طباعة

مقدّمة المقرّر

  بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك المعبود، ذي العطاء والمنِّ والجود، واهب الحياة وخالق الوجود، الذي اتَّصف بالصمدية وتفرَّد بالوحدانية، والملائكة وأُولو العلم على ذلك شهود، والصلاة والسلام على خير أصفيائه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمَّة الطاهرين أسرار الوجود.
وبعد، قال مولانا أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السلام): «إِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لأَنَّهَا تُشْبِه الْحَقَّ، فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا الْيَقِينُ، وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا الضَّلَالُ، وَدَلِيلُهُمُ الْعَمَى، فَمَا يَنْجُو مِنَ المَوْتِ مَنْ خَافَه، وَلَا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّه»(٢).
ما لا شكَّ فيه ولا ريب أنَّ في كلِّ زمانٍ توجد حملات من قِبَل البعض لتشكيك المؤمنين ببعض العقائد والأحكام التي يُراد بها تضعيف المذهب الحقِّ والحدِّ من انتشاره. والتشكيك بمنظومة الدين والمؤسَّسة الدينية وعلى رأسها العلماء والفقهاء الذين بذلوا جهد السنين لإيصال معالم الدين إلى أتباع الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام).
وقد اعتمد هؤلاء المشكِّكين على وسائل وطُرُق غير خاضعة للدقَّة والأمانة العلمية، وذلك لأجل الانتصار للهويَّة أو التحزّبية وغيرها من المآرب التي بانت واضحة لكلِّ متدبِّر وناظر في وقتنا المعاصر.
وعلى الرغم من كلِّ هذا فإنَّنا على يقين وبحمد الله بأنَّ هذا المذهب الحقّ محفوظ برعاية الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) ونوّابه من العلماء العاملين، حيث إنَّنا نجد في كلِّ عصر ترد فيه مثل هذه الهجمات هنالك من العلماء والفقهاء والأستاذة في الحوزة العلمية حفظهم الله جميعاً ورحم الماضين منهم من يتصدّى لردِّ هذه الشبهات وبيان مواطن الزيغ فيها ودفعها وصون المؤمنين من الوقوع في غياهبها، وليس ذلك إلَّا دفاعاً عن شريعة سيِّد المرسلين وسيرة الأئمَّة الطاهرين والفقهاء من الطائفة الحقَّة.
وبين يديك عزيزي القارئ باقة من إفاضات سماحة سيِّدنا الأُستاذ أحمد الإشكوري حول ما يُطرَح في الساحة المعاصرة من شبهات تتعلَّق بفريضة الخُمُس وما يدور حولها من الأسئلة، التي ألقاها على مسامعنا سماحة السيِّد في مجلس درسه وبعض الجلسات العلمية.
ونسأل الله له المزيد من الحفظ والتوفيق، وأن يجعله ذخراً للدين والمذهب، بحقِّ محمّد وآل محمّد.

وسام البغدادي
النجف الأشرف
(١٥/ شعبان/ ١٤٣٩هـ)
***************
(١) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ج ١/ ص ٣٤٧/ ح ٢١٦).
(٢) نهج البلاغة (ص ٨١/ الخطبة ٣٨).