• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثالث: وفادة الملوك سنة تسع ووفد همدان

ملوك حمير قبل الإسلام:

كان ملوك حمير يعتنقون اليهودية، وهم الذين قتلوا نصارى نجران قتلاً ذريعاً، فتسلط الأحباش عليهم، وذهب ملكهم([1])، إلا عبد كلال، فإنه آمن بعيسى «عليه السلام»، وبالنبي محمد «صلى الله عليه وآله» قبل مبعثه([2]).

النبي وملوك حمير:

وكانت عساكر المسلمين تضرب في كل وجه يدعون إلى الله سبحانه، وإلى الإسلام، فمن آمن يكون له ما للمسلم، ومن كفر جوزي بعمله، فعندئذٍ وفدت قبائل العرب على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لكي يأمنوا العساكر المتفرقة في مخاليف اليمن([3]).
وذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» بعث مهاجر بن أبي أمية إلى ملوك حمير([4]).
وقال بعضهم([5]): بعث الأقرع بن عبد الله الحميري إلى عمير ذي مران، وزاد في الإصابة ذي رود. وبعث إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن، وفهد، والبسي، والبحيري، وربيعة، وهجر، وعبد كلال، وغيرهم([6]).
وبعث خالد بن الوليد إلى همدان، فبقي فيهم ستة أشهر، فلم يجيبوه، ثم أرسل علياً «عليه السلام» فأسلمت على يديه همدان كلها في يوم واحد، حسبما تقدم.
والذي يظهر بعد التتبع أنه «صلى الله عليه وآله» كتب في سنة تسع كتباً، وأرسل رسلاً إلى جميع أذواء اليمن وأقيالها، وبعث دعاته إلى تلك البلاد: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد (لا ابن رواحة([7])، فإنه استشهد في مؤتة سنة ثمان) وأبا موسى الأشعري، ومالك بن عبادة (مرارة)، وعتبة بن نيار، ليفقّهوا الناس، ويعلموهم معالم الإسلام، فأجابوا إلى الإسلام، ووفدت إليه وفودهم، وكتب لكل الوافدين كتباً، وأمنهم على دورهم، وزروعهم وأموالهم وأنفسهم.
وممن كتب إليهم ابنا عبد كلال، وهم: مسروح، ونعيم.
وزاد ابن سعد وابن الأثير: الحارث.
وعند الهمداني في الإنساب: كتب إلى الحارث وأخيه نعيم([8]).
ومن أبناء عبد كلال أيضاً: أيفع، وعريب، وشرحبيل، وكان الملك منهم يومئذٍ الحارث وعريب([9]).

كتابه إلى ملوك حمير، وأذواء اليمن:

ونصوص الكتب التي يقال: إنه «صلى الله عليه وآله» أرسلها إلى أهل اليمن متعددة، ومنها: نص الكتاب الذي أرسله «صلى الله عليه وآله» إلى أبناء عبد كلال، وغيرهم، وهو كما يلي:
«سلم أنتم، ما آمنتم بالله ورسوله، وأن الله وحده لا شريك له، بعث موسى بآياته، وخلق عيسى بكلماته. قالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: الله ثالث ثلاثة، عيسى ابن الله»([10]).
ومن الواضح: أن أهل اليمن الذين كان كثير منهم على دين اليهودية، وبعض منهم كان على دين النصرانية.. فهذا الكتاب قد لاحظ ذلك، فتعرض لمزاعم اليهود والنصارى، وأعلن بطلانها.
قال ابن سعد: بعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وقال: إذا أصبت أرضهم، فلا تدخل ليلاً حتى تصبح، ثم تطهَّر، فأحسن طهورك، وصل ركعتين، وسل الله النجاح والقبول، واستعد لذلك. وخذ كتابي بيمينك، وادفعه بيمينك في أيمانهم، فإنهم قابلون.
واقرأ عليهم: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}([11])، فإذا فرغت منها فقل: آمن محمد، وأنا أول المؤمنين. فلن تأتيك حجة إلا دُحضت، ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره.
وهم قارئون عليك، فإذا رطنوا، فقل: ترجموا.
قل: حسبي الله {آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ}([12]) فإذا أسلموا فسلهم تصبهم الخ..([13]).
فلما وصلت كتبه «صلى الله عليه وآله» أسلم أبناء عبد كلال، وزرعة بن سيف بن ذي بزن، وعمير ذو مران، والنعمان قَيْل ذي رعين، ومعافر، وكتبوا بإسلامهم، وأرسلوا الكتاب مع وافدهم مالك. فأتى المدينة مع وفد همدان، مالك بن نمط وغيره، فلقوا النبي «صلى الله عليه وآله» مقدمه من تبوك، فأخبروه بإسلامهم وكتابهم، فأكرم رسولهم([14]).

