• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثاني: أحداث جرت في فتح مكة

لا تحدوا النظر إلى سهيل:

عن سهيل بن عمرو قال: لما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» مكة وظهر، اقتحمت بيتي، وأغلقت بابي عليّ، وأرسلت إلى ابني عبد الله: أن اطلب لي جواراً من محمد، فإني لا آمن أن أقتل.
(ثم صار يتذكر أفعاله السيئة تجاه رسول الله «صلى الله عليه وآله»: في بدر وأحد والحديبيّة).
فذهب عبد الله إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: يا رسول الله!! أبي تؤمنه؟
قال: «نعم، هو آمن بأمان الله فليظهر».
ثم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لمن حوله: «من لقي سهيل بن عمرو فلا يحد إليه النظر، فلعمري إن سهيلاً له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضِعُ فيه أنه لم يكن بنافع له».
فخرج ابنه عبد الله إلى أبيه، فأخبره بما قاله رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال سهيل: كان والله براً صغيراً، براً كبيراً.
فكان سهيل يقبل ويدبر آمناً. وخرج إلى حنين مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو على شركه حتى أسلم بالجِعْرَّانَة([1]).
ونقول:
إن علينا أن نأخذ بنظر الإعتبار أمرين هما:

1 ـ سبب تعظيم سهيل بن عمر!!:

إنهم قد عظموا سهيل بن عمرو ما ليس فيه، وأطروه بما لا يستحقه، ولعل سبب هذا الكرم منهم عليه هو أنه حين ندم الأنصار على بيعتهم لأبي بكر، هتفوا باسم علي «عليه السلام»، فقام سهل بن عمرو، فقال:
«يا معشر قريش، إن هؤلاء القوم قد سماهم الله الأنصار، وأثنى عليهم في القرآن، فلهم بذلك حظ عظيم، وشأن غالب، وقد دعوا إلى أنفسهم وإلى علي بن أبي طالب، وعلي في بيته لو شاء لردهم، فادعوهم إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته، فإن أجابوكم وإلا قاتلوهم، فوالله إنى لأرجو الله أن ينصركم عليهم، كما نصرتم بهم».
وقد رد عليهم الأنصار على لسان ثابت بن قيس، حيث قال: «يا معشر الأنصار، إنما يكبر عليكم هذا القول لو قاله أهل الدين من قريش، فأما إذا كان من أهل الدنيا، لاسيما من أقوام كلهم موتور، فلا يكبرن عليكم، إنما الرأي والقول مع الأخيار المهاجرين، فإن تكلمت رجال قريش، [و] الذين هم أهل الآخرة مثل كلام هؤلاء، فعند ذلك قولوا ما أحببتم، وإلا فأمسكوا»([2]).

2 ـ ليس هذا مدحاً لسهيل بن عمرو:

وأما نهي النبي الكريم «صلى الله عليه وآله» لأصحابه: عن أن يُحِدُّوا النظر لسهيل بن عمرو، فهو وإن كان هناك من يريد أن يعتبره مدحاً لهذا الرجل. ولكن اعتباره قدحاً لعله هو الأقرب والأصوب.. إذا لوحظ فيه أمران:
أحدهما: أن هذا الرجل وإن كان ذا عقل وشرف، ولكنه لا ينقاد لعقله، ولا يختار ما يحفظ له شرفه ومكانته، بل هو يختار ما يتوافق مع نزواته وأهوائه، وحميته الجاهلية، فإذا وجد الناس يحدون النظر إليه، فإنه قد ينكص على عقبيه، ويتخذ سبيل المكابرة، والتحدي والحجود..
ثانيهما: إن من يكون ذا عقل راحج، وذا شرف، فإنه يستخدم عقله لحفظ شرفه، فإذا استخدم عقله لإذهاب هذا الشرف، فمعنى ذلك: أنه يفقد عنصراً ثالثاً كان بحاجة إليه، ألا وهو عنصر الأخلاق الإنسانية الفاضلة، التي تبعده عن الإستكبار وعن الجحود، وعن العصبيات القبلية والجاهلية.. وأن يكون حكيماً، ومنصفاً، ومتواضعاً. فإن ذلك يسهل عليه قبول الحق، ورفض الباطل.. ويدعوه إلى أن لا يتأخر في الدخول إلى الإسلام. ولكن سهيلاً بسبب فقده لهذا العنصر الهام قد كابر، وجحد، وتعامى عن الآيات والمعجزات طيلة هذه السنين، بل إنه حتى حين أظهر الإسلام، فإنما انصاع إلى ذلك بداعي الخوف، وليس استجابة لما يحكم به عقله، وتقضي به فطرته..
ولأجل ذلك كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتألفه على الإسلام كغيره من المؤلفة قلوبهم، ليقنعه: بأن الإسلام لا يريد له ضراً، ولا يبغي له شراً، بل هو يريد: أن يسوق إليه المنافع، ويحفظ له مصالحه في دائرة الحق، والصدق، والإستقامة، والعدل..
ومن الواضح: أن نبذ أحكام العقل، والإنقياد لسلطان الهوى والإصرار على الجحود بسبب فقد الخلق الإنساني لا يمكن أن يعد فضيلة للإنسان العادي، فكيف بمن كان ذا عقل وشرف؟!
كما أن من يكابر ويعاند الحق، فإنما يعاند عقله، ويتناقض مع ذاته..
والنتيجة التي ننتهي إليها هي: أن العقل والشرف لا يفيدان، إذا لم يملك الإنسان خلقاً إنسانياً رفيعاً يدعوه للإلتزام بأحكام عقله، وبمقتضيات فطرته..
وإبليس لم يكن ينقصه عقل، ولا معرفة، ولا مكانة، فهو يعبد الله بين الملائكة، ولكنه كان ينقصه الخلق الرفيع، فإن رذالة أخلاقه هي التي جعلته في حظيرته الإبليسية الشيطانية، لأنها عطلت عقله، وحجبته عن ممارسة دوره.

إسلام ابني أبي لهب:

عن ابن عباس، عن أبيه قال: لما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» مكة في الفتح، قال لي: «أين ابنا أخيك عتبة ومعتب ابني أبي لهب. لا أراهما»؟
قلت: تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش.
قال: «ائتني بهما».
فركبت إليهما بِعُرْنَة، فأتيت بهما، فدعاهما إلى الإسلام، فأسلما وبايعا.
ثم قام رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخذ بأيديهما، وانطلق بهما حتى أتى الملتزم، فدعا ساعة ثم انصرف، والسرور يُرى في وجهه.
فقلت: يا رسول الله، سرك الله، إني أرى السرور في وجهك، فقال: «إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي»([3]).
ونقول:
أولاً: قال العسقلاني عن إسناد هذا الحديث: إنه ضعيف.
ثانياً: إن عتبة بن أب
ي لهب قد افترسه الأسد قبل الهجرة، بسبب دعاء النبي «صلى الله عليه وآله»([4]).
ثالثاً: رووا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب ابني أبي لهب، يقول للناس: هذان أخواي، وابنا عمي ـ فرحاً بإسلامهما ـ استوهتبهما من الله، فوهبهما لي([5]).
قال العسقلاني: ويجمع: بأنه دخل المسجد بينهما، بعد أن أحضرهما العباس([6]).
غير أن ما قاله العسقلاني لا يحل مشكلة التناقض بين حديث دخوله «صلى الله عليه وآله» المسجد، وحديث مجيئه «صلى الله عليه وآله» للملتزم، وبين الحديث المتقدم، لأن حديث المجيء للملتزم يدل على: أن استيهابهما من الله قد حصل بعد دخوله المسجد، وهما معه..
وهذا الحديث الأخير يدل على: أن استيهابهما من الله قد حصل قبل دخوله المسجد..
على أن ثمة أسئلة أخرى تبقى بحاجة إلى جواب، مثل السؤال عن السبب في هذا الإهتمام بهذين الرجلين دون سواهما، حيث لم يذهب «صلى الله عليه وآله» بأحد إلى الملتزم ليستوهبه من ربه؟!
وسؤال آخر، وهو: ما معنى هذا الإستيهاب؟!
فإن كان بمعنى: أن يخرجهما الله من الشرك إلى الإسلام، وغفران ذنوبهما التي ارتكباها في زمان شركهما، فيرد عليه:
أن المفروض هو: أنهما قد أسلما قبل هذا الإستيهاب.. حسب نص الرواية عن العباس.
وإن كان بمعنى: أن يغفر الله تعالى لهما ذنوبها التي يرتكبانها بعد إسلامهما أيضاً، ثم يدخلهما الله تعالى الجنة.. وإن كانا من أهل النار، لولا هذا الإستيهاب.. فيرد عليه:
أن هذا غير مقبول ولا معقول؛ إذ لماذا لا يستوهب غيرهما من سائر أهل النار أيضاً؟!
كما أن ذلك يدخل في دائرة الإغراء بالمعاصي، أو على الأقل يدعو إلى عدم الإهتمام بتجنبها!!
وفي جميع الأحوال، لا بد من وجود أمر، أو ميزة في هذين الرجلين، يستحقان هذا العطاء العظيم لأجلها..
ولابد أن تكون خصوصية غير عادية، وأن تكون ظاهرة فيهما بحيث يعرفها فيهما كل أحد، وأن يدرك الناس كلهم أنها توجب هذا التكريم والتعظيم..
وبدون ذلك يكون النبي «صلى الله عليه وآله» قد عرَّض الناس لخطر الكفر والخروج من الدين، فيما لو ظنوا فيه «صلى الله عليه وآله»: أنه لا يقيم العدل، ولا يلتزم بمقتضيات الفطرة، وأحكام العقل.
ونحن لا نعرف، وكذلك لا نظن: أن أحداً من البشر يعرف في أبناء أبي لهب أية خصوصية تستحق الذكر، فضلاً عن أن تكون من موجبات هذا العطاء الهائل، الذي لم يفز به غيرهما، رغم أنهما بقيا على عنادهما وعلى جحودهما وعلى حربهما له ولدينه كل تلك السنين..

