تحرير محلّ النزاع
حدثت هذه المسألة ـ حدوث القرآن وقدمه ـ بعد انشعاب المسلمين شعبتين : أشعري وغير أشعري . فقالت الأشاعرة بقِدم القرآن ، وبأنّ الكلام على قسمين : لفظي ونفسي ، وأنّ كلام الله النفسي قائم بذاته وقديم بقدمه وهو إحدى صفاته الذاتية ، وذهبت المعتزلة والعدليّة إلى حدوث القرآن ، وإلى انحصار الكلام في اللفظي ، وإلى أنّ التكلّم من الصفات الفعلية([1]) .
]وبعبارة أُخرى :[ ذهبت الأشاعرة إلى أنّ الكلام ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : ما يكون مندرج الحصول بنحو التعاقب ، ويسمّى بالكلام اللفظي .
وثانيهما : ما يكون بسيطاً ومن قبيل الألفاظ وغير قابل للإنقسام أصلاً ، وهو قائم بالنفس نظير سائر الصفات النفسانية ، ويسمّى بالكلام النفسي ، وانقسامه إلى الخبرية والإنشائية ونحو ذلك يكون بلحاظ تعلّقه بالكلام اللفظي . وقد استدلّوا عليه بوجوه([2]) ]يأتي التعرّض لها[ .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المصدر السابق : 405 ـ 406 .
[2] دراسات في علم الاُصول 1 : 149 .