• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع: الهزيمة وتمحّل الأعذار

الهزيمة في اللحظات الأولى:

أنه لا ريب في وقوع الهزيمة على المسلمين، في اول صدام لهم مع المشركين.. وقد حاول أهل التعذير والتبرير، وأنصار المؤلفة قلوبهم عرض الأحداث بطريقة ذكية وخادعة، خلطوا فيها الغث بالسمين، والصحيح بالسقيم، فقالوا:
كان خالد بن الوليد مع بني سليم في مقدمة الجيش، وكان أكثرهم حسراً ليس عليه سلاح، أو كثير سلاح. فلقوا قوماً رماة لا يكاد يسقط لهم سهم. والمسلمون عنهم غافلون، فرشقوهم رشقاً لا يكادون يخطئون، فولّى جماعة كفار قريش، الذين كانوا في جيش الإسلام، وشبان الأصحاب، وأخفاؤهم. وتبعهم المسلمون الذين كانوا قريب العهد بالجاهلية، ثم انهزم بقية الأصحاب([1]).
وذكروا أيضاً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد انحدر في الوادي في غبش الصبح.. فخرج عليهم القوم، وكانوا قد كمنوا لهم في شعاب الوادي، ومضايقه، فحملوا عليهم حملة رجل واحد، وكانت هوازن رماةً، فاستقبلوهم بالنبل، كأنهم جراد منتشر، لا يكاد يسقط لهم سهم..
وقال البراء بن عازب: كانت هوازن رماةً، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، فأخذ المسلمون في الرجوع منهزمين، لا يلوي أحد عن أحد.
إلى أن قالوا: إن الطلقاء قال بعضهم لبعض: أخذلوه فهذا وقته، فانهزموا أول من انهزم، وتبعهم الناس([2]).
ونقول:
إن في ما ذكر آنفاً مواضع للنظر، والنقاش نجملها فيما يلي:

وقت الإنحدار في الوادي:

لماذا اختار النبي «صلى الله عليه وآله» الإنحدار في الوادي في غبش الصبح؟ مع أن الجيش يسير في العادة نهاراً ويستريح ليلاً، والمسير في الليل يحمل معه أخطار مواجهة الكمائن في المضائق والشعاب..
ألا يدل ذلك: على عدم صحة ما زعموه، وأنه «صلى الله عليه وآله» قد سار في الجيش نهاراً.

المضائق والكمائن:

وزعموا: أن المشركين قد كمنوا في المضايق والشعاب، فهاجموهم، ثم كانت الهزيمة..
وهذا الكلام موضع ريب وشك.
أولاً: قد تقدم: أن الموضع الذي اختير للقتال لم يكن فيه مضايق ولا شعاب، لأن دريد بن الصمة حين لمس الأرض وسأل عنها، وأخبروه باسمها، قال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس.
فالموضع الصالح لجولان الخيل، لا بد أن يكون متسعاً ليس فيه عوائق..
ثانياً: إنه لا يصح قولهم: إن الكمين هو الذي هزمهم، فقد صرحت رواية البراء بن عازب: بأن الجيشين قد تواقفا، وإن جيش المسلمين قد حمل على المشركين فكشفهم، فانكبوا على الغنائم، فاغتنمها منهم المشركون فرصة، فرشقوهم بالسهام..
ثالثاً: إن الهزيمة إنما وقعت على خصوص بني سليم، ومن جهة واحدة، ولو كان الهجوم من المضايق والشعاب، أو على خصوص أهل مكة لم يتبعهم غيرهم..
إلا أن يدَّعى: أن الجيش كان يسير على شكل صف طويل.. لأنه منحدر في الوادي الضيق.. مع أن الأمر ليس كذلك، فإن العائدين قد عادوا إلى القتال في ساحة متسعة، كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد بقي صامداً فيها، وقد مر به المنهزمون، وكان يناديهم، ولكنهم لا يلوون على شيء.
ونقول لهؤلاء:
إنهم قد فشلوا حين زعموا: أن المقدمة، كانت لا تملك سلاحاً.
فإن المقدمة كانت تتألف من أهل مكة، وكان أهل مكة هم الأغنى في المنطقة بأسرها، وهم الأكثر سلاحاً فيها.
ومن بني سليم، الذين لم يزل العباس بن مرداس يفتخر بهم وبدروعهم، فيقول:
من كـل أغلب من سليـم فوقـه               بيضـاء محكمـة الدخـال وقونس([3])
فالدخال: الدروع. والقونس: أعلى بيضة الخوذة.
ويقول:
على الخيل مشدوداً علينا دروعنا               ورجـلاً كـدفـاع الآتي عـرمـرما([4])
وهذا يدل: على أنهم كانوا في غاية الإستعداد والإعداد، فلماذا يزعم هؤلاء المدافعون عنهم: أن الذين تتألف منهم المقدمة كان أكثرهم حسراً، ليس عليهم سلاح، أو كثير سلاح؟!
كما أن هؤلاء قد نجحوا حين بينوا: أن كفار قريش كانوا في المقدمة.
وفشلوا أيضاً: حين زعموا: أن شبان الأصحاب كانوا في المقدمة..
فإن ذلك لا يعدو كونه تخرصاً ورجماً بالغيب.
ونجحوا أيضاً حين بينوا: أن الذين انهزموا كانوا قريب العهد بالجاهلية..
وفشلوا: حين لم يبينوا دور خالد وبني سليم، وزعماء قريش، وعموم أهل مكة بما فيهم الرؤساء والزعماء في صنع الهزيمة..
ونجحوا حين اعترفوا بالهزيمة لمن لا يحبون أن ينسبوا إليهم أي شيء ينقص من قدرهم، ويظهر عجزهم.
وفشلوا حين ادَّعوا: أن السبب في الهزيمة هو رميهم بالسهام رمياً لا يكاد يخطئ، فإن ذلك أيضاً يدخل في باب التهويل والتضخيم للأمور، بدون دليل معقول، ومقبول. مع تصريح النصوص المتقدمة بأن السلاح الذي واجههم كان من جميع الأنواع..

النبي هو الذي اختار مقدمة الجيش:

وقد يسأل سائل: لماذا اختار الرسول «صلى الله عليه وآله» مقدمة جيشه من خصوص هؤلاء، مع أن احتمالات هزيمتهم جبناً وخوراً، أو تآمراً وكيداً كانت قريبة، وظاهرة؟!
ونجيب: بأننا قد ذكرنا سبب ذلك في موضع سابق من هذا الكتاب. وقلنا: إن من جملة مقاصده «صلى الله عليه وآله» ما يلي:
1 ـ إن ذلك يطمئن زعماء مكة، وجميع الزعامات الأخرى في المنطقة إلى أنه «صلى الله عليه وآله» يقبلهم في المجتمع الإسلامي، ويعاملهم فيه كغيرهم، ولا يريد أن ينتقم من أحد، ولا محاسبة أحد.
2 ـ كما أنه لا يريد مما يدعوهم إليه ان يكتسب لنفسه شيئاً، ولا أن يستأثر بشيء، بل إن أراد شيئاً فإنما يريده لهم..
3 ـ وليعلم الجميع: أن دخولهم في الإسلام لا ينقص من قدرهم، ولا يوجب الخسران لهم، بل هو يعلي من مقامهم، ويمنحهم العزة والكرامة، والمجد والزعامة، ويمكِّنهم من الحصول على خير الدنيا والآخرة.
4 ـ إن أهل المنطقة إذا رأوا أن الذين يخشون سطوتهم هم الذين يدعونهم إلى هذا الدين، بل هم يحاربونهم دفاعاً عنه وعن أهله، وعن نبيه، فإن ذلك سوف يعطي أولئك الناس شعوراً بالأمن والطمأنينة إلى أنهم سوف لا يتعرضون للعقوبة بعد رجوع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى بلده، وصيرورتهم وحدهم في مواجهة أولئك الناس الذين عرفوا قسوتهم، وشهدوا فصولاً من انتقامهم من مخالفيهم بصورة غير عقلانية، ولا إنسانية وسوف لا يخشون سطوتهم وانتقامهم.

توجيهات سقيمة للهزيمة:

وقد حاول أهل التبرير، ومحبو التماس الأعذار مهما كانت باردة وغير منطقية أن يبرروا الهزيمة، فجاؤوا بالعجب العجاب.
ويتضح ذلك من خلال ملاحظة ما يلي:

شبان لا خبرة لهم:

وذكر كثير من أهل المغازي: أن المسلمين لما نزلوا وادي حنين تقدمهم كثير ممن لا خبرة لهم بالحرب، وغالبهم من شبان أهل مكة، فخرجت عليهم الكتائب من كل جهة، فحملوا حملة رجل واحد، والمسلمون غارون، فر من فر، وبلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كروا بعد([5]).

قلة السلاح.. والإقبال على الغنائم:

وعن البراء بن عازب قال: عجل سرعان القوم ـ وفي لفظة: شبان أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ليس عليهم سلاح، أو كثير سلاح، فإنّا لما حملنا على المشركين انكشفوا، فأقبل الناس على الغنائم، وكانت هوازن رماة، فاستقبلتنا بالسهام كأنما رجل جراد، لا يكاد يسقط لهم سهم([6]). انتهى .
وعند الطبرسي: «فما راعنا إلا كتائب الرجال بأيديها السيوف، والعمد، والقنا، فشدوا علينا شدة رجل واحد، فانهزم الناس راجعين، لا يلوي أحد على أحد، وأخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذات اليمين»([7]).

