• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثاني: وفادات قبل سنة تسع

وفود جذام:

قالوا: وفد رفاعة بن زيد الجذامي، ثم أحد بني الضبيب على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الهدنة قبل خيبر، وأهدى له عبداً وأسلم. فكتب رسول الله «صلى الله عليه وآله» كتاباً:
«هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، إني بعثته إلى قومه عامة، ومن دخل فيهم، يدعوهم إلى رسوله، فمن آمن ـ وفي لفظ: فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله، ومن أدبر. وفي لفظ: من أبى، فله ـ أمان شهرين»([1]). فلما قدم على قومه أجابوه وأسلموا.
زاد الطبراني قوله: ثم سار حتى نزل حرة الرجلاء. ثم لم يلبث أن قدم دحية الكلبي من عند قيصر حين بعثه رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى إذا كان بواد من أوديتهم يقال له: شنار، ومعه تجارة له أغار عليهم الهنيد بن عوص وابنه عوص بن الهنيد الضلعيان. ثم ذكر ما جرى لدحية، وما تبع ذلك من إرسال النبي «صلى الله عليه وآله» سرية زيد بن حارثة..([2]).
ونقول:
كنا قد تحدثنا عن هذه السرية في موضع سابق من هذا الكتاب فلا حاجة إلى الإعادة.
غير أننا نشير هنا إلى الأمور التالية:

داعيتهم منهم:

قد لاحظنا: أنه «صلى الله عليه وآله» بعث رفاعة بن زيد إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فإن الدعوة إذا جاءت من القريب والحبيب، فإنها تكون أوقع في النفس، وأقرب إلى القبول، ولاسيما إذا خلت من احتمالات أن يكون ثمة من يريد أن يجر النار إلى قرصه، ومن احتمال أن يكون له على قومه بذلك أي امتياز سواء في الموقع الإجتماعي، أو في نفوذ الكلمة، أو ما إلى ذلك..
ويتأكد هذا الأمر بجعل النبي «صلى الله عليه وآله» من يقبل دعوة رفاعة ويدخل في الإسلام في حزب الله وحزب رسوله، ولم يدخل رفاعة في هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد.
والحاصل: أنه «صلى الله عليه وآله» قد جعل من يؤمن مرتبطاً بالله وبرسوله مباشرة، فأدخله في فريقهما وحزبهما، وأعطاه شرف الإنتماء لهما، ولم يشر إلى سلطة ولا إلى هيمنة أي كان من الناس على هذا المؤمن، كما أنه لم يتحدث عن تبعية أو طاعة لرفاعة ولا لغيره..

فله أمان شهرين:

وأما إعطاء الأمان شهرين لمن أبى، فلأجل أن الشرك يصادم التوحيد ويتناقض معه، فلا مجال للتعايش فيما بينهما بأي وجه من الوجوه، لأن المشرك يجد نفسه في موقع المحارب للتوحيد، والساعي لإبطاله.. ولأجل ذلك جاء الأمر الإلهي الذي يقول: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}.
وأما أهل الكتاب فلهم ارتباط بالله تبارك وتعالى، وإن كانوا يخطئون في بعض التفاصيل، كما أن نظرتهم للمسلمين لا تخرج عن هذا السياق.. فلا يرون أنفسهم في موقع المناقض لتوحيد المسلمين، والمحارب له، فيمكن التعايش معهم إن لم يعلنوا الحرب، وهناك قواسم مشتركة أخرى معهم، يمكن من خلالها العمل على تصحيح الخطأ، وتسهل الوصول إلى حلول مرضية، في كثير من الأحيان..
وهم في جميع الأحوال أقل خطراً من المشركين، الذين يريدون هدم الإسلام، وإبطال عقيدة التوحيد من أساسها، واقتلاعها من جذورها..

تاريخ هذه السرية:

إن ذكر زيد بن حارثة في هذا المورد يدل على: أن وفود رفاعة وكتابة النبي «صلى الله عليه وآله» الكتاب له قد كان قبل فتح مكة، وقبل غزوة مؤتة، التي استشهد فيها زيد بن حارثة..
وأما القول: بأن ذلك قد كان في آخر سنة ست أو أول سنة سبع قبل غزوة خيبر أيضاً، استناداً إلى أن إرسال الرسائل إلى الملوك قد كان في تلك الفترة.. فيمكن المناقشة فيه: بأن من الجائز أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل دحية إلى قيصر أكثر من مرة.. كما لا يخفى.

جبرئيل في صورة دحية الكلبي:

وتقدم أنهم يزعمون: أن دحية الكلبي كان جميلاً، وأن جبرئيل كان يأتي إلى النبي «صلى الله عليه وآله» على صورته، وقد قدمنا: أن ذلك لا مبرر له، إذ لماذا لم يكن يأتيه على صورة علي «عليه السلام» الذي كان أحب الخلق إليه؟! مع أن الله تعالى قد كلم نبيه حين المعراج بصوت علي حسبما قدمناه في هذا الكتاب.

وفد دوس:

وقدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» أربعمائة من دوس، فقال رسول الله: «مرحباً، أحسن الناس وجوهاً، وأطيبهم أفواهاً، وأعظمهم أمانة»([3]).
قال في زاد المعاد: قال ابن إسحاق: كان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدِّث أنه قدم مكة ورسول الله «صلى الله عليه وآله» بها. فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً، فقالوا له: يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر يفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وأخيه، وبين الرجل وزوجه، وإنَّا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه، ولا تسمع منه.
قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه، حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفاً، فرقاً من أن يبلغني شيء من قوله.
قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله «صلى الله عليه وآله» قائم يصلي عند الكعبة، فقمت قريباً منه، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاماً حسناً، فقلت في نفسي: وا ثكل أمياه، والله إني لرجل لبيب شاعر، ما يخفى علي الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان ما يقول حسناً قبلت، وإن كان قبيحاً تركت.
قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى بيته، فتبعته حتى إذا د خل بيته، دخلت عليه فقلت: يا محمد، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا، فوالله ما برحوا يخوفوني أمرك حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه، فسمعت قولاً حسناً، فاعرض عليّ أمرك.
فعرض عليّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» الإسلام، وتلا علي القرآن، فلا والله ما سمعت قولاً قط أحسن منه، ولا أمراً أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق وقلت: يا نبي الله، إني امرؤ مطاع في قومي، وإني راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادع الله لي أن يجعل لي آية تكون عوناً لي عليهم، فيما أدعوهم إليه.
فقال: «اللهم اجعل له آية».
قال: فخرجت إلى قومي، حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عينيّ مثل المصباح، قلت: اللهم في غير وجهي، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم.
قال: فتحول، فوقع في رأس سوطي كالقنديل المعلق، وأنا أنهبط إليهم من الثنية حتى جئتهم، وأصبحت فيهم. فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخاً كبيراً. فقلت: إليك عني يا أبت، فلست منك ولست مني.
قال: ولم يا بني، بأبي أنت وأمي؟!
قلت: فرق الإسلام بيني وبينك، فقد أسلمت وتابعت دين محمد «صلى الله عليه وآله».
قال: يا بني فديني دينك.
قال: فقلت: اذهب فاغتسل، وطهر ثيابك، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت.
قال: فذهب، فاغتسل، وطهر ثيابه. ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم.
ثم أتتني صاحبتي فقلت لها: إليك عني فلست منك ولست مني.
قالت: لم بأبي أنت وأمي؟
قلت: فرق الإسلام بيني وبينك. أسلمت وتابعت دين محمد «صلى الله عليه وآله».
قالت: فديني دينك.
فقلت: اذهبي، فاغتسلي، ففعلت، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت.
ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبطأوا عليّ، (وعند آخرين: أجابه أبو هريرة وحده([4]))، فأتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» (في مكة قبل الهجرة أيضاً)، فقلت: يا نبي الله، إنه قد غلبني على دوس الزنا، فادع الله عليهم.
فقال: «اللهم اهد دوساً»([5]). ثم قال: «ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله، وارفق بهم».
فرجعت إليهم، فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله.
ثم قدمت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس. ثم لحقنا برسول الله «صلى الله عليه وآله» بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين([6]).
وعند الطبراني بسند ضعيف: أنهم أربع مائة([7]).