من هو وافد حمير:

وكان وافد ملوك حمير: مالك بن مرارة([15]).
وقيل: هو الحارث بن عبد كلال، وأنه حين قدم اعتنقه النبي «صلى الله عليه وآله» وأفرشه رداءه، وقال قبل أن يدخل عليه: «يدخل عليكم من هذا الفج رجل كريم الجدين، صبيح الخدين فكأنه..»([16]).
وأضافوا إلى الوافدين أيضاً: نعيم بن عبد كلال، والنعمان قَيْلُ ذي رعين، ومعافر وهمدان([17]). ولعل ذلك غير دقيق، فإن هؤلاء هم ملوكهم ـ على الظاهر([18]) ـ وكان النعمان من الأقيال، ومن البعيد أن يكون الملك هو الرسول، فلعلهم وفدوا على النبي «صلى الله عليه وآله» وفادة الملوك.
وقال ابن حجر عن الحارث: تظافرت الروايات أنه أرسل بإسلامه، وأقام باليمن([19]).
ويدل على ذلك أيضاً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كتب في كتابهم: «من محمد النبي إلى الحارث بن عبد كلال. ولو كان هو الوافد لكان الكتاب له لا إليه»([20]).
وصرح ابن الأثير: بأن مالك بن مرارة الرهاوي قدم على النبي «صلى الله عليه وآله» بكتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك، بإسلام الحارث بن عبد كلال([21]).
أي أن ملوك حمير كتبوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» يخبرونه بإسلام الحارث الذي كان ملكهم.

كتاب النبي لأهل اليمن:

ومهما يكن من أمر، فقد روى ابن سعد عن رجل من حمير، أدرك رسول الله «صلى الله عليه وآله» ووفد عليه قال: قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» مالك بن مرارة الرهاوي رسول ملوك حمير بكتابهم (وإسلامهم)، وهم: الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين، ومعافر وهمدان، وذلك في شهر رمضان سنة تسع([22]).
وقال ابن إسحاق: مقدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من تبوك.
فأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بلالاً أن ينزله ويكرمه ويضيفه. وكتب إليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»:
«أما بعد.. فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد.. فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم، فبلغ ما أرسلتم به، وخبّر عما قبلكم، وأنبأنا بإسلامكم، وقتلكم المشركين، فإن الله تبارك وتعالى قد هداكم بهداه، إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأعطيتم من المغنم خمس الله، وخمس نبيه وصُفِيِّه، وما كتب على المؤمنين من الصدقة، من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء، وعلى ما سقى الغرب نصف العشر. إن في الإبل الأربعين ابنة لبون، وفي ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر، وفي كل خمس من الإبل شاة، وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل أربعين من البقر بقرة، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع، جذع أو جذعة، وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة، وإنها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصدقة، فمن زاد خيراً فهو خير له، ومن أدى ذلك، وأشهد على إسلامه، وظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين، له ما لهم، وعليه ما عليهم، وله ذمة الله وذمة رسوله.
وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني فإنه من المؤمنين، له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يرد عنها، وعليه الجزية على كل حالم ـ ذكر أو أنثى، حر أو عبد ـ دينار واف من قيمة المعافر، أو عوضه ثياباً. فمن أدى ذلك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فإن له ذمة الله وذمة رسوله، ومن منعه فإنه عدو لله ولرسوله.
أما بعد.. فإن رسول الله محمداً أرسل إلى زرعة ذي يزن أن إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيراً: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر، ومالك بن مرارة، وأصحابهم. وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخاليفكم، وأبلغوها رسلي، وأن أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبن إلا راضياً.
أما بعد.. فإن محمداً يشهد ألا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله، ثم إن مالك بن مرارة الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت من أول حمير، وقتلت المشركين، فأبشر بخير، وآمرك بحمير خيراً، ولا تخونوا، ولا تخاذلوا، فإن رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو مولى غنيكم وفقيركم، وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته، إنما هي زكاة يتزكى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل، وإن مالكاً قد بلغ الخبر، وحفظ الغيب، وآمركم به خيراً، وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي، وأولي دينهم، وأولي علمهم، وآمركم بهم خيراً، فإنهم منظور إليهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»([23]).
وقد أرسل الكتاب إليهم مع عمرو بن حزم.
وهناك كتاب آخر أرسله لزرعة بن ذي يزن، وكتاب ثالث لأهل اليمن([24]) أرسله مع معاذ، يشبهان هذا الكتاب، فراجع وقارن في المصادر الآتية([25]).
ونقول:
إنه عدا عن أن بعض النصوص لهذا الكتاب تخالف ما ثبت عن أئمة أهل البيت المعصومين «عليهم السلام»([26]) فإننا نشير إلى ما يلي:

تكرار كلمة «أما بعد»:

بالنسبة لهذا الكتاب الأخير نلاحظ: أن كلمة «أما بعد» قد تكررت فيه أربع مرات، بالإضافة إلى تكرار فقرات ومطالب أخرى، مثل الحديث عن الصدقة مرتين، كما أن الإشارة إلى الأشخاص قد تكررت أيضاً.
وهو أمر غير مألوف في الرسائل، فقد يثير هذا احتمال أن تكون رسائل مختلفة أرسلت لعدة فئات أو جهات أو أشخاص في اليمن، فمزجها الرواة عمداً وسهواً. وقد ظهر نتيجة لذلك ضعف في التركيب، وتفكك وعدم انسجام، فهو تارة يكلمهم بصيغة الجمع، وأخرى بصيغة المفرد.

