طباعة

مطلوبية الانتظار لضمان معرفة الإمام (عليه السلام)

 وممَّا يشهد لكون الانتظار لا يُراد لنفسه، بل لما يلازمه من المعرفة بالإمام، جملة من الروايات التي دلَّت على أنَّه متى ما عرف الإنسان إمامه فقد نال الفرج، ومن هنا كان انتظار الفرج من الفرج، فالكربة هي كربة فقدان معرفة الإمام (عليه السلام).
فقد روى الشيخ في (الغيبة) عن الفضل، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن شيء من الفرج، فقال: «أوَلست تعلم أنَّ انتظار الفرج من الفرج؟»، قلت: لا أدري إلَّا أن تُعلِّمني، فقال: «نعم، انتظار الفرج من الفرج»(٨٨).
ورواية أبي بصير وهي مرفوعة وفي سندها البطائني، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلتُ فداك، متى الفرج؟ فقال: «يا أبا بصير، وأنت ممَّن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فُرِّج عنه بانتظاره»(٨٩).
ورواية زرارة وهي حسنة لمكان إبراهيم بن هاشم، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «اعرف إمامك، فإنَّك إذا عرفته لم يضرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر»(٩٠).
فإذا لم يضرّ التقدُّم أو التأخُّر، والأصل هو معرفة الإمام (عليه السلام)، تبيَّن أنَّ المراد الأصلي هو غير الانتظار، ولا الأمر المنتظَر.
ورواية إسماعيل بن محمّد الخزاعي، قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا أسمع، فقال: تراني أدرك القائم (عليه السلام)؟ فقال: «يا أبا بصير، ألست تعرف إمامك؟»، فقال: بلى والله، وأنت هو، فتناول يده، وقال: «والله ما تبالي - يا أبا بصير - أن لا تكون محتبياً بسيفك في ظلِّ رواق القائم (عليه السلام)»(٩١).
ورواية عمرو بن أبان - ولم يُوثَّق -، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اعرف العلامة، فإذا عرفت لم يضرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، إنَّ الله تعالى يقول: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾ [الإسراء: ٧١]، فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر (عليه السلام)»(٩٢).
***************
(٨٨) الغيبة للطوسي: ٤٥٩/ ح ٤٧١.
(٨٩) الغيبة للنعماني: ٣٥١/ باب ٢٥/ ح ٣.
(٩٠) الغيبة للنعماني: ٣٥٠/ باب ٢٥/ ح ١.
(٩١) الغيبة للنعماني: ٣٥١/ باب ٢٥/ ح ٤.
(٩٢) الغيبة للنعماني: ٣٥٢/ باب ٢٥/ ح ٦.