نماذج من تناقضات الروايات:

ونشير هنا إلى نموذج من التناقضات التي تسهل ملاحظتها في روايات هذا الحدث المزعوم، فبعضها يقول: «جئنا خيبر، فنجده قد فتح النطاة، وهو محاصر الكتيبة، فأقمنا حتى فتح الله علينا، فأسهم لنا مع المسلمين»([8]).
وفي بعضها: «قدمنا على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقد فتح خيبر، فكلم المسلمين، فأشركنا في سهمانهم»([9]).
وتارة تقول: «إن قريشاً حذرت الطفيل من الإتصال بالنبي «صلى الله عليه وآله» والإستماع منه، فحشا أذنه بالكرسف حتى لا يسمع شيئاً».
وأخرى تقول: «إن قريشاً قد طلبت منه ان يتصل بالنبي «صلى الله عليه وآله»، ويَخْبُرحاله»([10]).
وتقدم الإختلاف في عدد الوفد من دوس، هل هم ثمانون، أو سبعون، أو خمسة وسبعون، أو اربع مائة.
والروايات المتقدمة تقول: إن الطفيل هو الذي قدم بالوفد إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، رواية أخرى تقول: إن جندب بن عمرو بن حممة الدوسي لما سمع بأمر النبي «صلى الله عليه وآله» جاء بالوفد إليه، وهم خمسة وسبعون رجلاً من قومه، فأسلم وأسلموا. قال أبو هريرة: فكان جندب يقدمهم رجلاً رجلاً([11]).

سرقة فضيلة، أم استعارتها؟!:

ثم إننا قد قرأنا فيما سبق من أجزاء هذا الكتاب: أن إسلام أهل المدينة قد بدأ بإسلام أسعد بن زرارة، وأنه قد جرى لأسعد مع قريش والنبي «صلى الله عليه وآله» نفس تلك الأحداث التي قرأناها آنفاً منسوبة لأبي الطفيل([12])، لكن قد حاول محبو أبي الطفيل أن يلحقوا بها بعض اللمسات الطفيفة والخفيفة التي اقتضاها وفرضها تبديل الشخصية الحقيقية بشخصية أخرى لا ربط لها بحقيقة ما جرى..

مدائح دوس مشكوكة:

تقول الرواية المتقدمة: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لوفد دوس: «مرحباً أحسن الناس وجوهاً، وأطيبهم أفواهاً، وأعظمهم أمانة».
غير أننا قد ذكرنا حين الحديث عن وفد الأزد أنهم يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال ما يشبه ذلك لوفد الأزد أيضاً.
وقد يقال: إن قبيلة دوس كانت من الأزد أيضاً. فلعلهم قصدوا خصوص الدوسيين من الأزد، وقد يطلق العام ويراد به الخاص.
ولكنه احتمال موهون، فإن التسامح في أحاديث الفضائل غير متوقع، بل المتوقع هو الحرص على التحديد، والتصدي لأي احتمال يوجب الإيهام مهما كان قريباً، فكيف إذا كان غريباً.
ولو سلمنا أن المقصود هو دوس في كلتا الحالتين، فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما ذكروه في موضع آخر: من أنه «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك لوفد جرش، فأي ذلك هو الصحيح؟!

راوي حديث الطفيل:

وقد يلاحظ على الحديث المتقدم: أنه مروي عن الطفيل نفسه، فيحتمل أنه من حرصه يريد أن يجر النار إلى قرصه، ليكون هو الرابح الأكبر لو صدّق الناس روايته..

أبو الطفيل يطرد أباه:

ثم إننا لم نجد تفسيراً لطرد الطفيل أباه، بقوله: إليك عني يا أبت الخ.. إلا إذا كان عذره هو الجهل الذريع، وسوء الفهم، والخطأ الفاضح في التقدير، وسوء الأدب، فإن أبا الطفيل كان قد أظهر الإسلام قبل مدة وجيزة، ولم يعرف من آدابه وأخلاقياته، ومفاهيمه وشرائعه، وعقائده إلا القليل..
ولكنه عذر موهون، فإن محاسن الأخلاق، وقواعد الأدب لم تكن أموراً يجهلها الإنسان العربي حتى الجاهلي، ولاسيما الأدب مع الأبوين..
ثم إنه إذا كان قد أسلم، فالمفروض فيه هو: أن يُقبل على أبيه، ويعامله برفق، ويظهر له التغير الأخلاقي إلى الأصلح، ويبين له محاسن الإسلام، وموافقته لما تقضي به الفطرة، وما تحكم به العقول، ويصر عليه بقبول الإسلام والإيمان.
أما أن يطرد أباه، الذي يشعر بدالة الأبوة على ولده، ويجرح كبرياءه، فإن ذلك سوء أدب غير مقبول، إذا كان مع شخص غريب، فكيف إذا كان من ولد تجاه والده.
وذلك هو ما فرضه الإسلام على كل مسلم تجاه أي إنسان آخر، حتى لو لم يكن أباً ولا زوجة ولا ولداً، وذلك هو ما تفرضه عليه أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المفروض هو: أن يسعى لإقناع ذلك الغير بالحق، وأن يفتح معه باب الحوار الإيجابي الهادئ والرصين على قاعدة: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..

التفريق بين المسلم وزوجته الكافرة:

وقد رأينا: أن الرواية المتقدمة تقول: إن الطفيل أمر زوجته بالإبتعاد عنه أيضاً، قائلاً لها: إن الإسلام قد فرَّق بينه وبينها، مع أنهم يروون أن آية: {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}([13])، قد نزلت في المدينة بعد الحديبية بعد الهجرة، فطلّق عمر يومئذٍ امرأتين كانتا له في الشرك([14]). أما قضية الطفيل وزوجته فكانت قبل هجرة النبي «صلى الله عليه وآله» من مكة.
ونحن وإن كنا نعتقد أن الحكم بعدم جواز نكاح المسلم للمشركة كان ثابتاً على لسان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل ذلك، إلا أننا نقول:
أولاً: إننا نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم.
ثانياً: لعله «صلى الله عليه وآله» لم يكن مكلفاً بإبلاغ هذا الحكم لجميع الناس.. أو لعل الكثيرين كانوا لا يحتاجون إلى هذا الحكم إما لأن نساءهم كُنّ يُسلمن حين يُسلم أزواجهن، وإما لأنهن كُنّ يخترن الإنفصال، والإلتحاق بأهلهن من المشركين..

