س :هل عمر وابوبكر علی حق ام لا ؟ يعني هل اجلي قدرهم ام ابغضهم؟
بسمه تعالي : مجرد كون الشخص صحابياً للنبي(ص) لايجعل له قدسية و كرامة و انما العبرة بالايمان و التقوي و العمل الصالح و الاتباع الكامل لرسول الله (ص) وعدم مخالفته فقد كان في صحابة النبي(ص) منافقون كثيرون لا يعلمهم الا الله قال تعالي ( ومن اهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) و اذا كان المسلمون و النبي(ص) لا يعملون بالمنافقين او بعضهم فمن المقطوع انهم كانوا مندسّين في الصحابة و الا لعرفهم النبي(ص) مضافاً الي ان النبي(ص) لعن في آخر عمره الشريف من تخلف عن جيش اسامة بقوله: (جهزوا جيش اسامة لعن الله من تخلف منه) و قد كان كبار الصحابة من المتخلفين عن جيش اسامة و قد شملهم لعن النبي(ص) كما ان صحاح العامة تحدثنا عن قول رسول الله(ص): انا فرطكم علي الحوض و ليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فاقول يا رب اصحابي فيقال انك لاتدري ما احدثوا بعدك) و في لفظ آخر (يرد علي يوم القيامة رهط من اصحابي فيجلون عن الحوض فاقول يا رب اصحابي فيقول: انك لا علم لك بما احدثوا بعدك انهم ارتدوا علي ادبارهم القهقري) صحيح البخاري7/206 و 208.
و يكفي أن هؤلاء غصبوا حق علي(ع) في الخلافة و قد صرح النبي(ص) بأمر من الله تعالي بانه هو ولي الامر من بعده بقوله في غديرخم علي رؤوس الاشهاد(من كنت مولاه فهذا علي مولاه) و بايعه المسلمون بامر النبي الاعظم «قده» حتي ان عمر بن الخطاب قال لعلي بخٍ بخٍ يا علي اصبحت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة.
تاالله ما جهل الاقام موضعها                لكنهم ستروا وجه الذي علموا
قال النبي بها يوم الغدير لهم                و الله يشهد و الاملاك و الامم
كما يكفي في التبري عن هؤلاء أنهم اغضبوا الزهراء المعصومة و غصبوا حقها و نحلتها و ارثها من رسول الله(ص) و قد قال النبي(ص): (فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذي الله) و قال (ص) مخاطباً لفاطمة(ان الله ليغضب الغضبك و يرضي لرضاك) و في لفظ البخاري: (ان رسول الله(ص) قال: فاطمة بضعة مني فمن اغضبها اغضبني) و روی البخاري أيضاً عن رسول الله (ص) قال : ( {فاطمة} فانما هي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها). ثم ان البخاري نفسه روی عن عائشة ان فاطمة ابنة رسول الله (ص) سألت ابابكر بعد وفاة النبي(ص) ان يقسّم لها ميراثها مما ترك رسول الله(ص) مما افاء الله عليه فقال ابوبكر: ان رسول الله قال: لا نورّث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت ابابكر فلم تزل مهاجرته حتي توفيت.
و روي ابن قتيبة في الامامة و السلاسة1/13ـ 14 فقال عمر لابي بكر انطلق بنا الي فاطمة فانا قد اغضبناها فانطلقا جميعاً فاستأذنا علی فاطمة فلم تأذن لهما فاتيا عليّا فكلماه فادخلهما عليها فلما قعدا عندها حوّلت وجهها الي الحائط فسلّما عليها فلم ترد عليهما السلام...فقالت فاطمة(ع): أرأيتكما ان حدثتكما حديثاً عن رسول الله تعرفنانه و تفعلان به قالا نعم قالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) يقول: رضي فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي فمن احب فاطمة فقد احبني و من ارضي فاطمة فقد ارضاني و من اسخط فاطمة فقد اسخطني قالا نعم سمعناه من رسول الله (ص) قالت فاني اشهد الله و ملائكته انكما اسخطتماني و ما ارضيتماني و لئن لقيت النبي(ص) لا شكونكما اليه فقال ابوبكر: انا عائذ بالله تعالي من سخطه و سخطك يا فاطمة ثم انتحب ابوبكر وهي تقول: و الله لادعون الله عليك في كل صلاة اصيلها الخ)
قال الله تعالي(ان الذين يؤذون الله و رسوله اولئك لعنهم الله في الدنيا و الآخرة) و سيعلم الذين ظلموا ايّ منقلب ينقلبون.

أضف تعليق