السائب شريك الرسول في التجارة:

عن مجاهد عن السائب: أنه كان شارك رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح أتاه، فقال:
«مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، يا سائب!! قد كنت تعمل أعمالاً في الجاهلية لا تتقبل منك وهي اليوم تتقبل منك» وكان ذا سلف وخلة([7]).
وعن السائب بن عبد الله، قال: جيء بي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم فتح مكة، فجعل عثمان وغيره يثنون عليَّ، فقال رسول الله: «لا تعلموني به، كان صاحبي»([8]).
ونقول:
1 ـ قد اختلفوا في اسم المقصود هنا، هل هو:
السائب بن عبد الله.
أو عبد الله بن السائب.
أو السائب بن عويمر.
أو قيس بن السائب بن عويمر، حسبما روي عنه؟([9]).
وقول أبو عمر: وهذا أصح ما قيل([10])، يحتاج إلى ما يعضد صحته، وهو غير موجود.
بل الموجود هو: روايات ضعيفة لا تقوم بها حجة، ولا يثبت بها شيء، فإن ما يرويه السائب لنفسه، يبقى موضع التهمة: بأنه يجر النار إلى قرصه، وما يرويه مجاهد: هو رواية من لم يشهد تلك الأحوال، ولم يكن قد ولد ولا وجد إلا في عالم الخيال.
2 ـ ما معنى قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» لرجل لم يسلم بعد: مرحباً بأخي؟! لمجرد أنه كان قد شاركه في شراء سلعة أو بيعها؟!
3 ـ إن أبا عمر قد روى الرواية عن قيس بن السائب هكذا: روي عنه أنه قال: «كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» شريكي في الجاهلية، فكان خير شريك، لا يداري، ولا يماري. ويروى: لا يشاري ولا يماري»([11]).
وهذا معناه: أن المدح متوجه من قيس بن السائب لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، لا أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو الذي مدح شريكه.
4 ـ عن عبيد الله بن السائب، قال: أتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمكة لأبايعه، فقلت: أتعرفني؟
قال: «نعم، ألم تكن شريكاً لي مرة»؟([12])
فلو صحت هذه الرواية، فهي تدل على: أن الشراكة قد حدثت مرة في ذلك العمر الطويل، كما لو أنهما اشتريا جملاً أو شاةً بمال لهما معاً، ثم باعاه، ثم اقتسما ثمنه. وهذا لا يعطي أي امتياز يستحق التنويه به، سوى أن الشريك قد ملك بعض المال، واستطاع أن يتوافق مع شخص آخر على معاملة لهما في السوق..
5 ـ لو صح أنه كان للنبي «صلى الله عليه وآله» أخوة وصحبة وشراكة مع أحد لظهر ذلك للناس، ولكان قد شاع وذاع، فلماذا لا نجد أية إشارة لهذة الأخوة، والشراكة في أي مناسبة أخرى، سوى هذه المناسبة؟
ولماذا عرف عثمان وسواه هذا الرجل، وحسبوا أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يعرفه، حتى احتاجوا إلى مدحه والثناء عليه عنده، فإن الصحبة والشراكة من شأنها أن تظهرا؟!
لأنه إنما يشاركه في المعاملات الظاهرة مع الناس، وفي سوقهم، وكما أن صحبته إنما تعني: أن يكونا معاً في كثير من الأوقات، فلماذا ظن الناس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يعرفه؟!
ألم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» مكياً مثلهم، يعرف ما ومن يعرفون، وينكر ما ومن ينكرون؟!
وإذا صاحب أحداً وآخاه وشاركه، فإن الناس سوف يرون ذلك، ويطلعون عليه؟!.

الخطبة الثانية للنبي في مكة:

قالوا: خرج غزي من هذيل في الجاهلية، وفيهم جنيدب بن الأدلع الهذلي، يريدون حي «أحمر باساً» من أسلم. وكان «أحمر باساً» رجلاً من أسلم شجاعاً لا يرام، وكان لا ينام في حيّه، بل ينام خارجاً من حاضره.
وكان إذا نام غط غطيطاً منكراً لا يخفى مكانه، وكان الحاضر إذا أتاهم فزع، صرخوا: يا «أحمر باساً».
فيثور مثل الأسد، فلما جاءهم ذلك الغزي من هذيل، قال لهم جنيدب بن الأدلع: إن كان أحمر باساً قد قَيَّل في الحاضر فليس إليهم سبيل، وإن له غطيطاً لا يخفى، فدعوني أتسمع، فتسمع الحس فسمعه، فأتاه حتى وجده نائماً، فقتله، وضع السيف على صدره، ثم اتكأ عليه فقتله.
ثم حملوا على الحيّ، فصاح الحيّ: يا أحمر باساً، فلا شيء لأحمر باساً، قد قتل.
فنالوا من الحي حاجتهم، ثم انصرفوا، وتشاغل الناس بالإسلام.
فلما كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الأدلع الهذلي مكة يرتاد وينظر، والناس آمنون، فرآه جندب بن الأعجم الأسلمي، فقال: جنيدب بن الأدلع: قاتل «أحمر باساً»؟
قال: نعم.. فمه؟
فخرج جندب يستجيش عليه حيّه، فكان أول من لقي خراش بن أمية الكعبي فأخبره.
فاشتمل خراش على السيف، ثم أقبل إليه والناس حوله، وهو يحدثهم عن قتل «أحمر باساً»، فبينما هم مجتمعون عليه، إذ أقبل خراش بن أمية، فقال: هكذا عن الرجل.
فوالله ما ظن الناس إلا أنه يفرج الناس عنه لينصرفوا، فانفرجوا، فحمل عليه خراش بن أمية بالسيف فطعنه به في بطنه، وابن الأدلع مستند إلى جدار من جدر مكة، فجعلت حشوته تسيل من بطنه، وإن عينيه لتزنّقان في رأسه، وهو يقول: فعلتموها يا معشر خزاعة؟
فانجعف، فوقع فمات (وهو مشرك).
فسمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك، فقال: «يا معشر خزاعة»، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر القتل، لقد قتلتم قتيلاً لأدِيَنَّه، إن خراشاً لقتَّال ـ يعيبه بذلك ـ لو كنت قاتلاً مؤمناً بكافر لقتلت خراشاً([13]).
وعند الواقدي: ثم أمر «صلى الله عليه وآله» خزاعة يخرجون ديته، فكانت خزاعة أخرجت ديته.
قال عمران بن الحصين: فكأني أنظر إلى غنم عفر جاءت بها بنو مدلج في العقل([14]).
وعن ابن المسيب: أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بني كعب فأعطوا القتيل ماءة من الأبل([15]).
وعن ابن شريح، خويلد بن عمرو العدوي، عن ابن عباس، وابن منيع، وابن أبي عمرو. وعن ابن عمر، وعن أبي هريرة، وعن الزهري، وغيرهم، قالوا: لما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه ـ وهو مشرك ـ فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» خطيباً بعد الظهر، وأسند ظهره إلى الكعبة([16]).
وعن أبي هريرة: أنه «صلى الله عليه وآله» ركب راحلته، فحمد الله وأثنى عليه، وقال:
«أيها الناس إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، ويوم خلق الشمس والقمر، ووضع هذين الجبلين، ولم يحرمها الناس، فهي حرام إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر: أن يسفك فيها دماً، ولا يعضد فيها شجراً، لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحل لأحد يكون بعدي، ولم تحل لي إلا هذه الساعة، غضباً على أهلها. ألا قد رجعت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فمن قال لكم: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد قاتل فيها، فقولوا له: إن الله تعالى قد أحلها لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ولم يحلها لكم.
أيها الناس، إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحول الجاهلية، «لا يحل أن يحمل السلاح بمكة».
يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد والله كثر إن نفع، فقد قتلتم قتيلاً لأَدِيَنَّه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين: إن شاؤوا فديته كاملة، وإن شاؤوا فقتله.
ثم ودى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك الرجل الذي قتلته خزاعة. قال ابن هشام: مائة ناقة.
قال ابن هشام: وبلغني أنه أول قتيل وداه رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وقالوا: إن الرجل الذي قتلته خزاعة هو الأقرع الهذيلي من بني بكر([17]).
ونقول: إننا نسجل هنا ما يلي:

أحلت لي ساعة من نهار:

وقد زعموا ـ كما تقدم ـ: أن «الساعة التي أحل للنبي «صلى الله عليه وآله» القتل فيها بمكة، هي: «من صبيحة يوم الفتح إلى العصر»([18]).
وقد أشرنا إلى بعض الكلام حول هذا الأمر فلا داعي للإعادة.

