• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل التاسع: وفد نجران.. أحداث وتفاصيل

ماذا عن نجران؟!:

قالوا: «نجران: بلد كبير يقع على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على ثلاث وسبعين قرية، مسيرة يوم للراكب السريع ـ كما في فتح الباري ـ والأخدود المذكور في القرآن قرية من قراها»([1]).
وقالوا: إنه هو من مخاليف اليمن بالقرب من صنعاء، ما بين عدن وحضرموت([2]).
وكل أهل نجران صنفين: نصارى وأميين؛ فأما النصارى فنحن نتحدث عنهم، وقد صالحهم. وأما الأميون منهم، فبعث إليهم خالد بن الوليد، فأسلموا، وقدم وفدهم على النبي «صلى الله عليه وآله»..([3]).

كتاب دعوة.. ووفد استطلاع:

وكتب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه: {طس}([4]). {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}([5]) ما يلي:
«بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي «صلى الله عليه وآله» إلى أسقف نجران وأهل نجران، إن أسلمتم فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
أما بعد.. فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام»([6]).
والظاهر: أن المبعوث إليه هذا الكتاب هو الأسقف أبو حارثة بن علقمة، فإنه كان هو الرأس فيهم.
فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه قُطِعَ به، وذعر ذعراً شديداً. فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له: شرحبيل بن وداعة، وكان من همدان. ولم يكن أحد يدعى إذا نزلت معضلة إلا الأيهم ـ وهو السيد ـ والعاقب. فدفع الأسقف كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى شرحبيل وقرأه، فقال الأسقف: يا أبا مريم ما رأيك؟
فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة، فما تؤمن أن يكون هذا هو ذاك الرجل، ليس لي في النبوة رأي، ولو كان أمراً من أ مور الدنيا لأشرت عليك فيه برأي، وجهدت لك.
فقال له الأسقف: تنح فاجلس ناحية. فتنحى شرحبيل فجلس ناحية.
فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له: عبد الله بن شرحبيل، وهو من ذي أصبح من حمير، فأقرأه الكتاب وسأله ما الرأي؟
فقال نحواً من قول شرحبيل بن وداعة.
فقال له الأسقف: تنح فاجلس، فتنحى فجلس ناحية.
ثم بعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران، يدعى جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب أحد بني الحماس، فأقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه، فقال مثل قول شرحبيل بن وداعة، وعبد الله بن شرحبيل، فأمره الأسقف فجلس ناحية.
فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعاً أمر الأسقف بالناقوس فضرب به، ورفعت النيران السرج في الصوامع، وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا نهاراً، فإن فزعوا بالليل ضربوا بالناقوس، ورفعوا النيران في الصوامع.
فاجتمع حين ضرب بالناقوس ورفعت السرج أهل الوادي أعلاه وأسفله، وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع، وفيه ثلاث وسبعون قرية، ومائة ألف مقاتل، فقرأ عليهم الأسقف كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وسألهم عن الرأي فيه.
فاجتمع رأي أهل الرأي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني، وعبد الله بن شرحبيل الأصبحي، وجبار بن فيض الحارثي، فيأتوهم بخبر رسول الله «صلى الله عليه وآله»([7]).

وفد النجرانيين إلى رسول الله :

قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وفد نصارى نجران، ستون راكباً، فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم، منهم العاقب وهو عبد المسيح، والسيد وهو الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل، وأوس، والحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله، ويحنس، منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم: العاقب أمير القوم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه. واسمه عبد المسيح، والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم، ومجتمعهم، واسمه الأيهم.
وأبو حارثة بن علقمة، أحد بني بكر بن وائل أسقفهم، وحبرهم وإمامهم، وصاحب مدراسهم، وكان أبو حارثة قد شرف فيهم، ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم، فكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه، ومولوه وأخدموه، وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات، لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم.
فانطلق الوفد حتى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم، ولبسوا حللاً لهم يجرونها من حبرة، وتختموا بالذهب.
وفي لفظ: دخلوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مسجده [في المدينة] حين صلى العصر، عليهم ثياب الحِبرات: جبب وأردية، في جمال رجال بني الحارث بن كعب.
فقال بعض من رآهم من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يومئذ: ما رأينا وفدا مثلهم. وقد حانت صلاتهم. فقاموا في مسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله» يصلون نحو المشرق (فأراد الناس منعهم).
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «دعوهم».
ثم أتوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فسلموا عليه، فلم يرد عليهم السلام، وتصدوا لكلامه نهاراً طويلاً، فلم يكلمهم، وعليهم تلك الحلل والخواتيم الذهب.
فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وكانوا يعرفونهما، فوجدوهما في ناس من المهاجرين والأنصار في مجلس فقالوا لهما: يا عثمان، ويا عبد الرحمن، إن نبيكما كتب إلينا كتاباً فأقبلنا مجيبين له، فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد سلامنا، وتصدينا لكلامه نهاراً طويلاً فأعيانا أن يكلمنا فما الرأي منكما؟ أنعود إليه، أم نرجع إلى بلادنا؟
فقالا لعلي بن أبي طالب «عليه السلام» وهو في القوم: ما الرأي في هؤلاء القوم يا أبا الحسن؟
فقال لهما: أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم، ويلبسوا ثياب سفرهم، ثم يعودوا إليه.
ففعل وفد نجران ذلك ورجعوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فسلموا عليه فرد عليهم سلامهم ثم قال: «والذي بعثني بالحق، لقد أتوني المرة الأولى وإن إبليس لمعهم»([8]).

