• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع: النبي في داخل الكعبة

مفتاح الكعبة مع النبي :

عن أبي هريرة، وعلقمة بن أبي وقاص الليثي، ومحمد بن عمر عن شيوخه، يزيد بعضهم على بعض، قال عبد الله: كان عثمان بن طلحة قد قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالمدينة مسلماً مع خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص قبل الفتح([1]).
فلما فرغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» من طوافه أرسل بلالاً إلى عثمان بن طلحة يأتيه بمفتاح الكعبة، فجاء بلال إلى عثمان، فقال: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأمرك أن تأتي بالمفتاح([2]).
فقال: نعم، هو عند أمي سلافة.
فرجع بلال إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبره أنه قال: نعم، وأن المفتاح عند أمه.
فبعث إليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» رسولاً فجاء، فقالت: لا، واللات والعزى، لا أدفعه إليك أبداً.
فقال عثمان: يا رسول الله، أرسلني أخلصه لك منها، فأرسله، فقال: يا أمّه ادفعي إليَّ المفتاح، فإن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أرسل إليَّ، وأمرني أن آتيه به.
فقالت أمه: لا. واللات والعزى، لا أدفعه إليك أبداً.
فقال: لا لات ولا عزى، إنه قد جاء أمر غير ما كنا عليه، وإنك إن لم تفعلي قُتلت أنا وأخي، فأنت قتلتِنا. فوالله لتدفَعِنَّهُ، أو ليأتين غيري فيأخذه منك، فأدخلته في حجزتها([3])، وقالت: أي رجل يدخل يده ههنا؟([4]).
وقالت له: أنشدك الله أن يكون ذهاب مأثرة قومك على يديك([5]).
قال الزهري: فأبطأ عثمان ورسول الله «صلى الله عليه وآله» قائم ينتظره، حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق، ويقول: «ما يحبسه فيسعى إليه رجل» انتهى.
فبينما هما على ذلك وهو يكلمها إذ سمعت صوت أبي بكر وعمر في الدار، وعمر رافع صوته حين أبطأ عثمان: يا عثمان اخرج.
فقالت أمه: يا بني خذ المفتاح، فإن تأخذه أنت أحب إليَّ من أن يأخذه تيم وعدي.
فأخذه عثمان، فخرج يمشي به حتى إذا كان قريباً من وجه رسول الله
«صلى الله عليه وآله» عثر عثمان فسقط منه المفتاح، فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى المفتاح فحنى عليه بثوبه([6]).
وعند الواقدي: أن عثمان جاء بالمفتاح إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فناوله إياه([7]).
وعن ابن عمر: أن بني أبي طلحة كانوا يقولون: لا (يستطيع أن) يفتح الكعبة إلا هم، فتناول رسول الله «صلى الله عليه وآله» المفتاح، ففتح الكعبة بيده([8]).

مفتاح الكعبة أُخذ قهراً:

وروي بسند جيد عن أبي السفر، قال: لما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» مكة دعا شيبة بن عثمان بالمفتاح ـ مفتاح الكعبة ـ فتلكأ، فقال لعمر: «قم فاذهب معه، فإن جاء به وإلا فاجلد رأسه».
فجاء به فأجاله في حجره([9]).
وقال أبان: وحدَّثني بشير النبال، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: لما كان فتح مكة قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «عند من المفتاح»؟
قالوا: عند أم شيبة.
فدعا شيبة، فقال: «اذهب إلى أمك، فقل لها: ترسل بالمفتاح».
فقالت: قل له: قتلت مقاتلنا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا؟
فقال: لترسِلِنّ به أو لأقتلنك، فوضعته في يد الغلام، فأخذه. ودعا عمر، فقال له: «هذا تأويل رؤياي من قبل».
ثم قام «صلى الله عليه وآله» ففتحه وستره، فمن يومئذ يستر، ثم دعا الغلام فبسط رداءه فجعل فيه المفتاح، وقال: رده إلى أمك([10]).
وفي نص آخر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعث علياً «عليه السلام» إلى عثمان بن طلحة، فأبى أن يدفع المفتاح إليه، وقال: لو علمت أنه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم أمنعه منه، فصعد إلى السطح، فتبعه عليّ «عليه السلام» ولوى يده، وأخذ المفتاح منه قهراً، وفتح الباب([11]).
فلما نزل قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..}([12]). أمره «صلى الله عليه وآله» أن يدفع المفتاح إليه، متلطفاً به، (ويعتذر إليه. وقال له: قل له: خذوها يا بني طلحة بأمنة الله، فاعملوا فيها بالمعروف، خالدة تالدة الخ..)([13]).
فجاء علي «عليه السلام» بالمفتاح متلطفاً، فقال له: أكرهت وآذيت، ثم جئت ترفق؟!
فقال «عليه السلام»: لأن الله أمرنا بردها عليك.
فأسلم، فأقره النبي «صلى الله عليه وآله» في يده([14]).
وفي نص آخر: أنه بعد أن أخذ علي «عليه السلام» المفتاح قهراً، ودخل النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الكعبة، فصلى ركعتين ثم خرج. سأله العباس أن يعطيه المفتاح، فنزلت الآية: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..}»([15]).
وستأتي روايات أخرى حول نزول هذه الآية في بني شيبة، وذلك حين الحديث عن إعطائهم حجابة البيت ومفتاح الكعبة، وذلك بعد خطبة النبي «صلى الله عليه وآله» على باب الكعبة، فانتظر..