دية القتيل المشرك:

وتقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» ودى قتيل خزاعة ـ ولم يكن مسلماً ـ بماءة ناقة.
وأنه «صلى الله عليه وآله» قد حكم: أن من قتل قتيلاً فعليه مئة كاملة، وإن شاؤوا فقتله.
وظاهر الكلام: أنه «صلى الله عليه وآله» يتحدث حتى عما لو كان المقتول غير مسلم.
مع أن الصحيح الثابت هو: أن المسلم لا يقتل بغير المسلم.. بل يعطى: نصف الدية، ولا يعطى الدية كاملة.
ولعل الأقرب إلى الصحة والإعتبار هو ما ذكروه: من أن خطبة النبي «صلى الله عليه وآله» يوم الفتح كانت بسبب القتيل الذي قتلته خزاعة، وكان له عهد، فخطب النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: «لو قتلت مسلماً بكافر لقتلته به»([19]).
وقال: «لا يقتل مؤمن بكافر»([20]).
ولم يقل: إن أهل القتيل إن رضوا بالدية فبها، وإن لم يرضوا بها فلهم أن يقتلوه. كما تزعم بعض الروايات.
ونوضح ذلك فيما يلي:
1 ـ إن النصوص الكثيرة صرحت: بأنه لا يقتل مسلم (أو مؤمن) بكافر([21]). ويشهد لهذا: نفس خطبة النبي «صلى الله عليه وآله» التي نحن بصدد الحديث عنها، فراجعها فيما تقدم.
2 ـ قد صرحت النصوص الكثيرة أيضاً: بأن دية الكافر هي نصف دية المسلم([22]).
وفي بعض النصوص عبر: بالمعاهد([23]).
وفي بعضها عبر: بأهل الكتاب([24]).
ولا يعقل أن تكون دية المشرك أكثر من دية الكتابي، فضلاً عن أن تصل الى مستوى دية المسلم المؤمن!!
3 ـ على أن نفس تناقض النصوص يشير إلى عدم إمكان الإعتماد على ما زعموه في أمر قاتل «أحمر بأساً»، فهل أعطي الدية مائة من الإبل؟! أم أعطاهم غنماً؟! وهل خطب وهو مسند ظهره إلى الكعبة؟! أم خطب وهو على ظهر راحلته؟!
4 ـ قوله «صلى الله عليه وآله» في الخطبة عن مكة: «ولم تحل لي إلا هذه الساعة » يتناقض مع النصوص الأخرى..
لأن المفروض: أنها إنما أحلت له ساعة من نهار في أول يوم من أيام الفتح.
والخطبة المتقدمة تصرح: بأن قتل الهذلي كان في اليوم التالي.
ثم إن الحكم في قتيل المشركين هو: تخيير أهله بين أن يقتلوا القاتل، وبين أن يأخذوا الدية. فلماذا فرض عليهم الدية، ثم حكم بهذا التخيير على من يأتي بعد ذلك؟!
ولكن أبا حنيفة خالف في ذلك، فقال: إن دية غير المسلم كدية المسلم([25]).

لماذا التزوير؟!

وقد يحق للبعض: أن يحتمل، أو يظن: بأن سبب هذا الخلاف هو السعي إلى تنزيه رأي بعض الخلفاء عن الزلل والخطل، أو لأجل اعتبار كلامهم تشريعاً وسنة، يمكن الأخذ بها حتى حينما تخالف شرع الله وسنة رسوله.. وخصوصاً إذا كان ذلك الخليفة هو عمر بن الخطاب، فقد قالوا:
إن عمر بن الخطاب قدم الشام، فوجد رجلاً من المسلمين قتل رجلاً من أهل الذمة، فهمَّ أن يقيده، فقال له زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟
فجعله عمر دية([26]).
وفي نص آخر: أن أبا عبيدة اعترض على عمر في قصة مشابهة، فعدل إلى الدية([27]).
ولعلهما قصة واحدة، ويكون أبو عبيدة وزيد قد اعترضا معاً على عمر. إلا إذا ثبت: أن أحدهما لم يكن مع عمر في سفره إلى الشام.
وفي حادثة أخرى: ضرب عبادة بن الصامت ذمياً (نبطياً)، فشجه، لأنه أبى أن يمسك له دابته، فأراد عمر أن يقتص له منه، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك، فترك القود، وقضى عليه بالدية([28]).
وفي عهد عثمان: تتكرر الحوادث بنفس الطريقة، وتكون لها نفس النتائج، فراجع المصادر([29]).
ولعل هذا هو الذي دعا أبا حنيفة للحكم بلزوم كامل الدية في غير المسلمين..

أول قتيل وداه النبي :

وقد تقدم: أن ابن هشام زعم: أن هذا القتيل الذي قتلته خزاعة، هو أول قتيل وداه رسول الله «صلى الله عليه وآله»!!
لكن هذا غير مسلم، فقد تقدم أنهم يقولون: إنه «صلى الله عليه وآله» كان قد ودى قتيلاًَ هو في خيبر([30]) فراجع.

لعلها خطبة أخرى في مكة:

روي في الكافي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر «عليه السلام». ونقله المجلسي عن كتاب المؤمن، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر «عليه السلام»، قال:
«لما كان يوم فتح مكة، قام رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس، ليبلغ الشاهد الغائب، إن الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها.
أيها الناس إنكم من آدم، وآدم من طين.
ألا وإن خيركم عند الله وأكرمكم عليه أتقاكم وأطوعكم له.
ألا وإن العربية ليست بأب والد، ولكنها لسان ناطق، فمن طعن بينكم، وعلم أنه يبلغه رضوان الله حسبه.
ألا وإن كل دم مظلمة، أو إحنة، كانت في الجاهلية، فهي مطل تحت قدمي إلى يوم القيامة»([31]).
وروى عدة من أصحابنا، عن أحمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله «عليه السلام»: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» خطب الناس في مسجد الخيف، فقال:
نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وحفظها، وبلغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصحية لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم([32]).
ونقول:
قد صرحت الرواية المتقدمة عن الإمام أبي جعفر «عليه السلام»: بأنه «صلى الله عليه وآله» قد خطب الناس بمكة يوم الفتح..
أما الرواية الثانية عن الإمام الصادق «عليه السلام» فليس فيها ما يدل على: أن ذلك كان في يوم الفتح، فلعل ذلك كان في حجة الوادع.
كما أن من القريب جداً: أن يكون «صلى الله عليه وآله»، قد خطب الناس في فتح مكة مرات عديدة، حيث إن إقامته فيها قد امتدت أياماً كثيرة، كما تقدم في أوائل الحديث عن فتح مكة..
فلعل ما روي عن الإمام أبي جعفر «عليه السلام» يراد به إحدى تلك الخطب.
ومن جهة أخرى، فإن التأمل في هذه الخطبة يعطي: أن ثمة أموراً كثيرة كان «صلى الله عليه وآله» يتصدى لمعالجتها.
وقد ركزت هذه الخطبة على العصبية العربية، ونخوة الجاهلية، والتفاخر بالآباء، والعشائر.
وبعد أن قدم الدليل العقلي على عدم صحة ذلك، باعتبار: أن الجميع من آدم، وآدم من طين. ولا معنى للتفريق، ولا موجب لتمييز هذا على ذاك، ولا العكس.
وحيث إن التناسل، والولادة من هذا الأب أو من ذاك، في المكان والزمان المحدد ليست من الأمور الاختيارية للإنسان، فقد أعطى ضابطة تخضع للإختيار، ويقدر عليها البشر كلهم، وهي: التقوى والعمل الصالح، والطاعة لله سبحانه تعالى، لا للطواغيت، ولا للأهواء.
وأما اللغة فإنها هي الأخرى لا تعطي امتيازاً، لأنها مجرد وسيلة تعبير، ولسان ناطق، فلا معنى للتعصب لها. حتى لو قلنا: بأن الأبوة والوالدية تبرر التعصب.
ثم إنه «صلى الله عليه وآله» أعلن بطلان كل مظلمة، أو إحنة كانت في الجاهيلة. وأعلن أنها تحت قدميه إلى يوم القيامة.
وبذلك يكون قد أعطى الضابطة، ورسم المنطلق الصحيح لعلاقات الناس ببعضهم البعض. وأعلن موقفه من منطق الجاهلية، وغسل بذلك أدرانها، وخلص الناس من تبعاتها..

