• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع: تبرئة المذنب

استدراج مدروس:

والمراقب لسير الأحداث في كتابة وثيقة الصلح يلاحظ:
1 ـ أن النبي «صلى الله عليه وآله» في كتابته القضايا كان ضمن خطة أراد لها أن تنتهي إلى نتائج محددة، فهو يكتب: ﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ مع أنه يتوقع الاعتراض عليها من قبل سهيل بن عمرو وقد حدث ذلك فعلاً..
ثم كان طبيعياً أن تثور ثائرة المسلمين الذين لا يرضون بكسر كلمة نبيهم، ولا سيما في أمر لا ينبغي أن يعارضه المشركون فيه.. فإن كلمة «باسمك اللهم» لا تتعارض مع ما كتبه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما أن ما كتبه الرسول «صلى الله عليه وآله» ليس أمراً غريباً عن ذهنية الناس بالنسبة لما يصح نسبته إلى الله من صفات.
وكان قبول النبي «صلى الله عليه وآله» بما طلبه منه سهيل بن عمرو له دلالتان:
إحداهما: أنها جسدت هذه المرونة التي لديه «صلى الله عليه وآله»، حيث ظهر: أنه «صلى الله عليه وآله» على استعداد للقبول بكل ما فيه تعظيم للبيت، وحقن للدماء، إذا لم يكن فيه تفريط بحقائق الدين.
والثانية: أن يقبل أصحابه بهذا التراجع الذي يهيئهم لمواجهة ما هو أشد عليهم وأقسى، كما سنرى..
2 ـ ثم إنه «صلى الله عليه وآله» يكتب في الفقرة الثانية كلمة «رسول الله» مع أنه كان بإمكانه الاكتفاء بكلمة «محمد بن عبد الله»، فلو أنه فعل ذلك، فلن يخطر ببال سهيل بن عمرو: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أغفل أمراً هاماً، ثم أن يحتمل كون سبب إغفاله هذا هو تنازله عنه، أو أنه أصبح أمراً ثانوياً عنده، أو أصبحت له أهداف أخرى، قد تكون هي الأولى عنده..
3 ـ ثم جاءت المفاجأة الأكبر والأخطر، والتي حاول البعض ـ وهو عمر بن الخطاب بالذات ـ أن يثير من أجلها عاصفة من التحدي لشخص رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إلى حد التفكير بقيادة حركة تمرد ضده «صلى الله عليه وآله»، كما صرح به عمر نفسه، وذلك لأنه اعتبر أنه «صلى الله عليه وآله» قد أعطى الدنية في دينه، ورضي بها.
فكان ذلك سبباً في ظهور ما كان خافياً على كثيرين فيما يتعلق بطبيعة علاقة عمر بالنبي «صلى الله عليه وآله»، ومناحي توجهاته الفكرية، ونظرته العقائدية للرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»..

لا نعطي الدنية في ديننا:

قلنا: إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يسوق الناس باتجاه تلمُّس الرعاية الإلهية لهم، ولطف الله تعالى بهم، وإفهامهم أن كل ما يجري لهم وعليهم إنما هو بعين الله سبحانه.. وقد توالت الدلالات، للمعجزات والكرامات التي كان «صلى الله عليه وآله» يتعمد إظهارها لهم.
ولكنه كان في مقابل ذلك يريد رفع مستوى الوعي لديهم، من خلال التعامل مع القضايا بواقعية، وبدقة، بالإضافة إلى زيادة درجة التحمل والصبر حين يواجهون القضايا المصيرية في مفاصلها الدقيقة والحساسة والضاغطة على المشاعر والأحاسيس..
وقد كان إخباره «صلى الله عليه وآله» لأصحابه بأنهم سوف يدخلون المسجد الحرام هو أحد مفردات هذه السياسات الرائعة، حيث إنه «صلى الله عليه وآله» اكتفى ببيان بعض جوانب هذا الأمر، وهو: أن هذا الدخول سوف يحصل، وسكت عن جانب آخر، وهو: أن هذا الدخول لن يكون في هذه السنة. وترك أمر معالجة هذا الجانب المسكوت عنه للناس أنفسهم، ففهمه الأكثرون منهم بطريقة غير سليمة، وانساقوا وراء فهمهم هذا، وظهرت منهم المواقف المتوافقة مع فهمهم الخاطئ هذا.
لقد فهموا: أنهم سيدخلون مكة في نفس تلك السنة، وينحرون بُدُنَهم، ويتمون فيها نسكهم..
واعتبروا: أن الرجوع من دون ذلك تكذيب للرسول «صلى الله عليه وآله»، ولكن عمر بن الخطاب قال في ذلك فأكثر، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إنما قلت: ندخل مكة، ولم أقل في هذه السنة، حتى يكون الرجوع تكذيباً([1]).