الإعلان والإشهاد على الإسلام:

وقد ذكر في الكتاب: أن من أدى زكاة ماله، وأشهد على إسلامه، وظاهر المسلمين على المشركين فهو من المؤمنين..
ولعل المقصود بالإشهاد على الإسلام هو: إشهار إسلامه وإعلانه حتى لا يتعرض لمعرة جيوش المسلمين، فإنه إذا تكتم على ذلك، وستره، وكانت المنطقة في أجواء حرب وقتال، فقد يظن به من لا يعرفه الكفر والشرك، وأنه محارب فيوقعون به.

الإيمان قول وعمل:

قد ذكر في الكتاب: أن هدايتهم متوقفة على إصلاحهم، وطاعتهم لله ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإعطاء الحق الشرعي من المغانم..
وهذا يدل على: أن الإقرار باللسان لا يوجب نجاتهم من العذاب، ولا أمنهم من القتل، بل لا بد أن يعملوا بالمذكورات. كما أن من يعمل بها فله ذمة الله ورسوله، أي أن من لم يعمل فليس له ذلك..

قتال المشركين دون غيرهم:

ثم إنه «صلى الله عليه وآله» قد شرط عليهم قتل المشركين، وعدم الإكتفاء بقطع الصلة معهم..
ولعل المراد: أن لا يتحرجوا من قتلهم حين وقوع الواقعة بين المسلمين والمشركين.
ومن المعلوم: أنه لا يقبل من المشركين إلا الإسلام أو الحرب، ويخيِّر اليهود والنصارى، بين الجزية، والإسلام، والحرب. ربما لأن الشرك يتناقض مع التوحيد، أما اليهودية والنصرانية فليستا بهذه المثابة، فلأجل ذلك لا يجبر النصارى واليهود على ترك دينهم، إذا أعطوا الجزية، وقد تحدثنا عن ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب..

من يأخذ الصدقات من الناس؟!:

وقد ذكر الكتاب المتقدم: أن زرعة، وسائر ملوك حمير، وهمدان، وغيرهم، هم الذين يجمعون صدقاتهم. ويأخذون الجزية ممن لم يسلم من اليهود والنصارى من قومهم، ثم يسلمونها إلى مبعوثي رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
وهذا غاية في الإرفاق بهم، ورعاية حالهم، فإن بعضهم أعرف بأحوال بعض من غيرهم، وبذلك يتحقق الإجراء الصحيح لما هو مطلوب، ويطمئن قومهم إلى إجراء سنة العدل فيهم.

رسول الله مولى غنيكم وفقيركم:

وبعد أن أمرهم في الكتاب بأن لا يخونوا ولا يتخاذلوا، علل لهم ذلك بقوله: «فإن رسول الله مولى غنيكم وفقيركم»، فلا يشعر الفقير بأن ثمة استقواءً عليه، واستغلالاً لحاله، فيؤخذ بما لا يؤخذ به غيره، وتفرض عليه قرارات لا تفرض على الغني، ولا تطلب منه..
فإن النبي «صلى الله عليه وآله» يطلب ما يطلبه ويفرض ما يفرضه على الجميع، من دون استثناء، لأنه ولي الغني والفقير، والكبير والصغير..

إنما هي زكاة يتزكى بها:

ويلاحظ: أن الكتاب يقول عن الزكاة: «إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهله، إنما هي زكاة يتزكى بها على فقراء المؤمنين، وأبناء السبيل».
فقد تضمنت هذه الفقرة الإشارة إلى أمور عديدة، فقد عبَّرت بكلمة «المؤمنين»، دون كلمة المسلمين، ربما لتؤكد: أن مجرد إظهار الإسلام لا يكفي، بل لا بد من الإيمان بمعناه الصحيح، الذي هو قول وقبول والتزام قلبي وعملي بكل ما جاء به رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ثم إن الزكاة تطهير للنفوس، وتنمية لها، من خلال إبعادها الإنسان المؤمن عن التعلق بالمال وحب الدنيا، وإيجابها القرب من الله تعالى، وهي تدفع إلى الإيثار، وإلى الشعور بحوائج المؤمنين..

وصية النبي لرسوله:

وقد تقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» أوصى لرسوله عياش بن أبي ربيعة بأن لا يدخل على من يبعثه إليهم، وأن يتوضأ قبل دخوله عليهم، ويصلي ركعتين، ويسأل الله النجاح والقبول، وأن يأخذ كتابه بيمينه، ويدفعه إليهم بأيمانهم..
أي أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يسن لهم ما شرعه الله تعالى في شأن الرسل في هذه المناسبة بالذات، لتكون حساسيتها من أسباب وعيها بعمق، وتحسس نتائجها الرضية على الرسول وعلى المرسل إليهم على حد سواء.
ولعل عياش بن أبي ربيعة كان يشعر بخطورة الموقف، فجاءت التوجيهات منه «صلى الله عليه وآله» لتربط على قلبه، وتعيده إلى الله، فيشعر بعظمته، وبهيمنته، وبقدرته، وبمحبته له وللمؤمنين، ولطفه وعناياته بهم.. فيعيش الثقة بالله، والسكينة في قلبه، وروحه، والقوة في دينه، وعدم المبالاة بالأخطار إذا كان الله محباً له، راضياً عنه.
على أن هذه القوة الروحية، والثبات والإتزان في الخطاب وفي الموقف يعطي للكلمة قوة مضاعفة على التأثير، ويضفي على شخصيته الهيبة، ويفرض على الآخرين احترامه، والإصغاء إليه، والتدبر فيما يأتيهم به.