تجديد أنصاب الحرم:

قالوا: أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم «عليه السلام»، كان جبريل «عليه السلام» يدله على مواضعها. فلم تحرك حتى كان إسماعيل «عليه السلام» فجددها، ثم لم تحرك حتى كان قصي بن كلاب فجددها، ثم لم تحرك حتى كان يوم الفتح، فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» تميم بن أسد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم([33]).
ونقول:
إن هذا التسلسل الذي ذكروه فيمن تصدى لتجديد أنصاب الحرم يشير إلى أن هناك أناساً اختارهم الله تعالى لهذا الأمر..
ولعلنا نستطيع أن نفهم من اختيار هؤلاء الأشخاص لذلك أمرين:
أحدهما: أن قصي بن كلاب، وهو أحد آباء رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يكن إنساناً عادياً، بل لعله كان من الأنبياء، بل من ذوي المراتب العليا فيهم. وقد تقدم في بعض المواضع من هذا الكتاب: أن الحديث الذي يقول: ما زال الله ينقلني من صلب نبي إلى صلب نبي، حتى أخرجني من صلب أبي عبد الله([34]) يدل على أن قصياً كان من الأنبياء أيضاً.
الثاني: إن الذين تصدوا لوضع أنصاب الحرم، ولتجديدها هم رسول الله «صلى الله عليه وآله» وآباؤه الطاهرون. وليس فيهم أي نبي من غير آبائه «صلى الله عليه وآله»..
وفي هذا إشارة ظاهرة إلى موقع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من هذا البيت، وهذا البلد، واختصاص إبراهيم، وإسماعيل، وذريته به. كما أن اقتران اسم قصي باسم هؤلاء الأنبياء العظام يدل على مقامه، وعلو درجته أيضاً.

النبي يقترض أموالاً ويقسمها:

عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي قال: أرسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الفتح، فاستسلف من عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة أربعين ألف درهم، فأعطاه، فلما فتح الله تعالى هوازن، وغنّمه أموالها ردها، وقال: «إنما جزاء السلف الحمد والأداء».
وقال له: «بارك الله لك في مالك وولدك»([35]).
وعن أبي حصين الهذلي، قال: استقرض رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ثلاثة نفر من قريش، من صفوان بن أمية خمسين ألف درهم فأقرضه. ومن عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألف درهم. ومن حويطب بن عبد العزى أربعين ألف درهم، فكانت ثلاثين ومائة ألف درهم، فقسمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بين أصحابه من أهل الضعف.
قال أبو حصين: فأخبرني رجال من بني كنانة كانوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الفتح: أنه قسم فيهم دراهم، فيصيب الرجل خمسين درهماً، أو أقل، أو أكثر من ذلك([36]).
زاد الواقدي قوله: ومن ذلك المال بعث إلى بني جذيمة([37]).
فالنبي «صلى الله عليه وآله» لا يعد الفقراء من أصحابه بالمال، ولا يمنّيهم به، كما أنه لا ينتظر إلى حين حصول المال عنده ليفرقه عليهم، بل هو حين يرى حاجة أصحابه، يبادر إلى الاستدانة، لسد عوز اهل الحاجة منهم.
وحين أوقع خالد بن الوليد ببني جذيمة بغير حق، بادر النبي «صلى الله عليه وآله» إلى إصلاح الخلل، ورتق الفتق من هذا المال الذي اقترضه. وأصبح هو المسؤول عن أدائه كشخص.
فهو «صلى الله عليه وآله» حين أخذ المال للفقراء من أصحابه، ثم للمظلومين بسبب عدوان خالد لم يجعل أداء المال المقترض بعهدة بيت المال. ولم يشرك معه أحداً في تحمل مسؤولية الأداء، ولا طالب خالداً ومن معه بشيء مما أخذوه، أو أتلفوه، أو تسببوا بنشوء حق فيه، بل تحمل هو نفسه «صلى الله عليه وآله» كامل المسؤولية عن الأداء.
على أن ثمة أمراً آخر تحسن الإشارة إليه، وهو أن اقتراض النبي «صلى الله عليه وآله» ثم أداؤه لما اقترضه، يعطي دروساً للناس في ذلك المحيط الجديد، مفادها:
1 ـ أنه رغم كل هذا الاتساع في النفوذ، وكل هذه النجاحات التي حققها «صلى الله عليه وآله» لم يكن يهدف إلى الإحتفاظ بالمال ليكون ذا قوة إقتصادية هائلة.
2 ـ إنه برغم انتصاره العظيم الذي لم تمض بضعة أيام على حصوله لا يأخذ شيئاً من أموال هؤلاء الذين حاربوه طيلة كل تلك السنين، وقد هيمن الآن على بلادهم بقوة السلاح، رغم أن له الحق في أخذ تلك الأموال، كما كان له الحق في استرقاق محاربيه منهم، ولكنه لم يفعل ذلك، بل أطلقهم، ولم يتعرض لأموالهم. رغم حاجة وفقر أصحابه الذين تحملوا المشقات، وعانوا الكثير معه، لكسر شوكة هؤلاء الطغاة والظالمين والجبارين.
3 ـ إنه لم يستعمل نفوذه، ولا استفاد من هيبة النصر، ومن إطلاق سراح أرقائه لاستدراج هؤلاء الذين ينعمون بعفوه، ويسرحون ويمرحون مستفيدين من حلمه وكرمه ـ استدراجهم ـ إلى تقديم هدايا الشكر، والتعبير عن الإمتنان مما لاقوه لديه من عفو وكرم وسماح!
4 ـ وحين أدى إليهم ما اقترضه كان الشعار الذي رفعه هو أن «جزاء السلف الحمد، والأداء»،
 ليكون بذلك قد أعطاهم الأمثولة في أداء الأقوياء، وأنه لا بد أن يكون أداء مع عرفان الجميل، ومع حمد وثناء.
5 ـ إن هذا الأداء مع الحمد لا بد أن يقنعهم بأنه لا مطمع له بأموالهم، وأنه لا يريد قهرهم والتعامل معهم بجبارية واستكبار..
6 ـ وآخر كلمة نقولها هي: إنه «صلى الله عليه وآله» يعطيهم درساً عن كيفية تعامل القائد والرئيس مع مرؤوسيه، وعن أنه لا بد أن يشعر بآلامهم، ويعيش مشاكلهم، وأن يعمل على حلها، مهما كلفه ذلك من تضحيات.

ضفائر أربع!! أم وفرة ؟!:

عن أم سلمة قالت: ضفرت رأس النبي «صلى الله عليه وآله» بذي الحليفة أربع ضفائر، فلم يحلّه حتى فتح مكة، ومقامه بمكة حتى حين أراد أن يخرج إلى حنين حلَّه، وغسلت رأسه بسدر([38]).
وعن أم هانئ قالت: قدم النبي «صلى الله عليه وآله» مكة وله أربع غدائر تعني ضفائر([39]).
ونقول:
إن ما نعرفه عن شعر رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو أنه وفرة لم يبلغ الفرق، فكان إذا طال لم يتجاوز شحمة أذنه([40]).
فمن وصف شعره «صلى الله عليه وآله» بأنه جُمَّة، وهو الشعر الذي ينزل على المنكبين، أو لُـمَّة، وهو الشعر الذي يتجاوز شحمة الأذنين، فلعله أخذه من الحديث الذي ذكرناه آنفاً، من أنه قد ضفر شعره يوم الفتح أربع ضفائر.
ونظن أن بعض من يريد هؤلاء الرواة تقديم خدمات لهم من الأمويين، أو الزبيريين، أو من غيرهم كانوا يطيلون شعرهم، ويجعلونه ضفائر، فأرادوا أن لا يعاب ذلك عليهم، فجعلو للنبي «صلى الله عليه وآله» في هذا نصيباً، إذ من أجل عين ألف عين تكرم.

رفع شعر النبي إلى السماء:

وروي: أنه كان «صلى الله عليه وآله» يتمشط ويرجل رأسه بالمدرى، وترجله نساؤه، وتتفقد نساؤه تسريحه، إذا سرح رأسه ولحيته، فيأخذن المشاطة ، فيقال: إن الشعر الذي في أيدي الناس من تلك المشاطات، فأما ما حلق في عمرته وحجته فإن جبريل «عليه السلام» كان ينزل فيأخذه فيعرج به إلى السماء. ولربما سرح لحيته في اليوم مرتين([41]).
ومن المعلوم: أن الروايات قد صرحت: بأن جسد النبي «صلى الله عليه وآله» قد رفع إلى السماء بعد استشهاده «صلى الله عليه وآله» بثلاثة أيام([42]).
وإذا كان دفن الشعر، وقلامة الأظفار يستحب دفنهما، وإذا كان جسد رسول الله «صلى الله عليه وآله» سوف يرفع إلى السماء، فمن الطبيعي أن يتولى جبرئيل رفع هذه الأمور التي تعود إلى جسده الشريف بنحو أو بآخر إلى السماء، لتكون في نفس الموضع الذي يكون فيه جسده الشريف، تكريماً له «صلى الله عليه وآله» ورفعة شأن.

