• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الخامس: ابن أبي بلتعة.. يتجسس ويفتضح

اكتشاف تجسس ابن أبي بلتعة لقريش:

وروي: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما أجمع السير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الأمر في المسير إليهم، ثم أعطاه امرأة([2])، (سوداء كما في البحار) زعموا أنها من مزينة.
قال محمد بن عمر: يقال لها: كنود([3]).
قال ابن إسحاق: وزعم لي غير ابن جعفر: أنها سارة مولاة لبعض بني المطلب([4]).
وزعم مغلطاي: أن حاملة الرسالة هي: أم سارة واسمها كنود([5]). وجعل لها جعلاً([6]).
قال محمد بن عمر: ديناراً([7]).
وقيل: عشرة دنانير([8]).
أضاف الحلبي قوله: وكساها برداً([9])، على أن تبلغه أهل مكة.
وعن ابن عباس: أعطاها عشرة دنانير([10]).
وعن مقاتل: عشرة دراهم وكساها برداً([11]).
وقال لها: أخفيه ما استطعت، ولا تمري على الطريق، فإن عليه حرساً([12]).
فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه قرونها، ثم خرجت به، فسلكت غير نقب عن يسار المحجة في الفلوق حتى لقيت الطريق بالعقيق([13]).

نص الكتاب:

وذكر السهيلي أنه قيل: إنه كان في كتاب حاطب: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله تعالى عليكم، فإنه منجز له ما وعده فيكم، فإن الله ـ تعالى ـ ناصره ووليه([14]).
وعند الطبرسي: أنه كتب لقريش: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» خارج إليكم يوم كذا وكذا([15]).
وفي تفسير ابن سلام: أنه كان فيه: إن محمداً «صلى الله عليه وآله» قد نفر فإما إليكم، وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر. انتهى([16]).
وذكر ابن عقبة الواقدي: أن فيه: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد آذن بالغزو، ولا أراه إلا يريدكم، وقد أحببت أن يكون لي يد بكتابي إليكم([17]).
وعند الطبرسي: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريدكم، فخذوا حذركم([18]).

التدخل الإلهي:

قال القمي: «إن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة، وكان عياله بمكة. وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فصاروا إلى عيال حاطب، وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب، يسألوه عن خبر محمد «صلى الله عليه وآله»: هل يريد أن يغزو مكة؟! فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك»([19]).
فكتب إليهم حاطب: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريد ذلك، ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى «صفية» فوضعته في قرونها الخ..
وأتى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام([20]).
زاد أبو رافع: المقداد بن الأسود([21]).
وغير ابن إسحاق، يقول: بعث علياً والمقداد([22]).
وفي رواية عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي: أبا مرثد، بدل المقداد([23]).
وفي الحلبية: بعث علياً «عليه السلام»، والزبير، وطلحة، والمقداد.
وقيل: بعث علياً، وعماراً، أو الزبير، وطلحة، والمقداد، وأبا مرثد.
ولا مانع من أن يكون بعث الكل.
وبعض الرواة اقتصر على بعضهم([24]).
وزاد الطبرسي: عمر.
وكانوا كلهم فرساناً([25]).
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أدرك امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش، يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم»([26]).
ولفظ أبي رافع: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب» فخرجوا([27]) ـ وفي لفظ: فخرجا ـ حتى إذا كان بالخليقة، خليقة بني أحمد الخ..
وفي الحلبية: «فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن أبت فاضربوا عنقها»([28]).
وقال المفيد: فاستدعى أمير المؤمنين «عليه السلام» وقال له: «إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا، وقد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم. والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق، فخذ سيفك والحقها، وانتزع الكتاب منها، وخلها، وصر به إلي».
ثم استدعى الزبير بن العوام وقال له: «امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه».
فمضيا، وأخذا على غير الطريق، فأدركا المرأة، فسبق إليها الزبير، فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرت، وحلفت: أنه لا شيء معها، وبكت.
فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتاباً، فارجع بنا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» نخبره ببراءة ساحتها.
فقال له أمير المؤمنين «عليه السلام»: يخبرني رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن معها كتاباً ويأمرني بأخذه منها، وتقول أنت: إنه لا كتاب معها؟!!
ثم اخترط السيف، وتقدم إليها، فقال: أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك، ثم لأضربن عنقك.
فقالت: إذا كان لابد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني، فأعرض بوجهه عنها، فكشفت قناعها، وأخرجت الكتاب من عقيصتها، فأخذه أمير المؤمنين «عليه السلام»، وصار به إلى النبي «صلى الله عليه وآله».
فأمر أن ينادى: «الصلاة جامعة»، فنودي في الناس، فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلأ بهم.
ثم صعد النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المنبر، وأخذ الكتاب بيده وقال: «أيها الناس إني كنت سألت الله عز وجل أن يخفي أخبارنا عن قريش، وإن رجلاً منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا، فليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي».
فلم يقم أحد، فأعاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» مقالته ثانية، وقال: «ليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي».
فقام حاطب بن أبي بلتعة، وهو يرعد كالسعفة في يوم الريح العاصف، فقال: أنا يا رسول الله صاحب الكتاب، وما أحدثت نفاقاً بعد إسلامي، ولا شكاً بعد يقيني.
فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: «فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب»؟
قال: يا رسول الله، إن لي أهلاً بمكة، وليس لي بها عشيرة، فأشفقت أن تكون دائرة لهم علينا، فيكون كتابي هذا كفاً لهم عن أهلي، ويداً لي عندهم، ولم أفعل ذلك للشك في الدين.
فقام عمر بن الخطاب وقال: يا رسول الله مرني بقتله، فإنه منافق.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إنه من أهل بدر. ولعل الله تعالى اطَّلع عليهم فغفر لهم. أخرجوه من المسجد».
قال: فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه، وهو يلتفت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليرق عليه، فأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بردِّه، وقال له: «قد عفوت عنك وعن جرمك، فاستغفر ربك، ولا تعد لمثل ما جنيت»([29]).
وفي نص آخر: «فخرج علي والزبير، لا يلقيان أحداً حتى وردا ذا الحليفة، وكان النبي «صلى الله عليه وآله» وضع حرساً على المدينة. وكان على الحرس حارثة بن النعمان، فأتيا الحرس فسألاهم، فقالوا: ما مر بنا أحد.
ثم استقبلا حطَّاباً فسألاه، فقال: رأيت امرأة سوداء انحدرت من الحرة، فأدركاها فأخذ علي منها الكتاب، وردها إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فدعا حاطباً، فقال له: انظر ما صنعت..
قال: أما والله، إني لمؤمن الخ..([30]).
وقال ابن عقبة: أدركاها ببطن ريم، فاستنزلاها فحلفت، فالتمساه في رحلها، فلم يجدا شيئاً، فهموا بالرجوع، فقال لها علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وما كذبنا، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك.
وعند القمي: ما كذبنا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولا كذب رسول الله «صلى الله عليه وآله» على جبرئيل، ثم ولا كذب جبرئيل عن الله جل ثناؤه، والله لتظهرن الكتاب أو لأوردن رأسك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الخ..([31]). (زاد في الحلبية: أو أضرب عنقك).
وفي مجمع البيان: وسل سيفه وقال: «أخرجي الكتاب، وإلا والله لأضربن عنقك»([32]).
فلما رأت الجد، قالت: أعرضا. فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليه.
فخلوا سبيلها، ولم يتعرضوا لها ولا لما معها، فأتي به رسول الله «صلى الله عليه وآله» فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فدعا حاطباً، فقال: يا حاطب، ما حملك على هذا؟
قال: يا رسول الله. إني والله لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت، ولا بدلت، ولكني كنت امرءاً ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم([33]).
وفي نص آخر: أنها أخرجت الكتاب من حجزتها، والحجزة معقد الإزار والسراويل([34]).
وحسب نص أورد في البحار: أن حاطباً قال: والله ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ صحبتك، ولا أجبتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته، وكنت (عريراً) عزيزاً فيهم. (العرير: الغريب)، وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يداً، وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه، وإن كتابي لا يغني عنهم شيئاً.
فصدقه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعذره، فقام عمر بن الخطاب وقال: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق.
فقال «صلى الله عليه وآله»: وما يدريك يا عمر، لعل الله اطَّلع على أهل بدر، فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم([35]).
وفي نص القمي: «ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنيع قريش إليهم، فأحببت أن أجازي قريشاً بحسن معاشرتهم، فأنزل الله الخ..» ([36]).
ولفظ أبي رافع، فقال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون أموالهم بها وأهليهم بمكة، ولم يكن لي قرابة، فأحببت إذ فاتني ذلك من بينهم أن أتخذ فيهم يداً أحمي بها قرابتي. وما فعلت ذلك كفراً بعد إسلام.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إنه قد صدقكم».
فقال عمر لحاطب: قاتلك الله!! ترى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأخذ بالأنقاب وتكتب إلى قريش تحذرهم؟! دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فإن الرجل قد نافق.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ما يدريك يا عمر أن الله عز وجل اطَّلع إلى أصحاب بدر يوم بدر، فقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»؟!
فاغرورقت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم، حين سمعه يقول في أهل بدر ما قال([37]).
وأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ}([38])»([39]).
ونقول:
إن لنا هنا وقفات:

لعلها عدة رسائل:

قد يقال: إن نصوص الرواية المختلفة تشير إلى أن حاطباً قد كتب لقريش عدة رسائل، ولعل بعضها قد قصد به التعمىة على الناس فيما لو انكشف الأمر، حيث يمكن لحامل الرسالة أن يظهر إحدى تلك الرسائل، فينصرف المفتشون عما سواها، وربما تكون رسالة واحدة، ذكر كل راوٍ بعض فقراتها، واقتصر عليه.
ولعله كتب الرسالة على فترات، كما احتمله الحلبي([40]).
وإن كنَّا لم نستطع أن نفهم معنى معقولاً لهذا الاحتمال الأخير..
غير أننا رغم معقولية سائر الاحتمالات نقول:
سيأتي: أن الأقرب هو أنه لم يرسل سوى رسالة واحدة، وهي تلك التي يعبر فيها حاطب عن عدم معرفته بمقصد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنه يريد لهم أن يكونوا على حذر. وستأتي مبررات ذلك عن قريب إن شاء الله تعالى.