وفد نجران يحاور رسول الله :

وعن ابن عباس، والأزرق بن قيس: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» دعا وفد نجران إلى الإسلام، فقال العاقب، عبد المسيح، والسيد أبو حارثة بن علقمة: قد أسلمنا يا محمد.
فقال: «إنكما لم تسلما».
قالا: بلى، وقد أسلمنا قبلك.
قال: «كذبتما، يمنعكما من الإسلام ثلاث فيكما: عبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير، وزعمكما أن لله ولداً».
ثم سألهم وسألوه، فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى ابن مريم؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى، يسرنا إن كنت نبياً أن نعلم قولك فيه.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ما عندي فيه شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركم بما يقول الله في عيسى»([9]).
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي: أنه سمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «ثبت (ليت) بيني وبين أهل نجران حَجاب، فلا أراهم ولا يروني»، من شدة ما كانوا يمارون رسول الله «صلى الله عليه وآله»([10]). انتهى.
وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وابن سعد عن الأزرق بن قيس، وابن جرير عن السدي، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي جريج: أن نصارى نجران قالوا: يا محمد، فيم تشتم صاحبنا؟
قال: «من صاحبكم»؟
قالوا: عيسى ابن مريم، تزعم أنه عبد.
قال: «أجل، إنه عبد الله وروحه وكلمته، ألقاها إلى مريم، وروح منه».
فغضبوا وقالوا: لا، ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم، ثم خرج منها، فأرانا قدرته وأمره، فهل رأيت قط إنساناً خلق من غير أب؟
فأنزل الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ..}([11]).
وأنزل تبارك وتعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِينَ}([12]).
فلما أصبحوا عادوا إليه، فقرأ عليهم الآيات، فأبوا أن يقرأوا. فأمر تعالى نبيه الكريم «صلى الله عليه وآله» بمباهلتهم فقال سبحانه وتعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللَهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَهَ عَلِيمٌ بِالمُفْسِدِينَ}([13]). فرضوا بمباهلته «صلى الله عليه وآله»..
فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيد، والعاقب، والأهتم: إن باهلنا بقومه باهلناه؛ فإنه ليس نبياً، وإن باهلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق.
وعن جابر، وابن عباس، وقتادة، وسلمة بن عبد يسوع عن ابيه عن جده، وعن حذيفة، والأزرق بن قيس، والشعبي: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما نزلت هذه الآيات دعا وفد نجران إلى المباهلة، فقال: «إن الله تعالى أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم».
فقالوا: يا أبا القاسم، بل نرجع فننظر في أمرنا.
وفي حديث آخر فقالوا: أخرنا ثلاثة أيام، فخلا بعضهم إلى بعض وتصادقوا.
فقال السيد العاقب: والله يا معشر النصارى، لقد عرفتم أن محمداً لنبي مرسل، ولئن لاعنتموه ليخسفن بأحد الفريقين، إنه للاستئصال لكم، وما لاعن قوم قط نبياً فبقي كبيرهم، ولا نبت صغيرهم.
وفي رواية: فقال شرحبيل: لئن كان هذا الرجل نبياً مرسلاً فلاعنَّاه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر ولا ظفر إلا هلك.
وفي رواية: لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.
قالوا: فما الرأي يا أبا مريم؟
فقال: رأيي أن أُحَكِّمَه، فإني أرى رجلاً لا يحكم شططاً أبداً.
فقال السيد: فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل، ثم انصرفوا إلى بلادكم.
فلما انقضت المدة أقبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» مشتملاً على الحسن والحسين في خميلة له، وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة، وله يومئذٍ عدة نسوة. فقال «صلى الله عليه وآله»: «إن أنا دعوت فأمنوا أنتم»([14]).
وعن سعد بن أبي وقاص، عن علي بن أحمر قالا: لما نزلت آية المباهلة دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً وفاطمة، وحسناً وحسيناً، فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»([15]). انتهى.
فتلقى شرحبيل رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: إني قد رأيت خيراً من ملاعنتك.
فقال: «وما هو»؟
فقال: حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح، فما حكمت فينا فهو جائز. وأبوا أن يلاعنوه.
وعن ابن عباس قال: لو باهل أهل نجران رسول الله «صلى الله عليه وآله» لرجعوا لا يجدون أهلاً ولاً مالاً([16]).
وروي عن الشعبي مرسلاً: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: «لقد أراني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر، لو تموا على الملاعنة».
وروي عن قتادة مرسلاً: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران، أن لو فعلوا لاستؤصلوا من الأرض»([17]).
ولما غدا إليهم أخذ بيد حسن حسين، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول: «إذا أنا دعوت فأمِّنوا».
فقال أسقفهم: إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله. فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. والله، لقد عرفتم نبوته، ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحبكم، أي عيسى. فوالله، ما باهل قوم نبياً إلا هلكوا، فإن أبيتم إلا دينكم فوادعوا الرجل، وانصرفوا.
فقالوا: يا أبا القاسم لا نلاعنك.
فقال: «فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم». فأبوا.
قال: «فإني أناجزكم».
فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة. ولكن نصالحك.
فصالحهم، وقال: «والذي نفسي بيده، إن العذاب تدلى على أهل نجران، ولو تلاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر»([18]).
وفي بعض النصوص أنهم قالوا له: لم لا تباهلنا بأهل الكرامة والكبر، وأهل الشارة ممن آمن بك واتبعك؟!
فقال «صلى الله عليه وآله»: «أجل، أباهلكم بهؤلاء خير أهل الأرض، وأفضل الخلق».
ثم تذكر الرواية قول الأسقف لأصحابه: «أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله..
إلى أن قال: أفلا ترون الشمس قد تغير لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهب هائجة سوداء، حمراء، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان؟! لقد أطلَّ علينا العذاب! انظروا إلى الطير وهي تقيء حواصلها، وإلى الشجر كيف يتساقط أوراقها، وإلى هذه الأرض ترجف تحت أقدامنا»([19]).