إزالة الصور والتماثيل من داخل الكعبة:

روي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» دخل البيت في فتح مكة، ولم يدخله في حج ولا عمرة. ودخل وقت الظهر([16]).
وفي حديث صفية بنت شيبة: وجد رسول الله «صلى الله عليه وآله» في البيت حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها([17]).
وفي حديث جابر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما دخل البيت رأى فيه تمثال إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق. وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «قاتلهم الله، لقد علموا ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام».
ثم دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بزعفران فلطخه بتلك التماثيل([18]).
ورووا: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمر عمر بن الخطاب ـ وهو بالبطحاء ـ أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها حتى محيت الصور، وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم.
فلما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» رأى صورة إبراهيم (وعند الديار بكري: رأى فيها صور الملائكة، وغيرهم، فرأى إبراهيم مصوراً في يده الأزلام يستقسم بها)، فقال: «يا عمر، ألم آمرك ألا تدع فيها صورة؟ قاتلهم الله، جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام».
زاد الحلبي وغيره قوله: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ}([19])، ثم أمر بتلك الصور فطمست([20]).
ثم رأى صورة مريم، فقال: «امسحوا ما فيها من الصور، قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون»([21]).
وحسب نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» رأى الصور وهي صور الملائكة، وصور إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام يستقسمان بها، أي وإسحاق، وبقية الأنبياء، وصورة مريم، فقال: «قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون، قاتلهم الله، لقد علموا أنهما لم يستقسما بالأزلام قط»([22]).
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وعن عكرمة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، يعني الأصنام، فأمر بها فأخرجت: صورة إبراهيم، وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «قاتلهم الله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط».
زاد ابن أبي شيبة: ثم أمر بثوب فبُلَّ ومحا به صورهما([23]).
وعن أسامة بن زيد: أنه «صلى الله عليه وآله» دعا بدلو من ماء فضرب به الصور([24]).
وفي نص آخر: أن الذي جاء بذنوب([25]) الماء هو الفضل بن العباس، وأنه جاء به من زمزم، فطمس به الصور([26]).
وعن ابن عمر: أن المسلمين تجردوا في الأُزر وأخذوا الدلاء، وانجروا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها، فلم يدعوا أثراً من المشركين إلا محوه وغسلوه([27]).
وعن الواقدي قوله: أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان أن يقدما البيت، وقال لعمر: لا تدع صورة حتى تمحوها إلا صورة إبراهيم.
فلما دخل «صلى الله عليه وآله» ورآها قال: يا عمر، ألم آمرك ألا تدع فيها صورة إلا محوتها.
فقال عمر: كانت صورة إبراهيم.
قال: فامحها([28]).

صلاة النبي داخل الكعبة وخارجها:

ورووا: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أقبل يوم الفتح من أعلى مكة، على ناقته القصواء، وهو مردف أسامة، ومعه بلال، وعثمان بن طلحة، حتى أناخ في المسجد عند البيت، وقال لعثمان: ائتني بالمفتاح. فذهب إلى أمه، فأبت أن تعطيه إياه.
فقال: لتعطينَّه أو لأخرجن هذا السيف من صلي. فلما رأت ذلك أعطته إياه، فجاء به، ففتح عثمان له الباب، قالوا:
1 ـ فدخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأسامة، وبلال، وعثمان بن طلحة.
وزاد بعضهم: الفضل بن عباس، ولم يدخلها أحد معهم، فاغلقوا عليهم الباب([29]).
2 ـ ولما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» الكعبة كبر في زواياها، وأرجائها، وحمد الله تعالى، وقد اختلفوا في أمر صلاته في الكعبة.
وفي رواية: أنه «صلى الله عليه وآله» كبر في نواحي البيت، ولم يصل([30]).
3 ـ وفي رواية أخرى: أنه صلى ركعتين([31]).
4 ـ عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لما فتح رسول الله «صلى الله عليه وآله» مكة انطلقت فوافقت رسول الله «صلى الله عليه وآله» خرج من الكعبة، وأصحابه قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله «صلى الله عليه وآله» وسطهم، فسألت من كان معه، فقلت: كيف صنع رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين دخل الكعبة؟
قال: صلى ركعتين([32]).
5 ـ روي: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خرج من البيت صلى ركعتين قِبل الكعبة، وقال: هذه القبلة([33]).
وعن السائب يزيد قال: حضرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الفتح صلى في قبل الكعبة، فخلع نعليه فوضعهما عن يسارة، ثم استفتح بسورة المؤمنين، فلما جاء ذكر موسى وعيسى أخذته سعلة فركع([34]).

النبي لم يدخل الكعبة إلا يوم الفتح:

إن أول سؤال يواجهنا في النصوص المتقدمة هو: ما السبب في أنه «صلى الله عليه وآله» لم يدخل الكعبة إلا في يوم الفتح؟!
ويمكن أن يقال في الجواب: إن الدخول إلى الكعبة يوم الفتح من شأنه أن يؤكد لقريش أن أمر الحرم لم يعد إليها، بل هو قد عاد إلى أهله رغماً عن المعتدين والغاصبين. وعلى الناس كلهم أن يلتزموا بما يرسمه لهم مَنْ لا {يَنطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}([35])..
فأولى الناس ببيت الله، هو نبيه المبعوث لتعليم الأمة وهدايتها، وهو لم يجعل الدخول والخروج من البيت شغله الشاغل، بل إنه لم يدخل إليه إلا حين استعاده من أيدي الأرجاس، ليزيل عنه ومنه رجسهم، ومظاهر شركهم، وليعيده إلى ما كان عليه من الطهر، والنزاهة، والخلوص..
فإن على الناس كلهم أن لا يتخذوا الدخول إليه والخروج منه سنة، أو عادة وطريقة.. وأن لا يجعلوا ذلك من موارد التنافس والتفاخر والتباهي، إذ المطلوب الأهم هو أن تحفظ قداسة البيت، ويصان عزه، وتتأكد مكانته في النفوس، وعظمته في القلوب. واعتياد الدخول والخروج إليه ربما يكون مضراً بهذا الهدف.

إزالة الصور من داخل الكعبة:

إن ملاحظة الروايات المتقدمة التي تتحدث عن إزالة الصور من داخل الكعبة تثير علامات استفهام كبيرة حول حقيقة ما فعله عمر بن الخطاب في أمر الصور في داخل الكعبة، حين أمره النبي «صلى الله عليه وآله» بمحوها.
فهل محاها حقاً، أم أن الذي محاها هو أسامة، أم الفضل بن العباس؟!
ولو قبلنا: أن عمر قد امتثل أمر النبي «صلى الله عليه وآله» ومحا الصور، فلماذا ترك صورة إبراهيم «عليه السلام» وهو يستقسم بالأزلام؟!
وقد حاول الحلبي أن يرفع التنافي بين الروايات، فقال: إن عمر محا الصور كلها باستثناء صورة إبراهيم، وإسماعيل، ومريم والملائكة([36]).
وأغرب من ذلك: أن نجد الزهري ينسب إبقاء صورة إبراهيم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه، فيقول: «لما دخل النبي «صلى الله عليه وآله» فرأى فيها صور الملائكة وغيرها، ورأى صورة إبراهيم «عليه السلام»، قال: قاتلهم الله، جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام.
ثم رأى صورة مريم، فوضع يده عليها، ثم قال: امسحوا ما فيها من الصور إلا صورة إبراهيم»([37]).
والسؤال هنا هو: إذا كان وجود الصور جائزاً فما الحاجة إلى محوها؟ وإن كان حراماً، فلماذا ترك صورة إبراهيم «عليه السلام»؟!
وإن كان لا مانع من بقاء الصور لكنه لاحظ عنواناً ثانوياً، وهو أنه يخشى من أن تدخل في اعتقادات الناس، وينتهي الأمر بهم إلى نوع من الشرك في العبادة، فذلك المحذور موجود من خلال إبقائه صورة إبراهيم «عليه السلام» أيضاً.
وسؤال آخر، وهو: كيف أبقى صورة إبراهيم «عليه السلام» وهو يستقسم بالأزلام؟ مع أن ذلك أمر مكذوب على إبراهيم «عليه السلام»؟! وإذا كان قد أزال من الصورة الأشكال التي تشير إلى الإستقسام، فلماذا لم يذكر لنا ذلك في التاريخ والرواية؟!
وثمة سؤال آخر أيضاً، وهو: لماذا لم تبق صورة إبراهيم «عليه السلام» بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟ ومن الذي أزالها من الكعبة؟! ولماذا لم يعترض المسلمون وعلماء الأمة على من أبطل وأزال أمراً أبقاه رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وأما الجمع بين الروايات الذي قرره الحلبي، فهو لا ينفع شيئاً، بعد أن كان أصل إبقاء الصور ممنوعاً..
على أن إزالة صور الأشخاص، والملائكة، وغيرهم من ذوي الأرواح أولى من إزالة غيرها، لأن الناس يفتنون بصور الناس والملائكة أكثر من فتنتهم بصور الأشجار، والأبنية، والأواني ونحوها.
على أن مفتاح الكعبة قد كان مع بني شيبة، والنبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي أخذه، ففتحها ودخل، فما معنى قولهم: إنه أرسل عمر بن الخطاب ليمحو الصور من داخل الكعبة؟! فهل كان مع عمر مفتاح خاص به؟! أم أن بني شيبة هم الذين فتحوا باب الكعبة؟!.
إلا أن يقال: إن المراد: أن عمر قد دخل معه «صلى الله عليه وآله» إلى الكعبة فوكله بمحو تلك الصور، فمحاها وترك صورة إبراهيم «عليه السلام».
ولكننا نقول:
إن هذا كلام غير صحيح، فقد ذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين قد اشتغلوا بمحو الصور بواسطة الماء الذي كانوا يأتون به من زمزم..
يضاف إلى ذلك: أنهم ذكروا أسماء الذين دخلوا مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الكعبة، وليس فيهم عمر بن الخطاب.. فما معنى حشر اسمه في هذا المورد؟! إلا أن يكون الهدف هو ذر الرماد في العيون، ونسبة فضيلة إليه ليس له فيها نصيب.

التكبير في زوايا الكعبة:

والتكبير في زوايا الكعبة هو المناسب لموقعية الكعبة، وشأنها، ومقامها، وهو المنسجم مع الوظيفة التي تؤديها، والدلالات التي تتكفل بها، فهي رمز التوحيد، ومثال حي لتعظيم الله تبارك وتعالى، وهي أهم موقع لتنزيهه عن الأنداد والشركاء، فكيف إذا كانت قد تعرضت للإهانة وللتدنيس بوضع الأصنام فيها، ورسم صور الأنبياء على جدرانها، وهم يستقسمون بالأزلام؟! افتراءً من أولئك الكفرة على أقدس الناس في أقدس مكان، وأفضل بقعة على وجه الأرض.

صلاة النبي في داخل الكعبة:

إن الروايات المتقدمة: متناقضة فيما بينها، فقد دلت طائفة منها على أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد صلى في داخل الكعبة ركعتين، وفي بعضها: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يصل فيها.
كما أن هناك اختلافات في نفس دخول النبي «صلى الله عليه وآله» إليها، فقد زعموا: أنه «صلى الله عليه وآله» دخل الكعبة بعد هجرته أربع مرات: يوم الفتح، يوم ثاني الفتح، وفي حجة الوداع، وفي عمرة القضاء. وفي كل هذه الدخلات خلاف، إلا الدخول الذي كان يوم فتح مكة([38]).
وقالوا: إن سبب الاختلاف في صلاته داخل الكعبة هو: تعدد دخوله إليها، حيث صلى في بعضها، ولم يصل في بعضها الآخر([39]).
ونقول:
لكن ظاهر النصوص هو: أنها تتحدث عن الدخول الأول إلى الكعبة الشريفة، وهو الذي كان محط أنظار الرواة، ونقلة الأخبار.
وحول الصلاة في داخل الكعبة نقول:
إنهم يقولون: أن المراد بالصلاة هو الدعاء([40]).
والجواب: أن التعبير: بأنه صلى ركعتين، في الرواية التي تقول عن بلال: «ذهب عني أن أسأله كم صلى» تكذب هذا الإحتمال([41]).
ثم إننا نقول:
إن هذه الإختلافات، خصوصاً إذا كانت في أمور التشريع، تحتاج إلى حسم الأمور فيها بصورة تقطع العذر، وتزيل الشبهة. ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى، فقد روى الشيخ «رحمه الله» عن الطاطري، عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال:
«سمعته يقول: لا تصلّ المكتوبة في جوف الكعبة، فإن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يدخلها في حج ولا عمرة، ولكن دخلها في فتح مكة، فصلى فيها ركعتين بين العمودين، ومعه أسامة»([42]).

