سؤال :هل يجوزالبداء في علم المعصوم بحيث يخبر المعصوم بشىء ويحصل خلافه؟ وما هو مدى صحة قصه النبي(ص)مع اليهودي الحطاب الذي أخبر النبي(صلى الله عليه وآله) عن موته ثمّ لم يمت لأنّه تصدق؟
الجواب : معنى البداء هو أن النبي(ص) أو الإمام(ع) يخبر بشىء على أساس القوانين العامة الطبيعية ولكن هناك مانع من حصول ذلك الشىء ولكن النبي(ص) أو الإمام (ع)يسكت عن ذلك وإن كان عالماً به ـ لمصلحة من المصالح ـ فيتخيّل الناس أن ما ذكره النبي(ص) أو الإمام(ع)لم يقع في الخارج بل وقع خلافه، مثلاً قد يخبر بموت شخص لأنّه بحسب الضوابط العامة سوف يموت في ذلك الوقت لكن موته في الواقع معلّق على عدم التصدِّ والنبي(ص) يعلم بذلك ويعلم بأنّه سوف يتصدِ ولا يموت لكن يسكت عن ذلك لمصلحة ولعلّها في المثال للاهتمام بشأن التصدِّ، فالبداء يكون في علم الناس حيث أنه يظهر ويبدو لهم ما كانو يجهلونه وأما النبي(ص)والأئمة(عليهم السلام)فكانوا يعلمون بالنتيجه غاية الأمر لم يخبروا بذلك، وقضية الحطاب والثعبان من هذا القبيل فإنّ موته كان معلّقاً على عدم التصدِّ والنبي(صلى الله عليه وآله) أخبر بذلك لكن الناس تخيّلوا أنه سوف يموت على كلّ حال ولما لم يمت تبيّن لهم خلاف ذلك.
وبعبارة اُخرى هناك كتابان كتاب المحو والإثبات وكتاب اللوح المحفوظ فتارة يخبر النبي(صلى الله عليه وآله)أو الإمام (عليه السلام) عن كتاب المحو والإثبات الذي فيه القوانين والضوابط العامة وقد تكون معلّقة على اُمور بحيث لو لم تتحقق تلك الاُمور لم تقع تلك الحوادث وقد يخبر عن اللوح المحفوظ الذي لا يتغيّر ولابدّ أن يتحقق في الخارج والنبي(صلى الله عليه وآله)والإمام(عليه السلام)عالمان بكليهما فقد يخبر عما في الأوّل وبما أنّه معلق على شىء ولم يتحقق المعلق عليه فيكون المكتوب في اللوح المحفوظ الواقع لامحالة خلافه.
هل يجوزالبداء في علم المعصوم بحيث يخبر المعصوم بشىء ويحصل خلافه؟
- الزيارات: 5187