كتاب مصالحة النجرانيين:

وبعد امتناعهم عن الدخول في الملاعنة، وتقرر ضرب الجزية على أهل نجران، انصرفوا حتى إذا كان من الغد كتب لهم هذا الكتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب محمد النبي رسول الله لأهل نجران ـ إذا كان عليهم حكمه ـ في كل ثمرة، وفي كل صفراء وبيضاء ورقيق فأفضل ذلك عليهم، وترك ذلك كله [لهم] على ألفي حلة من حلل الأواقي، في كل رجب ألف حلة، وفي كل صفر ألف حلة، مع كل حلة أوقية من الفضة، فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عروض أخذ منهم بالحساب، وعلى نجران مؤنة رسلي ومتعتهم ما بين عشرين يوماً فما دون ذلك، ولا تحبس رسلي فوق شهر.
وعليهم عارية ثلاثين درعاً، وثلاثين فرساً، وثلاثين بعيراً، إذا كان كيد ومعرة، وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع، أو خيل أو ركاب، [أو عروض] فهو ضمين على رسلي حتى يؤدوه إليهم.
ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم، وأرضهم وأموالهم، وغائبهم وشاهدهم، وعشيرتهم، وبيعهم [وصلواتهم]، [وكل ما تحت أيد يهم من قليل أو كثير]، وألا يغيروا مما كانوا عليه بغير حق من حقوقهم ولا ملتهم، ولا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته.
وليس عليهم دنية، ولا دم جاهلية، ولا يحشرون، ولا يعشرون، ولا يطأ أرضهم جيش، ومن سأل منهم حقاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين. [على ألا يأكلوا الربا] فمن أكل الربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة، ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر، وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله، وذمة النبي محمد رسول الله أبداً، حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا ما عليهم، غير مثقلين بظلم».
شهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف النصري، والأقرع بن حابس الحنظلي، والمغيرة بن شعبة([20]).

كتاب آخر لنصارى نجران:

وفي لفظ: أن الأسقف أبا الحارث أتى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومعه السيد العاقب، ووجوه قومه، وأقاموا عنده يستمعون ما ينزل الله عز وجل، فكتب للأسقف هذا الكتاب ولأساقفة نجران بعده، يقول فيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله للأسقف أبي الحارث، وأساقفة نجران وكهنتهم ورهبانهم، وأهل بيعهم، ورقيقهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أوكثير، لا يغير أسقف من أسقفيته، وراهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم، ولا مما كانوا عليه، لهم على ذلك جوار الله تعالى ورسوله أبداً، ما نصحوا وأصلحوا، غير مثقلين بظلم ولا ظالمين».
وكتب المغيرة بن شعبة.
فلما قبض الأسقف الكتاب استأذن في الانصراف إلى قومه ومن معه، فأذن لهم فانصرفوا([21]).
نص آخر للكتاب:
وثمة كتاب آخر أرسله إليهم، وهو التالي:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي إلى الأسقف أبي الحارث، وأساقفة نجران وكهنتهم، ومن تبعهم ورهبانهم، أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم، ورهبانيتهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، ولا شيء مما كانوا عليه. على ذلك جوار الله ورسوله أبداً ما نصحوا، وصلحوا، فما عليهم غير مثقليين بظلم ولا ظالمين». وكتب المغيرة([22]).
وذكروا: أنه يحتمل أن يكون الكتاب السابق لأهل نجران، وهذا الكتاب للأساقفة، والشاهد على ذلك أن الكتاب السابق ناظر إلى التأمين في الأموال، وهذا الكتاب الأخير ناظر إلى التأمين في المناصب الدينية([23]).