وفد همدان:

وفي شهر رمضان من سنة تسع، مرجع النبي «صلى الله عليه وآله» من تبوك قدم وفد همدان على رسول الله «صلى الله عليه وآله» مع وفد حمير.
وكان الوافد من كل بطن من همدان سيدهم. فمالك بن أيفع من بني ناعط. وعميرة بن مالك من بني حازم، ومن بني سلمان ضمام بن مالك. ومن بني حدان مسلمة بن هدان، وهم بطن من همدان. ومن بني خارف من بني حاشد (بطن من همدان) مالك بن نمط، وكنيته أبو ثور، ولقبه ذو المشعار.
وقيل: كان مجموع وفد همدان مائة وعشرين نفساً([27]).
وكان على وفد همدان مقطعات الحبرات، مكففة بالديباج، وفيهم حمزة بن مالك من ذي مشعار، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «نِعْمَ الحي همدان، ما أسرعها إلى النصر، وأصبرها على الجهد، ومنهم أبدال وأوتاد الإسلام»([28]).
فأسلموا، وكتب لهم النبي «صلى الله عليه وآله» كتاباً بمخلاف خارف، ويام، وشاكر، وأهل الهضب، وحقاف الرمل من همدان لمن أسلم منهم([29]).
وفي زاد المعاد: «قدم عليه وفد همدان منهم:مالك بن النمط، ومالك بن أيفع، وضمام بن مالك، وعمرو بن مالك،فلقوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»عند منصرفه من تبوك،وعليهم مقطعات الحبرات، والعمائم العدنية، برحال الميس على الرواحل المهرية والأرحبية، ومالك بن النمط يرتجز:
همــدان خير سوقة وأقــيال              ليـس لها في العـالمين أمــثال
محلها الهضب ومنها الأبطال            لهــا أطـابـات بهـا وآكــال
وكان يرتجز بين يدي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ويقول:
إلـيك جاوزن سواد الـريف                في هبوات الصيف والخريف
مخطـمات بحبـال الـلـيـف
وذكروا له كلاماً حسناً فصيحاً، سيأتي.
فكتب لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» كتاباً أقطعهم فيه ما سألوه، وأمَّر عليهم مالك بن النمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف. وكان لا يخرج لهم سرح إلا أغاروا عليه([30]).
ولكننا نشك في هذا الكلام الأخير، فإن همدان لا يمكن أن تقاتل ثقيفاً، ولا أن تُغير على سرحهم، فإن همدان باليمن، وثقيفاً بالطائف([31]).
ثم إن الصحيح هو: أن همدان قد أسلمت على يد علي «عليه السلام»، لا أنها وفدت وأسلمت، وقد تقدم الكلام في ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب.
وقال ابن إسحاق: «فقام مالك بن نمط بين يديه، فقال: يا رسول الله نصية من همدان، من كل حاضر وباد، أتوك على قلص نواح، [متصلة بحبائل الإسلام، لا تأخذهم في الله لومة لائم، من مخلاف خارف ويام] وشاكر، أهل السود والقود، أجابوا دعوة الرسول، وفارقوا الآلهات والأنصاب، عهدهم لا يُنقض [عن سنة ماحل، ولا سوداء عنقفير]، ما أقام لعلع، وما جرى اليعفور بصيلع».
فكتب لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» كتاباً فيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» لمخلاف خارف، وأهل جناب الهضب، وحقاف الرمل، مع وافدها ذي المشعار، مالك بن نمط، ومن أسلم من قومه أن لهم فراعها، ووهاطها، وعزازها ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، يأكلون ظلافها، ويرعون عفاءها، [لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة الثلب، والناب، والفصيل والفارض، والداجن، والكبش الحوري. وعليهم فيها الصالغ والقارح]. لكم بذلك عهد الله، وذمام رسوله، وشاهدكم المهاجرون والأنصار». فقال في ذلك مالك بن نمط:
ذكرت رسول الله في فحمة الدجى      ونـحـن بأعـلى رحـرحان وصلدد
وهـن بنا خوص طــلائح تغــتلي                بركــبانهـا في لاحــب  مـتـمــدد
على كــل فتلاء الذراعين جـسرة                تمــــر بــنا مـر الهـجـف  الخفيدد
حلفت برب الراقصات إلى  مـنى                صوادر بالركبان من هضب  قـردد
بأن رسول الله فـيـنــا مصــــدق                 رسول أتى من عند ذي العرش مهتد
فـما حمـلـت من ناقـة فوق رحلها               أشـد عـلى أعــدائــه مـن محـمـد
وأعطى إذا ما طالب العـرف جاءه              وأمـضـى بـحـد المشـرفي المـهند([32])
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات هي التالية:
توضيحات:
قد تضمن كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» مفردات تحتاج إلى إيضاح، وهي:
خارف: بطن من همدان، منهم الحارث الأعور.
شية ماحل: أي عن وشاية وسعاية واشٍ. وروي عن سنة ماحل. والسنة الطريقة أي طريقة ساع ونمام.
الهضب: جمع هضبة. وجناب الهضب اسم موضع.
حقاف الرمل: اسم موضع أيضاً. والحقاف: جمع حقف، وهو ما اعوَّج واستطال من الرمل.
المشعار: موضع أيضاً.
الفراع: ما علا من الأرض وارتفع.
الوهاط: المواضع المطمئنة.
الدفء: نتاج الإبل.
الصرام: النخل الذي يصرم ويقطع.
الثلب: ما هرم من ذكور الإبل، وتكسرت أسنانه.
الناب: الناقة الهرمة التي طال سنها.
الفصيل: ما انفصل من أمه من أولاد الإبل.
الفارض: المسن من الإبل ومن البقر.
الداجن: ما يعلف في المنزل.
الحوري: الذي في صوفه حمرة.
الصالغ: من البقر والغنم ما انتهى سنه بالسادسة.
القارح: من الخيل ما دخل في الخامسة أو السادسة.
أي أن الصدقة لا تعطى لا من الخيار، ولا من الرذال.