شك عمر في النبوة:

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تابع هؤلاء مسيرتهم في هذا الاتجاه، وتجاوز بعضهم حدود الاعتراض إلى حدود الشك في النبوة، حتى لقد نقل المؤرخون، عن عمر، أنه قال: «إني شككت في يوم الحديبية في النبوة. وتكلمت بما أخاف منه، وأتصدق، وأصلي كي تكون كفارة لذلك».
وقال عمر: «لو أن معي أربعين رجلاً لخالفته»([2]).
وفي بعض الروايات: لو وجد مائة رجل.
أو قال: لو وجدت أعواناً لخالفت رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كتابة الصلح.
وقالوا: «أنكر عليه عامة أصحابه، وأشد ما كان إنكاراً عمر».
وقال عمر في خلافته: «ارتبت ارتياباً لم أرتبه منذ أسلمت إلا يومئذٍ، ولو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة عن القضية لخرجت»([3]).
وكثر الضجيج وعلت الأصوات، وطال جدالهم وأشاروا إلى السيوف، وكادت الفتنة أن تقع، وكان الرسول «صلى الله عليه وآله» يسكنهم، ويهدئ من روعهم.
وقد حاول بعضهم: أن يعتبر ذلك دليل صلاح لدى هؤلاء، وعنوان إخلاصهم لهذا الدين، وغيرتهم عليه.. وأنهم رأوا في هذا الصلح ما حسبوه دنية، وعاراً، فلم يطيقوه، وظهر منهم ما ظهر، وبدر من بعضهم ما بدر.
ونقول:
أولاً: إن من يؤمن بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلا بد أن يصوِّبه في جميع ما يقول ويفعل، فيعتبر أنه لا يفعل إلا ما يرضي الله سبحانه، والله لا يرضى للمؤمن الذل بل يريده قوياً وعزيزاً، بل هو لا يرى العزة إلا لأهل الإيمان.
قال تعالى: ﴿وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ..﴾([4]).
وقد روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»: أن الله سبحانه وتعالى قد فوض للمؤمن كل شيء إلا أن يذل نفسه([5]).
فهل يمكن أن يقال ـ بعد كل هذا ـ : إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد رضي بالذل لأهل الإيمان وأعطى الدنية في دينه؟ وهل يمكن أن يكون قائل هذا النمط من الكلام تام الإيمان، عارفاً بحدوده واقفاً على حقائقه ودقائقه؟
ثانياً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يمكن أن يعطي الدنية، خصوصاً إذا كانت الدنية في الدين.. لأنه إن كان لم يدرك أن ما أعطاه دنية، وأدرك ذلك سائر الصحابة، فقد كان الآخرون أجدر منه بمقام النبوة..
ويزيد الأمر تعقيداً: أنه قد أصر على موقفه، رغم التنبيه الشديد، حتى لقد طال الجدال، وأشاروا إلى السيوف، وكادت الفتنة أن تقع..
فإن كان «صلى الله عليه وآله» عارفاً بأن ذلك دنية، وقد أقدم عليه، عن سابق تصميم وعزم، مع علمه بعدم رضا الله تعالى به.. فهو يخل بعصمته عن الذنب.
وإن كان لا يعلم أن الله لا يرضى به، فهو يخل بعصمته في وعي الأحكام وفي تبليغها، فإن قوله وفعله وتقريره حجة.
ثالثاً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد صرح لعمر: بأنه ينفِّذ أمر الله تعالى، وأنه لو فعل خلاف ذلك لكان عاصياً له سبحانه، حيث قال له: ولن أعصيه([6]).
وفي نص آخر: لا أخالف أمره ولن يضيِّعني([7]).
وأنه مرعي من قبل الله سبحانه، حيث قال له: ولن يضيِّعني.
والسؤال هو: ما معنى إصرار عمر على موقفه؟! فهل هو يتهم النبي «صلى الله عليه وآله» ـ والعياذ بالله ـ بالكذب على الله تعالى، أو أنه يتهمه بالاشتباه في فهم مراد الله عز وجل من أوامره ونواهيه؟
والأدهى من ذلك: أنه يذهب إلى أبي بكر ويوجه له نفس الأسئلة، فهل كان أبو بكر أصدق من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أو أعرف منه عند عمر؟!
رابعاً: ومع غض النظر عما تقدم نقول: إنه قد يكون هناك أناس بسطاء، ينساقون مع حميتهم، ومع عصبياتهم، أو تثيرهم الشعارات، وتهزم ثباتهم، وتزلزل يقينهم الشبهات، فيعذرون في هذه الحماسة، وتغفر لهم هذه الاعتراضات من أجل ما علم من سلامة نيتهم، وطهر طويتهم..