مقدار الجعل على حمل الرسالة:

ونحن نشك في أن يكون الجُعل الذي أعطاه حاطب لتلك المرأة لكي تحمل الرسالة إلى مكة هو دينار واحد، أو نحو ذلك، فإنها قيمة زهيدة لا يرغب بها راغب، ولاسيما مع هذه الأخطار التي قد تتعرض لها.
إلا إذا فُرض: أن تلك المرأة هي سارة التي قدمت من مكة، وتريد أن ترجع إلى بلدها.. أو أنها امرأة أخرى مضطرة للسفر على كل حال، وقد أرادت أن تسدي هذه الخدمة للمشركين، وتستفيد بعض المال أيضاً عن هذا الطريق.

هل نافق حاطب؟!:

وذكر الحلبي: أن مراد عمر بقوله عن حاطب: قد نافق: أنه خالف الأمر، لا أنه أخفى الكفر، لقوله «صلى الله عليه وآله»: قد صدقكم، ولا تقولوا له إلا خيراً. وعليه يشكل قول عمر المذكور، ودعاؤه عليه بقوله: قاتلك الله.
إلا أن يقال: يجوز أن يكون قول عمر له ذلك كان قبل قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما ذكر([41]).
غير أننا نقول:
إن ذلك لا يدفع الإشكال، فإن مخالفته الأمر لا توصف بأنها نفاق، فيبقى السؤال المذكور. إلا إن كان يريد أنه قد فَعَلَ فِعْلَ المنافق، من حيث إنه كان يظهر للمسلمين إخلاصه، ولكنه يفعل في الباطن خلاف ما يظهره..
ولكنه بعد انكشاف أمره قد صدق في كلامه حين أخبرهم بالأسباب التي حملته على هذا الفعل النفاقي..

المخبأ العتيد:

ويلاحظ هنا: أن تلك المرأة قد خبأت الكتاب في شعرها، وفتلت عليه قرونها. أو خبأته في حجزتها، وهو معقد السراويل كما في رواية أخرى.. لأنها كانت تدرك تحرُّج المسلمين من النظر إلى شعور النساء، أو من تجريدهن بحيث يظهر لهم المخبأ في معقد السراويل، لأن ذلك حرام شرعاً، ويفترض بهم أن يلتزموا بأحكام الشرع، وحتى لو كشفوا رأسها، أو انكشف قهراً بسبب حركة عنيفة، أو بريح شديدة، فإن ذلك لا يضر، لأن الكتاب كان في داخل الشعر المفتول.

الفضل لعلي :

وقد كان الفضل لعلي «عليه السلام» في كشف أمر تلك المرأة. أما الذين كانوا معه فقد أقنعهم قولها، وأرادوا تخلية سبيلها. بل إن الزبير حكم ببراءتها من هذا الأمر الذي انتدبهم إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله».. ولم يطالبوها بكشف رأسها، ولا بنقض شعرها المفتول..
وقد اخطأوا في ذلك من جهتين:
أولاهما: أنهم لم يراعوا أوامر رسول الله «صلى الله عليه وآله» المسدد بالوحي الذي يريه الواقع كما هو.
الثانية: أن ظاهر حالها لا بد من أن يشي بلزوم الريبة بها لأن نفس المسالك التي سلكتها لا بد من أن تثير شكوكهم في أمرها.. حتى لو لم يخبرهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بشيء.
وذلك لأنها تركت الطرقات السهلة، والتي اعتاد الناس سلوكها، واختارت السير في القفار والشعاب فترة طويلة، ثم عادت إلى الطريق في «العقيق»..
فأخذوها هناك، وكشف أمرها علي «عليه السلام»، ولا يسلك هذه المسالك إلا هارب أو خائف، أو من يخفي شيئاً خطيراً يريد ان ينفذه إلى بلاد أخرى.

الحرس على الطريق وشى بالخائن:

إن حاطب بن أبي بلتعة يوصي حاملة رسالته بأن لا تمر على الطريق، فإن عليه حرساً، فتركت الطريق وسارت في القفار والفجاج مقداراً طويلاً، ثم عادت لتسلك الطريق في منطقة «العقيق».
ومن البديهي: أنه لا يمكنها الوصول إلى مكة بسلوك متاهات الصحاري والقفار، وترك الجادة، لأن ذلك يعرضها لكثير من المفاجآت والأخطار، بل هو يؤدي بها إلى الهلاك والبوار.
ولأجل ذلك أخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» المسالك على كل سالك ووضع الحرس عليها، لأنه «صلى الله عليه وآله» يعلم: كل من تنكّب الطريق لا بد من أن يعود إليها ولو بعد حين.

رسالة تهديد أم تحذير؟!:

وقد ذكروا بعض النصوص لرسالة حاطب التي قد يقال: إنها أشبه بالتهديد منها بالإخبار لهم مما يراد بهم. ففيها: «أقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله عليكم، فإنه منجز له ما وعده الله فيكم، فإن الله ناصره ووليه».
ثم يقال: لو صح أن هذا هو النص الذي كتبه إليهم حاطب لاستحق عليه المدح والثناء، والتقدير، لا الملامة والتوبيخ.. ولكان ينبغي إنفاذ الرسالة إليهم، وعدم مصادرتها.
غير أننا نقول:
إن هذه الكلمات لا تكفي لإعطاء هذا الانطباع، لأنها قد تكون لأجل التغطية على الخبر الأهم الذي أتحفهم به، أو يكون قد ساق هذه العبارات ليتذرع بها ـ لو انكشف الأمر ـ ويدَّعي: أنه لا يقصد إلا بث الرعب واليأس في قلوب الأعداء، علماً بأن ذلك لن يجديه نفعاً بعدما صرح لهم في رسالته بما كان الرسول «صلى الله عليه وآله» قد حذَّر الناس من إخبارهم به، وجعل الأرصاد على الطرقات، من أجل تلافي حصوله.. وبذلك يكون حاطب قد عرَّض نفسه للإدانة على كل حال.. وجعلها في موضع الخذلان والخسران، ولا ينفعه المراء والجدل.

دقة معلومات حاطب:

ونحن لا نستطيع أن نتقبل ما ورد في بعض المصادر من أن حاطباً قد كتب لقريش: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» خارج إليكم يوم كذا وكذا..([42]).
ولا أن نقبل الرواية التي تقول: إنه كتب إليهم: إن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم([43]).
وذلك لسببين:
أحدهما: أن أحداً لم يستطع أن يعرف وجهة سير رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حتى سار بجيشه مسافات طويلة كما ظهر في جزء سابق حين الكلام حول سرية أبي قتادة إلى بطن إضم.
الثاني: أنه حتى لو علم حاطب بأن المقصود هو غزو مكة، ولكن من أين يستطيع تحديد يوم خروج رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك الجيش، وأنه يوم كذا؟ فإن ذلك لا يتلاءم مع هذه السرِّية الفائقة التي كان «صلى الله عليه وآله» يعتمدها.
وقد ظهرت الكثير من الدلائل والشواهد على دقته البالغة في مراعاتها والحفاظ عليها، بحيث لا يستطيع حاطب وسواه أن يعلم بهذا التاريخ الدقيق.
والصحيح في الأمر هو أنه كتب إليهم يقول: إنه «صلى الله عليه وآله» قد آذن بالغزو، إما إليكم أو إلى غيركم.
وقد أحب أن يخبرهم بذلك ليكونوا على حذر، لاحتمال أن يكون قصده إليهم.

خبر السماء:

ويأتي التأييد بالوحي الإلهي في خصوص موضوع سرية التحرك وهدفه الأقصى ليبعث اليأس في نفوس المنافقين، والمتزلفين، والخانعين، والمتآمرين، وليقول لهم: إنكم غير قادرين على اختراق حاجز الرقابة هذا، فإن المؤمنين حتى لو استنفدوا قدراتهم، فسيأتيهم المدد والتسديد والتأييد الإلهي، ليسد مواضع الخلل، ويحفظ المسيرة من دون أن يباشر أي تصرف قاهر لإرادات المعاندين والمتآمرين..
وهذا ما حصل فعلاً في قضية حاطب بن أبي بلتعة، حيث لم يتدخل الله تعالى لمنع حاطب من التفكير في مراسلة قريش، ولا من التخطيط، ثم التنفيذ، كما انه لم يتصرف في إرادة المرأة حاملة الرسالة، ولا أعجزها عن التصرف، ولا قهرها على التزام طريق بعينها، بل هي اختارت طريقاً وسلكته، وخططت لأمر، ونفذت خطتها..
ولكنه أخبر نبيه بما جرى.. فتصرف «صلى الله عليه وآله» بطريقة من شأنها أن تؤدي إلى كشف المستور، وجنَّب بذلك اهل الإيمان من الوقوع في المحذور.
كما أن شعور أهل الإيمان بالتسديد والتأييد الإلهي لا بد من أن يقوي من عزيمتهم، ويشد من أزرهم، ويرسخ من يقينهم.

