طباعة

ما هي علامات الظهور؟

 إنَّ علامات الظهور كثيرة جدَّاً، وقد قُسِّمت إلى حتمية وغير حتمية، ولكن (النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمَّة (عليهم السلام) يختارون بعض الحوادث الكبرى الملفتة للنظر، ممَّا يعلمون وقوعه في المستقبل، بالوحي والإلهام، فيُخبِرون به مرتبطاً بالظهور، حتَّى إذا ما وقعت الحادثة في الأزمان ثبت عند الجيل المعاصر لها والأجيال المتأخّرة عنها صدق هذه الأخبار بالحسِّ والوجدان...)(٤٨٢).
ومن هنا، سنذكر بعضاً من مهمّ العلامات.
ولكن قبل ذكر ذلك، لا بدَّ أن نعرف أنَّه يمكن فهم العلامات بنوعين من الفهم، أحدهما سمّي بالفهم الحرفي، والآخر بالفهم الرمزي، فالأوَّل يعني فهم العلامة حرفياً كما وردت في الرواية، فالدجّال والسفياني شخصان يقودان خطّ الفساد ومحاولة القضاء على حركة المهدي (عليه السلام)، واليماني رجل يُمثِّل خطّ الإيمان والتمهيد للمهدي (عليه السلام)، والفهم الثاني يعني فهم الروايات بفهم رمزي تأويلي، وعليه يكون الدجّال والسفياني رمزين للحركات المنحرفة العاملة ضدّ المهدي (عليه السلام).
وعلى كلِّ حالٍ، الظاهر من الروايات الشريفة لمن اطَّلع عليها أنَّ مثل السفياني واليماني والخراساني هم شخصيات حقيقية لا رمزية، نعم، مثل الدجّال لو صحَّت رواياته فربَّما يظهر منها أنَّه يُمثِّل حركة فكرية لا شخصاً بعينه، على أنَّه يمكن حمله على الشخص الحقيقي، وعلى كلِّ حالٍ، لا يهمّنا التعرّض لمثل هذه المسألة الآن.
المهمّ لنا الآن أن نتعرَّف على العلامات البارزة كما ذكرت ذلك الروايات الشريفة.
والعلامات المذكورة في الروايات كثيرة، ولكن سأُحاول هنا ذكر ما له دخل في التمحيص الإلهي والابتلاءات التي تمرُّ على المؤمن زمن الغيبة، حتَّى نكون على اطّلاع بها، وبالتالي نضمن - ولو جزئياً - عدم الوقوع في شراكها.
وأهمّ العلامات هي ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكيَّة، والخسف بالبيداء»(٤٨٣).
***************
(٤٨٢) تاريخ الغيبة الكبرى للسيّد محمّد الصدر: ٤٤٣ و٤٤٤.
(٤٨٣) كمال الدين: ٦٥٠/ باب ٥٧/ ح ٧.