• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أولاً ـ معنى البداء([1])

أولاً ـ معنى البداء([1])

 

بمناسبة الحديث عن النسخ في الأحكام وهو في اُفق التشريع ، وبمناسبة أن النسخ كالبداء وهو في اُفق التكوين ، وبمناسبة خفاء معنى البداء على كثير من علماء المسلمين . . . بمناسبة كلّ ذلك وجب أن نذكر شيئاً في توضيح البداء ] فنقول [ :

البداء بالمعنى الذي تقول به الشيعة : «الإبداء : الإظهار حقيقة»([2]) ، وإطلاق البداء عليه ـ مع أنّه في الحقيقة إبداء ـ من جهة أنّه أشبه شيء بالبداء في المخلوق([3]) .

] كما [ أنّ اطلاق لفظ «البداء» على المعنى المزبور ـ الذي هو بمعنى الإبداء حقيقة ـ مبني على التنزيل والإطلاق بعلاقة المشاكلة ، كما وقع نظير ذلك في جملة من الاستعمالات القرآنيّة ، كقوله تعالى : (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً)([4]) ، وقوله تعالى : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً)([5]) ، وقوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)([6]) ، وغيرها ممّا لا يخفى([7]) .

بيان ذلك : إنّ إطلاق البداء على ما ذكرنا إمّا نلتزم بأنّه خلاف الظاهر من جهة القرينة العقليّة الدالّة عليه وهي استحالة خفاء شيء له تعالى ، وأنّه لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة .

أو نقول : إنّه على الحقيقة ، ولا يستلزم نسبة الجهل إليه تعالى ، ونجيب بما فسّر به قوله تعالى : (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً)([8]) ، وغير ذلك ممّا هو ظاهر في حدوث العلم له تبارك وتعالى ، وهو أنّ لله تعالى علمين :

أحدهما : إنكشاف جميع الأشياء عنده ، وهو حاصل له تعالى قبلها وحينها وبعدها ، وعين ذاته ، ويستحيل تغيّره .

وثانيهما : كون الشيء بمشاهدته ومحضره تعالى ، ومن الواضح أنّه فرع وجود الشيء ، فما لم يوجد يستحيل كونه مشاهداً له وبمحضره تعالى ، فهي سالبة بانتفاء الموضوع ، والآيات الظاهرة في حدوث علمه تعالى ناظرة إلى هذا العلم لا تأويل فيها ، بل هي على ظاهرها ولا محذور فيه ; فإنّ العلم بهذا المعنى حاصل له قطعاً ، وهو حدوثي بلا شبهة ، ويسمّى في الروايات بالعلم النافذ من جهة أنـّها عين مشيئته تعالى النافذة الحادثة وليس شيئاً غيرها([9]) .

] وكيف كان [ فالقول بالبداء عبارة عن الاعتراف بكون العالم بأجمعه تحت سلطان الله ـ جلّت عظمته ـ حدوثاً وبقاءً ، وبأنّ إرادة الله تعالى ماضية ومشيئته نافذة ولو كان ذلك على خلاف قضائه الموقوف([10]) .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] جمعنا ما يتعلّق ببحث البداء من جميع ما نسب إلى السيد الخوئيرحمه الله عدا ما في رسالته في البداء; لكونها مطبوعة مستقلاًّ ، وهي في متناول القرّاء .

[2] البيان : 385 ، 394 .

[3] الهداية في الاُصول 2 : 388 .

[4] الأنفال : 66 .

[5] الكهف : 12 .

[6] هود : 7 .

[7] أجود التقريرات 2 : 409 .

[8] الأنفال : 66 .

[9] الهداية في الاُصول 2 : 388 ـ 389 .

[10] أجود التقريرات 2 : 408 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page