ألا يكفي علي وحده؟!:

وقد يدور بخلد أحدهم سؤال يقول: ألم يكن يكفي أن يرسل علياً وحده لأخذ الكتاب من تلك المرأة، فلماذا أرسل معه آخرين، مثل الزبير، وسواه حتى إن الأسماء قد تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة؟! مع أن حاملة الرسالة مجرد امرأة، لا حول لها ولا قوة ولا تحتاج إلى كل هذا العدد.
ألا يدلنا ذلك: على أن ثمة تصرفاً في الروايات بالتضخيم، والتهويل، لحاجة في نفس الرواة قضيت؟!
إلا أن يقال: إنه «صلى الله عليه وآله» أرسلهم فرقاً في مسالك مختلفة حتى لا تفوتهم تلك المرأة.
ونجيب:
بأنه لا شك في أن ثمة أهدافاً أخرى تتجاوز موضع مصادرة الرسالة، ومنع وصولها إلى قريش، ونستطيع أن نذكر من هذه الأهداف ما يلي:
أولاً: إن الأمر لا ينحصر بمنع وصول هذه الرسالة إلى قريش، بل هو يتجاوز ذلك إلى إثارة جو من الرهبة يمنع أياً كان من الناس بالتفكير في تسريب أية معلومة عن تحركات النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين إلى أي كان من الناس..
فكان أن اختار «صلى الله عليه وآله» عدة أشخاص لهم خصوصيات وتوجهات، وارتباطات، واهواء مختلفة، ومتشعبة، ليروا جميعاً بأم أعينهم صدق الوحي الإلهي، وليأخذوا العبرة، وينقلوها إلى القبائل والأفراد الذين يعيشون في أجوائهم، ولهم صلة بهم بنحو أو بآخر..
ثانياً: إنه لو أرسل «صلى الله عليه وآله» أي واحد منهم سوى علي «عليه السلام»، فسيرجع بخفي حنين، كما اظهرته الوقائع، حيث صدقوا تلك المرأة وهموا بالرجوع، وستتمكن تلك المرأة من الإفلات، وربما لم يمكن اللحاق بها، أو ربما يصعب العثور عليها إذا سلكت مسالك معينة.. وفي ذلك تفريط ظاهر لا مجال للقبول به، ولا لتحمله..
ثالثاً: إنه لا بد من أن يعرف الناس جميعاً مدى التفاوت فيما بين تلك الجماعة التي خدعت ببكاء تلك المرأة، وصدقتها في إنكارها، حتى هموا بالرجوع عنها وبين علي «عليه السلام»، وفي معرفته، ووعيه، وصحة تدبيره، وإيمانه ويقينه بما جاء به رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكيفية نظرته إلى الوحي الإلهي، وإلى النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»، وطبيعة تعامله معه، ومع أوامره، وأقواله، وإخباراته..
وبذلك يظهر زيف ما يدَّعيه الناس لغيره «عليه السلام» من مناوئيه، ومخالفيه، وحاسديه، أو ما يدَّعيه هؤلاء لأنفسهم من مقامات وبطولات، ومن خصائص وميزات، ومن جهاد وتضحيات، وذلك لأنهم خالفوا صريح أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين قال لهم: خذوه منها، وخلوا سبيلها، فإن أبت فاضربوا عنقها.

خذوه منها، فإن أبت فاضربوا عنقها:

وهذا الأمر الذي صدر من رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهم حول كيفية التعامل مع حاملة الرسالة لا يترك لهم أي مجال لتصديقها، أو توهم براءتها مما نسب إليها، فضلاً عن أن يهموا بالرجوع، لأن ذلك يتضمن تكذيب الوحي الإلهي، والطعن بعصمة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والتخطئة له..
وإن الأمر بضرب عنقها لو أبت أن تعطيهم الكتاب يدل على أن حكم من يفشي سر المسلمين، ويصرّ على التآمر على رسول رب العالمين، هو القتل كائناً من كان، حتى لو كان امرأة..
كما أن الأمر بتخلية سبيلها بعد اخذ الكتاب منها يتضمن إرفاقاً بها، وعفواً عن جرمها، خصوصاً مع محاولتها إنكار الرسالة، حتى إنها لم تعطهم إياها إلا بعد تهديد علي «عليه السلام» لها..
والقول بأنها إذا كانت لا تعلم بمضمون الرسالة فإنها تكون غير مشاركة في الخيانة، غير مقبول، فإنها ـ على أقل تقدير ـ تحمل رسالة تتضمن أسراراً يراد إيصالها سراً للمشركين، وتعلم أن ظهور هذه الأسرار سيكون مضراً للمسلمين، حتى لو لم تعلم بتفاصيل مضمون الرسالة، وهذا يكفي لإدانتها.

الصلاة جامعة لماذا؟!:

وقد صرحت رواية المفيد: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» أمر أن ينادى في الناس: «الصلاة جامعة»، (وهو تعبير عن دعوة عامة لأمر مهم طارئ) فلما اجتمعوا في المسجد حتى امتلأ بهم صعد النبي «صلى الله عليه وآله» المنبر، وأخذ الكتاب بيده، وطلب من صاحبه أن يعلن عن نفسه، وإلا فضحه الوحي..
والسؤال هو: لماذا هذا الإعلان بالأمر؟ وبهذه الطريقة القوية والواسعة؟
ألم يكن الأجدر أن يعالج الأمر بهدوء يحافظ به على ماء وجه حاطب؟!
ونقول في الجواب:
إن الإعلان عن الموضوع بهذا النحو القوي كان ضرورياً، وله أسباب وفوائد عديدة، نذكر منها ما يلي:
1 ـ إن هذه الطريقة من شأنها أن تعرِّف الناس بهذا الأمر الخطير على أوسع نطاق، وقد كان هذا هو مطلوب له «صلى الله عليه وآله» لأسباب، ربما يتضح بعضها عن قريب..
2 ـ إن ذلك يبقي هذا الخبر على درجة من السلامة والصحة، والوضوح في أذهان الناس، ويمنع من تلاعب المتلاعبين فيه بالزيادة فيه تارة، والنقيصة أخرى، حسب الأهواء، ورياح السياسة، والمصلحة، فإن تناقل أمثال هذه الأخبار بصورة فردية أو جماعية بلا رقيب ولا عتيد سوف يمكِّن أصحاب الأهواء من التحريف فيه، بما يخدم أهواءهم ومصالحهم وخططهم!!
3 ـ إن هذا الإعلان الواضح والصريح قد وضع حداً أمام التكهنات والتساؤلات عن طبيعة الموقف الذي سيتخذه النبي «صلى الله عليه وآله» ممن أقدم على هذا العمل الخطير، كما أنه قد رسم للناس طريقة التعاطي معه، ومنع من الإفراط والتفريط الذي قد تنشأ عنه إثارات غير مسؤولة، قد تضر في مسار الأمور كما يرضاه الله ورسوله..
4 ـ إن ذلك يبين لمن تسوّل له نفسه القيام بأمثال هذه التصرفات حجم الفضيحة التي ستواجهه، وسيكون ذلك مؤثراً في الردع عن أي تصرف من هذا القبيل..
5 ـ إن هذا التهديد بفضيحة الوحي لمن فعل ذلك، ولا يرضى بالإقرار والاعتراف العلني لا بد من أن يزيد من شعور الناس بالرقابة، وعدم القدرة على إخفاء أمرهم لو سولت لهم أنفسهم الدخول في مغامرة كهذه..
6 ـ إن الأمر لم يقتصر على مجرد توجيه اتهام قولي للفاعل، بل تعداه إلى تقديم الدليل الحسي على هذا الأمر، وهو الكتاب الذي أخذه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بيده وهو على المنبر، بحيث يراه كل أحد، فلا تكهنات ولا اجتهادات ولا ظنون، ولا حدسيات، ولا مجال للوسوسات الشيطانية في هذا الأمر..
7 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» لم يكتف بإظهار الكتاب ثم تحديد الفاعل، بل هو قد حمل الفاعل على أن يقر بنفسه بما فعل.. بصورة طوعية وهو يرتعد.. وذلك بعد أن ظهر تردده في البداية.
8 ـ إن نفس دفاع حاطب بن أبي بلتعة عن نفسه، قد أثبت الجريمة عليه، ولم تعد هناك أي فرصة للتأويل والاحتمال والاجتهاد، واستغلال الحدث في اتجاه انحرافي يسيء إلى القضية بنحو أو بآخر..
9 ـ إن اعتراف حاطب بما فعل، إنما جاء تحت وطأة الكشف الرباني لما حصل، حتى لقد حُددت المرأة، وحُدد موقعها، وأرسل الرجال في طلبها، ولم يعد يمكن إخفاء أي شيء.. وذلك لا يدل على عمق إيمان حاطب، بل هو يدل على هزيمته بعد أن أسقط في يده..