الكتاب بخط علي :

زعمت بعض المصادر: أن كاتب هذا الكتاب هو المغيرة بن شعبة([24]).
وقيل: هو معيقيب([25]).
وقيل: هو عبد الله بن أبي بكر([26]).
وقال اليعقوبي: إنه علي «عليه السلام»([27]).
ويؤيده: ما ذكره يحيى بن آدم([28]).
ويؤيده أيضاً: ما ذكروه من أن النجرانيين جاؤوا علياً «عليه السلام» بكتابه الذي كتبه لهم بيده، فراجع([29]).

عهد مكذوب على النبي :

وقد أظهر نصارى نجران في سنة مائتين وخمس وستين عهداً مطولاً زعموا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كتبه لهم، وقد ذكرهما العلامة الأحمدي في كتابه القيم «مكاتيب الرسول» ج3 ص172 فما بعدها..
ثم ذكر قرائن كثيرة على أنهما مفتعلان، ومكذوبان، ويكفي أن نذكر منها: أن عدداً من الشهود الذين ذكرت أسماؤهم كانوا قد استشهدوا قبل قدوم وفد نجران بعدة سنوات.
فإن وفد نجران إنما قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» سنة عشر بالإتفاق، وفي الشهود سعد بن معاذ، وقد استشهد في السنة الرابعة أو الخامسة، في غزوة بني قريظة، وجعفر بن أبي طالب قد استشهد في سنة ثمان. وزيد بن ثابت كان من صغار الصحابة سناً، فكيف بولده عبد الله، كما أن عدداً من الشهود لا نعرف عنهم شيئاً. فراجع([30]).

آية الكلمة السواء متى نزلت؟!

وقد ذكروا: أن قوله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}([31]) قد نزل في قصة نصارى نجران. وكانت قصتهم سنة تسع. وقد أدرجها «صلى الله عليه وآله» في كتابهم([32]).
غير أن هذا غير صحيح، فقد كتب النبي «صلى الله عليه وآله» هذه الآية إلى كسرى وقيصر، والنجاشي، والمقوقس قبل سنة تسع بعدة سنوات، فكيف تكون قد نزلت في قصة نجران؟!([33]).
إلا أن يكون المقصود: أنها نزلت مرة ثانية في هذه المناسبة.

رجوع وفد نجران إلى بلادهم:

و لما قبض النجرانيون كتابهم انصرفوا إلى نجران، ومع الأسقف أخ له من أمه، وهو ابن عمه من النسب، يقال له: بشر بن معاوية، وكنيته أبو علقمة. فدفع الوفد كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الأسقف، فبينا هو يقرأه، وأبو علقمة معه، وهما يسيران إذ كبت ببشر ناقته، فتعس بشر غير أنه لا يكني عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقال له الأسقف عند ذلك: قد والله تعست نبياً مرسلاً.
فقال له بشر: لا جرم والله لا أحل عقداً حتى آتي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فصرف وجه ناقته نحو المدينة وثنى الأسقف ناقته عليه، فقال له: افهم عني، إنما قلت هذا ليبلغ عني العرب، مخافة أن يقولوا: إنّا أخذنا حقه [أو رضينا بصوته]، أو نجعنا لما لم تنجع به العرب، ونحن أعزهم وأجمعهم داراً.
فقال له بشر: لا والله، لا أقبل ما خرج من رأسك أبداً، فضرب بشر ناقته، وهو مولي الأسقف ظهره وارتجز يقول:
إلـيـك تـعـدو قلقـاً وضـيـنـهـا             مـعـترضـاً فـي بـطـنـهـا جنـينها
مخـالفـاً ديـن الـنـصـارى ديـنـها
حتى أتى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأسلم، ولم يزل معه حتى قتل بعد ذلك.
قال: ودخل الوفد نجران، فأتى الراهب ليث بن أبي شمر الزبيدي، وهو في رأس صومعته.
فقال له: إن نبياً بعث بتهامة، فذكر ما كان من وفد نجران إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنه عرض عليهم الملاعنة فأبوا، وإن بشر بن معاوية دفع إليه فأسلم.
فقال الراهب: أنزلوني، وإلا ألقيت نفسي من هذه الصومعة.
قال: فأنزلوه، فانطلق الراهب بهدية إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» منها هذا البرد الذي يلبسه الخلفاء، والقعب والعصا. فأقام الراهب مدة بعد ذلك يسمع الوحي والسنن، والفرائض والحدود، ثم رجع إلى قومه ولم يقدر له الإسلام، ووعد أنه سيعود فلم يعد حتى قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله»([34]).
وذكر ابن سعد: أن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك إلى المدينة وأسلما، وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري([35]).



