• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثالث: قبل أن تبدأ الحرب

النبي في حنين:

وقالوا: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد انتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء([1])، لعشر خلون من شوال([2]).
وكان قد سبقهم مالك بن عوف، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي، وفرقهم على الطرق والمداخل([3]).

جواسيس مالك بن عوف:

وبعث مالك بن عوف ثلاثة نفر من هوازن ينظرون إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه، وأمرهم أن يتفرقوا في العسكر، فرجعوا إليه، وقد تفرقت أوصالهم.
فقال: ويلكم ما شأنكم.
فقالوا: رأينا رجالاً بيضاً على خيل بُلق، فوالله، ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى، والله ما نقاتل أهل الأرض، إن نقاتل إلا أهل السماوات، وإن أطعتنا رجعت بقومك، فإن الناس إن رأوا مثل الذي رأينا أصابهم مثل ما أصابنا.
فقال: أف لكم، أنتم أجبن أهل العسكر، فحبسهم عنده، فرقاً أن يشيع ذلك الرعب في العسكر.
وقال: دلوني على رجل شجاع.
فأجمعوا له على رجل، فخرج، ثم رجع إليه قد أصابه كنحو ما أصاب من قبله منهم.
فقال: ما رأيت؟
قال: رأيت رجالاً بيضاً على خيل بُلق، ما يطاق النظر إليهم، فوالله ما تماسكت أن أصابني ما ترى. فلم يثن ذلك مالكاً عن وجهه([4]).
ونقول:
إن علينا أن ننظر إلى هذه الروايات التي تتحدث عن الإمداد بالملائكة بتروٍّ وأناة، وليس لأحد ان يبادر إلى رفضها، بل نخضعها للبحث والتحقيق، ما دام أن مضمونها ليس من المحالات العقلية.
وفي غزوة بدر صرحت الآيات القرآنية: بأن الله تعالى قد أمدّ رسوله فيها بالملائكة.
كما أن القرآن نفسه قد صرح عن حنين أيضاً بقوله: {ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} ([5])، فلماذا نستغرب أمثال هذه الروايات التي تتحدث عن رؤية الناس والملائكة في ساحات القتال؟! أو نبادر إلى رفضها؟ أو إلى التشكيك فيها؟!.
ولعلك تقول: إن ظاهر الآية القرآنية هو: أن الإمداد بالجنود قد كان بعد أن ولى المسلمون مدبرين، وهذه الرواية تتحدث عن مرحلة ما قبل بدء الحرب.
يضاف إلى ذلك: أن الآية تصرح: بأن الناس لم يروا الجنود.
والرواية تقول: بأنهم قد رأوها.
ويمكن أن يجاب:
أولاً: إن رؤية الجنود المنفية في الآية الكريمة هي رؤية المؤمنين لهم، وأما رؤية الكافرين لهم، فلم تتحدث الآية عنها، وقد كان المطلوب أن يرى الكافرون كثرتهم، ليضعفوا عن الحرب ..
ثانياً: إن الملائكة الذين كانوا جنوداً، ومقاتلين، إنما نزلوا بعد الهزيمة، وذلك لا يمنع من وجود الملائكة مع المسلمين قبل بدء الحرب، لأجل مهمات أخرى غير القتال، وغير الجندية، كأن يكون المقصود تكثير المسلمين، وإلقاء الرعب في نفوس المشركين..
ثالثاً: إن وجود الملائكة مع المسلمين، ثم فرار هؤلاء المسلمين من الحرب، دليل على أن النصر الذي حصل بعد ذلك لم يكن من صنع هؤلاء الهاربين، بل هو من صنع خصوص المؤمنين الحقيقيين، الذين حين أصبحوا وحيدين في ساحة  المعركة، أنزل الله جنوده ليكونوا معهم، بدلاً عن أولئك الهاربين.
ومعنى ذلك: أن المقصود: بـ «المؤمنين» في قوله تعالى: {عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ}، هو: خصوص علي «عليه السلام»، الذي كان يقاتل المشركين وحده، وقد يشمل الخطاب أيضاً بعض بني هاشم، الذين كانوا حول النبي «صلى الله عليه وآله»، فأنزل الله جنوداً ليكونوا معه، لم يرها أولئك الهاربون، فإنها قد نزلت بعد هروبهم، وحين غيبتهم عن ساحة القتال..
وبعد.. فإن ما جرى لهؤلاء الذين أرسلهم مالك بن عوف لاستكشاف معسكر المسلمين، قد تضمن إقامة الحجة على مالك بن عوف، ومن معه، من حيث دلالة ذلك على: أن هذا النبي «صلى الله عليه وآله» مسدد ومؤيد بالغيب، وليس في أمره شبهة ولا ريب..
ويتأكد هذا المعنى لهم حين يرون: أن نصره ليس بالبشر. فإن البشر يهربون، ويبقى وحده مع أخيه، وينزل الله جنوداً لم يرها المنهزمون، ويؤيده الله بالنصر، وظهور الأمر، هو ومن معه من المؤمنين، حتى لو كان رجلاً واحداً صابراً مجاهداً، وهو علي بن أبي طالب «عليه السلام».

للأعداء خطتهم:

ومن الطبيعي: أن يكون للأعداء خطتهم لمواجهة المسلمين، لا سيما إذا كانوا هم الذين خططوا ومهدوا، وجمعوا الناس للحرب، وحين لا بد للمسلمين من الدفاع عن أنفسهم فلا بد من أن تكون لهم خطة يعتمدونها في ذلك، غير أننا قبل الدخول في التفاصيل لا بد من الإشارة إلى ما أعدوه وهيأوه لهذه الحرب، التي علقوا عليها آمالهم وربطوا بها مصيرهم، فنقول:

تعداد جيش المسلمين:

قال جماعة من أئمة المغازي: خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» في اثني عشر ألفاً من المسلمين، عشرة آلاف من المدينة، وألفين من أهل مكة([6]).
وعن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال: كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» أربعة آلاف من الأنصار، وألف من جهينة. وألف من مزينة. وألف من أسلم. وألف من غفار، وألف من أشجع، وألف من المهاجرين وغيرهم، فكان معه عشرة آلاف، وخرج باثني عشر ألفاً([7]).
وعلى قول عروة، والزهري، وابن عقبة: يكون جميع الجيش الذين سار بهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» أربعة عشر ألفاً، لأنهم قالوا: إنه قدم مكة باثني عشر ألفاً، وأضيف إليهم ألفان من الطلقاء([8]).
وقال ابن الجوزي: كانوا اثني عشر ألفاً قاله قتادة، وابن زيد، وابن إسحاق، والواقدي([9]).
وقال عطاء: «كانوا ستة عشرة ألفاً»([10]).
وقال الكلبي: «كانوا عشرة آلاف»([11]).
وقال الطبرسي: «كانوا اثني عشر ألفاً، وقيل: عشرة آلاف([12]).
وقيل: ثمانية آلاف والأول أصح»([13]).

عدد جيش الأعداء:

الحديث المتقدم عن ابن أبي حدرد يصرح: بأن مالك بن عوف قال لأصحابه: «ثم تكون الحملة منكم، واكسروا جفون سيوفكم، فتلقونه بعشرين ألف سيف مكسورة الجفون»([14]).
وقيل: كانوا ثلاثين ألفاً([15]).
وقال ابن شهرآشوب عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: «وقف «عليه السلام» في وسط أربعة وعشرين ألفاً، ضارب سيف، إلى أن ظهر المدد من السماء»([16]).
بل سيأتي: أن جيش المشركين كان أضعاف عدد جيش المسلمين.
وذلك يدل أولاً: على عدم صحة ما زعمه بعضهم: من أن جيش الأعداء كان أربعة آلاف مقاتل فقط([17]).
ولعل المراد: أن عدد بني سعد، وثقيف كان أربعة آلاف([18]).
ثانياً: إن آلافاً من المقاتلين قد التحقوا بجيش هوازن بعد كلام مالك بن عوف الآنف الذكر.

كلمات حول عدد الجيشين:

اعتاد المسلمون في مختلف حروبهم مع أعدائهم أن يكونوا أقل عدداً، وأضعف عدةً من جيش الأعداء، ويكون هذا التفاوت بحد لا يسمح ـ بحسب طبيعة الأمور ـ بتحقيق نصر مهما كان نوعه لهذه القلة على تلك الكثرة..
ولكن الله تبارك وتعالى كان يمنح المسلمين النصر، والمجد، والفخر أبد الدهر، ويعود أعداؤهم بالذل والخزي، والألم والقهر.
ولكن الأمر في غزوة حنين قد جاء على خلاف التوقعات، فعدد المقاتلين من المسلمين قد تضاعف عدة مرات عما كان عليه في أكثر الحروب السابقة..
كما أن هذا الجيش نفسه قد دخل مكة، وهي أعظم مواقع الخلاف على النبي «صلى الله عليه وآله» وعلى المسلمين، دون أن يجرؤ أحد من عتاة الشرك على مواجهة مهما كان نوعها. وبذلك يكون قد سجل أعظم انتصار له، من حيث إنه أسقط بذلك عنفوان الشرك، واستلب من المشركين القرار من المنطقة بأسرها، بصورة تامة ونهائية، وإلى الأبد.
ثم يواجه هذا الجيش الكبير، والمنتصر، والذي أدخل تحسينات كبيرة على تجهيزاته، وأصبح أفضل حالاً، حتى من الناحية المادية.. جيشاً للمشركين أكثر منه عدداً، ولكنه لم يكن يظن أنه قادر على الصمود في وجهه، حتى  قال بعض الناس في جيش المسلمين: «لن نغلب اليوم من قلة» أو نحو ذلك..
ولكن النتائج قد جاءت على عكس توقعات جيش المسلمين، فإنه قد خسر المعركة، ويفر من وجه أعدائه، وينحصر الصراع بين جيش يعد بعشرات الألوف، وبين شخص واحد، يتمكن من تحويل الهزيمة العظمى لأصحابه إلى نصر مؤزر على جيش جرار منتصر قبل لحظات، ويحوّل ذلك الشخص الواحد الرجال والنساء إلى أسرى، ويستولي على كل ما جاؤوا به من شاء ونعم وأموال.. وهذه هي المفارقة الحقيقية والمدهشة حقاً!!

ألف: جيش الأعداء:

فيما يرتبط بالتعبئة والخطة الحربية لجيش الأعداء يذكر المؤرخون: أنه لما كان ثلثا الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه فعبأهم في وادي حنين، وهو واد أجوف ذو خطوط، وذو شعاب ومضايق. وفرق الناس فيها. وأوعز إليهم أن يحملوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه حملة واحدة([19]).
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه السلام»: أنه  لما مضى النبي «صلى الله عليه وآله» نحو هوازن، وأصبح منها على مسيرة بعض ليلة، «..قال مالك بن عوف لقومه: ليصيِّر كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهره، واكسروا جفون سيوفكم، واكمنوا في شعاب هذا الوادي، وفي الشجر، فإذا كان في غبش الصبح، فاحملوا حملة رجل واحد، وهدُّوا القوم، فإن محمداً لم يلق أحداً يحسن الحرب»([20]).