المطاع في قومه لا يطيعه قومه:

وقد زعم الطفيل لرسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنه مطاع في قومه، ويريد أن يدعوهم إلى الإسلام، ثم طلب منه أن يدعو الله أن يجعل له آية تعينه عليهم، فجعل له النور في طرف سوطه..
ونقول:
أولاً: اللافت هنا: أن هذا المطاع في قومه، لم يطعه أحد من قومه سوى أبي هريرة كما تقدم!!
رغم أنه كان يحمل إليهم معجزة كانت ماثلة أمامهم ويشاهدونها كلما يحلو لهم!!
فعدم إطاعتهم له مع كل هذه الخصوصيات أمر يثير العجب حقاً..
ثانياً: ما معنى أن يعود الطفيل إلى مكة طالباً من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يدعو على قومه؟!([15]). فهل دعا النبي «صلى الله عليه وآله» على غيرهم من أجل ذلك، أم أنه كان يدعو لهم بالهداية ولا يدعو عليهم؟!
ثالثاً: إذا كان مطاعاً في قومه، فلماذا يطلب الآية لهم من رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
رابعاً: هل كان من عادة النبي «صلى الله عليه وآله» أن يزود دعاته بآيات من هذا القبيل؟!!
خامساً: ما معنى أن يرفض الطفيل النور الذي حل في جبهته؟! ألم يكن من الأفضل له أن يرضى بما رضيه الله تعالى؟!
أم أنه أدرك أمراً كان خافياً على رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وكيف يخشى أن يظن قومه أن ذلك مثلة فيه؟! وهل يمكن أن نصدق أن قومه كانوا لا يستطيعون التأكد من كون هذا الذي في جبهته ليس مثلة، وإنما هو نور وضعه الله فيها؟!
سادساً: ألا يحق لنا أن نظن بأنه لو صح شيء من هذه القصة، فإن السبب في عدم قبول أحد أن يسلم على يد الطفيل، هو معاملته السيئة لهم، حسبما أشار إليه النبي «صلى الله عليه وآله» حين أمره بأن يعود إليهم ويرفق بهم، وإذا كان أسلوبه مع أبيه وزوجته بتلك الحدة والشراسة فما بالك بالأسلوب الذي كان يعامل به غيرهما..

وفد بني عبد بن عدي:

عن ابن عباس، وغيره قال: قدم وفد بني عبد بن عدي، فيهم الحارث بن وهبان، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملة، ومعهم رهط من قومهم، فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم وساكنيه، وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا نقاتل قريشاً، وإنَّا لنحبك ومن أنت منه، وقد أتيناك، فإن أصبت منا أحداً خطأً فعليك ديته، وان أصبنا أحداً من أصحابك فعلينا ديته، إلا رجلاً منا قد هرب، فإن أصبته أو أصابه أحد من أصحابك فليس علينا ولا عليك.
فقال عويمر بن الأخرم: دعو ني آخذ عليه.
قالوا: لا، محمد لا يغدِر، ولا يريد أن يُغْدَر به.
فقال حبيب وربيعة: يا رسول الله، إن أسيد بن أبي أناس (إياس) هو الذي هرب، وتبرأنا إليك منه، وقد نال منك.
فأباح رسول الله «صلى الله عليه وآله» دمه.

تاريخ هذا الوفد:

لقد كان هذا الوفد قبل الفتح، إذ قد صرَّحت الرواية: بأنه لما بلغ أسيداً أقوال الوفد أتى الطائف فأقام بها، وبقي فيها إلى أن تم فتح مكة لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأخبره سارية بما جرى..

نحن أهل الحرم:

ثم إن من غرائب الأحوال أن يفتخر هؤلاء الناس على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنهم أهل الحرم، وأعز من فيه، مع معرفتهم التامة بالنبي «صلى الله عليه وآله»، وبحسبه ونسبه، وحتى بصفاته الشخصية، وبسيرته الذاتية، كما دلت عليه كلماتهم، فقد قالوا لعويمر: «محمد لا يَغْدِر، ولا يريد أن يُغْدَرَ به»، فاكتفوا بمعرفتهم هذه عن أخذ العهود والمواثيق عليه.
وكيف لا يعرفونه، وهم يدّعون أنهم أهل الحرم، وأعز ساكنيه، والنبي «صلى الله عليه وآله» وسائر آبائه هم سادات هذا الحرم الذين لا يجهلهم أحد..
فكيف استجازوا لأنفسهم أن يقولوا لسادة الحرم، وحفظته ولنبي هو أعظم وأقدس رجل على وجه الأرض، وأعز من في الحرم: إنهم أهل الحرم، وأعز من فيه؟!

وفود مزينة:

عن النعمان بن مقرن قال: قدمت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في أربعمائة من مزينة وجهينة، فأمرنا بأمره، فقال القوم: يا رسول الله، ما لنا من طعام نتزوده.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله» لعمر: «زود القوم».
فقال: يا رسول الله، ما عندي إلا فضلة من تمر، وما أراها تغني عنهم شيئاً.
قال: «انطلق فزودهم».
فانطلق بنا إلى عُلِّيَّة، فإذا تمر مثل البكر الأورق.
فقال: خذوا.
فأخذ القوم حاجتهم. قال: وكنت في آخر القوم، فالتفت وما أفقد موضع تمرة، وقد احتمل منه أربعمائة وكأنا لم نرزأه تمرة ([16]).
وروى ابن سعد([17]) عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده قال: كان أول من وفد على رسول الله «صلى الله عليه وآله» من مضر أربعمائة من مزينة، وذلك في رجب سنة خمس، فجعل لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» الهجرة في دارهم وقال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم، فارجعوا إلى أموالكم»، فرجعوا إلى بلادهم.
وعن أبي مسكين، وأبي عبد الرحمن العجلاني قالا: قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفر من مزينة، منهم خزاعي بن عبد نهم، فبايعه على قومه مزينة، وقدم معه عشرة منهم، فيهم بلال بن الحارث، والنعمان بن مقرن، وأبو أسماء، وأسامة، وعبد الله بن بردة، وعبد الله بن درة، وبشر بن المحتفز، وكان منهم دكين بن سعيد، وعمرو بن عوف([18]).
قال: وقال هشام في حديثه: ثم إن خزاعياً خرج إلى قومه، فلم يجدهم كما ظن، فأقام، فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» حسان بن ثابت، فقال: «اذكر خزاعياً ولا تهجه».
فقال حسان بن ثابت:
ألا أبـلـغ خـزاعـيـــاً رســـولاً            بـأن الـذم يـغـسـلــه الــوفــــاء
وأنـك خـير عـثـمان بن عـمـرو          وأسـنـاهــا إذا ذكـــر الـسـنــاء
وبـايـعـت الرسول وكان خـيراً           إلى خـــــير وأداك الـــثــــــراء
فـما يـعـجـزك أو مـا لا تـطـقـه           من الأشـيــاء لا تـعـجـز عــداء
قال: وعِدَاء بطنه الذي هو منه.
قال: فقام خزاعي، فقال: يا قوم، قد خصكم شاعر الرجل، فأنشدكم الله.
قالوا: فإنَّا لا ننبوا عليك.
قال: وأسلموا ووفدوا على النبي «صلى الله عليه وآله»، فدفع رسول الله «صلى الله عليه وآله» لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعي، وكانوا يومئذٍ ألف رجل. وهو أخو المغفل أبي عبد الله بن المغفل، وأخو عبد الله ذي البجادين([19]).
ونقول:
قد تحدثنا عن وفادة بلال بن الحارث في أربعة عشر رجلاً من مزينة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في سنة خمس، في نفس كتابنا هذا في الباب الخامس، في الفصل السادس بعنوان: «متفرقات الأحداث»..
ولذلك فنحن نشير هنا إلى ما لم نشر إليه هناك، فنقول:
1 ـ إن الناس كما أشرنا إليه أكثر من مرة كانوا يرون: أن النبي «صلى الله عليه وآله» مسؤول عن شفاء مرضاهم، وعن حل مشاكلهم، وحتى عن تزويدهم بالطعام.
والنبي «صلى الله عليه وآله» لم يحاول أن يعفي نفسه من هذه المسؤولية، رغم أنه لم يكن يملك ما يزودهم به فعلاً، فما كان منه إلا أن بادر إلى التصرف الغيبي، دون أن يستفيد ـ بحسب ظاهر الأمر ـ من الدعاء والابتهال، بل هو قد فعل ذلك على سبيل المبادرة بالأمر الحاسم والجازم.
2 ـ إن خزاعي بن عبد نهم كان قادراً على إقناع قومه بالإسلام، ولكنه تقاعس عن ذلك لا لعناد، ولا استخفاف، وإنما لظنه أن رفضهم الذي واجهوه به في المرة الأولى يكفي عذراً له، ويجعله في حل من الوفاء بما التزم به..
فأراد «صلى الله عليه وآله» إثارة الحافز لديه، وإفهامه أن ينتظر وفاءه، فأشار إلى حسان ليذكره في شعره، دون أن يهجوه، لأنه لا يستحق الهجاء من جهة، ولأن المطلوب من جهة أخرى هو التحريك والإثارة، لمعاودة المحاولة..
3 ـ ولسنا نشك في أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان عارفاً بمدى تأثير خزاعي في قومه، وما له من المكانة فيهم، وأنه سيكون قادراً على الوفاء بما أخذه على نفسه، وهكذا كان..
4 ـ وأما أنه «صلى الله عليه وآله» قد جعل لمزينة الهجرة في دارهم فقد تحدثنا عن موضوع الهجرة في جزء سابق من هذا الكتاب، فراجع ما ذكرناه حين الكلام عن هجرة العباس..
مع ملاحظة: أن مزينة كانت إحدى قبائل النفاق التي كانت حول المدينة، حيث يقال: إنها مقصودة في قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ}([20]).