سؤال.. وجوابه:

قد يقال: إذا كان «صلى الله عليه وآله» قد دخل الكعبة يوم عمرة القضاء، فماذا كان موقفه من الأصنام التي كانت بداخلها؟! هل أزالها؟! أم تركها؟! وهل يجوز له ترك الأصنام في الكعبة؟!
ويمكن أن يجاب: بأن المفروض: هو أن لا يتعرض لها في عمرة القضاء، كما لم يتعرض للأصنام التي كانت في المسجد، وعلى الكعبة، لأن أي تعرض لها لا بد من أن يعتبره المشركون نقضاً للعهد. وسيعطي المبرر لقريش للتشنيع عليه، وإسقاط مصداقيته بين الناس. فلا بد من أن تترك الأمور إلى الوقت المناسب، وحيث لا يبقى لقريش أي ذريعة.

أبو بكر وعمر لم يدخلا الكعبة:

وقد صرحت الروايات بأسماء الذين دخلوا الكعبة، وأسماء الذين حطموا الأصنام على ظهر الكعبة، وفي المسجد الحرام، ولم نجد لأبي بكر ولا لعمر ذكراً، لا مع هؤلاء، ولا مع أولئك. فأين كان هذان الرجلان في هذه اللحظات الحساسة؟!
وما الذي منعهما من المشاركة في هذا الأمر الجليل؟! هل كانا لا يرغبان في خدش مشاعر قومهما في هذه اللحظات الحرجة بالذات؟! أم أنهما كانا يؤديان واجباً آخر؟!
إننا لو سألنا عن علي بن أبي طالب لقيل لنا: إنه كان يلاحق المشركين الذين أهدر النبي «صلى الله عليه وآله» دمهم، لينفذ فيهم حكم الله تعالى، وقد تمكن من قتل بعضهم ممتثلاً بذلك أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وهو لم يرع فيهم أخته أم هاني..
أو يقال لنا: إنه حامل راية رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقائد جيوشه، فالمفروض أن يكون منشغلاً بتدبير أمر ذلك الجيش العرمرم.
أو يقال لنا: إنه كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد أصعده «صلى الله عليه وآله» على كتفيه إلى ظهر الكعبة ليحطم الأصنام عليها، وقد فعل ذلك..
ولكن لو سألنا عن أبي بكر وعمر أين هما؟ فما هو الجواب الذي يمكن أن نتوقعه منهما، وعنهما؟!
ولماذا غابا عن الأنظار في هذه اللحظات الحرجة بالذات؟! أم تراهما قد ذهبا لتفقد الأهل والعشيرة، والمنازل والرباع؟!
أو أنهما يتجاذبان أطراف الحديث مع الخلان والإخوان؟!
لا ندري!!
فإن التاريخ لم يفصح لنا عن شيء في هذا المجال.. إما خيانة منه!! أو عجزاً، وفشلاً!! وكلاهما غير مرضيّ له، ولا مقبول منه.

لا نريد الحديث عن التناقضات:

وقد أشرنا في مناسبات عديدة: إلى أن التناقض فيما بين الروايات يدل على أن واحدة منها هي الصحيحة في مورد الإختلاف، ويحكم على سائرها بالخطأ أو الكذب في نفس ذلك المورد.
مع احتمال: أن يكون الجميع مكذوباً، أو مخطئاً، والصحيح شيء آخر.
ولكن الحكم على مورد الإختلاف بالخطأ، أو الكذب، كلاً أو بعضاً لا يعني أن سائر الفقرات كذلك، لجواز أن تكون صحيحة أيضاً.
أي أن سقوط فقرة من الرواية عن الحجية، لا يعني سقوط سائر فقراتها عنها..
ولأجل وضوح هذا الأمر، وتكرر ذكرنا له في الموارد المختلفة، آثرنا أن نعتمد من الآن فصاعداً على وعي القارئ لهذه الحقيقة، ونكل إليه أمر رصد تلك التناقضات والإختلافات، ثم التعامل معها بصورة صحيحة وواقعية.