ولكن حين يتصدى النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه إلى تنبيههم وتذكيرهم والتصريح لهم: بأنه ملتفت إلى جميع الحيثيات والخصوصيات التي يثيرونها، وقد صرح لهم «صلى الله عليه وآله»: بأنه إنما يعمل ما أراده الله منه، فإن الاستمرار في المعارضة، في هذه الحال، يصبح أمراً غير مقبول من أحد حتى من أمثال هؤلاء..
خامساً: والأنكى من ذلك: أن يبلغ الأمر ببعضهم حدَّ الإعلان عن استعداده لقيادة حركة تمرد ضد شخص رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لو توفر له من يعينه على ذلك، مائة رجل تارة، وأربعون رجلاً أخرى([8]).
وهو يقصد بكلامه هذا أمراً عظيماً جداً وهائلاً، وهو أكثر وأخطر من مجرد الاستمرار بالمعارضة، فإن المفروض: أن أكثر الصحابة كانوا ثائرين معه، وكانوا يجادلون كما كان يجادل، فما الذي يريد منهم أكثر من ذلك، حتى ليتمنى أن يجد منهم أربعين رجلاً، ليعاونوه على القيام ضد الرسول «صلى الله عليه وآله» بالذات؟!
سادساً: ما هذه الجرأة من الصحابة على مقام الرسول «صلى الله عليه وآله»؟!
ولماذا الضجيج وعلو الأصوات؟!
ولماذا يجهرون له بالقول كجهر بعضهم لبعض؟!
ولماذا يقدمون بين يدي الله ورسوله؟!
ولماذا يخفضهم النبي «صلى الله عليه وآله» ويسكنهم ولا يستجيبون له..
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾؟!([9]).
وقال تعالى: ﴿..لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ..﴾([10]).
وقال تعالى لهم: ﴿..أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ..﴾([11]).
وقال: ﴿..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾([12]).
فلماذا لا يأتمرون بأمره، ولا ينتهون بنهيه؟!
سابعاً: لو عذرنا من أعلن بالاعتراض: بأنه قد ثارت حميته، وقاده عزه، وإباؤه، وشممه إلى اتخاذ هذا الموقف الحماسي الرافض، ولكن بماذا وكيف نعذر من أعلن أنه قد شك في دينه، وفي نبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وإذا كان هذا الشك قد حصل فعلاً، فكيف نطمئن إلى عودة اليقين إليه؟!.. والدخول في جملة المؤمنين أو المسلمين؟!..
ولو أن هذا اليقين قد عاد بالفعل، فما الذي يجعلنا نطمئن إلى أن أموراً أخرى لم تنقضه مرة بعد أخرى، ليحل الشك محله من جديد؟! خصوصاً مع التصريح: بأن شكه في الحديبية لم يماثله أي شك آخر منذ أسلم، فقد قال: «ارتبت ارتياباً لم أرتبه منذ أسلمت إلا يومئذٍ»([13]).
وهو كلام خطير جداً، حيث إنه يدل على كثرة ما عرض له من شكوك في دينه طيلة حياة الرسول «صلى الله عليه وآله»!! ولعل هذه الشكوك قد لاحقته بعد الحديبية أيضاً!! ولا ندري هل زالت عنه تلك الشكوك كلها؟! أم لا؟! كما أننا لا ندري لماذا سَهُل ورود هذه الشكوك على هذا الرجل دون سواه من سائر الصحابة؟!
إلا أن يقال: إن غيره كان يشك مثله، لكنه لم يملك شجاعة التصريح بذلك.
ولا ندري كذلك، إن كانت شكوكه قد بقيت في محيط حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أم أنها قد راودته أيضاً بعد وفاته «صلى الله عليه وآله»؟!
وإذا كان ذلك قد حصل فعلاً فماذا كان مصيرها؟! وما الذي يضمن لنا أن تكون هذه الشكوك لم تلاحقه إلى آخر حياته أيضاً؟!
وكيف يمكن مقايسة هذا الرجل، بمن هو كالجبل الراسخ، الذي كان على بصيرة من أمره، وعلى بينة من ربه، حتى قال: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً»؟!([14]).
وقال: «ما شككت في الحق مذ رأيته»؟!([15]).
فإن كل ما جرى من ضجيج وعجيج ومن وصول الأمر إلى حد الخطورة والفتنة يفيدنا في معرفة الدافع الحقيقي وراء بيعة الرضوان، فإن تجديد البيعة، كما أسلفنا، إنما يلجأ إليها عند الخوف من عدو داخلي، لا من عدو خارجي!!

