12 ص453 والبحار ج20 ص337 ونور الثقلين ج5 ص304 وزاد المسير ج8 ص8 وتاريخ المدينة ج2 ص492.
([40]) الآية 10 من سورة الممتحنة.
([41]) راجع فيما تقدم: البحار ج20 ص337 و 338 والإصابة ج4 ص325 والسيرة الحلبية ج3 ص26 وتاريخ الخميس ج2 ص23.
([42]) البحار ج20 ص338 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص453 وجامع البيان ج28 ص92.
([43]) البحار ج20 ص338 وراجع: الإصابة ج4 ص239 وفيه: أنها كانت تحت حسان = = بن الدحداحة، وجامع البيان ج28 ص92 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص453.
([44]) البحار ج20 ص339 و 373 وراجع: الإصابة ج4 ص491 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج4 ص488 والسيرة الحلبية ج3 ص25 و 26 وتاريخ الخميس ج2 ص23 و 24 وعن فتح الباري ج9 ص345 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص453 ونور الثقلين ج5 ص304 والجامع لأحكام القرآن ج18 ص61 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص647.
([45]) تقدم الحديث عن زينب وإرجاعها إلى زوجها في الجزء السابق من هذا الكتاب.
([46]) البحار ج20 ص364 عن إعلام الورى ج1 ص206 وتاريخ مدينة دمشق ج67 ص15 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص645.
([47]) البحار ج20 ص341 والمحبر لابن حبيب ص432 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص455 والميزان ج19 ص245 والجامع لأحكام القرآن ج88 ص70.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page