حاطب ينفي الشك والنفاق:

وقد رأينا: أن أول ما دفعه حاطب عن نفسه هو تهمة النفاق والشك في الدين، وتأكيد التزامه بإسلامه، ويقينه به..
ولم يناقشه النبي «صلى الله عليه وآله» فيما ادَّعاه من ذلك. بل هو قد سمع منه، ثم ساق الحديث معه في اتجاه آخر..
ومن الواضح: أن النفاق هو التهمة الأقسى، والأشرّ والأضرّ بالنسبة لحاطب، لأنه كفر قوي وفاعل، يريد أن يلحق الضرر بالإيمان وبأهله، إما بأن يسقط دعوتهم بأساليب من الختل والغدر والتخريب، أو يريد سلب المسلمين قدراتهم، والاستئثار بها لنفسه..
وهذا يمثل خطورة مباشرة وعملية ومؤثرة، لأنه كفر مهاجم يعمل بهدوء وأناة وطمأنينة بعد ان هيأ لنفسه موجبات ذلك، حين أظهر الإسلام وأبطن الكفر..
وأما مجرد الشك في الدين، فهو وإن كان كفراً أيضاً، لكنه كفر مهزوم وراكد وضعيف، يصارع الحقيقة في داخل نفسه، ولا يقدر على تجاهلها والتخلص منها..
وقد نفى حاطب عن نفسه الشك، كما نفى عنها النفاق أيضاً..
ولم يرد رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يقف معه عند هذه النقطة ولا أن يناقشه فيها.. لأنه يريد أن يبقيه في دائرة السيطرة، ويعطيه فرصة، ويفسح له المجال لإعادة ترتيب أوضاعه، فإن هذا المقدار من القبول مطلوب له «صلى الله عليه وآله» ولا يريد التفريط فيه.. ولذلك وجَّه «صلى الله عليه وآله» الأنظار إلى تلمّس عذر حاطب فيما أقدم عليه. وسنرى أنه عذره أيضاً..

تهديد المتهم:

وعن تهديد علي «عليه السلام» لتلك المرأة حاملة الرسالة، قد يقال: كيف جاز لعلي «عليه السلام» أن يهدد إنساناً متهماً لم تثبت إدانته بعد؟!
ويجاب: بأن إدانة تلك المرأة قد ثبتت بالوحي. ومن أصدق من الله قيلاً؟ وهو علام الغيوب؟! والعالم بما في القلوب؟
ونحن نشك في أنها لو استمرت على إنكارها فقد كان يجب على علي «عليه السلام» أن يقتلها لسببين:
أحدهما: أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي أمره بقتلها إن أبت تسليم الكتاب، لأن القتل هو حكم الله في المحارب لله ورسوله، ومن يصر على إطفاء نور الله تبارك وتعالى..
الثاني: إن تركها سوف يؤدي إلى تمكينها من إيصال الرسالة للأعداء، ليتمكنوا من ثم من إفشال خطة رسول الله «صلى الله عليه وآله» أو من إيجاد متاعب ومصاعب كان المسلمون في غنى عنها. وقد تنشأ عن ذلك خسائر كبرى في أهل الإيمان، وربما يؤدي ذلك إلى إطالة أمد هيمنة حالة البغي والاستكبار، والظلم والتعدي على المستضعفين من النساء والرجال، والصبيان بصورة عامة.
وقد يعترض على ذلك: بأنه قد كان بإمكانهم أن يفتشوها تفتيشاً دقيقاً، ويأخذوا منها الكتاب، ولا تصل النوبة إلى القتل..
ولكننا قلنا: إن الإصرار على حرب الله ورسوله، وإطفاء نور الله هو الذي جعلها تستحق القتل..
وأما الكتاب فإن التفتيش عنه لا يكفي لحسم مادة الخطر فيه، إلا إذا كان العثور عليه حتمياً، وليس الأمر كذلك إذ هي قد تتمكن من إخفائه تحت حجر، أو مدر، أو بين أغصان الشجر، أو نحو ذلك.. ثم إنها بعد إطلاق سراحها تعود إليه، او تدل عليه من يأخذه ويوصله إلى من يتلهف عليه، ويتشوق إليه.
ولسنا بحاجة إلى التذكر: بأن هذه الإحتياطات من رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا تعني أن جهة مسيره قد عرفت، بل هي تعني: أنه «صلى الله عليه وآله» لا يرضى بتعريف قريش وغيرها من أعدائه بأصل خروجه من المدينة على هيئة الحرب، فإن ذلك يجعل الأعداء يحذرون لاحتمال أن يكونوا هم الذين يقصدهم.
كما أن نفس وجود أناس يوصلون للمشركين أخبار المسلمين مرفوض، حتى لو كانت تلك الخبار غير دقيقة أو خاطئة من أساسها.

ردها إلى رسول الله :

ثم إن ما ورد في بعض النصوص: من أنه «عليه السلام» قد رد حاملة الكتاب إلى رسول الله، لا يتلاءم مع أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأخذ الكتاب منها، ثم إطلاق سراحها.
إلا أن يقال: إنه قد يكون هناك خطأ في الكتابة، فأراد الكاتب أن يكتب (ردَّه) (أي الكتاب) إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فكتب ردها.
غير أننا نقول:
إنه يحتمل أن يكون «عليه السلام» قد ردها، لكي يمنعها من الوصول إلى مكة قبل حركة الجيش إليها، لكي لا تخبر أهل مكة شفاهاً بما رأته من اعداد واستعداد، كانت تحتمل أو تظن أنه لغزوهم.
فيكون المراد بإطلاق سراحها عدم المبادرة إلى قتلها، أو ضربها، أو سجنها، لأن المطلوب هو مجرد تعطيل حركتها إلى مكة برهة يسيرة، يزول فيها الداعي إلى هذا التعطيل.

حاطب يلتفت إلى النبي ليرقَّ له:

وقد صرحت الرواية عن الشيخ المفيد، وغيره: بأن حاطباً صار يلتفت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليرق له.. وذلك حين كانوا يدفعون في ظهره حتى أخرجوه من المسجد..
فحاطب إذن لم يكن لديه أي أمل بغير رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو حتى حين ظهرت خيانته لرسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه، لم يكن يتوقع النصر من قريب رحيم، ولا من صديق حميم، ولا من حليف جديد ولا قديم.
وهذا يؤكد على: أن ثمة صورة جليلة وجميلة قد انطبعت للنبي «صلى الله عليه وآله» في نفسه وفي نفس كل من عرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن قرب، واستقرت في عمق وجدانه، وهي صورة قد ظهرت معالمها في آيات قرآنية كريمة، في أكثر من مناسبة، ومن ذلك قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}([44]).
وهذا من أروع الأمثلة على طبيعة العلاقة بين القائد ورعيته، حيث يبلغ الأمر في صفائها ونقائها، وسلامتها وصدقها حداً تكون وسيلة المجرم والمسيء، وشافعه إليه، هو نفس ذلك الذي كانت الإساءة إليه، ووقعت الجريمة عليه..

قيمة العفو.. والاستغفار:

وتتجلى له قيمة الإستغفار، وينعم بالعفو الرحيم من النبي الكريم «صلى الله عليه وآله»، ويأتيه ما أمَّل، ويهب النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» لحاطب بن أبي بلتعة جرمه، رغم خطورته، ويجعل قيمة هذا العفو: أن يستغفر حاطب ربه، وأن لا يعود لمثل ما فعل.
أي أنه «صلى الله عليه وآله» لم يفرض عليه غرامة، ولا مارس في حقه تعزيراً، ولا وجه إليه أية كلمة إهانة، ولا أمر بالتضييق عليه في سجن، ولا في غيره، كما أنه لم يفرض عليه الإقامة في بلد بعينه، ولا حد من حرية حركته، ولا منع الآخرين من التعاطي معه، ولا.. ولا..
بل أراد أن لا تزيد عقوبته على إخراجه من المسجد وهي عقوبة تكاد تكون رمزية، من حيث إنها تعبر عن إبعاد محدود عن ساحة الرضا، ما دام أن ما فعله حاطب كان سيؤدي إلى الإضرار بأهل الإيمان. وهو قد ميَّز نفسه عنهم، وأراد أن يكون هو في معزل عن أجوائهم، ولا يريد أن يناله ما ينالهم. لقد أرادها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عقوبة إصلاحية تربوية، مضمونها ترميم علاقته بالله، بالتوبة والاستغفار، باعتبار أن الجرأة إنما كانت عليه تبارك وتعالى..
فإذا استطاع أن يصلح سريرته، وأن يرضي ربه، فإنه يكون قد بلغ الغاية التي يريد رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يبلغه إياها.

عذر حاطب:

وعن اعتذار حاطب عما صدر منه نقول: إنه أراد أن يتخذ بما صنعه يداً لدى أهل مكة ليحفظ بذلك أهله، إذ ليس له عشيرة تمنعه..
ولم يناقشه النبي «صلى الله عليه وآله»، ولا اعترض عليه أحد من المسلمين في ذلك.. لكن هذا الانصراف عن المناقشة لا يعني أنه منطق سليم ومقبول.. بل هو انصراف إرفاقي بالدرجة الأولى، فلاحظ ما يلي:
1 ـ إن وجود أهله في مكة لا يحتم عليه القيام بعمل خياني، يلحق الضرر بالكيان الإسلامي كله، ويوجب إفساد التدبير النبوي، وإضعاف هيبته «صلى الله عليه وآله» لدى الأعداء، وفتح أبواب التجريح والتشكيك لأهل النفاق، ولا يجوز لأحد في أي ظرف كان أن يمكنهم من إثارة الشكوك بسلامة المسيرة، وفي حسن السياسة، وصواب الرأي النبوي الشريف.
2 ـ إن الضرر إذا توجه لإنسان مّا، فإن بإمكانه أن يدفعه عن نفسه، ولكن ليس له أن يقذف به على غيره، فلو أراد أسد أن يدخل بيتاً ويفترس شخصاً، فإن بإمكانه أن يتحرز منه بالطريقة التي تدفعه عنه. وليس له أن يدخله بيت جاره، ليكون جاره هو الضحية..
3 ـ لقد كان هناك الكثيرون من الضعفاء الذين لم يكن لهم عشائر تمنعهم، وقد تعرضوا للعذاب على يد فراعنة قريش حتى قتل بعضهم، ومنهم آل ياسر، ولم يجوِّز لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولا خطر في بالهم أن يحملوا جلاديهم على التوجه بالعذاب إلى غيرهم من المؤمنين..
4 ـ مَن الذي قال: إن قريشاً كانت تنوي إلحاق الأذى بأهل حاطب فإن ذلك مجرد وهم وقع فيه حاطب، رغم أنه وهم علِّق حصوله على أمر تقديري افتراضي، وهو أن تكون لقريش الدائرة على المسلمين، وليس ثمة ما يشير إلى حصول أمر من هذا القبيل، بل الدلائل تشير إلى عكس ذلك تماماً.
وحتى لو حصل ذلك، فإن حاطباً لا يستطيع أن يجزم بتعرض أحد من أهله لأي سوء.
5 ـ ألم يفكر حاطب في أن ما فعله سوف يؤدي إلى زيادة القتل في صفوف أهل الإيمان؟ فكيف فرط بالنبي «صلى الله عليه وآله»، وبكل أهل الإيمان من أجل حفظ بعض أهله ممن هم على الشرك بحسب الظاهر؟!
وحتى لو كانوا مسلمين، فإن إلحاق الأذى بهم يبقى في دائرة الاحتمال، بينما هو يقدم لقريش معلومات من شأنها أن تمكنها من أن تلحق الخسائر بالمسلمين بصورة قطعية ويقينية.