وفد أشجع:

قدمت أشجع على رسول الله «صلى الله عليه وآله» عام الخندق، وهم مائة، ورأسهم مسعود بن رخيلة، فنزلوا شعب سلع.
فخرج إليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأمر لهم بأحمال التمر.
فقالوا: «يا محمد، لا نعلم أحداً من قومنا أقرب داراً منك منَّا، ولا أقل عدداً، وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك، فجئنا نوادعك». فوادعهم.
ويقال: بل قدمت أشجع بعد ما فرغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» من بني قريظة، وهم سبعمائة، فوادعهم، ثم أسلموا بعد ذلك ([21]).

دلالة في موادعة أشجع:

إن وفد أشجع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» له اهمية، ودلالات ذات قيمة، فقد جاء هذا الوفد بعد انتصارٍ ثمينٍ جداً، حققه النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمون على يد علي أمير المؤمنين «عليه السلام» في كل من الخندق وقريظة على قوى كبيرة وأساسية جداً، وذات فعالية في المنطقة، وهي قريش في مكة، وقريظة في المدينة، وذلك بعد حربي بدر وأُحد، وهما من أهم وأخطر الحروب بالنسبة للمسلمين..
ومن الطبيعي: أن يكون لدى المسلمين حساسية بالغة في هذا الظرف بالذات، فوجود المشركين في المحيط الذي يعيش فيه المسلمون يشكل مصدر تهديد بالغ الخطورة لأمن المسلمين وحتى لمستقبلهم ووجودهم، إذا استطاع اليهود في خيبر، أو المشركون بزعامة قريش أن يستفيدوا من تلك القبائل المنتشرة حول المدينة، وفي سائر المناطق في الجهد الحربي بمختلف أنواعه ومستوياته.
وهذه القبيلة، وإن كانت قد تذرعت بضعفها وبقرب مساكنها لتبرير طلب الموادعة، ولكن ذلك لا يمنع من أن تمارس دوراً خطيراً ـ ولو تجسسياً ـ في ظل هذه الموادعة بالذات، التي تؤمن لها غطاءً كافياً لصرف الأنظار عن وجهة نشاطها وطبيعتها.
من أجل ذلك نقول:
إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد عامل هؤلاء الناس بأخلاق النبوة، حيث ابقاهم بالقرب منه، ولم يتخذ أي إجراء ضدهم، يقوم على اساس استغلال ضعفهم، وخوفهم، لأنه «صلى الله عليه وآله» يريد ان يعطيهم فرصة ليعيشوا التأمل في حركة الأحداث، وفي الرعاية الإلهية لمسيرة أهل الإيمان، مع إبقاء الوضع القائم مع هذه القبيلة تحت السيطرة، في الوقت الذي يكون قد حسم أمر عدم مشاركتها العلنية في أي نشاط عسكري ضد المسلمين. خصوصاً وأن هذه الموادعة تفتح الطريق، وتعطيه الحق بإنزال ضربات حاسمة بحقها، لو أرادت ذلك لأنها تكون قد نقضت عهداً، ومارست خيانةً لعهد هي التي طلبته، وصنعته بملء اختيارها، ومن دون أي إكراه، أو إلجاء.

وفود بني عامر بن صعصعة:

عن ابن عباس، وسلمة بن الأكوع، وابن إسحاق قالوا: قَدِم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وفد بني عامر، فيهم عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، وجبار بن سلمى (قاتل عامر بن فهيرة ببئر معونة)، وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم، [وكان في نية عامر بن الطفيل عدو الله الإعتداء على رسول الله «صلى الله عليه وآله» و الغدر بالنبي «صلى الله عليه وآله»].
وقد قال لعامر بن الطفيل قومه: يا عامر، إن الناس قد أسلموا فأسلم.
قال: والله، لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، أفأتبع عقب هذا الفتى من قريش؟ ثم قال لأربد: إذا قدمنا على الرجل فسأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعلُهُ بالسيف([22]).
وفي حديث ابن عباس: فإن الناس إذا قتلت محمداً لم تزد على أن تلتزم بالدية، وتكره الحرب، فسنعطيهم الدية.
قال أربد: افعل.
وانتهى إليه عامر وأربد، فجلسا بين يديه.
قال ابن إسحاق: قال عامر بن الطفيل: يا محمد، خالني([23]).
قال: «لا والله، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له».
قال: يا محمد خالني، وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به. ولكن أربد لا يحير شيئاً.
وفي حديث ابن عباس: إن يد أربد يبست على السيف فلم يستطع سله.
قال ابن إسحاق: فلما رأى عامر أربد ما يصنع شيئاً قال: يا محمد خالني.
قال: «لا والله، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له».
وفي حديث ابن عباس: فقال عامر: ما تجعل لي يا محمد إن أسلمت؟
فقال رسول الله «عليه السلام»: «لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم».
قال عامر: أتجعل لي الأمر بعدك إن أسلمت؟
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكن لك أعنة الخيل».
قال: أنا الآن في أعنة خيل نجد، أتجعل لي الوبر ولك المدر؟
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لا».
فلما قاما عنه قال عامر: أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «يمنعك الله عز وجل»([24]).
وفي حديث موله بن [كثيف] بن حمل: والله يا محمد، لأملأنها عليك خيلاً جُرداً ورجالاً مُرداً، ولأربطن بكل نخلة فرساً.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اكفني عامراً».
زاد قوله: «واهد قومه»([25]).
وفي رواية أخرى: أنه خيّر النبي «صلى الله عليه وآله» بين ثلاث أن يكون للنبي أهل السهل، ولعامر أهل المدر، او أن يكون له الأمر من بعده، أو يغزوه بألف أشقر وألف شقراء، فطعن في بيت امرأة من بنى سلول، فقال أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بنى فلان الخ..([26]).
قال ابن إسحاق: فلما خرجوا من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال عامر لأربد: ويلك يا أربد، أين ما كنت أمرتك به؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف عندي على نفسي منك، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبداً.
قال: لا أبا لك لا تعجل علي، والله ما هممت بالذي أمرتني به من أمره إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف؟([27]).
وفي رواية غير ابن إسحاق: إلا رأيت بيني وبينه سوراً من حديد.
وفي رواية: لما أردت أن أسل سيفي نظرت فإذا فحل من الإبل، فاغر فاه بين يدي يهوي إلي، فوالله لو سللته لخفت أن يبتلع رأسي.
وجمع: بأن تكرر الهمِّ صاحبه واحد من هذه الأمور([28]).
وفي حديث ابن عباس: فلما خرج أربد وعامر من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى إذا كان بحرّة واقم نزلا، فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، فقالا: إشخَصا يا عدوا الله عز وجل، لعنكما الله.
فقال عامر: من هذا يا أربد؟
قال: هذا أسيد بن الحضير، فخرجا([29]).
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: مكث رسول الله «صلى الله عليه وآله» يدعو على عامر بن الطفيل ثلاثين صباحاً: «اللهم اكفني عامر بن الطفيل بما شئت، وابعث عليه داء يقتله». حتى إذا كان بالرقم بعث الله تعالى على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه، فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول. فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول: يا بني عامر أغُدَّة كغُدَّة البكر في بيت امرأة من بني سلول؟([30]).
زاد ابن عباس: يرغب عن أن يموت في بيتها.
ثم ركب فرسه فأحضرها، وأخذ رمحه وأقبل يجول، فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتاً([31]).
قال ابن إسحاق: ثم خرج أصحابه حين واروه حتى قدموا أرض بني عامر شانِّين. فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا: ما وراءك يا أربد؟
قال: لا شيء، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله. فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يتبعه، فأرسل الله عز وجل عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.
وفي حديث ابن عباس: حتى إذا كان بالرقم أرسل الله تعالى عليه صاعقة فقتلته.
قال ابن عباس وابن إسحاق: وأنزل الله عز وجل في عامر وأربد: {اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} إلى قوله: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}([32])»([33]).
ونقول:
إن لنا هنا وقفات نوردها فيما يلي:

خوف ابن الطفيل من أربد:

إن عامر بن الطفيل يصرح بأنه كان يخاف من أربد خوفاً عظيماً، مع أنه صاحبه، والمتآمر معه على رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وصدق الله حيث يقول: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}([34]). وإذا كان عامر يخاف من أربد، فهل لا يخاف من علي بن أبي طالب «عليه السلام» قالع باب خيبر، إلا أن يقصد أنه يخاف من مكر أربد به. وإن كان ذلك خلاف ظاهر كلامه، حيث إنه إنما يتكلم عن شجاعة أربد لا عن مكره وغدره.

تاريخ هذه القضية:

قال في البداية: الظاهر: أن قصة عامر بن الطفيل متقدمة على الفتح، وإن كان ابن إسحاق والبيهقي قد ذكراها بعد الفتح([35]). وقد قدمنا طائفة من نصوصها المختلفة، وبعض ما يرتبط بها في غزوة بئر معونة، فراجع..
بل إن ذكر سعد بن معاذ فيها يدل على أن قدوم ابن الطفيل كان قبل سنة خمس، لأن سعداً استشهد في غزوة بني قريظة، وذلك ظاهر..

هل النبي فتى؟!:

قد يقال: إن عامر بن الطفيل وصف النبي «صلى الله عليه وآله» لأربد بن قيس بأنه فتى، مع أن عُمُرَ النبي «صلى الله عليه وآله» حينئذٍ كان أكثر من ستين سنة، والفتى في اللغة هو الشاب الحدث([36]).
ويمكن أن يجاب: أن كلمة «غلام» تطلق على الكهل، وعلى الشاب فهي من الأضداد([37]).
فكذلك كلمة «فتى»، فإنها وإن كان معناها الشاب الحدث، لكنها قد تستعار فتطلق على العبد حتى لو كان شيخاً([38]).

طموحات عامر بن الطفيل:

إننا نقرأ فيما تقدم: أن عامر بن الطفيل آلى على نفسه أن لا ينتهي حتى تتبع العرب عقبه، أفيتبع عقب هذا الفتى من قريش؟!
ونقول:
أولاً: لا ندري بماذا يريد عامر بن الطفيل أن يحمل العرب على أن يطأوا عقبه، ويكون هو الزعيم الأوحد لهم. هل يريد أن ينال هذا المقام بعلمه، ومن أين له العلم النافع وهو رجل أعرابي، وقد وصف الله الأعراب بقوله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}([39]).
أم باستقامته على جادة الحق، وبإيمانه وتقواه، والقرآن يقول: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً}.
أم بماله الكثير، الذي ينفقه على الناس. وهو أعرابي أيضاً لم يؤثر عنه جود أو كرم، ولم نقرأ اسمه في أسخياء العرب، كحاتم الطائي، وزيد الخيل، وقيس ابن سعد وغيرهم.. وهو أيضاً أعرابي ويقول الله تعالى عن الأعراب: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}([40])»([41]). فالأعراب يرون أن الإنفاق في الجهاد للدفاع عن أرواح الناس، وعن أعراضهم وأموالهم، وعن حرياتهم وكراماتهم، أو في سبيل الخير (يرون هذا الإنفاق) مغرماً وخسارة. وبلا فائدة ولا عائدة، فهل ينفقون أموالهم على الفقراء والمحتاجين؟! أم بجاهه العريض، وشهرته الواسعة، وهو لم يكن أشهر من غيره من زعماء العرب ورجالاتهم؟!
أم بسعيه إلى إثبات إخلاصه وحبه للناس، ونيل ثقتهم به، وهو أعرابي، والله تعالى يقول عن الأعراب: إن منهم مَنْ {يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}([42]).
أم بقوته، وبشجاعته.. وكأنه لم يسمع بما صنعه أمير المؤمنين «عليه السلام» بمشركي العرب، في بدر وأحد، وحنين وذات السلاسل، وسوى ذلك، وباليهود من بني النضير، وقينقاع، وقريظة، وخيبر..
وهل من المعقول: أنه لم يبلغه اقتلاع علي «عليه السلام» لباب خيبر.. وغير ذلك مما لا يجهله أحد؟!
وماذا يصنع ابن الطفيل بفرسان العرب، وصناديدها، وفيهم الكثير من الرجال الأشداء، الذين يواجهون الأهوال، ويركبون المخاطر؟!
أم بميزاته وخصائصه الإنسانية وهو الذي يمارس الغدر حتى في نفس هذا المقام، فيتآمر مع أربد بن قيس على قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، في حين أنه يواجه خُلق النبوة العظيم، والنبي الكريم، والكرم الهاشمي، والعلم الإلهي، وكل الخصال الحميدة، والمزايا الفريدة في شخص من يريد الغدر به وقتله، وهو رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ثانياً: إن عامر بن الطفيل يصرح للناس بما يدل على شدة أنانيته، وغروره وعنجهيته، واحتقاره للناس، وأنه لا ينطلق في مواقفه من أخلاق ومبادئ وقيم، فإنه يتجاهر بقوله: إنه يريد أن يجعل الناس يطأون عقبه، ويكونون في خدمته، وتحت زعامته.
وفي مقابل ذلك نلاحظ: أن الرسول «صلى الله عليه وآله» رغم كل تضحياته في سبيل الأمة يقول لهم: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}([43]).
ورغم شدة العرب عليه «صلى الله عليه وآله» كان يذوب رقة وحناناً، وأسفاً عليهم، حتى إن الله سبحانه يقول له: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}([44]).
ويقول: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}([45]).
ومعنى باخع نفسك: قاتل نفسك.