اتهام النبي بالفرار:

وعن أبي إسحاق السبيعي قال: جاء رجل من قيس إلى البراء بن عازب، فقال: أكنتم وليتم؟
وفي رواية: أوليت؟
وفي أخرى: أوليتم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
وفي أخرى: أفررتم يوم حنين يا أبا عمارة؟
فقال: أشهد على رسول الله «صلى الله عليه وآله» أنه ما ولّى.
وفي رواية: لا والله، ما ولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين دبره، ولكنه خرج بشبان أصحابه، وهم حسّر ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح، فلقوا قوماً رماة لا يكاد يسقط لهم سهم، فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا، فأقبل الناس على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام كأنها رجل جراد لا يكادون يخطئون، وأقبلوا هناك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ورسول الله «صلى الله عليه وآله» على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث يقود به، فنزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ودعا واستنفر، وقال «صلى الله عليه وآله»:
«أنـــا الــنـبــــي لا كــــذب               أنـــا ابـــن عــبــد المــطـــلب
اللهم أنزل نصرك»([8]).
الكمين سبب آخر:
عن جابر بن عبد الله، وعن أنس بن مالك: لما استقبلنا وادي حنين، انحدرنا في واد أجوف، خطوط، له مضايق وشعاب، وإنما ننحدر فيه انحداراً، وفي عماية الصبح، وقد كان القوم سبقونا إلى الوادي فمكثوا في شعابه وأجنابه ومضايقه وتهيؤا، فوالله، ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد، وكانوا رماة([9]).
قال أنس: استقلبنا من هوازن شيء، لا والله ما رأيت مثله في ذلك الزمان قط، من كثرة السواد، قد ساقوا نساءهم وأبناءهم وأموالهم ثم صفوا صفوفاً، فجعلوا النساء فوق الإبل وراء صفوف الرجال، ثم جاؤوا بالإبل والبقر والغنم، فجعلوها وراء ذلك، لئلا يفروا بزعمهم.
فلما رأينا ذلك السواد حسبناه رجالاً كلهم.
فلما انحدرنا في الوادي، فبينا نحن في غبش الصبح إن شعرنا إلَّا بالكتائب قد خرجت علينا من مضيق الوادي وشعبه، فحملوا حملة رجل واحد، فانكشفت أوائل الخيل ـ خيل بني سليم ـ مولية، وتبعهم أهل مكة، وتبعهم الناس منهزمين ما يلوون على شيء، وارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه([10]).
وقال جابر: وانحاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذات اليمين، ثم قال: «أيها الناس، هلم إلي. أيها الناس، هلم إلي. أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله».
قال: فلا شيء وحملت الإبل بعضها على بعض، فانطلق الناس([11]).
وعن أبي بشير المازني قال: لما كان يوم حنين صلينا الصبح، ثم رجعنا على تعبئة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» فما شعرنا ـ وقد كاد حاجب الشمس أن يطلع، وقد طلع ـ إلا بمقدمتنا قد كرت علينا، قد انهزموا، فاختلطت صفوفنا، وانهزمنا مع المقدمة، وأكر، وأنا يومئذٍ غلام شاب، وقد علمت أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» متقدم، فجعلت أقول: يا للأنصار، بأبي وأمي، عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» تولّون؟ وأكرُّ في وجوه المنهزمين، ليس لي همة إلا النظر إلى سلامة رسول الله «صلى الله عليه وآله»([12]).
عن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله حنيناً. فلما واجهنا العدو تقدمتُ فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من المشركين فأرميه بسهم، وتوارى عني فما دريت ما صنع.
ثم نظرت إلى القوم، فإذا هم طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وأصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فولى أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأرجع منهزماً. وعلي بردتان، مؤتزراً بإحداهما، مرتدياً بالأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعاً.
ومررت برسول الله «صلى الله عليه وآله» وأنا منهزم، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لقد رأى ابن الأكوع فزعاً»([13]).

هزيمة عمر بن الخطاب:

وكان المسلمون بلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كروا بعد وتراجعوا، فأسهم لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» جميعاً.
وكانت أم الحارث الأنصارية آخذة بخطام جمل الحارث زوجها، وكان يسمى المجسار، فقالت: يا حار، أتترك رسول الله «صلى الله عليه وآله» والناس يولون منهزمين؟! وهي لا تفارقه.
قالت: فمر عليَّ عمر بن الخطاب، فقلت: يا عمر، ما هذا؟
قال: أمر الله تعالى([14]).

شماتة الحاقدين:

قال الصالحي الشامي:
«قال ابن إسحاق: لما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلم منهم رجال بما في أنفسهم من الضغن.
قال أبو سفيان بن حرب ـ وكان إسلامه بعد مدخولاً ـ: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر. وإن الأزلام لمعه في كنانته.
وصرخ جبلة بن الحنبل ـ وقال ابن هشام: كلدة بن الحنبل، وأسلم بعد ذلك، وهو مع أخيه لأمه صفوان بن أمية، وصفوان مشرك في المدة التي جعل له رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ: ألا بطل السحر اليوم!!
فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك! والله، أن يربَّني رجل من قريش أحب إلي من أن يربَّني رجل من هوازن([15]).
قال ابن عقبة: ومرّ رجل من قريش بصفوان بن أمية، فقال: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فوالله، لا يجبرونها أبداً.
فقال صفوان: أتبشرني بظهور الأعراب؟! فوالله، لربّ من قريش أحب إلى من ربّ من الأعراب. وغضب صفوان لذلك.
وبعث صفوان غلاماً له، فقال: اسمع لمن الشعار.
فجاءه فقال: سمعتهم يقولون: يا بني عبد الرحمن، يا بني عبيد الله، يا بني عبد الله.
فقال: ظهر محمد. وكان ذلك شعارهم في الحرب([16]).
وروى محمد بن عمر، عن أبي قتادة، قال: مضى سرعان الناس من المنهزمين، حتى دخلوا مكة، ساروا يوماً وليلة، يخبرون أهل مكة بهزيمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعتاب بن أسيد ـ بوزن أمير ـ على مكة، ومعه معاذ بن جبل، فجاءهم أمرٌ غمهم، وسر بذلك قوم من أهل مكة وأظهروا الشماتة، وقال قائل منهم: ترجع العرب إلى دين آبائها، وقد قتل محمد وتفرق أصحابه.
فتكلم عتاب بن أسيد يومئذٍ، فقال: إن قتل محمد، فإن دين الله قائم. والذي يعبده محمد حي لا يموت.
فما أمسوا من ذلك اليوم حتى جاء الخبر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أوقع بهوازن، فسر عتاب بن أسيد، ومعاذ بن جبل، وكبت الله تعالى من هناك ممن كان يسره خلاف ذلك.
فرجع المنهزمون إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلحقوه بأوطاس وقد رحل منها إلى الطائف([17]).
ونقول:
لقد حفلت تلك الروايات بمزاعم لا مجال لقبولها، ونحن نذكر ذلك فيما يلي من مطالب:

شبان لا خبرة لهم بالحرب:

زعموا: أن الذين تقدموا جيش المسلمين في حنين كانوا شباناً من أهل مكة، ولا خبرة لهم بالحرب، وأنه ليس عليهم سلاح، أو كثير سلاح.
ونقول:
أولاً: لا ندري من أين عرف هؤلاء الذين يسمونهم بأهل المغازي: أن الذين تقدموا المسلمين في وادي حنين كانوا شباناً.
وكانوا لا خبرة لهم بالحرب.
وكان غالبهم من أهل مكة.
فإن كان أهل المغازي قد عرفوا ذلك من النصوص، فأين ذهبت تلك النصوص يا ترى؟! سوى ما روي عن البراء بن عازب، وهو ما لم يؤيده أي نص سواه من أي صحابي آخر فيما نعلم، وهذا يثير الشبهة في أن يكون موضوعاً على لسان البراء لحاجة في النفس، كما سنرى.
وإن كان أرباب المغازي قد علموا ذلك بالمشاهدة، فهم إنما عاشوا في أزمنة متأخرة على ذلك الزمان.
وإن كانوا قد عرفوا ذلك بالاجتهاد، فليدلونا على العناصر التي أنتجت لهم هذه الحقائق، والدقائق، والتوصيفات.
ثانياً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي كان يكتِّب الكتائب، وينظم الجيش، ويضع هؤلاء في المقدمة، وأولئك في القلب، وفريقاً ثالثاً في الجناح الأيسر، أو الأيمن، أو الساقة، وما إلى ذلك.
فما معنى: أن يقول أهل المغازي: «تقدمهم كثير ممن لا خبرة له الخ..»؟!
فإن تقدمهم: إن كان بمبادرة واقتراح منهم، ومن دون رضا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فذلك ما لا يرضاه نبي الإسلام، ولا يوافق عليه ولا يقرُّه.
وإن كان برضا وبتقديم، وقرار منه «صلى الله عليه وآله»، فلا بد من السؤال عن سبب هذا الإختيار، وعن سبب عدم تزويدهم بالسلاح الكافي، أو عدم أمرهم بالتزود منه.
فهل كان «صلى الله عليه وآله» يريد: أن تحل الهزيمة بجيشه، فمهّد مقدماتها؟! أم أنه كان لا يعرف أن الذين اختارهم هم بهذا المستوى المتدني؟ وأنهم لم يكونوا أهلاً لما اختارهم له؟ وقد أخطأ في اختياره، فذلك يعني الطعن في حكمته، بل في نبوته «صلى الله عليه وآله»، وهو ما لا يرضاه أحد من المسلمين.
مع أنه قد كان بالإمكان أن يسأل عنهم من له معرفة بهم.
وكان على العارفين بهم أن يبادروا إلى تقديم النصيحة له، وتعريفه بهم، ولو لم يطلب منه ذلك.
ثالثاً: إن الروايات الأخرى تصرح: بأن أول الخيل، وهي خيل بني سليم هي التي انكشفت أولاً، وتبعهم أهل مكة، فما هي الحقيقة إذن؟ ولماذا تناقض الروايات في منح وسام الهزيمة لهذا تارة، ولذاك اخرى، بل وللرسول ثالثة،كما تقدم؟!

