س : هل سبق للسيدة خديجة بنت خويلد(ع) بالزواج من رجلين قبل زواجها من الرسول الأعظم (ص) ؟
بسمه تعالي : هناك شواهد وقرائن تدل علي كذب ما ذكره بعض المؤرخين ولقلة المصادر الصحيحة تبعهم بعض علمائنا مع أنه لم يرد في ذلك روايات صحيحة من اهل البيت (ع) ومن المقطوع ان التاريخ الصحيح لم يصل الينا وأن اصحاب السلطة غيّروا كثيراً من الوقائع التاريخية فالحزب القرشي الحاكم اراد ان يصوّر عائشة بعنوان الزوجة الوحيدة المدلّلة عند رسول الله (ص) والتي كانت بكراً وشابة فصوّروا خديجة بعنوان امراة عجوزة ثيبة قد تزوجت قبل رسول الله (ص) بزوجين ومن البديهي ان لا تنال اعجاب النبي (ص) ولا يكون لها مقام كمقام عائشة من قلبه وهذا خلاف الواقع قطعاً فقد كان رسول الله (ص) يحب خديجة حباً جماً ولم ينسها الي آخر عمره وكان يذكرها كثيراً مما أثار غيرة عائشة وعن عائشة قالت ما غرت علي امرأة ما غرت علي خديجة لما كنت اسمع رسول الله يذكرها وان كان ليذبح الشاة فيديها الي خلائلها (ينا بيع المودة / 170 ) و غيرها . والصحيح ان خديجة لم تتزوج قبل رسول الله (ص) وكان عمرها حين زواجها 25 سنة او ثلاثين سنة وكانت بكراً كما صرح بذلك البلاذري وغيره ومما يشهد بذلك مكانتها الاجتماعية فلا يعقل ان تتزوج خديجة مع ماكان لها من الشخصية والمقام المرموق والاموال الطائلة برجلين خاملين لم يكونا حتي من اوسط الناس هما عتيق بن عائذ وابو هالة هند بن زرارة فكيف ترضي خديجة ان تتزوج بهما واحداً بعد واحد وهي التي خطبها الاشراف وامتنعت من الزواج بهم ولم تجدهم اكفاء لها ثم لما ذا لم يهجرها نساء قريش حينما تزوجت بهذين الخاملين مع أن هذه النساء هجرن خديجة حين ما تزوجت محمد (ص) الذي كان ينتمي الي اشرف بيت من قريش كان له المكانة العالية في المجتمع حتي سمي بمحمّد الامين وكانت قريش تجعله حكماً في قضايا هم ومع ذلك هجرت النساء خديجة بعد زواجها بمحمّد بن الله بن عبد المطلب لمجرد انها امتنعت من الزواج برجال قريش وتزوجت يتيم ابي طالب مع ما هو عليه من المقام السامي في المجتمع آنذاك فكيف لم يهجرن خديجة لو كانت متزوجة بهذين الزوجين المزعومين ولم يكن زواج خديجه بمحمد (ص) بعد البعثة ليقال ان المشركين من قريش كانوا معادين لمحمد (ص) رجالاً ونساءاً بل كان قبل البعثة وفي ذلك الاوان كان محمد (ص) يشار اليه بالنبان من حيث العظمة و العزة والاخلاق الحميدة . وللمزيد راجع كتاب بنات النبي (ص) ام ربائبه للسيد جعفر مرتضي العاملي .
وبالمقايسة بين مارواه العامة في حقها وبين روايات أهل البيت (ع) يظهر بوضوح كيف اراد القوم تنقيصها والتقليل من اهميتها واسقاطها من منزلتها الرفيعة فقد روي العامة في كتبهم عن رسول الله (ص) أنه بشر خديجه ببيت من قصب لا ضحب فيه و لا نصب وقد تكرر نقل هذا الحديث في الكتب بهذه الصورة ومن الواضح ان الراوي تعمّد في تغيير وتحريف الرواية ولذا يسأل الانسان ما قيمة بيت من قصب في الجنة لخديجة ؟ والحال ان لغيرها قصوراً من الياقوت والعقيق واللؤلؤ و الزمرد لكن الرواية الصحيحة مارواه اولادها الائمة من أهل البيت (ع) ففي حديث طويل رواه العلامة في كشف الحق حول كيفية تزويج فاطمة الزهراء (ع) (قالت ام سلّمه : فلما ذكرنا خديجة بكي رسول الله (ص) ثم قال :خديجة واين مثل خديجة صدّ قتني حين كذبني الناس و وازرتني علي دين الله واعانتني عليه بمالها ان الله عزوجل أمرني ان ابشر خديجه بيت في الجنة من قصب الزمرد لاضحب فيه ولا نصب ) فانظر كيف اسقطوا كلمة الزمرد كما اسقطوا صدر الحديث للتقليل من شأن ام المؤمنين خديجة و يشهد لصحة ما ذكرناه ان الحديث رواه نفس العامة كما رواه الشيعة و ان البيت في الجنة يكون من قصب اللؤلؤ .
هل سبق للسيدة خديجة بنت خويلد(ع) بالزواج من رجلين قبل زواجها من الرسول الأعظم (ص) ؟
- الزيارات: 9752