([1]) راجع: شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص186 وراجع: السيرة النبوية لدحلان والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص21 ومعجم ما استعجم للأندلسي ج1 ص121.
([2]) راجع: نهاية الإرب ص19 ومعجم البلدان ج5 ص266.
([3]) قد تقدم الحديث حول هذا الأمر في هذا الكتاب.
([4]) الآية 1 من سورة النمل.
([5]) الآية 30 من سورة النمل.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص415 عن البيهقي، ومكاتيب الرسول ج2 ص489 عن المصادر التالية: البداية والنهاية ج5 ص53 عن البيهقي، وتاريخ اليعقوبي ج2 ص65 وفي (ط أخرى) ص70 وصبح الأعشى ج6 ص367 وفي (ط أخرى) ص381 وفي (ط ثالثة) ص388 وحياة الصحابة ج1 ص118 ورسالات نبوية ص60 ومآثر الإنافة ج3 ص237 وزاد المعاد ج3 ص39 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص385 والدر المنثور ج2 ص38 عن الدلائل للبيهقي، وناسخ التواريخ سيرة النبي «صلى الله عليه وآله» ص448 والبحار ج21 ص285 عن السيوطي و 287 عن الإقبال وج35 ص262 عن البيهقي، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص50 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص76 ومدينة العلم ج2 ص297 وتفسير الميزان ج3 ص255 وتفسير ابن كثير ج1 ص377 ولباب النقول للسيوطي ص52. ومجموعة الوثائق السياسية ص174/93 عن جمع ممن قدمناه، وعن المصباح المضيء كلمة نجران.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص415 و 416 عن البيهقي وتفسير الميزان ج3 ص234 وتفسير ابن كثير ج1 ص378 والدر المنثور للسيوطي ج2 ص38 والبداية والنهاية ج5 ص65 وإمتاع الأسماع ج14 ص68 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص102.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص416 و 417 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص187 و 188 والبحار ج21 ص337 وتفسير ابن كثير ج1 ص378 والبداية والنهاية ج5 ص65 وإمتاع الأسماع ج14 ص69 وإعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي ج1 ص255 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص103.
([9]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص417 عن الحاكم وصححه، وابن مردويه، وأبي نعيم، وابن سعد، وعبد بن حميد، والبداية والنهاية ج5 ص65 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص103.
([10]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص417 عن ابن جرير وجامع البيان للطبري ج3 ص405 والمحرر الوجيز للأندلسي ج1 ص447 والدر المنثور ج2 ص38 وتفسير الآلوسي ج3 ص194 وراجع: مجمع الزوائد ج1 ص155.
([11]) الآية 17 من سورة المائدة.
([12]) الآيتان 59 و 60 من سورة آل عمران.
([13]) الآيات 61 ـ 63 من سورة آل عمران.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص419 عن الحاكم وصححه، وابن مردويه، وأبي نعيم في الدلائل، والبيهقي، وابن الشيخ، والترمذي، والنسائي، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور. وراجع: المواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص187 ـ 190. والبحار ج35 ص264 والدر المنثور ج2 ص39 وتفسير الآلوسي ج3 ص188.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص419 عن مسلم، والترمذي، وابن المنذر، والحاكم في السنن، وفي هامشه عن: الحاكم ج4 (1871)، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص190 والمناقب لابن شهر آشوب ج2 ص66 والعمدة لابن البطريق ص132 و188 والطرائف لابن طاووس ص45 وص129 والصراط المستقيم للعاملي ج1 ص186 والبحار ج37 ص265 و270 .
([16]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص419 عن عبد الرزاق، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر. ومجمع البيان للطبرسي ج1 ص310 والدر المنثور للسيوطي ج2 ص39. وراجع: البحار ج17 ص169 ومسند احمـد ج1 ص248 ومجمع الزوائد ج8 ص228 وفتح الباري ج8 ص557 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص308 ومسند أبي يعلى ج4 ص472 وتفسير القرآن للصنعاني ج1 ص52 وجامع البيان للطبري ج1 ص597 وج3 ص409.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص419 والدر المنثور للسيوطي ج2 ص39.
([18]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص190 عن ابن أبي شيبة، وأبي نعيم وغيرهما، وراجع: المحرر الوجيز للأندلسي ج1 ص448.