شكوك عمر استمرت إلى الطائف:

روى عبد الرحمن بن سيابة والأجلح ـ جميعاً ـ عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خلا بعلي بن أبي طالب «عليه السلام» يوم الطائف، أتاه عمر بن الخطاب فقال: أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا؟
فقال: «يا عمر، ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه».
قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية: ﴿..لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ..﴾ فلم ندخله وصددنا عنه، فناداه النبي «صلى الله عليه وآله»: «لم أقل إنكم تدخلونه في ذلك العام»!([16]).
ونقول:
إن هذا الحديث قد تضمن أموراً عديدة، نكتفي منها بالإشارة إلى ما يلي:
1 ـ إن عمر بن الخطاب لا يزال يحمل في نفسه قضية الحديبية، معتبراً إياها مأخذاً على رسول الله «صلى الله عليه وآله».. حتى أصبح يقيس الأمور عليها..
2 ـ إن كـلامه يستبطن: اتهـام النبي «صلى الله عليه وآله» بالكذب والتدليس عليه وعلى المسلمين.
3 ـ إن جواب النبي «صلى الله عليه وآله» لعمر: «لم أقل إنكم تدخلونه في ذلك العام»، لم يكن قد سمعه منه لأول مرة، لأنه كان قد قاله لعمر بالذات في يوم الحديبية نفسه..
4 ـ إنه قد سبق للنبي «صلى الله عليه وآله» أن أحضر عمر في عمرة القضاء، وبيَّن له أنهم قد دخلوا مكة، وأن ما يجري في عمرة القضاء كان تصديقاً لما كان قد أخبرهم به عن دخول مكة.

استمرار شكوك عمر إلى حجة الوداع:

ويبدو أن شكوك عمر بن الخطاب قد استمرت إلى عام الفتح وكان «صلى الله عليه وآله» يسعى لإزالتها..
ولا ندري إن كان قد حصل ذلك أم لا؟!
فقد روي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما كان عام الفتح أخذ المفتاح، وقال: ادعوا إلي عمر بن الخطاب، فقال: هذا الذي كنت قلت لكم([17]).
بل استمرت هذه الشكوك إلى حجة الوداع فقد ذكروا: أنه «لما كان في حجة الوداع وقف بعرفة، وقال: أي عمر، هذا الذي قلت لكم: إني رسول الله. والله، ما كان فتح في الإسلام أعظم من صلح الحديبية»([18]).
فهل صدَّق عمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! وهل تخلى عن مواقفه وشكوكه السابقة؟!
الجواب: لا.
فإن عمر قد بلغ درجة اليقين، ولكن في الاتجاه المعاكس!! حيث حكم على النبي «صلى الله عليه وآله» في مرض موته بأنه يهجر، أو غلبه الوجع بناءً على الرواية القائلة: إن النبي ليهجر، أو غلبه الوجع.
وأما إذا أخذنا بالرواية التي تقول: إنه قال: ما باله أهجر استفهموه؟. فربما يستفاد منها: أنه كان لا يزال باقياً على شكه..
والله العالم بالحقائق.