للنبي أن يعفو عن حاطب:

إننا لسنا بحاجة إلى الاستدلال على مشروعية العفو عن حاطب بأي دليل، بل نحن نستدل على ذلك بنفس العفو الذي صدر عن النبي «صلى الله عليه وآله» في حق هذا الرجل.. فمنه «صلى الله عليه وآله» التشريع، وإليه يرجع في معرفة الأحكام، وقوله وفعله وتقريره «صلى الله عليه وآله» حجة ودليل ما بعده دليل..
غير أن البعض قد يتساءل عن إمكان العفو عن حاطب في حين أن جرمه يرتبط بأشخاص آخرين وهم المسلمون، وأهل الإيمان..
والجواب:
أولاً: إن جرم حاطب يرتبط أولاً وبالذات بالسياسة النبوية العامة، وبقرار الحرب والسلم، ولا يرتبط بحق شخصي لأحد من الناس..
ثانياً: لو فرضنا: أن جرمه يرتبط بحق شخصي لبعض الأفراد، فإن الله تعالى قد جعل الولاية لرسول الله «صلى الله عليه وآله» على الناس كلهم، فقال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ..}([45]).
عمر: مرني بقتله:
قد ذكرت في العديد من الموارد في تاريخ الإسلام، وفيها هذا المورد بالذات: أنه قد كان من عادة عمر بن الخطاب أن يصدر حكمه على الأشخاص، ثم يطلب من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يأمره بتنفيذه..
فكم من مرة ينبري فيها ليقول لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: دعني أقتله يا رسول الله..
واللافت هنا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يستجب له ولو لمرة واحدة في كل تلك المناسبات الكثيرة.. الأمر الذي يعني كثرة خطأ هذا الرجل في معرفة الحكم الشرعي، أو في معرفة المصلحة في الشأن العام، في حين أن هذه الأمور تمس حياة الناس ومصيرهم.
وهذا يجعلنا نتساءل عن حاله بعد توليه الخلافة لأكثر من عقد من الزمن: كم أخطأ في أحكامه التي كان يصدرها، ولم يصب الحكم الشرعي فيها، أو أنه لم يصب وجه المصلحة في الشأن العام؟!
لا ندري!!
ولعل الفطن الذكي يدري!!

منقبة عظيمة لحاطب:

قال الحلبي: «.. وفي قوله: عدوي وعدوكم منقبة عظيمة لحاطب.. بأن في ذلك الشهادة له بالإيمان»([46]).
غير أننا نقول:
أولاً: إن الله سبحانه قد خاطب من أظهر الإسلام في زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ..}([47]).
ثانياً: إنه لا مانع من أن يعود الذي آمن إلى الكفر، كما هو الحال في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطليحة بن خويلد، وغيرهما..
وقد صرح القرآن الكريم بذلك أيضاً، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لهُمْ}([48]).
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}([49]).
ثالثاً: قد صرح القرآن الكريم بأن من يتولى اليهود والنصارى فهو منهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}([50]).
وهذا تقريباً هو نفس حال حاطب، وهو نفس ما اعتذر به، فراجع الكلمات المنقولة عنه فيما تقدم..
رابعاً: إن نفس الآية أو الآيات في سورة الممتحنة، والتي ذكروا أنها نزلت في حاطب، قد صرحت: بأن من يفعل فعل حاطب فقد ضل سواء السبيل.. ثم تواصل الآيات الشريفة بياناتها، وتضرب الأمثال المبينة لكيفيات التعامل مع الكفار، لتختم بالقول: {..وَمَن يَتَوَلَّهمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}([51]).
خامساً: إن مما يدل على أن حاطباً قد ارتكب جرماً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر بإخراجه، ولم يمنع الناس من التعامل معه بخشونة، حيث صاروا يدفعونه في ظهره حتى أخرجوه، وهو يلتفت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليرق له..
ثم إنه «صلى الله عليه وآله» قد صرح بسوء فعل حاطب، وبجرمه، حين قال له: «قد عفوت عنك، وعن جرمك، فاستغفر ربك، ولا تعد لمثل ما جنيت..».
فلماذا يحرص الحلبي على اعتبار هذا الجرم فضيلة لحاطب لمجرد كون الخطاب في الآية الكريمة قد وجه إلى المؤمنين؟!
سادساً: إن الآية إنما جاءت على سبيل الإرشاد للمسلمين إلى سوء هذا الفعل، وتحذيرهم من الوقوع فيه.. مع غض النظر عن الأحكام التي تنشأ عنه، فلو أن أحداً تعمد الوقوع فيه، فالآيات لم تبين حال هذا الشخص، وأنه هل يبقى على حال الإيمان، أو أنه يكفر بذلك.

لعل الله اطلع على أهل بدر!!:

وأما قول النبي «صلى الله عليه وآله» لعمر: لعل الله اطلع على أهل بدر، فقد جاء رداً على عمر بن الخطاب، وردعاً له عن أن يقول شيئاً بغير علم. أي أن مضمون هذه الكلمة صحيح في نفسه، إذ لم يكن يحق لعمر أن يخبر عما في الضمائر، وما تكنُّه السرائر.
ولكن ذلك لا يعني أن ذلك قد حصل فعلاً، فإن صدق الشرطية لا يلزم منه صدق وقوع طرفيها..
ولكن أهل الحقد والشنآن قد حاولوا أن يستفيدوا من هذه الكلمة في اتجاهين:
أحدهما: ادِّعاء تحقق المغفرة لأهل بدر فعلاً، وأن كل ما صدر ويصدر منهم مغفور لهم، مع أن هذه الكلمة لا تفيد ذلك.. وذلك للأمرين التاليين:
أولاً: لما ذكرناه آنفاً من أن المقصود: هو نفي أن يكون عمر قد اطَّلع على الغيب، وعلم بما أجراه الله لأهل بدر، ومارسه في حقهم. فلعله قد غفر لهم صغائر ذنوبهم، مكافأة لهم على جهادهم وتضحياتهم..
ولعل هذا الذنب من حاطب لم يكن من الكبائر، بسبب قصوره عن فهم حقيقة الأمور، وتوهمه أن ذلك لا يخل بإيمانه، ولا يضر بالمسلمين. ولذلك صدقه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقال: «صدق لا تقولوا له إلا خيراً».
ولكن صدقه هذا لا يعني أنه لم يكن مستحقاً للعقوبة بسبب إقدامه على أمر معلوم السوء لدى كل أحد.
ثانياً: إن المراد بهذه الكلمة: هو أن يستأنفوا عمل الخير، وأن يزدادوا منه، فإن سيآتهم السابقة قد محيت.. وأصبح مصيرهم مرهوناً بما يكون منهم في المستقبل..
ثانيهما: إن أولئك الحاقدين قد اتخذوا ذلك ذريعة للطعن في أمير المؤمنين «عليه السلام»، فقد روى البخاري في صحيحه، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة عن حصين، عن فلان، قال: تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: لقد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء، يعني علياً.
قال: ما هو؟ لا أبا لك.
قال: شيء سمعته يقوله.
قال: ما هو؟
قال: بعثني رسول الله «صلى الله عليه وآله» والزبير، وأبا مرثد، وكلنا فارس.
قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج. قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة: حاج. فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها.
فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله «صلى الله عليه وآله» تسير على بعير لها، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله «صلى الله عليه وآله» إليهم. فقلنا: أين الكتاب الذي معك؟
قالت: ما معي كتاب.
فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها، فما وجدنا شيئاً، فقال صاحبي: ما نرى معها كتاباً.
فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم حلف علي: والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك.
فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله، ورسوله، والمؤمنين، دعني فأضرب عنقه.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟
قال: يا رسول الله، ما لي أن لا أكون مؤمناً بالله ورسوله، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي. وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله.
قال: صدق. لا تقولوا إلا خيراً.
قال: فعاد عمر، فقال: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه.
قال: أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطَّلع عليهم، فقال: اعملوا ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة.
فاغرورقت عيناه، فقال: الله ورسوله أعلم
قال أبو عبد الله: «خاخ» أصح، ولكن كذلك قال أبو عوانة: حاج. وحاج تصحيف. وهو موضع. وهشيم يقول: خاخ.
ونقول:
إن لنا هنا وقفات هي التالية:

إصرار عمر لماذا؟!:

إن أول ما يستأثر بنظر القارئ الكريم في رواية البخاري المتقدمة، مبادرة عمر بن الخطاب إلى الحكم على حاطب باستحقاق القتل، والطلب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن يدعه يضرب عنقه، على اعتبار أنه قد خان الله ورسوله.
ولكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يبال بكلام عمر، ووجه كلامه إلى حاطب، يسأله عن سبب إقدامه على ما أقدم عليه، فأجابه حاطب بما تقدم.
فقال «صلى الله عليه وآله»: صدق، لا تقولوا إلا خيراً..
ولكن عمر بن الخطاب رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يجبه في المرة الأولى. ورغم أنه «صلى الله عليه وآله» قد حكم بصدق حاطب. ورغم أنه «صلى الله عليه وآله» أمرهم أن لا يقولوا إلا خيراً.
نعم، رغم ذلك كله يعود عمر فيقول: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله، والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه..
فجاءه الجواب الصريح والواضح من رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليخطِّئه في تصرفه هذا، وقد شرحنا هذا الجواب فيما سبق.