شعرات النبي لا تحترق:

ومن الواضح: أن لكل شيء من جسده «صلى الله عليه وآله» كرامة ومقاماً، وأن له شأناً يختلف فيه عن غيره.
وقد روي: أن رجلاً من ولد الأنصار أتى إلى الإمام الرضا «عليه السلام» بحقة فضة مقفل عليها، وقال: لم يتحفك أحد بمثلها.
ففتحها وأخرج منها سبع شعرات، وقال: هذا شعر النبي «صلى الله عليه وآله».
فميّز الرضا «عليه السلام» أربع طاقات منها، وقال: هذا شعره، فقبل في ظاهره دون باطنه.
ثم إن الرضا «عليه السلام» أخرجه من الشبهة بأن وضع الثلاثة على النار فاحترقت ثم وضع الأربعة فصارت كالذهب([43]).
وروي عن عيسى بن موسى العماني، قال: دخل الرضا «عليه السلام» على المأمون فوجد فيه هماً.
فقال: «إنى أرى فيك هماً»؟
قال [المأمون]: نعم بالباب بدوي، وإنه قد دفع سبع شعرات يزعم أنها من لحية رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد طلب الجائزة، فإن كان صادقاً ومنعت الجائزة فقد بخست شرفي، وإن كان كاذباً وأعطيته الجائزة فقد سخر بي، وما أدرى ما أعمل به؟
فقال الرضا «عليه السلام»: عليَّ بالشعر، فلما رآه سمه، وقال: «هذه أربعة من لحية رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والباقى ليس من لحيته».
فقال المأمون: من أين قلت هذا؟
فقال: عليَّ بالنار (والشعر).
فألقى الشعر في النار، فاحترقت ثلاث شعرات، وبقيت الأربع التى أخرجها الرضا «عليه السلام» لم يكن للنار عليها سبيل.
فقال المأمون: عليَّ بالبدوي.
فأدخل، فلما مثل بين يديه أمر بضرب رقبته.. فقال البدوي: ما ذنبي؟
قال: تصدق عن الشعر.
فقال: أربع من لحية رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وثلاث من لحيتى، فتمكن الحسد في قلب المأمون([44]).

جبر: الغلام المعذب:

وقالوا: إن غلاماً اسمه «جبر» كان قد أسلم على يد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكتم ذلك عن أهله فلا يدرون به، فلما ارتد ابن أبي سرح إلى مكة أخبرهم بإسلام ذلك الغلام، فعذبوه أشد العذاب، حتى قال لهم الذي يريدون.
فلما فتح النبي «صلى الله عليه وآله» مكة جاء الغلام فشكا إليه ما لقي بسبب ابن أبي سرح.
قال: فأعطاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثمنه، فاشترى نفسه فعتق، واستغنى، ونكح امرأة لها شرف([45]).
ونقول:
إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حل مشكلة ذلك الغلام، بصورة أساسية من ثلاث جهات:
1 ـ أعطاه ما اشترى به نفسه من جلاديه، الذين عذبوه أشد العذاب، وحصل على نعمة الحرية، وهي من أغلى الأمنيات عنده.
2 ـ أعطاه ما أغناه..
3 ـ تزوج امرأة لها شرف.
ولنا أن نشير أيضاً إلى ما يلي:
1 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» لم يشتر ذلك الغلام من صاحبه، بل أعطاه المال، وكان هو اشترى نفسه منه، فعتق بصورة تلقائية، لأن الإنسان لا يملك نفسه.
ولو أن أحداً كان قد اشتراه، فسيبقى بانتظار إنشاء صيغة العتق من قبل ذلك المشتري.
2 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» لم يأخذ ذلك الغلام من صاحبه قهراً.
3 ـ إننا لم نستطع أن نعرف من الذي قام بتعذيب ذلك الغلام. هل هو مالكه نفسه؟ أم آخرون من سائر أهله، أم من غيرهم من فراعنة قريش؟!

مظاهر تقوى ابن عبادة:

لما فتح «صلى الله عليه وآله» مكة جلس عبد الرحمن بن عوف في مجلس جماعة، منهم سعد بن عبادة، فمرَّ نسوة من قريش، فقال سعد: قد كان يذكر لنا من نساء قريش حسن وجمال، ما رأيناهن كذلك.
فغضب ابن عوف، وجبه سعداً، فشكاه إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فغضب «صلى الله عليه وآله» حتى كان وجهه ليتوقد، ثم قال:
«رأيتهن وقد أصبن بآبائهن، وأبنائهن، وإخوانهن، وأزواجهن. خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد، وأبذله لزوج ما ملكت يد»([46]).
ونقول:
إن هذه القضية إن دلت على شيء، فإنها تدل على الأمور التالية:
1 ـ إن سعد بن عبادة الذي رشح نفسه لخلافة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يوكل الأمر إلى من عينه الله ورسوله، فيكون معه، ورهن إشارته، وطوع أمره.
نعم، إن سعداً هذا لا يفكر في مستقبل الإسلام في مكة، وفي المنطقة بأسرها.. وفي كيفية حمايته، وتقويته، ونشره، ولكنه يفكر في أمور تدعوه إليها شهوته، ويزينها له هواه، وتعبث به من خلالها شياطين الغواية والإضلال..
ثم لم يردعه شرفه، وموقعه، ولا منعه دينه وتقواه، من أن يتصفح وجوه النساء حتى لو كن محصنات، ليتبين معالم الجمال في تلك الوجوه، ثم يقارن بين ما يراه وما سمعه..
2 ـ ثم يغضب عبد الرحمن بن عوف، ويجبه سعداً، ولا ندري إن كان قد غضب لله، أو أنه غضب لانتقاص سعد من جمال نساء قريش، حمية للعشيرة، وانسياقاً مع العصبية.
3 ـ وإذا أردنا أن نصدق أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد قال كلمته المتقدمة في هذه المناسبة بالذات، ونحن نشك في ذلك ـ كما سنرى ـ فإننا نقول:
إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يغضب من منطق سعد.. وينتصر لنساء قريش. ولكنه انتصار الأتقياء الأبرار، والأصفياء الأخيار، حين يحوِّل مسار المقارنة، من مقارنة بين أمور مبتذلة وساقطة، وشكلية، وشهوانية، لتصبح مقارنة بين واقع راهن. حين يقرن إلى معانٍ سامية، وقيم إنسانية نبيلة.
إنه «صلى الله عليه وآله» لم يقم وزناً لجمال الصورة، ومثار الشهوات. بل تحدث عن كمال نساء قريش في إنسانيتهن، من حيث أنهن قد بلغن الغاية في الحنان، ولكن على أولادهن، حيث يحتاج أولادهن إلى هذا الحنان الذي يغني أرواحهم، بالعاطفة، وبالرحمة، لا بالقسوة الكاسرة والشريرة..
كما أنهن يمثلن القمة في العطاء، ولكنه ليس عطاء عشوائياً يحمل في طياته تبذير المال، وتمزيق ثروة الزوج، بل العطاء للزوج.. الذي يبني الأسرة ويقويها، ويجعل المال متمركزاً في الموقع القادر على تحريكه، بحكمة، وروية، وبصورة مؤثرة ومنتجة للمزيد من الرخاء، والراحة من التعب والعناء..

لعل ثمة تزويراً:

والذي نراه: أن هذا الجواب النبوي ربما يكون قد حوّر وزوّر ليصبح في غير الاتجاه الذي انطلق فيه..
إذ إن الصحيح هو: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد خطب أم هاني أخت علي «عليه السلام»، فاعتذرت له بأنها مصابه فتركها، وقال «صلى الله عليه وآله»: خير نساء ركبن الإبل، نساء قريش، أحناهن على ولد في صغره، وأرعاهن على زوج في ذات يده([47]).




