طباعة

القبلة

القبلة
السؤال : أن مسألة القبلة والتي کانت باتجاه البيت المقدس غير صحيحة وهي أيضا من الخرافات و إنما القبلة منذ بداية الدعوة کانت باتجاه الکعبة الشريفة، حيث أن البيت الحرام موجود فمالداعي للمسلمين أن يتجهوا للمقدس في صلاتهم؟
و أن المسجد الموجود في المدينة المنورة و المسمي بمسجد القبلتين لم تکن فيه قبلة باتجاه القدس إنما البعض استحدث ذلک.
الجواب : قد اتفق المفسرون واتفقت الروايات من السنة والشيعة أن المسلمين کانوا يصلون إلی المسجد الاقصی في ابتداء الأمر ولما افتخر اليهود بذلک وجعلوه دليلا علی صحة طريقتهم ضاق المسلمون بذلک وکان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يتربص أن تتغير القبلة کما قال الله تعالی: (قد نری تقلب وجهک في السماء فلنولينک قبلة ترضاها) فبيناهم في أثناء الصلاة إذ جاءه جبرئيل ووجهه إلی صوب الکعبة فکانت نصف صلاته إلی جهة المسجد الاقصی ونصفها الآخر إلی جهة الکعبة ونزل قوله تعالی: (فول وجهک شطر المسجد الحرام).
قال الصدوق (رحمه الله) في (من لا يحضره الفقيه): وصلی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلی البيت المقدس بعد النبوة ثلاث عشرة سنة بمکة وتسعة عشر شهراً بالمدينة ثم عيرته اليهود فقالوا له: إنک تابع لقبلتنا. فاغتم غماً شديداً فلما کان في بعض الليل يخرج (صلی الله عليه وآله وسلم) يقلب وجهه في آفاق السماء فلما أصبح صلی الغداة فلما صلی من الظهر رکعتين جاء جبرئيل فقال له : (قد نری تقلب وجهک في السماء ...) ثم أخذ بيد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فحول وجهه إلی الکعبة وحول من خلفه وجوههم حتی قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال فکان أول صلاتهم إلی بيت المقدس وآخرها إلی الکعبة وبلغ الخبر مسجداً بالمدينة وقد صلی أهله العصر رکعتين فحولوا نحو القبلة فکانت أول صلاتهم إلی بيت المقدس وآخرها إلی الکعبة فسمي ذلک المسجد (مسجد القبلتين) والاحاديث في ذلک کثيرة لا يمکن غض النظر عنها وقد اعترض اليهود علی النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في تغيير القبلة فقال (صلی الله عليه وآله وسلم): (قبلة بيت المقدس في وقته حق ثم قبلة الکعبة في وقتها حق).