روائح كريهة لمؤامرة أخرى:

إننا نقرأ في أخبار غزوة حنين نصوصاً تتحدث عن محاولات بذلت لاغتيال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومنها محاولة شيبة، ومحاولة النضير بن الحارث بن كلدة، وستأتيان..
غير أن الأمر لا ينحصر بذلك. إذ يمكن للباحث الأريب أن يلمح في الأفق ما يشير إلى أنه قد كان لأهل مكة دور رئيسي في الهزيمة، كما أن بني سليم قد وافقوهم على ذلك.
وقد كان يمكن للمراقب أن يتوقع المؤامرة من أهل مكة، إلا أن ما فعله بنو سليم لا بد أنه أشد إيلاماً وأقوى مرارة في القلب، لأن خيانتهم تكون من الداخل، أما خيانة أولئك فإنما هي من أناس لا يزالون على شركهم، وعلى بغضهم وعداوتهم..
وقد صرحت النصوص المتقدمة بالمؤامرة من أهل مكة، فقد تقدم قولهم: يقال: إن الطلقاء قال بعضهم لبعض: أخذلوه فهذا وقته، فانهزموا أول من انهزم، وتبعهم الناس.
وعند ذلك قال أبو قتادة لعمر: ما شأن الناس؟
قال: أمر الله([18]).
ومما يدل على تواطؤ بني سليم معهم، وعلى دورهم في إلحاق الهزيمة بالمسلمين، وتعاطفهم مع هوازن، قولهم: «لما هزم الله تعالى هوازن اتبعهم المسلمون يقتلوهم. فنادت بنو سليم بينها: ارفعوا عن بني أمكم القتل.
فرفعوا الرماح، وكفوا عن القتل.
وأم سليم بكمة ابنة مرة، أخت تميم بن مرة. فلما رأى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي صنعوا قال: اللهم عليك ببني بكمة، ولا يشعرون أن لهم أماً يقال لها: بكمة ـ أما في قومي، فوضعوا السلاح وضعاً، وأما عن قومهم فرفعوا رفعاً.
وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بطلب القوم»([19]).
وذلك يدل على خيانة صريحة من قبل بني سليم حتى بعد عودة جيش المسلمين، وهزيمة الكافرين.. فهل تراهم يقتلون بني أمهم حينما كانوا في مقدمة الجيش في بداية الحرب؟!

أقصى هزيمتهم مكة:

وقد ذكر كثير من اهل المغازي أيضاً: أن المسلمين حين انهزموا بلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كروا بعد..
ونقول:
أولاً: إن كان بين حنين، وبين مكة ثلاث ليال، أو بضعة عشر ميلاً، وقد سار الناس في هزيمتهم يوماً وليلة حتى بلغوا قلة كما تقدم. فمتى كروا ورجعوا إلى ساحة المعركة، وأوقعوا بالمشركين الهزيمة؟!
وهل بقي النبي «صلى الله عليه وآله» يحارب هو وعلي «عليه السلام»، وبضعة رجال من بني هاشم يحيطون به «صلى الله عليه وآله»؟! طيلة هذه المدة؟ وإذا كانوا قد انسحبوا، فهل عاد المسلمون إلى هوازن وهزموها بدون رسول الله «صلى الله عليه وآله» أو معه؟!
وإن كان النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» ومن معهما بقوا يحاربون، فهل بقوا يحاربون عدوهم الذي يعد بعشرات الألوف أياماً؟!
وكيف كانوا يصلُّون، ويأكلون، ويشربون؟!
وإذا حلَّ الليل عليهم، كيف كانوا يتحاجزون، ويتحارسون إلى الصباح؟!
وكيف؟! وكيف؟!
ثانياً: ومما يوضح ذلك: قول أبي قتادة تارة: «مضى سرعان الناس من المنهزمين حتى دخلوا مكة، ساروا يوماً وليلة».
ثم قوله: إنه قد بلغ أهل مكة خبر إيقاع النبي «صلى الله عليه وآله» بهوازن مساء نفس ذلك اليوم([20]).
وهذا يدل على: أن الله قد نصر نبيه في غياب المنهزمين عن ساحة المعركة.
وسيأتي المزيد من دلائل ذلك إن شاء الله تعالى..
ثالثاً: قال أبو قتادة: «فرجع المنهزمون إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلحقوه بأوطاس، وقد رحل منها إلى الطائف»([21]).
فالمنهزمون لم يحضروا النصر، ولم يروه، ولا رأوا الرسول «صلى الله عليه وآله» بعد هزيمتهم في حنين أبداً.

متى كانت الهزيمة؟!:

إننا نلاحظ: أن ثمة اضطراباً في بيان ظروف الهزيمة، فبينما نجد الساعين على إعذار قريش، وخالد، وبني سليم، وسائر المنهزمين يدَّعون: أن الذين كانوا في المقدمة كانوا شباناً، ليس معهم سلاح، أو كثير سلاح، ولا خبرة لهم في الحرب، وكانوا من أهل مكة.
ثم يزعمون: أنهم هاجموا المشركين، فانهزم المشركون، فأقبل الناس على الغنائم، فعاد المشركون إلى مهاجمتهم، وحلت بهم الهزيمة.
نجد في مقابل ذلك: أن سائر الروايات تقول:
إن المشركين كمنوا لهم في الشعاب والمضائق، وكان المسلمون ينحدرون في الوادي، فخرجوا عليهم فجأة. وكانت خيل بني سليم أول المنهزمين، وتبعهم أهل مكة، ثم تبعهم الناس.
ونحن نرى: أن هذه الإدعاءات وتلك مختلقة ومكذوبة.
والحقيقة هي: أن الذين انهزموا قد انهزموا من دون مبرر، ولذلك استحقوا التأنيب الإلهي، واعتبرهم الله ورسوله عصاة.. وكان لا بد لهم من التوبة.
وأما الإنتصار، على هوازن فقد كان بيد أمير المؤمنين «عليه السلام» والملائكة معه، ولعل بعض الأنصار من أهل المدينة قد عادوا قبل غيرهم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد أن احسوا ببعض الأمن. فلا داعي لكل هذه التهويلات والتأويلات المختلقة، أو المبالغ فيها، والتي تهدف إلى التبرير، ولو بالتزوير.
ويدل على ما نقول:
ما وري عن أبي عبد الرحمن بن يزيد الفهري ـ يقال: اسمه كرز ـ قال: كنت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حنين في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال السمر، فلما زالت الشمس لبست لامتي، وركبت فرسي، فأتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمته. الرواح قد حان، الرواح يا رسول الله.
قال: «أجل».
ثم قال رسول الله: «يا بلال»!
فثار من تحت سمرة كأن ظله طائر، فقال: لبيك وسعديك، وأنا فداؤك.
قال: «أسرج لي فرسي».
فأتاه بسرج دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، فركب فرسه، ثم سرنا يومنا، فلقينا العدو، وتشامت الخيلان، فقاتلناهم، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى. فجعل رسول الله الخ..([22]).
ولانجد في هذا النص ما يوجب الإشكال سوى التعبير بكلمة: «الفرس»، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» كان في حنين يركب بغلة لا فرساً كما هو معلوم.

أسباب الهزيمة عند عمر بن الخطاب:

والتفسير الذي له دلالاته وغاياته هو تفسير عمر بن الخطاب للهزيمة. فقد قال بعض من حضر تلك الوقعة:
«وانهزم المسلمون، فانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب، فقلت له: ما شأن الناس؟!
قال: أمر الله.
ثم تراجع الناس إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..»([23]).
كما أن أم الحارث الأنصارية قالت لعمر بن الخطاب حين مر عليها: يا عمر، ما هذا؟!
قال: أمر الله تعالى([24]).
ونقول:
إن لنا على هذا النص العديد من الملاحظات، نذكر منها:
1 ـ إن هذا الذي انهزم مع الجماعة، لم يرض أن ينسب لنفسه المشاركة في الهزيمة، فلم يقل: انهزم الناس وانهزمت معهم.
بل قال: «انهزم الناس، فانهزمت معهم»، فاستعمل الفاء، بدلاً عن الواو، وكأنه يريد الإيحاء: بأنه لم يكن يريد هذا الأمر، ولا شارك فيه، بل هم الذين انهزموا، فتبعهم. لأنهم قد اضطروا إلى ذلك..
2 ـ إن كلام عمر يشير: إلى أن الناس لا ذنب لهم في هذه الهزيمة، لأن الله تعالى هو الذي فعل ذلك بهم، فإن كان ثمة من اعتراض، فلا بد أن يوجه إليه تعالى، لا على المنهزمين.
وبذلك يكون قد برَّأ نفسه من عار الهزيمة، وسلم تبعاتها..
3 ـ لم يقدم عمر دليلاً على ما يدَّعيه من أن امر الله هو السبب فيما حصل.. إلا أن من الواضح: أنه اعتمد على عقيدة الجبر الإلهي، وقد قلنا اكثر من مرة: أن هذه العقيدة من بقايا عقائد المشركين، والظاهر أنهم أخذوها من اليهود، فراجع كتابنا: أهل البيت «عليهم السلام» في آية التطهير. والحياة السياسية للإمام الحسن «عليه السلام».