ب: جيش المسلمين:

وقالوا: «وعبأ رسول الله «صلى الله عليه وآله» أصحابه وصفهم صفوفاً في السحر، ووضع الألوية والرايات في أهلها، ولبس درعين، والمغفر، والبيضة. وركب بغلته البيضاء، واستقبل الصفوف، وطاف عليها بعضها خلف بعض، ينحدرون، فحضهم على القتال، وبشَّرهم بالفتح إن صدقوا وصبروا.
وقدم خالد بن الوليد في بني سليم وأهل مكة، وجعل ميمنة وميسرة وقلباً، كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه([21]).
أما مالك بن عوف، فصف الخيل ثم الرجالة المقاتلة، ثم صفت النساء على الإبل، ثم صفت الإبل، ثم البقر.ثم قال للناس: إذا رأيتموهم (أو إذا رأيتموني شددت) شدوا عليهم شدة رجل واحد([22]).
وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر «عليه السلام»: «فلما صلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الغداة انحدر في وادي حنين. وهو واد له انحدار بعيد، وكانت بنو سليم على مقدمته، فخرج عليهم كتائب هوازن من كل ناحية، فانهزمت بنو سليم، وانهزم مَنْ وراءَهم»([23]).
ونقول:
إننا نسجل هنا الأمور التالية:

تعليق النصر على الصدق و الصبر:

وقد وعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» أصحابه بالنصر بشرطين:
أحدهما: الصدق، فتصدق أفعالهم أقوالهم، ٍوتتطابق مع ظاهر حالهم، فإنك لو سألت أي واحد منهم عن حاله، لأكد لك: أنه مستعد لبذل كل غال ونفيس من أجل هذا الدين، وأنه مشتاق للشهادة إلى درجة التلهف لها.
ولكن لطالما ظهر: أن هذه الإدعاءات مبالغ فيها، وأن مطابقة الأفعال للأقوال تكاد لا تتحقق إلا لدى أقل القليل منهم، فإن الأغراض لدى أكثرهم لم تكن هي الشهادة والدفاع عن الدين بقدر ما كانت هي الحصول على حطام الدنيا، سواء في ذلك الغنائم، أو السبايا، أو المقامات، أو ما إلى ذلك..
الثاني: أن ثمة أناساً صالحين وصادقين  في مقاصدهم، وفي اندفاعهم لنصرة الدين وأهله. ولكن حين ينتهي الأمر إلى مواجهة البلايا، والرزايا، وحين تعضهم الحرب بنابها، وتعصر قلوبهم الآلام والمصائب، وتواجههم المتاعب والنوائب، فإنهم يضعفون، ويتراجعون، ويصير همهم تخليص أنفسهم مما هم فيه.. لأنهم لا يصبرون على ما أصابهم، ولا يحتسبون ثواب ذلك عند الله..

العرب تَباغت على النبي :

وروي بسند صحيح عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال: ما مرَّ بالنبي «صلى الله عليه وآله» يوم كان أشد عليه من يوم حنين، وذلك أن العرب تَباغت عليه([24]).
فهذه الرواية تشير إلى أمر هام، وهو: بغي العرب مجتمعين على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في خصوص حنين.
ولعل فهم هذه الرواية سيكون صعباً للوهلة الأولى، لأن المفروض: أنه «صلى الله عليه وآله» قدم بعشرة آلاف مقاتل أو أكثر إلى مكة، وتمكن من فتحها.
ثم خرج أهل مكة معه إلى حنين، عن بكرة أبيهم.
وقد كان هؤلاء من العرب.. فلم يكن في جميع حروبه السابقة أحسن حالاً ـ من حيث سعة تأييد العرب له ـ منه في حرب حنين..
فما هو المقصود إذن من قول الإمام الصادق «عليه السلام»: أن العرب تباغت على النبي «صلى الله عليه وآله» في حنين؟! وأن ذلك هو السبب في شدة حرب حنين عليه «صلى الله عليه وآله».
بل هو «عليه السلام» يقر: بأنه ما مرَّ بالنبي «صلى الله عليه وآله» يوم أشد عليه من حنين!!
ولعل الجواب عن ذلك هو: أن القضية في حنين كانت أكبر وأخطر مما نتصوره، فهوازن قد جمعت كما يقول زعيمها مالك بن عوف: عشرين ألف سيف.. بل في بعض الروايات: أنهم كانوا أربعة وعشرين ألفاً، أو كانوا ثلاثين ألفاً حسبما تقدم.
ثم إن الذين كانوا مع النبي «صلى الله عليه وآله» من أهل مكة، قد جاؤوا نظاراً لا يرجعون إلى دين، أو طمعاً بالغنائم، حتى لو كانت من المسلمين..
كما أن قسماً منهم، لم يكونوا ينزعجون لو كانت الصدمة لرسول الله «صلى الله عليه وآله».
وسنرى أيضاً: أن قسماً من المقاتلين كانوا من المنافقين. ومن المؤلفة قلوبهم، وممن عبّروا عن رغبتهم بأن تدور الدائرة على أهل الإيمان.. وحين حلت الهزيمة بالمسلمين أظهروا فرحتهم، وحملوا خبر ذلك كبشارة للناس في مختلف الأنحاء.
وقد أظهرت النصوص: أكثر من محاولة اغتيال لرسول الله «صلى الله عليه وآله» في نفس لحظة فرار المسلمين كما سنرى إن ذلك كله وسواه وكذلك فرار جميع من كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يؤكد: أن الأمر لم يكن طبيعياً، بل قد يروق للبعض أن يفهم: أن ثمة تفاهماً ضمنياً بين هوازن، وبين كثير من الزعماء المشبوهين، الذين كانوا بين أهل الإسلام؟!.
وأن تدبيرهم الذكي، والخفي؛ هو الذي جر المسلمين إلى تلك الهزيمة النكراء، التي كان يراد لها أن تنتهي بقتل النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، إما اغتيالاً، أو في زحمة المعركة.
ولعل هذا التدبير التآمري قد تضمن فرار فريق في مقدمة الجيش، ليفر بعده الجيش كله، ويبقى «صلى الله عليه وآله»، ليتمكنوا من قتله في تلك الحال. إن ذلك هو ما سوف نستنطق له الدلائل والشواهد فيما يأتي من مطالب وفصول، وعليه نتوكل، ومنه نسأل التوفيق والتسديد، إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول..