([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص249 و 250 عن الواقدي، والسيرة الحلبية ج3 ص102 و (ط دار المعرفة) ص65 والمغازي للواقدي ج2 ص847 و 848 والمستدرك للحاكم ج3 ص281 وشرح البلاغة للمعتزلي ج17 ص284 وكنز العمال ج10 ص503 والطبقات الكبرى ج7 ص404 وتهذيب الأحكام ج4 ص233 والوافي بالوفيات ج16 ص18 وإمتاع الأسماع ج13 ص387.
([2]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص23 و 24 ومواقف الشيعة ج3 ص162.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص250، عن ابن سعد، والسيرة الحلبية ج3 ص97 و (ط دار المعرفة) ص48 والإصابة ج2 ص455 و 456 وج3 ص443 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص365 وج6 ص138وكنز العمال ج11 ص737 والطبقات الكبرى ج4 ص60 وج22 ص202 وج62 ص81 و 259 والمنتخب من ذيل المذيل ص32.
([4]) البحار ج16 ص309 وج17 ص412 وج18 ص57 و 58 و 241 وج62 = = ص81 والغدير ج1 ص261 وتخريج الأاديث والآثار ج1 ص378 وج3 ص377 والكشاف للزمخشري ج4 ص22 وشرح شواهد الكشاف ص453 وسفينة البحار ج6 ص136 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص71 وتفسير مقاتل بن سليمان ج3 ص533 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص269 والدر المنثور ج6 ص121 والإصابة ج6 ص413 والدرجات الرفيعة ص192 والمعارف ص125 والإستغاثة ج1 ص65 وعيون الأثر ج2 ص373 ومستند الشيعة ج15 ص304 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص216 ومواهب الجليل ج1 ص258 وسبل السلام ج2 ص195 ونيل الأوطار ج5 ص98 وذخائر العقبى ص164 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص211 وفتح الباري ج4 ص34 وعمدة القاري ج10 ص81 والذرية الطاهر النبوية ص85 والخرائج والجرائح ج1 ص56 و 57 وج2 ص521 و 526 وتصحيفات المحدثين ج2 ص708 والإستذكار ج4 ص152 وكنز العمال ج12 ص439 والفايق في غريب الحديث ج2 ص285 وج3 ص30 والفتح السماوي ج2 ص548 وفيض القدير ج3 ص604 و 607 وتفسير مجمع البيان ج9 ص287 ونور الثقلين ج5 ص146 وتفسير السمعاني ج6 ص158 وتفسير النسفي ج1 ص270 وتفسير الرازي ج11 ص143 وج32 ص167 وتفسير البحر المحيط ج3 ص444 وتفسير ابن السعود ج3 ص8 و 9 ص210 وتفسير الآلوسي ج6 ص63 وج15 ص225 وج30 ص262 وأضواء البيان ج1 ص436 وأسد الغابة ج4 ص363 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص481 وإعلام الورى ج1 ص276 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص468 والخصائص الفاطمية ج1 ص457 ومعجم ما استعجم ج2 ص696 وشرح المقاصد في علم الكلام ج2 ص188 ودلائل النبوة ج2 ص338 و 339 بثلاثة طرق، وراجع: إثبات الهداة ج2 ص122.
([5]) الإصابة ج3 ص443 عن الطبراني.
([6]) الإصابة ج3 ص443.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص249 وج9 ص16 عن أحمد، وابن أبي شيبة، والسيرة الحلبية ج3 ص102 و (ط دار المعرفة) ص55 وج1 ص236 وج2 ص451 والإستيعاب ج3 ص1288 وراجع: الإصابة ج2 ص10عن أبي داود، والنسائي، عن مجاهد، عن قائد السائب. وراجع: تلخيص الحبير ج10 ص404 ومسند أحمد ج3 ص425 والمستدرك للحاكم ج2 ص61 ومجمع الزوائد ج1 ص94 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص542 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص86 والمعجم الأوسط ج2 ص145 والمعجم الكبير ج7 ص139 وتخريج الأحاديث الآثار ج3 ص29 ونصب الراية ج4 ص389 والوافي بالوفيات ج24 ص211 وإمتاع الأسماع ج1 ص16.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج4 ص77 وج5 ص249 عن أحمد، والسيرة الحلبية ج3 ص102و (ط دار المعرفة) ص55 والإصابة ج2 ص10 و (ط دار الكتب العلمية) ج3 ص19 ومسند أحمد ج3 ص425 ومجمع الزوائد ج8 ص190 وأسد الغابة ج2 ص254.
([9]) الإصابة ج3 ص248 عن البغوي، والحسن بن سفيان، وأبي بشير الدولابي، لكنه قال: أبو قيس. والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج3 ص220 و 221 و (ط دار الجيل) ص1288 و 1289 والأقوال المشار إليها في السيرة الحلبية ج3 ص 102 و (ط دار المعرفة) ص55.
([10]) السيرة الحلبية ج3 ص102 و (ط دار المعرفة) ص55 وراجع: الإصابة ج3 ص248 و (ط دار الكتب العلمية) ج7 ص148 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج3 ص221 و (ط دار الجيل) ص1289.
([11]) الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج3 ص220 و 221 والإصابة ج3 ص248 والنهاية في غريب الحديث ج2 ص468 ولسان العرب ج14 ص429 وج15 ص278 وتاج العروس ج1 ص152 وج19 ص571 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص222 وأسد الغابة ج2 ص253 والتاريخ الكبير ج5 ص9 وتفسير الرازي ج24 ص242.
([12]) الإصابة ج2 ص314 عن البغوي و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص90.
([13]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص255 و 256 و 257 عن الواقدي، وابن أبي شيبة، وفي هامشه عن: معاني الآثار ج3 ص327، وعن فتح الباري ج12 ص181 والبداية والنهاية ج4 ص350 والمغازي للواقدي ج2 ص843 و 844 و 845 وتاريخ الخميس ج3 ص89 و 90 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص103 و (ط دار المعرفة) ص57 ونصب الراية ج6 ص322 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص263 وإمتاع الأسماع ج1 ص396 ومسند أحمد ج4 ص32 والمعجم الكبير ج22 ص186 وكنز العمال ج10 ص500 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص38 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص872 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص579.
([14]) المغازي للواقدي ج2 ص845.
([15]) المغازي للواقدي ج2 ص846 ومسند أحمد ج4 ص32 وفتح الباري ج4 ص36 وشرح معاني الآثار ج3 ص327 والمعجم الكبير ج22 ص186 والثقات ج2 ص58 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص38 والبداية والنهاية ج4 ص350 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص579 وعيون الأثر ج2 ص200 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص872.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص256، عن البخاري، ومسلم، وأحمد، والبيهقي، وابن أبي شيبة، وابن إسحاق، والواقدي، والسيرة الحلبية ج3 ص102 و 103 و (ط دار المعرفة) ص56.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص255 و 256 و 257، عن ابن أبي شيبة، والمغازي للواقدي ج2 ص844 والسيرة الحلبية ج3 ص103 وتاريخ الخميس ج2 ص90 عن الإكتفاء، والمواهب اللدنية، وراجع: فتح الباري ج12 ص181 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص338 والبداية والنهاية ج4 ص349 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص871 و 872 والإصابة ج1 ص611.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص268، عن أحمد، والبيهقي، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص والسيرة الحلبية ج3 ص103 و (ط دار المعرفة) ص56 وسبل السلام ج4 ص54 ونيل الأوطار ج8 ص175 وفتح الباري ج8 ص13 وعمدة القاري ج17 ص282.
([19]) المجموع للنووي ج18 ص356 ونيل الأوطار ج7 ص153 والغدير ج8 ص172 وفتح الباري ج12 ص232 والمعجم الكبير للطبراني ج18 ص110.
([20]) الخلاف الشيخ الطوسي ج5 ص147 وتحرير الأحكام ج5 ص456 والينابيع الفقهية ج40 ق1 ص123 وق2 ص6 وكتاب الأم للشافعي ج6 ص26 و 40 و 40 و 113وج7 ص187 و 275 و 338 و 339 و 340 ومخـتـصـر المـزني   = = ص237والمجموع للنووي ج18 ص356 و 357 والمبسوط للسرخسي ج26 ص131 و 134 وبدائع الصنائع ج7 ص237 والجوهر النقي ج8 ص34 و 100 وتكملة حاشية رد المحتار لابن عابدين ج1 ص99 والشرح الكبير لابن قدامه ج9 ص361 والمحلى لابن حزم ج10 ص349 و 353 و 354 و 355 والمحلى لابن حزم ج11 ص39 و 338 و 339 وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد ج2 ص325 و 326 ونيل الأوطار للشوكاني ج7 ص150 و 151 و 152 و 153 وفقه السنة ج2 ص528 ومستدرك الوسائل ج18 ص248 والأمالي للشيخ الطوسي ص263 وعوالي اللآلي ج1 ص235 وج3 ص588 والبحار ج93 ص81 وج97 ص32 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص207 والغدير ج8 ص168 و 170 و 172 ومكاتيب الرسول ج2 ص122 و 123 و 125 و 127 واختلاف الحديث للشافعي ص565 و 566 ومسند أحمد ج1 ص119 و 122 وج2 ص180 و 194 و 211 وسنن ابن ماجة ج2 ص888 وسنن أبي داود ج1 ص625 وج2 ص368 و 375 وسنن الترمذي الترمذي ج2 ص433 وسنن النسائي ج8 ص20 و 24 والمستدرك للحاكم ج2 ص141 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص29 و 30 و 31 و 100 و 194 ومجمع الزوائد ج6 ص292 وفتح الباري ج4 ص73 وج12 ص180 و 231 و 232 وعمدة القاري ج2 ص161 و 162 وعمدة القاري ج10 ص233 وج24 ص66 وتحفة الأحوذي ج4 ص557 وعون المعبود ج7 ص303 وج12 ص145 و 168 و 169 والمصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج6 ص364 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص217 و 218 و 220 والسنن الكبرى النسائي ج5 ص208 و 209 ومسند أبي يعلى ج1 ص424 و 462 والمنتقى من السنن المسندة ص269 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص26 وشرح معاني الآثـار ج3 ص192 و 193 و 194 والمعجم الكبـير ج20 ص206 وسنن الدارقطـني ج3 ص100 = = ومعرفة علوم الحديث ص139 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج6 ص149 و 155 و 232 و 236 و 266 و 267 و 268 و 269 والإستذكار لابن عبد البر ج5 ص36 وج8 ص121 و 122 و 123 و 124 و 177 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص234 والكافي لابن عبد البر ص587 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص227 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج1 ص108 وج2 ص337 ونصب الراية للزيلعي ج4 ص246 وج6 ص329 و 330 والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ج2 ص262 وكنز العمال ج1 ص92 و 93 وج4 ص435 وج11 ص327 و 336 وج14 ص و130 وج15 ص6 و 96 وج16 ص709 وأحكام القرآن لمحمد بن إدريس الشافعي ج1 ص275 و 284 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص173 و 174 و 175 ومفردات غريب القرآن للراغب الأصفهانى ص350 وتفسير الرازي ج19 ص146 والتسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص178 وتفسير الآلوسي ج6 ص148 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص208 وعدة الأصول (ط ج) ج2 ص445 و (ط ق) ج3 ص11 ومعارج الأصول ص100 والمستصفى للغزالي ص256 و 325 والمحصول للرازي ج3 ص136 و 138 وضعفاء العقيلي ج2 ص98 والكامل لابن عدي ج5 ص332 والكامل لابن عدي ج7 ص191 وتهذيب الكمال للمزي ج26 ص28 وتاريخ الإسلام الذهبي ج2 ص557 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج14 ص484 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص310 وغريب الحديث لابن سلام ج2 ص104 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج3 ص325 ولسان العرب ج3 ص 312 ومجمع البحرين الشيخ ج3 ص267 وتاج العروس ج5 ص145 ونهج الحق وكشف الصدق ص542 و 543 وتدوين السنة الشريفة للجلالي ص54.