الإفتراء على رسول الله :

ثم إن رواية أبي إسحاق السبيعي، عن سؤال رجل للبراء بن عازب: «أوليتم مع رسول الله»؟!
ثم قول البراء: أشهد على رسول الله «صلى الله عليه وآله» أنه ما ولى.
أو قال: لا والله، ما ولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين دبره ـ إن هذه  الرواية ـ تفيد: أنهم قد أشاعوا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه قد فرّ أيضاً يوم حنين.
ويؤيد ذلك: عودة البراء بن عازب، للتأكيد على شجاعة رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله: «وكنا إذا احمر البأس نتقي برسول الله «صلى الله عليه وآله». وإن الشجاع منا الذي يحاذيه»([25]).
ولعل هذا الإفتراء الصريح على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، يستبطن الحكم عليه: بأنه ـ والعياذ بالله من التفوه بالكفر ـ قد باء بغضب من الله، وفقاً لقوله تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} ([26]).
قال دحلان: «وقد أجمعت الصحابة: أنه «صلى الله عليه وآله» ما انهزم مع من انهزم، بل صار يقدم في وجه العدو. بل ما انهزم في موطن قط، وانعقد الإجماع على ذلك.
وقال القاضي أبو عبد الله بن المرابط: من قال: إن النبي «صلى الله عليه وآله» هزم يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل لأنه ينتقصه([27]).
ولعل الذي دعاهم إلى ذلك هو: أن يخففوا من وطأة الإشكال على الصحابة، الذين يحبونهم، وقد ولوا مدبرين في حنين، والرسول يدعوهم في أخراهم، فلا يستجيبون له، بل إن بعضهم بلغ في هزيمته إلى مكة نفسها.
ويؤيد ما نقول، ما سيأتي: من أن بعضهم يحاول إبعاد التهمة عن عمر في أمر الهزيمة، وأنه مرَّ عليه، ولم يكن مع المنهزمين.
لا عذر لأحد في الهزيمة:
ثم إن من يقرأ نصوص الهزيمة يلاحظ: أن ثمة حرصاً على التهويل والتعظيم لأمر الأعداء، وأنهم كانوا رماة، لا يكاد يسقط لهم سهم، وأنهم قد شدُّوا على المسلمين شدَّة رجل واحد، وأنهم استقبلوا المسلمين بما لم يروا مثله في ذلك الزمان، من كثرة السواد، وأنهم قد كمنوا في المضائق والشعاب، ثم فاجؤوهم.
وأن المسلمين في المقدمة كانوا شباناً، ولا سلاح، ولا خبرات حربية لديهم، إلى غير ذلك مما تقدم.
والمقصود من كل هذا التهويل هو: تبرير الهزيمة، والتخفيف من ذنب المنهزمين.
ولكننا نجد في المقابل: أن الله سبحانه وتعالى ينعى عليهم هزيمتهم، ويؤنبهم عليها، ويعاقبهم بأن ينزل سكينته على رسوله «صلى الله عليه وآله» وعلى المؤمنين الذين ثبتوا في ساحة الجهاد دونهم.. ثم هو يعرِّض بهم تعريضاً خطيراً، حين يلوح لهم: بأنه يستثنيهم من صفة الإيمان.
إنه تعالى يقول لهم: إن السبب فيما جرى ليس هو تلك الأكاذيب التي يسطرونها للناس، ليخدعوهم بها. بل هي الإعجاب بكثرتهم، وأنها لم تغن عنهم شيئاً، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت. ثم بعد هذا كله، ولوا مدبرين..
ويدل على عدم صحة كل هذه الدعاوى: أن النصر قد تحقق على يد علي «عليه السلام» وحده، حين ثبت في ساحة الجهادن وكان هناك أفراد قليلون من بني هاشم، أحاطوا برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد أنزل الله سكينته عليهم وعلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فلو أن الناس فعلوا فِعل علي «عليه السلام» لم تحصل هزيمة توجب غضب الله تبارك وتعالى.
ويتأكد ما قلناه: إذا كان المنهزمون قد عادوا إلى أوطاس، حين توجه النبي «صلى الله عليه وآله» إلى ثقيف كما سنرى.

الكمائن ليست هي السبب:

وزعمت الروايات المشبوهة: أن الكمين في المضايق والشعاب كان هو السبب في الهزيمة، وليس ذلك صحيحاً. بل هو المؤامرة، مضافة إلى الخور والجبن.. وإلا، فإن الفريقين قد التقوا في ساحة القتال، واصطف الجيشان.
بل لقد زعموا: «أنهم لما تلاقوا اقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم المشركون، وجلوا عن الذراري، ثم نادوا: يا حماة السوء، اذكروا الفضائح، فتراجعوا وانكشف المسلمون وانهزموا»([28]).
وقد قرأنا وسنقرأ إن شاء الله شواهد كثيرة أخرى على ما نقول..

العصبيات.. والدين:

وغني عن القول: أن الإسلام قد جاء بإبطال العصبيات القبلية، وغيرها مما يلتقي معها في المضمون والنتيجة.. وقد اعتبرها «صلى الله عليه وآله» دعوة منتنة لا يجوز الإقتراب منها، فضلاً عن تبنيها.
ولكن صفوان بن أمية يعتبر: أن رب قريش أحب إليه من رب الأعراب، فماذا سيكون موقفه حين يقول له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن رب قريش والأعراب سواء أكانوا من هوازن، أو من غيرها، واحد؟!
هل سيرضى به رباً؟!
وهل سيعبده كما تعبده الأعراب وقريش؟!
أم أنه سيتخلى عنه؟!
هل الفرار من الزحف كبيرة؟!
قال السهيلي: «إن قيل: كيف فر أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنه، حتى لم يبق معه منهم إلا ثمانية. والفرار من الزحف من الكبائر، وقد أنزل الله فيه من الوعيد ما أنزل؟!
قلنا: لم يجمع العلماء على أنه من الكبائر إلا في يوم بدر.
وكذلك قال: الحسن، ونافع مولى عبدالله بن عمر.
وظاهر القرآن يدل على هذا، فقد قال تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}([29]).
فيومئذٍ: إشارة إلى يوم بدر، ثم نزل التحقيق (لعل الصحيح: التخفيف) من بعد ذلك في الفارين يوم أحد، وهو قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ} ([30]).
وكذلك أنزل في يوم حنين: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ([31]).
وفي تفسير ابن سلام: كان الفرار من الزحف يوم بدر من الكبائر. وكذلك يكون من الكبائر في ملحمة الروم الكبرى، وعند الدجال.
وأيضاً: فإن المنهزمين عنه «عليه السلام» رجعوا لحينهم، وقاتلوا معه، حتى فتح الله عليهم([32]).
ونقول:
أولاً: إن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ، وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} ([33]) خطاب عام، لا يختص بوقت دون وقت، ولا بغزوة دون أخرى..
وعلى هذا، فالمراد بقوله تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} يراد به: يوم لقاء العدو، أو فقل: يوم الزحف.
ثانياً: ويشهد لما ذكرناه: أن الآيات المذكورة آنفاً إنما نزلت بعد وقعة بدر، ولذلك ترى الآيات تتحدث عنها بصيغة الماضي، فتقول: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} ([34]).
ومن الواضح: أن الأمور يوم بدر قد سارت على ما يرام، ولم يحصل فرار من قبل المسلمين.. ولكن الله، وهو يذكر هذا النصر العظيم، ويمتن على المسلمين به يحذرهم من الفرار من الزحف فيما يأتي من حروب، فيقول لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ (أي في الحروب التالية) الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ}([35])، ثم  بيَّن جزاء من يفعل ذلك في ذيل الآية التالية..
ثالثاً: إنها حتى لو كانت قد نزلت يوم بدر، فإن خصوصية سبب النزول وخصوصية المورد لا يوجب جعل مدلول الآية خاصاً.
رابعاً: قد صرحت الروايات الكثيرة: بأن الفرار من الزحف من الكبائر. فمن هذه الروايات التي وردت في مصادر الشيعة نذكر:
1 ـ ما روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إن الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال ضلال في الدين، وسلب للدنيا مع الذل والصغار، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال: يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ}([36])»([37]).
2 ـ عن الإمام الصادق «عليه السلام»: والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام..
إلى أن قال: والفرار من الزحف([38]).
3 ـ روى عبد العظيم الحسني عن الإمام الجواد، عن الرضا، عن الكاظم «عليهم السلام»: أن عمر بن عبيد سأل الإمام الصادق «عليه السلام» عن الكبائر، فقال «عليه السلام»: نعم يا عمر، وأكبر الكبائر الشرك بالله..
إلى أن قال: والفرار من الزحف، لأن الله تعالى يقول: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} ([39])»([40]).
4 ـ  عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله «عليه السلام» عن الكبائر، فقال: «هن في كتاب علي «عليه السلام» سبع.. فذكرها.. وعد منها: الفرار من الزحف».
وفي رواية أخرى: «هن خمس»([41]).
5 ـ عن محمد بن مسلم، عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال: «الكبائر سبع: قتل المؤمن..
إلى أن قال: والفرار من الزحف»([42]).
6 ـ عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: «الكبائر القنوط من رحمة الله..
إلى أن قال: والفرار من الزحف»([43]).
7 ـ ورد ذلك أيضاً في رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله «عليه السلام»([44]).
8 ـ وورد مثله في رواية أبي الصامت عن أبي عبد الله «عليه السلام»([45]).
9 ـ ورواية عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه السلام»([46]).
10 ـ وعن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله «عليه السلام»: «وجدنا في كتاب علي «عليه السلام»: الكبائر خمسة: الشرك بالله..
إلى أن قال: والفرار من الزحف»([47]).
11 ـ وراجع رواية أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي عبد الله «عليه السلام»([48]).
12 ـ  ورواية الفضل بن شاذان فيما كتبه الإمام الرضا «عليه السلام» للمأمون، وعدّ فيها من الكبائر: الفرار من الزحف([49]).
13 ـ ورواية محمد بن مسلم عن أبي عبد الله «عليه السلام»([50]).
14 ـ ورواية الأعمش عن الإمام الصادق «عليه السلام»، في حديث شرايع الدين ([51]).
15 ـ ورواية ابن محبوب عن أبي الحسن في كتاب له([52]).
16 ـ وراوية ميسر عن أبي جعفر «عليه السلام»([53]).
وغير ذلك..