المسلمون يرفضون الإحلال:

ويقولون: إنه لما فرغ النبي «صلى الله عليه وآله» من قضية الكتاب قال: «قوموا فانحروا، ثم احلقوا».
فوالله ما قام رجل منهم، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فاشتد ذلك عليه، فدخل على أم سلمة فقال: «هلك المسلمون، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا».
وفي رواية: «ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه، وهم يسمعون كلامي، وينظرون وجهي»؟.
فقالت: يا رسول الله، لا تلمهم، فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح، ورجوعهم بغير فتح، يا نبي الله، اخرج ولا تكلم أحداً كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك.
فجلى الله تعالى عن الناس بأم سلمة.
فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» واضطبع([19]) بثوبه، فخرج، فأخذ الحربة، ويمم هديه، وأهوى بالحربة إلى البدن رافعاً صوته: «بسم الله والله أكبر» ونحر.
فتواثب المسلمون إلى الهدي، وازدحموا عليه ينحرونه، حتى كاد بعضهم يقع على بعض.
وأشرك رسول الله «صلى الله عليه وآله» بين أصحابه في الهدي، فنحر البدنة عن سبعة، وكان هدي رسول الله «صلى الله عليه وآله» سبعين بدنة.
وكان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية، فلما صده المشركون رد وجوه البدن([20]).
قال ابن عباس: لما صُدَّت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها([21]).
فنحر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بُدْنَهُ حيث حبسوه، وهي الحديبية، وشَرَدَ جمل أبي جهل من الهدي وهو يرعى، وقد قلد وأشعر. وكان نجيباً مهرياً، في رأسه برة من فضة. أهداه ليغيظ بذلك المشركين. فمر من الحديبية حتى انتهى إلى دار أبي جهل بمكة، وخرج في أثره عمرو بن عنمة بن عدي الأنصاري، فأبى سفهاء مكة أن يعطوه، حتى أمرهم سهيل بن عمرو بدفعه إليه.
قيل: ودفعوا فيه عدة نياق.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لولا أن سميناه في الهدي فعلنا»، ونحره عن سبعة، ونحر طلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، بدنات ساقوها.
وروى ابن سعد، عن أبي سفيان، عن جابر قال: نحر رسول الله «صلى الله عليه وآله» سبعين بدنة عام الحديبية، البدنة عن سبعة، وكنا يومئذٍ ألفاً وأربعمائة، ومن لم يضح أكثر ممن ضحى.
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» مضطرباً في الحل، وإنما يصلي في الحرم.
وبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» من هديه بعشرين بدنة لتنحر عنه عند «المروة» مع رجل من أسلم، فلما فرغ الرسول «صلى الله عليه وآله» من نحر البدن دخل قبة له من أدم حمراء، ودعا بخراش ـ بمعجمتين ـ بن أمية بن الفضل الكعبي، فحلق رأسه، ورمى شعره على شجرة كانت إلى جنبه من سمرة خضراء، فجعل الناس يأخذون الشعر من فوق الشجرة فيتحاصونه، وأخذت أم عمارة طاقات من شعره فكانت تغسلها للمريض، وتسقيه، فيبرأ.
وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً.
وحلق بعض المسلمين، وقصَّر بعض. فأخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» رأسه من قبته وهو يقول: رحم الله المحلقين.
قيل: يا رسول الله والمقصرين قال: «رحم الله المحلقين» ثلاثاً.
ثم قال: و «المقصرين»([22]).
وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عباس، أنهم قالوا: يا رسول الله، ما بال المحلقين ظاهرت عليهم الترحيم؟
قال : لأنهم لم يشكوا([23]). ورواه البيهقي موقوفاً.
وبعث الله تعالى ريحاً عاصفة فاحتملت أشعارهم فألقتها في الحرم كما رواه ابن سعد، عن مجمع بن يعقوب، عن أبيه.
وأقام رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «بالحديبية تسعة عشر يوماً، ويقال عشرين ليلة، ذكره محمد بن عمر، وابن سعد. قال ابن عائذ: وأقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزوته هذه شهراً ونصفاً([24]).
ونقول:
إن لنا ههنا وقفات، وهي التالية:

التبرك:
أما بالنسبة لموضوع التبرك بشعر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وبغير ذلك نقول: إن ذلك من بديهيات الإسلام، فراجع كتاب التبرك للعلامة الأحمدي «رحمه الله».

ما نحره عند المروة:

وقد أراد «صلى الله عليه وآله» أن يطعم الناس في مكة من بعض البدن التي كان يريد أن ينحرها، تأليفاً لهم على الإسلام، وكسراً للحواجز التي كانوا يسعون لإقامتها بين الناس وبينه، فأرسل عشرين بدنة لتنحر عنه عند المروة كما تقدم.