([21]) راجع: سنن ابن ماجة ج2 ص887 و 888 والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص7 و 18 ومسند أحمد ج1 ص79 و 119 و 122 وج2 ص211، وكتاب الأم ج6 ص33 و 92 وج7 ص255 وسنن النسائي ج8 ص23 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص28 و 29 و 30 و 194 وعن صحيح البخاري ج6 ص2534 ح 6517 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص65 و 165 و 169 والإعتبار للحازمي ص190 و 189 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص210 وسنن أبي داود ج4 ص180 و 181 ونيل الأوطار ج7 ص10 و 150 و 152و 153والديات لأبي عاصم ص27 و 51 ومغني المحتاج ج4 ص16 وحواشي الشيرواني ج8 ص400 وإعانة الطالبيين ج4 ص134 والمغني ج9 ص341 و 342 وج10 ص307 والشرح الكبير ج9 ص360 و 361 وج10 ص306 وكشف القناع ج5 ص616 والمحلى ج10 ص353 ونيل الأوطار ج7 ص150 و 152 و 153 و 154 وعوالي اللآلي ج2 ص158 والغدير ج8 ص168 و 171 و 172 ومكاتيب الرسول ج2 ص114 و 122 و 125 وكتاب المسند ص344 ومسند أحمد ج2 ص178 و 180 و 192 وسنن الدارمي ج2 ص190 وصحيح البخاري ج1 ص36 وج4 ص30 وج8 ص45 وسنن ابن ماجة ج2 ص887 وسنن الترمذي ج2 ص432 وسنن النسائي ج8 ص24 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص28 و 29 و 30 و 33 و 34 ومجمع الزوائد ج6 ص293 وفتح الباري ج4 ص73 وج12 ص232 وعمدة القاري ج2 ص161 و 162 وتحفة الأحوذي ج4 ص557 والمصنف للصنعاني ج9 ص404 وج10 ص99 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص363 ج6 ص363 و 364 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص220 ومسند ابي يعلى ج1 ص351 وج8 ص197 والمنتقى من السنن المسندة ص201 وشرح معاني الآثار ج3 ص192 و 196 والأحاديث الطوال ص150 والمعجم الأوسط ج3 ص81 وسنن الدارقطني ج3 ص99 ومعرفة السنن والآثار ج6 ص151 وج7 ص38 والفايق في غريب الحديث ج3 ص158 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص281 ونصب الراية ج4 ص246 وج6 ص329 والجامع الصغير ج2 ص758 وكنز العمال ج1 ص98 و 99 و 375 وج5 ص847 وج15 ص6 وفيض القدير ج6 ص58 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص173 وتفسير الثعلبي ج2 ص54 وأحكام القرآن لابن عربي ج2 ص129 والجامع لأحكام القرآن ج2 ص247 وج6 ص191 وج7 ص134 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص215 وج2 ص59 وتفسير الآلوسي ج6 ص191 والأحكام لابن حزم ج5 ص641 والأحكام للآمدي ج2 ص258 والطبقات الكبرى ج1 ص486وسير أعلام النبلاء ج8 ص41 وميزان الإعتدال ج3 ص148 وتاريخ الإسلام ج9 ص390 والبداية والنهاية ج7 ص297 و 298 وإمتاع ألأسماع ج1 ص393 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص243 وج9 ص212 والسيرة الحلبية ج3 ص49 وغريب الحديث ج2 ص102 و 106 و 107 والنهاية في غريب الحديث ج3 ص325 ولسان العرب ج3 ص312.
([22]) الديات لأبي عاصم ص51 وسنن النسائي ج8 ص45 والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص18 وأمالي الطوسي ص263 والبحار ج93 ص81 وج97 = = ص32 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص29 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص361 والمنتقى من السنن المسندة ص264 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص26 والإستذكار ج8 ص117 وراجع: المجموع للنووي ج19 ص52 والدراية في تخريج أحاديث الرواية ج2 ص274 ونيل الأوطار ج7 ص221 و 222 ومسند أحمد ج2 ص180 وسنن الترمذي ج2 ص433 وتحفة الأحوذي ج4 ص558 وسنن الدارقطني ج3 ص102 والتمهيد ج17 ص360 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ج2 ص246 ونصب الراية ج6 ص385 والجامع الصغير ج1 ص652 وكنز العمال ج16 ص709 وأحكام القرآن للجصاص ج2ص300 وتاريخ الإسلام ج2 ص557 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص548.
([23]) سنن ابن ماجة ج2 ص386 والمغني ج9 ص528 والشرح الكبير ج9 ص522 وسبل السلام ج3 ص251 ونيل الأوطار ج7 ص224 والغدير ج8 ص172 وسنن أبي داود ج2 ص386 ومجمع الزوائد ج6 ص299 وعون المعبود ج12 ص210 والمعجم الأوسط ج7 ص309 والتمهيد ج17 ص360 ونصب الراية ج6 ص386 والدراية في تخريج أحاديث الرواية ج2 ص274 والجامع الصغير ج1 ص652 وكنز العمال ج15 ص54 وشرح مسند أبي حنيفة ص2080 وأضواء البيان ج3 ص115.
([24]) سنن ابن ماجة ج2 ص883 وسنن النسائي ج 8 ص45 و سنن أبي داود ج4 ص184 و 194 وراجع: كتاب الأم ج7 ص291 وفقه السنة ج2 ص564 وسن الدارقطني ج3 ص120.
([25]) راجع: الغدير ج8 ص172 عن شرح سنن ابن ماجة في ذيل الحديث المشار إليه، وراجع: الخلاف للطوسي ج5 ص265 وجامع الخلاف والوفاق ص563 والينابيع الفقهية ج40 ق2 ص72 ومغني المحتاج ج4 ص57 وحواشي الشرواني ج8 ص456 ونيل الأوطار ج7 ص222 وفقه السنة ج2 ص566 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص245 ونصب الراية ج6 ص390 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص276 وكنز العمال ج15 ص140 وشرح مسند أبي حنيفة ص209 وتفسير الرازي ج10 ص236.
([26]) راجع: المصنف للصنعاني ج10 ص100 والغدير ج6 ص133عن كنز العمال ج15 ص94 و 97 عن عبد الرزاق، وابن جرير، والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص32 وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج6 ص419 ومعرفة السنن والآثار ج6 ص154 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص297 وتذكرة الحفاظ ج1 ص31.
([27]) السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص32 وكنز العمال ج15 ص94 و 97 والغدير ج6 ص133.
([28]) السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص32 وكنز العمال ج15 ص94 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج6 ص154 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص297 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج1 ص31 والغدير ج6 ص133 وسير أعلام النبلاء ج2 ص440.
([29]) راجع: كتاب الأم ج7 ص338 و 339 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص33 و 76 والجوهر النقي ج8 ص33 والغدير ج8 ص167 وكتاب المسند ص344 ومعرفة السنن والآثار ج6 ص150.
([30]) السيرة الحلبية ج3 ص103 وراجع: عون المعبود ج12 ص188 والجامع لأحكام القرآن ج5 ص317 وحاشية السندي على النسائي ج8 ص44.
([31]) البحار ج21 ص137 و 138 وج64 ص175 وج70 ص293 عن الكافي ج8 ص246 وعن ج1 ص403 و 404 عن كتاب المؤمن، ودعائم الإسلام ج2 ص199 ومعاني الأخبار ص207 وشرح أصول الكافي ج12 ص339 ومستدرك الوسائل ج12 ص89 وج14 ص184 وكتاب الزهد ص56 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص75 وج20 ص76 ودرر الأخبار ص498 وراجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص60 ولسان العرب ج15 ص324 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج11 ص286.
