إنّ حصيلة العمر المثمر لذلک العالم الفريد هو ما لاحظناه من تأليفه أكثر من أربعين كتاباً ورسالة وحاشية، وطبع بعضها عشرات المرات. وأهمّ مؤلّفاته هو العروة الوثقى .
لكن ثمة كتابان ، أحدهما: (الحاشية على المكاسب )، وهو حاشيته على مكاسب الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري، وهو من أهمّ النصوص الفقهية التحقيقية. وقد اتّخذه العديد من الفقهاء ملاكاً لتدريس خارج الفقه سابقاً وحالياً. ويقول الفقهاء: إنـّه يمكن معرفة مهارات السيّد الفقهيّة من خلال حاشيته على المكاسب. وقد كُتبت حواشي عديدة على كتاب المكاسب، وجميع الفقهاء الكبار أو قسم منهم كتبوا حواشي عليه. (نقلاً عن الاُستاذ علي الدواني). وأما الاخر، فهـو:
العروة الوثقى :
فقيه بيت الوحي ماخاب في عروته الوثقى من استمسكا
فإنّ أهل البيت أدرى بما في البيت من أحكامه مدركا
كاظم أهل البيت بالعروة الو ثقى أتى فاستوجب الشكرا
والناس في الأشياء قد تستوي وما استوت علماً ولا خبرا
والشرع بيت للهدى قائم والبيت أهلوه به أدرى
إنّ أهمّ وأكمل أعماله هو كتاب «العروة الوثقى» الّذي طبع ونشر لمرّات عديدةٍ في مختلف الدول. وقد اكتسب الكتاب شهرة عالميّة، وكان في وقته سيّد الرسائل العمليّة عند عامة الشيعة. وبعد وفاة السيّد اليزدي كان يرجع إليه ويستند عليه في الفتوى علماء الشيعة الكبار، مثل آية الله السيّد محسن الحكيم، الّذي كتب شرحاً استدلالياً على هذا الكتاب في أربعة عشر مجلّداً (حسب طبعة بيروت) باسم «مستمسک العروة الوثقى».
كتب العديد من العلماء والمراجع شروحاً وحواشي على هذا الكتاب. وقد ذكر السيّد الروضاتي في كتابه «حياة سماحة آية الله چهار سوقي» أنّها تبلغ مائة شرح وحاشية. وأشهر الشروح والحواشي كتبت بأقلام هؤلاء العلماء والآيات العظام، أمثال: السيّد محمّد الفيروزآبادي اليزدي (1345 ه .ق)، والميرزا محمّد حسين بن عبدالرحيم النائيني اليزدي (1355 ه .ق)، والشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي (1355 ه .ق)، والشيخ ضياء الدين العراقي (1361 ه . ق )، والسيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (1365 ه .ق)، والحاج السيّد حسين الطباطبائي القمّي (1366 ه .ق)، والشيخ محمّد رضا آل ياسين (1370 ه . ق )، والسيّد حسين الطباطبائي البروجردي (1380 ه .ق)، والسيّد محمود الحسيني الشاهرودي (1394 ه . ق) و.....
وتوجد كذلک تعليقتان لكلٍّ من: السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي (1413 ه .ق)، والسيّد عبد الهادي الشيرازي (1382 ه .ق). وقد ترجم العروة الوثقى إلى اللغة الفارسية وطبعها المرحوم الشيخ عباس القمّي (صاحب مفاتيح الجنان) والسيّد أبو القاسم الإصفهاني معاً باسم (الغاية الوثقى) أو (الغاية القصوى في ترجمة العروة الوثقى). وكُتبت أيضاً حواشي على هذه الترجمة منها: حاشية آية الله السيّد محمّد الفيروزآبادي باسم «حاشية الغاية الوثقى». وكتب المرحوم آية الله المرعشي النجفي أيضاً تعليقات على هذا الكتاب باسم «الغاية القصوى لمن رام التمسّک بالعروة الوثقى» في مجلدين كبيرين وقام بطبعهما.
من الواضح ، أنّ كتاباً يتميّز بأهميته العلمية ، لابدّ وأن يحظى بالتقدير الكبير لدى المعنيين بشؤون الفقه وسواه ، ولذلک كتب الكثير عن المدونة المذكور، نعرض للبعض من ذلک ، جاء في أحدها ما يأتي :
أهمّ آثاره المار ذكرها
- الزيارات: 410