الهدي عن سبعة:

وقد ذكرت الروايات المتقدمة: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان ينحر الهدي الواحد عن سبعة أشخاص.
ونقول:
إن ذلك غير جائز في مذهب أهل بيت النبوة «عليهم السلام»، الذين هم أدرى بما في البيت. فلا شك في أن ذلك مكذوب على رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

حلمهم الكبير الطعن في علي :

تقدم أن النبي «صلى الله عليه وآله» بعد أن كتب كتاب الصلح: «قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك؟ أخرج ولا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك الخ..» ([25]).
والسؤال هو:
هل كان علي «عليه السلام» ضمن الذين رفضوا حلق رؤوسهم في الحديبية، حين قال «صلى الله عليه وآله»: «رحم الله المحلقين»، ليكون ذلك من موجبات الطعن في عصمته، أم أنه كان قد أطاع أمر الرسول «صلى الله عليه وآله» في ذلك؟
والجواب:
أولاً: إنه لا شك في أن علياً أمير المؤمنين «عليه السلام» لم يعص أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لا في هذه الواقعة، ولا في غيرها، فهو يقول: «وإني والله لم أخالف رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولم أعصه في أمر قط»([26]).
ثانياً: رغم تحفظنا على حديث أم سلمة، لأنه يظهر أنها «رحمها الله» قد أدركت أمراً غفل عنه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لكننا نقول فيه:
إنه وإن كان ظاهره العموم والشمول لجميع أصحابه «صلى الله عليه وآله»، لكن التأمل فيه يقتضي حمله على العموم والشمول لجميع المعترضين عليه «صلى الله عليه وآله» الرافضين لإطاعة أمره دون غيرهم.
أي فالمراد: ما قام رجل ممن كانوا قد اعترضوا على الصلح، واغتموا له.
لأن المستفاد من الروايات هو: أن ثمة فريقاً من الناس كـان يجب عليهم الحلق في عمرتهم تلك، ولكنهم لم يطيعوا أمر الرسول «صلى الله عليه وآله»، ولا قاموا بما لزمهم القيام به، بل تلكأوا في بادئ الأمر، وتعللوا، ثم إنهم حين وجدوا أن لا مناص من التحلل آثروا أن يتحللوا بالتقصير؛ لا بالحلق؛ وذلك بسبب ما عرض لهم من شك.
ويوضح ذلك النصوص التالية:
1 ـ روى ابن هشام، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصّر آخرون.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يرحم الله المحلقين.
قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟
قال «صلى الله عليه وآله»: يرحم الله المحلقين.
قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟
قال «صلى الله عليه وآله»: يرحم الله المحلقين.
قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟
قال «صلى الله عليه وآله»: والمقصرين.
فقالوا: يا رسول الله، فلم ظاهرت الترحم للمحلقين دون المقصرين؟
قال «صلى الله عليه وآله»: لم يشكّوا([27]).
فالشاكون إذن قد أحلوا من إحرامهم بالتقصير، مع أن وظيفتهم كانت هي الحلق، امتثالاً لأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
تذكير:
قال السهيلي: إن الذين قصروا هم فقط: عثمان، وأبو قتادة، ولم يقصر غيرهما([28]).
2 ـ يفهم من رواية القمي: أن بعض الذين لم يسوقوا الهدي كانوا قد حلقوا امتثالاً وطاعة لأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وبعضهم قصر اكتفاء في التحليل بالتقصير، ولم يمتثلوا أمره «صلى الله عليه وآله» بالحلق، وأن فيمن ساق الهدي من كان شاكاً أيضاً.
قال القمي: «قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لأصحابه: انحروا بدنكم، واحلقوا رؤوسكم، فامتنعوا، وقالوا: كيف ننحر ونحلق، ولم نطف بالبيت، ولم نسع بين الصفا والمروة؟!.
فاغتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك، وشكا ذلك إلى أم سلمة، (ربما ليظهر رجاحة عقلها ودينها ـ وهي امرأة ـ على عقولهم، وهم أصحاب الدعاوى العريضة).
فقالت: يا رسول الله، انحر أنت، واحلق.
فنحر رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحلق، ونحر القوم على حين يقين، وشك وارتياب.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» تعظيماً للبدن: رحم الله المحلقين.
وقال قوم لم يسوقوا البدن: يا رسول الله، والمقصرين؟ لأن من لم يسق هدياً لم يجب عليه الحلق.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثانياً: رحم الله المحلقين، الذين لم يسوقوا الهدي.
فقالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟
فقال: رحم الله المقصرين»([29]).
فرسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أظهر رضاه ومحبته للمحلقين، وتذمّره من الذين اكتفوا بالتقصير، وهذا يفيد: أن الذين قصروا هم الذين خالفوا أمر الرسول «صلى الله عليه وآله».
فظهر: أن المخالفين لأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» والشاكِّين ليسوا هم جميع المسلمين الحاضرين في الحديبية، بل هم فريق بعينه كما دلت عليه النصوص.
ولا شك في أن علياً «عليه السلام» ليس منهم، وليس هناك نص تاريخي يصرح: بأن علياً «عليه السلام» كان بين الذين لم يحلقوا، فإن طاعته للرسول «صلى الله عليه وآله» والتزامه الحرفي بأوامره ونواهيه كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار، وقد أشرنا أكثر من مرة إلى ما جرى في خيبر، حينما أمره «صلى الله عليه وآله» بالذهاب وعدم الالتفات، فوقف ولم يلتفت وقال: على ما أقاتلهم يا رسول الله؟.
وتلك هي الآيات الشريفة لم تزل تنزل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» مقررة لعصمته، كآية التطهير، وتثبيت الفضل والكرامة له على من عداه، لأنه هو وحده المطيع لله ولرسوله «صلى الله عليه وآله»، كآية النجوى وغيرها.
هذا بالإضافة إلى شواهد أخرى تبيِّن مدى حرصه «عليه السلام» على طاعة أوامر الرسول «صلى الله عليه وآله» حرفياً. يجدها المتتبع لسيرته صلوات الله وسلامه عليه..