هذا تأويل رؤياي:

تحدثنا في جزء سابق: عن أن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ كما ورد في القرآن الكريم ـ كان في عام الحديبية قد أخبر أصحابه بأنه رأى رؤيا مفادها: أن المسلمين يدخلون المسجد الحرام آمنين محلقين.. ثم سار بهم نحو مكة، فصدهم المشركون في ذلك العام، وكان عهد الحديبية، فثارت ثائرة كثير من أصحابه «صلى الله عليه وآله»، وكان أشدهم عمر بن الخطاب.
ثم كانت عمرة القضاء التي دخل المسلمون فيها إلى المسجد الحرام محلقين، قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}([43])
ولعل المسلمين قد اعتبروا ما جرى في عمرة القضاء هو تأويل تلك الرؤيا([44]).
ولكن الرواية المتقدمة عن الإمام الصادق «عليه السلام» تقول: إن النبي «صلى الله عليه وآله» حين تسلم مفتاح الكعبة في فتح مكة، دعا عمر بن الخطاب، وقال له: «هذا تأويل رؤياي».
فاللافت هنا:
أولاً:
دعوته «صلى الله عليه وآله» خصوص عمر بن الخطاب، دون كل من عداه، ليسمعه هذا القول.. مما يعني: أن عمر بن الخطاب كان لا يزال يشكك في صدق رؤيا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مع أن رؤياه «صلى الله عليه وآله» من الوحي.
ثانياً: إن الأمن الحقيقي في مكة قد حصل يوم الفتح، وبلغ ذروته حين تسلم «صلى الله عليه وآله» مفتاح الكعبة، الذي يشير إلى انتهاء كل شيء واستسلام عتاة المشركين، وقريش بالذات.
ثم جاءت حجة الوداع فدخل المسلمون إلى مكة آمنين أمناً حقيقياً، لا شبهة فيه، وكانوا محلقين رؤوسهم ومقصرين.

عثمان بن طلحة في فتح مكة:

تقدم أنهم زعموا: أن عثمان بن طلحة أسلم بالمدينة مع خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وبقي فيها إلى أن جاء مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مكة يوم الفتح([45]).
ولكن الروايات المتقدمة قد تناقضت في بيانها لموقف عثمان بن طلحة، حتى لقد نسب إليه بعضها: أنه رفض تسليم المفتاح، وقال: لو أعلم أنه رسول الله لم أمنعه.
فإن كان حقاً قد أسلم قبل ذلك، فهذا ارتداد صريح كما قاله ابن ظفر في ينبوع الحياة([46]).
على أن بعض الروايات المتقدمة قد صرحت: بأنه إنما أسلم حين أرجع علي «عليه السلام» المفتاح إليه برفق.
ولعل ملاحظة الروايات المتقدمة وسواها تعطي: أن ثمة خلطاً بين عثمان بن طلحة، وبين شيبة بن طلحة، فلعل المفتاح كان عند شيبة أولاً، فرفض إعطاءه للنبي «صلى الله عليه وآله»، ثم أودعه عند أمه سلافة، ثم أرسل النبي «صلى الله عليه وآله» عثمان بن طلحة فأخذه منها، بعد أن جرى معها له ما جرى.
وسيأتي قولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أعطى المفتاح إلى عثمان..
ويصرح البعض: بأن عثمان دفعه إلى أخيه شيبة، فهي في ولده إلى اليوم([47]).
آية: أداء الأمانات إلى أهلها:
وقد زعمت بعض الروايات المتقدمة: أنه لما نزل قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..}([48]) أرسل «صلى الله عليه وآله» المفتاح إليهم مع علي «عليه السلام»، وأمره أن يدفعه إلى عثمان بن طلحة متلطفاً، فأخذه منه، وأسلم..
وسيأتي بعد إيراد خطبة النبي «صلى الله عليه وآله» الشهيرة على باب الكعبة، بيان بعض ما فيها من إشارات ودلالات ترتبط بجعل حجابة البيت وإعطاء المفتاح لبني شيبة، وسنتحدث إن شاء الله عن شأن نزول هذه الآية أيضاً هناك، فانتظر.