هل ظاهر النبي بدرعين؟!:

إن ما ذكرته رواياتهم: من أنه «صلى الله عليه وآله» قد ظاهر بدرعين، ولبس البيضة والمغفر. والدرعان، هما: ذات الفضول، والسغدية وهي درع داود، التي لبسها حين قتل جالوت([25]) مما لا يمكن قبوله.
فأولاً: إنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن ليلبس درعين. في حين أن كثيرين من أصحابه «صلى الله عليه وآله» لا يجدون درعاً واحدة يتقون بها سلاح الأعداء..
بل إننا لا نظن: أنه يرضى بأصل لبس الدرع، إذا كان في أصحابه من هو حاسر، بل هو يؤثر بها من لا يجد درعاً ليلبسها، فإنه «صلى الله عليه وآله» ليس فقط لا يرضى إلا أن يسوي نفسه بأضعف أصحابه، بل هو يبادر إلى الإيثار على نفسه، قبل أن يطلبه من غيره.
ثانياً: إن من يركب البغلة ـ لا الفرس ـ وينزل عنها حين فرار الناس من حوله،  ويقتحم جموع الأعداء، لا يلبس درعين.
ثالثاً: إن علياً «عليه السلام» كان يبرز إلى أعدائه في درع لا ظهر لها([26])، فإذا سئل عن ذلك، يقول: إذا مكنت عدوي من ظهري، فلا أبقى الله عليه إن أبقى علي([27]).
وعن ابن عباس قال: والله ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلف من علي، ولقد كنت أراه يخرج حاسر الرأس إلى الرجل الدارع فيقتله([28]).
فلم يكن «عليه السلام» يظاهر بين درعين.. مع أنه كان يقذف بنفسه في أتون المعركة، في متن توقدها، وأوج ضرامها.
فهل نصدق على رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أنه قد ظاهر بدرعين في حرب حنين؟!
بنو سليم.. وأهل مكة، وخالد:
وقد جعل «صلى الله عليه وآله» مقدمته بني سليم، وجماعة أهل مكة بقيادة خالد. وقد أثار اهتمامنا هنا أمران:
الأول: الكتلة العشائرية.
الثاني: دور بني سليم في هزيمة المسلمين.
وفي إشارة موجزة إلى هذين الأمرين نقول:

1 ـ الكتلة العشائرية:

قد ظهر: أن مقدمة جيش المسلمين في حنين كانت مؤلفة من كتلتين عشائريتين هما: بنو سليم.. وأهل مكة.. وأن قيادة هذه المقدمة قد أسندت إلى أحد أهل مكة، الذي عُرف بتاريخه القتالي الحافل بالتعديات، والمخالفات، وهو خالد بن الوليد..
وكنا قد ذكرنا في بعض فصول الجزء الأول من هذا الكتاب: أنه وإن كان الإسلام يحارب العصبيات القبلية والعشائرية، ولكنه كان أيضاً يسعى لتغيير منطلقات العلاقة بين أفراد تلك العشائر، والقبائل، وبجعلها منطلقات إنسانية، وإيمانية، تتخذ من القبيلة وسيلة للتلاحم، والتعاضد والتعاون على الصالح العام، ودفع الشرور، وإشاعة الخير والصلاح..
ومن الواضح: أن جعل أبناء القبيلة الواحدة في موقع قتالي واحد، من شأنه أن يرفع من مستوى التعاون على دفع العدو من جهة، ويمكِّن من حفظ بعضهم البعض من جهة أخرى، حيث إن من يجد من نفسه بعضاً من قوة، لا بد أن يذب عن أخيه، ويجد الدافع لمضاعفة جهده في هذا السبيل،
من خلال دافع الرحم، والتعصب للقرابة.
وربما يكون ذلك سبباً في تقليل حجم الخسائر التي لا بد أن تترك أثرها على حياة الناس الأسرية، وعلاقاتهم الإجتماعية وواقعهم السياسي، وغير ذلك من أمور.

2 ـ دور بني سليم في هزيمة المسلمين:

قد أظهرت النصوص التي سيأتي شطر وافر آخر منها: أن بني سليم هم الذين انهزموا أولاً.. ثم تبعهم سائر الناس، حتى لم يبق أحد مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ونحن وإن كنا لا نملك ما يدفع ذلك. بل لدينا ما يؤيده ويؤكده، غير أننا نقول:
إن أهل مكة قد شاركوا في هذه الهزيمة بصورة مؤثرة أيضاً، فإن قسماً منهم قد أسلم، ولكن لم ينصهر بهذا الدين بعد، ولا تفاعل معه، ولا ذاق حلاوته، وقسم أظهر الإسلام نفاقاً، ومجاراة لواقع استجدّ.. كما هو حال المؤلفة قلوبهم، الذين كانوا زعماء الناس. وقد أعطاهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» الغنائم التي بلغت أرقامها الألوف، أو عشرات الألوف من مختلف أنواع الماشية، فضلاً عن سائر الغنائم..
وقد كان هذا النوع من الناس يعدّون بالمئات أو الألوف، حتى لقد أعطى النبي «صلى الله عليه وآله» لمائة زعيم عشرة آلاف من الإبل، لكل واحد مائة منها، فضلاً عن عشرات أو مئات آخرين أعطاهم أقل من ذلك.. من أجل أن يتألفهم على الإسلام..
في النصوص أيضاً: أن فريقاً من أهل مكة كان يرضيهم أن تكون الصدمة للمسلمين في هذه الحرب. وقد أظهر بعضهم شماتته بما جرى حين فرّ المسلمون.
فوجود هؤلاء في المقدمة يجعل احتمال أن تكون لهم مشاركة فاعلة ومؤثرة في الهزيمة قريباً جداً، فكيف إذا دلت عليه بعض النصوص التي ستأتي إن شاء الله تعالى.
كما أن خالداً قائدهم لا يمكن تبرئته من المشاركة في صنع هذه الهزيمة، أو تهيئة الأجواء لها، خصوصاً وأنه على المقدمة، ولم يظهر منه أي اعتراض على ما جرى، بل كان هو في جملة المنهزمين..
والذي يدعونا إلى القبول بهذه الإثارات وتأييدها: أننا وجدنا خالداً لم يظهر له إسلام إلا قبيل الفتح، وحين أظهر إسلامه، وأوكلت إليه بعض المهمات، لم يكن أداؤه فيها محموداً، بل هو قد ارتكب مذابح وفظائع، وفجائع في حق الأبرياء، حتى تبرأ النبي «صلى الله عليه وآله» مما صنع، وغضب عليه، واعرض عنه..
بل هو لم يرتدع عن مثل هذه الأفاعيل، حتى بعد استشهاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقصة قتله مالك بن نويرة، وزناه بزوجته في ليلة قتله، معروفة عنه.
فلماذا؟ وكيف يمكن تبرئته من عار صنع الهزيمة في حرب حنين؟!

