طباعة

وهم ودفع

وهم ودفع

 

]ورد في الحديث القدسي الشريف أنّ الله تبارك وتعالى قال : «يا ابن آدم بمشيئي كنت أنت الذي تشاء ، فأنت أولى بسيّئاتك منّي ، وأنا أولى بحسناتك منك»([1]) ، بتوهّم أن نسبة الفعل الاختياري إلى العبد والباري جلّ وعلا معاً في الطاعة والمعصية نسبة واحدة بلحاظ انتساب الفعل ـ طاعة أو معصية ـ إلى العبد من جهة ، وإلى الله تعالى من جهة اُخرى ، فما وجه الأولويّة في كلّ من الطرفين ؟[

الظاهر أنّ منشأ الأولويّة هو أنّ الله تعالى إنّما أعطى عبده نعمة الوجود والقدرة والشعور وغيرها ليشكره ويصرف كلّ ما أنعم الله به عليه في محلّه ، فإن فعل ذلك فقد عمل بوظيفته وشكر منعمه ، ومع ذلك فالله هو وليّ الإحسان الذي منّ عليه بتمكينه من ذلك  ، وإن لم يفعل ذلك بل صرف النعمة في غير محلّها فقد فعل بسوء اختياره ، كما قال تعالى شأنه : (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)([2])([3]) .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] توحيد الصدوق : 343 - 344 ، ح13 .

[2] آل عمران : 117

[3] أجود التقريرات 1 : 142