([19]) راجع: تفسير القمي ج1 ص104 وحياة الحسن «عليه السلام» للقرشي ج1 ص49 ـ 51. وقد روى قضية المباهلة بأهل الكساء بالاختصار تارة، وبالتفصيل أخرى جم غفير من الحفاظ والمفسرين.
ونذكر على سبيل المثال منهم هنا: تفسير العياشي ج1 ص176 و 177 ومجمع البيان ج2 ص452 و 453 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص370 و 371 وتفسير جامع البيان للطبري ج3 ص211 و 213 و 212.
وراجع أيضاً: تفسير النيسابوري (بهامش جامع البيان) ج3 ص213 و 214 وتفسير = = الرازي ج8 ص80 وبعد ذكره حديث عائشة في المباهلة بأهل البيت «عليهم السلام»، وأنه «صلى الله عليه وآله» جعل حينئذٍ الجميع تحت المرط الأسود، حيث قرأ آية التطهير قال الرازي: «وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث». والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة ج8 ص108 عن التاج الجامع للأصول ج3 ص396 عن مسلم والترمذي. والكشاف للزمخشري ج 1 ص 368 ـ 370 والإرشاد للمفيد (ط دار المفيد) ص166 والصواعق المحرقة ص 153 و 154 وأسباب النزول للواحدي ص 58 و 59 وصحيح مسلم ج7 ص120 و 121 والبداية والنهاية ج5 ص54 وحياة الصحابة ج2 ص492 وج1 ص130 و 121 وصحيح الترمذي ج5 ص638 و 22 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص370 و 368 و 369 عن كثيرين جداً وينابيع المودة ص52 و 232 وعن ص479 ودلائل النبوة لأبي نعيم ص298 و 299 وحقائق التأويل للشريف الرضي «رحمه الله» ص110 و 112 وفرائد السمطين ج1 ص378 وج2 ص23 و 24 وشواهد التنزيل ج1 ص126 و 127 و 124 و 123 وج2 ص20 والمسترشد في الإمامة ص60 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي ط1) ج1 ص206 و (ط2) ص225 والمناقب للخوارزمي ص59 و 60 كشف الغمة للأربلي ج1 ص232 و 233 والإصابة ج2 ص503 و 509 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص50 وتفسير فرات ص15 و 14 و 16 و 117 وأمالي الشيخ الطوسي ج2 ص172 وج1 ص265 والجوهرة في نسب علي «عليه السلام» وآله ص69 وذخائر العقبى ص25 وروضة الواعظين ص164 وما نزل من القرآن في أهل البيت لابن الحكم ص50 والفصول المهمة لابن الصباغ ص110 و 5 و 7 ومستدرك الحاكم ج3 ص150 وأُسـد الغابـة ج4 ص26 وسنن البيهقي ج7 ص63 ومسند أحمد ج1 ص185 ومناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن المغازلي ص263 وفي هامشه عن نزول القرآن لأبي نعيم (مخطوط) = = والدر المنثور ج2 ص38 ـ 40 عن بعض من تقدم وعن البيهقي في الدلائل، وابن مردويه، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وتفسير البرهان ج1 ص286 ـ 290 عن بعض من تقدم وعن موفق بن أحمد، في كتاب فضائل الإمام علي، وأمالي الشيخ، والإختصاص، وعن الصدوق وعن الثعلبي، عن مقاتل، والكلبي، وفي تفسير الميزان ج2 ص228 ـ 235. عن كثير ممن تقدم، وعن عيون أخبار الرضا، وإعلام الورى ص79 والخرائج والجرائح، وحلية الأولياء، والطيالسي. وهو أيضاً في فتح القدير ج1 ص347 و 348 وتفسير التبيان ج2 ص485 وتفسير نور الثقلين ج1 ص288 ـ 290 عن بعض من تقدم وعن الخصال وروضة الكافي وغيرهما، وعن نور الأبصار ص111 وعن المنتقى باب 38 وفي تفسير الميزان ج 3 ص 235 وقال ابن طاووس في كتاب سعد السعود ص91: رأيت في كتاب تفسير ما نزل في القرآن في النبي وأهل بيته، تأليف محمد بن العباس بن مروان: أنه روى خبر المباهلة من أحد وخمسين طريقاً عمن سماه من الصحابة وغيرهم، وعد منهم الحسن بن علي «عليهما السلام» وعثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وبكر بن سمال، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس، وأبا رافع مولى النبي، وجابر بن عبد الله، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك» انتهى.
وروي ذلك أيضاً عن: علي «عليه السلام» وأم سلمة وعائشة، وأبي سعيد الخدري وعمرو بن سعيد بن معاذ، وحذيفة بن اليمان، (وزاد ابن طاووس نقلاً عن الحجام) أبا الطفيل عامر بن واثلة، وجرير بن عبد الله السجستاني، وأبا قيس المدني، وأبا إدريس، ومحمد بن المنكدر، وعلي بن الحسين، وأبا جعفر محمد بن علي بن الحسـين، وأبا عبـد الله جعفر بن محمـد، والحسن البصـري، وقتـادة، وعلباء بن الأحمر، وعامر بن شراحيل الشعبي، ويحيى بن نعمان، ومجاهد، وشهر بن حوشب.