هل هذا أبو بكر؟!:

قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}([29]).
عن الربيع بن أنس قال: قال رجل يوم حنين: «لن نغلب من قلة»، فشق ذلك على رسول الله «صلى الله عليه وآله». وكانت الهزيمة([30]).
وعن الحسن قال: لما اجتمع أهل مكة وأهل المدينة قالوا: الآن نقاتل حين اجتمعنا، فكره رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما قالوا، مما أعجبهم من كثرتهم، فالتقوا، فهزموا حتى ما يقوم أحد على أحد([31]).
وعن أنس قال: لما اجتمع يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة، أعجبتهم كثرتهم، فقال القوم: اليوم والله نقاتل([32]).
ولفظ البزار: فقال غلام من الأنصار يوم حنين ـ وهو سلمة بن الأكوع، أو سلمة بن وقش ـ: «لن نغلب اليوم من قلة»، فما هو إلا أن لقينا عدونا، فانهزم القوم، وولوا مدبرين([33]).
وقال المفيد «رحمه الله»: فظن أكثرهم أنهم لن يغلبوا، لما شاهدوه من جمعهم، وكثرة عدتهم وسلاحهم، وأعجب أبا بكر الكثرة يومئذ، فقال: لن نغلب اليوم من قلة.
فكان الأمر بخلاف ما ظنوه، وعانهم أبو بكر بعجبه بهم([34]).
وتقول رواية أخرى: إن العباس باهى بكثرة العسكر، فمنعه النبي «صلى الله عليه وآله»، وقال: «تستنصر بصعاليك الأمة»؟!([35]).
عن الزهري: قال رجل من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»: لو لقينا بني شيبان ما بالينا، ولا يغلبنا اليوم أحد من قلة([36]).
قال ابن إسحاق: حدثني بعض أهل مكة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال حين فصل من مكة إلى حنين، ورأى كثرة من معه من جنود الله تعالى: «لن نغلب اليوم من قلة»، كذا في هذه الرواية([37]).
والصحيح: أن قائل ذلك غير النبي «صلى الله عليه وآله» كما سبق.
قال ابن إسحاق: وزعم بعض الناس: أن رجلاً من بني بكر قالها([38]).
وعن سعيد بن المسيب: أن أبا بكر قال: يا رسول الله، لن نغلب اليوم من قلة([39]). (وشق ذلك على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وساءته تلك الكلمة([40])).
كذا في هذه الرواية، وبذلك جزم ابن عبد البر([41]).
من القائل: لن نغلب اليوم من قلة؟!
اختلفت الروايات في اسم الذي قال: لن نغلب اليوم من قلة، أو نحو ذلك، هل هو رسول الله «صلى الله عليه وآله» (والعياذ بالله)؟!
أو هو أبو بكر، قال ذلك للنبي «صلى الله عليه وآله».
أو قاله سلمة بن الأكوع.
أو أن القائل هو سلمة أو سلامة بن وقش نفسه؟!
أو العباس بن عبد المطلب؟!
أو هو غلام من الأنصار؟!
أو رجل من الصحابة؟!
أو أهل مكة، أو أهل المدينة؟!
أو رجل من بني بكر؟!
فما هذا التردد، وما هذه الحيرة في تعيين قائل تلك العبارة المشؤومة؟!
ألا يشير ذلك: إلى أن هناك سعياً لإخفاء اسم القائل الحقيقي عن الناس؟! ومن هو ذلك الشخص المحظوظ، الذي يسعى الرواة لإسداء هذه الخدمة الجليلة إليه؟!
ونحن لا نرى سبباً لإخفاء اسم أحد من هؤلاء، الذين ذكروهم، إلا إن كان اسم العباس، من قبل العباسيين.
أو اسم أبي بكر من قبل من يعتقدون إمامته وخلافته.
فإذا كان هذا الإخفاء يتولَّاه أناس عاشوا في زمن بني أمية، مثل الزهري، والحسن، وبعض الصحابة مثل أنس وأمثالهم، فإن من الواضح: أنه لم يكن للعباسيين دور أو ذكر، أو شوكة، أو نفوذ في تلك الفترة.
فينحصر الأمر في محبي الخلفاء، والمعتقدين بإمامتهم.
وبذلك يترجح احتمال أن يكون قائل ذلك هو: أبو بكر.
وبه جزم ابن عبد البر وغيره.

اتهام النبي بالكفر:

إن اتهام النبي «صلى الله عليه وآله»: بأنه ممن أعجبته الكثرة يوم حنين كما أظهرته رواية البراء بن عازب([42]) باطل ومكذوب، بلا ريب، وذلك لما يلي:
أولاً: إن نسبة ذلك إلى النبي «صلى الله عليه وآله» لا تجوز، فإن ذلك يستبطن الطعن في نبوته «صلى الله عليه وآله»، على أساس أن القرآن قد صرح: بأن الإعجاب بالكثرة قد صاحبه اعتبار: أن الكثرة هي المعيار في النصر والظفر، وليس التأييد الألهي، ولذلك قبّح الله تبارك وتعالى ذلك منهم، ولامهم وذمهم عليه، مصرحاً بأنهم: قد اعتمدوا على كثرتهم، واعتبروا أنها تغنيهم وتكفيهم، فقال سبحانه: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً}. رغم أن الله تعالى قد نصرهم في مواطن كثيرة تصل إلى ثمانين.
ثانياً: إننا لم نزل نسمع من الرسول  الهادي «صلى الله عليه وآله» التأكيد تلو التأكيد على أن النصر من عند الله، وبمشيئته، وتسديده، وتوفيقه. وقد صرح القرآن بأن النصر لا يكون إلا من عند الله تعالى. والنبي «صلى الله عليه وآله».
هو الذي كان يقرأ على الناس قوله تعالى عن بدر: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الحَكِيمِ}([43]). وهذه الآية إنما نزلت في سورة آل عمران، التي نزلت في أيام بدر، في أوائل الهجرة.
وقد فتح الله لهم مكة، ونسب النصر فيها إلى نفسه أيضاً، فقال: {وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً}([44]).
والجيش الذي فتح مكة هو نفسه الذي يتوجه لقتال هوازن.
وقال عن غزوة أحد: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤمِنُونَ}([45]).
وقال: {وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}([46]).
والآيات التي تشير إلى هذه المعاني كثيرة، وكلها نزلت قبل غزوة حنين..
ثالثاً: إن صريح الآية القرآنية أن الذين أعجبتهم كثرتهم هم الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ثم ولوّا مدبرين. وثبت في ساحة المعركة، ثلة قليلة من المؤمنين، فاستحق هؤلاء الثابتون إنزال السكينة عليهم، لأنهم كانوا يتحملون الشدائد، ويواجهون الأخطار الجسام.
وهم علي «عليه السلام» في ساحة القتال وبعض بني هاشم، الذين احترسوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وضربوا عليه طوقاً بشرياً يحميه.. كما أن السكينة نزلت على رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وأنزل عليه «صلى الله عليه وآله» وعليهم جنوداً لم يرها أولئك الذين هربوا..
فكيف يدَّعي هؤلاء الجهلة: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال تلك الكلمة المشؤومة؟!
رابعاً: كيف يكون قائل ذلك هو رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والحال أن عدداً من الروايات يصرح: بأنه «صلى الله عليه وآله» قد كره هذه المقالة منهم؟!
وبعضها يقول: فشق ذلك على رسول الله «صلى الله عليه وآله». أو نحو ذلك فراجع([47]).

أتستنصر بصعاليك الأمة؟!:

قد تقدمت الرواية التي تقول: إن العباس باهى بكثرة العسكر، فمنعه «صلى الله عليه وآله»، وقال: أتستنصر بصعاليك الأمة؟([48]).
والصعلوك هو: الفقير.
وصعاليك العرب: ذؤبانها، أي لصوصها، وفقراؤها([49]).
وهي كلمة هامة ومثيرة، خصوصاً، وأنها صدرت من نبي الإسلام الأعظم «صلى الله عليه وآله»، الذي: {مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى} ([50]).
وإذا أردنا تحليل هذه الكلمة، فإن أول ما يواجهنا فيها هو: أن المقصود بالصعلوك هنا ليس هو الفقير، فإن الفقر لا يمنع من البطولة، والإقدام، والشجاعة، والشدة في الحرب إلى بلوغ النصر.. بل لعل أعظم الناس شجاعة كانوا من الفقراء، الذين لم يتذوقوا طعم النعيم، ولم تشدهم ملذات الحياة إليها، ليخلدوا إلى الأرض، فيمنعهم ذلك من ركوب الأهوال، ومن الإقدام على المخاطر.
إن الشجاعة والإقدام، هي نتاج طموح كبير، أو نتاج رؤية إيمانية واعتقادية، تهييء لانفعال روحي وإنساني فاعل وقوي. أو هي وليدة حدث وجداني، يثير هزة مشاعرية عميقة، وتحرك معاني النبل، والشمم، والكرم في عمق الذات، وتدفع إلى التضحية والإيثار، في مواقع الفداء والعطاء، بلا حدود ولا قيود.
أما الذؤبان واللصوص، فهم الذين يفقدون الإحساس الإنساني، والدافع الإيماني، ويعيشون في مستنقعات الأهواءن ويصبحون أسرى انحطاط طموحاتهم، وانحسار وضمور مشاعرهم الإنسانية، ونضوب الروافد الفكرية الإيمانية..
إن هؤلاء يفقدون معنى الشجاعة، ولا يفهمون معنى لنصرة المظلومين، لأنهم هم الذين يشاركون في إشاعة الظلم، ولا تحركهم المشاعر الإنسانية، لأنهم اجتثوا كل عروقها النابضة، وجففوا روافدها في أعماق نفوسهم، ولا تحجزهم معاني الإيمان والاعتقاد بعد أن نضبت روافدها، وتلاشت كل أشباح معانيها من حنايا قلوبهم.
إن اللصوصية التي تعني أن يعيش الإنسان حالة مزرية من الإنحطاط الخلقي، والجفاف العاطفيين والتقوقع في قفص الذات، والتفكير في التفاهات الصغيرة، وصنع مفردات الخزي والعار، لا يمكن أن تدفع صاحبها إلى أن ينجد مظلوماً، أو أن يدافع عن قضايا كبيرة، فضلاً عن أن يضحي في سبيل القيم، ومن أجل المعاني الإنسانية والإيمانية.
وذلك هو ما يفسر لنا استنكار النبي «صلى الله عليه وآله» على العباس بقوله: «أتستنصر بصعاليك الأمة»؟!
فهو «صلى الله عليه وآله» يرى في أكثر ذلك الجمع: أنهم ذؤبان وصعاليك، لأن أكثرهم جاء لأجل الغنائم، واستلاب أموال الناس، ولا يبالي بعد هذا بما يجري للطفل الصغير، والشيخ الكبير.. كما لا يهمه أن ينتصر الدين، أو ينكسر، وأن يكون النصر للحق وأهله، أو للباطل وحزبه. إنهم يريدون أن يضحوا بكل شيء من أجل أنفسهم وشهواتهم، فهم اللصوص والذؤبان.. الذين يهربون عن أدنى خطر يستشعرونه، ويخافون من أي سانح أو بارح، ومن الساكت والصائح، والضاحك والنائح.
وقليل هم أولئك المؤمنون الطيبون الذين يشعرون بالمسؤولية، ويعيشون القيم الإنسانية، ويلتزمون بحدود الشرع، ويفكرون في نصرة الدين وأهله، مهما غلت التضحيات، وقد أظهرت الوقائع أن هؤلاء هم خصوص النبي «صلى الله عليه وآله» وثلة قليلة معه، هم الذين أنزل الله سكينته عليهم من المؤمنين.

