طباعة

مفاهيم الانتظار

 والانتظار علىٰ مفهومين: سلبي وإيجابي:
أمَّا الانتظار السلبي فهو أن نكفَّ أيدينا ونأخذ راحتنا ونأكل ونشرب وننتظر أن يظهر الإمام المهدي عليه السلام ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما قال بنو إسرائيل لموسىٰ عليه السلام: (اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) (المائدة: ٢٤).
وأمَّا الانتظار الإيجابي فهو أن نَعُدَّ أنفسنا لنصرته عليه السلام، وذلك يحصل بتعلّم مسائل العقيدة، ومعرفة الحلال من الحرام، والتفقّه في أُمور الدين، فقد ورد عن صادق أهل البيت عليهم السلام: (لوددت أنَّ أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتَّىٰ يتفقَّهوا)(١١٠).
وليس مراده عليه السلام الفقهاء بل جميع أصحابه حتَّىٰ الشباب، فعلىٰ الإنسان أن يعرف ما يُدخله في الصلاة وما يُخرجه منها، أن يعرف أنَّه إذا ترك قراءة الحمد والسورة في الصلاة إلىٰ أن ركع هل يجب عليه الإعادة أم لا؟ كلّ هذه الأُمور يجب علىٰ الإنسان أن يعرفها.
مع الأسف هناك كثير من الناس لا يعرف حكم العمل بالبنوك، لا يعرف حكم شراء الأسهم البنكية التي تتعاطىٰ الربا مع أنَّه حرام عند جميع الفِرَق الإسلاميّة.
إذن علينا أن ننتظر الإمام المهدي عليه السلام بإعداد أنفسنا لنصرته بأن نتفقَّه في الدين، بأن ندرس العقائد والأحكام وغيرها من العلوم الدينية. قد يقول البعض: بأنّي أحضر المنبر وأستمع إلىٰ المحاضرات الدينية، نقول: هذا جيّد ولكن المنبر غير كافٍ، قد يعطيك المنبر ثقافة عامّة لكن لا يكفي ذلك لإخراج أشخاص متخصّصين، بل لا بدَّ أن يأخذ الإنسان دورة كاملة في العقائد والفقه وغيرها من العلوم التي هو بحاجة إليها.
***************
(١١٠) الكافي ١: ٣١/ باب فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه/ ح ٨.