ومن طرق أهل السنة نذكر:

1 ـ عن أبي هريرة، عن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: اجتنبوا السبع الموبقات.
قالوا: وما هن يا رسول الله؟
قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات([54]).
2 ـ وروي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه السنن، والفرائض، والديات، وفيه: «إن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة: إشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين الخ..»([55]).
3 ـ وحديث آخر أيضاً رواه أبو هريرة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»([56]).
4 ـ وعن ابن عمر حديث آخر ذكر فيه: الكبائر تسع. وعدّ منها الفرار من الزحف([57]).
5 ـ وراجع أيضاً: حديث عمير الليثي عن النبي «صلى الله عليه وآله»([58]).
6 ـ وحديث ابن عمرو عن النبي «صلى الله عليه وآله»([59]).
7 ـ وحديث أبي أيوب عنه «صلى الله عليه وآله»([60]).
8 ـ وعن أبي قتادة العدوي قال: قرئ علينا كتاب عمر: من الكبائر جمع ما بين الصلاتين يعني بغير عذر، والفرار من الزحف، والنميمة([61]).
9 ـ عن أبي أمامة عنه «صلى الله عليه وآله»: أنه عدّ الفرار من الزحف من الكبائر([62]).
10 ـ وعن علي «عليه السلام» قال: الكبائر: الشرك بالله..
إلى أن قال: والفرار من الزحف([63]).
11 ـ وعدّ ابن عباس: الفرار من الزحف من الكبائر، واستدل بآية سورة الأنفال([64]).

مقارنتان بين بدر وحنين:

ثالثاً: إن هناك خصوصيات تتشارك فيها غزوتا بدر وحنين، نذكر منها:
1 ـ الإمداد بالملائكة.
2 ـ أن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
3 ـ أن النكاية في المشركين في كليهما كانت لعلي «عليه السلام».
4 ـ أن عدد الذين قتلهم علي «عليه السلام» متقارب في الغزوتين، حيث قتل في حنين أربعين رجلاً بيده([65])، وقتل في بدر ما يقرب من هذا العدد أيضاً.
فقد ذكروا: أنه «عليه السلام» قتل نصف السبعين، وشارك في قتل النصف الآخر كما تقدم في غزوة بدر([66]).
وحين يذكرون الأسماء، ونجمع بين مختلفاتها، وأقوال الرواة فيها، فلعل العدد يبلغ الأربعين رغم حرصهم الشديد على التكتم والحذف، وإثارة الشكوك والشبهات.
5 ـ أن الإمتيازات الحربية في بدر كانت لصالح المشركين، وكذلك الحال في غزوة حنين، كما سنوضحه إن شاء الله تعالى، ولو بصورة جزئية.
6 ـ أن حرب بدر كانت مصيرية بالنسبة لأهل الشرك وللمسلمين على حد سواء. وكذلك كانت حرب حنين.
ونفس قول رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن تهلك هذه العصابة لا تعبد» خير دليل على ذلك.
7 ـ أن عدد قتلى المشركين من ثقيف كان سبعين رجلاً كما سيأتي([67]).
أما عدد الشهداء، فكان أربعة أو خمسة من المسلمين فقط([68]).
وفي بدر كان عدد قتلى مشركي قريش سبعين رجلاً، وعدد الشهداء أيضاً كان خمسة، على بعض الأقوال.
8 ـ وكما احتاج المسلمون إلى الماء في بدر، احتاج المسلمون إلى الماء في حنين، فعن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» هوازن، فأصابنا جهد شديد ، فدعا بنطفة من ماء في إداوة ، فأمر بها فصبت في قدح، فجعلنا نطَّهر به، حتى تطهرنا جميعاً([69]).
9 ـ إن غزوة بدر كانت أول غزوة للعرب، وغزوة حنين كانت آخر غزوة لهم، فخمدت جمرة العرب بهاتين الغزاتين.
10 ـ أنه «صلى الله عليه وآله» رمى بالحصى في وجوه المشركين في الغزوتين.
11 ـ أن غزوتي بدر وحنين كانتا مع المشركين، وأما سائر الحروب والغزوات فكان بعضها مع المشركين، ولكن عمدتها وأهمها، وأخطرها كان مع اليهود وغيرهم.

معاوية يروي الأكاذيب:

روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال: لقيت أبي منهزماً مع بني أبيه من أهل مكة، فصحت به: يا ابن حرب، والله ما صبرت مع ابن عمك، ولا قاتلت عن دينك، ولا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك!
فقال: من أنت؟
فقلت: معاوية.
قال: ابن هند؟
قلت: نعم.
قال: بأبي أنت وأمي. ثم وقف فاجتمع معه أناس من أهل مكة، وانضممت إليهم، ثم حملنا على القوم فضعضعناهم. وما زال المسلمون يقتلون المشركين، ويأسرون منهم حتى ارتفع النهار. فأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالكف عنه، ونادى: أن لا يقتل أسير من القوم([70]).
ونقول:
إن ذلك لا يصح.
أولاً: لأن أبا سفيان ومعاوية كانا على تل مشرف يتفرجان لمن تكون الدائرة، فقد قالوا: ولما أصبح القوم، ونظر بعضهم إلى بعض أشرف أبو سفيان وابنه معاوية، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام على تلّ ينظرون لمن تكون الدائرة([71]).
ثانياً: قال ابن إسحاق: لما انهزم المسلمون قال أبو سفيان ـ وكان إسلامه بعد مدخولاً ـ: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وإن الأزلام لمعه في كنانته([72]).
ثالثاً: ما معنى أن يخاطب معاوية أباه بقوله: «يا ابن حرب»؟! أليس هذا من سوء أدب الأبناء مع الآباء؟! أم أن ذلك كان من أساليب الخطاب بين الأبناء والآباء في الجاهلية؟!
ثم ما معنى أن لا يعرفه أبوه ولو من صوته، مع أنه قد أطال خطابه معه؟! حتى احتاج أن يسأله عن نفسه!!
رابعاً: إنه يريد أن يزعم: أن أبا سفيان كان قد أسلم حقاً، مع أن الروايات الكثيرة التي مرت وتمر معنا في هذه الغزوة تصرح بخلاف ذلك. ولأجل الوصول إلى هذه الغاية، قال معاوية له: «ولا قاتلت عن دينك».
ثم أكد ذلك بقوله: ولا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك، للإيهام بأن حريم أبي سفيان في خطر من قبل هوازن، لأنه كان قد أسلم.. مع أن هذا الأمر غير ظاهر، بل لعل غطفان كانت مطمئنة إلى أن أبا سفيان سوف يساعدها على حرب النبي «صلى الله عليه وآله» لو وجد سبيلاً إلى ذلك.
خامساً: إنه يريد أن يقول: إن كرة أبي سفيان وقريش، هي السبب في هزيمة هوازن. مع أن الروايات الآتية تصرح: بأن الأنصار هم الذين كروا على هوازن حتى طردوها([73]).
بل الصحيح هو: أن علياً «عليه السلام» هو واهب النصر للمسلمين كما سيتضح.
سادساً: لماذا يعترض معاوية على أبيه، ويؤنبه بهذه الحدة، ولا ينظر إلى نفسه، فإنه هو الآخر كان في جملة الهاربين.
فاتضح: أن معاوية في روايته تلك ليس فقط يريد أن يدفع عن نفسه وعن أبيه عار الهزيمة يوم حنين. بل هو يريد أن يدَّعي: أنه هو وأبوه وقريش هم صانعو النصر في حنين، فهم الذين ضعضعوا المشركين، ثم ما زال المسلمون يقتلون ويأسرون، حتى كفهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ثم إنه يريد أن يثبت إسلام أبي سفيان آنئذٍ، ويبعد صفة النفاق، والشرك عنه، مع تصريحهم بخلاف ذلك حسبما تقدم وسيأتي.
ونحن على يقين من أن هذه الرواية لو صحت، أو حتى لو أمكن التسويق لها، ولو بشق الأنفس، لوجدت محبي معاوية وأبي سفيان يقذفون بها في كل اتجاه، ولكانت قد امتلأت بها كتبهم، ولأشاروا إليها، ودلوا عليها بمناسبة وبغير مناسبة..
ولكن القاعدة التي تقول: حدِّث العاقل بما لا يليق له، فإن لاق له، فاعلم أنه لا عقل له.. قد قيدتهم هنا، وإن لم تستطع أن تفعل شيئاً في مواضع كثيرة أخرى حين يتعلق الأمر بالخليفتين الأولين مثلاً.
ولعل السبب في ذلك: أن معاوية وأبا سفيان وقريشاً، وإن كانت لهم مكانتهم في قلوبهم، ويعزُّون عليهم، ولكن هناك مجال للتساهل في أمرهم، والتغاضي عن بعض ما يرتبط بهم.. أما إذا كان الأمر يرتبط بأركان الخلافة، وخصوصاً الشيخين، فلا بد من تعطيل كل العقول، والقبول بكل حديث عن فضائلهم، وقهر القلوب على محبتهم، ومحاربة، بل وقتل كل من يتوهم أنهم أخطأوا أو ظلموا، أو اغتصبوا حق علي وبنت النبي عليهم الصلاة والسلام، أو غير ذلك.
ولعل أبا بكر وعمر لا يريدان من أتباعهم كل هذا، بل يرضيهم ما هو أقل منه بكثير، ولكن ماذا نصنع بمن يصبحون ملكيين أكثر من الملك نفسه والله ولي الأمر والتدبير.
ومهما يكن من أمر: فإن كل ذلك إن دل على شيء، فإنما يدلنا على أمرين:
أحدهما: مدى معاناة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مع أناس هذه حالهم، وتلك هي خصوصيتهم التي تهيمن على كل وجودهم وحياتهم، وتحكم واقعهم. فساعد الله قلبك يا رسول الله على ما تحملت من الأذى حتى قلت: صلى الله عليك وعلى آلك الطاهرين: ما أوذي أحد بمثل ما أوذيت في الله([74])، بحزن وأسى.
الثاني: إن ظهور هذا الدين في مجتمع ليس فيه مثل وقيم، وعلم ومعارف، وتدبير وسياسة، وحكمة وما إلى ذلك. لا بد أن يكون من أكبر الأدلة على أنه هو الأصلح للبشر، والأوفق بفطرتهم، والمنسجم مع خصوصيات خلقتهم.. كما لا بد أن يعد ذلك من معجزات النبوة، ودلائل التسديد بالوحي الإلهي، والهداية والرعاية الربانية.
وكما كان هذا حال النبي «صلى الله عليه وآله»، فإنه أيضاً حال علي «عليه السلام» على قاعدة: «ولك مثلها يا علي»([75]). فقد كانت له «عليه السلام» معجزة مماثلة حيث حقق أعظم الإنتصارات على أقوى الأعداء نفوذاً، وأكثرهم في الناس آنئذٍ احتراماً وتقديساً، على يد أناس هم إلى أولئك الأعداء أميل، وهم بهم أشبه وأمثل، وكانوا يرون الكون معهم أولى وأجمل، والإلتزام بتعاليمهم ونهجهم، أصوب وأفضل..
وذلك في حربه «عليه السلام» للناكثين والقاسطين والمارقين، حتى قال: أنا فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجرؤ عليها أحد غيري. ولو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون، ولا القاسطون، ولا المارقون([76]).
وقد شرحنا حقيقة هذه الظروف التي أحاطت بإنجازات أمير المؤمنين في الجزء الأول من كتابنا: «علي والخوارج»، فلا بأس برجوع القارئ الكريم إليه، إن أحب التوسع في البيان، والإطلاع على الدلائل والشواهد بصورة أتم وأوفى.