 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص316 و 318 وتاريخ الخميس ج2 ص101 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج2 ص11 وج8 ص388 و 389 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص150 وأعيان الشيعة ج1 ص279.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص316 و 318 و 346 وتاريخ الخميس ج2 ص101 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص574 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج2 ص11 وج8 ص388 و 389 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص150 وأعيان الشيعة ج1 ص279 وفتح الباري ج8 ص21.
([3]) تاريخ الخميس ج2 ص101 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص50 وأعيان الشيعة ج1 ص279 وشرح السير الكبير للسرخسي ج1 ص116 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص316 عن الواقدي، والسيرة الحلبية ج3 ص107 و (ط دار المعرفة) ص64.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص316 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص123 وعن أبي نعيم، والواقدي، وابن إسحاق، وتاريخ الخميس ج2 ص100 والسيرة الحلبية ج3 ص107 و (ط دار المعرفة) ص64 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 وعن المغازي للواقدي ج3 ص892 و 893.
([5]) الآية 26 من سورة التوبة.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص313 وتاريخ الخميس ج2 ص100 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص62 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص150 والسيرة الحلبية ج3 ص107 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص108 وراجع: الدرر لابن عبد البر ص225 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص97 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص46 وإمتاع الأسماع ج8 ص388 والثقات لابن حبان ج2 ص66 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص62 وتفسير جوامع الجامع ج2 ص55 وتفسير غريب القرآن للطريحي ص537 وتفسير السمرقندي ج2 ص48 وتفسير البغوي ج2 ص277 وتفسير البيضاوي ج3 = = ص137 والدر المنثور ج3 ص224 وراجع: تفسير الثعلبي ج5 ص22 وفتح القدير ج2 ص348 والكامل لابن عدي ج1 ص272 وأعيان الشيعة ج1 ص279 و 282.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص313 عن أبي الشيخ، والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص108 وتفسير الميزان ج9 ص234 والدر المنثور ج3 ص225.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص314 والبداية والنهاية ج4 ص371 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص615 وراجع: معاني القرآن للنحاس ج3 ص194 .
([9]) زاد المسير ج3 ص281 وراجع: التبيان للشيخ الطوسي ج5 ص197 وجامع البيان للطبري ج10 ص128 و 130 و 133 ومجمع البيان للطبرسي ج5 ص32 وتفسير الرازي ج16 ص21 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص100 و 280 وتفسير الآلوسي ج9 ص180 وج10 ص73 والبداية والنهاية ج6 ص67 وتفسير ابن زمين ج2 ص199 ومجمع البحرين ج1 ص590 وتاج العروس ج7 ص218 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص674 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص574 وتحفة الأحـوذي = = ج5 ص139 وعون المعبود ج7 ص194 والتسهيل لعلوم التنزيل ج2 ص73 وتفسير البحر المحيط ج4 ص469 ولباب النقول للسيوطي (ط دار إحياء التراث) ص116 و (ط دار الكتب العلمية) ص103 وتفسير أبو السعود ج4 ص12 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص106 وتفسير ابن أبي حاتم ج6 ص1773 وتفسير البيضاوي ج3 ص95 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص63 وتفسير النسفي ج2 ص84 والفتح السماوي للمناوي ج2 ص673 وتفسير جوامع الجامع ج2 ص12 وتفسير السمعاني ج2 ص298 وشرح السير الكبير ج1 ص68 ومعجم قبائل العرب ج2 ص1232.
([10]) تاريخ الخميس ج2 ص100 وراجع: زاد المسير ج3 ص281 وفتح القدير ج2 ص348 وتفسير الرازي ج16 ص21 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص100 وتفسير الآلوسي ج10 ص73 وتفسير البغوي ج2 ص277 .
([11]) تاريخ الخميس ج2 ص100 وزاد المسير ج3 ص281 وتفسير الرازي ج16 ص21 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص100 وتفسير البغوي ج2 ص277 وتفسير الثعلبي ج5 ص22.
([12]) الإرشاد للمفيد ج1 ص140 والبحار ج21 ص155 وراجع: التبيان للشيخ الطوسي ج5 ص19.
([13]) مجمع البيان ج5 ص17 و 18 والبحار ج21 ص147 وراجع: التبيان للشيخ الطوسي ج5 ص197 وتفسير الآلوسي ج10 ص73.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص313 عن الواقدي، والمغازي للواقدي ج3 ص893 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109.
([15]) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص107 وتفسير الثعالبي ج3 ص172 وأعيان الشيعة ج1 ص282.
([16]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص355 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج9 ص341 وحلية الأبرار ج2 ص429 والبحار ج41 ص66 .
([17]) تاريخ الخميس ج2 ص99 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج2 ص62 وتفسير ابن زمين ج2 ص199 وتفسير السمعاني ج2 ص298 وتفسير الثقفي ج2 ص84 وتفسير = = مقاتل ج2 ص42 وتفسير السمرقندي ج2 ص49 وتفسير الثعلبي ج5ص22 وتفسير البغوي ج2 ص278 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص97.
([18]) راجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص107.
([19]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص316 عن الواقدي، والطبقات الكبرى ج2 ص150 وشرح السير الكبير للسرخسي ج1 ص116 وأعيان الشيعة ج1 ص279.
([20]) تفسير القمي ج1 ص287 والبحار ج21 ص149 و 150 عنه، وشجرة طوبى ج2 ص308 وتفسير مجمع البيان ج5 ص34 والتفسير الصافي ج2 ص331 وتفسير نور الثقلين ج2 ص199 وتفسير الميزان ج9 ص231.
([21]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص316 و 317 عن الواقدي وتاريخ الخميس ج2 ص101 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص107 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص150 وأعيان الشيعة ج1 ص279.
([22]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص106 و (ط دار المعرفة) ص63 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص108.
([23]) تفسير القمي ج1 ص287 والبحار ج21 ص149 عنه، وشجرة طوبى ج2 ص307 والتفسير الأصفى ج1 ص459 وتفسير مجمع البيان ج5 ص34 والتفسير الصافي ج2 ص331 وتفسير نور الثقلين ج2 ص199 وتفسير الميزان ج9 ص231.