وأضاف ابن شهرآشوب في مناقبه ج 3 ص 368 ـ 369: أبا الفتح محمد بن أحمد بن= = أبي الفوارس، وابن البيع في معرفة علوم الحديث، واحمد في الفضائل، وابن بطة في الإبانة، والأشفهي في اعتقاد أهل السنة، والخركوشي في شرف النبي، ومحمد بن اسحاق، وقتيبة بن سعيد، والحسن البصري، والقاضي أبا يوسف، والقاضي المعتمد أبا العباس، وأبا الفرج الأصبهاني في الأغاني عن كثيرين وهامش حقائق التأويل ص 110 عن بعض من تقدم، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص165 والكامل لابن الأثير ج2 ص392 وعن كنز العمال ج 6 ص 407 وعن تفسير الخازن، وعن تفسير البغوي بهامشه.
وثمة مصادر كثيرة أخرى ذكرها في مكاتيب الرسول ج2 ص502 و 503 و 504 مثل: تاريخ اليعقوبي ج2 ص66 وفي (ط أخرى) ص71 وفتوح البلاذري ص75 وفي (ط أخرى) ص85 والسيرة الحلبية ج3 ص240 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص6 والشفاء للقاضي عياض ج2 ص107 ونسيم الرياض ج3 ص411 وشرح القاري (بهامشه) ج2 ص522 وج3 ص411 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص141 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج4 ص104والمنار ج3 ص322 وأعيان الشيعة ج1 ص416 والبحار ج35 وج21 ص277 و 282 و 321 و 338 و 339 و 341 ـ 343 و 346 و 354 ودلائل النبوة للبيهقي ص298 والقاضي البيضاوي في تفسير الآية، وروح المعاني ج3 ص190 وروح البيان ج2 ص44 والسراج المنير ج1 ص222 وتفسير الشريف اللاهيجي ج1 ص332 وجلاء الأذهان ج1 ص61 وكنز الدقائق ج2 ص102 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ق2 ص57 والعمدة لابن بطريق ص188 وما بعدهـا، وتذكـرة الخـواص لابن الجوزي ص14وأحكام القرآن للجصاص ج2 ص16 وفي (ط أخرى) ص295 والأغاني ج12 ص7 ونهج الحق ص177 وغاية المرام المقصد الثاني الباب 3 و 4 عن سعد، وجابر، وابن عباس، والشعبي، والسـدي، وأبي عبـد الله والحسن وأبي الحسـن موسـى وأبي ذر عن علي «عليهما = = السلام» في حديث (المناشدة)، وعن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير، وعن أبي الحسن الرضا «عليه السلام».
وقد أخرجه في البحار ج21 عن مصادر جمة، وكذا أخرجه في ملحقات إحقاق الحق ج3 وج5 وج9 وج14 عن مصادر أهل السنة جمعاء.
وراجع: ملحقات إحقاق الحق ج3 ص46 وما بعدها، نقله عن جمع ممن قدّمناه، وعن الثعلبي في تفسيره، ومعالم التنزيل ج1 ص302 ومصابيح السنة ج2 ص204 وأحكام القرآن لابن العربي ج1 ص115 وجامع الأصول ج9 ص470 وتلخيص الذهبي ذيل المستدرك ج3 ص150 ومطالب السؤول ص7 والرياض النضرة ص188 وتفسير النسفي ج1 ص136 وتبصير الرحمن ج1 ص114 ومشكاة المصابيح ج2 ص356 والكاف الشاف ص226 والمواهب للكاشفي ج1 ص71 ومعارج النبوة ج1 ص315 والإكليل ص53 وتفسير الجلالين ج1 ص33 وتفسير أبي السعود ج2 ص143 ومدارج النبوة ص500 ومناقب مرتضوي ص44 والإتحاف بحب الأشراف ص50 والجواهر للطنطاوي ج2 ص120 ورشفة الصادي ص35 وكفاية الخصام ص39. وراجع أيضاً ج9 ص70 عن منهاج السنة لابن تيمية ج4 ص34 ومقاصد المطالب ص11 والمنتقى ص188 ونزول القرآن في أمير المؤمنين «عليه السلام» لأبي نعيم (مخطوط)، وأرجح المطالب ص55 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص194 ومرآة الجنان ج1 ص109 وشرح المقاصد للتفتازاني ج2 ص219 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص43 وإمتاع الأسماع ص502 والمواقف ج2 ص614 وشرح ديوان أمير المؤمنين «عليه السلام» ص184 وراجع أيضاً ج5 ص59 و 102 وج14 ص131 ـ 148.
([20]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص420 ومكاتيب الرسول ج3 ص152 فما بعدها إلى ص156 و 165 عن المصادر التالية: البداية والنهاية ج5 ص55 وتاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص584 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص67 وفي (ط أخرى) ص72 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ق2 ص35 وفي (ط أخرى) ج1 ص287 وتفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي (في تفسير الآية 61 من آل عمران ـ آية المباهلة) (الطبعة الفهلوية) ج1 ص576 ومستدرك الوسائل للنوري ج11 ص133 والإرشاد للمفيد ص78 وفي (ط أخرى) ص79 والأموال لأبي عبيد ص272 ـ 275 وفي (ط أخرى) ص187 وراجع ص39 ورسالات نبوية ص62 ـ 66 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص76 والخراج لأبي يوسف ص72 وفي (ط أخرى) ص78 وحياة الصحابة ج1 ص121 وزاد المعاد لابن القيم ج2 ص40 و 41 ومدينة العلم ج2 ص299 وجلاء الأذهان (تفسير گازر) ج2 ص62 وغاية المرام ص301 والأموال لابن زنجويه ج2 ص449 و 450 وج1 ص948 وأعيان الشيعة ج1 ص417 ونشأة الدولة الإسلامية ص313.