لمن هذا التهديد؟!:

إن قوله في رواية بشر النبال عن الإمام الصادق «عليه السلام»: لترسلن به (يعني المفتاح) أو لأقتلنك، إن كان من كلام النبي «صلى الله عليه وآله» يهدد به شيبة، فلا بد من الإجابة على سؤال:
ما معنى هذا التهديد من النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» لعثمان بالقتل في حين أن أمه هي التي امتنعت عن تسليم مفتاح الكعبة إليه، وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}؟.
وقد يجاب عن ذلك: بأن من الممكن أن يكون المفتاح بيد شيبة، ثم أودعه عند أمه، في محاولة منه للضغط الهادف إلى الإحتفاظ بهذه المكرمة، فيصح تهديده، باعتبار أنه هو المسؤول عن أمر المفتاح.
ولكن هذا الجواب إنما يصح لو أن شيبة الذي كان لا يزال على شركه هو صاحب المفتاح، أما إن كان صاحبه والمسؤول عنه هو أخوه عثمان الذي كان قد أسلم قبل ذلك التاريخ، فلا يصح تهديده بالقتل إلا إذا كان امتناعه عن تسليم المفتاح قد بلغ حد التمرد على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والإرتداد عن الدين.
وإن كانت عبارة التهديد المتقدمة قد صدرت عن شيبة أو عثمان نفسه، في مواجهة أمه سلافة.. فلا يرد إلا إشكال من ناحية عصيان أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بل يصبح الإشكال أخلاقياً، كما هو ظاهر.
غير أننا نرجح: أن الرواية: تتحدث عن تهديد صادر من رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى ولدها.. كما هو ظاهر سياق الكلام.
ويؤيده: أن رواية أخرى ـ تقدمت أيضاً ـ قد ذكرت: أن عثمان بن طلحة قد قال لأمه: «إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي؛ فأنت قتلتِنا».
كما أننا نرجح: أن يكون علي «عليه السلام» هو الذي أخذ المفتاح من عثمان بن طلحة بالقوة والقهر، وأن حديث إسلام عثمان هذا قبل ذلك في المدينة، مع عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، موهون في أكثر من جهة وسبب حسبما أوضحناه في موضعه، ولتكن هذه الروايات الدالة على تمرده على رسول الله «صلى الله عليه وآله» من دلائل وهن هذه المزاعم..