([24]) البحار ج21 ص180 وعن علل الشرايع ص158 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص462 .
([25]) السيرة الحلبية ج3 ص107 و (ط دار المعرفة) ص64 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص368
([26]) راجع: البحار ج42 ص58 وج41 ص67 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص296 ـ 298 والتبيان في شرح الديوان [أي ديوان المتنبي (ط الحلبي بمصر) ج3 ص312] ومعالم الفتن لسعيد أيوب عن مروج الذهب ج2 ص240 وعن كنز العمال ج11 ص347 وعن عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص130 و 131 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج20 ص280 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج9 ص428 و 429 وشرح إحقاق الحق ج8 ص325 وج18 ص78 و 79 وج31 ص569 والنهايـة في غريب الحـديث ج4 ص3 ولسان العـرب ج1 = = ص658 والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج3 ص63 ومجمع البحرين ج3 ص445 وتاج العروس ج2 ص303 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص340.
([27]) المستطرف ج1 ص199 ط القاهرة، وتاج العروس (ط القاهرة) ج8 ص 150 والموفقيات ص343 وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ج3 ص863 وج42 ص340 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج9 ص429 وشرح إحقاق الحق ج8ص325 وج18 ص79 وج32 ص339 .
([28]) الرياض النضرة (ط الخانخي بمصر) ص225 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي بالقاهرة) ص 98 و 99 وأرجح المطالب (ط لاهور) ص178 والمناقب لابن المغازلي وعن وسيلة المآل، وراجع: جواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص266 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج6 ص142 وج9 ص428 وشرح إحقاق الحق ج3 ص324  وج18 ص80  وج32 ص516.
([29]) الآيتان 25 و 26 من سورة التوبة.
([30]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن يونس بن بكير في زيادات المغازي، وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص107 والبحار ج21 ص147 و 165 عن مجمع البيان ج5 ص17 و 18 وإعلام الورى ص119 وتاريخ الخميس ج2 ص100 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص62 وفتح الباري ج8 ص21 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص63 والفتح السماوي للمناوي ج2 ص673 وتفسير الجلالين ص439 والدر المنثور ج3 ص224 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص116 و (ط دار الكتب العلمية) ص103 وفتح القدير ج2 ص348 وتفسير الآلوسي ج10 ص74 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص575.
([31]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن ابن المنذر، والدر المنثور ج3 ص224 وفتح القدير ج2 ص348.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن أبي الشيخ، وابن مردويه، والبزار، والحاكم وصححه، والدر المنثور ج3 ص225 وفتح القدير ج2 ص348.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن أبي الشيخ، وعن الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبزار، وعن مجمع الزوائد ج6 ص181 والسيرة الحلبية ج3 ص110 وراجع: مجمع الزوائد ج6 ص178 زاد المسير لابن الجوزي ج3 ص281 وتفسير السمعاني ج2 ص298 وتفسير أبي السعود ج4 ص55 وتفسير الآلوسي ج10 ص73 وراجع: بناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص139.
([34]) الإرشاد للمفيد ج1 ص140 والبحار ج21 ص155 وكشف الغمة ج1 ص220.
([35]) تاريخ الخميس ج2 ص100.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 والمغازي للواقدي ج2 ص896 وإمتاع الأسماع ج2 ص10.
([37]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن ابن إسحاق، وتاريخ الخميس ج2 ص100 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص110 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص895.
([38]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن الواقدي، وتاريخ الخميس ج2 ص100 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص895 وإمتاع الأسماع ج2 ص10.
([39]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن الواقدي، وتاريخ اليعقوبي ج2 ص100 وتفسير البحر المحيط لابن حيان الأندلسي ج5 ص25 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص110 و (ط دار المعرفة) ص69 والإفصاح للمفيد ص68 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص180 والبحار ج21 ص155 وشرح النهج ج15 ص106 وتفسير الآلوسي ج10 ص73 والطبقات الكبرى ج2 ص150 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص574 والبداية والنهاية ج4 ص369 وأعيان الشيعة ج1 ص279 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص221 وكشف اليقين للحلي ص143 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص610 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص255 ونهج الحق وكشف الصدق للحلي ص251 وإحقاق الحق (الأصل) ص206.
([40]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص69 وراجع: البحار ج21 ص165 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج2 ص63 والدر المنثور ج3 ص224 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص116 و (ط دار الكتب العلمية) ص103وفتح القدير ج2 ص348 وتفسير الآلوسي ج10 ص74 وإعلام الورى ج1 ص228 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص317.
([41]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن المغازي للواقدي ج3 ص896 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص100 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص110 وتفسير البحر المحيط ج5 ص25.
([42]) السيرة الحلبية ج3 ص110 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109وسبل الهدى والرشاد ج5 ص325 و 326، وراجع: جامع البيان للطبري ج10 ص128 والمحرر الوجيز في تفسير القـرآن العزيـز ج3 ص19 = = والكامل في التاريخ ج2 ص262 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص895 .
([43]) الآية 126 من سورة آل عمران، والآية 10 من سورة الأنفال.
([44]) الآية 3 من سورة الفتح.
([45]) الآية 160 من سورة آل عمران.
([46]) الآية 13 من سورة آل عمران.
([47]) راجع: رواية الربيع بن أنس، ورواية الحسن المتقدمتين في مصادرهما. ورواية مباهاة العباس بكثرة من معهم، فمنعه «صلى الله عليه وآله».
([48]) تاريخ الخميس ج2 ص100.
([49]) أقرب الموارد ج1 ص648 وراجع: تاج العروس ج13 ص599 .
([50]) الآيتان 3 و 4 من سورة النجم.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page