الجرأة على الدماء:

وأما بالنسبة لما زعموه: من أن ما جرى في قصة حاطب هو الذي جرأ علياً «عليه السلام» على الدماء، فهو كلام باطل، من غرٍ حاقد جاهل، إذ قد تناسى هؤلاء الحقائق التالية:
أولاً: إن علياً «عليه السلام» لم يكن هو المبادر إلى الحرب، لا في حرب الجمل، ولا في صفين، ولا في النهروان، بل الناكثون هم المبادرون لشن حرب الجمل، بقيادة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، ومعها طلحة والزبير.
ثم شنها القاسطون بقيادة معاوية في حرب صفين..
ثم كان خروج المارقين عليه في النهروان.
فهي حروب مفروضة وباغية على الخليفة الشرعي. وقد حاول «عليه السلام» إقناعهم بالعودة إلى الشرعية، ولزوم الطاعة، ولكن لا حياة لمن تنادي، {فقد زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}([52]).
وصدق الله ورسوله حين أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» بأنه يقاتل بعده الناكثين، والقاسطين، والمارقين([53]).
ثانياً: إن أبا بكر قد قاتل الذين لم يعترفوا بخلافته، ولم يعطوه زكاة أموالهم، وقالوا: إنهم سوف يعطونها لفقرائهم([54]).
وقد قتلهم رغم معارضة الصحابة له، بما فيهم عمر بن الخطاب([55]).
وهو القائل: لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم أو لجاهدتهم على منعه([56]).
وقد جرى على مالك بن نويرة وقومه ما هو معروف، فقد قتلهم خالد بعد الأمان، وزنى بامرأة مالك في نفس ليلة قتله([57]).
وقد أصر عمر على معاقبة خالد، وقال له: لأرجمنك بأحجارك([58]). ولكن أبا بكر رفض ذلك، وأطلق كلمته المعروفة: «تأول فأخطأ»([59]).
لقد حصل كل هذا، رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم ينص على خلافة أبي بكر، ولكنه نص على إمامة وخلافة أمير المؤمنين «عليه السلام» من بعده، وبايعه الناس بأمره «صلى الله عليه وآله» في يوم الغدير..
كما أن البيعة لأبي بكر قد اكتنفتها عقبات كبيرة، لم يستطع أبو بكر أن يتغلب عليها إلا بالهجوم على بيت فاطمة الزهراء «عليها السلام»، وضربها، وإسقاط جنينها و.. و.. الخ.. ثم استشهدت متأثرة بما جرى عليها «صلوات الله وسلامه عليها»([60]). وذلك بعد استقدام عدة ألوف من حملة السلاح إلى المدينة، ليقاتلوا من يرفض البيعة لأبي بكر، وليستخرجوا الناس من بيوتهم لحملهم على هذه البيعة جبراً وقهراً([61]).
فما الذي جرأ أبا بكر على الدماء يا ترى؟! ولماذا لا يسجلون هذه الملاحظة عليه، فإنه أولى بها من علي «عليه السلام»؟!
ثالثاً: إن كان تهديد علي «عليه السلام» لحاملة الرسالة بالقتل إن لم تظهر الرسالة جرأة على الدماء، كما يدَّعيه هؤلاء السحرة، فإن المتجرئ على الدماء في الحقيقة ـ حسب منطقهم ـ هو رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه، لأنه هو الذي أمرهم بقتلها إن لم تعطهم الرسالة..
رابعاً: لماذا لا يكون المتجرئ على الدماء هو عمر بن الخطاب نفسه، فإنه هو الذي قال للنبي «صلى الله عليه وآله»: مرني بقتله، فإنه قد نافق. وقد طلب من النبي «صلى الله عليه وآله» مثل هذا الطلب في العديد من المناسبات، وبالنسبة للعديد من الناس، كما أشرنا إليه فيما سبق.