كتاب لهمدان:

ولما بلغ النبي «صلى الله عليه وآله» إسلام همدان كتب إليهم بما يلي:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران، ومن أسلم من همدان، سلم أنتم، فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو.
أما بعد ذلك، فإنه بلغني إسلامكم مرجعنا من أرض الروم، فأبشروا، فإن الله قد هداكم بهداه، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، فإن لكم ذمة الله وذمة رسوله على دمائكم وأموالكم، وأرض البور التي أسلمتم عليها، سهلها وجبلها، وعيونها وفروعها غير مظلومين، ولا مضيق عليكم.
وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته، إنما هي زكاة تزكونها عن أموالكم لفقراء المسلمين، وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وبلغ الخبر، فآمركم به خيراً فإنه منظور إليه. وكتب علي بن أبي طالب»([33]).
ومران: مخلاف باليمن.
والبور: الأرض التي لم تزرع.
ورها: بطن من مذجح.

الثناء على همدان:

1 ـ قد تضمنت النصوص المتقدمة ثناء النبي «صلى الله عليه وآله» على قبيلة همدان. وإذا تأملنا في مضمون هذا الثناء، فسنجد أنه وصفها بأوصاف قد لا نجد لها مصداقاً في زمنه «صلى الله عليه وآله»، فإن هذه القبيلة إنما دخلت في الإسلام في وقت متأخر، ولا يختلف حالها عن حال سائر القبائل من ناحية الثقافة الدينية، والإلتزام بأحكام الشرع الحنيف. ولم يظهر لنا أنه كان في تلك القبيلة آنئذٍ من يمكن وصفه بأنه من الأبدال أو من الأوتاد..
ولو قبلنا وجود أشخاص من هذا القبيل، فإنهم لا يمكن وصفهم بأنهم أوتاد الإسلام.. فإن أحداً منهم لم يصل إلى مقام سلمان، وأبي ذر، وعمار، والمقداد. فإن صح إطلاق وصف أوتاد الإسلام على أحد، فإن هؤلاء الأربعة أولى من همدان وسواها بذلك.. فما معنى أن يترك «صلى الله عليه وآله» هؤلاء ليقرر أن أوتاد الإسلام من همدان؟!..
2 ـ أما الحديث عن أن أبدال الإسلام منهم، فهو الآخر لا يختلف عن سابقه، وتعارضه روايتهم: أن الأبدال بالشام، في حين أن قبيلة همدان يمانية..
يضاف إلى ذلك: أن أهل البيت «عليهم السلام» لم يذكروا لنا شيئاً عن هؤلاء الأبدال، بل انحصرت الرواية التي تذكرهم بغير أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم. ولو وجدت رواية عنهم، فإنها تبقى على درجة من الشذوذ، بحيث يدور حولها أكثر من سؤال.
3 ـ وأما السرعة إلى النصر، والصبر على الجهد، فهي صفات قد تتحقق في المؤمن وفي غيره، ولكن اقتران ذلك بقوله: نعم الحي همدان، يفيد أنه «صلى الله عليه وآله» بصدد الثناء عليها، ولكنه ثناء يبقى غير حاسم، فإن الإتصاف ببعض الصفات قد يوجب مدحاً، مثل صفة السخاء والصدق في القول، ولكنه يبقى مدحاً على أمر دنيوي، لا يعطي منزلة في الدين ولا مقاماً عند الله، إلا إذا انطلق من الطاعة له تعالى، والتعبد والتقرب به إليه..