([1]) تاريخ الخميس ج2 ص101 وراجع: تفسير البغوي ج2 ص278.
([2]) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 والسيرة الحلبية ج3 ص108.
([3]) تاريخ الخميس ج2 ص101 وتاريخ مدينة دمشق ج26 ص423 والبداية والنهاية ج4 ص393 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص912 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص650 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص345.
([4]) البداية والنهاية ج4 ص394 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص913 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص651 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص346.
([5]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص318.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص318 و 319 وفي هامشه عن: البخاري 7/622 (4317).
([7]) إعلام الورى ص121 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص230 والبحار ج21 ص166 وقصص الأنبياء للراوندي ص347 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص181 وشجرة طوبى ج2 ص309  والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص182.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص325 و 326 عن ابن سعد، وابن أبي شيبة، والبيهقي، والبخاري، وابن مردويه، وفي هامشه عن: البخاري ج7 ص622 (4317)، ومسلم ج3 ص1400 (78) والبيهقي في الدلائل ج5 ص134 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص105 وكنز العمال ج10 ص540 وتفسير البحر المحيط ج5 ص26 وراجع: صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج3 ص233 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج5 ص168 وراجع: سنن الترمذي ج3 ص117 والسُّنن الكبرى للبيهقي ج9 ص155 وعمدة القاري ج14 ص202 ومسند ابن الجعد ص364 والمصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج6 ص181 وج8 ص550 وشرح معاني الآثار ج3 ص271 وتفسير البغوي ج2 ص278وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص413 وتفسير الرَّازي ج16 ص21 والدر المنثور ج3 ص225 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص15وإحقاق الحق (الأصل) ص271 وسير أعلام النبلاء ج8 ص185.
([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص318 عن ابن إسحاق، وأحمد، وابن حبان، وأبي يعلى، والواقدي. وراجع: مسند أحمد ج3 ص376  ومجمع الزوائد ج6 ص179 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص347 والكامل في التاريخ ج2 ص263 وأعيان الشيعة ج1 ص279 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص893 وعيون الأثر ج2 ص215 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص255 وإعلام الورى ص121 والبحار ج21 ص166 وتاريخ الخميس ج2 ص101 وتفسير السمرقندي ج2 ص49.
([10]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص318 ومجمع الزوائد ج6 ص181 وراجع تفسير = = مجمع البيان ج5 ص34  وتفسير الميزان ج9 ص231 والطبقات الكبرى ج2 ص151 وشرح السير الكبير للسرخسي ج1 ص117 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص574 وإمتاع الأسماع ج2 ص12 وج8 ص389 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص255.
([11]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص318 ومجمع الزوائد ج6 ص182 و 183 وراجع: إعلام الورى ص121 والبحار ج21 ص166 وتاريخ الخميس ج2 ص101 ومسند أحمد ج3 ص376 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص358 والثقات لابن حبان ج2 ص69 وأسد الغابة ج4 ص289 وج5 ص214 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص347 والكامل لابن الأثير ج2 ص263 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص576 والبداية والنهاية ج4 ص373 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص893 وعيون الأثر ج2 ص215 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص618 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص256.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319 عن الواقدي.
([13]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص628 وصحيح ابن حبان ج14 ص451 ودلائل النبوة للأصبهاني ج3 ص1129 والدر المنثور ج3 ص226 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص581 والبداية والنهاية ج4 ص379 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج5 ص68 وصحيح مسلم ج5 ص169 وفتح الباري ج8 ص22 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص326 و 348.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص331 والمغازي ج3 ص904.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319، وأشار إليه اليعقوبي في تاريخه ج2 ص62 = = وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص102 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111 وراجع: تفسير الميزان ج9 ص235 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص347 والكامل في التاريخ ج2 ص236 والبداية والنهاية ج4 ص374  وراج: إمتاع الأسماع ج2 ص17 وأعيان الشيعة ج1 ص280 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص894 وعيون الأثر ج2 ص216 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص619.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص320 والمغازي ج3 ص910 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص102 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص320 والمغازي ج3 ص910 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص102 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111.
([18]) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 والسيرة الحلبية ج3 ص108 و (ط دار المعرفة) ص65 والآحاد والمثاني ج3 ص435 والمنتقى من السنن المسندة ص270 وشرح معاني الآثار ج3 ص226 وصحيح ابن حبان ج11 ص131 و 168 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج5 ص117 والإستذكار ج5 ص59 والتمهيد ج23 ص242 ونصب الراية ج4 ص295 وتاريخ مدينة دمشق ج67 ص147 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص584 والبداية والنهاية ج4 ص376 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص623.
([19]) المغازي للواقدي ج3 ص912 و 913.
([20]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص320 والمغازي للواقدي ج3 ص910.
([21]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص320 والمغازي للواقدي ج3 ص910.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص323 و 324 عن ابن سعد، وابن أبي شيبة، واحمد، وأبي داود، والبغوي في معجمه، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي برجال ثقات.
([23]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص331 والمغازي ج3 ص904.
([24]) السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص624 وراجع ص623 عن البخاري، وبقية الجماعة، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص336 وتفسير القمي ج1 ص287 والبحار ج21 ص150 والمغازي للواقدي ج3 ص904.
([25]) راجع: إمتاع الأسماع ج2 ص209 وكنز العمال ج10 ص540 وج12 ص347 وتفسير البغوي ج2 ص278 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص101 وج10 ص20 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص326 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص326 الجمع بين الصحيحين ج1 ص523 ومسند أبي عوانة ج4 ص281 ومشكاة المصابيح ج3 ص1650 والمنتقى من منهاج الإعتدال ج1 ص520 ومنهاج السنة ج8 ص130 وميزان الحكمة ج3 ص2251 وج4 ص3224 وصحيح مسلم ج5 ص168 وشرح مسلم للنووي ج12 ص120 وفتح الباري ج8 ص25 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص578 وج8 ص550
([26]) الآية 16 من سورة الأنفال.
([27]) إمتاع الأسماع ج14 ص378 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص219 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص47 وج12 ص45 وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111.
([28]) تاريخ الخميس ج2 ص102 وتفسير أبي السعود ج4 ص55 وتفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص42 وتفسير الثعلبي ج5 ص22 وتفسير البغوي ج2 ص278.
([29]) الآية 16 من سورة الأنفال.
([30]) الآية 155 من سورة آل عمران.
([31]) الآيات 25 ـ 27 من سورة التوبة.
([32]) الروض الأنف ج4 ص141 وراجع: مواهب الجليل ج4 ص547.
([33]) الآيتان 15 و 16 من سورة الأنفال.
([34]) الآية 17 من سورة الأنفال.
([35]) الآية 15 من سورة الأنفال.
([36]) الآية 15 من سورة الأنفال.
([37]) الكافي ج5 ص37 و 38 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص94 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص71 والبحار ج33 ص448 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص122 و 171 وميزان الحكمة ج1 ص567 وتفسير نور الثقلين ج2 ص138 وتفسير الميزان ج9 ص56.
([38]) مستند الشيعة ج18 ص129 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص329 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص260 والكافي ج2 ص276 و 277 والتفسير الصافي ج1 ص444 وتفسير الميزان ج4 ص333.
([39]) الآية 16 من سورة الأنفال.
([40]) مجمع البيان ج3 ص39 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15  ص318 و 319 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص252 وفي الكافي (الأصول) ج2 ص285 وعن من لا يحضره الفقيه ج2 ص186 ومسند الإمام الرضا ج1 ص326 عن تفسير العياشي ج1 ص251 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص350 وتفسير الميزان ج4 ص333.