([1]) المغازي للواقدي ج2 ص834 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص236 عن الواقدي وابن أبي شيبة.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص236 عن الواقدي، وابن أبي شيبة، والسيرة الحلبية ج3 ص86.
([3]) الحجزة: موضع شد الإزار من الوسط.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص236 و 237 عن الواقدي وابن أبي شيبة، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص98 والمغازي للواقدي ج3 ص833.
([5]) السيرة الحلبية ج3 ص98.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص237 عن عبد الرزاق والطبراني، وفي هامشه عن: أبي داود (2027)، وعن المطالب العالية (4364).
وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص98 و 99 والمغازي للواقدي ج2 ص833.
([7]) المغازي للواقدي ج2 ص833.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص237 عن الفاكهي، وتاريخ الخميس ج2 ص88.
([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص237 عن ابن أبي شيبة.
([10]) البحار ج21 ص132 عن إعلام الورى.
([11]) تاريخ الخميس ج2 ص87 و 88 والسيرة الحلبية ج3 ص98.
([12]) الآية 58 من سورة النساء.
([13]) راجع: تاريخ الخميس ج2 ص88.
([14]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص98 والبحار ج21 ص116 و 117 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص404 و 405.
([15]) البحار ج21 ص116 و 117 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص404 و 405.
([16]) راجع: البحار ج21 ص136 و 132 و 133 وفي هوامشه عن تهذيب الأحكام للطوسي ج1 ص245 وعن المناقب لابن شهرآشوب، وإعلام الورى، وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص83.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص239 عن ابن إسحاق، والسيرة الحلبية ج3 ص87 وتاريخ الخميس ج2 ص84.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص239 والسيرة الحلبية ج3 ص87 وتاريخ الخميس ج2 ص86.
([19]) الآية 67 من سورة آل عمران.
([20]) السيرة الحلبية ج3 ص87 وتاريخ الخميس ج2 ص85.
([21]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص237 و 238 عن أبي داود، وابن سعد، والواقدي، والسيرة الحلبية ج3 ص86 و 87 وراجع: قرب الإسناد ص61 والبحار ج21 ص111.
([22]) السيرة الحلبية ج3 ص87.
([23]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص238 عن البخاري وابن أبي شيبة وفي هامشه عن: البخاري (3352) ومسند أحمد ج1 ص365 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج14 ص487 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص73 والبحار ج21 ص106 وتاريخ الخميس ج2 ص56.
([24]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص270 عن مسند الطيالسي، والسيرة الحلبية ج3 ص87 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص834.
([25]) الذنوب: الدلو الكبير.
([26]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص272 عن الأزرقي.
([27]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص272 عن ابن أبي شيبة.
([28]) المغازي للواقدي ج2 ص734 والسيرة الحلبية ج3 ص87 عن سبط بن الجوزي.
([29]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص238 و 239 عن مصادر كثيرة ذكرت الحديث يزيد بعضهم، أو ينقص وهم: البخاري، ومسلم، ومالك، وموسى بن عقبة، والنسائي، وأبي عوانة، وابن ماجة، وأحمد، والطبراني، وابن أبي شيبة، والطحاوي، وابن قانع، والأزرقي، وأبي داود، والبزار، والحاكم، والبهقي.. وفي هامشه عن البخاري في المغازي ج7 ص611.
وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص87 والمغازي للواقدي ج2 ص834 و 835 وتاريخ الخميس ج2 ص87 و 88.
([30]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص239 وتاريخ الخميس ج2 ص86 و 89 والسيرة الحلبية ج3 ص87 عن الترمذي.
([31]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص835 والسيرة الحلبية ج3 ص87 وتاريخ الخميس ج2 ص88 و 89 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص239 و 240 و 241 وذكر تفاصيل واختلافات الرواة في العديد من المصادر، وهي التي تقدمت في الهامش السابق.
وقد ذكر الصالحي الشامي: أن صلاة النبي «صلى الله عليه وآله» ركعتين داخل الكعبة قد ورد في رواية يحيى بن سعيد عند الشيخين. وفي رواية أبي نعيم الفضل بن دكين عند البخاري والنسائي، ورواية أبي عاصم الضحاك بن مخلد عند ابن خزيمة ، ورواية عمر بن علي عند الإسماعيلي، ورواية عبد الله بن نمير عند الإمام أحمد، كلهم عن سيف بن أبي سليمان عن مجاهد عن ابن عمر: وتابع سيفاً عن مجاهد خصيف عند الإمام أحمد، وتابع مجاهداً عن ابن عمر بن أبي مليكة عند الإمام أحمد والنسائي، وعمرو بن دينار عند الإمام أحمد، وفي حديث جابر: دخل رسول الله  «صلى الله عليه وآله» البيت يوم الفتح، فصلى فيه ركعتين، ورواه الإمام أحمد برجال الصحيح، والطبراني عن عثمان بن طلحة. ورواه الإمام أحمد، والأزرقي عن عبد الله بن الزبير. ورواه الطبراني بسند جيد، وابن قانع وأبو جعفر الطحاوي من طريقين عن عثمان.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص241 عن الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وعن البزار، قال الصالحي الشامي ورواه أبو دادو، والطحاوي عن عمر بن الخطاب. والبزار عن أبي هريرة، وأنس بن مالك، ورواه الطبراني.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج 5 ص 241 و 271 وفي هامشه عن: البخاري ج1 ص688 (504 و 505) ومسلم ج2 ص966 (388 و 389/1329) (390/1329) ومالك ج1 ص398 (193) وعن مسند أحمد ومجمع الزوائد، والطبراني في الكبير، والسيرة الحلبية ج3 ص87 وتاريخ الخميس ج2 ص89 والمغازي للواقدي ج2 ص835.
([34]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص245 و 246 عن ابن أبي شيبة في المصنف.
([35]) الآيتان 3 و 4 من سورة النجم.
([36]) السيرة الحلبية ج3 ص87.
([37]) المغازي للواقدي ج2 ص834.
([38]) تاريخ الخميس ج2 ص87.
([39]) السيرة الحلبية ج3 ص87.
([40]) المصدر السابق.
([41]) المصدر السابق.
([42]) البحار ج21 ص136 و 132 و 133 عن تهذيب الأحكام للطوسي ج1 ص245 وعن إعلام الورى، وعن المناقب لابن شهرآشوب. وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص83.
([43]) الآية 27 من سورة الفتح.
([44]) الدر المنثور ج6 ص80 و 81 عن ابن مردويه، وابن جرير، وعن ابن أبي شيبة.
([45]) تاريخ الخميس ج2 ص88 والسيرة الحلبية ج3 ص98 و 100.
([46]) تاريخ الخميس ج2 ص87.
([47]) شرح بهجة المحافل للأشخر اليمني ج1 ص409 عن ابن كثير.
([48]) الآية 58 من سورة النساء.
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page