السؤال المطروح: ما الذي حصل؟ ولماذا أغضبكم؟
قبل كل شيء لا بد أن نعلم أن هذه بطولة دولية، وفي البطولات الدولية هناك أعراف وقوانين عامة، فضلاً عن قوانين البلد الذي تقام فيه البطولة.
ففي بلدان الخليج مثلاً تبرز مظاهر السفن القديمة، أو الإبل، عند اشتراكهم في البطولات أو إقامتهم لها.
وما ذلك إلا اعتزازاً بهويتهم.
ولو أقيمت البطولة الحالية في البصرة لكانت النخلة هي السمة البارزة، وكذلك لو أقيمت في الناصرية لكانت آثار أور مثلاً حاضرة ظاهرة البصمات.
فمن الناحية الثقافية يجعل البلد المقيم للبطولة أو المشارك فيها، تلك المناسبة فرصة لتسويق ما لديه من معالم حضارية ثقافية.
ومن البديهي أن المعلم الأول في كربلاء هو المراقد الطاهرة وآثار الفاجعة التي حصلت في ملحمة يعلمها العالم كله، ويتعلم منها.
فطبقاً للأعراف المعمول بها في العالم كان لا بد من حضور البصمة الحسينية في المهرجان المذكور لتعكس أبرز ما في المدينة المقدسة من معالم.
والأمر الآخر: أن هذه المدينة مقدسة، وطبقاً للمادة 24 من الدستور العراقي يلزم احترامها
يقول الدستور:  المدن المقدسة لها حرمة لايجوز انتهاكها بأي فعل مخالف للاداب او الاخلاق العامة ويحضر فيها ممارسة كل فعل فاضح مخل بالحياء.
وما جرى في الملعب مخالفة للدستور أولاً، ولا يتلاءم مع طابع المدينة الديني ورموزها المعروفة: الحسين، العباس، زينب.
ثم إن هذه المدينة تتجاوز حدود الدولة العراقية بكثير، وهذا التصرف يُغضب الشيعة في العالم، ولا بد من مراعاة مشاعر وتوجهات وعقائد هؤلاء.
فاستنكارنا إذن نابع من قيمنا الدينية، وطبقاً للدستور، وانطلاقاً مما تعارف عليه الناس في مثل هذه البطولات.
فمن المؤسف أن يحرف بعضهم بوصلة الحديث باتجاه الحلال والحرام، فيتصور أننا نريد فرض الدين بالقوة، أو أننا نغضب من نفس الممارسات بذاتها، بحجة أنها موجودة أو منتشرة، أو أنها أصبحت من ثقافات الشعوب.
فمن يتصور أن ثقافة الآخر هي التي يجب أن تحكم، وأن ثقافتنا يجب أن تكون محكومة دائماً، ولو على حساب الدستور، فهو يسبح في عالم من الدكتاتورية والتسلط، الذي نرفضه بقوة، ولن نتوانى في مواجهته. ....

أضف تعليق