([41]) راجع: الوسـائل (ط مؤسسـة آل الـبـيت) ج15 ص321 و 327 و (ط دار = = الإسلامية) ج11 ص254 و 259 والكافي (الأصول) ج2 ص287 والبحار ج76 ص4 و 5 وج85 ص26 و 28 وعن عقاب الأعمال ص19 وعلل الشرائع ص162 والخصال ج1 ص131 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص8 و 139 وج4 ص74 وج13 ص355 ومكاتيب الرسول ج2 ص138 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج9 ص367 و 370 ومستند الشيعة ج7 ص265 وج18 ص130 وكفاية الأحكام ج1 ص139 والحبل المتين (ط ق) للبهائي ص9 والحدائق الناضرة ج6 ص15 وج10 ص48 وكشف اللثام (ط ق) ج2 ص370 و (ط ج) ج10 ص279 وذخيرة المعاد (ط ق) ج1 ق2 ص304 ومنتقى الجمان ج2 ص352 وراجع: تفسير الصافي ج1 ص445 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص432.
([42]) راجع: الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص322 (ط دار الإسلامية) ج11 ص254 والكافي (الأصول) ج2 ص277 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص355 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج8 ص340 وج9 ص266 وج12 ص288 وكشف اللثام (ط ق) ج2 ص370 و (ط ج) ج10 ص279 وذخيرة المعاد (ط ق) ج1 ق2 ص304 والحدائق الناضرة ج10 ص48 والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص295.
([43]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص324 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص255 والكافي (الأصول) ج2 ص280 والبحار ج65 ص260 وج85 ص26 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج1 ص449 وج7 ص122 وج9 ص209 و 267 وج10 ص410 وكشف اللثام (ط ق) ج2 ص370 و (ط ج) ج10 ص280 وذخيرة المعاد (ط ق) ج1 ق2 ص304 والحدائق الناضرة ج10 ص48 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص354 ومستدرك الوسائل ج9 ص15 ومستند الشيعة ج18 ص131.
([44]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص324 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص256 والكافي (الأصول) ج2 ص281 ومستند الشيعة ج18 ص130 ومستدرك الوسائل ج11 ص354 وجامع المدارك ج1 ص495 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص356 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج5 ص321 وج9 ص268 وكشف اللثام (ط ق) ج2 ص370 و (ط ج) ج10 ص279 والحدائق الناضرة ج10 ص49.
([45]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج9 ص536 وج15 ص325 و (ط دار الإسلامية) ج6 ص374 وج11 ص258 عن التهذيب للطوسي ج1 ص393 و (ط دار الكتب الإسلامية) ج4 ص150 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص621 وج13 ص356 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج8 ص342  والحدائق الناضرة ج10 ص49 ومستند الشيعة ج18 ص102 و 132 .
([46]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص326 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص258 عن من لا يحضره الفقيه ج2 ص186 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج3 ص561 والبحار ج27 ص210 وج76 ص5 والخصال ج2 ص14 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص364 وعلل الشرائع ص162 و (ط الحيدرية) ج2 ص474 وجامع المدارك ج1 ص495 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص621 وج13 ص358 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج9 ص271.
([47]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص327 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص259 عن علل الشرائع ص475 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج2 ص475 وعن الخصال ج1 ص131 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص273 والبحار ج78 ص و85 ص27 و 28 وج76 ص4 وكشف اللثام (ط ج) ج10 ص281 و (ط ق) ج2 ص371 ومكاتيب الرسول ج2 ص140.
([48]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص329 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص260 عن ثواب الأعمال ص71 و (ط أمير قم) ص129 و 130 والبحار ج76 ص12 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص350 والتفسير الصافي ج1 ص444 وتفسير نور الثقلين ج1 ص473 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج1 ص326 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص431 والتحفة السنية (مخطوط) للجزائري ص18.
([49]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص329 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص260 و 261 عن عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ص268 و 269 وكفاية الأحكام ج1 ص141 ومستند الشيعة ج18 ص132 ورسائل فقهية للشيخ الأنصاري ص44 والبحار ج76 ص12 وج85 ص27 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص353 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج2 ص100 وج5 ص55 وج9 ص200 و 211 وج9 ص272 وج12 ص284 وتفسير نور الثقلين ج5 ص163.
([50]) الكافي ج2 ص277 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص322 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص261 و 262 عن الخصال ج2 ص41 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص302 ومستدرك الوسائل ج11 ص358  وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص355 وذخيرة المعاد (ط ق) ج1 ق2 ص304  وكشف اللثام (ط ج) ج10 ص279 و (ط ق) ج2 ص370  والتحفة السنية (مخطوط) للجزائري ص18 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج8 ص340 وج9 ص266 وج12 ص288 والحدائق الناضرة ج10 ص48 ومنهاج الأحكام ص72 والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص295.
([51]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص331 و (ط دار الإسلامية) ج11  ص262 عن الخصال ج2 ص155 والبحار ج76 ص9 عنه، وجامع أحاديث = = الشيعة ج13 ص350 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص14 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج1 ص204 وج2 ص100 وج12 ص349.
([52]) الكافي ج2 ص276 و 277 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص318 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص252 عن الكافي، وراجع: مستدرك الوسائل ج11 ص358 ومشكاة الأنوار ص272 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص349 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج9 ص266 وج12 ص18 و 109 وذخيرة المعاد (ط ق) ج1 ق2 ص304 وكشف اللثام (ط ج) ج10 ص281 و (ط ق) 371 والحدائق الناضرة ج10 ص47 ومنهاج الأحكام ص71 والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص294 .
([53]) مستدرك الوسائل ج11 ص355 وتفسير نور الثقلين ج1 ص472 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص430 وشرح الأخبار ج3 ص475 والبحار ج76 ص13 وج85 ص28  وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص356 وعن مستدرك سفينة البحار ج9 ص17 وتفسير العياشي ج1 ص237 .
([54]) صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج3 ص195 وج8 ص33 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج1 ص64 والدر المنثور ج2 ص146 عنهما، وعن أبي داود، والنسائي، وابن أبي حاتم، وراجع: المجموع للنووي ج20 ص50 والمغني لابن قدامة ج4 ص122 وج10 ص210 وكشف القناع للبهوتي ج6 ص133 والمحلى لابن حزم ج4 ص245 وج7 ص293 وج8 ص326 و 486 وج11 ص268 وج11 ص400 ونيل الأوطار ج8 ص78 وفقه السنة ج2 ص441 و 463 و 654 وج3 ص133  والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص330 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص261 عن الخصال ج2 ص14 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص364 وسنن أبي داود ج1 ص657 وسنن النسائي ج6 ص257 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص356 وج17 ص247 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص284 وج8 ص20 و 249 وج9 ص76 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص114 وج6 ص418 وشرح مسلم للنووي ج2 ص83 وعمدة القاري ج3 ص114 وج2 ص216 وج14 ص61 وج22 ص84 وج24 ص28 والديباج على مسلم ج1 ص104 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص139 ورياض الصالحين للنووي ص637 و 692 والجامع الصغير ج1 ص32 وكنز العمال ج16 ص90 وكشف الخفاء للعجلوني ج1 ص48 وتفسير الميزان ج4 ص335 وتفسير ابن حاتم ج8 ص2556 وزاد المسير ج2 ص114 والجامع لأحكام القرآن ج7 ص382 وتفسير القرآن العظـيم ج1 ص467 و 492 وج2 ص306 وج3 ص288 = = وتفسير الثعالبي ج2 ص227 وفتح القدير ج1 ص458 وتفسير الآلوسي ج5 ص17 وج9 ص182 وج27 ص63 وتهذيب الكمال ج16 ص439 وتاريخ جرجان ص495.
([55]) مكاتيب الرسول ج2 ص573 والدر المنثور ج1 ص342 وج2 ص146 عن ابن حبان، وابن مردويه، والمعرفة والتاريخ ج3 ص409 والأحاديث الطوال ص143 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص89 ونصب الراية ج2 ص400 وموارد الظمآن ج3 ص77 وكنز العمال ج5 ص869 وج6 ص313 وراجع: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص104 و (ط دار الكتاب العربي) ص130 وميزان الحكمة ج4 ص3677 عن الترغيب والترهيب ج3 ص327 ح4 ومجمع الزوائد ج3 ص71 و 72 وعمدة القاري ج22 ص84 وصحيح ابن حبان ج14 ص504 وتفسير الميزان ج4 ص335 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص494 والثقات لابن حبان ج2 ص108 وتاريخ مدينة دمشق ج45 ص482 وتهذيب الكمال ج11 ص421 وتحفة المحتاج ج2 ص451 والإلمام ج2 ص725.