([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وفتح الباري ج12 ص273 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص11.
([2]) البحار ج21 ص119 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص209 نيل الأوطار ج8 ص156 وفتح الباري ج7 ص400 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج3 ص450 وجامع البيان للطبري ج28 ص76 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 والثقات لابن حبان ج4 ص41 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص327 والبداية والنهاية ج4 ص323 وإمتاع الأسماع ج13 ص376 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص858 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص536.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج209 والمغازي للواقدي ج2 ص798 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج3 ص450 ونيل الأوطار ج8 ص156 والبداية والنهاية ج4 هامش ص324 وإمتاع الأسماع ج1 ص352.
([4]) في البحار ج21 ص125 و 136 و 137 عن إعلام الورى: أنها مولاة أبي لهب . وعن تفسير فرات ص183 و 184 والمغازي للواقدي ج2 ص799 وتاريخ الخميس ج2 ص78 ونيل الأوطار ج8 ص156 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج3 ص450 وجامع البيان للطبري ج28 ص76 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص327 والبداية والنهاية ج4 ص323 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص858 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص536.
([5]) تاريخ الخميس ج2 ص79 وراجع: فتح الباري (المقدمة) ص288 و 301 وعمدة القاري ج14 ص254 وج17 ص274 وعون المعبود ج7 ص223 وتفسير الآلوسي ج28 ص66 وتاريخ مدينة دمشق ج29 ص30 والإصابة ج8 ص398.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج10 ص64 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص10 والبحار ج21 ص119 و 136 وتفسير فرات ص480 وتفسير مقاتل بن سليمان ج3 ص349 وعيون الأثر ج2 ص184 والإرشاد ج1 ص56 وشجرة طوبى ج2 ص301 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص266 وجامع البيان للطبري ج28 ص76 وتفسير ابن زمنين ص376 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 وتاريخ الأمم والملوك 2 ص327 وإمتاع الأسماع ج13 ص376 وأعيـان الشيعـة ج1 ص275 و 408 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص536 وشرح إحقاق الحق ج31 ص8.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص209 والمغازي للواقدي ج2 ص798 وعمدة القاري ج17 ص274 ونيل الأوطار ج8 ص156 وفتح الباري ج7 ص400.
([8]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص10 والبحار ج21 ص94 ونيل الأوطار ج8 ص156 وفتح الباري ج7 ص400 وج12 ص273 وعمدة القاري ج14 ص255 وتاريخ الأحاديث والآثار ج3 ص447 وحقائق التنزيل وعيون الأقاويل للزمخشري ج4 ص88 وتفسير مجمع البيان ج9 ص446 وتفسير الثعلبي ج9 ص291 وتفسير البغوي ج4 ص329 وتفسير النسفي ج4 ص235 وتفسير الرازي ج29 ص269.
([9]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص10 ومغازي الواقدي ج2 ص799 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وفتح الباري ج12 ص273 وعمدة القاري ج14 ص255 وتاريخ الأحاديث والآثار ج3 ص447 حقائق التنزيل وعيون الأقاويل للزمخشري ج4 ص88 وتفسير مجمع البيان ج9 ص446 وتفسير نور الثقلين ج5 ص300 وتفسير الثعلبي ج9 ص291 وتفسير البغوي ج4 ص329 وتفسير النسفي ج4 ص235 وتفسير الرازي ج29 ص269.
([10]) البحار ج21 ص94 وتفسير مجمع البيان ج9 ص446 وتفسير نور الثقلين ج5 ص300 وتفسير الثعلبي ج9 ص291.
([11]) البحار ج21 ص94 عن مجمع البيان ج9 ص269 و 270 وتفسير الثعلبي ج9 ص291 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370.
([12]) المغازي للواقدي ج2 ص799 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص209 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص10 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وإمتاع الأسماع ج1 ص352.
([13]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص209 عن أحمد، ومسلم، والبخاري، والنسائي، والترمذي، وأبو داود عن أبي رافع عن علي، وأبو يعلى، والحاكم والضياء عن عمر بن الخطاب. والإمام أحمد، وعبد بن حميد عن جابر، وابن مردويه عن أنس، وابن مردويه عن سعيد بن جبير، وابن إسحاق عن عروة، وابن مردويه عن عبد الرحمن عن حاطب بن أبي بلتعة، ومحمد بن عمر عن شيوخه.
وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص75 والبحار ج21 ص119 و 120 عن الإرشاد للمفيد، والمغازي للواقدي ج2 ص799 وإمتاع الأسماع ج2 ص352.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وتاريخ الخميس ج2 ص79 والسيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 ونيل الأوطار ج8 ص156 وفتح الباري ج7 ص401 وعمدة القاري ج17 ص173 وتفسير القرطبي ج18 ص50 = = وتفسير الآلوسي ج28 ص66 والبداية والنهاية ج4 ص324 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص342 وعيون الأثر ج2 ص205 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص537.
([15]) البحار ج21 ص125 عن إعلام الورى (ط مؤسسة الوفاء) ج1 ص216.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 والسيرة الحلبية ج3 ص75 والبداية والنهاية ج4 ص324 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص537 وراجع: البحار ج21 ص137 وتفسير فرات ص183 و 184 و (ط مؤسسة الطبع والنشر ـ طهران) ص480 وتاريخ الخميس ج2 ص79 .
([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 والسيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 وراجع: فتح الباري ج12 ص273 .
([18]) البحار ج21 ص94 ومجمع البيان ج9 ص269 و 270 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج4 ص455 والمغازي للواقدي ج2 ص798 وتاريخ الخميس ج2 ص79 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص147 وعمدة القاري ج14 ص255 وتخريج = = الأحاديث والآثار ج3 ص447 وتفسير نور الثقلين ج5 ص300 وتفسير الميزان ج9 ص63 وتفسير الثعلبي ج4 ص346 وج9 ص291 وتفسير مقاتل بن سليمان ج3 ص347 وأسباب نزول الآيات ص282 وتفسير البغوي ج4 ص329 وتفسير النسفي ج4 ص235 وتفسير الرازي ج32 ص153 وتفسير القرطبي ج18 ص51 وتفسير البيضاوي ج5 ص325 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص313 والدر المنثور ج3 ص178 وتفسير أبي السعود ج8 ص235.
([19]) البحار ج21 ص112 وج72 ص388 وشجرة طوبى ج2 ص301 وتفسير القمي ج2 ص361 والتفسير الصافي ج5 ص161 وج7 ص165 وتفسير الميزان ج19 ص234.
([20]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وج10 ص64 والبحار ج21 ص112 و 120 وج72 ص388 وتفسـير القـمـي ج2 ص361 والتفسير = = الصافي ج5 ص161 وج7 ص165 وتفسير نور الثقلين ج5 ص199 وتفسير الميزان ج19 ص134 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص266 وجامع البيان للطبري ج28 ص76 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص328 والبداية والنهاية ج4 ص324 وإمتاع الأسماع ج1 ص352 وج13 ص376 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص858 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص536 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص11.
([21]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وج10 ص64 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج5 ص293 وتفسير القرطبي ج18 ص51.
([22]) عيون الأثر ج2 ص184.
([23]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وج10 ص64 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج5 ص293 وتفسير القرطبي ج18 ص51.
([24]) السيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11.
([25]) السيرة الحلبية ج3 ص75 والبحار ج21 ص94 عن مجمع البيان ج9 ص269 و 270 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص446 والمغازي للواقدي ج2 ص797 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وعمدة القاري ج14 ص255 و ج19 ص229 وتفسير جوامع الجامع ج3 ص542 وتفسير نور الثقلين ج5 ص300 وتفسير الثعلبي ج9 ص291 وأسباب نزول الآيات للواحدي ص282 وتفسير القرطبي ج18 ص51 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسين ج2 ص683.
([26]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص328 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص858 وعيون الأثر ج2 ص184 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص11 موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري ج1 ص274.
([27]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وقال في هامشه: أخرجه البخاري 6/(3007) (4890) ومسلم ص 3/(1941) حديث (161) وأبو داود في الجهاد، وأحمد 1/79 والترمذي في تفسير سورة الممتحنة، والبيهقي في الدلائل 5/16.
وراجع: البحار ج21 ص94 عن مجمع البيان ج9 ص269 و 270 و (ط مؤسسة = = الأعلمي) ص446 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وكتاب الأم للشافعي ج4 ص264 والمجموع للنووي ج19 ص340 وكتاب المسند للشافعي ص316 ومسند أحمد ج1 ص79 وصحيح البخاري ج6 ص60 وسنن أبي داود ج1 ص597 وسنن الترمذي ج5 ص82 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص146 وعمدة القاري ج14 ص254 وج17 ص273 وج19 ص229 ومسند الحميدي ج1 ص27 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص57 ومسند أبي يعلى ج1 ص316 وصحيح ابن حبان ج14 ص424 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج7 ص102 وتخريج الأحاديث والآثار ج3 ص447 وتفسير نور الثقلين ج5 ص301 وتفسير جامع البيان ج28 ص74 وأسباب نزول الآيات ص283 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص369 وأسد الغابة ج1 ص361 وتفسير البغوي ج4 ص328 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص525 والبداية والنهاية ج4 ص324.
([28]) السيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 وتفسير فرات ص183 و 184 والبحار ج21 ص136 و 137 وتاريخ الخميس ج2 ص89 وراجع: تفسير الثعلبي ج9 ص291 وأسباب نزول الآيات ص282 وتفسير القرطبي ج18 ص51 ومطالب السؤول ص197 وكشف الغمة ج1 ص179.
([29]) البحار ج21 ص119 ـ 121 وص125 و 126 عن الإرشاد للمفيد ج1 ص56 ـ 59 وراجع: إعلام الورى ج1 ص384 وأعيان الشيعة ج1 ص408.
([30]) البحار ج21 ص125 عن إعلام الورى ج1 ص216.
([31]) البحار ج21 ص112 وج72 ص388 وتفسير القمي ج2 ص361 والتفسير الصافي ج5 ص161 وج7 ص165 وتفسير نور الثقلين ج5 ص299 وتفسير الميزان ج19 ص234.
([32]) تفسير مجمع البيان (ط مؤسسة الأعلمي) ج9 ص446 البحار ج21 ص94 وج41 ص8 وتفسير نور الثقلين ج5 ص301 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج3 ص683 وعين العبرة في غبن العترة لأحمد بن طاووس ص27 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص405 وتاريخ الخميس ج2 ص79 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص777.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص12 والبحار ج21 ص94 و 112 و 136 و 137 ومجمع البيان ج9 ص269 و 270 وتفسير فرات ص183 و 184 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص797 و 798 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص328 والكامل في التاريخ ج2 ص242 والبداية والنهاية ج4 ص324 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص858 وعيون الأثر ج2 ص185 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص537.