([1]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص والسيرة النبوية لدحلان ج  ص والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص365 و 367 والبحار ج29 ص21 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص280 و 281 والكامل ج2 ص77 وعن صحيح مسلم ج5 ص175 والمغازي للواقدي ج2 ص609.
([2]) البحار ج20 ص350 وتفسير القمي ج2 ص312 ونور الثقلين ج5 ص52 والتفسير الصافي ج5 ص35.
([3]) نقل ذلك العلامة الأحمدي «رحمه الله» في مكاتيب الرسول ج3 ص93 عن: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص331 وعن كنز العمال ج10 ص316 وتأريخ الطبري ج2 ص634 والحلبية ج3 ص22 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص43 والدر المنثور ج6 ص77 والمغازي للواقدي ج2 ص608 و 607 و 109 ورسالات نبوية ص177 و 178 ومسند أحمد ج4 ص325 و 330 والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص 438 و 449 والبخاري ج3 ص256 والبحار ج20 ص335 و 350 ونيـل الأوطـار ج8 ص35 و 47 وجـامع البيـان للطبري = = ج26 ص63 ومجمع البيان ج9 ص118 والبداية والنهاية ج4 ص168 والبرهان ج4 ص193 وعبد الرزاق ج5 ص339 وزاد المعاد ج2 ص125 وحياة الصحابة ج1 ص131 والمناقب ج1 ص204 وتهذيب تأريخ ابن عساكر ج7 ص135 وصحيح مسلم ج3 ص1412 وفتح الباري ج5 ص255 والسنن الكبرى ج9 ص222 والجامع لأحكام القرآن ج16 ص277 والنص والإجتهاد ص182 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج12 ص59 والتاج ج4 ص227 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص106 و ج1 ص249.
([4]) الآية 8 من سورة المنافقون.
([5]) الكافي ج5 ص63 و 64 والوسائل ج11 ص424 ومشكاة الأنوار ص430 والفصول المهمة ج2 ص229 وعن البحار ج64 ص72 وميزان الحكمة ج2 ص982 ونور الثقلين ج5 ص336.
([6]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص  والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص515 وكنز العمال ج10 ص494 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص52.
([7]) المسترشد ص538 والبحار ج20 ص333 وج30 ص561 ومسند أحمد ج4 ص325 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص59 وزاد المسير ج7 ص162 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص211 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص280 والبداية والنهاية ج4 ص192 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص782 وعن عيون الأثر ج2 ص120 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص320.
([8]) راجع: البحار ج20 ص350 وتفسير القمي ج2 ص312 ونور الثقلين ج5 ص52 والتفسير الصافي ج5 ص35.
([9]) الآية 1 من سورة الحجرات.
([10]) الآية 2 من سورة الحجرات.
([11]) الآية 59 من سورة النساء.
([12]) الآية 7 من سورة الحشر.
([13]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص607 والمسترشد ص535 و 539.
([14]) إسعاف الراغبين (مطبوع مع نور الأبصار) ص108 وفتح البيان ج4 ص5 والصواعق المحرقة (ط الميمنية بمصر) ص77  وينابيع المودة ص65 و 287 وطبقات الشافعية ج4 ص54 ومطالب السؤل ص16وأنموذج جليل (مطبوع مع إملاء ما من به الرحمن) ج1 ص18 وشرح النهج للمعتزلي ج3 ص181 = = وتفصيل النشأتين ص46 و 62 والمناقب للخوارزمي (ط تبريز) ص260 وعن بحر المناقب، وعن منال الطالب، وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي ج2 ص50 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص317 ومواقف الشيعة ج1 ص89.
([15]) ينابيع المودة ص65 وخصائص الأئمة ص107 والإرشاد ج1 ص254 وحلية الأبرار ج2 ص63 والبحار ج20 ص335 وج29 ص562 وج32 ص237 و 336 ومناقب أهل البيت ص75 وميزان الحكمة ج1 ص148 وج2 ص1026 و 1499 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص207 و 211 وج18 ص374 والعدد القوية ص195 وينابيع المودة ج1 ص83 و 203 وج3 ص450.