توقعات ابن الطفيل للمستقبل:

وقد توقع عامر بن الطفيل أن يقتل النبي «صلى الله عليه وآله»، ثم يرضى الناس بديته، لأنهم يكرهون الحرب. ولم يحسب أي حساب لغضب أهل الإيمان، ونخوتهم، وشدة محبتهم لنبيهم، ولا سيما علي «عليه السلام» قالع باب خيبر، وفاتح حصونها، وقاتل عمرو بن عبد ود، وهازم الأحزاب، ومذل المشركين في بدر وأحد، وحنين وسواها. فهل سيتركه علي «عليه السلام»، وهو الذي فدى النبي «صلى الله عليه وآله» بنفسه ليلة الهجرة، ويدعه يرجع الى بلده سالماً غانماً؟
وهل سيترك الأنصار وسائر أهل المدينة نبيهم يقتل، ثم يرضون بديته.. وهم يرتبطون به برباط الإيمان، ويرون أنفسهم ملزمين بالإنتقام من قتلة الأنبياء، والأوصياء..
وإذا استطاع أن يقتل النبي «صلى الله عليه وآله»، فهل سيرضى العرب المسلمون بابن الطفيل رئيساً لهم، وهل؟ وهل؟ الخ..

النبي يرفض خلة ابن الطفيل:

وقد طلب عامر بن الطفيل من النبي «صلى الله عليه وآله» بأن يتخذه خليلاً، وقد رفض النبي «صلى الله عليه وآله» طلبه هذا، إلا أن يسلم، فإن آمن بالله وحده لا شريك، فإنه سيفعل ذلك، فأصرَّ عامر على النبي «صلى الله عليه وآله» بذلك، فأصر «صلى الله عليه وآله» على الرفض إلا إذا أسلم عامر.
فلو أن عامراً أسلم لفاز بخُلَّة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما فاز بها سعد بن معاذ([46]) من قبل.. وزعموا ذلك لعثمان بن عفان أيضاً([47]).
وهذا يضع علامة استفهام كبيرة حول حديث: لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً([48])، من حيث إنه يوجب اتهام أبي بكر بالكفر ـ والعياذ بالله ـ إذ لو كان مسلماً لكان النبي «صلى الله عليه وآله» قبل خلته..
وببيان أكثر تفصيلاً نقول:
إن حديث عامر يدل على أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يتخذ المشرك خليلاً، ولا يلزم من هذا أن يكون كل من لم يتخذه النبي «صلى الله عليه وآله» خليلاً مشركاً، فقد لا يقبل «صلى الله عليه وآله» خلّة مسلم لمانع آخر فيه..
لكن هؤلاء يقولون: إن أبا بكر خير من عامر في سائر صفاته ما عدا الإيمان، فينبغي أن لا يكون فيه مانع آخر عن قبول خلته غير الشرك، ومع ذلك فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يتخذه خليلاً.
وهذا يعني أن النبي «صلى الله عليه وآله» يكون أمام خيارين:
الأول: أن لا يتخذ خليلاً أصلاً، كما قال في حديث أبي بكر، فيرد سؤال: لماذا إذن قال «صلى الله عليه وآله» لعامر: إنه يتخذه خليلاً إذا آمن بالله وحده؟!
الثاني: أن يتخذ خليلاً إذا انتفت الموانع، وأبرزها الشرك، فير سؤال أيضاً وهو: لماذا قال «صلى الله عليه وآله»: لو كنت متخذاً الخ.. فقرر أنه لم يتخذ أبا بكر ولا غيره خليلاً مع أن أبا بكر خير من عامر عند هؤلاء؟!
وخلاصة الأمر إننا نقول:
إن حديث «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر» مكذوب كما قدمناه في أوائل هذا الكتاب، فراجع حديث المؤاخاة في فصل: «أعمال تأسيسية في مطلع الهجرة».
ولعلهم أرادوا به تكذيب حديث خلة النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»، وتعويض أبي بكر عما لحقه بسبب ذلك. فوضعوا حديث: لو كنت متخذاً خليلاً الخ..
وعن حديث خلة علي «عليه السلام» نقول:
1 ـ أخرج عبد الكريم بن أحمد الرافعي القزويني عن أبي ذر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: لكل نبي خليل، وإن خليلي وأخي علي([49]).
2 ـ روى ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن الإمام الباقر، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب «عليهم السلام»؛ قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي، وخليل الله وخليلي، وحجة الله وحجتي الخ..([50]).

يذكر ابن حضير دون ابن معاذ:

والذي يثير الإنتباه أيضاً: أن الرواية التي ذكرت لحوق سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير لعامر بن الطفيل وأربد من قيس، حيث طردوه ولعنوه.. تقول: أن عامراً سأل عن الرجلين، فأجابه أربد بقوله: هذا أسيد بن الحضير، ولم يذكر سعد بن معاذ..
وذلك يشير إلى أن ثمة رغبة في إعزاز أسيد بن حضير لإيفائه بعض حقه، لأنه ساعد أبا بكر في سعيه للخلافة، وكان إلى جانبه في سقيفة بني ساعدة، ولديه قرابة.. حتى لو كان هذا الإعزاز على حساب شهيد اهتز العرش لموته ألا وهو سعد بن معاذ رحمة الله تعالى..

الأمر ليس لك ولا لقومك:

وقد أجاب النبي «صلى الله عليه وآله» عامر بن الطفيل حين طلب منه أن يجعل له الأمر من بعده: «ليس ذلك لك ولا لقومك».
فلو كان أمر الخلافة بيد البشر، فلماذا يطلبه عامر من رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وقد يقال: لعل عامراً قد توهم أن الأمر في الإسلام يشبه ما عرفه من أمر الجاهلية، حيث كانت السلطة تنتقل من السابق إلى اللاحق باختيار السابق له، وجعل الأمر إليه.. ولم يعلم أن الإسلام قد أرجع الأمر إلى الناس وجعله شورى بينهم.
ويجاب: بأنه لو صح لكان يجب على النبي «صلى الله عليه وآله» أن يرجعه إلى الصواب، ويعلمه ما جهله، ويقول له: «إن الأمر ليس لي، فإن رضوا بك واختاروك، فلا مانع لدي»..
ولكنه «صلى الله عليه وآله» قد آيسه منها وأعلن أنه لا حق له ولا لقومه، ولو أنه «صلى الله عليه وآله» اكتفي بالإخبار عن عامر ولم يذكر قومه لأمكن أن يقال: لعله لمعرفته بأنه سوف يموت على الكفر، ولن يصل إلى شيء..
ولكنه حين أضاف إليه قومه، فإن التصريح بحرمانهم كعامر من هذا الأمر يدل على أن الأمر لم يكن بيد رسول الله «صلى الله عليه وآله» أيضاً فضلاً عن أن يكون بيد الناس، وأن الأمر لله تعالى يضعه حيث يشاء، كما قال «صلى الله عليه وآله» لبني عامر بن صعصعة حين عرض عليهم دعوته في مكة، وشرطوا عليه أن يكون لهم من بعده.

غضب ابن الطفيل وتهديده:

ولا يفاجئنا توعد عامر بن الطفيل للنبي «صلى الله عليه وآله» بأن يملأها عليه خيلاً ورجالاً. فإن هذا الرجل المحب للدنيا والمغرور بنفسه، والذي بلغ غروره حداً جعله يطلب من رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثمناً لإسلامه، وهو: أن يجعله خليفته من بعده، وأن يكون للنبي «صلى الله عليه وآله» المدر وله الوبر.
ومع أنه يرى بأم عينيه كيف أنه «صلى الله عليه وآله» هزم قريشاً، ومشركي العرب، وهزم اليهود أيضاً، وواجه قيصر الروم، ودخلت البلاد والعباد في دينه.
نعم، إنه مع ذلك يتهدد النبي «صلى الله عليه وآله» بأنه سوف يملأ الأرض عليه خيلاً ورجالاً، والذي قاده إلى ذلك كله هو غروره وحمقه ولا شيء أكثر من ذلك. ولكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يجبه على تهديده باستعراض قوته، ولا بتعداد انتصاراته، بل أوكل الأمر إلى الله سبحانه، لكي يفهمه: أن الله أيضاً معه، ومن ينصره الله فلا غالب له.