([56]) الدر المنثور ج2 ص146 عن البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وتفسير القرآن العظيم ج1 ص492.
([57]) الدر المنثور ج2 ص146 عن علي بن الجعد في الجعديات، وابن راهويه، والبخاري في الأدب المفرد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن، والأدب المفرد ص13 وراجع: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج2 ص43 وتفسير الآلوسي (روح المعاني) ج5 ص18 والتقرير والتحبير ج2 ص323 وكشف الأسرار لعلاء الدين البخاري ج2 ص584 والزواجر لابن حجر ج1 ص393 و 723 و 843.
([58]) الدر المنثور ج2 ص146 عن أبي داود، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم، وابن مردويه، وتفسير ابن أبي حاتم ج3 ص931 وفتح الباري ج12 ص161 ومجمع الزوائد ج1 ص48 والمعجم الكبير ج17 ص48 وتهذيب الكمال ج16 ص440 وكنز العمال ج3 ص544 وزاد المسير ج2 ص114 وتفسير الآلوسي ج15 ص59 وضعفاء العقيلي ج3 ص45 وتلخيص الحبير ج4 ص62 والتقرير والتحبير ج2 ص324 والترغيب والترهيب ج1 ص303 وج2 ص198 وج4 ص17 والزواجر لابن حجر ج2 ص631 وراجع: جامع أحاديث الشيعة ج13 ص354 ومستدرك الوسائل ج11 ص361 عن عوالي اللآلي، وسنن النسائي ج7 ص89 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص290 والفضائل العددية لمحمد حياة الأنصاري ص407  .
([59]) الدر المنثور ج2 ص146 عن مردويه، وابن المنذر، والطبراني، وفتح الباري ج12 ص161 وكنز العمال ج3 ص544 ومجمع الزوائد ج1 ص103 وتفسير القرآن = = العظيم ج1 ص493  وراجع: مستدرك الوسائل ج18 ص90 وعوالي اللآلي ج3 ص561.
([60]) الدر المنثور ج2 ص146 عن أحمد، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان، والحاكم وصححه، ومسند أحمد ج5 ص413 وسنن النسائي ج7 ص88 والمستدرك للحاكم ج1 ص23 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص289 وج6 ص322 ومسند الشاميين ج2 ص179 وجامع البيان ج5 ص43 و (ط دار الفكر) ص61 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص493 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص177 وكنز العمال ج3 ص218 وشرح مشكل الآثار للطحاوي ج2 ص350 ومعتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي ج2 ص274 وإعتقاد أهل السنة للالكائي ج6 ص1064
([61]) الدر المنثور ج2 ص147 عن ابن أبي حاتم، والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص169 ونصب الراية ج2 ص232 وكنز العمال ج8 ص246 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص495 وتفسير ابن أبي حاتم ج3 ص933.
([62]) الدر المنثور ج2 ص147 عن ابن جرير، وفتح الباري ج12 ص161 وجامع البيان ج5 ص62 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص496 وشرح كتاب التوحيد ج1 ص338 والزواجر لابن حجر ج2 ص853 وإعراب القرآن للنحاس ج4 ص87.
([63]) الدر المنثور ج2 ص147 عن ابن أبي حاتم، وتفسير القرآن العظيم ج1 ص497 وتفسير أبي حاتم ج3 ص933 وفتح الباري ج12 ص182 وشرح كتاب التوحيد ج1 ص338.
([64]) الدر المنثور ج2 ص148 عن ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، ومجمع الزوائد للهيثمي ج7 ص115 والمعجم الكبير للطبراني ج12 ص196.
([65]) الجامع لأحكام القرآن ج8 ص99 وراجع: كشف الغطاء (ط ق) ج1 ص15 والكافي ج8 ص376 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص355 وشرح أصول الكافي ج12 ص542 والبحار ج21 ص176 وج41 ص66 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص452 والتفسير الصافي ج2 ص332 وتفسير نور الثقلين ج2 ص201 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة ج1 ص257 وج9 ص341.
([66]) راجع: نهج الحق الموجود في ضمن دلائل الصدق ج2 ص353. ولم يعترض عليه ابن روزبهان بشيء، ونهج الحق وكشف الصدق (ط ستارة قم) ص248 وقال في هامشه: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص8، وقال: إذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي، وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري، وغيرها علمت صحة ذلك. وليراجع أيضاً: نور الأبصار ص86 .
وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج1 ص24 وكتاب الأربعين للشيرازي ص419 والبحار ج41 ص146 وشجرة طوبى ج2 ص273 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج9 ص339 وأعيان الشيعة ج1 ص330 و 395 وكشف اليقين ص126 وإحقاق الحق (الأصل) ص206 وشرح إحقاق الحق ج32 ص334.
([67]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص334 وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص349 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص588 والبداية والنهاية ج4 ص383 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص899 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص635 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص246 وعيون الأثر ج2 ص218.
([68]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص334 وراجع: تفسير الميزان ج9 ص235 ومعجم الزوائد ج6 ص189 و 190 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص352 والبداية والنهاية ج4 ص389 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص906 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص644 وتاريخ خليفة بن خياط ج1 ص88.
([69]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص335 وج9 ص454 عن أبي نعيم، وعمدة القاري ج13 ص43 وراجع: الفايق في غريب الحديث ج3 ص307 وتاج العروس ج10 ص126 ومسند الروياني ج2 ص257 والخصائص الكبرى ج1 ص450 وغريب الحديث للخطابي ج1 ص412 والمعجم الكبير للطبراني ج7 ص18.
([70]) الإرشاد للمفيد ج1 ص144 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص86 والبحار ج21 ص158 وشجرة طوبى ص310 وكشف الغمة ج1 ص223 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص183 .
([71]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 والبحار ج21 ص158 والبداية والنهاية ج4 ص377 والسيرة النبوية ج3 ص626 ودلائل النبوة ج5 ص131 وتاريخ الإسلام ج2 ص578.
([72]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319 وراجع: تفسير الميزان ج9 ص235 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص347 والكامل لابن الأثير ج2 ص263 والبداية والنهاية ج4 ص374 وإمتاع الأسماع ج2 ص17 وأعيان الشيعة ج1 ص280 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص216 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص619 والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص110 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص252 وشرح مشكل الآثار ج6 ص412 ومعتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي ج1 ص229 وزاد المعاد ج3 ص469 والكامل في التاريخ ج2 ص137.
([73]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319 و 320 و 323 ومواضع أخرى عن العديد من المصادر، وتفسير البحر المحيط ج5 ص26 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص229 .
([74]) كنز العمال ج3 ص130 الحديث رقم: (5817 و 5818) وج11 ص461 الحديث رقم: (32160 و 32161) وكشف الخفاء ج2 ص532 وشرح أصول الكافي ج9 ص202  وميزان الحكمة ج1 ص67  وج4 ص3227  و 3228  وفتح الباري ج7  ص126  والجامع الصغير ج2 ص488  وفيض القدير ج5 ص550 وحلية الأولياء ج6 ص333وأسنى المطالب ج1 ص245 والمقاصد الحسنة ج1 ص573 وكشف الخفاء ج2 ص180 وكتاب المجروحين ج2 ص305  والكامل ج7  ص155  وتهذيب الكمال ج25 ص314  وميزان الإعتدال ج3 ص570  وج4 ص472  والكشف الحثيث ص233 وكتاب التمحيص للإسكافي ص4 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص42 والبحار ج39 ص56 والتفسير الكبير ج4 ص142 وتفسير ابن عربي ج1 ص239 وج2 ص82 وتفسير البحر المحيط ج7 ص242 وتاريخ الإسلام ج41 ص333 والزواجر ج1 ص117.
([75]) راجع: ما جرى في غزوة الحديبية عند كتابة العهد..
([76]) أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص374 و 375 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص66 والأخبار الطوال ص211 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص193 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص57 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص103 وراجع ج2 ص346 والغارات للثقفي ج1 ص7 وراجع ص16 وج2 ص677 وشرح الأخبار ج2 ص39 و 286 والملاحم والفتن لابـن طـاووس ص221 وتذكـرة الخـواص ص105 عن الواقـدي، = = والبداية والنهاية ج7 ص289 والكامل لابن الأثير ج3 ص 348 ولم يذكر من بهم رمق. وفي مروج الذهب ج2 ص207 قال: «قسم السلاح والدواب بين المسلمين ورد المتاع والعبيد والإماء إلى أهلهم» وراجع: كتاب سليم بن قيس (تحقيق محمد باقر الأنصاري) ص256 وكنز العمال ج11 ص298 وشرح الأخبار ج2 ص286 والبحار ج32 ص316 وج33 ص356 و 366 وج34 ص118 و 259 وج41 ص354 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ج1 ص194 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص165 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص59 و 133 وراجع: نهج السعادة ج2 ص437 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص698 وحلية الأولياء ج1 ص68 و 168 والسنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني ج2 ص627 وأعيان الشيعة ج1 ص358 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page