([16]) الإرشاد للمفيد ج1 ص153 والبحار ج21 ص169 وإعلام الورى ج1 ص235.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص63 والمسترشد ص540 والبحار ج20 ص141 والنص والإجتهاد ص172 وشرح النهج للمعتزلي  ج15 ص25.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص63.
([19]) الاضطباع: أخذ الإزار أو البرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن ويلقي طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره، انظر النهاية ج3 ص73 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص56.
([20]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص56 وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج3 ص257 وأبو داود في الجهاد باب 167 وأحمد ج4 ص331 والبيهقي في الدلائل ج4 ص106 وعبد الرزاق الحديث رقم (9720) والطبري و26 ص63 وابن أبي شيبة و14 ص450.
([21]) أخرجه أحمد في المسند و4 ص330 والبيهقي في دلائل النبوة ج5 ص331 وراجع: تفسير القرآن العظيم ج4 ص215 والدر المنثور ج6 ص79 وفتح القدير ج5 ص57 والبداية والنهاية ج5 ص207 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص376 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص57.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص57 وفي هامشه قال: أخرجه الحاكم ج4 ص230 والبيهقي ج5 ص236 والدعاء للمحلقين متفق عليه من حديث ابن عمر. راجع: البخاري ج3 ص561 (1727) ومسلم ج2 ص945 (317/1301) والبحار ج20 ص354 وعن فتح الباري ج5 ص256 وتفسير القمي ج2 ص314 ونور الثقلين ج5 ص54 والبداية والنهاية ج4 ص193 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص633 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص323.
([23]) أخرجه البيهقي في الدلائل ج4 ص151 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص57 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص283 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص784.
([24]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص56 و 57 وعن عيون الأثر ج2 ص125.
([25]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص283 والبداية والنهاية ج4 ص200 ومسند أحمد ج4 ص331 وعن صحيح البخاري ج3 ص182 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص215 وج9 ص220 والمصنف لعبد الرزاق ج5 ص340 ومسند ابن راهويه ج4 ص14 وعن المعجم الكبير ج20 ص14 وإرواء الغليل ج1 ص58 وجامع البيان ج26 ص130 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص214 والدر المنثور ج6 ص77 وتاريخ مدينة دمشق ج57 ص229 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص335 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص56 وج11 ص191.
([26]) راجع: الأمالي للمفيد ص235 والأمالي للشيخ الطوسي ص11 ونهج البلاغة ج2 ص171 وحلية الأبرار ج2 ص85 والبحار ج32 ص464 و 595 وعن ج74 ص397 وشرح النهج للمعتزلي ج5 ص181 وكشف الغمة ج2 ص4.
([27]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص57 عنه, وعن ابن أبي شيبة, ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص151وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص784 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص283 ومسند أحمد ج1 ص353 وسنن ابن ماجة ج2 ص1012 وشرح صحيح مسلم للنووي ج9 ص50 وعن فتح الباري ج3 ص449 وج5 ص256 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج4 ص301 وكنز العمال ج5 ص237 وإرواء الغليل ج4 ص285 والدر المنثور ج6 ص81 والبداية والنهاية ج4 ص193 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص323.
([28]) السيرة الحلبية ج3 ص23.
([29]) راجع: تفسير القمي ج2 ص314.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page