الموت الذليل:

وقد جاء الرد الإلهي ليقول لابن الطفيل، وكل من يجاريه في تفكيره وفي تصوراته ليقول لهم: إن هذا الغرور الذي أوصل عامراً إلى موقع البغي والطغيان سوف يثمر لأهله مهانة وذلاً، يكابد آلامه، ويواجهه خزيه في لحظات يرى نفسه عاجزاً عن المواجهة. فإن الخيل والرجال، وامتلاك أعنة خيل أهل نجد لا تدفع عنه الغدة التي ظهرت في عنقه، ولا تجديه في دفع الموت الذليل عنه، حيث مات في بيت سلولية.
وقد عبر هو نفسه عن مرارته البالغة من هذا الواقع الذي أوصله إليه غروره وطغيانه وجحوده.
«فجعل يمس قرحته في حلقه، ويقول: يا بني عامر، أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول»؟!.

الجحود رغم ظهور الآيات:

وقد تقدم: أن أربد بن قيس لم يستطع أن يسل سيفه لقتل رسول الله «صلى الله عليه وآله». وحين عاتبه عامر بن الطفيل على عدم تنفيذ ما اتفقا عليه أخبره بالأمر.. ولكن ذلك لم ينفع في بخوع عامر أو أربد للحق، وقبولهما الإيمان.. بل بقي عامر يفاوض ويصر على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليحصل على عوضٍٍ عن إيمانه.. وكأنه يحسب أن إيمانه يمثل خسارة شيء عظيم، يوازي خلافة النبوة، أو على الأقل الأمارة على جميع الوبر.
أما أربد بن قيس، فلم يكن موقفه أفضل من موقف عامر، فهو ليس فقط قد وافق عامراً على موقفه، وإنما زاد عليه: أنه أخبر قومه أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» دعاه لعبادة من يتمنى لو أنه عنده حتى يرميه بنبله حتى يقتله. وهذا غاية في الجرأة على مقام العزة الإلهية، فاستحق أن يرميه الله تعالى بالصواعق، وله في الآخرة عذاب أليم.