([32]) راجع: شرح أصول الكافي ج7 ص14 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج9 ص525 وج29 ص75 و 76 و (ط دار الإسلامية) ج6 ص366 وج19 ص55 و 56 والبحار ج27 ص68 و 69 وج37 ص114 وج67 ص242 وج74 ص130 و 146 وج97 ص46 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص230 ومكيال المكارم ج2 ص235 وأمالي الصدوق ص432 وتحف العقول ص43 والغارات ج2 ص828 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص83 وج9 ص126 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج1 ص128 وتفسير القمي ج1 ص173.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج1 ص203 وج5 ص249 عن الواقدي، والأزرقي، والمغازي للواقدي ج2 ص842 وفقه السنة ج1 ص689 وكنز العمال ج14 ص113 والدر المنثور ج1 ص122 و 123 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص137 وج4 ص295 وأسد الغابة ج1 ص214 والإصابة ج1 ص487 وإمتاع الأسماع ج1 ص395 وعيون الأثر ج2 ص202.
([34]) سبل الهدى والرشاد ج1 ص235، وراجع: مجمع الزوائد ج7 ص86 وتفسير السمعاني ج4 ص71 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص365 وإختيار معرفة الرجال ج2 ص448 ومعجم رجال الحديث ج18 ص132 وإمتاع الأسماع ج3 ص190 والبحار ج15 ص3 وج37 ص175 وتفسير فرات ص505.
([35]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص257 عن الواقدي ونقله في هامشه عن: المغازي الواقدي ج2 ص863 والنسائي في البيوع باب 97، والبيهقي في السنن ج5 ص355 وأبي نعيم في الحلية ج7 ص111 والبخاري في التاريخ ج5 ص10 وابن السني ص272، ومسند أحمد ج4 ص36 وابن ماجة (2424) وراجع: السنن الكبرى للنسائي ج4 ص57 وج6 ص101 والأذكار النووية ص310 وسنن النسائي ج7 ص314 والسيرة الحلبية ج3 ص104 و (ط دار المعرفة) ص58 والإصابة ج4 ص70 وإمتاع الأسماع ج1 ص400.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص258 والمغازي للواقدي ج2 ص863 و 864 والسيرة الحلبية ج3 ص104 وإمتاع الأسماع ج1 ص400.
([37]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص258 والمغازي للواقدي ج2 ص864 وإمتاع الأسماع ج1 ص400.
([38]) المغازي للواقدي ج2 ص868.
([39]) وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج6 ص57 وج8 ص536 وكنزالعمال ج7 ص162 والبداية والنهاية ج6 ص23 ومسند أحمد ج6 ص425 وسنن أبي داود ج2 ص288 وسنن الترمذي ج3 ص156 وفتح الباري ج6 ص416 وج10 ص304 وتحفة الأحوذي ج5 ص389 و 390 وعون المعبود ج11 ص163 ومسند ابن راهويه ج5 ص23 والشمائل المحمدية للترمذي ص31 والمعجم الكبير ج24 ص429 والطبقات لابن سعد ج1 ص429 والسيرة الحلبية ج3 ص333 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص160 وسنن ابن ماجة ج2 ص1199 وتاريخ بغداد ج10 ص438.
([40]) مكارم الأخلاق ص70 وسبل الهدى والرشاد ج2 ص17 عن ابن عساكر، والجامع للشرايع ص29 والحدائق الناضرة ج5 ص556 والينابيع الفقهية ج2 ص614 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص129 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج1 ص417 ومناقب الإمام أمير المؤمنين ج1 ص18 والبحار ج73 ص83 وجامع أحاديث الشيعة ج16 ص603 وفتح الباري ج6 ص416 ومجمع البحرين ج4 ص526.
([41]) مكارم الأخلاق ص33 والبحار ج16 ص248 وج73 ص116 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص11 وراجع: مستدرك الوسائل ج1 ص443 وجامع أحاديث الشيعة ج16 ص617 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج1 ص155.
([42]) راجع: الرسائل العشر ص316 والكافي ج4 ص567 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص577 وشرح أصول الكافي ج12 ص173 والوسائل (ط آل البيت) ج14 ص323 و (ط دار الإسلامية) ج10 ص254 ومستدرك الوسائل ج10 ص188 و 189 والمزار للمفيد ص221 وعوالي اللآلي ج4 ص84 والبحار ج11 ص67وج22 ص550 وج27 ص299 وج97 ص130 وتفسير نور الثقلين = = ج5 ص119 ومنتقى الجمان ج1 ص318 ومجمع البحرين ج1 ص231 وراجع: بصائر الدرجات ص465 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص259 والذريعة ج13 ص206 والدر النظيم ص422.
([43]) مناقب آل أبي طالب ج3 ص458 ومدينة المعاجز ج7 ص235 و 236 والبحار ج49 ص59 و 60 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص250 وج2 ص482.
([44]) الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص497 ومدينة المعاجز ج7 ص235 و 236 وفرائد السمطين ج2 ص208 ح487 وراجع: مستدرك سفينة البحار = = ج5 ص421 والبحار ج49 ص59 وإثبات الهداة ج6 ص154 وشرح إحقاق الحق ج33 ص844.
([45]) المغازي للواقدي ج2 ص865 و 866 والإصابة ج4 ص225 وإمتاع الأسماع ج2 ص5.
([46]) المغازي للواقدي ج2 ص867.
([47]) مسند أحمد ج2 ص269 و 275 و 449 و 502 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص225 وج11 ص232 و 236 وصحيح مسلم ج7 ص182 والطبقات الكبرى ج8 ص152 والمعجم الأوسط ج4 ص283 و 295 وج5 ص380 والمعجم الكبير ج24 ص436 و 437 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص243 وج41 ص341 وج70 ص115وشرح مسلم للنووي ج15 ص92 وج16 ص80 ومجمع الزوائـد ج4 = = ص271 وصحيفة همام بن منبه ص43 والمصنف للصنعاني ج11 ص303 ومسند الحميدي ج2 ص452 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص547 والآحاد والمثاني ج5 ص459 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص625 و 626 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص353 و 354 ومسند أبي يعلى ج12 ص25 وصحيح ابن حبان ج14 ص163 و 164 و 165 ومسند الشاميين ج2 ص128 ج3 ص24 وج4 ص166 و 275 والجامع الصغير ج1 ص629 وكنز العمال ج12 ص145 و 146 وتفسير القرآن للصنعاني ج1 ص121 وجامع البيان ج3 ص357 و 358 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص370 والدر المنثور ج2 ص23 والإصابة ج8 ص197 و 485 والمنتخب من ذيل المذيل ص110 والبداية والنهاية ج2 ص71 وج5 ص322 وقصص الأنبياء لابن كثير ج2 ص376 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص596 ولسان العرب ج14 ص203 وفقه السنة ج2 ص21 وعيون أخبار الرضا ج1 ص67 والنوادر للراوندي ص177 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص48 وصحيح البخاري ج4 ص139 وج6 ص120 و 193 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص293 وعمدة القاري ج16 ص26 وج20 ص78 وج21 ص22 والديباج على مسلم ج5 ص331 وصحيفة همام بن منبه ص43 وتغليق التعليق ج4 ص35 و 482 وفيض القدير ج3 ص656 وتفسير ابن أبي حاتم ج2 ص647 والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز ج1 ص433 وتفسير الآلوسي ج3 ص155 وإمتاع السماع ج6 ص102 وقصص الأنبياء لابن كثير ج2 ص376.
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page