([1]) السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص12 ـ 23، ومكاتيب الرسول ج2 ص339.
([2]) منتخب أخبار اليمن ص93 لنشوان الحميري، وتاريخ الحسين «عليه السلام» لعبد الله العلايلي ص101، ومكاتيب الرسول ج2 ص339 نقلاً عن منتخب أخبار اليمن.
([3]) راجع: مكاتيب الرسول ج2 ص586 ـ 590.
([4]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص62 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص279 وأسد الغابة ج4 ص422 والإصابة ج1 ترجمة الحارث وج4 ترجمة شرح بن عبد كلال.
([5]) أسد الغابة ج1 ص110وراجع: مكاتيب الرسول ج2 ص586.
([6]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص283، ومكاتيب الرسول ج1 ص200 نقلاً عن: الإصابة ج3 ص215 (7029) في «فهد» وج3 ص495 (8425) في «مشرح» والطبقات الكبرى ج1 ق2 ص33 وراجع الوثائق السياسية ص226 /110 ـ ألف وتاريخ اليعقوبي ج2 ص67 والتراتيب الإدارية ج1 ص185 وراجع الإشتقاق ص526.
([7]) كما زعمه في أسد الغابة ج3 ص368 والأموال لأبي عبيد ص21 و 31.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص323.
([9]) أسد الغابة ج3 ص407 ترجمة عريب، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص279.
([10]) مكاتيب الرسول ج2 ص337 عن المصادر التالية: الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ق2 ص32 ورسالات نبوية ص138 عن المصباح المضيء ج1 ص316 عن الطبقات، وراجع: نشأة الدولة الإسلامية ص145 ومدينة البلاغة ج2 ص282 ومجموعة الوثـائق السياسيـة ص218/107 عن ابن سعـد، وعبد المنعم، وعن = = نثر الدر المكنون في فضائل اليمن الباب السابع ص62 والمطالب العالية لابن حجر ص2631 والأكوع الحوالي ص130 والعقد الفريد ج1 ص456 والإكليل ج2 ص364. وأوعز إليه في الإصابة ج3 ص495/8425 في ترجمة شرح بن عبد كلال، ونقل شطراً منه، وكذا ج1 ص283 في ترجمة الحارث، وأوعز إليه في نهاية الإرب للقلقشندي ص260 والتراتيب الإدارية ج1 ص247.
([11]) الآية 1 من سورة البينة.
([12]) الآية 15 من سورة الشورى.
([13]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ق2 ص32 والتراتيب الإدارية ج1 ص247، والإصابة ج3 ص495 /8425.
([14]) السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص258 والكامل ج2 ص111 والسيرة الحلبية، والسيرة النبوية لزيني دحلان، ومجموعة الوثائق السياسية ص219.
([15]) راجع المصادر في الهامش السابق وأسد الغابة ج2 ص146.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص323 والإكليل للهمداني ج2 ص320، والإصابة ج1 ص677.
([17]) عن الكامل في التاريخ ج2 ص111 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص381 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص63 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص258.
([18]) أسد الغابة ج5 ص29 ترجمة نعمان قيل ذي رعين، وراجع: منتخب أخبار اليمن لنشوان الحميري ص93.
([19]) الإصابة ج1 ص677 ترجمة الحارث بن عبد كلال، وسبل الهدى والرشاد ج6 ص323.
([20]) مكاتيب الرسول ج2 ص588، والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص130، والمصنف للصنعاني ج4 ص136، والمصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج3 ص37، وسنن الدارقطني ج2 ص113، والإستيعاب ج4 ص1452، وكنز العمال ج6 ص562، والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص356، وأسد الغابة ج2 ص203، والإصابة ج1 ص678 وج2 ص523، وفتوح البلدان للبلاذري ج1 ص85، وتاريخ الطبري ج2 ص381، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1009، وعيون الأثر ج2 ص295، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص145، وسبل الهدى والرشاد ج6 ص323، والسيرة الحلبية ج3 ص262.
([21]) أسد الغابة ج2 ص146.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص323، والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص356.
([23]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص324 ومكاتيب الرسول ج2 ص549 و 550 وأشار في المتن وفي الهامش أيضاً إلى المصادر التالية: تاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص381 وفي (ط أخرى) ج3 ص120 واللفظ له، والبداية والنهاية ج5 ص75 وفتوح البلدان للبلاذري ص82 وفي (ط أخرى) ص95 و 96 والسيرة الحلبية ج3 ص258 والسيرة النبوية لزيني دحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص30 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص55 و 89 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص258 وفي (ط أخرى) ص235 وإعلام السائلين ص37 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص354 وفي (ط ليدن) ج1 ق2 ص84 و 83 و 20 وج5 ص386 و 387 وج3 ق2 ص121 والأموال لأبي عبيد ص21 و 31 وكنز العمال ج3 ص308 وفي (ط أخرى) ج5 ص518 وج6 ص165 و 317 وج4 ص275 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص69 والمفصل ج5 ص309 وتاريخ الخميس ج2 ص138 ورسالات نبوية ص136 و 155 والمعجم الكبير للطبراني ج25 ص310 و 311 