([1]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص307 وراجع: مكاتيب الرسول ج2 ص469 عن المصادر التالية: السيرة الحلبية ج3 ص259 والسيرة النبوية لزيني دحلان (بهامش الحلبية) ج2 ص176 و ج3 ص31 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص267 وفي (ط أخرى) ص243 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص395 وفي (ط أخرى) ج3 ص140 وأسد الغابة ج4 ص390 في ترجمة معبد بن أكثم وج2 ص281 في رفاعة بن زيد و ص190 في رومان بن بعجة الجذامي، وإعلام السائلين ص39 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص45 وصبح الأعشى ج6 ص382 و ج13 ص323 ورسـالات نبـويـة ص150 والإصابـة ج3 = = ص441 في معبد بن فلان الجذامي وج1 ص521 و 522 في رومان، ومجمع الزوائد ج5 ص309 وقال: رواه الطبراني متصلاً هكذا ومنقطعاً مختصراً عن ابن إسحاق، وحياة الصحابة ج1 ص124 عن الطبراني، والمغازي لابن إسحاق، والمغازي للواقدي ج2 ص557 والمعجم الكبير للطبراني ج5 ص46 ونشأة الدولة الإسلامية ص335 ومجموعة الوثائق السياسية ص280/175 عن جمع ممن تقدم وعن منشئات السلاطين لفريدون بك ج1 ص35، ووسيلة المتعبدين ج8 ورقة31 ـ ب وقال: انظر اشپرنكر ج3 ص279. وراجع: المصباح المضيء ج1 269 وج2 ص322 وأشار إليه في الكامل ج2 ص207 والعبر وديوان المبتدأ لابن خلدون ج2 ص837 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص505 والبحار ج20 ص374 و 375 والبداية والنهاية ج5 ص218 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ق2 ص67 و 83 وج7 ق2 ص148 وتاريخ الخميس ج2 ص9 والمنتظم ج3 ص258.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص307 عن ابن سعد والطبراني، وقال في هامشه: أخرجه ابن سعد في الطبقات ج2 ص117، وذكره الهيثمي في المجمع ج5 ص312 وعزا ه للطبراني.
وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص285 و 260 ومكاتيب الرسول ج2 ص472 عن المصادر التالية: تاريخ الأمم والملوك ج3 ص140 وما بعدها، = =  والبداية والنهاية ج5 ص218 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ق1 ص65 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص60 والسيرة الحلبية ج3 ص202 والبحار ج20 ص374 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص260 وتاريخ الخميس ج2 ص10 والكامل في التاريخ ج2 ص207 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج2 ص176 والمنتظم ج3 ص258.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص262 وص336 عن الطبراني بسند ضعيف، في هامشه قال: أخرجه الطبراني ج12 ص222 وذكره الهيثمي في المجمع ج10 ص50. وراجع: شرح المواهب اللدنية ج5 ص185، والمعجم الأوسط للطبراني ج7 ص47، والمعجم الكبير للطبراني ج12 ص172، وكنز العمال ج12 ص58، والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص338، والسيرة الحلبية ج3 ص262.
([4]) شرح المواهب اللدنية ج5 ص183 و 184 عن الطبراني وعن الأغاني من طريق الكلبي، والإصابة ج2 ص226.
([5]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص336 و 337 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص184 و 185 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج2 ص232 و 234 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص11 ـ 15 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص237 فما بعدها، ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص360 فما بعدها، وكتاب الأم ج1 ص189، و حلية الأبرار للبحراني ج1 ص309، وكتاب المسند للإمام الشافعي ص280، ومسند احمد ج2 ص243، وصحيح البخاري ج3 ص235 وج5 ص123 وج7 ص165، وصحيح مسلم ج7 ص180، وفتح الباري ج6 ص77 وج11 ص120، وعمدة القاري ج14 ص207 وج18 ص34 وج23 ص19، وتحفة الأحوذي ج2 ص172، ومسند الحميدي ج2 ص453، ومسند ابن راهويه ج1 ص19، والأدب المفرد للبخاري ص134، وصحيح = = ابن حبان ج3 ص259، والمعجم الكبير للطبراني ج8 ص326، وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص12، وأسد الغابة ج3 ص55، وسير أعلام النبلاء ج1 ص344، والإصابة ج3 ص423، والبداية والنهاية لابن كثير ج3 ص124.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج2 ص418 وج6 ص337 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص185 و 186، والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص239، وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص12، وأسد الغابة ج3 ص55، والبداية والنهاية لابن كثير ج3 ص124، والسيرة النبوية للحميري ج1 ص258، وعيون الأثر ج1 ص185، والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص75، والسيرة الحلبية ج2 ص70.
([7]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص185.
([8]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص185 عن البخاري في التاريخ، وابن خزيمة، والطحاوي، والبيهقي، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص137.
([9]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص185، ومسند أبي داود الطيالسي ص338.
([10]) الإصابة ج2 ص226.
([11]) الإصابة ج2 ص226.
([12]) راجع: البحار ج19 ص9 وإعلام الورى ص57 عن علي بن إبراهيم.
([13]) الآية 10 من سورة الممتحنة.
([14]) الدر المنثور ج6 ص205 و 207 عن البخاري، وعن ابن مردويه، ونيل الأوطار ج8 ص187، ومسند احمد ج4 ص331، وصحيح البخاري ج3 ص182، والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص220، وعمدة القاري ج14 ص5، والمصنف للصنعاني ج5 ص340، والمعجم الكبير للطبراني ج20 ص14، وجامع البيان لابن جرير الطبري ج26 ص130 وج28 ص91، والدر المنثور ج6 ص205، وفتح القدير للشوكاني ج5 ص217، وتاريخ مدينة دمشق ج57 ص230، وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص372، والبداية والنهاية لابن كثير ج4 ص201، وإمتاع الأسماع ج9 ص13، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص335.
([15]) تهذيب تاريخ دمشق ج25 ص12 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص237.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص411 عن أحمد، والطبراني، والبيهقي، وأبي نعيم، وفي هامشه عن مسند أحمد ج5 ص455، وراجع: الآحاد والمثاني للضحاك ج2 ص342، وصحيح ابن حبان ج14 ص462، وموارد الظمآن للهيثمي ج7 ص52.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص411 وفي هامشه عن: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص38 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص178 و 179 ومسند أحمد ج4 ص55.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص411 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص38.
([19]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص411 و 412، والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص292، والإصابة ج2 ص238، وأعيان الشيعة ج1 ص240.
([20]) الآية 101 من سورة التوبة.
([21])  راجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص273 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى ج1 ص306.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص361 عن ابن المنذر وج10 ص260، وابن أبي حاتم، وأبي نعيم، وابن مردويه، والبيهقي، والحاكم، وابن إسحاق، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص130 و 131، وقرب الاسناد ص321، والبحار ج17 ص228 وج21 ص365، وراجع: حلية الأبرار للبحراني ج1 ص114، والدرر لابن عبد البر ص253، وتاريخ الطبري ج2 ص398، والكامل في التاريخ ج2 ص299، وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص679، والوافي بالوفيات ج8 ص216، والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص68، وإمتاع الأسماع ج2 ص100 وج12 ص94، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص992، وإعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص250، وعيون الأثر ج2 ص277، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص109، والسيرة الحلبية ج3 ص246.
([23]) أي: إجعلني خليلاً.
([24]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص361 وج10 ص260، وقال في هامشه: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ج5 ص319، وذكره ابن كثير في البداية ج5 ص57، والهيثمي في المجمع ج7 ص44، وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، والبحار ج21 ص365، وتاريخ الطبري ج2 ص398، وإمتاع الأسماع ج2 ص100 وج12 ص94، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص991، وإعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص250، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص277، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص109، والسيرة الحلبية ج3 ص246.
وراجع: المواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص131، والدر المنثور ج4 ص46 عن الطبراني في الكبير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم في دلائل النبوة.
([25]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص361 و 362 وفي هامشه عن دلائل النبوة ج5 ص321 والمعجم الكبير ج6 ص155 ومجمع الزوائد ج6 ص26 والبداية والنهاية ج5 ص75 وراجع: شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص131، والدر المنثور ج4 ص46 عن الطبراني في الكبير، وابن المنذر، وأبي نعيم في دلائل النبوة، وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص679، وإمتاع الأسماع ج12 ص96، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص110.
([26]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص132 عن البخاري وعن البيهقي في الدلائل، والدرر لابن عبد البر ص254، وتاريخ الطبري ج2 ص398، والوافي بالوفيات ج16 ص330، والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص68، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص992، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص110، وسبل الهدى والرشاد ج6 ص362، وخزانة الأدب للبغدادي ج3 ص81.
([27]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص362 وج10 ص260، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص131، والبحار ج21 ص365، وتاريخ الطبري ج2 ص398، والكامل في التاريخ ج2 ص299، وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص679، والوافي بالوفيات ج8 ص217، والبداية والنهاية ج5 ص68، وإمتاع الأسماع ج2 ص100 وج12 ص95، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص992، وإعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص250، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص278، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص110، والسيرة الحلبية ج3 ص247، وخزانة الأدب ج3 ص80.
([28]) المواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص131 عن الروض الأنف.
([29]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص362 والدر المنثور ج4 ص46، والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص71.
([30]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص362 وج10 ص260، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص131، والبحار ج21 ص365، وتاريخ الطبري ج2 ص398، والكامل في التاريخ ج2 ص299، وتاريخ الإسلام للـذهبي ج2 ص679، = = والوافي بالوفيات ج8 ص217، والبداية والنهاية ج5 ص68، وإمتاع الأسماع ج2 ص100 وج12 ص95، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص992، وإعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص250، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص278، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص110، والسيرة الحلبية ج3 ص247، وخزانة الأدب ج3 ص80.
([31]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص361 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص132، والبداية والنهاية ج5 ص69، وإمتاع الأسماع ج12 ص96، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص110، والسيرة الحلبية ج3 ص248.
([32]) الآيات 8 ـ 13 من سورة الرعد.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص363 و 364 وفي هامشه عن: مجمع الزوائد ج10 ص54 عن الطبراني في الكبير والأوسط، وأبي يعلى، والدر المنثور ج4 ص46 عن الطبراني في الكبير، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي نعيم في دلائل النبوة.
([34]) الآية 140 من سورة الحشر.
([35]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص364 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص130.
([36]) راجع: أقرب الموارد ج2 ص902.
([37]) المصدر السابق.
([38]) راجع: أقرب الموارد ج2 مادة «فتى».
([39]) الآية 97 من سورة التوبة.
([40]) الآية 98 من سورة التوبة.
([41]) أقرب الموارد ج2 ص884.
([42]) الآية 99 من سورة التوبة.
([43]) الآية 23 من سورة الشورى.
([44]) الآية 8 من سورة فاطر.
([45]) الآية 6 من سورة الكهف.
([46]) الغدير ج9 ص347 وكنز العمال ج11 ص720 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج5 ص231.
([47]) تاريخ بغداد ج6 ص321 والغدير ج9 ص346 و 347. وفيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج5 ص368.
([48]) المصنف للصنعاني ج10 عن ابن الزبير، وفي هامشه عن سعيد بن منصور، والغدير ج9 ص347 عن صحيح البخاري ج5 ص243 باب المناقب، وباب الهجرة ج6 ص44، والطب النبوي لابن القيم ص207، والمحلى ج1 ص35 وج9 ص287، ومسند احمد ج1 ص359 و408 و412 و434 و437 و439 و455 و463، وسنن الدارمي ج2 ص353، وصحيح البخاري ج4 ص191، وصحيح مسلم ج7 ص108، والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص246، وفتح الباري ج3 ص47، وعمدة القاري ج4 ص244، ومسند أبي داود الطيالسي ص39، والمصنف ج10 ص263، ومسند ابن راهويه ج1 ص41، وكتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم ص563، وغيرها كثير فراجع.
([49]) إحقاق الحق (الملحقات) ج40 ص223 عن مفتاح النجا للبدخشي (مخطوط)، وكنز العمال ج11 ص634، وسبل الهدى والرشاد ج11 ص250.
([50]) إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص297 عن مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي، والأمالي للشيخ الصدوق ص271، ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص34، وكنز الفوائد للكراجكي ص185، والعقد النضيد والدر الفريد للقمي ص148، والصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج2 ص34، والبحار ج26 ص263 وج38 ص137 و151، وبشارة المصطفى للطبري ص60، ونهج الإيمان لابن جبر ص217.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page