قال البلاذري في الفتوح ص76 وفي (ط أخرى) ص87 و 88 بعد نقل الكتاب: «وقال يحيى بن آدم: وقد رأيت كتاباً في أيدي النجرانيين، كانت نسخته شبيهة بهذه النسخة وفي أسفله: وكتب علي أبو طالب ولا أدري ما أقول فيه»!!
وراجع: الوثائق السياسية: ص175/94 نقله عن جمع ممن تقدم وعن الأصل للشيباني (خطيات مراد ملا وعاطف وفيض وآياصوفيا بإستانبول كتاب السير= = باب ما جاء عن النبي وأصحابه في أهل نجران وبني تغلب) وإمتاع الأسماع للمقريزي خطية كوپرلو ص1037 و 1038 و 1650 والوثائق السياسية اليمنية لمحمد علي الأكوع الحوالي ص94 ـ 96 قال: وراجع أيضاً مخطوطة التأريخ المجهول وراجع أيضاً: ص718 من الوثائق.
وأوعز إليه في النهاية لابن الأثير في مادة: «وقه» و «وقف» و «هف» و «وفه» و «ربي» وراجع: الفائق ج1 ص179 ولسان العرب، وأقرب الموارد في هذه المواد، وراجع: معجم البلدان ج5 ص265 و 269 ونيل الأوطار ج8 ص58 وفتح الباري ج8 ص74 والكامل لابن الأثير ج2 ص293 وعون المعبود ج3 ص133 وأبا داود ج3 ص167 والمنار ج3 ص322 وتذكرة الفقهاء للعلامة الحلي ج1 ص441 وإعلام الورى ص130 ومآثر الإنافة ج3 ص237 وثقات ابن حبان ج2 ص123 والسيرة الحلبية ج3 ص212 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص4 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ق2 ص57 وكنز العمال ج14 ص247 وج4 ص323 والبحار ج21 ص277 و 338 و 372 والإصابة ج3 ص192 في غيلان بن عمرو، والمنتظم لابن الجوزي ج4 ص3. والخراج لقدامة بن جعفر (مخطوطة پاريس) ورقة 125 وزاد المعاد ج3 ص41 والفائق مادة «وهف» واللسان مادة «وقف» وإمتاع الأسماع ج1 ص502 وغريب الحديث لأبي عبيد (خطية كوپرلو) ورقة 72 ـ ب والنهاية مادة «ثلل» و «ثوي» و «ربي». قال: وانظر كايتاني ج10 ص60.
([21]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص420 ومكاتيب الرسول ج3 ص149 وزاد المعاد لابن القيم ج3 ص41 ورسالات نبوية ص66، وإمتاع الأسماع ج14 ص72.
([22]) مكاتيب الرسول ج3 ص148 عن المصادر التالية: الطبقات الكبرى ج1 ص266 وفي (ط أخرى) ج1 ق2 ص21 والبداية والنهاية ج5 ص55 ورسالات نبوية ص66 وحياة الصحابة ج1 ص123 وزاد المعاد ج3 ص41 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص76 ومدينة العلم ج2 ص297 وإعلام الورى ص79 ومجموعة الوثائق السياسية ص179/95 عن جمع ممن قدمناه، وإمتاع المقريزي (خطية كوپرلو) ص1038 وسبل الهدى للشامي خطية باريس /1992 ورقة 65 ـ ألف وراجع أيضا ص718 .
([23]) مكاتيب الرسول ج3 ص148.
([24]) كما ذكره البلاذري، وابن كثير، وابن قيم الجوزية.
([25]) ذكر ذلك أبو عبيد، وابن زنجويه.
([26]) ذكر ذلك أبو يوسف.
([27]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص82.
([28]) فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص78.
([29]) السنن الكبرى ج10 ص120 ومعجم البلدان ج5 ص269 ومكاتيب الرسول ج3 ص170 عن المصادر التالية: المصنف لابن أبي شيبة ج14 ص550 و 551 عن سالم، وكنز العمال ج4 ص323 عن ابن أبي شيبة، والأموال لأبي عبيد، والبيهقي وج14 ص247 عن البيهقي عن عبد خير، والأموال لابن زنجويه ج1 ص276 و 418 عن سالم، والخراج لأبي يوسف ص80 قال: وكان الكتاب في أديم أحمر، والأموال لأبي عبيد ص143/273 والمطالب العالية ج4 ص41.
([30]) مكاتيب الرسول ج3 ص181 و 182 ، وراجع المصادر في الهوامش السابقة.
([31]) الآية 64 من سورة آل عمران.
([32]) راجع: البحار ج9 ص70 وج21 ص287 عن إقبال الأعمال، وراجع: تفسير الكشاف ج1 ص371 والجامع لأحكام القرآن ج4 ص105 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص213 و 214 وتفسير الثعالبي ج1 ص275 وجامع البيان للطبري ج3 ص410 وتفسير الرازي ج8 ص90 والعجاب للعسقلاني ج2 ص688 والدر المنثور ج2 ص40.
([33]) مكاتيب الرسول ج2 ص398 عن المصادر التالة: تاريخ الأمم والملوك ج3 ص213 وعمدة القاري ج1 ص88 وفتح الباري ج1 ص36 والسيرة الحلبية ج3 ص275 وكنز العمال ج10 ص417 و 418. وتفسير الثعلبي ج9 ص220 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص77.
([34]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص422 وإمتاع الأسماع ج14 ص71 والبداية والنهاية ج5 ص67 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص106.
([35]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص191 عن ابن سعد، وفتح الباري، والإصابة، وعن المدائني. وفتح الباري ج8 ص74.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page