طباعة

دور الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى

 إنَّ الإمام المهدي عليه السلام له دور عظيم في عصر الغيبة الصغرىٰ _ مضافاً إلىٰ أدواره التكوينية والتشريعية العامّة _ ألَا وهو: متابعة الشبهات وتزويد العلماء بما يدفعون به الشبهات وحفظ الشيعة من المخاطر، فعن علي بن محمّد، قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحِيَر، فلمَّا كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني، فقال له: ألقِ بني الفرات والبرسيين وقل لهم: لا يزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يُتفقَّد كلّ من زار فيقبض عليه(٩٦). فعُلِمَ سبب نهي الإمام عليه السلام عن زيارة مقابر قريش والحِيَر.
مضافاً إلىٰ ذلك حفظه عليه السلام للوكلاء في زمن الغيبة الصغرىٰ، فعن الحسين بن الحسن العلوي، قال: كان رجل من ندماء روز حسني وآخر معه، فقال له: هو ذا يجبي الأموال وله وكلاء وسمّوا جميع الوكلاء في النواحي، وأنهىٰ ذلك إلىٰ عبيد الله بن سليمان الوزير، فهمَّ الوزير بالقبض عليهم، فقال السلطان: أُطلبوا أين هذا الرجل فإنَّ هذا أمر غليظ، فقال عبيد الله بن سليمان: نقبض علىٰ الوكلاء، فقال السلطان: لا، ولكن دسّوا لهم قوماً لا يعرفون بالأموال، فمن قبض منهم شيئاً قُبِضَ عليه، قال: فخرج بأن يتقدَّم إلىٰ جميع الوكلاء أن لا يأخذوا من أحد شيئاً وأن يمتنعوا من ذلك ويتجاهلوا الأمر، فاندسَّ لمحمّد بن أحمد رجل لا يعرفه وخلا به فقال: معي مال أُريد أن أُوصله، فقال له محمّد: غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئاً، فلم يزل يتلطَّفه ومحمّد يتجاهل عليه، وبثّوا الجواسيس وامتنع الوكلاء كلّهم لما كان تقدَّم إليهم(٩٧).
***************
(٩٦) الكافي ١: ٥٢٥/ باب مولد الصاحب عليه السلام/ ح ٣١.
(٩٧) الكافي ١: ٥٢٥/ باب مولد الصاحب عليه السلام/ ح ٣٠.