وثقات ابن حبان ج2 ص106 والمستدرك للحاكم ج1 ص395 وسنن النسائي ج8 ص58 والدر المنثور ج1 ص343 وج1 ص193 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج6 ص274 و 275 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص144 و 145 والأموال لابن زنجويه ج1 ص105 ومجمـع الزوائـد ج3 = = ص71 و 72 عن النسائي، والمعجم الكبـير، وأحمـد، ومدينـة البلاغة ج2 ص269 وأسد الغابة في ترجمة ذي يزن ج2 ص146 و 392 في ترجمة شرحبيل بن عبد كلال و 203 في ترجمة زرعة وج1 ص339 في ترجمة الحارث بن كلال، وتلخيص المستدرك للذهبي (بهامشه) ج1 ص395 ونشأة الدولة الإسلامية ص318 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص408 والخراج للقرشي ص113 وفي (ط أخرى) ص521 و 518 و 559، والسيرة النبوية لإسحاق بن محمد الهمداني قاضي أبرقو ص1044 وموارد الظمآن لزوائد ابن حبان ص202 ومجموعة الوثائق السياسية ص220/109 عن جمع ممن تقدم، وعن: وسيلة المتعبدين ج8 الورقة 28 ـ ب و ص29 ـ ألف، وسيرة ابن إسحاق (ترجمتها الفارسية) ورقة 214، وإمتاع الأسماع للمقريزي خطية ص1027 والمواهب اللدنية ج1 ص279 وجمع الجوامع للسيوطي في مسند عمرو بن حزم ونشر الدر المكنون في فضائل اليمن ص63 عن ابن مندة، وابن عساكر، وسنن الدارقطني ج1 ص215 والوفاء لابن الجوزي ص742 والوثائق السياسية اليمنية للأكوع الحوالي ص107 وعن مقال لبعض الفرنسيين «لدافيد كهن» وروي هذا الحديث عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كما في كثير من طرق البيهقي وأسانيده ج1 ص88 و 309 وج4 ص89 و 116 و 118 و 130 وج8 ص25 و 28 و 72 و 73 و 79 و 88 و 89 و 95 و 97 و 188 وج10 ص128 والدارمي ج1 ص381 و 383 و 385 وج2 ص161 و 188 و 189 و 192 و 193 و 195، وراجع: نصب الراية للزيلعي ج4 ص369 وج2 ص340 عن النسائي في الديات، وأبي داود في المراسيل، وعبد الرزاق في مصنفه، والدارقطني في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وابن الجوزي في التحقيقات، وأحمد بن حنبل في مسنده، والبيهقي في سننه، والطحاوي في شرح الآثار.                         
وراجع: نيل الأوطار  ج7 ص212 عن النسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والحاكم، والبيهقي موصولاً، وأبي داود في  المراسيل وقد صححه جماعة من أئمة الحديث منهم: أحمد، والحاكم، وابن حبـان، والبيهقي. والإصابة ج3 ص105 في ترجمة «عريب» و 586 في النعمان وج1 ص283 في ترجمة الحارث و 577 في زرعة وج2 ص166 في ترجمة شرحبيل، والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ص825 والبحار ج21 ص366 والمصنف لعبد الرزاق ج4 ص136 والفائق ج2 ص105 وزاد المعاد ج1 ص45 وفي (ط أخرى) ص30 والقرطبي في تفسيره ج17 ص225 والمحلى ج6 ص16 وج10 ص411 و 412 والموطأ (تنوير الحوالك ج3 ص58 وفي (ط أرى) ج2 ص181، والمنتظم لابن الجوزي ج3 ص372 والإشتقاق لابن دريد ص526 قال: وعريب والحارث ابنا عبد كلال كتب إليهما النبي «صلى الله عليه وآله»، والإكليل للهمداني ج2 ص321.
([24]) مكاتيب الرسول ج2 ص592 و 593 عن المصادر التالية: تاريخ اليعقوبي ج2 ص64 وفي (ط أخرى) ص69 وقال: وكان الرسول بالكتاب معاذ بن جبل. قال ابن سعد في الطبقات ج1 ص264 وفي (ط ليدن) ج1 ق2 ص20: «وكتب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أهل اليمن كتاباً يخبرهم فيه بشرائع الإسلام وفرائض الصدقة في المواشي والأموال ويوصيهم بأصحابه ورسله خيراً، وكان رسوله إليهم معاذ بن جبل ومالك بن مرارة ويخبرهم بوصول رسولهم إليه وما بلغ عنهم»، ثم نقل كتابه «صلى الله عليه وآله» إلى أبناء عبد كلال فـلا يحتمل = = اتحادهما وإن كان بين الكتابين اشتراك في الألفاظ والوصية برسله وذكر مالك بن مرارة ونحوه ما في الأموال لأبي عبيد ص31.
وراجع: الطبقات الكبرى ج3 ق2 ص121 وفتوح البلاذري ص96 و 98 والإصابة ج3 ص427 في ترجمته، والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص128 و 144 و 145 والمعرفة والتاريخ ج3 ص409 وترتيب مسند الشافعي ج1 ص152 وج2 ص129 والخلاف ج2 ص18 والخراج لأبي يوسف ص59 والخراج للقرشي ص68 و 112 و 113 وغريب الحديث لأبي عبيد ج1 ص70 والأموال لأبي عبيد ص38 و 54 و 63 و 584 و 638 والدر المنثور ج1 ص162 وكنز العمال ج10 ص392 والمصنف لعبد الرزاق ج4 ص119/7186 و 7187 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص128 وابن ماجة ج1 ص580/1814 والوثائق السياسية ص215 و 216 وراجع: الأموال لابن زنجويه ج1 ص126 و 128 وج2 ص837 و 841 وج3 ص948 و 1027 و 2061 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص65.
([25]) الأموال لأبي عبيد ص289 و 290 والأموال لابن زنجويه ج2 ص465 وفتوح البلدان للبلاذري ص94 وكنز العمال ج4 ص319 وج10 ص417 و 418 والطبقات الكبرى لابن سعد ج5 ص386.
([26]) راجع: مكاتيب الرسول ج2 ص567 و 569 وراجع ص570.
([27]) راجع: مكاتيب الرسول ج3 ص387 و 388 عن عدد من المصادر.