([34]) السيرة الحلبية ج3 ص75 و (ط دار المعرفة) ص11 وعمدة القاري ج15 ص12 وراجع: الخرائج والجرائح ج1 ص60 والبحار ج18 ص110 وصحيح البخاري ج4 ص39 ومجمع الزوائـد ج6 ص136 وعمـدة القاري ج14 ص255 وج15 ص11 وتحفة الأحوذي ج9 ص141 ومسند بن أبي يعلى ج1 ص320 وتخريج الأحاديث ج3 ص449 و 451 وكنز العمال ج10 ص523 وجامع البيان ج28 ص76 وأحكام القرآن لابن العربي ج4 ص224 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج5 ص293 وتفسير القرطبي ج18 ص51 والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج4 ص112 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص370 وإمتاع الأسماع ج9 ص123 وج13 ص376 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص280.
([35]) البحار ج21 ص94 و 95 عن مجمع البيان ج9 ص269 و 270 وتاريخ الخميس ج2 ص79 ومسند أبي يعلى ج1 ص318 و 319 و 321 والدرر لابن عبد البر ص214 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص266 وتخريج الأحاديث والآثار ج3 ص448 وجامع البيان للطبري ج28 ص77 وأسباب نزول الآيات 283 وتفسير البغوي ج4 ص329 وراجع: تفسير السمرقندي ج3 ص413 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج5 ص293 وزاد المسير ج8 ص3 وتفسير الرازي ج32 ص153 والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج4 ص112والثقات لابن حبان ج2 ص42 والبداية والنهاية ج4 ص324 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص42 وعيون الأثر ج2 ص185 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص537 والسيرة الحلبي (ط دار المعرفة) ج3 ص12 وشرح إحقاق الحق ج31 ص7.
([36]) البحار ج21 ص112 وج72 ص388 والتفسير الأصفى ج2 ص1290 والتفسير الصافي ج5 ص161 وج7 ص166 وتفسير نور الثقلين ج5 ص300 وتفسير الميزان ج19 ص235 وتفسير القمي ج2 ص362 .
([37]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص210 و 211 وتفسير الرازي ج29 ص297 وج32 ص154 والسيرة الحلبية ج3 ص75 و 76 و (ط دار المعرفة) ص12 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص798 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وراجع: كتاب الأم للشافعي ج4 ص264 والمجموع للنووي ج19 ص341 ونيل الأوطار للشوكاني ج8 ص154 و 156 والإيضاح لابن شاذان ص507 وشرح الأخبار ج2 ص301 والبحار ج21 ص95 ومواقف الشيعة ج2 ص255 وكتاب المسند للشافعي ص316 ومسند أحمد ج1 ص80 وصحيح البخاري ج4 ص19 وج5 ص89 وج6 ص60 وصحيح مسلم ج7 ص168 وسنن أبي داود ج1 ص597 وسنن الترمذي ج5 ص83 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص146 وعمدة القاري ج14 ص254 وج17 ص247 ومسند الحميدي ج1 ص28 والسنن الكبرى ج6 ص487 ومسند أبي يعلى ج1 ص316 و 321 وصحيح ابن حبان ج14 ص425 ومعرفة السنن والآثار ج7 ص102 والدرر لابن عبد البر ص214 وشرح النهج للمعتـزلي ج17 ص266 وتخريج الأحاديـث ج3 ص448 وكنز العـمال ج10 = = ص522 وج14 ص69 وتفسير مجمع البيان ج9 ص446 وتفسير نور الثقلين ج5 ص301 وتفسير الميزان ج19 ص236 وأحكام القرآن لمحمد بن إدريس الشافعي ج2 ص48 وجامع البيان ج28 ص75 و 77 وتفسير الثعلبي ج9 ص292 وأسباب نزول الآيات ص283 وتفسير البغوي ج4 ص328 و 329 وتفسير النسفي ج4 ص236 وأحكام القرآن لابن العربي ج4 ص224 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز لابن عطية الأندلسي ج5 ص293 وزاد المسير ج8 ص3 وتفسير القرطبي ج18 ص50 والتسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي الكلبي ج4 ص112 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص369 و 370 والدر المنثور ج6 ص203 وفتح القدير ج5 ص211 وتفسير الآلوسي ج28 ص66 والثقات لابن حبان ج2 ص42 وأسد الغابة ج1 ص361 ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» للأصفهاني ص154 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص328 والكامل في التاريخ ج2 ص242 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص526 و 527 والوافي بالوفيات ج11 ص210 والبداية والنهاية لابن كثير ج3 ص398 وج4 ص325 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص538.
([38]) الآيات 1 ـ 4 من سورة الممتحنة.
([39]) السيرة الحلبية ج3 ص76 والبحار ج21 ص112 عن تفسير القمي ص674 و 675 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ قم) ج1 ص11. والمغازي للواقدي ج2 ص798 وتاريخ الخميس ج2 ص79 وراجع: أغلب المصادر في الهامش السابق.
([40]) السيرة الحلبية ج3 ص75.
([41]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص76 و (ط دار المعرفة) ص13.
([42]) إعلام الورى (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص216 والبحار ج21 ص125 عنه.
([43]) البحار ج21 ص94 عن مجمع البيان ج9 ص269 و 270 والمغازي للواقدي ج2 ص798 وتاريخ الخميس ج2 ص79 ومصادر كثيرة تقدمت.
([44]) الآية 128 من سورة التوبة.
([45]) الآية 6 من سورة الأحزاب.
([46]) السيرة الحلبية ج3 ص76 و (ط دار المعرفة) ص13.
([47]) الآية 136 من سورة النساء.
([48]) الآية 137 من سورة النساء.
([49]) الآية 54 من سورة المائدة.
([50]) الآيتان 51 و 52 من سورة المائدة.
([51]) الآية 9 من سورة الممتحنة.
([52]) الآية 24 من سورة النمل.
([53]) راجع على سبيل المثال المصادر التالية: مجمع الزوائد ج6 ص235 وج7 ص238 وج5 ص186 وج9 ص111 ومستدرك الحاكم ج3 ص139، وتلخيص الذهبي بهامشه، وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص297 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج3 ص172 و 170 و 169 و 165 و 163 و 162 و 160 و 161 و 158 و 159 واللآلي المصنوعة ج1 ص213 و 214 وتاريخ بغداد ج13 ص186 وج8 ص 340 و 341 وكنز العمال ج11 ص278 وراجع ص287 و 318 و 343 و 344 وج15 ص96 وشرح النهج للمعتزلي ج3 ص207 و 345 وج4 ص221 و 462 وج18 ص27 وج6 ص130 وج13 ص183 و 185 وج1 ص201 والمناقب للخوارزمي ص125 و 106 و 282 والبداية والنهاية ج7 ص206 و 207 و 305 و 304 وج6 ص217 وفرائد السمطين ج1 ص332 و 285 و 283 و 282 و 281 و 280 و 279 و 150 ومروج الذهب ج2 ص404 والمحاسن والمساوئ ج1 ص68 والغدير وج3 ص192 و 194 وج1 ص337 وذخائر العقبى ص110 عن الحاكمي والرياض النضرة ج3 ص226 وكفاية الطالب ص168 و 169 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص451 و 435 و 437 وج4 ص244 ولسان الميزان ج2 ص446 وج6 ص206 وميزان الاعتدال ج1 ص126 و 174 وينابيع المودة ص104 و 128 و 81 والنهاية في اللغة ج4 ص185 ولسان العرب ج2 ص196 وج7 ص378 وتـاج العروس ج1 ص651 وج5 ص206 ونظـم درر السمطين ص130 = = وأسد الغابة ج4 ص33 والجمل ص35 والإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص82 وإحقاق الحق ج6 ص37 و 59 و 79 وج5 ص71 عن مصادر كثيرة تقدمت، وعن: تنزيه الشريعة المرفوعة ج1 ص387 ومفتاح النجا ص68 مخطوط وأرجح المطالب ص602 و 603 و 624 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج1 ص386 وشرح المقاصد للتفتازاني ج2 ص217 ومجمع بحار الأنوار ج3 ص143 و 195 وشرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي ص209 مخطوط والروض الأزهر ص389.
([54]) راجع: المصنف للصنعاني ج4 ص43 وكنز العمال ج6 ص538.
([55]) مسند أحمد ج1 ص35 والمصنف للصنعاني ج4 ص43 وج6 ص67 وج10 ص172 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص79 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص586 وأعيان الشيعة ج6 ص292 والأحكام لابن العربي ج1 ص575 وج2 ص416.
([56]) بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج2 ص35 وصحيح مسلم باب 8 ج1 ص51 و (ط دار الفكر) ج1 ص38 والنص والإجتهاد ص109 عنه وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص153 و 209 والدر المنثور ج2 ص292 وج3 ص241 وتاريخ خليفة بن خياط ص64 ورياض الصالحين للنووي ص502 والمواقف للإيجي ج3 ص651 ونصب الراية ج4 ص225 وكنز العمال ج5 ص660 و 662 و 719 وج6 ص527 و 531 وج12 ص494 وفيض القدير ج2 ص239 وجامع البيان للطبري ج24 ص117 = = وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص31 و 107 وتفسير الثعلبي ج8 ص286 وأحكام القرآن لابن عربي ج2 ص416 و 575 ومواقف الشيعة ج1 ص24 وكتاب المسند للشافعي ص208 وصحيح البخاري ج8 ص141 وسنن أبي داود ج1 ص347 وسنن الترمذي ج4 ص117 وسنن النسائي ج5 ص15 وج7 ص77 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص176 وج9 ص182 وعمدة القاري ج25 ص30 والمصنف للصنعاني ج4 ص44 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص8 و 280 ومسند أبي يعلى ج1 ص69 وصحيح ابن حبان ج1 ص451 ومعرفة السنن والآثار ج7 ص109 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص213 والفايق في غريب الحديث ج2 ص388 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص111 وج7 ص595 و 596 وراجع: مقارنة الأديان للدكتور أحمد الشلبي ص268 والمغني لابن قدامة ج2 ص434 و 437 والشرح الكبير ج2 ص434 و 671 ونيل الأوطار ج1 ص366 وفقه السنة للسيد سابق ج1 ص334 والإيضاح لابن شاذان ص132 وشرح الأخبار ج1 ص364 والفصول المختارة للشريف المرتضى ص120 والطرائف لابن طاووس ص436 وذخائر العقبى ص97 والصوارم المهرقة للتستري ص86 و 121 والبحار ج10 ص436 وج30 ص351 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص299 والثقات لابن حبان ج2 ص165 وتاريخ مدينة دمشق ج9 ص134.
([57]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص110 ووفيات الأعيان ج6 ص15 وقاموس الرجال ج4 ص146 و 147 عن تاريخ الأمم والملوك ج3 ص278 و 279 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص504 والغدير ج7 ص159 وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج17 ص204 ـ 206 والنص والإجتهاد ص119 و 123 وعن أسد الغابة ج4 ص295 و 296 ومعجم البلـدان ج1 ص455 وعن البـدايــة والنهـايــة ج6 = = ص354 و 355 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص73 والبحار ج30 ص476 و 477 و 491 و 493 والثقات ج2 ص169 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص274 وعن الإصابة ج2 ص218 وج5 ص560 و 561 والإستغاثة ج2 ص6 والكنى والألقاب ج1 ص42 و 43 وبيت الأحزان ص104.
([58]) النص والإجتهاد ص125 وفي هامشه عن: تاريخ اليعقوبي ج2 ص110 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158 والإصابة ج3 ص336 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص280 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص504.
وراجع: نسب قريش ص301 والبحار ج30 ص477 و 492 والغدير ج7 ص159 عن الطبري، وشرح النهج ج17 ص206 وأسد الغابة ج4 ص295 والكامل في التاريخ ج2 ص358 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص36 وراجع: البداية والنهاية ج6 ص355 وإمتاع الأسماع ج14 ص240 وأعيان الشيعة ج1 ص432 والكنى والألقاب ج1 ص43.
([59]) وفيات الأعيان ج6 ص15 والمختصر في أخبار البشر ج1 ص158 وروضة المناظر لابن الشحنة (مطبوع بهامش الكامل في التاريخ) ج7 ص167 والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج3 ص49 وج2 ص358 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص179 وتاريخ الأمم والملوك (ط ليدن) ج4 ص1410 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص503 والبداية والنهاية ج6 ص323 والبحار ج30 ص492 وأسد الغابة ج4 ص295 وإمتاع الأسماع ج14 ص239 والكامل في التاريخ ج2 ص359 وراجع: البداية والنهاية ج6 ص355 والغدير ج7 ص160 عن تاريخ أبي الفداء ج1 ص158 وص161 عن تاريخ الخميس ج2 ص233 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص37 وفيات الوفيات ج2 ص243 = = وإمتاع الأسماع ج14 ص239 ومكاتيب الرسول ج1 ص665 وكنز العمال ج5 ص619 وتاريخ خليفة بن خياط ص68 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص256 والإصابة ج5 ص561.
([60]) راجع كتابنا: مأساة الزهراء «عليها السلام» بمجلديه الأول والثاني.
([61]) راجع كتابنا: مختصر مفيد ج5 ص62 ـ 67 تحت عنوان: «السقيفة إنقلاب مسلح».
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page