([28]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص427 ومكاتيب الرسول ج3 ص387 وفي هامشه عن المصادر التالية: السيرة الحلبية ج3 ص259 والسيرة النبوية لزيني دحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص31 والكامل لابن الأثير ج2 ص300 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج3 ص131 و 132 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص369 وينابيع المودة ص219 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ص833 وفي (ط أخرى) ج2 ق2 ص55 والبحار ج21 ص360 و 363 عن إعلام الورى، وعن الإرشاد للمفيد «رحمه الله» وج38 ص71 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص129 والإرشاد للمفيد «رحمه الله» ص28 والبداية والنهاية ج5 ص105 وزاد المعاد ج3 ص36 ومجموعة الوثائق السياسية ص132/80 عن إمتاع الأسماع للمقريزي، وحياة الصحابة ج1 ص95 والعدد القوية ص251 والتنبيه والإشراف ص238 وذخائر العقبى ص109 وتاريخ الخميس ج2 ص145 وإحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص64 وج21 ص620 عن الجامع بين الصحيحين ص731 ونثر الدر المكنون ص43 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص396 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص201 من طرق كثيرة، والتدوين للقزويني ج2 ص429 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص34.
([29]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص427وقال في هامشه: أخرجه ابن سعد في الطبقات ج1 ق2 ص74، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ج4 ص440، وذكره المتقي الهندي في الكنز (34030).
([30]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص427 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص175 و 176 وأسد الغابة ج4 ص294 والإصابة، والإستيعاب، والسيرة الحلبية، والسيرة النبوية لدحلان.
([31]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص427 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص178 عن زاد المعاد لابن قيم الجوزية، وعن السيرة الحلبية ج3 ص360 وتاريخ الخميس ج2 ص195.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص427 و 428 وراجع: المواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص175 ـ 178 وراجع: مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج3 ص376 و 377 و 388 ـ 391 وقد نقل العلامة الأحمدي الكتاب المشار إليه عن المصادر التالية: العقد الفريد ج2 ص32 (باب الوفود) وصبح الأعشى ج2 ص263 وج6 ص360 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص89 ونسيم الرياض ج1 ص392 وبهامشه شرح القاري ج1 ص391 والشفا ج1 ص168 ونثر الدر للآبي ج1 ص217 ونهاية الإرب ص227 والمصباح المضيء ج2 ص341 وإعلام السائلين ص40 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص269 وفي (ط أخرى) ص245 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص56 وسيرة النبي «صلى الله عليه وآله» لإسحاق بن محمد الهمداني قاضي أبرقوه ص1055 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص239 ونشأة الدولة الإسلامية ص348 والمواهب = = اللدنية شرح الزرقاني ج4 ص170 والفائق ج3 ص433 والمفصل ج4 ص186 والنهاية لابن الأثير في «حور». ومجموعة الوثائق السياسية ص233 /113 عن جمع ممن تقدم، وعن نثر الدر المكنون للأهدل ص66 والوثائق السياسية اليمنية للأكوع الحوالي ص111. وأرجع إلى مخطوطة التأريخ المجهول، ثم قال: قابل الطبقات ج1 ق2 ص73 و 74 والسهيلي في الروض الأنف ج2 ص348 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ص1731 و 1732 وأسد الغابة ج4 ص294 وج2 ص51 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص89 وإمتاع الأسماع للمقريزي (خطية) ص1030 والنهاية في «ثلب» واللسان في «حور» وانظر كايتاني ج9 ص67 واشپرنكر ج3 ص456 وراجع أيضاً ص719 وراجع: الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج3 ص379 والإصابة ج3 ص35 وزاد المعاد ج3 ص35.
([33]) راجع: مكاتيب الرسول ج3 ص392 و 393 عن: تاريخ اليعقوبي ج2 ص65 وفي (ط أخرى) ص70 والمعجم الكبير ج17 ص47 و 48 وأسد الغابة ج4 ص147 ورسالات نبوية ص202 وإعلام السائلين ص24 والإصابة ج3 ص121 في ترجمة عمير و 354 والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص339 و 340/18479 ونشأة الدولة الإسلامية ص346. ومجموعة الوثائق السياسية ص230/111 عن جمع ممن تقدم، وعن معجم الصحابة لابن قانع (خطية كوپرولو ملخصاً) ورقة ص121 ـ ألف. ثم قال: قابل المعارف لابن قتيبة ص234 وراجع: 719 عن سبل الهدى للشامي خطية باريس/1992 ورقة 67 ـ ألف. وأوعز إليه في أسد الغابة ج2 ص145 في «ذي مران» وج3 ص83 في «عامر بن شهر»، والإصابة ج2 ص251 في عامر بن شهر، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص493 والطبقات الكبرى ج6 ص18 و 42 والكامل لابن عدي ج6 ص2414 والإكليل ج10 ص49. وفي رسالات نبوية قال الحافظ وابن الأثير: أخرج الطبراني، ثم ساق الكتاب فقال: قال ابن الأثير: أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وأخرجه ابن سعد في الطبقات.
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page